من آداب التحدث

إنضم
11 يناير 2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
أن يُقدَّم الكبير ، وينصت للمتكلم ، ويجتنب فحش الكلام وبذيئه ، ويتخير أطايبه ؛ قال الله تعالى : { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } [ الإسراء : 53 ] ؛ وقال صلى الله عليه وسلم : " وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ " متفق عليه [1] .
وروى ابن عساكر عن محمد بن كعب القرظي يرفعه : " مَا تَجَالَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا فَلَمْ يُنْصِتْ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ، إِلاَّ نُزِعَ مِنْ ذلِكَ المَجْلِسِ الْبَرَكَةُ " [2] .
فمن أدب الحديث أن يصمت الحضور عند كلام أحدهم حتى يفرغ من كلامه ؛ وألا يجادلوا جدالا منهيًّا عنه ، وهو الذي لا يوصل إلى الحق ؛ وأن لا يظهر أحدهم أخاه في صورة الجاهل البليد ، وألا يسخر أو يُعَرِّض بغيره في حديثه ، وأن يحترم مَنْ في المجلس ، وألا يجاهر بالنصيحة لأحد حتى لا يفضحه ، وأن يوقِّر الكبير وذي الفضل ، ويرحم الصغير ، وأن يدعو لمن يسدى إليه معروفًا .
فإذا جلست في مجلس ، فأقبل على جلسائك بالبشر والطلاقة ، وليكن مجلسك هادئًا ، وحديثك مرتبًا ، واحفظ لسانك من خطئه ، وهذب ألفاظك ، والتزم ترك الغيبة ، ومجانبة الكذب .
ومن أدب الحديث ما رواه البخاري في ( الأدب المفرد ) عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ : كَانُوا يُحِبُّونَ إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ أَنْ لاَ يُقْبِلَ عَلَى الرَّجُلِ الْوَاحِدِ ، وَلَكِنْ لِيَعُمَّهُمْ [3] .
وهذا أدب المتحدث في المجلس : أن يوزع نظره على الحضور ، لا يخص أحدًا بنظره .
---------------------------------
[1] البخاري ( 2827 ) ، ومسلم ( 1009 ) ، من حديث أبي هريرة t .
[2] أخرجه ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) : 33 / 361 ، هكذا مرسلا .
[3] الأدب المفرد ( 1304 ) .
 
عودة
أعلى