سعيد النمارنة
New member
إن الناظر ليجد أن الإمام الداني -رحمه الله - قرر القول بالوقف على رؤوس الآي في أكثر من موضع في كتابه المكتفى؛ فقد قال في باب الوقف التام في ذكره مواضع التام: "والتام أكثر ما يكون موجوداً في الفواصل ورؤوس الآي: كقوله: {وأولئك هم المفلحون} والابتداء بقوله: {إن الذين كفروا}، وكذلك: {بكل شيء عليم} والابتداء بقوله: {وإذ قال ربك للملائكة}، وكذلك: {وأنهم إليه راجعون} والابتداء بقوله: {يا بني إسرائيل}، وكذلك: {وأفئدتهم هواء} والابتداء بقوله: {وأنذر الناس}، وكذلك {ولو ألقى معاذيره} والابتداء بقوله: {لا تحرك به لسانك}".
وقال أيضاً في باب الوقف الحسن :
"ومما ينبغي له أن يقطع عليه رؤوس الآي، لأنهن في أنفسهن مقاطع ، وأكثر ما يوجد التام فيهن لاقتضائهن تمام الجمل، واستيفاء أكثرهن انقضاء القصص، وقد كان جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين يستحبون القطع عليهن، وإن تعلق كلام بعضهن ببعض، لما ذكرناه من كونهن مقاطع، ولسن بمشبهات لما كان من الكلام التام في أنفسهن دون نهاياتهن "
ثم أتى بالأدلة فقال:
حدثنا فارس بن أحمد المقرئ قال: حدثنا جعفر بن محمد الدقاق قال: حدثنا عمر بن يوسف قال: حدثنا الحسين بن شريك قال: حدثنا أبو حمدون قال: حدثنا اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يسكت عند رأس كل آية، وكان يقول: "إنه أحب إلي أنه إذا كان رأس آية أن يسكت عندها"، وقد وردت السنة أيضاً بذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند استعمال التقطيع، كما حدثنا خلف بن إبراهيم بن محمد المقرئ قال: حدثنا أحمد بن محمد المكي قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد قال: وحدثني يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقطع قراءته: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين".
وحدثنا محمد بن أحمد بن علي البغدادي قال: حدثنا محمد بن القاسم النحوي قال: حدثنا سليمان بن يحيى قال: حدثنا محمد بن سعدان قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية، يقول: "بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف، ثم يقول: الحمد لله رب العالمين، ثم يقف، ثم يقول: الرحمن الرحيم، ثم يقف، ثم يقول ملك يوم الدين" ولهذا الحديث طرق كثيرة، وهو أصل في هذا الباب، وبالله التوفيق.
قلت: وقد مشى الإمام الداني في كتابه بهذا القول أي الوقف على رؤوس الآي؛ وسأذكر بعض الأمثلة:
فقد قال في سورة النحل: (مفرطون) تام وكذا رؤوس الآي إلى قوله (وأنتم لا تعلمون) .
وقال في سورة البقرة:
(يعتدون) تام ، ومثله (يحزنون) ، ومثله (للمتقين) والوقف على رؤوس الآي فيما بين ذلك إلى (الجاهلين )كاف .
وقال في سورة النساء:
(سميعاً بصيراً) تام، ومثله (تأويلاً) ورؤوس الآي بعد كافية .
إلى غير ذلك من المواضع الكثيرة؛ ولكني لاحظت أنه في المواضع التي يكون فيها رأس الآية متعلقاً بما بعده تعلقاً قوياً؛ فإنه يجعل التمام أو الكفاية بتمام المعنى:
وإليك بعض الأمثلة:
قال -رحمه الله-:
(وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل ) تام
(ستراً كذلك) تام
(الذين هم عن صلاتهم ساهون) كاف.
(عليها يتكئون وزخرفاً) تام.
وبهذا يتبين منهج الداني في الوقف على رؤوس الآي والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد.
وقال أيضاً في باب الوقف الحسن :
"ومما ينبغي له أن يقطع عليه رؤوس الآي، لأنهن في أنفسهن مقاطع ، وأكثر ما يوجد التام فيهن لاقتضائهن تمام الجمل، واستيفاء أكثرهن انقضاء القصص، وقد كان جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين يستحبون القطع عليهن، وإن تعلق كلام بعضهن ببعض، لما ذكرناه من كونهن مقاطع، ولسن بمشبهات لما كان من الكلام التام في أنفسهن دون نهاياتهن "
ثم أتى بالأدلة فقال:
حدثنا فارس بن أحمد المقرئ قال: حدثنا جعفر بن محمد الدقاق قال: حدثنا عمر بن يوسف قال: حدثنا الحسين بن شريك قال: حدثنا أبو حمدون قال: حدثنا اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يسكت عند رأس كل آية، وكان يقول: "إنه أحب إلي أنه إذا كان رأس آية أن يسكت عندها"، وقد وردت السنة أيضاً بذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند استعمال التقطيع، كما حدثنا خلف بن إبراهيم بن محمد المقرئ قال: حدثنا أحمد بن محمد المكي قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد قال: وحدثني يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقطع قراءته: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين".
وحدثنا محمد بن أحمد بن علي البغدادي قال: حدثنا محمد بن القاسم النحوي قال: حدثنا سليمان بن يحيى قال: حدثنا محمد بن سعدان قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية، يقول: "بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف، ثم يقول: الحمد لله رب العالمين، ثم يقف، ثم يقول: الرحمن الرحيم، ثم يقف، ثم يقول ملك يوم الدين" ولهذا الحديث طرق كثيرة، وهو أصل في هذا الباب، وبالله التوفيق.
قلت: وقد مشى الإمام الداني في كتابه بهذا القول أي الوقف على رؤوس الآي؛ وسأذكر بعض الأمثلة:
فقد قال في سورة النحل: (مفرطون) تام وكذا رؤوس الآي إلى قوله (وأنتم لا تعلمون) .
وقال في سورة البقرة:
(يعتدون) تام ، ومثله (يحزنون) ، ومثله (للمتقين) والوقف على رؤوس الآي فيما بين ذلك إلى (الجاهلين )كاف .
وقال في سورة النساء:
(سميعاً بصيراً) تام، ومثله (تأويلاً) ورؤوس الآي بعد كافية .
إلى غير ذلك من المواضع الكثيرة؛ ولكني لاحظت أنه في المواضع التي يكون فيها رأس الآية متعلقاً بما بعده تعلقاً قوياً؛ فإنه يجعل التمام أو الكفاية بتمام المعنى:
وإليك بعض الأمثلة:
قال -رحمه الله-:
(وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل ) تام
(ستراً كذلك) تام
(الذين هم عن صلاتهم ساهون) كاف.
(عليها يتكئون وزخرفاً) تام.
وبهذا يتبين منهج الداني في الوقف على رؤوس الآي والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد.