عبدالكريم عزيز
New member
يقول تعالى : ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ [البقرة:48] .
ويقول تعالى : ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴾[البقرة:123] .
يقول الشعراوي (ت:1419هـ) بتصرف : " قوله تعالى : { واتقوا يوما } يذكرهم بهذا اليوم . وهو يوم القيامة الذي لا ينفع الإنسان فيه إلا عمله . ويطلب الحق سبحانه وتعالى منهم أن يجعلوا بينهم وبين صفات الجلال لله تعالى في ذلك اليوم وقاية .
وهذه الآية وردت مرتين . وصدر الآيتين متفق . ولكن الآية الأولى تقول : { ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون } والآية الثانية : { ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون } هل هذا تكرار ؟ نقول لا . والمسألة تحتاج إلى فهم .
وقوله تعالى : { لا تجزي نفس عن نفس شيئا } كم نفسا هنا ؟ إنهما اثنتان . نفس عن نفس . هناك نفس أولى ونفس ثانية . النفس الأولى هي الجازية والنفس الثانية هي المجزى عنها .
إذا نظرت إلى المعنى ، فالمعنى أنه سيأتي إنسان صالح في يوم القيامة ويقول يا رب أنا سأجزي عن فلان أو أغنى عن فلان أو أقضي حق فلان . النفس الأولى أي النفس الجازية تحاول أن تتحمل عن النفس المجزى عنها . الإنسان الصالح يحاول أن يشفع لمن أسرف على نفسه فلا تقبل شفاعته ولا يؤخذ منه عدل ولا يسمح لها بأي مساومة أخرى . هنا الضمير يعود إلى النفس الجازية . أي التي تتقدم للشفاعة عند الله : { ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون } .
وفي الآية الثانية يتحدث الله تبارك وتعالى عن النفس المجزى عنها : { لا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة } . أي أن الضمير هنا عائد على النفس المجزى عنها . فهي تقدم العدل أولا : { أرجعنا نعمل صالحا } فلا يقبل منها ، فتبحث عن شفعاء فلا تجد ولا تنفعها شفاعة " .
والله أعلم وأحكم
ويقول تعالى : ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴾[البقرة:123] .
يقول الشعراوي (ت:1419هـ) بتصرف : " قوله تعالى : { واتقوا يوما } يذكرهم بهذا اليوم . وهو يوم القيامة الذي لا ينفع الإنسان فيه إلا عمله . ويطلب الحق سبحانه وتعالى منهم أن يجعلوا بينهم وبين صفات الجلال لله تعالى في ذلك اليوم وقاية .
وهذه الآية وردت مرتين . وصدر الآيتين متفق . ولكن الآية الأولى تقول : { ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون } والآية الثانية : { ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون } هل هذا تكرار ؟ نقول لا . والمسألة تحتاج إلى فهم .
وقوله تعالى : { لا تجزي نفس عن نفس شيئا } كم نفسا هنا ؟ إنهما اثنتان . نفس عن نفس . هناك نفس أولى ونفس ثانية . النفس الأولى هي الجازية والنفس الثانية هي المجزى عنها .
إذا نظرت إلى المعنى ، فالمعنى أنه سيأتي إنسان صالح في يوم القيامة ويقول يا رب أنا سأجزي عن فلان أو أغنى عن فلان أو أقضي حق فلان . النفس الأولى أي النفس الجازية تحاول أن تتحمل عن النفس المجزى عنها . الإنسان الصالح يحاول أن يشفع لمن أسرف على نفسه فلا تقبل شفاعته ولا يؤخذ منه عدل ولا يسمح لها بأي مساومة أخرى . هنا الضمير يعود إلى النفس الجازية . أي التي تتقدم للشفاعة عند الله : { ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون } .
وفي الآية الثانية يتحدث الله تبارك وتعالى عن النفس المجزى عنها : { لا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة } . أي أن الضمير هنا عائد على النفس المجزى عنها . فهي تقدم العدل أولا : { أرجعنا نعمل صالحا } فلا يقبل منها ، فتبحث عن شفعاء فلا تجد ولا تنفعها شفاعة " .
والله أعلم وأحكم