مناقشة صحة الرواية التي في سجود الشمس تفسير قوله تعالى"و الشمس تجري لمستقر لها "

إنضم
25/07/2016
المشاركات
31
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
31
الإقامة
المغرب
مناقشة صحة الرواية التي في سجود الشمس تفسير قوله تعالى"و الشمس تجري لمستقر لها "

بسم1 السلام عليكم ورحمة بركاته : هذه المشاركة هي في الأصل إستفسار شاركت به في ملتقى أهل الحديث و قد أحببت أن أثبثها هنا لما فيها من التنبيهات على إشكالات و مشكلات الروايات التي فُسر بها قوله تعالى " و الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم " على أني بحول الله و قوته سأرفع بحثا مطولا في موضوع أستقصي فيه الروايات و الطرق و عللها و مذاهب المفسرين المتقدمين و المتأخرين في هذه الآية و ما اعتمدو عليه في ترجيحاتهم و الأقوال الجديرة بالترجيح ، على أن يسبق ذلك نقاش مبسط لأعرف الإشكالات التي لم أطرحها أو لم أتنبه لها و قد يطرحها الإخوة الأفاضل أو إستدراكات أثبثها في البحث :
الإمام البخاري رحمه الله روى حديث سجود الشمس مكررا خمس مرات ، بنفس الإسناد في الجامع الصحيح، ، وهذا الحديث عمدة أهل التفسير بالأثر ، لكن فيه إشكالات تلخص في ثلاث: الأول إضطراب باد في السند و الإشكال الثاني إضطراب ظاهر في المتن و الإشكال الثالث و لمخالفته القرآن و محكم آيات التنزيل
أما إضطراب السند فلأن الحديث ترويه رواة الجامع عن البخاري بسندين :
السند الأول هو : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتْ الشَّمْسُ أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا يُقَالُ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ كتاب بدء الخلق باب صفة الشمس و القمر وهذا هو الذي في الجامع الصحيح
السند الثاني : مارواه أبو محمد الحسين البغوي في شرح السنة أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ لأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: " تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنُ فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلا يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:ف وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا . كتاب شرح السنة ج15 ، الطبعة الأولى تحقيق شعيب الأرناؤوط ،ص 94
و كما هو واضح فالحديث عند الإمام البغوي مروي عن أبي هريرة قال: قال النبي لأبي ذر و أما في السند الآخر فهو عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال : قال النبي لأبي ذر دون أبا هريرة ، و الظاهر هنا أن الذي قال : قال النبي لأبي ذر، إما إبراهيم بن يزيد التيمي، و إما يزيد التيمي ، لأن سياق الخبر يمنع أن يقول أبا ذر لنفسه قال أبا ذر فهذا لا يستقيم في الإخبار، و يزيد هذا الإشكال مارواه الإمام مسلم من قول يونس بن عبيدعند تحديثه بالسند بقوله عن إبراهيم التيمي عن أبيه سمعه فيما أعلم من أبيه ، و إن صح هذا الظن فالحديث ليس موصولا لأن يزيد التيمي لم يلق أبا هريرة و لم يرو عنه و لهذا عضضه البخاري بالمكررات و الله أعلم
أما إضطراب المتن فلأن طرق الرواية إختلفت في حال السائل و المسؤول و مكان السؤال : فالرواية التي في كتاب بدء الخلق باب صفة الشمس و القمر ،فيها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو من سأل أباذر ، فأجابه أبا ذر بعدم العلم فأخبره ، كما جاء في كتاب بدء الخلق " قَالَ النَّبِيُّ لأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: " تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنُ فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلا يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:ف وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا" و في الرواية الأخرى أن أبا ذر هو الذي سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن خبر الآية ،جاء في الجامع الصحيح كتاب التفسير ، باب الشمس تجري لمستقر لها ،حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قَالَ مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ ، بل قد إختلفت الرواة في حالة إخبار النبي لأبي ذر الخبر فتارة أن أبا ذر كان رديف النبي على دابة للحديث الذي رواه أبو داود في السنن و الإمام أحمد في المسند بسند حسن و تارة أنه كان في المسجد كما في الصحيح و تارة أن النبي لم يسأل أباذر و إنما سأل الصحابة كما عند مسلم في صحيحه عن يونس بن عبيد عن إبراهيم التيمي عن أبيه سمعه فيما أعلم عن أبيه عن أبي ذر أن النبي قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم .."الحديث ، و هذا يجعل متن الحديث مضطربا .
و اما مخالفته القرآن فلقوله الله عزوجل في كتابه المحكم " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر و لا الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون " و أهل التفسير على أن قوله تعالى " وكل في فلك يسبحون أي في مدارت دائرية يدورون فيها ،و قد روى عبد الرزاق الصنعاني عن معمر في ذلك ، كما هو مروي عن ابن عباس و مجاهد و غيرهم وقد أورد الطبري رواياتهم و آثارا أخرى عن عن السلف في تفسيرهم لهذه الآية، أن الشمس و النجوم لها مدارات ..و العلم المعاصر على أن القمر له مدار حول الأرض ، و الشمس لها مدار بكل كواكبها السيارة حول المجرة ،و هذا تصديق لكتاب الله و لحديث أبي ذر سألت النبي عن قوله تعالى " و الشمس تجري لمستقر لها " قال مستقرها تحت العرش . أي نهاية جريانها و انقطاعه يوم القيامة يكون تحت العرش ، و الله أعلم .
 
