محمد بن زايد المطيري
New member
- إنضم
- 10/09/2004
- المشاركات
- 59
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
أقامت اللجنة الفرعية للجمعية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بمكة المكرمة ندوة بعنوان :
[align=center]( ظاهرة ضعف التأثر بالقرآن الكريم : الأسباب والعلاج ) [/align]
وهذا تقرير عما جاء فيها , فقد عُقِدت الندوة مساء الثلاثاء الموافق 20/11/1429 , في تمام الساعة التاسعة تقريباً . وحظيت بحضورِ عدد كبير من المختصين بالقُرآن وعلومه من أساتذةِ جامعة أم القُرى وغيرهم , كما حظيت الندوة بمشـاركة كلٍ من د. فهد بن عبد الرحمن الرومي , ود. عادل الشدي .
بدئت هذه الأمسية العِلمية بآياتٍ من الذِّكْرِ الحكيم بقراءة ورشٍ عن نافع .
ثُمَّ بكلمة كانت تقدمة لموضوع اللقاء , ألقاها د. سالم بن غرم الله الزهراني -رئيس اللجنة الفرعية بمكة المكرمة- , تحدث فيها عن تأثير القرآن الكريم, وتأثر مخلوقات الله جل ثناؤه به = فذكر من أمثلة ذلك الملائكة , والجن , والجبال , ومشركي قريش ( فمنهم من أسلم ابتداءً , ومنهم من أسرته فصاحته وبيانه لكنه بقي على الشرك عناداً ) .
ثُمَّ ذكر صوراً للمتأثرين بالقرآن الكريم ممن لا يعرف لغة العرب ... وثَنَّى بذِكر ثناء الله جل وعز على النَّصارى وتأثرهم بسماع القرآن في قوله تعالى( وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) [المائدة : 83] . وتحدث عن تأثر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتلاوته للقرآن الكريم , وذكر بعض صور ذلك التأثر . ثُمَّ أشار إلى تأثُرِ نفوسِ المؤمنين بتلاوة القرآن .
وختم حديثه بإشارةٍ مقتضبة إلى موضوع اللقاء الذي سيكون مدار حديث المشاركين في هذه الندوة المفتوحة .
كانت أُولى المشاركات من قِبَلِ د. سليمان بن صادق البيرة .
وتحدث فيها عن أنَّ المقصود تحصيله بقراءة القُرآن وسماعه هو هدايةُ القلب البشري , لكن ذاك القلب في هذا العصر مشغولٌ بالدنيا . ثُمَّ وقف وقفةً عند قوله تعالى : ( إنَّ هذا القُرآن يهدي للتي هي أقوم ) , وتحدث عن ضرورة إبراز الهداية القُرآنية .
بعد ذلك سرد الدكتور جملة من العوامل التي تؤدي إلى العُزوف عن تدبر القرآن :
1 ـ أقفال القلوب في قوله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) .
2 ـ العجلة في قراءته . 3 ـ عدم سماع القرآن ممن تتأثر بقراءته .
4 ـ الجهل بمعاني القرآن . 5 ـ الذنوب .
6 ـ الاستماع إلى ما يصرف القلب , كالغناء ...
7 ـ الاهتمام الزائد عن الحدِّ بالمعنى , والإعجاز على حساب التدبر .
8 ـ عدم الطهارة الحسية والمعنوية . 9 ـ عدم تعاهد القرآن بالقراءة يومياً .
10 ـ عدم اختيار الوقت والمكان والهيئة المناسبة .
11 ـ الاهتمام بسرعة ختم القرآن .
12 ـ عدم تعاهد القرآن بالاستماع والإصغاء لتلاوته .
13 ـ قراءة الوِرد اليومي بغرض الانتهاء منه .
ثاني المشاركات كانت لـ د. فيصل غزاوي -إمام المسجد الحرام ورئيس قسم القراءات بجامعة أم القرى- , اقتصر في مشاركته على سببين اثنين :
1 ـ أمراض القلوب ؛ لأنها من أعظم الصوارف عن التأثر بالقرآن الكريم , قال جل ثناؤه : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) .
2 ـ الانشغال بدقائق فَنِّ التِّلاوة عن التَّدبُر .
ثُمَّ توالت بعد ذلك المُداخلات , وفيما يلي تسجيل لأبرز ما جاء فيها :
د. هاشم الأهدل : شَدَّدَ على أهمية المُعلم والمعلمة في غرس التأثر في نفوس الطلاب وذلِك في ثلاثة نقاط :
1 ـ استعدادهُ وتحضيرهُ لتدريس القرآن في المدارس وحلقات تحفيظ .
