محسن المطيري
New member
أولاً: أرحب بمشايخنا وطلاب العلم المشاركين في هذا الملتقى المبارك الذي أسأل الله أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء.
والحقيقة أن من المفسرين الذين لفتوا انتباهي في منهجهم العلامة جمال الدين القاسمي في كتابه محاسن التأويل ويتميز بمميزات منها:
1. منهجه العقدي السلفي وكثرة نقوله عن شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم .
2.المقدمة التي افتتح بها كتابه فهي من المقدمات الرائعة بين مقدمات المفسرين وتحتاج من الباحثين الى دراسة وبحث
وفي هذه المقدمة تعرض القاسمي لأسباب النزول فنقل نقولاً مهمة عن ابن تيمية والزركشي والشاطبي والدهلوي في الفوز الكبير فنقل عن الأخير قوله في أسباب النزول "وقد تحقق عند الفقير أن الصحابة والتابعين كثيراً ماكانوا يقولون نزلت الآيه في كذا وكذا وكان غرضهم تصوير ماصدقت عليه الآيه وذكر بعض الحوادث التي تشملها الآيه بعمومها سواء تقدمت القصة أو تأخرت اسرائيلياً كان ذلك أو جاهلياً استوعبت جميع قيود الآيه أو بعضها والله أعلم "
ودونك بعد هذا النقل بعض التطبيقات العملية للامام القاسمي في الجمع بين أسباب النزول المختلفة فقد توسع فيما أرى في حمل سبب النزول على التفسير والمثال وصرح في تفسيره في أكثر من موضع بطريقته في معالجة أختلاف اسباب النزول فقال تحت قوله تعالى :"وكذلك جعلناكم أمة وسطاً. . . " "فمآل ما يتعدد من سبب النزول في آية ما أو مايكثر من الآثار في وجوهها كله من باب تفسير العام ببعض ما يتناوله لفظه ولذلك يكثر في بعض طرق الروايات : ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى ، أو ثم قرأ ، أو اقرأوا ان شئتم مما يدل على أنه ذكرت الآية حجة لما أخبر به لأنه مما يندرج فيها فاحرص على ذلك " .
ومن الأمثلة على ذلك في قوله تعالى :"وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها . . . "
أورد عدداً من أسباب النزول في الآيه ثم ذكر حديث البراء ابن عازب في البخاري في سبب نزولها في معشر الأنصار ثم قال عن حديث البراء "فالمراد من نزولها في ذلك صدقها عليه حسب مارآه لا أن ذلك كان سبب نزولها كما بينا مراراً معنى قوله : نزلت الآية في كذا "
وتحت قوله تعالى"ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله" ذكر قصة أبي بكر وعمر ورفع صوتيهما عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال"وتقدم لنا مرارا الجواب عن أمثاله بأن قولهم نزلت الآية في كذا قد يكون المراد به الاستشهاد على أن مثله مما تتناوله الآيه لا أنه سبب لنزولها
الى أن قال :" وبه يجاب عما يرويه كثير من تعدد سبب النزول فاحفظه فانه من المضنون به على غير أهله ولو وقف عليه ابن عطيه لما ضعف رواية البخاري ــ يريد موقف أبي بكر وعمر مع الرسول صلى الله عليه وسلم ـــ ولما تمحل ابن حجر لتفكيك الآيات بجعل بعضها لسبب وبعضها الآخر في قصة واحده وبالله التوفيق .
وفي قوله تعالى "ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم. . . "
أورد قصة عبدالله بن حذافة مع السرية وذكر سببا آخر ثم قال "ولاتنافي بين الروايتين لما أسلفنا في مقدمة التفسير في بحث سبب النزول"
وأحيانا يخرج عن هذا المنهج في الحكم على سبب النزول المتعدد للآية ومن أمثلته:
في آية "ان الصفا والمروة من شعائر الله ذكر عدداً من أسباب النزول ثم قال "وقد استفيد من مجوع هذه الروايات أنه تحرج طوائف من السعي بين الصفا والمروة لأسباب متعددة فنزلت في الكل"
فعلى ذلك يرى جواز نزول الآية لعدد من الأسباب والأحداث
وله تحقيقات في الحكم على سبب النزول أحيانا ومن أمثلته:
وفي آية الأحقاف "قل أرايتم ان كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني اسرائيل . . . "
أوردقول القائلين بأن الآية مدنيه وانها نزلت في عبدالله بن سلام ثم قال "ولاحاجة للاستثناء والآية من باب الاخبار قبل الوقوع ويكون تفسيره به بيان للواقع لا على انه مراد بخصوصه منها هذا ماحققوه ويقرب مما نذكره كثيراً من المراد من سبب النزول في مثل هذا وأنه استشهاد على ما يتناوله اللفظ الكريم "
هذه بعض الامثله وهي كثيرة في كتابه وبالجملة فان منهجه في تفسيره فيه تحقيق لايخفى في جميع علوم القرآن برغم قلته وكثرة نقوله رحمه الله برحمته الواسعة .
