من فضلكم: ما الفرق بين (فوق) و (من فوق) في الآيات التالية

عمر محمد

New member
إنضم
24/12/2011
المشاركات
805
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
33
الإقامة
القاهرة
السلام عليكم

ماذا يحدث لو حذفنا كلمة " من " من الآيات التالية أو أضفنا كلمة " من " في الآيات التالية :

أولاً: ماذا يحدث لو حذفنا كلمة " من " من الآيات التالية :

قال الله: " لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ " الأعراف 41
قال الله: " قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ " النحل 26
قال الله: " يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " النحل 50
قال الله: " يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " العنكبوت 55
قال الله: " إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا " الأحزاب 10
قال الله: " لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ " الزمر 16
قال الله: " لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ " الزمر 20
قال الله: " وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ " فصلت 10
قال الله: " تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " الشورى 5
قال الله: " قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ " الأنعام 65
قال الله: " وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ " إبراهيم 26
قال الله: " هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ " الحج 19
قال الله: " أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ " النور 40

ثانياً: ماذا يحدث لو أضفنا كلمة " من " قبل كلمة " فوق " في الآيات التالية :

قال الله: " أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " الزخرف 32
قال الله: " ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ " الدخان 48
قال الله: " إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا " الفتح 10
قال الله: " أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ " ق 6
قال الله: " أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ " الملك 19
قال الله: " وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ " الحاقة 17
قال الله: " وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا " النبأ 12
قال الله: " وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " البقرة 63
قال الله: " زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " البقرة 212
قال الله: " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " آل عمران 55
قال الله: " يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا " النساء 11
قال الله: " وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ " الأنعام 18
قال الله: " وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ " الأعراف 127
قال الله: " إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ " الأنفال 12
قال الله: " وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ " يوسف 36
قال الله: " فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ " يوسف 76
قال الله: " الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ " النحل 88
قال الله: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ " المؤمنون 17
قال الله: " أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ " النور 40

 
[align=justify]وعليكم السلام ورحمة الله

هناك قسم من الآيات "من" المذكورة فيها لا تتصل بالظرف (فوق) ولكنها تتصل بلفظ سابق لها ومن ثم فلا يجوز حذفها .
فمثلا قوله تعالى :{ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ }إبراهيم 26
"من" هنا متصلة بالفعل (اجْتُثَّتْ) ، حيث يقال اجتثثت الشيءَ مِنْ الشيءِ ، فإن حذفت (فوق) بقيت "من" كما هي فتقول في غير القرآن (كشجرة خبيثة اجتثت مِنْ الْأَرْضِ).
ومعنى "من" هنا ابتداء الغاية ، وفي هذا القسم تكون "من" متصلة بكلمة قبلها ولا علاقة لها بالظرف ، ومثلها
- {يوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ}
- {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}
- {يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ}
- {اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ}
- {يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ} ، "من" تتصل بـ"يغشاه" فلما حذفها حذف معها "من" فقال سبحانه وتعالى بعدها {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} ، لم يقل (بعضها مِنْ فوق بعض).

فلما كانت هذه اللفظة التي اتصلت بها "من" غير موجودة في الآيات التي لم تُذكر فيها لم يصح اقحاها .

وهناك قسم آخر لا تتصل فيه "من" بأي كلام سابق وإنما تكون كأنها (زائدة) ، قد أقحمت إقحاما ، وذلك كي يتحول الظرف من كونه منصوبا إلى كونه مجرورا أو في محل جر ، فإن لذلك فائدة في علم المعاني ، حيث أن نظم الكلم هو توخي معاني النحو كما عرفه الجرجاني ، ولكل جملة في علم المعاني قانونها الخاص حيث يعتمد المعنى على موقع الكلمة واعرابها وبالتالي فسوف يتغير المعنى إذا دخلت عليه "من" لتغير الاعراب وذلك حسب القاعدة الحاكمة. وهذه الجمل والقواعد التي تحمكها كثيرة ، هي علم المعاني كله ، فالظرف يمكن أن يقع في أي سياق وبالتالي يطبق عليه القاعدة التي تحكم هذا السياق ، فلا يوجد قاعدة هي خاصة بالظرف وحده .

وتجد في كتاب معاني النحو للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثاني ص192-202 أمثلة ضربها لذلك .


