من عجيب أشعار العرب

محمد مشعل

New member
إنضم
20 مارس 2008
المشاركات
47
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
ألــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محــــــــــــال
صديقــــي أحبـــــــــه كـــــــــلام يقــــــــــــــال
وهــــــــذا كــــــــــلام بليـــــــــغ الجمـــــــــال
محــــــــــال يـــــــــقال الجمـــــــال خيـــــــال

الغريـــب فيـه .. أنــك تستطيـــع قراءته
أفقيــا ورأسيـــا .

ومن الأبيات أيضا

مودته تدوم لكل هول ... وهل كل مودته تدوم

أقرأ البيت بالمقلوب حرفا حرفا واكتشف الإبداع ...
حيث ان هذا البيت يقرا من الجهتين

حلموا فما ساءَت لهم شيم **** سمحوا فما شحّت لهم مننُ
سلمــوا فلا زلّت لهم قدمُ **** رشدوا فلا ضلّت لهم سننُ

الأبيات السابقة جزء من القصيدة الرجبيّه، ولها ميزة عجيبة ألا وهي :

ان الابيات، ابيات مدح وثناء ولكن اذا قراءتها بالمقلوب كلمة كلمه، أي تبتدي من قافية الشطر الثاني من البيت الاول وتنتهي باول كلمه بالشطر الاول من البيت الاول، فأن النتيجه تكون ابيات هجائيه موزونه ومقفّاه، ومحكمه ايضاً .

وسوف تكون الأبيات بعد قلبها كالتالي :

مننٌ لهم شحّت فما سمحـــوا **** شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا
سننٌ لهم ضلّت فلا رشــــدوا **** قدمٌ لهـم زلّت فلا سلمـــوا

أيضا من طرائف الشعر هذه القصيدة والتي عبارة عن مدح لنوفل بن دارم، واذا اكتفيت بقراءة الشطر الأول من كل بيت فأن القصيدة تنقلب رأس على عقب، وتغدو قصيدة ذم لا مدح

قصيدة المدح :

إذا أتيـــت نوفـــل بن دارم **** امير مخزوم وسيف هاشم
وجــدته أظلم كل ظــــالم **** على الدنانير أو الدراهم
وأبخل الأعراب والأعـاجم **** بعـــرضه وســره المكـاتم
لا يستحي مـن لوم كـــل لائـم **** إذا قضى بالحق في الجرائم
ولا يراعي جــــانب المكــــارم **** في جانب الحق وعدل الحاكم
يقـرع من يأتيه سن النادم **** إذا لم يكن من قدم بقادم

قصيدة الذم
إذا أتيت نوفــــل بن دارم **** وجدتــه أظلـم كل ظـــالم
وأبخل الأعراب والأعاجم **** لا يستحي من لوم كل لائم
ولا يراعي جانب المكارم **** يقرع من يأتيه سن النادم

رأيت الناس قد عدلوا الى من عنده العدل
ومن لا عنده عدل فعنه الناس قد عدلوا

المصدر:مجلة طاب الخاطر الإلكترونية
 
[align=center]شكرا لك أخي الكريم

وللعلم
فإن هذه من الأشكال الشعرية المستحدثة ، والتي عرفت في العصرين :
المملوكي والعثماني ، ومنها :


التاريخ الشعري
والألغاز والأحاجي
والتشجير
وذوات القوافي
والقوافي الملونة والمشتركة
والطرد والعكس وأشعار المتواليات
ومحبوك الطرفين
والشعر الهندسي
وما إلى ذلك ...


وما تفضلت به من الطرد والعكس ؛ ومعناه :
أن ينظم الشاعر قصيدة ، فتقرأ على وجوه متعددة ، دون أن يكون وراء ذلك
معان جديدة ـ في أغلب الأحيان !!!

ويبدو أن القدماء لم يعرفوا هذا التصنيع ، وإذا كان قد ورد شيء من ذلك في كلامهم
فهو عفوي ، غير متكلف !!!

كما ورد في القرآن الكريم :
{ربـّك فكبـّر} ؛
فإذا قرئت في العكس ، جاءت من جديد :
{ربـّك فكبـّر} !!!


ويظهر أن الشاعر صفي الدين الحليّ :

(صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي
675 - 750 هـ / 1276 - 1349 م
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي.
شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة
فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق ..) .

وهو أول من ابتدع هذا الضرب ، حيث جاء في ديوانه هذه الأبيات :


[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ليت شعري .. لــك عــلم = من سقامي .. يا شفائي
لــك عـلـــم .. من زفيري = ونــحــولي .. وضنـائي
من سقامي .. ونـحــولي = داونـي إذ .. أنـت دائي
يـا شـفـائي .. وضـنـائي = أنــت دائـي .. ودوائــي[/poem]

ونلاحظ أن هذه الأبيات تقرأ طولا فتؤدّي معنى ،
وتقرأ عرضا ، فتؤدّي المعنى ذاته !!!
[/align]
 
[align=center]
وإذا كان عمل الشاعر صفي الدين الحلي متميزا بالبساطة والسذاجة ؛
فإن عمل من جاء بعده قد اتخذ طابع ا لكلفة والتعقيد ،
واتسم بميسم الجهد الكبير الذي لابهاء ولا رواء بعده !!


ويمكننا أن نقسم ألوان الطرد والعكس أقساما عدة :

1 ـ ما دعي بالمـُخلـّعات

2 ـ ما لا يستحيل بالانعكاس

3 ـ الطرد مدح ، والعكس هجاء

4 ـ الطرد الأفقي مدح ، والشاقولي هجاء

5 ـ أشعار التبادل ، أو المتواليات
[/align]
 
عودة
أعلى