من هم العلماء ؟ وما علامتهم ؟

إنضم
02/04/2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
قرأت في كتاب إبطال الحيل لابن بطة : ما نصه :

( حدثنا أبو عبد الله بن مخلد , حدثنا أبو بكر المروذي , حدثنا حبان بن موسى , قال : سئل عبد الله بن المبارك : هل للعلماء علامة يعرفون بها ؟ قال : علامة العالم من عمل بعلمه , واستقل كثير العلم والعمل من نفسه , ورغب في علم غيره , وقبل الحق من كل من أتاه به , وأخذ العلم حيث وجده , فهذه علامة العالم وصفته " قال المروذي فذكرت ذلك لأبي عبد الله . قال : هكذا هو )

أعيد هذه العلامات :

1 - من عمل بعلمه

2 - واستقل كثير العلم والعمل من نفسه

3 - ورغب في علم غيره

4 - وقبل الحق من كل من أتاه به

5 - وأخذ العلم حيث وجده
 
بارك الله فيك على هذا النقل الماتع الجميل, ورحم الله أئمة السنة وعلى رأسهم الإمام ابن المبارك.
 
بارك الله فيك
وإن كنت أضيف
ورغب أن ينهل غيره من ماء علمه
 
جزاك الله خيرا على الموضوع . ولكن هناك صفات اخرى اذكر منها .
العلماء ورثة الانبياء والانبياء لا يورثون درهما ولا دينارا وانما يورثون العلم
 
[align=justify]جاء في إحياء علوم الدين - (ج 1 / ص 81-82) ما مختصره :
‏( وقيل: إذا جمع المعلم ثلاثاً تمت النعمة بها على المتعلم: الصبر ‏والتواضع وحسن الخلق. وإذا جمع المتعلم ثلاثاً تمت النعمة بها على ‏المعلم: العقل والأدب وحسن الفهم. ‏
وعلى الجملة فالأخلاق التي ورد بها القرآن لا ينفك عنها علماء الآخرة ‏لأنهم يتعلمون القرآن للعمل لا للرياسة. ...‏
وقيل خمس من الأخلاق هي من علامات علماء الآخرة مفهومة من خمس آيات من ‏كتاب الله عز وجل: الخشية والخشوع والتواضع وحسن الخلق وإيثار الآخرة على ‏الدنيا وهو الزهد.‏
‏ فأما الخشية فمن قوله تعالى : " إنما يخشى الله من عباده العلماء "‏
‏ وأما الخشوع فمن قوله تعالى : " خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً " ‏
وأما التواضع فمن قوله تعالى: " واخفض جناحك للمؤمنين " ‏
وأما حسن الخلق فمن قوله تعالى: " فبما رحمة من الله لنت لهم " ‏
وأما الزهد فمن قوله تعالى: " وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن ‏وعمل صالحاً ".‏)[/align]
 
[align=justify]عقد ابن الجوزي في صيد الخاطر فصلاً في المقارنة بين علماء الدنيا و علماء الآخرة ، فقال ما مختصره:

( تأملت التحاسد بين العلماء فرأيت منشأه من حب الدنيا فإن علماء الآخرة يتوادون و لا يتحاسدون كما قال عز وجل : { و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا }
و قال الله تعالى : { والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا }
و قد كان أبو الدرداء : [ يدعو كل ليلة من إخوانه ]
و قال الإمام أحمد بن حنبل لولد الشافعي : [ أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل ليلة وقت السحر ]

و الأمر الفارق بين الفئتين : أن علماء الدنيا ينظرون إلى الرياسة فيها و يحبون كثرة الجمع و الثناء و علماء الآخرة بمعزل من إيثار ذلك و قد كانوا يتخوفونه و يرحمون من بلي به.....
و كانوا يتدافعون الفتوى و يحبون الخمول.

و إنما كان بعضهم يدعوا لبعض و يستفيد منه لأنهم ركب تصاحبوا فتوادوا؛ فالأيام و الليالي مراحلهم إلى سفر الجنة.)