[/align]​
 
بصراحة سبب السؤال أني سمعت أحد العلماء قال:
لو قال قائل: " وهو القاهر فوق عباده " تعني أن الله عز وجل فوقيته فوقية قدر وعظمة وليس فوقية ذاتية ، كأن تقول : الذهب فوق الفضة، فلا تعني أن قطعة الذهب فوق قطعة الفضة بل تقصد أن قيمة الذهب فوق قيمة الفضة ، فهي فوقية مكانة وليس فوقية ذاتية ومكان
فإننا نقول رداً على هذا الكلام : " يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون " تعني أن الله عز وجل فوقيته فوقية ذاتية لأن " من فوق " تعني فوقية ذاتية ، فلا يُقال " الشئ من فوق الشئ " إلا لو كان فوقه بذاته

فكنت أريد أن أعلم : أولاً : هل هذا الكلام صواب أم خطأ ؟
ثانياً: لو كان صواب فأين أجده في كتب النحو أو البلاغة - لأني للأسف لا أُفرق في بعض الأحيان بين ما إذا كانت هذه المسألة أو تلك من مسائل النحو أم من مسائل البلاغة - ؟
لأن فهم القرآن ، سواء لعالم العقيدة أو عالم الفقه ، يحتاج إلى فهم دقيق للغة بكل فنونها
ولا أريد أن أصدق مقولة كذا لمجرد أن " فلان " العالم المشهور، قالها، حتى لو كنت أثق في علمه ، فأريد التأكد بشكل شخصي .
 
الفاضل عمر محمد بارك الله فيك أخي
المرجو أن ننتبه إلى صياغة السؤال ، تأدباً مع القرآن الكريم .
ففي القرآن الكريم لا نحذف ، ولا نضيف ، لأنه لا زيادة فيه ولا نقصان . كل حرف في القرآن يؤدي دوره المنوط به . لذلك فنحن نتلقى القرآن كما هو ، ونقرأه كما هو ، ونفهمه كما هو ، ونتدبره كما هو .
القرآن بين أيدينا كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، لأن له ربّاً يحفظه ، يقول تعالى في محكم كتابه : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[الحجر:9]
مع فائق التقدير والاحترام
 
يا سيدي الفاضل أنا عنونت الموضوع بـقولي : " ما الفرق بين (فوق) و (من فوق) في الآيات التالية "
يعني القول بالحذف أو الإضافة لا أقصد به إلا معرفة مدى التأثير في المعنى
فمثلاً: سألت - وأنا في الصف الثالث الثانوي - مدرس اللغة العربية : لماذا قال الله عز وجل في سورة طه : " فأوجس في نفسه خيفة موسى " مع أن الطبيعي أن يقول " فأوجس موسى خيفة في نفسه " أو " فأوجس موسى في نفسه خيفة " .
فلماذا تحديداً قال الله : " فأوجس في نفسه خيفة موسى " ؟؟ لماذا أخّر موسى مع أنه هو الذي شعر بهذا الشعور ؟
فقال لي المدرس : لبيان مدى الخيفة التي شعر موسى بها لدرجة أن يكون الاهتمام بها في السياق مُقدم على الإهتمام بمَن شعر بهذه الخيفة مما يعني شدة الخيفة البالغة
فأنا لما قلت له : لماذا قال الله كذا مع أن من الطبيعي أن يقول كذا ؟ ما كنت أقصد - وأنا ابن ستة عشر سنة - التطاول على القرآن أو اتهام الله عز وجل بسوء الصياغة حاشاه، ولكني كنت أعلم أن هناك سبب أجهله وأن السبب متعلق بالنحو أو البلاغة فسألت درس اللغة العربية مستفهماً لا مستنكراً كسؤال الملائكة لربهم " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " .
وكما قلت :
غايتي الأساسية التأكد من قول القائل :
أن قول الله عز وجل عن الملائكة : " يخافون ربهم من فوقهم " يلزم منه بالضرورة أن الله فوقهم بذاته وفوق العالم بذاته كما يليق به
في حين أن هذا الشيخ لم يجادل في أن قوله تعالى : " وهو القاهر فوق عباده " يمكن أن تحمل على فوقية المكانة وليس فوقية المكان لأن الله لم يقل " وهو القاهر من فوق عباده " وبالتالي - بحسب ما فهمته من هذا الشيخ - يمكن أن تُحمَل على فوقية المكان والذاتية ويمكن أن تُحمَل على فوقية المكانة والعظمة ، لكن قوله عز وجل " يخافون ربهم من فوقهم " لا يُحمَل إلا على الفوقية الذاتية
لأن في اللغة لا يُقال أن الشئ من فوق الشئ إلا لو كان فوقه بذاته