فقط تعليق على الفقرة الاخيرة ...فيها تناقض واضح
تقول أن حديث ابي ذر رضي الله عنه يخالف القران ثم تعود وتثبت في نفس الفقرة أنه يوافق القران .
حديث ابي ذر رضي الله عنه صحيح (متنا وسندا ) لاغبار عليه كل ما عليك أن تاخذ باصح طرقه إذا اشتبه عليك أمر ما ..، وهذه بعض ماتيسر من قواعد لفهم الاحاديث .

والله اعلم
 
فقط تعليق على الفقرة الاخيرة ...فيها تناقض واضح
تقول أن حديث ابي ذر رضي الله عنه يخالف القران ثم تعود وتثبت في نفس الفقرة أنه يوافق القران .
حديث ابي ذر رضي الله عنه صحيح (متنا وسندا ) لاغبار عليه كل ما عليك أن تاخذ باصح طرقه إذا اشتبه عليك أمر ما ..، وهذه بعض ماتيسر من قواعد لفهم الاحاديث .

والله اعلم
يا أخي الحديث الذي ذكرتُ إشكالاته السندية ،هو الذي جاء من طريق الأعمش عن إبراهيم بن يزيد عن أبيه عن أبي ذر ، و تارة يُروى عن أبي هريرة قال قال النبي لأبي ذر ، و هذا واضح وضوح الشمس كونه إشكالا مخلا بالسند، كما أن متنها مخالف للقرآن، أما الرواية الأخرى ففيها أن أبا ذر سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن الآية فأجابه إجابة لا تعارض القرآن فقال النبي عليه الصلاة و السلام " مستقرها العرش" و هذا الحديث لا يدخل في الإشكال الثالث الذي ذكره العبد الفقير أي إشكال معارضة الحديث للقرآن ، فالروايتان جاءت بنفس السند لكن إحدى متونها مضطربة السند بزيادات تخالف كتاب الله عزوجل ، من أن الشمس عندما تغرب تذهب إلى العرش ثم تعود عند شروقها، وهذا مخالف لقوله تعالى " وكل في فلك يسبحون " أي كما فسره السلف بكونها مدارات تدورفيها الشمس و القمر و هذا إكتشفه العلم الحديث من ان القمر له مدار حول الأرض، ومن أن الشمس لها مدارها بكواكبها السيارة حول المجرة ،و المجرة بكامل نجومها و كواكبها تجري في مدار حول الكون ، كما أن الشمس لا تغيب في ناحية من الأرض إلا و تشرق في ناحية أخرى ، فكيف تذهب عن الأرض ؟؟، سبحان الله العظيم .
وأما قولك أن آخذ بأصح طرقه فإنك رجعت إلى ما استشهدت به و لا محل لإنتقادك ، ذلك أن الطريق الذي إستشهدت به ، رواه البخاري وهو أصح من الطرق الأخرى التي رواها وهو الحديث الذي جاء فيه أن أبا ذر هو الذي سأل النبي ، وهو الصحيح إن شاء الله ، وليس ما أثبثته الطرق الأخرى من الزيادات وهو بالسند و المتن التالي "حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قَالَ مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ " ، أي نهاية جريانها في دورتها يكون تحت العرش و لا نهاية لحركة الأفلاك إلا أن يأذن الله بيوم القيامة أرجوا أن يكون ما استشكلته واضحا. و الله أعلم .