2 ـ المعلم قدوة لطلابه في ظهور التأثر بتلاوته للقرآن .
3 ـ ينبغي للمعلم والمعلمة إبراز صور مشرقة للمتأثرين بالقرآن الكريم .
د . مصطفى ... , عَدَّ من أسباب ضعف التأثُر :
1 ـ هجران القرآن الكريم ( هجر تلاوته , والعمل به , ... ) .
2 ـ عدم معايشة سور القرآن , موضوعاتها , والتأمُلُ فيها . ( ينبغي أن يعيش مع الآيات , ويستحضر السابق واللاحق والسياق أثناء قراءته ) .
3 ـ قسوة القلب .
وثمت مداخلات أُخرى لـ د. أحمد بن نافع المورعي , و د. أحمد مشعل الغامدي , الذي نبه على ضرورة استشعار عظمةِ ( من تكلم بهذا القُرآن ) وهو الله جل ثناؤه .
ود. ناصر القثامي الذي حَثَّ على ضرورة تواصل المختصين بالقرآن وعلومه , ثُمَّ لفت أنظار الحاضرين إلى افتتاح ملتقى أهل القراءات ( آفاق القراءات القرآنية ) , على غِرار الملتقيات العِلمية الأخرى , ( ملتقى أهل الحديث ) , و ( ملتقى أهل التفسير ) .
ود. أحمد الفريح , ثُمَّ تحدث الدكتور: فهد الرومي , والذي نبه إلى أنَّ ما ذَكَرَهُ الأساتذة الأفاضل من الأسباب التي تمنع من التأثر بالقرآن يُمْكِنُ إرجاعهُ إلى أمرين اثنين :
الأول : موانع التأثُر بالقرآن . ( مثل كثرة الذنوب ... ) .
الثاني : صوارف عن التأثر بالقرآن . (مثل القراءة السريعة , الهجر , التكلف ... ) .
وفي خِتام مداخلته دعا إلى أمْرٍ جميلٍ جداً , وهو تحقيق مفهوم ( التأثُر بالقُرآن ) , ما المراد به ؟ وهل يكونُ ذلك بالبكاء فقط .
وقد حَظِيت هذه الأمسية العلمية بمشاركة اثنتين من عضوات الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه .
وكانت خاتمة هذه المشاركات مع الدكتور: عادل بن علي الشدي , الذي شكر لفرع الجمعية بمكة المكرمة والقائمين عليها عموماً وعلى الخصوص الدكتور: سالم الزهراني للجهود المبذولة , ثُمَّ استعرض بعض نشاطات الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم بِما أثلج به صدور الحاضرين .
وقبل أن أختم هذا التقرير أُحِبُّ تدوين بعض الأفكار التي عَنَتْ ببالي أثناء الندوة , ولم يتيسر لي إبداؤها لضيق الوقت وكثرة المشاركات :
أولاً : حصل في بعض المشاركات خلط بين مفهومي ( التأثُر بالقُرآن ) و ( تدبر القُرآن ) والذي يظهر لي ـ والله أعلم ـ أنَّ التأثُر تابِعٌ للتدبر , وهو كالنتيجة له . ثُمَّ وقفتُ بعد ذلك على قول الدكتور مساعد بن سليمان الطيار حفظه الله في كتابه الرائع ( مفهوم التفسير والتأويل ) صـ204 :
" فالتدبر عمليَّةٌ عقليَّةٌ تحدثُ في الذهن , والتَّأثُرُ انفعالٌ في الجوارح والقلب , وقد يكونُ بسبب التدبرُ , وقد يكون بسبب روعة القُرآن ونظمه , وقد يكونُ بسبب حال الشخص في تلك اللحظة " .
ثانياً : من أسباب التأثُر بالقرآن الكريم .
استشعار القلب بأنَّ القاري نفسهُ هو المُخاطب بآياتِ الكتاب العزيز . فإذا ما مَرَّتْ به آيات في سياق ذَمِّ الكفار , والمنافقين , أو تتحدثُ عن صفاتهم فيتملكه حينئذٍ الخوفُ من أن يكون مِمَّن انطبقت عليه صفاتهم . وكذا تحمله قراءةُ آيات النعيم , وصفات المؤمنين , على الشوق للتحلي بتلك الصفات , والخوف من التقصير .