فكنت أريد التأكد من أن هذا الكلام فعلاً قاعدة في اللغة وليس من هوى الشيخ
لأن اللغة هي الفيصل بين القائل بنفي فوقية الذات وبين القائل بإثباتها استناداً لهذه الآية
ولو أن عندكم في المنتدى ملتقى لأهل اللغة منفصل عن التفسير والقراءات لكتبت هذا الموضوع فيه
 
يظهر لي أن (فوق) تستخدم (للمكان) كما في قولة تعالى : {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا} ، و(للمكانة) أيضا كما في قوله تعالى : {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا} .
ومثلها تماما (من فوق) إذا كانت "من" زائدة ، فإنه يمكن أن تستخدم (للمكان) و(للمكانة) أيضا.
فقوله تعالى : {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} وقوله تعالى :{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} ، كلاهما يحمل كلا المعنيين ، فوقية الذات التي تليق به سبحانه وتعالى وفوقية القدرة والعظمة ، وثبوت أحد الوجهين لا ينفي الوجه الآخر.
والله أعلم
أما إن كانت "من" ابتدائية فإنها تدل على المكان فقط.
وهناك قسم كبير من علماء اللغة يعدون "من" الداخلة على الظروف ابتدائة مطلقا! ومن ثم فـ(من فوق) عندهم تفيد المكان مطلقا ، وهذا ما بنى عليه الشيخ قوله: "في اللغة لا يُقال أن الشئ من فوق الشئ إلا لو كان فوقه بذاته".

والمشكلة في هذا القول تظهر حين تحاول تقدير معنى الابتداء ، فليس من اليسير تقدير معنى الابتداء في مثل قوله تعالى : {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.
 
والمشكلة في هذا القول تظهر حين تحاول تقدير معنى الابتداء ، فليس من اليسير تقدير معنى الابتداء في مثل قوله تعالى : {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.
أرجو شرح هذه العبارة ومزيد من الإيضاح
 
ومثلها تماما (من فوق) إذا كانت "من" زائدة ، فإنه يمكن أن تستخدم (للمكان) و(للمكانة) أيضا.
اتِ بمثال - على ألا يكون من آيات الصفات لأنها محل الخلاف - من القرآن على (من فوق) يظهر فيها أن المقصود فوقية المكانة لأني غير مقتنع
 
بداية أأكد أن ما أقوله هو ما يظهر لي ، أي أنه مجرد رأي أنا مقتنع به لأن المسألة خلافية كما أسلفت.

والمشكلة في هذا القول تظهر حين تحاول تقدير معنى الابتداء ، فليس من اليسير تقدير معنى الابتداء في مثل قوله تعالى : {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}
أرجو شرح هذه العبارة ومزيد من الإيضاح

مثلا من السهل تقدير معنى الابتداء في مثل قوله تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} فالاسراء ابتدأ عند المسجد الحرام وانتهى عند الأقصى.
ومثلها في الوضوح تقدير معنى الابتداء في قوله تعالى : { إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} ، أي ابتداء مجيء الجيش للهجوم عليهم كان من فوقكم (من فوق الوادي) ومن أَسْفَلَ منكم (من بطن الوادي) أي ان حركة الجيش بدأت من هاذين المكانين حتى انتهوا إليكم.
ومثلها :{يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} لأن العذاب يبدأ نزوله من السماء حتى ينتهي إلى الأرض .

أما قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ، أنا لا يبدوا لي امكانية فهم معنى الابتداء فيه ، وهذا رأيي الخاص ولا أستطيع أن ألزمك به فإن قسما من العلماء يرون أنها للابتداء.