 
تنبيه فقط ، أن إختلاف ألفاظ الروايات لا مدخل له في إضطراب حديث سجود الشمس خاصة و ان رواية الحديث على المعنى ، و إنما إضراب متنه جاء لإضطراب سنده ، و سنده َيشْكُل إن صح مبنى علة الحديث " أن الحديث عن أبي هريرة و ليس عن أبي ذر " أي أنها منقطعة للدلالة السند عن الثقات أنها عن أبي هريرة، و إنما يرويه يزيد التيمي أو إبنه عن أبي ذر بزيادات مرسلة عن أبي ذر ، و لا يصح الحديث موصولا عن إبراهيم بن يزيد عن أبيه عن أبي ذر إلا بهذا المتن الذي فيه " سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قَالَ مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ " و لعدم دليل يطعن في سماع المتن من يزيد التيمي عن أبي ذر على خلاف المتن الأول الذي جاء فيه الحديث " إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال قال النبي لأبي ذر " فالقائل قال النبي لأبي ذر ليس أبا ذر بل من روى عن أبي ذر وهو إما إبراهيم بن يزيد أو أبيه برواية مرسلة .
 
أريد أن أشير أيظا أن الإعتراضات الثلاث في السند و المتن و مخالفة القرآن لازلت في طور نقدها ، لكن لم أجد شيئا أرد بها هذه الإعتراضات فهي قائمة إلى أن يسقطها الإستدلال إن وجد .
 