[align=center]( ظاهرة ضعف التأثر بالقرآن الكريم : الأسباب والعلاج ) [/align]
وهذا تقرير عما جاء فيها , فقد عُقِدت الندوة مساء الثلاثاء الموافق 20/11/1429 , في تمام الساعة التاسعة تقريباً . وحظيت بحضورِ عدد كبير من المختصين بالقُرآن وعلومه من أساتذةِ جامعة أم القُرى وغيرهم , كما حظيت الندوة بمشـاركة كلٍ من د. فهد بن عبد الرحمن الرومي , ود. عادل الشدي .
بدئت هذه الأمسية العِلمية بآياتٍ من الذِّكْرِ الحكيم بقراءة ورشٍ عن نافع .
ثُمَّ بكلمة كانت تقدمة لموضوع اللقاء , ألقاها د. سالم بن غرم الله الزهراني -رئيس اللجنة الفرعية بمكة المكرمة- , تحدث فيها عن تأثير القرآن الكريم, وتأثر مخلوقات الله جل ثناؤه به = فذكر من أمثلة ذلك الملائكة , والجن , والجبال , ومشركي قريش ( فمنهم من أسلم ابتداءً , ومنهم من أسرته فصاحته وبيانه لكنه بقي على الشرك عناداً ) .
ثُمَّ ذكر صوراً للمتأثرين بالقرآن الكريم ممن لا يعرف لغة العرب ... وثَنَّى بذِكر ثناء الله جل وعز على النَّصارى وتأثرهم بسماع القرآن في قوله تعالى( وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) [المائدة : 83] . وتحدث عن تأثر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتلاوته للقرآن الكريم , وذكر بعض صور ذلك التأثر . ثُمَّ أشار إلى تأثُرِ نفوسِ المؤمنين بتلاوة القرآن .
وختم حديثه بإشارةٍ مقتضبة إلى موضوع اللقاء الذي سيكون مدار حديث المشاركين في هذه الندوة المفتوحة .
كانت أُولى المشاركات من قِبَلِ د. سليمان بن صادق البيرة .
وتحدث فيها عن أنَّ المقصود تحصيله بقراءة القُرآن وسماعه هو هدايةُ القلب البشري , لكن ذاك القلب في هذا العصر مشغولٌ بالدنيا . ثُمَّ وقف وقفةً عند قوله تعالى : ( إنَّ هذا القُرآن يهدي للتي هي أقوم ) , وتحدث عن ضرورة إبراز الهداية القُرآنية .
بعد ذلك سرد الدكتور جملة من العوامل التي تؤدي إلى العُزوف عن تدبر القرآن :
1 ـ أقفال القلوب في قوله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) .
2 ـ العجلة في قراءته . 3 ـ عدم سماع القرآن ممن تتأثر بقراءته .
4 ـ الجهل بمعاني القرآن . 5 ـ الذنوب .
6 ـ الاستماع إلى ما يصرف القلب , كالغناء ...
7 ـ الاهتمام الزائد عن الحدِّ بالمعنى , والإعجاز على حساب التدبر .
8 ـ عدم الطهارة الحسية والمعنوية . 9 ـ عدم تعاهد القرآن بالقراءة يومياً .
10 ـ عدم اختيار الوقت والمكان والهيئة المناسبة .
11 ـ الاهتمام بسرعة ختم القرآن .
12 ـ عدم تعاهد القرآن بالاستماع والإصغاء لتلاوته .
13 ـ قراءة الوِرد اليومي بغرض الانتهاء منه .
ثاني المشاركات كانت لـ د. فيصل غزاوي -إمام المسجد الحرام ورئيس قسم القراءات بجامعة أم القرى- , اقتصر في مشاركته على سببين اثنين :
1 ـ أمراض القلوب ؛ لأنها من أعظم الصوارف عن التأثر بالقرآن الكريم , قال جل ثناؤه : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) .
2 ـ الانشغال بدقائق فَنِّ التِّلاوة عن التَّدبُر .
ثُمَّ توالت بعد ذلك المُداخلات , وفيما يلي تسجيل لأبرز ما جاء فيها :
د. هاشم الأهدل : شَدَّدَ على أهمية المُعلم والمعلمة في غرس التأثر في نفوس الطلاب وذلِك في ثلاثة نقاط :
1 ـ استعدادهُ وتحضيرهُ لتدريس القرآن في المدارس وحلقات تحفيظ .