ومثلها تماما (من فوق) إذا كانت "من" زائدة ، فإنه يمكن أن تستخدم (للمكان) و(للمكانة) أيضا.
اتِ بمثال - على ألا يكون من آيات الصفات لأنها محل الخلاف - من القرآن على (من فوق) يظهر فيها أن المقصود فوقية المكانة لأني غير مقتنع
في الحقيقة لم أقع على مثال له من القرآن في آية ليست محل خلاف
وبالطبع لا يمكنني أن إلزمك برأيي لأنه مجرد رأي في مسألة خلافية
لكن هب أن لدينا جملة بها كلمة (فوق) التي تدل على فوقية المكانة والقدر ، والسياق يلزم أن تأكد كلامك بحرف جر زائد ، فإنك إن وضعت "من" فتغير المعنى إلى فوفقية المكان إذا فكأن اللغة قاصرة عن أداء المعنى الذي قصدته.

مثلا قال تعالى في سياق : { لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا } ولما كان السياق يحتاج إلى تأكيد أكثر قال سبحانه وتعالى :{لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} ، فلماذا لا يحدث ذلك مع (فوق) التي تدل على المكانة والقدر دون أن يتغير معناها إلى معنى لا أريده ، وماذا نفعل إن أردنا تأكيدها بـ"من" كما أكدت "بعد" في الآية دون أن يتغير معناها؟
 
تمهيد :
في القرآن الكريم وردت مفردة (فوق) عدة مرات ، تكون مقترنة بـ: (من) تارة وأخرى مجردة منها . فما السبب في ذلك ؟
وهذه ظاهرة أسلوبية في القرآن الكريم . تحتاج إلى دراسة متأنية ، عن طريق التدبر في الآيات المختلفة قصد التوصل إلى نتيجة .
آلية البحث تكمن في دراسة الأسلوب القرآني . مستعينا بكل الطرق الممكنة : تفسير القرآن بالقرآن ، تفسير القرآن بالسنة ، تفسير القرآن بأقوال السلف ، تفسير القرآن اعتمادا على اللسان العربي ، بدراسة السياقات المختلفة : الداخلية والخارجية .
نسأل الله أن يعلمنا وينفعنا بما علمنا .
 
"من فوق "-الظرفية-تؤدي غالبا معنى أخص هو المحاذاة والاتصال -أو قربه- من جهة العلو،أما "فوق" فأعم.... وكذلك "من تحت" و"تحت" و"من قبل" و"قبل" و "من بعد" و"بعد"...
قال الله تعالى: " لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ " الأعراف 41
فالغواشي متصلة بهم من جهة الفوق
قال الله تعالى: " يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " العنكبوت 55
فالعذاب متصل بالمعذبين من الجهتين..وكذلك قوله تعالى:
" لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ "
ولما كان السقف قريبا جدا قال:
" قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ " النحل 26
ولما كانت الغرف متصلة -بعضها على بعض-قال:
" لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ " الزمر 20
ولما كانت الجبال متصلة بالأرض قال عنها:
" وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ " فصلت 10
إذا تقررت الفكرة كان من الممكن أن نتلمس النكت البلاغية في مثل قوله تعالى : يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ..فالخوف من القريب يكون أعظم...
والله أعلى وأعلم
 
الحلقة الأولى :
{إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا }[الأحزاب:10]
يقول سيد طنطاوي في تفسيره : " ثم فصل - سبحانه - ما حدث للمؤمنين فى هذه الغزوة [غزوة الأحزاب]، بعد هذا الإِجمال، فقال: { إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ } أي: من أعلى الوادي من جهة المشرق، { وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ } أي: ومن أسفل الوادي من جهة المغرب، وهم قريش ومعهم أحابيشهم وحلفاؤهم."
من خلال هذه الآية يتضح أن : (من فوق) و (من تحت) ، لها دلالة الجهة .
فإذا تقرر هذا الأسلوب لهذه الدلالة ، سهل علينا تطبيقه في كل الآيات التي تتناول هذا الأسلوب .
إذا رجعنا إلى الآيات في بداية المشاركة سيتبين لنا نفس الدلالة في كل الأمثلة السابقة .
انطلقنا من الآية 10 من سورة الأحزاب ، لأنها تتناول مثالا ماديا محسوسا .
ومنه ننطلق إلى الآية 50 من سورة النحل .
يقول تعالى : {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }[النحل:50]
من خلال هذه الآية يتبين أن الملائكة يخافون ربهم من فوقهم ، بمعنى يخافون ربهم أن يصيبهم بعذاب من فوقهم . وهذا له دلالة شدة الخوف من الله تعالى ، كما يدل على ضعفهم وتذللهم لله تعالى .

