مناقشة

إنضم
13/09/2015
المشاركات
35
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الجزائر
السلام عليكم ورحمة الله.
إن موضوع "الدخيل في التفسير" من المواضيع التي بدأ يتوسع حيز البحث فيها في الآونة الأخيرة، من تسجيل رسائل علمية، وكتابة بحوث ترقوية في هذا الموضوع، تضبط أصوله، وتقعد قواعده.
وفي مقابل هذا يوجد بعض الفضلاء من كبار الباحثين في الدراسات القرآنية يجعل هذا الموضوع من الموضوعات المشكلة التي يجب التأني في إبرازها وإظهارها؛ لإشكالات موجودة فيه، ومنها:
- أنه وليد الدراسات العلمية المعاصرة.
- عدم دقته.
- أن فيه سوء أدب مع أساطين علماء التفسير، إذ كيف ينسب إليهم أنهم أدخلوا في تفاسيرهم ما يسمى الآن بالدخيل، فهذا فيه نوع تجهيل لهم.
هذه بعض الإشكالات المتعلقة بهذا الموضوع، ونرجوا من مشايخنا في هذا الملتقى ومن إخواننا أن يدلوا بما لديهم في هذا الموضوع حتى تزول هذه الإشكالات.
بارك الله في الجميع.
 
أخي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأورد مثلا ارجو منك قراءته بتمهل:
جاء في تفسير الطبري رحمه الله وغفر له:

يقول تعالى ذكره لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عتابا من الله له (و) اذكر يا محمد (إذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ) بالهداية (وَأنْعَمْتَ عَلَيْهِ) بالعتق، يعني زيد بن حارثة مولى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ) وذلك أن زينب بنت جحش فيما ذكر رآها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فأعجبته، وهي في حبال مولاه، فألقِي في نفس زيد كراهتها لما علم الله مما وقع في نفس نبيه ما وقع، فأراد فراقها، فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم زيد، فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: (أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) وهو صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها(وَاتَّقِ اللَّهَ) وخف الله في الواجب له عليك في زوجتك ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) يقول: وتخفي في نفسك محبة فراقه إياها لتتزوجها إن هو فارقها، والله مبد ما تخفي في نفسك من ذلك ( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) يقول تعالى ذكره: وتخاف أن يقول الناس: أمر رجلا بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها، والله أحق أن تخشاه من الناس.

ويتابع :
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش، ابنة عمته، فخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يومًا يريده وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر فانكشف، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلما وقع ذلك كرِّهت إلى الآخر، فجاء فقال: يا رسول الله إني أريد أن أفارق صاحبتي، قال: ما ذاك، أرابك منها شيء؟ " قال: لا والله ما رابني منها شيء يا رسول الله، ولا رأيت إلا خيرًا، فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: أمسك عليك زوجك واتق الله، فذلك قول الله تعالى ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها.

هل الاستدراك على هذا القول الفاحش يعد سوء أدب مع الطبري رحمه الله وغفر له ؟؟
إن مراجعة مصنفات التفسير المختلفة ومراجعتها والاستدراك على أصحابها مع حفظ قدرهم واحترام مكانتهم لهو من أوجب الواجبات ، فالدخيل في كتب التفسير من الأقوال الفاسدة والآراء الشاذة موجود بلا شك ، وتقديسه ورفعه فوق قدسية النص الذي تتناوله بالتفسير خطأ كبير وخلل واضح ، وقد أستفاد أعداء الاسلام من هذه النصوص الشاذة واستعملوها للطعن في النبي صلى الله عليه وسلم وفي أزواجه وفي الاسلام عموماً ، ذلك أننا لم نستسغ تخطئة تلك الأقوال والاعلان عن مخالفتها والعمل على نبذها ، بل حققها المحققون بدون تعليق ، وكان الواجب تغيير المنكر باليد وشطب تلك الأقوال أو على أقل تقدير الاشارة لها في الحواشي بأنها أزيلت لمحتواها المخالف ، فكل يؤخذ من قوله ويرد والله الهادي إلى سواء السبيل.
 
عودة
أعلى