شكرا لك أخي عمر أحمد على إشارتك لبحث الأستاذ عبد الله الشهري حفظه الله ، و الذي بحث القضية حسب إستطاعته من ناحية فقه المتن من حيث التأويل، و تحقيق المصطلحات و الألفاظ ، مستندا في الغالب توجيها لمعاني الحديث على العلامة عبد الرحمان بن يحيى المعلمي صاحب كتاب الأنوار الكاشفة ، وابن كثير في تفسيره و ابن حجر في الفتح الباري ، إلا أنه ما عبر إلى المتن إلا و قد سلم بدهيا بصحة السند وذلك بقوله "هذا البحث ليس فيه إثباث صحة الحديث فهو صحيح لاريب "، و هذا لا يُسلمُ له به ، لما أُشير من إشكال سنديٍ في الرواية المشروحة ، و التي زادت في متنها معاني و أحوالا لم ترد في الطريق الأخرى للحديث الذي يبدو أنه الأصح في الباب وهو قول أبي ذر ( سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن قوله تعالى " و الشمس تجري لمستقر لها " قال مستقرها تحت العرش ). بينما الرواية التي شرحها صاحب البحث جاءت بزيادات مختلفة ، من حيث حال السائل و المسؤول و جواب السؤال ، و أيظا بما ظهر أنها مروية عن أبي هريرة ، و أن الرواية مرسلة لهذا الإثباث، لما هو معلوم عند أهل صناعة علم الحديث ، من عدم سماع أو لقيا يزيد التيمي لأبي هريرة ،و هذا هو الإنقطاع الذي يُحتاج معه الوصل ، ولعل الإمام البخاري إنما كرر الرواية بأسانيد مختلفة إلى إبراهيم بن يزيد عن أبيه تعضيضا للسند كون الطرق تعالجه تصحيحا ، و لكن إختلاف المتن لا يسعف القول بالصحة و هذه مشكلة ثانية و الله أعلم
أما نقاش البحث الذي و سمه صاحبه "رفع اللبس عن حديث سجود الشمس " مازاده تفسير الحديث بما ذهب إليه من الأقوال إلا لبسا ، وإن كان حفظه الله ذهب مذهب أهل التأويل فأخرج اللفظ عن ظاهر معناه ، لكن ألفاظ الحديث لا تشهد له بذلك ،حتى في إنتقاله للمعنى المؤول الذي ذهب إليه ، ومعلوم أن إلإنتقال من المعنى الظاهر إلى المؤول يلزم صاحبه دليلا ، و ليس لكل التأويلات التي فسر بها الحديث معضضة بدليل عليها ، إلا آيات إستدل عليها من سورة الكهف وهو قوله تعالى " تغرب في عين حمئة " وآيتي سورة النحل و الحج في سجود السماوات و الأرض و الشمس و القمر و النجوم، لكن الإستدلال بالآيات على ما ذهب إليه من التأويل لا يقوم له ، لأنها أدلة محتملة ، وما طرقه الإحتمال سقط به الإستدلال ، و هذا ما سيتم تفصيله بعدُ من خلال ثلاث نقاط أساسية في البحث
أولها : في تحقيق صاحب البحث لحركة الشمس :
و هنا يلاحظ أن صاحب البحث ذهب إلى كون أدلة الشمس أنها ثابثة، لا إجماع عليها ، و أن القول بدوران الشمس إحتمال لم يدفعه العلم ، لكن غاب على صاحب البحث ،سواء أثبث أن الشمس أنها تدور أو أنها ثابثة فإن الحديث يخالف كلا المنطقين في فهم منظومة الشمس ، لما في الحديث من خروج الشمس عن فلكها الأرضي و سجودها تحت العرش إلى أن يأذن الله لها بأن ترجع فتطلع من المشرق ، جاء في الحديث "ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً وَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا ثُمَّ تَجْرِي لَا يَسْتَنْكِرُ النَّاسَ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ لَهَا ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ ذَاكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا " هذا من رواية الإمام مسلم في صحيحه كتاب الإيمان باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان ، فالحديث واضح من أن الشمس تنتظر حتى يأذن لها الله أن تغرب ، و هذا خلاف الحس أن الشمس لا تغرب شطر من الأرض حتى تشرق في شطر آخر فمتى تذهب الشمس ؟، إلا أن يكون العرش يتحرك مع حركة الشمس و هذا يثبث الجهة للعرش لكن سعة العرش تبطل الجهة ، هذا من ناحية ، من ناحية أخرى أن صاحب البحث أخذ برأي العلامة عبد الرحمان بن يحيى المعلمي في أن ذهاب الشمس هو الغروب و أنها في سجودها عند العرش يبطئ الله حركتها ، لكن هذا تأويل بعيد جدا يخالف لفظ الحديث ، الذي قيد حركة الشمس بالإذن لما في الحديث "فتخر ساجدة حتى يُقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت " " و جاءت في رواية " فتستأذن فيؤذن لها " وهذا قيد لا ينفع معه التأويل ، لأن حركة الشمس رجوعا إلى المغيب لا تكون إلا بعد أن يُأذن لها. .
ثانيها : تحقيق صاحب البحث لسجود الشمس :
