من المفارقات العجيبة في القرآن ...

إنضم
20 أبريل 2003
المشاركات
507
مستوى التفاعل
10
النقاط
18
من المفارقات العجيبة في القرآن الجمع بين التجانس والتميز في وقت واحد...فالقرآن كله متجانس بشهادة القرآن نفسه:

اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا [الزمر : 23]

وهذا يشهد به المؤمن به والممتري فيه على السواء ، وإن التجربة لأكبر برهان فأنت إذا تلوت ما شئت من التنزيل من أي موضع فيه فإن المستمع سيقول هذا من القرآن وإن لم يكن له حافظا وبه مؤمنا....والمستمع إلى المتكلم المقتبس منه سيلحظ - بدون أدنى تأمل - الفرق بين الأسلوبين وسينسب بعض الكلام إلى القرآن متيقنا أن كل الكلام لم يصدر عن متكلم واحد...

هذا معروف بالأمس واليوم ، لكننا نريد هنا أن ننبه على السمة الثانية التي لا تكاد تلاحظ ، فتحت التجانس العام يختفي التميز الشخصي لكل سورة ، والأمر شبيه بجنة من الشجر تبدو من بعيد لوحة متجانسة حتى إذا دنوت منها وتأملتها عن كثب وجدت الأشجار أنواعا وأصنافا مختلفة...صحيح لقد انتبه الناس إلى خصوصيات بعض السور كسورة الرحمن مثلا لكن كثيرا من السور لا زالت تنتظر المتدبر الكاشف عن تفردها وتميزها....وسنحاول في هذه الصفحة الاقتراب من هذه السمة في بضع سور مباركة...ونبدأ بسورة مريم....

انفردت هذه السورة بفعل الكينونة...فقد أحصيت فيها تسع وثلاثين من صيغ (كان )

وأهمية هذا الرقم ستتجلى أكثر إذا قارنا سورة (مريم) بجارتيها في المصحف الشريف ففي (الكهف) أحصيت عشرينا أي نصف عدد سورة مريم تقريبا أما سورة (طه) فلم يتجاوز العدد فيها أربعة مع أن سورة مريم أقل طولا من جارتيها!

وصيغة (كان ) جاءت من التنوع بمكان!!

- جاءت ناسخة :

قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا.

- و تامة :

إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ

- ومخففة بحذف النون في الجزم :

قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا

- وبالنون :

وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا

- وبصيغة الماضي :

وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا

- وبصيغة المضارع :

قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ

- وبصيغة الأمر:

إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ

- ومسندة إلى المذكر:

يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ

- ومسندة إلى المؤنث :

وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا

- ومسندة إلى المفرد :

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا

- ومسندة إلى الجمع :

كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا

- ومثبتة :

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا

- ومنفية :

مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ .....



وقد تقول : حسنا ، ولكن ما دلالة ذلك كله...؟

فنقول: نحن نرصد ، وقد يفتح الله على غيرنا فيعلل!
 
سمة أخرى مميزة لسورة مريم هو اشتمالها على ربع عدد اسم الله (الرحمن) في القرآن كله...
ذكر الرحمن فيها 12 مرة...وعدد تكرار الرحمن في القرآن كله 48 مرة أو 47 مرة على عد من لا يعتبر البسملة من الفاتحة.
 
سورة العلق هي سورة الأنساق الثلاثية

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) [العلق : 1 - 19]

أحصيت فيها15 نسقا:

1- الرب

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ
إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى

2- الْإِنْسَانَ

خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ
عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى

3- كلا ، الزاجرة

كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى
كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ
كَلَّا لَا تُطِعْهُ...

4- أَرَأَيْتَ ، الاستفهامية

أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى
أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى
أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى

5- الَّذِي ، الموصولة

الَّذِي خَلَقَ
الَّذِي عَلَّمَ
الَّذِي يَنْهَى

6- لم ، الجازمة

مَا لَمْ يَعْلَمْ
أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى
لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ

7- الباء الجارة للاسم الصريح

بِاسْمِ رَبِّكَ
عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ

8- اللام+المضارع

لَيَطْغَى
لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ

9- الهاء ، الضمير المتصل

أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ
لَا تُطِعْهُ

10- الكاف ، الضمير المتصل

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ
إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى

11- التاء ، الضمير المتصل

أرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى
أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى
أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى

12- الاوامر الثلاث لرسول الله

اقْرَأْ
اسْجُدْ
اقْتَرِبْ

13- الثقيلة التوكيدية

إِنَّ الْإِنْسَانَ
إِنَّ إِلَى رَبِّكَ
بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى

14- الخفيفة الشرطية

إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى
إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى
لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ

15- التكرار على البدل أو التوكيد (في ختام آية واستهلال أخرى)

الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ
بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ
 
سورة الأحزاب هي سورة أنساق العطف المطولة


- عشرون من الصفات (أطول نسق في القرآن) :

إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) [الأحزاب : 35]

- نسق من الأوامر والنواهي (ثمانية) :

يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) [الأحزاب : 32 - 34]

- نسق أخر:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50) [الأحزاب : 50]

- نسق أخر:

لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55) [الأحزاب : 55]

- نسق أخر:

وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7) [الأحزاب : 7]
 
انفردت سورة الجن بسمة لا تخطئها الأذن:

نسق من عطف 12 جملة دَاخِلَةٌ فِي مَعْمُولِ الْقَوْلِ. والاثنتا عشرةَ هي قولُه:

وَأَنَّهُ تعالى جَدُّ رَبِّنَا [الجن: 3]

وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ [الجن: 4]

وَأَنَّا ظَنَنَّآ [الجن: 5]

وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ [الجن: 6]

وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ [الجن: 7]

وَأَنَّا لَمَسْنَا [الجن: 8]

وَأَنَّا كُنَّا [الجن: 9]

وَأَنَّا لاَ ندري [الجن: 10]

وَأَنَّا مِنَّا الصالحون [الجن: 11]

وَأَنَّا ظَنَنَّآ [الجن: 12]

وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا [الجن: 13]

وَأَنَّا مِنَّا المسلمون [الجن: 14]


قرئت ( ان) بالفتح والكسرمعا، والقراءتان متواترتان .ومن أراد التوجيه النحوي للاختلاف فليرجع إلى( بحر) ابن حيان الأندلسي أو إلى( در) السمين الحلبي !
 
سورة الرحمن

اسم السورة الكريمة كاف لاستحضار السمة المميزة التي لا تخفى على أحد:

تكرار آية:

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

31 مرة!

1-

من شأن التكرارأن يولد السأم في نفس الإنسان فتجده يضيق من سماع ما سمع مرات... و هنا السر العجيب في سورة الرحمن فالقاريء تجده يتشوق لقراءة الآية المتكررة بل يسرع إليها كما يسرع المسافر إلى الرامة ( باحة الاستراحة) فلا تهدأ نفسه إلا عقب التلذذ بقراءتها ليستأنف رحلة جديدة!!

فلتقارن السورة بقصيدة عدي بن ربيعة:

أَلَيلَتَنا بِذي حُسُمٍ أَنيري.... إِذا أَنتِ اِنقَضَيتِ فَلا تَحوري

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ... إِذا خافَ المُغارُ مِنَ المُغيرِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ... إِذا طُرِدَ اليَتيمُ عَنِ الجَزورِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ... إِذا ما ضيمَ جارُ المُستَجيرِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ... إِذا ضاقَت رَحيباتُ الصُدورِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ... إِذا خافَ المَخوفُ مِنَ الثُغور

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ...إِذا طالَت مُقاساةُ الأُمورِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ... إذا هَبَّت رِياحُ الزَمهَريرِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ... إذا وَثَبَ المُثارُ عَلى المُثيرِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ... إِذا عَجَزَ الغَنِيُّ عَنِ الفَقيرِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ... إذا هَتَفَ المُثَوِّبُ بِالعَشيرِ

بالوجدان فقط ندرك ثقل الشطر المتكررعلى المتلقي ، وشتان بين هذا الاستثقال وبين لهفة المرتل لقراءة وسماع فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ....!

2-

سورة (الرحمن) تستدعي إلى الذهن سورة اخرى من التنزيل هي سورة (المرسلات)...وسبب التداعي هو آلية التكرار فقد تكررت آية:

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ

10مرات

والمقارنة بين الآيتين المتكررتين في السورتين تكشف عن تناسب بديع مبني على معنى التكذيب المشترك:

ليس لكما أن تكذبا (الرحمن ) فإن كذبتما فويل للمكذبين (المرسلات)!

آية الرحمن للحجاج العقلي من خلال سرد البينات الحسية والعقلية والسمعية، وآية المرسلات للحجاج القلبي من خلال التخويف والترهيب...

قرآنا عجبا!!

3-

لم تنته سورة الرحمن بالآية المتكررة كما هو المتوقع بل بآية هي نسيج وحدها في السورة:

تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن : 78]

وكذلك سورة المرسلات :

فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ [المرسلات : 50]

هذا من جماليات الاختتام حيث يتحرى التميز إيذانا بالانتهاء...كما تجد في سورة الضحى...

وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى : 11]

فاصلة متميزة جدا بل إن حرف الختام (الثاء ) لم يرد في السورة كلها إلا في نهايتها!
 
عودة
أعلى