مواعظ المفسرين (5/12)

عمر المقبل

New member
إنضم
06/07/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الموعظة الخامسة


قال العلامة السعدي في تفسيره لقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا) [الكهف الآيات 107-108] .
(أي: إن الذين آمنوا بقلوبهم، وعملوا الصالحات بجوارحهم، وشمل هذا الوصف جميع الدين، عقائده، وأعماله، أصوله، وفروعه الظاهرة، والباطنة، فهؤلاء -على اختلاف طبقاتهم من الإيمان والعمل الصالح -لهم جنات الفردوس ...
فجنة الفردوس نزل، وضيافة لأهل الإيمان والعمل الصالح، وأي ضيافة أجل وأكبر، وأعظم من هذه الضيافة ؟! المحتوية على كل نعيم، للقلوب، والأرواح، والأبدان، وفيها ما تشتهيه الأنفس. وتلذ الأعين، من المنازل الأنيقة، والرياض الناضرة، والأشجار المثمرة،. والطيور المغردة المشجية، والمآكل اللذيذة، والمشارب الشهية، والنساء الحسان، والخدم، والولدان، والأنهار السارحة، والمناظر الرائقة، والجمال الحسي والمعنوي، والنعمة الدائمة، وأعلى ذلك وأفضله وأجله، التنعم بالقرب من الرحمن ونيل رضاه، الذي هو أكبر نعيم الجنان، والتمتع برؤية وجهه الكريم، وسماع كلام الرؤوف الرحيم، فلله تلك الضيافة، ما أجلها وأجملها، وأدومها وأكملها"، وهي أعظم من أن يحيط بها وصف أحد من الخلائق، أو تخطر على القلوب.
فلو علم العباد بعض ذلك النعيم علما حقيقيا يصل إلى قلوبهم، لطارت إليه قلوبهم بالأشواق، ولتقطعت أرواحهم من ألم الفراق، ولساروا إليه زرافات ووحدانا، ولم يؤثروا عليه دنيا فانية، ولذات منغصة متلاشية، ولم يفوتوا أوقاتا تذهب ضائعة خاسرة، يقابل كل لحظة منها من النعيم من الحقب آلاف مؤلفة، ولكن الغفلة شملت، والإيمان ضعف، والعلم قل، والإرادة نفدت فكان ما كان، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) انتهى
.
 
كتب الله لكم شيخنا عمر الأجر على هذا الموضوع الرائع .
وإني أتساءل : هل هناك تفاسير غلب عليها الجانب الوعظي ، أو أعطته مزيد عناية واهتمام غير تفسير السعدي رحمه الله ؟
وما هي أهمية هذا الجانب للمشتغل بالتفسير والمتلقي له ؟
أرجو ألا تبخلوا علينا بالمشاركة والتفاعل ....
 
كتب الله لكم شيخنا عمر الأجر على هذا الموضوع الرائع .
وإني أتساءل : هل هناك تفاسير غلب عليها الجانب الوعظي ، أو أعطته مزيد عناية واهتمام غير تفسير السعدي رحمه الله ؟
وما هي أهمية هذا الجانب للمشتغل بالتفسير والمتلقي له ؟
أرجو ألا تبخلوا علينا بالمشاركة والتفاعل ....
ربما يكون تفسير الشيخ (أبو بكر الجزائري) أقرب إلى التربية والوعظ من غيره.
 
هناك تفسير وعظي متميز في هذا الباب جداً، وهو: "تفسير روح البيان للبروسوي" لكن فيه في الوقت نفسه خللاً كبيراً يكمن في:
1/ كثرة الأحاديث الموضوعة -لا الضعيفة-، بل استجاز المؤلف روايتها- أعني الموضوعة-، ونص بصراحة على جواز ذلك.
2/ ذكر التفسير الإشاري الفلسفي في نهاية كل عدد من الآيات.
3/ كثرة البدع والاستحسانات التي يعوزها الدليل، مثل : من قال يا قدير كذا مرة قدر على كل شي ومن قال يا عليم كذا مرة علم كل شي.
وقد اختصره الشيخ الصابوني، وسمى المختصر:" تنوير الأذهان من تفسير روح البيان للبروسوي"، وقد أزال كثيراً من أخطاء الكتاب وأبقى الجانب الوعظي، والكتاب مؤثر للغاية، وفيه لطائف بلاغية جميلة يفهم أكثرها القارئ الذي لم يدرس البلاغة.
 
هناك تفسير وعظي متميز في هذا الباب جداً، وهو: "تفسير روح البيان للبروسوي" لكن فيه في الوقت نفسه خللاً كبيراً يكمن في:
1/ كثرة الأحاديث الموضوعة -لا الضعيفة-، بل استجاز المؤلف روايتها- أعني الموضوعة-، ونص بصراحة على جواز ذلك.
2/ ذكر التفسير الإشاري الفلسفي في نهاية كل عدد من الآيات.
3/ كثرة البدع والاستحسانات التي يعوزها الدليل، مثل : من قال يا قدير كذا مرة قدر على كل شي ومن قال يا عليم كذا مرة علم كل شي.
وقد اختصره الشيخ الصابوني، وسمى المختصر:" تنوير الأذهان من تفسير روح البيان للبروسوي"، وقد أزال كثيراً من أخطاء الكتاب وأبقى الجانب الوعظي، والكتاب مؤثر للغاية، وفيه لطائف بلاغية جميلة يفهم أكثرها القارئ الذي لم يدرس البلاغة.
وهل كتاب الصابوني مطبوع؟
ويبقى الإشكال في مثل هذا الكتاب الذي يحتوي على هذه الأخطاء الشنيعة!!
 
كتاب الصابوني مطبوع ، لكني لم أره في الأسواق،وكان بعض أثرياء جدة يوزعه قبل سنوات مجاناً، أما كون الأخطاء في الكتاب شنيعة فهذا لا غبار عليه، لكن اختصار الصابوني أزال أكثر الأخطاء، وتبقى المشكلة في عدم وجود بديل يضاهيه في كثرة الوعظ ، ولعل احداً ينشط لتهذيب الكتاب وإزالة الأحاديث الموضوعة والتنبيه على الضعيفة، والله المستعان.
 
عودة
أعلى