من دقائق القرآن الكريم (2)

إنضم
08/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
السودان
بسم الله الرحمن الرحيم

(1)
هناك ست رؤى منامية وردت فى القرآن الكريم

ذكرت منها أربعة فى سورة يوسف،ولم يذكر قبلها كلمة فى المنام :

(إنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين)

(إنى أرانى أعصر خمرا وقال الآخر إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ)
(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ)

أما الرؤيتين الأخريين فقد ذكرت فيهما كلمة (المنام) قبل تفاصيل الرؤية ، الأول هو رؤية إبراهيم عليه السلام بسورة الصافات :
(يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فأنظر ماذا ترى؟)
والثانى هو رؤية الرسول (ص) بسورة الأنفال :
(وإذ يريكهم الله فى منامك قليلا )
ذلك لأن الرؤى الأربع فى سورة يوسف ذكرت بغرض تأويلها، فلا داعى لذكر أنها حدثت فى المنام!، وهو من الإيجاز المعروف فى القرآن الكريم .
فكانت رؤيا يوسف عليه السلام : (يا أبت هذا تأويل رؤاى من قبل قد جعلها ربى حقا).
(نبئنا بتأويله إنّا نراك من المحسنين)
(يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ)

كما أن ثلاثة منها جاءت رمزية مما لا يمكن أن تحدث فى الواقع :

(إنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين)
(وقال الآخر إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ)
(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ)


2-
فى قصة بقرة بنى إسرائيل
:

أحداث القصة الأساسية :
وقعت جريمة قتل،
إنكار الجميع معرفتهم القاتل،
طلب الله تعالى من موسى عليه السلام أن يأمر قومه بأن يذبحوا بقرة ،
لجاجة بنى إسرائيل فى وصف البقرة،
ثم أخيرا أمر الله تعالى بضرب القتيل ببعض أجزاء البقرة
ثم إحياءه ليدل على قاتله.

ولكن السرد للأحداث بالسورة جاء مختلفا :
طلب الله تعالى من موسى عليه السلام أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة،
ثم لجاجة بنى إسرائيل ،
ثم ذكر جريمة القتل ،
ثم إحياء القتيل.
لماذا؟
لأن الغرض الأساسى من سرد الحادثة هو وصف عناد ولؤم بنى إسرائيل، فقد جاء ذكر الأمر بذبح البقرة ولجاجة بنى إسرائيل بعد ذكر مواقف كثيرة صدرت منهم فى آيات سبقتها (إتخاذ العجل إلها، طلب رؤية الله جهرة، رفضهم دخول القرية، طلبهم لطعام آخر غير المنّ والسلوى، رفع جبل الطور عليهم ، الإعتداء يوم السبت)،

وكان عليهم عند وقوع جريمة القتل وسعيهم للكشف عن القاتل أن يستجيبوا لطلب موسى عليه السلام ويتم الكشف عن القاتل وينتهى الأمر، ولكنهم قوم يشتهرون بالعناد والصلف واللجاجة والوقاحة مع الأنبياء حتى مع الله تعالى .

فقد كانت الآية التالية بعد تلك الحادثة مواصلة لوصف عناد بنى إسرائيل :

ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة.

إذا، لو تم ذكر وقائع الحادثة كما هى وبدأت ب (وإذ قتلتم نفسا فإدارءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون) لكان تركيز القارئ على جريمة القتل وإحياء الميت أو عملية كشف القاتل.


(3)
الرسل والمنذرون :

تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ؟ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ، وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ

وردت الآية أعلاه بسورة الملك، وتتحدث عن الكفّار أهل النار عندما يلقون فى النار، وسؤال الملائكة لهم (ألم يأتكم نذير؟)
ونذير فى القرآن الكريم تطلق على الرسل والدعاة (كما دعاة الجن الذين إنطلقوا الى أهلهم منذرين)
وأيضا : وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون فيه.