والله أعلم وأحكم
 
بمعنى يخافون ربهم أن يصيبهم بعذاب من فوقهم

هل حضرتك من الأشاعرة القائلين بأن قوله تعالى: " ءَأَمِنتم مَن في السماء أن يخسف بكم الأرض "
بمعنى: عذابه في السماء؟؟
أم أنا فهمت خطأ ؟
 
فقط لضرب المثل على تأثير "من" في المعنى:
{ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ } [الدخان:48]
أي يصب الحميم مباشرة فوق رأسه قصدا دون بقية جسده
ويقول تعالى
" هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ " الحج 19

وهنا مصدر الحميم من فوق (من الأعلى) فيقع على رؤسهم وعلى بقية أجسادهم وليس مرادا بالصب رؤوسهم فقط

وهكذا لو تتبعنا المفردة في كل آية لوجدنا أن زبادة في المبنى زيادة في المعنى وأي تحوير او نقص يفقد النص معناه الذي كان يحمله ، ولا يوجد حرف او مفردة مترادفة أو زائدة أو صالحة لأن يستبدل بها سواها البتة

أما تأويل الفوقية بالتفوق وليس الظرفية المكانية فأفضل أن أحتفظ برأيي لنفسي والله اعلى وأعلم
 
نحافظ على النتيجة التي توصلنا إليها سابقا ، وهي أن جميع الأمثلة ، توصلنا من خلالها إلى أن دلالة (من فوق) ، (من تحت) تعني الجهة .
في الآية 50 من سورة النحل : يخافون ربهم من فوقهم /. و ./ يفعلون ما يومرون
المعنى الأول : الله من فوقهم ( أرجأت هذا المعنى إلى آخر التحليل ، وذلك عندما نفرق بين (من فوق) و (فوق) .
المعنى الثاني : العذاب من فوقهم
يقول الله تعالى : {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }[الإسراء:57]
يقول الطبري في تفسيره عن : " ابن زيد { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ } قال: الذين يدعون الملائكة تبتغي إلى ربها الوسيلة { أيُّهُمْ أقْرَبُ وَيَرْجُون رَحْمَتَهُ } حتى بلغ { إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً } قال: وهؤلاء الذين عبدوا الملائكة من المشركين."

والله أعلم وأحكم
 
نحافظ على النتيجة التي توصلنا إليها سابقا ، وهي أن جميع الأمثلة ، توصلنا من خلالها إلى أن دلالة (من فوق) ، (من تحت) تعني الجهة .
في الآية 50 من سورة النحل : يخافون ربهم من فوقهم /. و ./ يفعلون ما يومرون
المعنى الأول : الله من فوقهم ( أرجأت هذا المعنى إلى آخر التحليل ، وذلك عندما نفرق بين (من فوق) و (فوق) .
المعنى الثاني : العذاب من فوقهم
يقول الله تعالى : {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }[الإسراء:57]
يقول الطبري في تفسيره عن : " ابن زيد { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ } قال: الذين يدعون الملائكة تبتغي إلى ربها الوسيلة { أيُّهُمْ أقْرَبُ وَيَرْجُون رَحْمَتَهُ } حتى بلغ { إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً } قال: وهؤلاء الذين عبدوا الملائكة من المشركين."

والله أعلم وأحكم
أرجو المزيد فلم يصل لي المعنى المراد بعد
وما الخطأ في تفسير: " يخافون ربهم من فوقهم " بـ " يخافون ربهم الذي فوقهم " ؟
فقد أعجبني قول أخينا أبو عبد المعز
" إذا تقررت الفكرة كان من الممكن أن نتلمس النكت البلاغية في مثل قوله تعالى : يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ..فالخوف من القريب يكون أعظم... "
 
الحلقة الثانية :
مفردة (فوق) دون حرف الجر (من) لها دلالات متعددة منها : العلو ، القوة ، الشدة ، الإحاطة . الدرجة ، الفوقية المباشرة .

