د.إبراهيم بن علي الحكمي
New member
الحلقة الأولى:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه،وعلى آله وصحبه ومن والاه،وبعد:
فقبل الشروع في بيان هذا الضابط أجد من الأهمية بمكان أن أقدم بمقدمتين مرتبطتين به.
الأولى: تعريف العادات في اللغة والاصطلاح
أمَّا في اللغة فيقول ابن فارس:" العين والواو والدال أصلان صحيحان يدلُّ أحدهما:على تثنيةٍ في الأمر ،والآخر جنس من الخشب ...والعادة:الدُّربة والتمادي في شيء حتى يصير له سجية، ويقال للمواظب على الشيء :المعاود" (1)
وقال الراغب :" العَوْدُ:الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه إما انصرافاً بالذات،أو بالقول والعزيمة قال تعالى { ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون } [ المؤمنون:107] ...والعادة اسم لتكرير الفعل والانفعال ،حتى يصير ذلك سهلاً تعاطيه كالطبع ، ولذلك قيل:العادة طبيعة ثانية" (2).
وقال ابن منظور :" العادة الديدن يعاد إليه" (3).
وأمّا في الاصطلاح فيقول الجرجاني :" العادة: ما استمر الناس عليه على حكم المعقول،وعادوا إليه مرَّة بعد أخرى " (4).
وأوضح منه من عرَّفها بـ"السلوك المتكرر الذي تمارسه جماعة من الناس" (5).
الثانية:تعريف الجاهلية في اللغة والاصطلاح
في اللغة:الجَهل :ضدُّ العلم ،وقد جَهِلَ من باب فهِمَ وسَلِمَ،وتجاهَلَ أرى من نفسه ذلك وليس به(أي الجهل).واستجهله:عدَّه جاهلاً،واستخفه أيضاً،والتجهيل:النِّسبة إلى جهل "(6).
وفي الاصطلاح:"الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام ، من الجهل بالله ورسوله،وشرائع الدين،والمفاخرة بالأنساب ،والكْبر،والتجبر،وغير ذلك"(7) .
وقيل هي "الحالة المخالفة لما أراد الله التي كان عليها الناس قبل مجيء الهدى لهم"(8)
فتبين مما سبق أن المقصود بعادات العرب في الجاهلية ما كانت تفعله جماعة من الناس باستمرار وتكرر من غير نكير،سواء كان لعقيدة أو خلق أو معاملة،وسواء وافقه الإسلام أو عارضه، وسيتضح ذلك ـ إنشاء الله ـ من خلال الأمثلة.
يتبع الحلقة الثانية ـ بإذن الله ـ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) معجم مقاييس اللغة ؛لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ،المتوفى سنة 395هـ (4/181) مادة (عَوَدَ)تحقيق وضبط عبد السلام محمد هارون ،دار الجيل،بيروت ـ لبنان.
(2) مفردات ألفاظ القرآن ؛ تأليف العلامة (الراغب) الحسين بن محمد الأصفهاني ،(ص:593) مادة (عَوَدَ) تحقيق صفوان عدنان داوودي ، الطبعة الثانية 1418هـ = 1997م ،دار القلم بدمشق،والدار الشامية ببيروت.
(3) لسان العرب ؛لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، المتوفى سنة 711هـ ،(9/459) مادة ( عَوَدَ)الطبعة الأولى ، دار صادر،بيروت ـ لبنان.
(4) التعريفات ؛ لعلي بن محمد بن علي ،السَّيِّد الزين ،أبو الحسن الحسيني الجرجاني الحنفي ،المتوفى سنة 826هـ ،(ص:104) الطبعة الأولى 1418هـ =1997م،دار الفكر ، بيروت ـ لبنان.
(5) عادات أهل الجاهلية ـ دراسة موضوعية في ضوء القرآن الكريم ـ ( رسالة ماجستير بكلية أصول الدين بالرياض ـ قسم القرآن وعلومه) إعداد ناصر بن محمد بن عبد الله الماجد ( ص:14).
(6) مختار الصحاح ؛ لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي ،المتوفى سنة 721هـ (1/49) مادة ( جَهِلَ) تحقيق محمود خاطر ، الطبعة الأولى 1415هـ =1995م ، مكتبة لبنان ،بيروت ـ لبنان.
(7) النهاية في غريب الحديث والأثر ؛ للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري، ابن الأثير،المتوفى سنة 606هـ (1/323) مادة ( جَهِلَ ) تحقيق طاهر أحمد الزاوي و محمود محمد الطناحي،دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان.؛اللسان (11/130) مادة ( جَهِلَ).