لكن الآية أعلاه تختص بالمنذرين (الدعاة) فقط، لذا كان رد الكفار (وقلنا ما نزّل الله من شئ إن أنتم إلا فى ضلال كبير).
ما نزّل الله من شئ : أى قاموا بإنكار للكتب السماوية قبل إنكار الدعاة، فهذه الكتب هى التى ظلت باقية بعد رحيل الرسل لأن المنذرين يعتمدون فى دعواهم للبشر على ما جاء فى الكتب السماوية، وهذا من دقة القرآن الكريم .

أما الأقوام الذين عاصروا الرسل أنفسهم ولم يؤمنوا ودخلوا جهنم فقد كانت تلك الآيات التالية تخصهم عن سؤال الملائكة لهم قبل دخولهم النار :

سِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا؟ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ

يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا؟ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ .


قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ، إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ
.


(4)

يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ
والآية :
وَإِن كَانُوا إِخْوَةً رِّجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۗ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

فى آيات الميراث أعلاه، كان يمكن أن تكون إن كانوا إخوة رجالا ونساء (فللرجل من حظ المرأتين)، ولكن جاءت للذكر مثل حظ الأنثيين لماذا؟
أن الذكر والأنثى يحق لهم أن يرثا مهما كان عمرهما (حتى ولو كانوا أطفالا رضع) ، ومهما كان الورثة من صحة (جسدية وعقلية) ، قد يكونا مجنونين أو معاقين إعاقة حادة ولكن يحق لهما الميراث ، فالذكورة والأنوثة هو أول تمييز للإنسان بعد مولده.
 
لعلها أختي الزيتونة سبع رؤى ذكرت في كتاب الله
السابعة قوله تعالى :

{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } [يوسف:24]​
فنستنتج من هذا الآية الكريمة بأن مما أكرم الله به عبده يوسف أن كان يريه ما سيحدث له في الرؤيا ، فكان مم رأى ما كان تأويله مراودة امرأة العزيز له ، فكان برهان له من الله وهذا شائع في هذه السورة المباركة فكافة الحوادث المستقبلية والوقائع الآتية وردت كرؤى سواء ليوسف عليه السلام أو الملك أو الغلام ومنها تحذيره مما سيقع له من مراودة وهذا أعانه على مقاومة الفحشاء ودفع السوء عن نفسه وإبطال كيد امرأة العزيز والله أعلى وأعلم.
 
السلام عليكم أخ عدنان،

لا أعتقد أن الآية (لولا أن رأى برهان ربه) هى رؤية من الله تعالى، لعدة أسباب :

فلقد ذكرت بعد (أن همّت به وهمّ بها) ولو كانت رؤية ممكن أن تكون (لولا أن تذكر برهان ربه) أى تذكر الرؤية المنامية،
ومتى وكيف رأى برهان ربه فى هذا الوقت تحديدا ؟!

كلمة (رب) فى هذه السورة تعنى (السيد) ، وذكرت عدة مرات (معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى، أذكرنى عند ربّك، أما أحدكما فيسقى ربّه خمرا).

ذكرت الآية خوف يوسف من الله تعالى أولا والإستعاذة به من إرتكاب إثم كبير (معاذ الله)،

ثم خوفه من خيانة السيد (الرب) الذى أحسن مثواه وأكرمه فى بيته.


حسب رأيى أن (برهان ربه) ، تعنى رؤيته لشئ يدل على وجود أو إقتراب (سيده أو ربه) من الحجرة ، حيث أنه (وجداه بالقرب من الباب) .

وبالتأكيد عودة الزوج فى هذا الوقت تحديدا لهو تدبير من رب العالمين ، ليصرف عنه السوء والفحشاء (فزوجته بالتأكيد تعلم موعد خروجه وموعد عودته ولا تتوقع مجيئه فى هذا الزمن).


حادثة مشابهة :
يذكر أحد الشباب الملتزمين دينيا ، أنه همّ يوما بإرتكاب الفاحشة بعد وسوسة طويلة من الشيطان، وفى عبوره الطريق الى مكان الفاحشة أتت سيارة مسرعة وأغرقته بالطين والمياه القذرة ، فإضطر الى العودة الى منزله عرف أنها تدبير من الله تعالى ليصرفه عن الفحشاء، وإستغفر الله تعالى على تلك النية السيئة .
 