و قد قال عبد الله الشهري كلاما جميلا في سجود الشمس يوافق القرآن ، عند قوله " فعدم الوقوف على حقیقة سجودھا واستئذانھا لا یلزم منھا نفي إمكان السجود" و ذلك لقوله تعالى عزو جل " تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " فالله بين لنا أن تسبيح الخلائق لله أحوال لا نفقهها و قوله تعالى "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ" فأخبرنا الله أن الخلائق كلها تسجد له ، و السجود الذلة و الإطناب و معناه أن كل الخلق في السماء و الأرض من شمس و قمر في ذلة و خضوع لأمر الله في التسخير ، و التسبيح له في حركتها و حياتها ، و ليس فيها دليلا على أن الشمس تسجد بذهابها إلى العرش لأن تخصيص الشمس في سياق العموم في الآية لا دليل عليه في القرآن ، و أما الحديث فلا يستطاع الإحتجاج به لأنه محل النزاع في السند و المتن و مخالفة الحس ، بل في القرآن ما يعضض العموم في أن سجود الشمس ذلتها لأمر الله في التسخير و تسبيحها لله تعالى، قوله تعالى " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر و الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون " فالآية أثبتت أن الله و ضع لشمس مدارا لا تخرج عنه و أنها تسبح ، و قوله تعالى " و الشمس تجري لمستقر لها" و قرأها ابن مسعود " و الشمس تجري لا مستقر لها " بمعنى أن الشمس في حركة مستمرة لا تتوقف إلى أن يأذن الله إستقرارها عند زوال العالم و قيام الساعة لقوله تعالى "وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ" قال القرطبي رحمه الله : والدءوب مرور الشيء في العمل على عادة جارية . وقيل : دائبين في السير امتثالا لأمر الله ، والمعنى يجريان إلى يوم القيامة لا يفتران روي معناه عن ابن عباس" ، و الحس على صحة آيات القرآن في هذا ، فالشمس حسب العلم الحديث لها مدار حول المجرة تجري فيه بكل كواكبها و نجومها ، و المجرة لها دورة حول الكون و بتالي لا معنى للقول بأن الشمس تسجد في زمن من الثانية أو كما عددها صاحب البحث في 480 ثانية و أن غيبتها لا يستنكرها الناس لسرعتها ، و غاب عنه أن الشمس لا تغيب عن الأرض لكون النهار ينتقل حول أقطار الأرض ، و هذا ينسف كل ما بناه الأستاذ عبد الله الشهري من الإفتراضات حول سجودها تحت العرش و زمن هذا السجود ، و إنما سجودها خضوعها لأمر الله و تسخيرها في مدار تتحرك فيه و ذلتها لهذا الأمر و تسبيحها لله ، وأما قول ابن كثير بما معناه " من أن محل سجود الشمس عندما تكون بين القطبين الشمالي و الجنوبي فتتوسط الزمان في اعتدال الليل بحيث تصير أبعد عن العرش لأن العرش مقبب من جهة وجه العالم ، وأنه محل سجودها كما يناسبها " يُستدرك عليه فيه ، بمتن الحديث الذي جاء فيه أن الشمس لا تتحرك لغروبها إلا بإذن ربها فتبقى ساجدة عند العرش حتى يأذن لها بالطلوع من المشرق ، و بتالي فالقول بحركة الشمس ذاهبة عن الأرض يثبثه هذا الحديث و الحس بخلا فه ذلك لأن ضيائها لا يغيب عن الأرض و الناس ، وهذا دليل يبطل كل قول مخالف ، و أما قول الإمام ابن حجر في الفتح من أن سجود الشمس إنما سجود الملائكة فقد أورده كإحتمال وارد في الباب ، لكن الحديث بث لفظ الشمس لما فيه أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال : تدري أين تذهب ؟ و في رواية " أتدرون أين تذهب هذه الشمس " و بتالي يبعد هذا الإحتمال ، أما قوله " سجود الشمس هو سجود الحال "، فإن هذا السجود مفهوم للآيات الواردة في كتاب الله ، لكن القرآن و الحس مخالف للحديث لكونهما يجعلان سجود الشمس حركتها في مدارها حول المجرة ، قال تعالى "وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ".
و الآية تدل على دؤوب الشمس و جريانها في عادة دائمة وقوله تعال ىو "و كل في فلك يسبحون " دليل على دوران الشمس على المجرة كما صدق ذلك العلم . و أما الحس فهو على أن الشمس لا تغيب عن الأرض و أن الأرض تدور على نفسها فيتعاقب الليل و النهار ، فسبحان الله العظيم .
ثالثها : تحقيق صاحب البحث للغروب الشمس :
أن الأستاذ عبد الله الشهري حقق الغروب بمعنى جريان الشمس و هذا يتفق مع كتاب الله و ما أثبثه الله من حركة للشمس و القمر ، و لكن جعل الآية في قوله تعالى " وجدها تغرب في عين حمئة " أي أن ذو القرنين و جد غروب الشمس بما إنتهى إليه نظره منها في عين حمئة ، و استدل بها على صحة ذهاب الشمس بما يراه الناس من الأفق ، وعدم إنكار ذهابها و طلوعها كما في الحديث ، إلا أن هذا الدليل يفترض أن يكون نظر الناس واحدا للشمس علما أن الحديث يثبث ذهابها و جريانها إلى العرش ،و معلوم أن الأرض بما عليها من الناس يتعاقب عليهم ضياء الشمس فكيف لا يفقدون ضياءها ، فيكون ليلا في الأرض كلها ؟؟ و بتالي فحجة الآية لا يكون إلا بمرجع الرؤيا المحلية ، لأن ذو القرنين كان نظره محكوما بزاوية من زوايا الأرض فمرجع نظره كان عليها ، و الرؤية المرجعية لا يمكن تعميمها لإختلاف الليل و النهار و كروية الأرض .
هذه الملاحظات التي و جدتها على البحث ، و لم يُجب البحث حول إشكال اضطراب السند ، و اضطراب المتن و مخالفة القرآن ، ثم مخالفة الحس .
 
