من شدَّة تعلّقه بالشاطبية رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

إنضم
11/03/2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
1
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
من شدَّة تعلّقه بالشاطبية رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

بينما كنتُ أقرأ في كتب التراجم اليمينة في تتبع قُـرَّاء اليمن في القرن التاسع من معاصري الإمام ابن الجزري - رحمه الله - إذ وقفتُ على هذه الحادثة في ( طبقات صلحاء اليمن ) للبريهي، فأحببتُ نقلها للإخوان في هذا الملتقى المبارك، قال المؤرخ عبد الوهَّاب البريهي ( من أعلام القرن التاسع ): المقرئ الفقيه الإمام ضياء الدين نسر بن عمران المقرئ الزبيدي، هذا الإمام المقرئ من شيوخ الإمام نفيس الدين العلوي، كان إماماً فاضلاً محدِّثاً مقرئاً، روى عنه بعض تلاميذه بسند صحيح أنه قال: رأيتُ النبي صل1 في المنام، فقال: أسمعنا ما معك، وكان يحفظ قصائد كثيرة، فقرأ بعضها، فأشار إليه النبي صل1 أن لا، ثم كذلك قصائد كثيرة، وهو صل1 يشير إليه لا لا، فلمَّا فرغ ما عنده قال له النبي صل1: هل بقي معك شيء؟ فقال المقرئ ضياء الدِّين: لم يبقَ إلا قصيدة الشاطبي ، فقال له النبي صل1: أسمعنا منها شيئاً، قال: فقرأتُ أربعة أبيات من أوَّل باب التكبير، فأعجب النبي صل1 ذلك فقال: إيه إيه؛ وبكى، ثم بكى مَن حوله وبكى المقرئ نسر، فقال النبي صل1: من حفظها ولو بيتاً منها دخل الجنة، أو كنتُ ضميناً له على الله بالجنة ) . ا.هـ طبقات صلحاء اليمن صـ153 .
قلتُ: وهذه من أضغاث الأحلام التي يراها بعض النَّاس، وإنَّما ذكرتها هنا حتى لا يغترَّ بعض من رآها في بعض الكتب فيتمسَّك بها .
وفي انتظار تعليقات مشايخي وإخواني بهذا الملتقى المبارك

[FONT=&quot] [/FONT]
 
أخي الكريم أبا إسحاق :
لا ريب في أن الذي روى الرؤيا أو رآها لا يعني بها حديثاً صحيحاً يعوّل عليه ذلك التعويل الفقهي ...
و لكن الناس و الصلحاء لم تزل تنظر إلى أمثال هذه الأمور من أبواب أخرى شرعية كذلك !
و أضيق تلك الأبواب باب الرجاء و الفأل الحسن بما قد صنفه رسول الله صل1 بنفسه أنه " جزء من أربعين جزءًا من النبوة " !
فإن لم نتعامل مع أمثال هذه الرؤى بأمثال هذه الأبواب فماذا يبقى من كلام الصادق المصدوق لننتفع به من حديثه هذا صل1 ؟
و بارك الله فيكم .
 
بارك الله فيك يا أبا إسحاق .
وقد كتب ألدكتور عمر حمدان - زميلنا في الملتقى - بحثاً لطيفاً حول (ظاهرة المنامات في كتب القراءات وتراجم القراء) نشره في العدد الرابع - السنة الثانية - ذو الحجة 1428هـ من مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية ، تناول فيه مثل هذه الحادثة والموقف الصحيح منها . وقد بحثت عن البحث وأرفقته لكم في هذه المشاركة للاطلاع والله يحفظكم .
 
شكر الله لك أبا عبد الله جهدك في بحثك عن هذا البحث وإرفاقه بمشاركتك، أسأل الله تعالى أن يُبيِّض وجهي ووجهك يوم تبيَّض وجوه وتسودُّ وجوه
 
تعليق قبل قراءة البحث الّذي وضعه الدّكتور عبد الرّحمن حفظه الله
أقول: رحمهم الله تعالى رحمة واسعة.
فإنّ عيشهم مع القرآن الكريم، وحبّهم لمن أنزل عليه القرآن صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ يجعلهم يعيشون معه في صحوهم وحتّى في مناماتهم.
والمنامات الصّالحات كما قال إمام الأئمّة مالك رحمه الله تعالى: ( تسرّ ولا تغرّ)
ولكن لا ينبني عليها أحكام شرعيّة؛ إذ إنّ الشّرع الحنيف قد اكتمل.
وأحياناً الرّؤى فيها مشكلة نفسيّة؛ عايشتها عندما مررت بمرحلة التّصوّف العجيبة الغريبة ( على الطّريقة الجيلانيّة)، وكنت أخبر بها شيخي ( الّذي كان آية في العبادة والحفظ لا يقرأ شيئاً إلا يحفظه، وهو منجّد لم يدخل مدرسة؛ يقرأ القرآن لا يفتر لسانه عنه وهو ينجّد الفُرُش) فكان يوصيني ألا أبوح برؤاي لأحد.
فربّما رأيت منامات صالحات ( وأنا كثير الرّؤى لا أغفو إلا أرى، وبعض النّاس لا يرى في السّنة رؤيا واحدة فالنّاس بين مكثر ومقلّ)وأكون بين النّائم والمستيقظ، ثم أستيقظ، ثمّ أنام لأكمل الرّؤيا. فهذه إشكاليّة نفسيّة يعرفها أرباب التّفكّر والعيش المستغرق حبّاً في الشّخصيّات، والأفكار، وخلافها.
فلعلّه من حبّه للشّاطبيّة أو للحبيب صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله يخيّل إليه أنّه رأى؛ وبخاصّة أنّه أتى في منامه بتشريع جديد:
[ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: من حفظها ولو بيتاً منها دخل الجنّة، أو كنتُ ضميناً له على الله بالجنّة]
والله تعالى أعلم وأحكم.​
 
شكر الله لك أبا عبد الله جهدك في بحثك عن هذا البحث وإرفاقه بمشاركتك، أسأل الله تعالى أن يُبيِّض وجهي ووجهك يوم تبيَّض وجوه وتسودُّ وجوه

علقتُ قبل د. عبدالرحمن ! فكنتُ بينكما !
icon7.gif
فهلّا سألت الله لي ما سألته لنفسك و للدكتور ؟
icon7.gif
مع ذكر ٍ و لو مقتضب لرفضك لوجهة نظري ! ( ما عندي مشكلة - و الله
icon7.gif
- ) فتكون جمعت بين الأمرين .

لو بتعرف أدّيش أنا بحب الحضارمة يا أبو إسحاق ؟ إلا واحد منهون
icon7.gif
؟!؟

 
الرؤيا تسر ولا تغر، توقظ همما نائمة صريعة ولا تضع شريعة.
وفي هذه الرؤيا دلالة على أن الانشغال بالشاطبية خير من الانشغال بالأشعار الساقطة، وأن الانشغال بالقرآن الكريم وعلومه، تعلما وتعليما، خير ما يشتغل به من يبغي الجنة ورضى الله ووجهه.
رحم الله علمائنا وجزاهم الله خيرا على جهدهم واجتهادهم، وجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه. آمين.
 
علقتُ قبل د. عبدالرحمن ! فكنتُ بينكما !
icon7.gif
فهلّا سألت الله لي ما سألته لنفسك و للدكتور ؟
icon7.gif
مع ذكر ٍ و لو مقتضب لرفضك لوجهة نظري ! ( ما عندي مشكلة - و الله
icon7.gif
- ) فتكون جمعت بين الأمرين .

لو بتعرف أدّيش أنا بحب الحضارمة يا أبو إسحاق ؟ إلا واحد منهون
icon7.gif
؟!؟

عذراً شيخنا فقد قرأتُ ردَّكم على عجالة ثم إنني شغلتُ بتحميل البحث الذي أرفقه الدكتور - وفقه الله -
وحقيقة لم أفهم قولك: ( و أضيق تلك الأبواب باب الرجاء و الفأل الحسن بما قد صنفه رسول الله صل1 بنفسه أنه " جزء من أربعين جزءًا من النبوة " ! ) .
وأشكر لك أن كنتَ أول المارين على موضوعي، أسأل الله تعالى أن يحشرني وإيَّاك مع زمرة أهل القرآن، وأن يرزقنا جميعاً لذة النظر لوجهه الكريم .
يعلم تعالى أنني أحبكم أسأل الله تعالى أن يحشرنا تحت ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله
وفقك الله وسددك شيخنا الكريم
 
لا شك أن الشاطبية من أنفس الكتب البشرية، وحُق لها أن تتيوأ المكانة العالية، والمنزلة الرفيعة، والمقام السامي.
على ذكر المنامات: حدثنا أستاذنا الكبير الدكتور محمد سيدي الأمين ـ حفظه الله ـ أنه سمع الشيخ الجليل عبد الفتاح القاضي ـ رحمه الله ـ يذكر أنه فكر في تقرير نظم الطيبة لابن الجزري على طلاب معاهد القراءات في مصر بدلا من دراسة الشاطبية والدرة ثم الطيبة، اختصاراً للوقت والجهد، ثم نام تلك الليلة فرأى في المنام الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ (قال القاضي: ولأول مرة أراه غاضباً)، فوبخه على نيته تلك، وأمره بأن يبقي الشاطبية على حالها، فاستيقظ الشيخ فزعاً، وعدل عن فكرته تلك.
 
الشيخ الفاضل أبو إسحاق :
الآن عمّ حبي جميع الحضارمة دون استثناء
icon7.gif
حتى منهم أبا إسحاق ...
قصدت سيدي ب ( و أضيق تلك الأبواب باب الرجاء و الفأل الحسن بما قد صنفه رسول الله صل1 بنفسه أنه " جزء من أربعين جزءًا من النبوة " ! ) أننا و إن لم نعتقد بأن ذلك القول الذي في المنام قاله رسول اللهصل1 إلا أن رجاءنا بأن يشملنا الله برحمة منه في تطبيق جزئية مما جاء في المنام - و السياق سليم والرائي و المرئي له صالحون نحسبهم - يمثل الحد الأدنى من استفادتنا من منامات كهذه ! لأن الأمر إذا تعلق بالقلوب المنكسرة انفتحت لها أبواب السماء و لو بسقي شربة ماء !
ألا ترى كيف أننا نرجو أن يكتب لنا الكريم حسنات بعدد المسلمين و المسلمات لمجرد قولنا " اللهم اغفر للمسلمين و المسلمات " !؟ و الله أعلم .
 
حدثنا أستاذنا الكبير الدكتور محمد سيدي الأمين ـ حفظه الله ـ أنه سمع الشيخ الجليل عبد الفتاح القاضي ـ رحمه الله ـ يذكر أنه فكر في تقرير نظم الطيبة لابن الجزري على طلاب معاهد القراءات في مصر بدلا من دراسة الشاطبية والدرة ثم الطيبة، اختصاراً للوقت والجهد، ثم نام تلك الليلة فرأى في المنام الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ (قال القاضي: ولأول مرة أراه غاضباً)، فوبخه على نيته تلك، وأمره بأن يبقي الشاطبية على حالها، فاستيقظ الشيخ فزعاً، وعدل عن فكرته تلك.
صدقتم، وقد حدثني بذلكم المقرئ الشيخ محمد تميم الزعبي عن الشيخ العلامة القاضي.
 
عودة
أعلى