حسب رأيى أن (برهان ربه) ، تعنى رؤيته لشئ يدل على وجود أو إقتراب (سيده أو ربه) من الحجرة ، حيث أنه (وجداه بالقرب من الباب) .

وبالتأكيد عودة الزوج فى هذا الوقت تحديدا لهو تدبير من رب العالمين ، ليصرف عنه السوء والفحشاء (فزوجته بالتأكيد تعلم موعد خروجه وموعد عودته ولا تتوقع مجيئه فى هذا الزمن).

أي أن يوسف تراجع عن الفاحشة لأنه أدرك أن (ربه) سيده قريب وخشي أن يفتضح أمره وليس خوفا من الله تعالى

هل هذا يصح في حق الأنبياء الكرام ؟؟ حتى الناس من غير الانبياء يعد ذلك نفاقا وخيانة فكيف ينسب ذلك ليوسف عليه السلام ؟؟

هم بها لولا أن رأى برهان ربه:
فرؤيته لبرهان ربه سبقت الموقف فلم يحصل منه اصلا أن هم بها ، فلما تحققت رؤياه عرف انها تأويل ما رآه في منامه فلم يقل أحد أنه رأى برهان ربه في نفس الوقت ، بل رأى فعل ماضي يمكن أن يكون حدث حتى قبل أشهر من الواقعة وليس في الليلة التي تسبق الحادثة.
فمثلا هل قول الغلام "إني أراني اعصر خمرا" تعني وقت كلامه حصلت الرؤية ؟؟ بالطبع لا بل المراد انها رؤية تتكرر عليه
 
أخ عدنان،
أولا عدد من التفاسير جاءت بنفس ما تقدمت به أنا،

ثانيا :

ماذا تعنى همّت به؟
وماذا تعنى همّ بها؟
أليس إستخدام نفس اللفظ له نفس الدلالة فى القرآن الكريم؟
أم أن (همّت به) غير (همّ بها)؟
ترى لماذا إستخدم القرآن نفس اللفظ ؟!
ماذا تعنى ( لنصرف عنه) ؟ إذا كان يوسف فى موضع عفة ، لم ذكر القرآن ذلك الصرف؟!
ولماذا أساسا أراه البرهان ؟ وماذا تعنى (لولا)؟
ألم يقل يوسف (وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين؟)
تصرف عنى كيدهن؟ أى أنهن فى حالة كيد ويطلب الله تعالى أن يصرفه عنه،
كما أنه فى حالة (همة) فصرف الله تعالى ذلك عنه،

وكيف يقول النبى يوسف (أصب إليهن) ؟!

القرآن الكريم يقول مرارا وتكرارا أن الرسل بشر .
 
لا ينبغي أن نجتزئ الآية

ولقد همت به : حصل منها الهم والرغبة في الفاحشة

وهم بها لولا أن رأى برهان ربه : لم يحصل منه الهم لتحقق رؤيته للبرهان فكان وجاءً من الانجراف والهم.

أما قوله "
أصب إليهن " فلم تحصل منه الصبوة لأنه دعا الله فأجابه وصرف عنه الكيد :

قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ
وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)

فربط انقياده لكيدهن وصبوته لهنَّ بتخلي الله عنه وتركه بلا تأييد ولاهداية ولا حفظ ، وأقرّ لربه أن السجن هو أحب إليه من الصبوة لفاحشة ولكن كيدهن عظيم ويتطلب إجابة دعوته وحفظه من نجاح هذا الكيد ، وهذا يدل على أن العبد يجب أن يتعلق بالله ويتهم نفسه ويسأل ربه الثبات والحفظ والهداية يتضرع اليه بضعف نفسه ويركن الى ربه.