صيد الخاطر - (ج 1 / ص 19)
[/align]
 
هذا من المواضيع المحيرة التي لم أجد لها جوابا يروي الغليل:

هل العلم صفة ؟ أم درجة؟ أم ماذا؟
من يصف بها ؟ ومن يوصف بها؟
أهو الشخص ذاته يعرف بها نفسه ؟ أم أقرانه أم شيوخه أم تلاميذه؟ أم الله عز وجل؟ أم هي صفة مكتسبة عند توفر جملة من الخصائص الموضوعية فيه؟ من يوصف بها؟
هل هي درجات أم حكم مطلق؟

قرأت لأحدهم تهكما على بعض من يوصفون بالعلماء: (كنت تلميذه وأشهد أنه لا يجوز أن يوصف بطويلب علم، فكيف بطالب علم أو عالم)
وقرأت لأحدهم تهكما على بعض من يوصفون بالعلماء (قرأت أسماء هؤلاء فلم أجد عالما واحدا بينهم)
وتأملت في إصرار البعض على وصف نفسه بطالب علم وخشيته من أن يوصف بالعالم، فازدادت حيرتي. وتساءلت:
لم الإصرار على وصف الناس بها؟ وعلى رفض إطلاقها على البعض الآخر بها؟
ألا يمكن أن تكون الصفة نوعا من المدح والذم الذي يستعمله أحدنا بلا ضوابط موضوعية، وإنما من باب الهوى؟
بعضهم يتحرى ألا ينسب صفة العلم إلا لمن يرتضي اجتهاداتهم الفقهية أو العقائدية، وكل من يخالف مذهبه الفقهي أو الاعتقادي فلا يستأهل أن يعتبر من العلماء.
البعض الآخر يرى أن "الرجل" إذا اجتهد في أمر وخالف به "أهل الثقة" أو "أهل العلم" دل ذلك على أنه ليس من طلبة العلم فضلا عن أن يكون عالما...

في انتظار أن أعثر على الجواب الشافي، أفضل أن أعتبر هذه الصفة كلمة فضفاضة يحسن عدم النظر إليها عند قراءة الأقوال أو الكتب أو التزكيات، لأن إثباتها لشخص أو نفيها عنه قد تستبطن مغالطة منطقية تهدف إلى التأثير على عقل القارئ والحؤول دون الاطلاع على كلام أو رأيه ومحاكمته إلى الأدلة الشرعية أو المنطقية فقط.
 
صفات العالم ومؤهلاته:وما يجب أن يقوم به من دور في المجتمع :
تتفاوت مراتب العلماء وفق مجموعة من الاعتبارات ، وهناك حد أدنى من الصفات ليسمى الرجل عالما ...
إن العالم الذي يتحدث في الدين يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط لا تختلف كثيرا عما اشترطه المحدثون في الرجال مثل أن يكون مسلما بالغا عاقلا غير متظاهر بالفسق والسخف عدلا ضابطا ثقة وما إلى ذلك ...
وعندي أنه ينبغي الأخذ بعلم الرجال وما يشترط في المفسر في كل من يتكلم في العلم وأن يتحلى بمثل الصفات الآتية :
1- الأمانة والصدق أو أ خلاقيات العلم : عن الزهري :إن للعلم غوائل ... ومن غوائله الكذب فيه ، وهو شر غوائله
2--العلم بالعربية :يقول الإمام مالك :"لا أوتى برجل يفسر القرآن وهو غير عالم بالعربية إلا جعلته نكالا " وهذه من المصائب التي ابتلي بها العلم في العهود الأخيرة حيث تجد الأمي الذي لايكاد يقيم جملة واحدة يفسر كلام الله تعالى ويشرح حديث رسوله عليه الصلاة والسلام
3 - المروءة والتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " العلماء ورثة الأنبياء" الحديث
والعلم إن لم تكتنفه شمائل * * * تعليه كان مطية الإخفاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده * * * ما لم يتوج ربه بخلاق
وكان كثير من الطلبة يلازمون شيوخهم مدة بعد الطلب ليتعلموا من آدابهم ...
3- اقتران العلم بالعمل:ويرجع أيضا إلى السير على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم .
4-الخشية: -قال الله تعالى :{إنما يخشى الله من عباده العلماء }- قال ابن كثير:" أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به ، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير أتم والعلم به أكمل ، كانت الخشية له أعظم وأكثر."
5- ترك المعاصي: قال الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي * * * فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نـــــــور * * * ونور الله لا يهدى لعاصي
6- السكينة والحلم والتواضع: عن عمر {ض}: "تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم وتواضعوا لمن تعلمون وتواضعوا لمن تعلمون منه ولا تكونوا جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلهم "
7- إصلاح ذات البين : في السنن عنه صلى الله عليه وسلم "ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال :إ صلاح ذات البين ... " الحديث
8-- تبليغ العلم:قال تعالى{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه } وقال رسول الله :"بلغوا عني ولو آية " الحديث رواه البخاري وقال:"من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة" رواه أبو داود والترمذي قال ابن تيمية:" فترك أهل العلم لتبليغ الدين كترك أهل القتال للجهاد ... " •
9- التيسير والتبشير: لحديث:" يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا " رواه الشيخان
10- صيانة العلم وإعزازه كما قال الشاعر:
ولم أقض حق العلم إن كان كلمــا * * * بدا مطمع صيرته لي سلمـــــــــــا
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي * * *لأخدم من لاقيت لكن لأخدمـــــــــا
أأشقى به غرسا وأجنيه ذلــــــة * * * إذن فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم * * * ولو عظموه في النفوس لعظمـــــا
ولكن أهانوه فهانوا ودنســــوا * * * محياه بالأطماع حتى تجهمـــــــــا
 
