منهج تدريس القراءات

صلاح ساير

New member
إنضم
15 يوليو 2012
المشاركات
94
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
صلاح الدين / تكريت / العلم .
أساتذتي الفضلاء وأحبتي الكرام في هذا الملتقى المبارك :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد : فمن المتعارف عليه عند علماء القراءات أنهم يبدأون برواية قالون عن نافع ثم ورش ثم ابن كثير ... وهكذا حتى يستوفوا الخلاف الموجود في الحرف القرآني في حال جمع القراءات بختمة واحدة عند تدريسهم القراءات السبع أو العشر للطالب ، وهو المنهج المشهور عند العلماء قديماً وحديثاً ، وبه قرأت القرآن على الشيخ المشهداني في الموصل .
ولكني رأيت أنَّ الإمام البقري رحمه الله قد بدأ بترتيب شيخه عبد الرحمن اليمني فقدَّم أبا عمرو البصري برواية الدوري وعللَّ ذلك بأنها المشهورة المشهورة في زمنه .
لذا أقول : ما المانع العلمي أو الشرعي أو العقلي في أن نقدِّم حفصاً عن عاصم ، وهي الرواية المشهورة في زماننا في أغلب البلاد الإسلامية ، في جمع أوجه القراءات في التدريس ؟ على الأقل في البلاد التي تقرأ القرآن الكريم برواية حفص .
مع عظيم احترامنا وتقديرنا لترتيب الإمام العلامة الشاطبي في حرزه ، لأنَّ القراءة المشهورة عند المغاربة هي قراءة نافع براوييه قالون وورش منذ زمن الشاطبي ( 590 هـ ) إلى يومنا هذا ، وأظنُّ لو كانت الشهرة في زمن الشاطبي لرواية أو قراءة أخرى لقدمها .
وقد سألت شيخي في القراءات الشيخ إبراهيم بن فاضل المشهداني الموصلي عن ذلك فمنعه ، وعلل منعه بالالتزام بما روي عن أئمة القراءات ، وأن تقديم حفص يسبب إرباك في الإقراء عند الطالب ، فاحترمت رأي شيخي وسكتُّ ، على مضض ، وما تزال القضية مطروحة للمناقشة .
علماً أني رأيت مصحفاً مطبوعاً حديثاً باسم : ( مصحف القراءات العشر المتواترة ) رتبه صاحبه مبتدئاً برواية حفص ، ولكني رأيت الكثير من أهل الاختصاص يرفضونه ، أو يتحمسون له .
فما رأيكم في هذا الموضوع ؟
حبذا لو تشاركوني الرأي مع أدلة علمية تعزز آراءكم .
وفقكم الله تعالى لما يحبه ويرضاه .
د. صلاح ساير فرحان العبيدي
العراق​
 