فالروايتان جاءت بنفس السند لكن إحدى متونها مضطربة السند بزيادات تخالف كتاب الله عزوجل ، من أن الشمس عندما تغرب تذهب إلى العرش ثم تعود عند شروقها، وهذا مخالف لقوله تعالى " وكل في فلك يسبحون "
الاقتباس السابق من المشاركة (3)
سؤالي الان .. في أيه روايه من روايات البخاري ذكر أن الشمس تعود للشروق ، لاتوجد كلمة الشروق في الروايات هل عرفت الان من المضطرب ، ثم موضوعك هذا وجدته يثار بكثرة في المنتديات ، وهنا في منتدى التوحيد نفس الموضوع تثيره مشاركة تصف نفسها بالإلحاد، إتقى الله يا أخ محمد ، كفاك تخليطا وخوضا في أمور حسمت من كبار إئمة الجرح والتعديل ( انظر حاشية بحث عبد الله الشهري رقم (1)).

ولو كنت تبغى الحق ..
1-ارجع لروايات البخاري رحمه الله مرة اخرى .
2- تأمل الروايات جيدا ، تجد غروب واحد ، وطلوع من جهة المغرب
وعلامات الساعة الكبرى.
4-بين الغروب الذي كان وقت رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وظهور الشمس من مغربها(آخر الزمان ) وقت طويل لايعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
5-عدم الخلط بين الشروق والغروب اليومي (حركة الكواكب حول نفسها وحول الشمس) ، وبين جريان الشمس باتجاه واحد لمستقرها، ساحبه معها مجموعتها الشمسية .
6- عندما تصل الشمس لمستقرها تحت العرش تسجد هناك ولايؤذن لها بالرجوع إلا من جهة المغرب .

والله اعلم
 
الاقتباس السابق من المشاركة (3)
سؤالي الان .. في أيه روايه من روايات البخاري ذكر أن الشمس تعود للشروق ، لاتوجد كلمة الشروق في الروايات هل عرفت الان من المضطرب ، ثم موضوعك هذا وجدته يثار بكثرة في المنتديات ، وهنا في منتدى التوحيد نفس الموضوع تثيره مشاركة تصف نفسها بالإلحاد، إتقى الله يا أخ محمد ، كفاك تخليطا وخوضا في أمور حسمت من كبار إئمة الجرح والتعديل ( انظر حاشية بحث عبد الله الشهري رقم (1)).