والله أعلم وأحكم
 
مقارنة نماذج من الزمان والمكان .
المقارنة الأولى : يقول الله تعالى : {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }[النحل:70]
ويقول تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ }[الحج:5]
في الآية 70 من سورة النحل : مرحلتان من مراحل الإنسان : مرحلة العلم ، ومرحلة اللاعلم التي سببها أرذل العمر . (الجهة الزمنية غير مذكورة مع ظرف الزمان الغير مسبوق بمن)
بينما في الآية 5 من سورة الحج : الإنسان يفقد العلم الذي اكتسبه منذ الطفولة وذلك بسبب مرحلة أرذل العمر . (الجهة الزمنية مذكورة لأن ظرف الزمان مسبوق بمن)
المقارنة الثانية : يقول الله تعالى : {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ }[الحج:19]
ويقول تعالى : {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ } [الدخان :48]
في الآية 19 من سورة الحج ، الحميم يصب على الذين كفروا من الأعلى . (الجهة)
بينما في الآية 48 من سورة الدخان ، يصب من عذاب الحميم مباشرة على رأس الكافر الأثيم . (الفوق المباشر) .
والله أعلم وأحكم
 
استنتاج ومناقشة

استنتاج ومناقشة

من خلال ما تقرر سابقا من كون ظرف المكان مع (من) يدل على الجهة :
نستطيع أن نقول بكل اطمئنان ما قاله مقاتل (ت:150 هـ) : " {يخافون ربهم من فوقهم}، الذي هو فوقهم ؛ لأن الله تعالى فوق كل شيء ، خلق العرش . والعرش فوق كل شيء ، {ويفعلون ما يؤمرون}[النحل:50] "
كما أن الله أخبرنا عن نفسه أنه : {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } {الأنعام:18]
والملائكة هم عباد الرحمن : {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ }[الزخرف:19]
لذلك نقول : الله فوق الملائكة فوقية مكانية ، وضمنها كما في آيات سابقة هي فوقية القدر والعظمة والقهر والسلطان .
بينما الكثير من المفسرين يتحرجون عن ذكر الفوقية المكانية ، نذكر منهم مثالين :
يقول الآلوسي : " لأن الفوقية المكانية مستحيلة بالنسبة إليه تعالى "
ويقول الشعراوي : " فالله منزه عن أن تُحيزه لا بمكان ولا بزمان "
وأظن أن هذه النظرية فيها مغالطة منطقية ، لأنها لا تتوافق مع ما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .
فالله هو الأعلى ، تعرج الملائكة والروح إليه ، وكلم الله موسى تكليما ، والله يضحك ويغضب وينزل ويتجلى . وكل هذه الحقائق بمفهوم الآية الكريمة : {... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }[الشورى:11]

والله أعلم وأحكم
 
من خلال ما تقرر سابقا من كون ظرف المكان مع (من) يدل على الجهة :
نستطيع أن نقول بكل اطمئنان ما قاله مقاتل (ت:150 هـ) : " {يخافون ربهم من فوقهم}، الذي هو فوقهم ؛ لأن الله تعالى فوق كل شيء ، خلق العرش . والعرش فوق كل شيء ، {ويفعلون ما يؤمرون}[النحل:50] "


أعزك الله ، لقد طرت فرحاً بمعرفة عقيدتك ، وطرت فرحاً بقول مقاتل
لي سؤال:
ما رأيك في هذا
الذهبي في ميزان الاعتدال:4/173:
مقاتل بن سليمان البلخي المفسر أبو الحسن . روى عن مجاهد، والضحاك ، وابن بريدة. وعنه حرمى بن عمارة ، وعلى بن الجعد ، وخلق .
قال ابن المبارك: ما أحسن تفسيره لو كان ثقة . . . .

وترجم له الذهبي في سيره باحترام أكثر فقال في:7/201:
مقاتل كبير المفسرين أبو الحسن مقاتل بن سليمان البلخي . يروي عن مجاهد والضحاك وابن بريدة وعطاء وابن سيرين وعمرو بن شعيب وشرحبيل بن سعد والمقبري والزهري ، وعدة. وعنه: سعد بن الصلت ، وبقية ، وعبدالرزاق ، وحرمي بن عمارة ، وشبابة ، والوليد بن مزيد ، وخلق آخرهم علي بن الجعد .
قال ابن المبارك وأحسن: ما أحسن تفسيره لو كان ثقة . . . ! انتهى .