قال ابن الجزري في النشر2 /204: وَأَمَّا رِعَايَةُ التَّرْتِيبِ وَالْتِزَامُ تَقْدِيمِ شَخْصٍ بِعَيْنِهِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فَلَا يُشْتَرَطُ، بَلِ الَّذِينَ أَدْرَكْنَاهُمْ مِنَ الْأُسْتَاذَيْنِ الْحُذَّاقِ الْمُسْتَحْضِرِينَ لَا يَعُدُّونَ الْمَاهِرَ إِلَّا مَنْ لَا يَلْتَزِمُ تَقْدِيمَ شَخْصٍ بِعَيْنِهِ وَلَكِنْ مَنْ إِذَا وَقَفَ عَلَى وَجْهٍ لِقَارِئٍ ابْتَدَأَ لِذَلِكَ الْقَارِئِ فَإِنَّ ذَلِكَ أَبْعَدُ مِنَ التَّرْكِيبِ وَأَمْلَكُ فِي الِاسْتِحْضَارِ وَالتَّدْرِيبِ، وَبَعْضُهُمْ كَانَ يُرَاعِي فِي الْجَمْعِ نَوْعًا آخَرَ، وَهُوَ التَّنَاسُبُ فَكَانَ إِذَا ابْتَدَأَ مَثَلًا بِالْقَصْرِ أَتَى بِالْمُرَتَّبَةِ الَّتِي فَوْقَهُ ثُمَّ كَذَلِكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى آخِرِ مَرَاتِبِ الْمَدِّ وَإِنِ ابْتَدَأَ بِالْمَدِّ الْمُشْبَعِ أَتَى بِمَا دُونَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْقَصْرِ: وَإِنِ ابْتَدَأَ بِالْفَتْحِ أَتَى بَعْدَهُ بِبَيْنَ بَيْنَ ثُمَّ الْمَحْضِ، وَإِنِ ابْتَدَأَ بِالنَّقْلِ أَتَى بَعْدَهُ بِالتَّحْقِيقِ ثُمَّ السَّكْتِ الْقَلِيلِ ثُمَّ مَا فَوْقَهُ وَيُرَاعَى ذَلِكَ طَرْدًا وَعَكْسًا. وَكُنْتُ أُنَوِّعُ بِمِثْلِ هَذِهِ التَّنْوِيعَاتِ حَالَةَ الْجَمْعِ عَلَى أَبِي الْمَعَالِي بْنِ اللَّبَّانِ لِأَنَّهُ كَانَ أَقْوَى مَنْ لَقِيتُ اسْتِحْضَارًا فَكَانَ عَالِمًا بِمَا أَعْمَلُ وَهَذِهِ الطَّرِيقُ لَا تُسْلَكُ إِلَّا مَعَ مَنْ كَانَ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ.
أَمَّا مَنْ كَانَ ضَعِيفًا فِي الِاسْتِحْضَارِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَسْلُكَ بِهِ نَوْعًا وَاحِدًا مِنَ التَّرْتِيبِ لَا يَزُولُ عَنْهُ لِيَكُونَ أَقْرَبَ لِلْخَاطِرِ. وَأَوْعَى إِلَى الذِّهْنِ الْحَاضِرِ، وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَرَى تَقْدِيمَ قَالُونَ، أَوَّلًا كَمَا هُوَ مُرَتَّبٌ فِي هَذِهِ الْكُتُبِ الْمَشْهُورَةِ. وَآخَرُونَ يَرَوْنَ تَقْدِيمَ وَرْشٍ مِنْ طَرِيقِ الْأَزْرَقِ مِنْ أَجْلِ انْفِرَادِهِ فِي كَثِيرٍ مِنْ رِوَايَاتِهِ عَنْ بَاقِي الرُّوَاةِ بِأَنْوَاعٍ مِنَ الْخِلَافِ كَالْمَدِّ وَالنَّقْلِ وَالتَّرْقِيقِ وَالتَّغْلِيظِ فَإِنَّهُ يُبْتَدَأُ لَهُ غَالِبًا بِالْمَدِّ الطَّوِيلِ فِي نَحْوِ: آدَمَ وَ آمَنَ وَ إِيمَانٍ وَنَحْوَهُ مِمَّا يَكْثُرُ دَوْرُهُ، ثُمَّ بِالتَّوَسُّطِ، ثُمَّ بِالْقَصْرِ فَيَخْرُجُ مَعَ قَصْرِهِ فِي الْغَالِبِ سَائِرُ الْقُرَّاءِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ وُجُوهِ التَّرْجِيحِ يَظْهَرُ فِي الِاخْتِيَارِ. وَهَذَا الَّذِي أَخْتَارُهُ ، أَمَّا إِذَا أَخَذْتَ بِالتَّرْتِيبِ ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ أَقْرَأْ بِسِوَاهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ شُيُوخِي بِالشَّامِ وَمِصْرَ وَالْحِجَازِ وَالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَعَلَى هَذَا الْحُكْمِ إِذَا قُدِّمَ وَرْشٌ مِنْ طَرِيقِ الْأَزْرَقِ يُتْبَعُ بِطَرِيقِ الْأَصْبَهَانِيِّ، ثُمَّ بَقَالُونَ ، ثُمَّ بِأَبِي جَعْفَرٍ، ثُمَّ بِابْنِ كَثِيرٍ، ثُمَّ بِأَبِي عَمْرٍو، ثُمَّ يَعْقُوبَ ثُمَّ ابْنِ عَامِرٍ، ثُمَّ عَاصِمٍ، ثُمَّ حَمْزَةَ، ثُمَّ الْكِسَائِيِّ، ثُمَّ خَلَفٍ، وَيُقَدِّمُ عَنْ كُلِّ شَيْخٍ الرَّاوِي الْمُقَدَّمُ فِي الْكِتَابِ، وَلَا يَنْتَقِلُ إِلَى مَنْ بَعْدَهُ حَتَّى يُكْمِلَ مَنْ قَبْلُ.
 
سبب جمع القراءات في الأصل: اختصار الوقت, فبدل أن يقرأ القارئ عشرين ختمة يقرأ ختمة واحدة للرواة العشرين, وعليه فالجمع ليس مقصودا لذاته إنما هو وسيلة فقط, ولذلك نجد أن طرق الجمع كثيرة لأنه أمر اجتهادي, فمن أراد تقديم راو أو تأخيره فلا حرج كما ذكر ابن الجزري.
وللفائدة فقد ألف الإمام الجعبري كتابا في كيفية جمع القراءات وسماه (الأربعين في مسائل التمرين), ولكنه مفقود.
 
منهج الإقراء

منهج الإقراء

الأستاذان الكريمان : سمير عمر ، وعمرو الديب :
جزاكما الله تعالى عني خير الجزاء ، ما ذكرتماه أعرفه ، ولكني مع ذلك أتسائل :
لماذا لا نجد (( عملياً ) من يخالف عادة علماء الإقراء ومنهجهم القديم في تقديم حفص ؟
مع أن النصوص المنقولة عن أئمة هذا الفن ، ومنهم ابن الجزري لا تمانع ؟
جزاكم الله تعالى خيراً أساتذتي الكرام .
 
