من يحتسب ويجيبني على هذا التساؤل حول هذه الآية (اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) ؟؟

ابواحمد

New member
إنضم
11/07/2003
المشاركات
44
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
[align=center]سألني أحد الاخوة عن هذه الآية فقلت أحيل هذا السؤال على الاخوة في هذا الملتقى المبارك لعلي أجد الجواب :

قال تعالى ( وقال الرسول يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) .

السؤال : هل هناك حكمة بلاغية في ذكر لفظ (القرآن ) بدلاً من لفظ ( الكتاب) ؟؟ وهل تطرق أحد من المفسرين الى هذه اللطيفة ؟؟

علماً انني قرأت تفاسير عديدة حول هذه الآية ولم أجد شيئاً ..

وجزاكم الله خيرا.[/align]
[/size
]
 
بسم الله الرحمن الرحيم

تسمية القرآن بالكتاب روعي فيها كونه مكتوباً في اللوح المحفوظ ، وفي الصحف المكرمة ، وفي المصاحف الشريفة .

وأما تسميته بالقرآن فقد روعي فيها كونه مقروءاً بالألسنة .

والذي يتعلق به فعل المكلفين هو القراءة والتلاوة ؛ ومن هنا ناسب ذكر هذا الاسم في الآية الكريمة . لأن هجر القرآن إنما يكون من هذا الجانب وتوابعه من الاستماع والعمل بما فيه وتطبيق أحكامه .

والله أعلم .
 
ربما كون الآية مكية أشكل علي جوابك أخي وشيخي الدكتور العبيدي

قال الرازي((ذكروا في المهجور قولين: الأول: أنه من الهجران أي تركوا الإيمان به ولم يقبلوه وأعرضوا عن استماعه الثاني: أنه من أهجر أي مهجورا فيه ثم حذف الجار ويؤكده قوله تعالى:
{ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَـٰمِراً تَهْجُرُونَ }

[المؤمنون: 67] ثم هجرهم فيه أنهم كانوا يقولون إنه سحر وشعر وكذب وهجر أي هذيان،
))

فمعنى المهجور كما ورد عنده لم يربطه بالتلاوة والقراءة--ولم يكن حينها تكاليف على المرء غير قبول الهدى
 
أشكر للأخوة تفاعلهم واتطلع الى المزيد من التوجيه من بقية الاخوة وجزاكم الله خيرا
 
نزّل القرآن - وأنزل الكتاب

نزّل القرآن - وأنزل الكتاب

[align=justify][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فبارك الله في الأخوين الفقيهين (تعريباً لكلمة دكتور) على ما أورداه ، ولي إضافة متواضعة لما جاء في كلامهما ، أقتبسها من مؤلَّفين جليلين ، الأول : "تدبّر سورة الفرقان في وحدة موضوع" لفضيلة الشيخ عبد الرحمن حسن الميداني . والثاني : " سر الإعجاز " لفضيلة الدكتور عودة الله منيع القيسي .

ولنبدأ ببيان ما جاء في لفظ " مهجوراً " ، فيقول فضيلة الشيخ الميداني : "مهجوراً" إسم مفعول من "هجر الشيء" إذا تركه وتباعد عنه ، ومعلوم أن المتباعد عن الشيء الهاجر له لا يبحث عنه ، ولا ينظر إليه . فإذا كان المهجور كتاباً يُتلى فإن الهاجر لا يخطر على باله أن يفكر فيما جاء فيه من علم أو بيانات أو مواعظ أو أوامر ونواهي ، ولو تُلي عليه . والهجر ضد الوصل ففيه معنى التباعد والترك بعد اللقاء والمخالطة .

فدلّت جملة " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً " على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يشكو لربه من تولّي الذين كفروا من كبراء قومه في مكة عن متابعة التفكر في القرآن لتدبّر وتفهّم آياته ، حتى جعلوه مهجوراً بعد أن استمعوا ابتداءً له وعرفوا ما فيه من إعجاز . هذا ما يفيده معنى الهجر ، إذ الهجر إنما يكون بعد اللقاء والمخالطة .

هكذا شكى الرسول صلى الله عليه وسلم شكوى تتعلّق بهجر كفار قومه للقرآن ...

وهذه الشكوى أُلحقت بشكوى ثانية ، في قولهم : " لولا نُزّل عليه القرآن جملة واحدة .. الآية 32 " .

يقول الشيخ عبد الرحمن الميداني : التفكّر في مجمل الفقرة التي نتدبّرها من السورة يرجّح لدينا أن جملة " وقال الذين كفروا لولا نُزّل عليه القرآن جملة واحدة " معطوفة على جملة " إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً " ، فهي على هذا مما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لربّه في شكواه ، وهي الشكوى الثانية التي اشتكاها الرسول صلى الله عليه وسلم لربه بشأن القرآن .