هل شهادة ابن المبارك تُرَدّ ؟؟

وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب:10/249:
قال محمد بن سماعة عن أبي يوسف عن أبي حنيفة: أفرط جهم في النفي حتى قال إنه ليس بشئ ، وأفرط مقاتل في الإثبات حتى جعل الله تعالى مثل خلقه . . . وقال عبد الله ابن أبي القاضي الخوارزمي سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير يعني في البدعة والكذب ، جهم ومقاتل وعمر بن صبح .
 
أخي عمر محمد ، جزاك الله خيرا وأحسن إليك
فكما تعلم ، أننا اتبعنا فيما توصلنا إليه منهجية واضحة ، تعتمد على الأسلوب القرآني .
فتبين لنا من خلال هذه المنهجية أن أسلوب (من فوقهم) يدل على الجهة .
وتوافق ذلك مع ما قاله المفسر مقاتل بن سليمان البلخي (ت:150 هـ) رحمه الله . وهو كلام قاله هو ولم يروه عن أحد . وكلامه يوافق عددا من الأئمة في عصره . جاء في كتاب (الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة) لابن قيم الجوزية (ت:751 هـ) : " حدثنا شريح بن النعمان قال سمعت عبد الله بن نافع الصانع قال سمعت مالك بن أنس يقول : الله في السماء وعلمه في كل مكان.
وروى البيهقي بإسناد صحيح عن الأوزاعي (ت:157 هـ) قال كنا نحن والتابعون متوافرون نقول إن الله تعالى فوق عرشه نؤمن بما وردت به السنة من صفاته "
ويقول ابن تيمية رحمه الله عن مقاتل في كتابه (منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية) : " وَأَمَّا مُقَاتِلٌ فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِحَقِيقَةِ حَالِهِ. وَالْأَشْعَرِيُّ يَنْقُلُ هَذِهِ الْمَقَالَاتِ مِنْ كُتُبِ الْمُعْتَزِلَةِ، وَفِيهِمُ انْحِرَافٌ عَلَى مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ، فَلَعَلَّهُمْ زَادُوا فِي النَّقْلِ عَنْهُ، أَوْ نَقْلُوا عَنْهُ، أَوْ نَقَلُوا عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ، وَإِلَّا فَمَا أَظُنُّهُ يَصِلُ إِلَى هَذَا الْحَدِّ . وَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَنْ أَرَادَ التَّفْسِيرَ فَهُوَ عِيَالٌ عَلَى مُقَاتِلٍ، وَمَنْ أَرَادَ الْفِقْهَ فَهُوَ عِيَالٌ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ . "
والله أعلم وأحكم
 
أين أجد تفسير مقاتل ؟
يعني قول نعيم بن حماد شيخ البخاري في كون صفات الله على ظاهرها وليس فيما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه
أجده في تفسير ابن كثير سورة الأعراف الآية 54 تحت قول الله عز وجل: " ثم استوى على العرش "
وقول الطبري في التفسير أجده في تفسيره في سورة البقرة الآية 29
في أي كتاب وفي أي موضع ورد كلام مقاتل ؟
وفي أي موضع من كتاب ابن تيمية ورد كلام الشافعي عن مقاتل ؟
وهل ورد قول الشافعي في مقاتل في كتب ابن تيمية وابن القيم ؟ أين ؟
وما رؤيتك لوصف ابن المبارك لمقاتل أنه غير ثقة مع مدحه لتفسيره ؟ هل المقصود أنه غير ثقة في النقل عن الغير لكنه ثقة فيما يقوله من عند نفسه ؟؟
أرجو البسط في الرد على الأسئلة وجزاك الله خيراً على الاهتمام
 
ورد كلام مقاتل في تفسيره ، الجزء 2 الصفحة 619
وهذا رابط التفسير : تفسير مقاتل بن سليمان • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
وورد كلام ابن تيمية عن مقاتل في كتابه (منهاج السنة) ، الجزء 2 الصفحة 618
وهذا رابط الكتاب : منهاج السنة النبوية • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
أما ما يتعلق بمقاتل ، فأتفق مع ابن تيمية في التشكيك فيما يروج حوله ، لأن عصره كان فيه مد وجزر بين الطوائف الكلامية المختلفة مما جعله مستهدفاً من طرف كل من لا يتفق معه حول تلك الآراء .
والله أعلم وأحكم​
 
عودة
أعلى