لؤي الطيبي
New member
- إنضم
- 25/04/2004
- المشاركات
- 60
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
- الإقامة
- فلسطين
- الموقع الالكتروني
- www.alfaseeh.com
" بسم الله " الذي شرّف رسوله صلى الله عليه وسلم فأعجز الخلق بكتابه بما له من الجلال " الرحمن " الذي عمّ بنعمتي الإيجاد والبيان أهل الهدى والضلال " الرحيم " الذي خصّ أهل العناية بالسداد في الأقوال والأفعال، وبعد:
فإن هذه أول كلمة لي في هذا المنتدى المبارك .. وإن شاء الله سأقدم فيه ما ينفع ..
وموضوعي اليوم يدور حول الملحظ الصوتي في فواصل الآيات القرآنية .. وبالتحديد فواصل سورة القيامة ..
فسورة القيامة تتألف من أربعين آية قصيرة سريعة متلاحقة .. وتدور معانيها حول موضوع رئيسي واحد .. هو (يوم القيامة) ..
وعند قراءة هذه السورة الكريمة بتدبّر ، وإعادة النظر والتكرار فيها بتمعّن ، ينجلي سر من أسرار الحروف المكوّنة لفواصلها ، وينكشف الستار عن التناسق الرائع بين معاني هذه السورة وألفاظها وإيقاعها السريع الحافل بالحركة ..
فإذا نظرنا إلى اختتام كل آية من آيات مطلعها بالهاء الساكنة حين الوقف عليها :
القيامهْ ، اللوامهْ ، عظامهْ ، بنانهْ ، أمامهْ ، القيامهْ
نلاحظ أنها توافق معاني السورة تمام الموافقة . فالوقف على الهاء الساكنة يوحي بالنَفَس اللاهث المتقطّع السريع ، وذلك يوافق مفاجآت يوم القيامة التي ينبهر لها البصر (فإذا بَرِق البصر) وتتقطّع لها النفس وتلهث خوفاً وهلعاً.
وإذا نظرنا إلى حرف الراء الساكنة حين الوقف عليه في الزمرة الثانية من الآيات :
البصرْ ، القمرْ ، المفرّْ ، وزرْ ، المستقرّْ ، أخّرْ
نجد أن حرف الراء ينتج عنه ذبذبة اللسان ، وهو بذلك يشبه حركة رِجلين تتذبذبان حين الركض السريع مما يوحي بمحاولة الركض للهرب من أهوال يوم القيامة كما يوحي بالإضطراب والزلزلة التي تسود الكون يوم القيامة (ويلاحظ أن حرف الراء بسبب تأديته لهذا المعنى قد ورد في كثير من الألفاظ التي تفيد الحركة ، ومنها : الهرب ، الفرار ، الحركة ، الرحيل ، الشرود ، الطيران ، المرور .. ) .
وعندما تصل السورة إلى حالة الإحتضار التي يقع فيها الكافر فإنها تغيّر حرف الفاصلة إلى حرف القاف :
التراقي ، راق ، الفراق ، بالساق ، المساق
إن حرف القاف هذا يصدر من أعماق الحلق ، وهو بذلك يوحي بالضيق والإختناق مما يوافق حالة الإحتضار التي تتلجلج فيها الروح في الجسم وتنتزع منه انتزاعاً عسيراً . ومن مراحل ذلك وصول الروح إلى الحلق (كلا إذا بلغت التراقي) حين يشعر المحتضر بالكرب العظيم لمفارقته للدنيا العاجلة التي أحبّها حبّاً جمّاً ، وبسبب اللوم والتقريع الذي يسمعه من الملائكة ومن صوت ضميره الذي يخاطبه قائلاً : هأنت تغادر حياتك فلا صدّقت ولا صلّيت ولكن كذّبت وتولّيت ثم ذهبت إلى أهلك تتمطّى "أولى لك فأولى" .
وعندما تصل السورة إلى ذكر حالة الكافر في الدنيا من عدم الإستجابة إلى الدين الحقّ الذي يتطلّب العمل الدؤوب والجهاد المتواصل ، وخاصّة إقامة الصلاة في أوقاتها وإيثار هذا الكافر التكاسل والتباطؤ والإخلاد إلى الراحة البدنية تتغيّر الفاصلة إلى اللام المشدّدة أو الطاء المشدّدة الممدودتين بالألف بعدهما :
صلّى ، تولّى ، يتمطّى
وهذان الحرفان بما فيهما من تشديد ومدّ يوحيان بهذا التثاقل والتكاسل والإهمال للحقّ والإعراض عنه .