وقد يكون في هذه الشكوى الأخيرة وربطها بالأولى جواب للأخ السائل .. ذلك أن كبراء كفار القوم في مكة ومن اتبعهم اعترضوا على تنزيل القرآن منجماً ، وأرادوا بهذا : أن تنزيله منجماً يدعو إلى الشك في أنه كلام الله . أليس الله عليماً بكل شيء ، قديراً على أن ينزّل القرآن كله في وقت واحد كما أنزل كتباً سابقة على رسل سابقين دفعة واحدة ؟

وعقب هذا جاء الردّ الرباني ببيان الحكمة من تنزيله منجّماً مفرّقاً ، فقال الله عزّ وجلّ : " كذلك لنثبّت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً . ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً " .

والذي يهمنا هنا هو ما أشار إليه الأخ السائل : هل هناك حكمة بلاغية في ذكر لفظ (القرآن ) بدلاً من لفظ ( الكتاب) ؟

وبالربط بين الآيتين الكريمتين المذكورتين أعلاه ، مع ورود الفعل (نزّل) ، يمكن الكشف عن سبب مجيء "القرآن" بدلاً من "الكتاب" في هذا الموطن .. فقد جاء في "سر الإعجاز " للدكتور القيسي :

إن لفظ (نزّل) يقتضي التكرار ، لأجل التضعيف ، تقول : (ضرب) - مخففاً ، لمن وقع عليه ذلك مرة واحدة ، ويحتمل الزيادة ، والتقليل أقوى وأنسب . أما إذا قلنا (ضرّب) بتشديد الراء ، فلا يقال إلا لمن كثر ذلك منه ، فقوله تعالى : " نزّل عليك الكتاب " (آل عمران :3) مشير إلى تفصيل المنزل وتنجيمه بحسب الدعاوي ، وأنه لم ينزّل دفعة واحدة .

أما (أنزل) فتدلّ - على الأقوى - على النزول دفعة واحدة . كما قال تعالى في التوراة : "وكتبنا له في الألواح من كل شيء ، موعظة وتفصيلاً لكل شيء ، فخذها بقوة " ( الأعراف: 145) . فإذا ورد أي من هذه الكتب وحده .. فيمكن أن يأتي بـ(أنزل) أو (نزّل) لأنهما يكونان بمعنى واحد عند عدم المقارنة ، كقوله تعالى : " الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب " (الكهف: 1) .

ولم يرد التضعيف (نزّل) مع التوراة إلا في قوله تعالى : " من قبل أن تُنزّل التوراة " (آل عمران: 93) ، لأن المراد بالتوراة هنا أحكام التوراة ، وأحكام التوراة باقية ...

فصيغة (نزّل) مضعّفة تأتي مع القرآن ، وصيغة (أنزل) متعدّية بالألف تأتي مع الكتب الأخرى ، ثم يكون تفريغ .. وحاصل الأمر أن (نزّل) فيها من التوكيد أكثر مما في (أنزل) .. وهذا كالأفعال (نجّى وأنجى ، ونبّأ وأنبأ ..وهكذا ) .. ولهذا كان ورود (نزّل) أصلاً مع القرآن ، لأن القرآن تأكّد بالتنجيم أي تقوى عن طريق الحفظ بالصدور ، إذ كان المسلمون يحفظون ما ينزل منه قبل أن ينزل نصّ آخر ، فتتابع نزوله وحفظه على مدى ثلاث وعشرين سنة ، وتأكّد دون سائر الكتب المنزلة بحفظ نصه من التغيير أو التحريف ..

والله تعالى أعلم
[/align]
 
عفوا : قد ذكرت أعلاه:
فدلّت جملة " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً

أقول :ليس هذا ( بجملة ) و بل هي آية .

لقد وقعت مرة في هذا الخطأ وقلت (هذه الجملة.....وذكرت آية ) , فقيل لي : لا تقل : جملة , بل قل : آية .

وأنا شخصيا أخذت بهذا الاقتراح . فلا أظنه الا وهو الصواب في رأيي .

بتحياتي
 
تناسب

تناسب

أخي الفاضل ..هنالك تناسق بين لفضين إن أدركناه عرفنا - والله أعلم - لماذا قال تعالى القرآن ولم يقل الكتاب .. اللفضين هما (قومي)و(القرآن) إذ القرآن أنزل كمنهج سماوي للناس كافة عرب وعجم وغيرهم .. ولكن هنالك خصوصية بين القرآن والعرب الذين أرسل إليهم تجعل من هجرانهم للقرآن أشد عجبا من هجران غير العرب .. ذلك لأن القرآن معجز باللفظ والبلاغة وهذا ما امتازت به العرب دون غيرهم أي النبوغ والإبداع في البلاغة .. فهم بهذا أجدر أن لا يهجروا القرآن باعتبار إدراكهم لمافيه من البلاغة ..وبالتالي صار لفظ الكتاب يحمل معنى الدستور السماوي أو المنهج الإلهي بينما لفظ القرآن تعدى هذا المعنى لمعنى القراءة أي المقروء المسموع وهذا يحمل معنى التأمل والتفكر في لفظه بالإضافة لمنهجيته فقال النبي { القرآن } ولم يقل الكتاب وقال قبلها { قومي } ولم يقل الناس ... والله أعلم ..
 
عودة
أعلى