والحقيقة أن من المفسرين الذين لفتوا انتباهي في منهجهم العلامة جمال الدين القاسمي في كتابه محاسن التأويل ويتميز بمميزات منها:
1. منهجه العقدي السلفي وكثرة نقوله عن شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم .
2.المقدمة التي افتتح بها كتابه فهي من المقدمات الرائعة بين مقدمات المفسرين وتحتاج من الباحثين الى دراسة وبحث
وفي هذه المقدمة تعرض القاسمي لأسباب النزول فنقل نقولاً مهمة عن ابن تيمية والزركشي والشاطبي والدهلوي في الفوز الكبير فنقل عن الأخير قوله في أسباب النزول "وقد تحقق عند الفقير أن الصحابة والتابعين كثيراً ماكانوا يقولون نزلت الآيه في كذا وكذا وكان غرضهم تصوير ماصدقت عليه الآيه وذكر بعض الحوادث التي تشملها الآيه بعمومها سواء تقدمت القصة أو تأخرت اسرائيلياً كان ذلك أو جاهلياً استوعبت جميع قيود الآيه أو بعضها والله أعلم "
ودونك بعد هذا النقل بعض التطبيقات العملية للامام القاسمي في الجمع بين أسباب النزول المختلفة فقد توسع فيما أرى في حمل سبب النزول على التفسير والمثال وصرح في تفسيره في أكثر من موضع بطريقته في معالجة أختلاف اسباب النزول فقال تحت قوله تعالى :"وكذلك جعلناكم أمة وسطاً. . . " "فمآل ما يتعدد من سبب النزول في آية ما أو مايكثر من الآثار في وجوهها كله من باب تفسير العام ببعض ما يتناوله لفظه ولذلك يكثر في بعض طرق الروايات : ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى ، أو ثم قرأ ، أو اقرأوا ان شئتم مما يدل على أنه ذكرت الآية حجة لما أخبر به لأنه مما يندرج فيها فاحرص على ذلك " .
ومن الأمثلة على ذلك في قوله تعالى :"وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها . . . "
أورد عدداً من أسباب النزول في الآيه ثم ذكر حديث البراء ابن عازب في البخاري في سبب نزولها في معشر الأنصار ثم قال عن حديث البراء "فالمراد من نزولها في ذلك صدقها عليه حسب مارآه لا أن ذلك كان سبب نزولها كما بينا مراراً معنى قوله : نزلت الآية في كذا "
وتحت قوله تعالى"ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله" ذكر قصة أبي بكر وعمر ورفع صوتيهما عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال"وتقدم لنا مرارا الجواب عن أمثاله بأن قولهم نزلت الآية في كذا قد يكون المراد به الاستشهاد على أن مثله مما تتناوله الآيه لا أنه سبب لنزولها
الى أن قال :" وبه يجاب عما يرويه كثير من تعدد سبب النزول فاحفظه فانه من المضنون به على غير أهله ولو وقف عليه ابن عطيه لما ضعف رواية البخاري ــ يريد موقف أبي بكر وعمر مع الرسول صلى الله عليه وسلم ـــ ولما تمحل ابن حجر لتفكيك الآيات بجعل بعضها لسبب وبعضها الآخر في قصة واحده وبالله التوفيق .
وفي قوله تعالى "ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم. . . "
أورد قصة عبدالله بن حذافة مع السرية وذكر سببا آخر ثم قال "ولاتنافي بين الروايتين لما أسلفنا في مقدمة التفسير في بحث سبب النزول"
وأحيانا يخرج عن هذا المنهج في الحكم على سبب النزول المتعدد للآية ومن أمثلته:
في آية "ان الصفا والمروة من شعائر الله ذكر عدداً من أسباب النزول ثم قال "وقد استفيد من مجوع هذه الروايات أنه تحرج طوائف من السعي بين الصفا والمروة لأسباب متعددة فنزلت في الكل"
فعلى ذلك يرى جواز نزول الآية لعدد من الأسباب والأحداث
وله تحقيقات في الحكم على سبب النزول أحيانا ومن أمثلته:
وفي آية الأحقاف "قل أرايتم ان كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني اسرائيل . . . "
أوردقول القائلين بأن الآية مدنيه وانها نزلت في عبدالله بن سلام ثم قال "ولاحاجة للاستثناء والآية من باب الاخبار قبل الوقوع ويكون تفسيره به بيان للواقع لا على انه مراد بخصوصه منها هذا ماحققوه ويقرب مما نذكره كثيراً من المراد من سبب النزول في مثل هذا وأنه استشهاد على ما يتناوله اللفظ الكريم "
هذه بعض الامثله وهي كثيرة في كتابه وبالجملة فان منهجه في تفسيره فيه تحقيق لايخفى في جميع علوم القرآن برغم قلته وكثرة نقوله رحمه الله برحمته الواسعة .