منظومة العد في العشر الأواخر.

[سعيد محمود أحمد]

بسم الله الرحمن الرحيم.
هذه إلماحة سريعة تتعلق بمنظومة العد في العشر الأواخر.
وقوله تعالى: "سبع ليال وثمانية أيام" بتقديم الليالي على الأيام، وزيادة عدد الأيام على الليالي بواحد، ليدل على أن الليلة سابقة ليومها ولابد.
وكذلك قوله تعالى: "سلام هي حتى مطلع الفجر" ، ومن معانى "حتى" انتهاء الغاية بمعنى "إلى أن" يطلع الفجر. وبدا هنا بذكر الليلة ثم انتهى بذكر الفجر .
ليس صحيحا أن تنقلب أوتار العشر شفعا إذا نقص الشهر عن تمامه 30 يوما وأصبح 29 يوما، يبقى الشفع شفعا والوتر وترا؛ لأننا إذا أنقصنا الشهر يوما بليلته لا تتغير منظومة العد فيه باعتبار أوله ولا باعتبار آخره.
وكانت العرب تستعمل العد باعتبار أوائل الشهر فتقول لسبع خلون أو خلت، وتستعمل العد باعتبار أواخر الشهر فتقول لتسع بقين أو بقيت، وورد في أحاديث ليلة القدر نظام العد بالطريقتين معا بدلالة ألفاظ يمضين ويبقين.
"تاسعة تبقى":
يعتمد نظام العد باعتبار الشهر 29 يوما حيث هو الآكد ، وان ليلة 21 نفسها تحتسب من ضمن العدد: 21-22-23-24-25-26-27-28-29 ، ويكون مجموع الليالي تسع ليال بأيامها وهو موافق لظاهر النص تاسعة تبقى.
ومثله سبع يبقين:23-24-25-26-27-28-29 وهكذا.
والله أعلم.

 

[محمد الحسن بوصو]

جزاك الله خيرا
سأمعن النظر في هذا بإذن الله تعالى، لكني أقول من الآن بأن القول بأن زوجيات العشر الأخير في الشهر التام تنقلب إلى وتريات في الشهر الناقص هو قول ابن حزم في المحلى وابن تيمية في فتاواه رحمهما الله. وأرى أن قولهما هو الصحيح المطابق لنص الحديث.
ذلك لأن هناك منطلقان:
الأول: اعتبار بداية الشهر كمل أو نقص، وهذه الحالة لا يتغير العد الترتيبي للشهر. وهذا ما انبنى عليه رأيكم.
الثاني: اعتبار بداية العد للعشر الاواخر كاملة، أكمل الشهر أو نقص، ألست عشر ليال بمنطوق الحديث دون التعرض لتمام الشهر أو نقصان ؟ وعليه تبدأ العشر الأواخر في الشهر الناقص ليلة 20 فيكون العدد زوجيا باعتبار الشهر ووتريا باعتبار العشر
وعليه فالعشر الأواخر في الشهر التام تبدأ من 21 وهو أمر واضح وبسيط تتوافق الوتريات باعتبار الشهر وباعتبار العشر.
العشر الأواخر في الشهر الناقص يبدأ يوم 20 وهذا أيضا جلي لأن 20 بالنسبة للشهر زوجي وبالنسبة للعشر فردي. و22 بالنسبة للشهر زوجي وهو الثالث من العشر الأواخر، وهكذا