العليمى المصرى
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
من دلائل الإعجاز الإلهى فى كتبه المُنَزّلة : وحدة حرف الإستفتاح
بحكم معايشتى الطويلة لأسفار أهل الكتاب كباحث فى علم مقارنة الأديان ، كنت أضطر أحيانا ًإلى الرجوع إليها فى لغاتها الأصلية ( العبرية بالنسبة للعهد القديم ، واليونانية للعهد الجديد )من دلائل الإعجاز الإلهى فى كتبه المُنَزّلة : وحدة حرف الإستفتاح
وفى إحدى المرات ، قمت بإجراء بحث لغوى مقارن يدور حول عبارة الإستهلال فى الكتب السماوية المعروفة : التوراة والإنجيل والقرآن ، فكانت المفاجأة المدهشة لنتيجة البحث هى إكتشاف أن الكتب السماوية تشترك جميعاً فى نفس حرف البداية لها جميعاً !!! ، وإلى حضراتكم بيان المسألة بالتفصيل :
أولا : الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى ينقسم إلى قسمين رئيسين : الأول يخص اليهود بالدرجة الأولى ويُسمى : العهد القديم ، والثانى يخص النصارى تحديداً ويُسمى : العهد الجديد
ثانياً : العهد القديم يضم التوراة ( أسفار موسى الخمسة ) وكتب الأنبياء من بعده ، والأسفار التاريخية والشعرية ، ومزامير داود ( الزبور ) وغيرها من الأسفار
لكن ما يهمنا ذكره هنا أن العهد القديم يبدأ بأسفار موسى الخمسة والتى يُطلق عليها فى الإصطلاح القرآنى اسم ( التوراة ) أو ( كتاب موسى )
ثالثاً : يبدأ العهد القديم بسفر التكوين ( أول أسفار موسى ) ، وأول عبارة فى هذا السفر قد أخذت فى الترجمة العربية الشكل التالى :" فى البدء خلق الله السموات والأرض "
رابعاً : بالرجوع إلى الأصل العبرى للتوراة نجد أن عبارة " فى البدء " تُنطق فى اللغة العبرية هكذا : برشيت
وحرف الجر فى الترجمة العربية ( فى ) يقابله حرف الباء ( ب ) من كلمة ( برشيت ) فى اللغة العبرية
وجدير بالذكر أن اسم سفر التكوين فى النص العبرى للتوراة هو " برشيت " كذلك ، وليس " التكوين " حيث أن معظم الأسفار فى التوراة ليس لها أسماء ، بل كانت تُعرف بالكلمة الأولى الواردة فى السفر
المهم هنا أن نعرف أن التوراة ، بل العهد القديم كله ، قد بدأ بالحرف العبرى المسمى عندهم ( بيت ) والذى يقابل حرف الـ ( باء ) فى العربية
خامساً : إذا ما جئنا إلى العهد الجديد نجده يبدأ بالإنجيل المسمى بـ " إنجيل متى "، يليه إنجيل مرقس ، ثم لوقا ، ثم يوحنا ، ثم سفر أعمال الرسل
وبمطالعة مقدمة إنجيل متى والذى يمثل بداية العهد الجديد كله فإننا نجد افتتاحيته تبدأ بالعبارة المترجمة إلى العربية هكذا :
" كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم "
سادساً : بالرجوع إلى الأصل اليونانى لهذه العبارة ( ومعلوم أن اليونانية هى اللغة الأصلية التى دُونت بها الأناجيل ) فسوف نجد الكلمة الأولى فيها تُنطق هكذا : بايبلوس Biblos
وحرف البداية لتلك الكلمة هو الحرف اليونانى المسمى ( بيتا ) والذى يقابل فى اللسان العربى حرف الـ ( باء ) كذلك !!!
سابعاً : ثم نأتى إلى كتاب الله المجيد ، المُصدّق للكتب السماوية التى بين يديه ، والمهيمن عليها جميعاً ، فنجده يبدأ كما نعرف جميعا بسورة الفاتحة ، ونجد أول آية فيها تقول : " بسم الله الرحمن الرحيم "
وغنى عن القول أنها تبدأ كذلك بحرف الباء العربى ، والذى يقابل كما عرفنا حرف بيت العبرانى وحرف بيتا اليونانى ، أى أن هذا الحرف قد حافظ على موضع الصدارة فى الكتب السماوية الثلاثة برغم إختلاف لغاتها الأصلية ما بين عبرية ويونانية وعربية
فهكذا يكون النظام ، وسبحان الله العظيم !!!
ثامناً : لا ريب أن الذى أنزل التوراة والإنجيل - عز وجلّ - هو الذى أنزل القرآن الحكيم ، ولكن الجديد هنا أن نرى حرف البداية فيها جميعاً يقدم لنا شهادة عجيبة تؤكد هذا المعنى
كتبه الفقير إلى عفو ربه :
حمدى العليمى
أو : العليمى المصرى
ادعوا لأبيه بالشفاء العاجل
و صل اللهم على صاحب المقام المحمود واللواء المعقود والحوض المورود : محمد بن عبد الله
وعلى آله وصحبه وسلم