محمد بنغالب
New member
مناقشة صحة الرواية التي في سجود الشمس تفسير قوله تعالى"و الشمس تجري لمستقر لها "
بسم1 السلام عليكم ورحمة بركاته : هذه المشاركة هي في الأصل إستفسار شاركت به في ملتقى أهل الحديث و قد أحببت أن أثبثها هنا لما فيها من التنبيهات على إشكالات و مشكلات الروايات التي فُسر بها قوله تعالى " و الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم " على أني بحول الله و قوته سأرفع بحثا مطولا في موضوع أستقصي فيه الروايات و الطرق و عللها و مذاهب المفسرين المتقدمين و المتأخرين في هذه الآية و ما اعتمدو عليه في ترجيحاتهم و الأقوال الجديرة بالترجيح ، على أن يسبق ذلك نقاش مبسط لأعرف الإشكالات التي لم أطرحها أو لم أتنبه لها و قد يطرحها الإخوة الأفاضل أو إستدراكات أثبثها في البحث :
الإمام البخاري رحمه الله روى حديث سجود الشمس مكررا خمس مرات ، بنفس الإسناد في الجامع الصحيح، ، وهذا الحديث عمدة أهل التفسير بالأثر ، لكن فيه إشكالات تلخص في ثلاث: الأول إضطراب باد في السند و الإشكال الثاني إضطراب ظاهر في المتن و الإشكال الثالث و لمخالفته القرآن و محكم آيات التنزيل
أما إضطراب السند فلأن الحديث ترويه رواة الجامع عن البخاري بسندين :
السند الأول هو : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتْ الشَّمْسُ أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا يُقَالُ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ كتاب بدء الخلق باب صفة الشمس و القمر وهذا هو الذي في الجامع الصحيح
السند الثاني : مارواه أبو محمد الحسين البغوي في شرح السنة أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ لأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: " تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنُ فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلا يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:ف وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا . كتاب شرح السنة ج15 ، الطبعة الأولى تحقيق شعيب الأرناؤوط ،ص 94
و كما هو واضح فالحديث عند الإمام البغوي مروي عن أبي هريرة قال: قال النبي لأبي ذر و أما في السند الآخر فهو عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال : قال النبي لأبي ذر دون أبا هريرة ، و الظاهر هنا أن الذي قال : قال النبي لأبي ذر، إما إبراهيم بن يزيد التيمي، و إما يزيد التيمي ، لأن سياق الخبر يمنع أن يقول أبا ذر لنفسه قال أبا ذر فهذا لا يستقيم في الإخبار، و يزيد هذا الإشكال مارواه الإمام مسلم من قول يونس بن عبيدعند تحديثه بالسند بقوله عن إبراهيم التيمي عن أبيه سمعه فيما أعلم من أبيه ، و إن صح هذا الظن فالحديث ليس موصولا لأن يزيد التيمي لم يلق أبا هريرة و لم يرو عنه و لهذا عضضه البخاري بالمكررات و الله أعلم
أما إضطراب المتن فلأن طرق الرواية إختلفت في حال السائل و المسؤول و مكان السؤال : فالرواية التي في كتاب بدء الخلق باب صفة الشمس و القمر ،فيها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو من سأل أباذر ، فأجابه أبا ذر بعدم العلم فأخبره ، كما جاء في كتاب بدء الخلق " قَالَ النَّبِيُّ لأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: " تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنُ فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلا يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:ف وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا" و في الرواية الأخرى أن أبا ذر هو الذي سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن خبر الآية ،جاء في الجامع الصحيح كتاب التفسير ، باب الشمس تجري لمستقر لها ،حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قَالَ مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ ، بل قد إختلفت الرواة في حالة إخبار النبي لأبي ذر الخبر فتارة أن أبا ذر كان رديف النبي على دابة للحديث الذي رواه أبو داود في السنن و الإمام أحمد في المسند بسند حسن و تارة أنه كان في المسجد كما في الصحيح و تارة أن النبي لم يسأل أباذر و إنما سأل الصحابة كما عند مسلم في صحيحه عن يونس بن عبيد عن إبراهيم التيمي عن أبيه سمعه فيما أعلم عن أبيه عن أبي ذر أن النبي قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم .."الحديث ، و هذا يجعل متن الحديث مضطربا .
و اما مخالفته القرآن فلقوله الله عزوجل في كتابه المحكم " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر و لا الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون " و أهل التفسير على أن قوله تعالى " وكل في فلك يسبحون أي في مدارت دائرية يدورون فيها ،و قد روى عبد الرزاق الصنعاني عن معمر في ذلك ، كما هو مروي عن ابن عباس و مجاهد و غيرهم وقد أورد الطبري رواياتهم و آثارا أخرى عن عن السلف في تفسيرهم لهذه الآية، أن الشمس و النجوم لها مدارات ..و العلم المعاصر على أن القمر له مدار حول الأرض ، و الشمس لها مدار بكل كواكبها السيارة حول المجرة ،و هذا تصديق لكتاب الله و لحديث أبي ذر سألت النبي عن قوله تعالى " و الشمس تجري لمستقر لها " قال مستقرها تحت العرش . أي نهاية جريانها و انقطاعه يوم القيامة يكون تحت العرش ، و الله أعلم .