2 ـ المعلم قدوة لطلابه في ظهور التأثر بتلاوته للقرآن .
3 ـ ينبغي للمعلم والمعلمة إبراز صور مشرقة للمتأثرين بالقرآن الكريم .
د . مصطفى ... , عَدَّ من أسباب ضعف التأثُر :
1 ـ هجران القرآن الكريم ( هجر تلاوته , والعمل به , ... ) .
2 ـ عدم معايشة سور القرآن , موضوعاتها , والتأمُلُ فيها . ( ينبغي أن يعيش مع الآيات , ويستحضر السابق واللاحق والسياق أثناء قراءته ) .
3 ـ قسوة القلب .
وثمت مداخلات أُخرى لـ د. أحمد بن نافع المورعي , و د. أحمد مشعل الغامدي , الذي نبه على ضرورة استشعار عظمةِ ( من تكلم بهذا القُرآن ) وهو الله جل ثناؤه .
ود. ناصر القثامي الذي حَثَّ على ضرورة تواصل المختصين بالقرآن وعلومه , ثُمَّ لفت أنظار الحاضرين إلى افتتاح ملتقى أهل القراءات ( آفاق القراءات القرآنية ) , على غِرار الملتقيات العِلمية الأخرى , ( ملتقى أهل الحديث ) , و ( ملتقى أهل التفسير ) .
ود. أحمد الفريح , ثُمَّ تحدث الدكتور: فهد الرومي , والذي نبه إلى أنَّ ما ذَكَرَهُ الأساتذة الأفاضل من الأسباب التي تمنع من التأثر بالقرآن يُمْكِنُ إرجاعهُ إلى أمرين اثنين :
الأول : موانع التأثُر بالقرآن . ( مثل كثرة الذنوب ... ) .
الثاني : صوارف عن التأثر بالقرآن . (مثل القراءة السريعة , الهجر , التكلف ... ) .
وفي خِتام مداخلته دعا إلى أمْرٍ جميلٍ جداً , وهو تحقيق مفهوم ( التأثُر بالقُرآن ) , ما المراد به ؟ وهل يكونُ ذلك بالبكاء فقط .
وقد حَظِيت هذه الأمسية العلمية بمشاركة اثنتين من عضوات الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه .
وكانت خاتمة هذه المشاركات مع الدكتور: عادل بن علي الشدي , الذي شكر لفرع الجمعية بمكة المكرمة والقائمين عليها عموماً وعلى الخصوص الدكتور: سالم الزهراني للجهود المبذولة , ثُمَّ استعرض بعض نشاطات الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم بِما أثلج به صدور الحاضرين .
وقبل أن أختم هذا التقرير أُحِبُّ تدوين بعض الأفكار التي عَنَتْ ببالي أثناء الندوة , ولم يتيسر لي إبداؤها لضيق الوقت وكثرة المشاركات :
أولاً : حصل في بعض المشاركات خلط بين مفهومي ( التأثُر بالقُرآن ) و ( تدبر القُرآن ) والذي يظهر لي ـ والله أعلم ـ أنَّ التأثُر تابِعٌ للتدبر , وهو كالنتيجة له . ثُمَّ وقفتُ بعد ذلك على قول الدكتور مساعد بن سليمان الطيار حفظه الله في كتابه الرائع ( مفهوم التفسير والتأويل ) صـ204 :
" فالتدبر عمليَّةٌ عقليَّةٌ تحدثُ في الذهن , والتَّأثُرُ انفعالٌ في الجوارح والقلب , وقد يكونُ بسبب التدبرُ , وقد يكون بسبب روعة القُرآن ونظمه , وقد يكونُ بسبب حال الشخص في تلك اللحظة " .
ثانياً : من أسباب التأثُر بالقرآن الكريم .
استشعار القلب بأنَّ القاري نفسهُ هو المُخاطب بآياتِ الكتاب العزيز . فإذا ما مَرَّتْ به آيات في سياق ذَمِّ الكفار , والمنافقين , أو تتحدثُ عن صفاتهم فيتملكه حينئذٍ الخوفُ من أن يكون مِمَّن انطبقت عليه صفاتهم . وكذا تحمله قراءةُ آيات النعيم , وصفات المؤمنين , على الشوق للتحلي بتلك الصفات , والخوف من التقصير .