(8) عقائد أهل الجاهلية في ضوء القرآن الكريم وموقفه منها ، ( رسالة ماجستير بكلية أصول الدين بالرياض ـ قسم القرآن وعلومه) إعداد نهلة بنت محمد الناصر ( ص: 17).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه،وعلى آله وصحبه ومن والاه،وبعد:
فقبل الشروع في بيان هذا الضابط أجد من الأهمية بمكان أن أقدم بمقدمتين مرتبطتين به.
الأولى: تعريف العادات في اللغة والاصطلاح
أمَّا في اللغة فيقول ابن فارس:" العين والواو والدال أصلان صحيحان يدلُّ أحدهما:على تثنيةٍ في الأمر ،والآخر جنس من الخشب ...والعادة:الدُّربة والتمادي في شيء حتى يصير له سجية، ويقال للمواظب على الشيء :المعاود" (1)
وقال الراغب :" العَوْدُ:الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه إما انصرافاً بالذات،أو بالقول والعزيمة قال تعالى { ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون } [ المؤمنون:107] ...والعادة اسم لتكرير الفعل والانفعال ،حتى يصير ذلك سهلاً تعاطيه كالطبع ، ولذلك قيل:العادة طبيعة ثانية" (2).
وقال ابن منظور :" العادة الديدن يعاد إليه" (3).
وأمّا في الاصطلاح فيقول الجرجاني :" العادة: ما استمر الناس عليه على حكم المعقول،وعادوا إليه مرَّة بعد أخرى " (4).
وأوضح منه من عرَّفها بـ"السلوك المتكرر الذي تمارسه جماعة من الناس" (5).
الثانية:تعريف الجاهلية في اللغة والاصطلاح
في اللغة:الجَهل :ضدُّ العلم ،وقد جَهِلَ من باب فهِمَ وسَلِمَ،وتجاهَلَ أرى من نفسه ذلك وليس به(أي الجهل).واستجهله:عدَّه جاهلاً،واستخفه أيضاً،والتجهيل:النِّسبة إلى جهل "(6).
وفي الاصطلاح:"الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام ، من الجهل بالله ورسوله،وشرائع الدين،والمفاخرة بالأنساب ،والكْبر،والتجبر،وغير ذلك"(7) .
وقيل هي "الحالة المخالفة لما أراد الله التي كان عليها الناس قبل مجيء الهدى لهم"(8)
فتبين مما سبق أن المقصود بعادات العرب في الجاهلية ما كانت تفعله جماعة من الناس باستمرار وتكرر من غير نكير،سواء كان لعقيدة أو خلق أو معاملة،وسواء وافقه الإسلام أو عارضه، وسيتضح ذلك ـ إنشاء الله ـ من خلال الأمثلة.
يتبع الحلقة الثانية ـ بإذن الله ـ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) معجم مقاييس اللغة ؛لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ،المتوفى سنة 395هـ (4/181) مادة (عَوَدَ)تحقيق وضبط عبد السلام محمد هارون ،دار الجيل،بيروت ـ لبنان.
(2) مفردات ألفاظ القرآن ؛ تأليف العلامة (الراغب) الحسين بن محمد الأصفهاني ،(ص:593) مادة (عَوَدَ) تحقيق صفوان عدنان داوودي ، الطبعة الثانية 1418هـ = 1997م ،دار القلم بدمشق،والدار الشامية ببيروت.
(3) لسان العرب ؛لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، المتوفى سنة 711هـ ،(9/459) مادة ( عَوَدَ)الطبعة الأولى ، دار صادر،بيروت ـ لبنان.
(4) التعريفات ؛ لعلي بن محمد بن علي ،السَّيِّد الزين ،أبو الحسن الحسيني الجرجاني الحنفي ،المتوفى سنة 826هـ ،(ص:104) الطبعة الأولى 1418هـ =1997م،دار الفكر ، بيروت ـ لبنان.
(5) عادات أهل الجاهلية ـ دراسة موضوعية في ضوء القرآن الكريم ـ ( رسالة ماجستير بكلية أصول الدين بالرياض ـ قسم القرآن وعلومه) إعداد ناصر بن محمد بن عبد الله الماجد ( ص:14).
(6) مختار الصحاح ؛ لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي ،المتوفى سنة 721هـ (1/49) مادة ( جَهِلَ) تحقيق محمود خاطر ، الطبعة الأولى 1415هـ =1995م ، مكتبة لبنان ،بيروت ـ لبنان.
(7) النهاية في غريب الحديث والأثر ؛ للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري، ابن الأثير،المتوفى سنة 606هـ (1/323) مادة ( جَهِلَ ) تحقيق طاهر أحمد الزاوي و محمود محمد الطناحي،دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان.؛اللسان (11/130) مادة ( جَهِلَ).
(8) عقائد أهل الجاهلية في ضوء القرآن الكريم وموقفه منها ، ( رسالة ماجستير بكلية أصول الدين بالرياض ـ قسم القرآن وعلومه) إعداد نهلة بنت محمد الناصر ( ص: 17).