بسم1 السلام عليكم ورحمة بركاته : هذه المشاركة هي في الأصل إستفسار شاركت به في ملتقى أهل الحديث و قد أحببت أن أثبثها هنا لما فيها من التنبيهات على إشكالات و مشكلات الروايات التي فُسر بها قوله تعالى " و الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم " على أني بحول الله و قوته سأرفع بحثا مطولا في موضوع أستقصي فيه الروايات و الطرق و عللها و مذاهب المفسرين المتقدمين و المتأخرين في هذه الآية و ما اعتمدو عليه في ترجيحاتهم و الأقوال الجديرة بالترجيح ، على أن يسبق ذلك نقاش مبسط لأعرف الإشكالات التي لم أطرحها أو لم أتنبه لها و قد يطرحها الإخوة الأفاضل أو إستدراكات أثبثها في البحث :
الإمام البخاري رحمه الله روى حديث سجود الشمس مكررا خمس مرات ، بنفس الإسناد في الجامع الصحيح، ، وهذا الحديث عمدة أهل التفسير بالأثر ، لكن فيه إشكالات تلخص في ثلاث: الأول إضطراب باد في السند و الإشكال الثاني إضطراب ظاهر في المتن و الإشكال الثالث و لمخالفته القرآن و محكم آيات التنزيل
أما إضطراب السند فلأن الحديث ترويه رواة الجامع عن البخاري بسندين :
السند الأول هو : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتْ الشَّمْسُ أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا يُقَالُ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ كتاب بدء الخلق باب صفة الشمس و القمر وهذا هو الذي في الجامع الصحيح
السند الثاني : مارواه أبو محمد الحسين البغوي في شرح السنة أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ لأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: " تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنُ فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلا يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:ف وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا . كتاب شرح السنة ج15 ، الطبعة الأولى تحقيق شعيب الأرناؤوط ،ص 94
و كما هو واضح فالحديث عند الإمام البغوي مروي عن أبي هريرة قال: قال النبي لأبي ذر و أما في السند الآخر فهو عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال : قال النبي لأبي ذر دون أبا هريرة ، و الظاهر هنا أن الذي قال : قال النبي لأبي ذر، إما إبراهيم بن يزيد التيمي، و إما يزيد التيمي ، لأن سياق الخبر يمنع أن يقول أبا ذر لنفسه قال أبا ذر فهذا لا يستقيم في الإخبار، و يزيد هذا الإشكال مارواه الإمام مسلم من قول يونس بن عبيدعند تحديثه بالسند بقوله عن إبراهيم التيمي عن أبيه سمعه فيما أعلم من أبيه ، و إن صح هذا الظن فالحديث ليس موصولا لأن يزيد التيمي لم يلق أبا هريرة و لم يرو عنه و لهذا عضضه البخاري بالمكررات و الله أعلم
أما إضطراب المتن فلأن طرق الرواية إختلفت في حال السائل و المسؤول و مكان السؤال : فالرواية التي في كتاب بدء الخلق باب صفة الشمس و القمر ،فيها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو من سأل أباذر ، فأجابه أبا ذر بعدم العلم فأخبره ، كما جاء في كتاب بدء الخلق " قَالَ النَّبِيُّ لأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: " تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنُ فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلا يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:ف وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا" و في الرواية الأخرى أن أبا ذر هو الذي سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن خبر الآية ،جاء في الجامع الصحيح كتاب التفسير ، باب الشمس تجري لمستقر لها ،حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قَالَ مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ ، بل قد إختلفت الرواة في حالة إخبار النبي لأبي ذر الخبر فتارة أن أبا ذر كان رديف النبي على دابة للحديث الذي رواه أبو داود في السنن و الإمام أحمد في المسند بسند حسن و تارة أنه كان في المسجد كما في الصحيح و تارة أن النبي لم يسأل أباذر و إنما سأل الصحابة كما عند مسلم في صحيحه عن يونس بن عبيد عن إبراهيم التيمي عن أبيه سمعه فيما أعلم عن أبيه عن أبي ذر أن النبي قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم .."الحديث ، و هذا يجعل متن الحديث مضطربا .
و اما مخالفته القرآن فلقوله الله عزوجل في كتابه المحكم " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر و لا الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون " و أهل التفسير على أن قوله تعالى " وكل في فلك يسبحون أي في مدارت دائرية يدورون فيها ،و قد روى عبد الرزاق الصنعاني عن معمر في ذلك ، كما هو مروي عن ابن عباس و مجاهد و غيرهم وقد أورد الطبري رواياتهم و آثارا أخرى عن عن السلف في تفسيرهم لهذه الآية، أن الشمس و النجوم لها مدارات ..و العلم المعاصر على أن القمر له مدار حول الأرض ، و الشمس لها مدار بكل كواكبها السيارة حول المجرة ،و هذا تصديق لكتاب الله و لحديث أبي ذر سألت النبي عن قوله تعالى " و الشمس تجري لمستقر لها " قال مستقرها تحت العرش . أي نهاية جريانها و انقطاعه يوم القيامة يكون تحت العرش ، و الله أعلم .