وهذا مؤشر بشرية الرسل فهم يجوز منهم الانحراف والخطأ ولكن سمو أنفسهم وتعلقهم بالله كان سبب اصطفاء الله لهم دون سواهم فلا ينبغي ان نثبت بشريتهم باتهامهم في نواياهم واعراضهم حتي نبرر بشريتهم فيكفيهم تضرعهم لله لاثبات بشريتهم وجواز شعورهم بما يشعر به كل الخلق ولكن ارتباطهم بالله والالتجاء اليه بصدق واحسان جعل من الله لهم ظهيرا ومجيباً.

ولنراجع مواضع شبيهة استخدمت فيها "لولا" كحرف امتناع لوجود ، واستخدمت لنفي احتمال وقوع الأمر :
{ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الأنعام:43]
فلم يحصل منهم التضرع لقسوة قلوبهم (امتنع التضرع لوجود القسوة)


{ لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [الأنفال:68]
فلم يمسهم العذاب العظيم لأن كتاب من الله سبق (امتنع العذاب لوجود الكتاب)


{ قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } [هود:91]
(فامتنع الرجم لوجود الرهط)


{ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا } [الإسراء:74]

(فامتنع الركون إلى الكفار لوجود التثبيت)

واخيراً:
{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } [يوسف:24]
(فامتنع الهمّ لوجود ورؤية البرهان من الله )​

وتوافق قولك مع ما جاء في التفاسير لا يعني صحة ودقة ما رآه مفسرونا رحمهم الله والا فلماذا نحن هنا ؟ وهل مخالفتك لبعض التفاسير يعني انك حتما على خطأ ؟؟ او موافقة قولك لها يدل على أنه قول صواب ؟؟


 
السلام عليكم،
أنا لم أقل أنه ورد ذلك بالتفاسير السابقة، إلا لإبدائك دهشتك الكبيرة عن ما كتبته أنا، فأردت أن أقول لك أن تأويلى ليس بجديد ! سبقنى إليه مفسرون، وارى أنهم على حق حسب سياق الآيات.

كل ما أوردته أنت عن كلمة (لولا) تؤكد أن شئ سيقع إن لم يقع شئ آخر !

وهو ما حدث مع يوسف عليه السلام.

يوسف عليه السلام لم يستجب فورا بل قال (معاذ الله ، إنه ربى أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون) ، ولكن المرأة راودته بشغف وألحت ، فهمّ بها،
وإستجاب الله تعالى له لإستعاذته به ، فرأى يوسف (برهان ربه) ليصرف عنه السوء والفحشاء).

وعلم يوسف عليه السلام أن مجئ (الرب) فى هذا التوقيت من تدبير رب العالمين ليصرفه عن الفحشاء، لذا طلب من الله تعالى مرة أخرى عند مراودة النساء له أن يصرف عنه كيدهن، حتى لا يصبو إليهن.

أعتقد أن الآيات واضحة وضوح الشمس !.
 
إذا قلت: ضربني زيد فهممت به لولا أني رأيت أباه
فهل الهم بضرب زيد حصل أم لم يحصل.
هل رؤية الأب منعت الهم أم منعت الضرب.
هذا تماماً مثل قوله تعالى (وهم بها لولا أن رأى برهان ربه)
والمفسرون الذي فسروا الآية بأنه ما هم بها لأنه رأى برهان ربه لم يحالفهم الصواب.
 
إذا قلت: ضربني زيد فهممت به لولا أني رأيت أباه

فهل الهم بضرب زيد حصل أم لم يحصل
(تحتاج الترجيح )فدلالة الارتباط في جملة الشرط تلازمية
دلالة تلازمية تعني .. إمكانية وقوع جواب الشرط قبل فعل الشرط
لنقل ان اسم المضروب عمرو
فعمرو هنا يخبر عن ماهو كائن منه ، في حالة عدم ظهور الاب
أو أن عمرو يخبرنا بحدوث رغبة الايقاع بزيد والرد عليه ولكن ظهور الاب جعله يتراجع
ففي الحالتين إمتنع الهم، ولكن في الحالة الاولى نرى إمتناع أشد وعدم تحقق للهم اصلا .



هل رؤية الأب منعت الهم أم منعت الضرب.
وقع الضرب والرؤية منعت الهم
 
اخطب في ألف شخص وقل لهم:
هممت بالأكل لولا أني تذكرت أني صائم.
لن يفهم أحد منهم إلا أنك هممت بالأكل فعلاً, وإنما امتنعت من القيام به لأنك تذكرت أنك صائم.
ويلزم من القول بأن المراد نفي الهم تفريغ الكلام من ثمرته وفائدته.
ما فائدة أن تخبر الناس بأنك لم تهم بالأكل لأنك صائم أو لأنك تذكرت أنك صائم.
ما الجديد في ذلك.
كل صائم في الدنيا لا يهم بالأكل إذا تذكر أنه صائم.
إنما الفائدة تحصل إذا أخبرنا أنه كاد يأكل ثم امتنع لأنه تذكر أنه صائم.
ولو رجع أحدهم إلى أهله وقال لهم: خطيبنا لم يهم بالأكل لأنه تذكر أنه صائم لضحكوا من كلامه.
 
هذا المثال بينه وبين موقف يوسف عليه السلام بعد المشرقين
يوسف رأى سابقا ما سيحصل له فهو مهيأ لعدم الهم بسبب سابق علمه بحصول المراودة.

أما مثالكم فقد تذكر أنه صائم فجأة بعد أن هم بالأكل ، فبون شاسع بين الموضعين بين نبي عصمه الله من الزلل وأراه الحق وأطلعه على الغيب وبين رجل من آحاد الناس تذكر أنه صائم بعد أن هم بالطعام
 
إذا قلت: ضربني زيد فهممت به لولا أني رأيت أباه
فهل الهم بضرب زيد حصل أم لم يحصل.
في رايي لو قلنا كتعديل ...وجعل المثل التوضيحي أقرب لاية الهم في سورة يوسف (ضربني زيد وضربته لولا أني رايت أباه)، فهل وقع الضرب من عمرو(المضروب) أم لم يقع ؟.لم يقع الضرب (إمتنع الضرب) ، وما الفائدة في قول عمرو(وضربته ).
لإظهار أمور منها :
إحترامه للاب ، قدرته على الرد ..

مع التنبيه على أن عامة المفسرين على وقوع الهم من يوسف عليه السلام ،إستدلا بما ورد عن إبن عباس رضي الله عنهما ،ولكن أرى النفس تميل إلي ما ورد عن ابوعبيدة ، وابن حبان ، وغيرهم من المفسرين ، في عدم وقوع الهم من يوسف عليه السلام إبتدا .

والله أعلم
 
في رايي لو قلنا كتعديل ...وجعل المثل التوضيحي أقرب لاية الهم في سورة يوسف (ضربني زيد وضربته لولا أني رايت أباه)، فهل وقع الضرب من عمرو(المضروب) أم لم يقع ؟.لم يقع الضرب (إمتنع الضرب) ، وما الفائدة في قول عمرو(وضربته ).
لإظهار أمور منها :
إحترامه للاب ، قدرته على الرد ..

مع التنبيه على أن عامة المفسرين على وقوع الهم من يوسف عليه السلام ،إستدلا بما ورد عن إبن عباس رضي الله عنهما ،ولكن أرى النفس تميل إلي ما ورد عن ابوعبيدة ، وابن حبان ، وغيرهم من المفسرين ، في عدم وقوع الهم من يوسف عليه السلام إبتدا .

والله أعلم



من المثال أعلاه يفهم القارئ أنك ضربته !
أى وقع فعل الضرب ولكن لم تستمر فيه لرؤيتك والده..
 
من المثال أعلاه يفهم القارئ أنك ضربته !
أى وقع فعل الضرب ولكن لم تستمر فيه لرؤيتك والده..
نعم صحيح جمهرة من المفسرين على وقوع الهم من يوسف عليه السلام، وهناك من قال منهم لم يهم يوسف عليه السلام بزوجة العزيز، وملت لهذا القول وايدته .

والله اعلم
 
عودة
أعلى