ثانياً : د . محمد عبد الحليم سعيد . . صاحب أحدث ترجمة إنجليزية لمعانى القرآن الكريم
حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية من الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا - وهو أرفع وسام بريطانى - بسبب ترجمته لمعانى القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية بصورة عصرية يفهمها المواطن الغربى بسهولة، مما جعلها تدخل البيوت والمكتبات الغربية وتنتشر بصورة ملحوظة فى وقت قصير، وجعلها المولى عز وجل سببا فى اعتناق الكثير من الغربيين والبريطانيين للاسلام ، واحتفى به أبناء قريته فى «الأسدية» مركز أبوحماد محافظة الشرقية حينما عاد إليهم مؤخرا يحمل معه هذا الوسام الرفيع
■ السيرة الذاتية :-
ولد الدكتور محمد عبدالحليم سعيد فى الثلاثينيات من القرن العشرين فى قرية «الأسدية» التابعة لمركز «أبو حماد» بمحافظة «الشرقية» بدلتا مصر لأسرة ذات مكانة اجتماعية فى القرية، وأبوه الشيخ «محمد سعيد» من علماء الأزهر الشريف كان يشغل منصب عمدة القرية، بينما كان جده «عبد الحليم عبدالعاطى» من أوائل خريجى مدرسة دار العلوم (1892)، وكان يعمل مدرسا بمدرسة الحسينية بالقاهرة.
فى سن الخامسة التحق الدكتور محمد عبدالحليم سعيد بكتّاب القرية حيث أتم حفظ القرآن، ثم التحق بالمدرسة الأولية فى سن السابعة مع استمراره فى الذهاب إلى الكُتاب فى نفس الوقت، واستمر فيه إلى سن الثالثة عشرة.
فى سن الثالثة عشرة التحق الدكتور محمد عبدالحليم بالمعهد الدينى الأزهرى بمدينة الزقازيق ، حيث قضى فيه تسع سنوات «4 ابتدائية و5 ثانوية».
فى عام 1956م التحق الدكتور محمد عبدالحليم بكلية دار العلوم و حاز المركز الأول بها
رحلته فى بريطانيا :
بعد تخرجه فى الكلية عام 1960 وكان ترتيبه الأول ، تم تكريمه فى عيد العلم عام 1961، ثم سافر فى نفس العام لدراسة الأدب فى جامعة «كمبردج».
بعد ذلك سجل الدراسات العليا، وأعد رسالته حول الشعر الحديث فى مصر. وفى عام 1965 طلبت كلية الدراسات الشرقية فى جامعة كمبريدج أن يقوم بتدريس اللغة العربية فيها ، ثم قام بتدريس الأدب العربى القديم والحديث فى الكلية.
وخلال الثمانينيات كان التحول الثانى فى حياته بتكريس جهده الأكاديمى فى مجال الدراسات القرآنية ، وانتهى به الأمر أن جعل كل تركيزه ومشاريعه الأكاديمية منذ منتصف التسعينيات منصب على الدراسات القرآنية
بعد تعيينه أستاذا لكرسى الملك فهد للدراسات الإسلامية ، سعى لتأسيس مركز متخصص للدراسات الإسلامية محوره الدراسات القرآنية، وبالفعل وفق فى تأسيس المركز عام 1995، ثم أسس «مجلة الدراسات القرآنية» وتولى رئاسة تحريرها منذ إصدارها عن مطبعة جامعة إدنبرة منذ عام 1999 وحتى الآن
وفيما يلى بعض أجوبته عن أسئلة وُجِهَت إليه من صحيفة " المصرى اليوم " :
■ ماذا عن صدى وتأثير هذه الترجمة ؟
- أثرت بصورة كبيرة فى المجتمع الغربى وأحدثت ضجة كبيرة جداً فى الأوساط العلمية وانتشرت بصورة ملحوظة ودخلت كل المكتبات وأتذكر أنه كان لى زميلة بريطانية قالت لى « لأول مرة نجد القرآن سهلا سلساً» فأصبح النص متماسكا بعكس الترجمات القديمة التى كان فيها النص متناثراً ومهلهلاً.
■ هل كان هذا سبب تكريم الملكة إليزابيث لك ؟
- طبعا كان هذا من أهم وأكبر الأسباب ، لأن هذا ما جعل كل الناس تتحدث عنى ، فلكى يحصل الإنسان على وسام لا يذهب ويطلب منهم ذلك، وانما يتم الترشيح أولا من إحدى المؤسسات، فقامت الجامعة بترشيحى ، وبعد ذلك أرسلوا لى خطابا فحواه « إن الملكة تريد منحك وساما فهل تقبل ذلك»؟ فرددت بالموافقة.
■ ماذا عن مشروعاتك العلمية المستقبلية ؟
- الغربيون منذ القرن الثانى عشر حينما ترجم القرآن الكريم لأول مرة قالوا هذا النص غامض وغريب علينا، ولهذا أعد حاليا كتاباً كبيراً بعنوان « كيف تقرأ القرآن؟ » المقصود به غير المسلمين من الغرب ، حتى يبنى عليه بعد ذلك من يأتى بعدى من العلماء، وأملى أن يبدأ عهد جديد من فهم القرآن الكريم، وأنا أعتقد أن القرآن حين يُكتب كما أرى الآن سيكون فيه فائدة كبيرة للمسلمين وغيرهم
■ ما الطريقة التى تعتمد عليها فى ترجمة معانى القرآن الكريم ؟
- عندى اللغة لخدمة المعنى ، وأرى أن المفتاح الأساسى لفهم القرآن الكريم وتفسيره هو الدراسة اللغوية ، ليس فقط الألفاظ ومعانيها وإنما الدراسة اللغوية الكاملة ومنها مثلا فى سورة «يس» بداية السورة رد على اشتداد عداء الكفار والمشركين للنبى صلى الله عليه وسلم ، كيف نعرف ذلك ؟ نعرفه من أسلوب التوكيد الشديد فى اللغة « إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم » ثم فى داخل السورة نجد أمورا أخرى ما كانت تطرأ على خيالى.
■ ما الذى تحب أن تعترف به ؟
- أعترف بأننى ادعو الله عز وجل أن يطيل عمرى حتى أنتهى من مشروع الكتاب الجديد « كيف تقرأ القرآن؟ »
كما أعترف بأننى لو لم أترجم القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية بصورة صحيحة وأسلوب سهل يفهمه المواطن الغربى لكنت قد لعنت نفسى !!
المصدر : صحيفة " المصرى اليوم " بتاريخ 11 / 08 / 2010 م