وبهذا فإن استخدام حروف الفاصلة بهذه الصورة للإيحاء بمعاني الآيات وتأكيدها هو توفيق بديع وسر عجيب وفتح جديد لم يرد في كلام البشر من قبل .
إنه بصمة من بصمات يد الإبداع الإلهي.
فإن هذه أول كلمة لي في هذا المنتدى المبارك .. وإن شاء الله سأقدم فيه ما ينفع ..
وموضوعي اليوم يدور حول الملحظ الصوتي في فواصل الآيات القرآنية .. وبالتحديد فواصل سورة القيامة ..
فسورة القيامة تتألف من أربعين آية قصيرة سريعة متلاحقة .. وتدور معانيها حول موضوع رئيسي واحد .. هو (يوم القيامة) ..
وعند قراءة هذه السورة الكريمة بتدبّر ، وإعادة النظر والتكرار فيها بتمعّن ، ينجلي سر من أسرار الحروف المكوّنة لفواصلها ، وينكشف الستار عن التناسق الرائع بين معاني هذه السورة وألفاظها وإيقاعها السريع الحافل بالحركة ..
فإذا نظرنا إلى اختتام كل آية من آيات مطلعها بالهاء الساكنة حين الوقف عليها :
القيامهْ ، اللوامهْ ، عظامهْ ، بنانهْ ، أمامهْ ، القيامهْ
نلاحظ أنها توافق معاني السورة تمام الموافقة . فالوقف على الهاء الساكنة يوحي بالنَفَس اللاهث المتقطّع السريع ، وذلك يوافق مفاجآت يوم القيامة التي ينبهر لها البصر (فإذا بَرِق البصر) وتتقطّع لها النفس وتلهث خوفاً وهلعاً.
وإذا نظرنا إلى حرف الراء الساكنة حين الوقف عليه في الزمرة الثانية من الآيات :
البصرْ ، القمرْ ، المفرّْ ، وزرْ ، المستقرّْ ، أخّرْ
نجد أن حرف الراء ينتج عنه ذبذبة اللسان ، وهو بذلك يشبه حركة رِجلين تتذبذبان حين الركض السريع مما يوحي بمحاولة الركض للهرب من أهوال يوم القيامة كما يوحي بالإضطراب والزلزلة التي تسود الكون يوم القيامة (ويلاحظ أن حرف الراء بسبب تأديته لهذا المعنى قد ورد في كثير من الألفاظ التي تفيد الحركة ، ومنها : الهرب ، الفرار ، الحركة ، الرحيل ، الشرود ، الطيران ، المرور .. ) .
وعندما تصل السورة إلى حالة الإحتضار التي يقع فيها الكافر فإنها تغيّر حرف الفاصلة إلى حرف القاف :
التراقي ، راق ، الفراق ، بالساق ، المساق
إن حرف القاف هذا يصدر من أعماق الحلق ، وهو بذلك يوحي بالضيق والإختناق مما يوافق حالة الإحتضار التي تتلجلج فيها الروح في الجسم وتنتزع منه انتزاعاً عسيراً . ومن مراحل ذلك وصول الروح إلى الحلق (كلا إذا بلغت التراقي) حين يشعر المحتضر بالكرب العظيم لمفارقته للدنيا العاجلة التي أحبّها حبّاً جمّاً ، وبسبب اللوم والتقريع الذي يسمعه من الملائكة ومن صوت ضميره الذي يخاطبه قائلاً : هأنت تغادر حياتك فلا صدّقت ولا صلّيت ولكن كذّبت وتولّيت ثم ذهبت إلى أهلك تتمطّى "أولى لك فأولى" .
وعندما تصل السورة إلى ذكر حالة الكافر في الدنيا من عدم الإستجابة إلى الدين الحقّ الذي يتطلّب العمل الدؤوب والجهاد المتواصل ، وخاصّة إقامة الصلاة في أوقاتها وإيثار هذا الكافر التكاسل والتباطؤ والإخلاد إلى الراحة البدنية تتغيّر الفاصلة إلى اللام المشدّدة أو الطاء المشدّدة الممدودتين بالألف بعدهما :
صلّى ، تولّى ، يتمطّى
وهذان الحرفان بما فيهما من تشديد ومدّ يوحيان بهذا التثاقل والتكاسل والإهمال للحقّ والإعراض عنه .
وبهذا فإن استخدام حروف الفاصلة بهذه الصورة للإيحاء بمعاني الآيات وتأكيدها هو توفيق بديع وسر عجيب وفتح جديد لم يرد في كلام البشر من قبل .
إنه بصمة من بصمات يد الإبداع الإلهي.