جزاكم الله خيرا على الطرح الطيب
شيخنا بخصوص تعلم القراءات العشر إفرادا كل واحد يجاز بداية في رواية بلده لما يتقنها يشرع في تعلم رواية قالون
على أساس الترتيب الذي اتبعه الإمام الشاطبي في حرزه، وهو الأيسر على الطلبة فيما اعتقد لأن الطالب لما يأتي يجمع يبدأ بالقصر ثم
يعطف أصحاب التوسط ثم يعطف حمزة وورش لأنهما أصحاب المد لكن يمكن للطالب أن يختار الأيسر إذا لم يلزمه شيخه بذلك
إذاأخذ كل قراءة إفرادا وفي الجمع يشترط الترتيب والله أعلم.
 
مع عظيم احترامنا وتقديرنا لترتيب الإمام العلامة الشاطبي في حرزه ، لأنَّ القراءة المشهورة عند المغاربة هي قراءة نافع براوييه قالون وورش منذ زمن الشاطبي ( 590 هـ ) إلى يومنا هذا ، وأظنُّ لو كانت الشهرة في زمن الشاطبي لرواية أو قراءة أخرى لقدمها .

الإمام الشاطبي - رحمه الله - قدمَّ قالون على ورش، لكن الإمام الحصري قدَّم ورش على قالون ( وهو متقدَّم على الإمام الشاطبي) وكذلك ابن بري في الدرر قدَّم ورش على قالون (وهو متأخر عن الإمام الشاطبي).
في رأيي أن لا نلزم من أراد القراءة بالجمع بالترتيب لكن بشرط استيفاء جميع الأوجه في الكلمات المختلف فيها. والله أعلم
 
فكرة في منهج الإقراء

فكرة في منهج الإقراء

أحسن الله إليك أخي مدثر خيري وبارك فيك ، والشكر موصول لكل من شارك في إثراء هذا الموضوع المهم ، وأراك قد فهمت قصدي جيداً ، وأنا ألخص مرادي بما يأتي :
(1) عدم وجود مانع شرعي أو صناعي ( أدائي ) من تقديم رواية حفص على غيره ، ثم شعبة ، ثم قالون ، ثم ورش ، وهكذا إلى نهاية رواة القراء العشرة ، في حال الجمع بين القراءات في الختمة الواحدة عند الدرس والقراءة على الشيخ .
(2) ويشترط في ذلك الإتقان والإتيان بالأوجه كلها وعدم الإخلال بشيء من ذلك كله ، بأي حجة من الحجج . وعدم التهاون مع الطالب في عدم ضبطه الدرس .
(3) عدم تخطئة أي منهج إقرائي سواء قدم قالون ، أو ورشاً ، أو حفصاً ، أو أي قارئ أو راوٍ بشرط الإتقان والضبط ، وعدم الخلط . على ما ذكره ابن الجزري في نشره .
والله تعالى أعلم .​
والمرجو من الإخوة القراء إبداء رأيهم في طرحي هذا مع ذكر السبب والدليل سلباً أو إيجاباً .
وفقكم الله تعالى ، جميعاً ، لما يحبه ويرضاه .​
 
قد يوهم هذا الترتيب الذي رتبه الإمام الشاطبي -رحمه الله-، والتزمه الإمام ابن الجزري، أفضلية المقدم علي غيره، ونحن نعلم يقينا بأن الأمر ليس كذلك.
لهذا: أحب ألاّ يكون الترتيب باعث الي العسر والتشديد علي القارئ.
كما أميل الى أن يكون الترتيب في الترجمة للقراء ورواتهم بحسب الوفاة، وهو منهج علمي لا غبار عليه.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير البشر جميعا وبعد
أرجو أن يسمح لي الأفاضل بأن يدلي العبد الفقير بدلوه :
1. ترتيب الشَّاطبي ترتيب بشري عاشت عليه الأمة سنين وسنين ، وقد يكون كاملا أو شبه كامل.
2. المراد بالتغيير الإتيان بالأفضل ، فهل مخالفة الشَّاطبي في ترتيبه ستأتي بالأفضل ، وهل هذا الأفضل سيكون محل إجماع ؟
3. هذا هو بيت القصيد (هل مخالفة ترتيب الشَّاطبي ستأتي بالأفضل ، وهل هذا الأفضل سيكون محل إجماع؟!!)
4. فقط مجرد مداعبة للأرواح المتعبة (السابقون من هذه الأمة صنفان : صنف يقف على حدود الكمال ، وصنف آخر قريب منه ليس ببعيد) وجل ما جاءنا عنهم كمال من كمال وجمال من جمال أو قريب من ذلك... ( فأين نحن من ذلك ؟؟)
5. الشاطبية (مثلا) صاغها ضرير لا يرى بعينه .. لكنها بحكمة الله عيون لمن فقدوا العيون وبصيرة لمن فقدوا البصر.
6. الحمد لله رب العالمين ، اللهم ألهمنا الصواب والعمل به.
 
عودة
أعلى