الحمد لله

العالم هو الذي ظهر عليه إرث النبوة .

وكلما كان أعلم بالله كان حظه من ارث النبوة أكبر..

وأرى أن العالم لا يظهر علمه الا وقت البلاء .....فإن العلم ما وقر في القلب و صدقه العمل....و العلم الخشية..
 
من المداخل الضرورية لفهم مصطلح (العالم) وعلى من يمكن إطلاقه، أن نبحث عن استعمالات لفظ العلم في القرآن الكريم، وهل هو وظيفة أو نشاط إنساني عام ينطبق على كل البشر؟ أم أنه ينطبق على البعض دون الآخر؟...

وقد وجدت كتابا مفيدا حول هذا الموضوع، بعنوان (العلم والإيمان) للدكتور إبراهيم أحمد عمر ، والكتاب دراسة قرآنية مركزة حول المصطلحات الثلاثة: العلم، الإيمان، المعرفة، وعلاقتها بمفهومي الغيب والشهادة.
وأصل الكتاب بحث مقدم للمؤتمر العالمي الرابع للفكر الإسلامي الذي انعقد بالخرطوم سنة 1987.
وقد وضعته في المنتدى في هذا الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=10546
 
[align=center]قال الحارث المحاسبي في رسالة المسترشدين: ( اعلم أن العاقل لما صح علمه وثبت يقينه: علم أنه لا ينجيه من ربه إلا الصدق؛ فسعى في طلبه، وبحث عن أخلاق أهله رغبة في أن يحيا قبل مماته، ليستعد لدار الخلود بعد وفاته، فباع نفسه وماله من ربه حيث سمعه يقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾، فعلم بعد الجهل، واستغنى بعد الفقر، وأنس بعد الوحشة، وقرب بعد البعد، واستراح بعد التعب، فائتلف أمره، واجتمع همه، وصارت التقوى شعاره، والمراقبة حاله.
ألا ترى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يارك."
يحسبه الجاهل صمّيتا عييا, وحكمته أصمتته
ويحسبه الأحمق مهذارا , والنصيحة لله أنطقته
ويحسبه غنياً، والتعفف أغناه
ويحسبه فقيراً، والتواضع أدناه
لا يتعرض لما لا يعنيه
ولا يتكلف فوق ما يكفيه
ولا يأخذ ما ليس بمحتاج إليه
ولا يدع ما وكل بحفظه
الناس منه في راحه، وهو من نفسه في تعب
قد أمات بالورع حرصه، وحسم بالتقى طمعه، وأطفأ بنور العلم شهواته.
فهكذا فكن، ولمثل هؤلاء فاصحب، ولآثارهم فاتبع، وبأخلاقهم فتأدب، فهؤلاء الكنز المدفون، بائعهم بالدنيا مغبون، وهم العدة في البلاء، والتقاة من الأخلاء، إن افتقرت أغنوك، وإن دعوا الرب لم ينسوك ﴿ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.) انتهى بنصه [/align]
 
عودة
أعلى