ولو كنت تبغى الحق ..
1-ارجع لروايات البخاري رحمه الله مرة اخرى .
2- تأمل الروايات جيدا ، تجد غروب واحد ، وطلوع من جهة المغرب
وعلامات الساعة الكبرى.
4-بين الغروب الذي كان وقت رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وظهور الشمس من مغربها(آخر الزمان ) وقت طويل لايعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
5-عدم الخلط بين الشروق والغروب اليومي (حركة الكواكب حول نفسها وحول الشمس) ، وبين جريان الشمس باتجاه واحد لمستقرها، ساحبه معها مجموعتها الشمسية .
6- عندما تصل الشمس لمستقرها تحت العرش تسجد هناك ولايؤذن لها بالرجوع إلا من جهة المغرب .

والله اعلم
أولا أنا أقدر تماما العاطفة التي تتكلم بها غيرة على صحيح البخاري و أشكرك على غيرتك على الدين ، و هذا هو المظنون بكل مسلم ، إلا أنه يا أخي ، هذه أحاديث وروايات، و رجال و أسانيد ، و مظنونات ثابثة بالمعنى ،وهذه مسألة بحث علمي أي أن الغرض يجب أن يكون فيه هو الحق وأن يكون القصد فيه هو الله ، و لذلك ضع العاطفيات و الحماسيات جانبا و تعال نتدارس العلم فنوقف مسائله على أصوله و حروفه، أما العاطفيات فلا أظنها تنفعني و لا تنفعك ، ولقد سئل العلامة الألباني رحمه الله عن إنتقاد الجامع الصحيح للبخاري ، فقال هؤلاء بشر ، و الأئمة المتقدمون إنتقدو الصحيحين أمثال الدارقطني و الحافظ الخطيب البغدادي و ابن حزم وغيرهم ، كما أن الحكم على الأحاديث مدارس ، بل هناك من يفرق بين طريق المتقدمين و المتأخرين في الحكم على الحديث ، ولقد رد البخاري حديثا صحيحا رواه مسلم في كفارة المجلس حتى قال الإمام مسلم لقد قف شعر رأسي ، لأن سنده في الحديث سند صحيح لا غبار عليه فبين له الإمام البخاري علة هذا الحديث رغم أن ظاهر الإسناد فيه أنه صحيح لا غبار على صحته ، بل إن الإمام البخاري في التاريخ الكبير رد أحاديث صحيحة لإضطراب متنها ، وبتالي لا تتكلف رد النقد العلمي بإجماع أهل الجرح و التعديل الذي زعمته مدعيا ، فالمسألة ليس فيها إجماع و دليل ذلك إختلاف أهل الجرح و التعديل في الحكم بالتدليس على بعض رواة حديث سجود الشمس و سيأتي البيان الشافي لذلك بحول الله ، أما عن إثارة هذا الموضوع كثيرا في المنتديات فهذا موضوع يُناقش منذ سنين ، و ليس وليد اللحظة ، كما أنك كتبت كلاما غير مفهوم عندما ذكرت منتدى التوحيد و مشاركة ملحد هداه الله في منتدى ، و العبد الفقير محمد بنغالب مؤمن بالله ، مغربي مالكي المذهب ، لم يشارك في منتدى التوحيد ولا يعرفه ، و إنما أنا عضو في أربع منتديات حصرا لا غير ..عضو في ملتقى أهل التفسير..و عضو في ملتقى أهل الحديث ..و عضو في منتدى الألوكة المجلس العلمي... و عضو في الملتقى الفقهي ، و المشاركة فيها للإطلاع على جديد البحوث و الإشكالات و الإستفادة ، لذلك يا أخي لا تزل قدمك في المعامع الوسواسية ، و إن كنت أشم من كلامك تُهمةََ فاتق الله ، و الظن بك صفات أهل العلم .
أما قولك " في أيه روايه من روايات البخاري ذكر أن الشمس تعود للشروق" يا أخي ذِكر البخاري رجوع الشمس للشروق واضح مثل الشمس التي نختلف عليها ، فإذا أعدت قرأءة الرواية ستجد في المتن " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتْ الشَّمْسُ أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا " أي تستأذن الشمس بعد ذهابها بعد المغرب أن ترجع فتشرق و الشاهدعلى هذا رواية مسلم في صحيحه عن نفس راوي البخاري إبراهيم بن يزيد التيمي عن أبيه عن أب ذر " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً وَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا " فواضح أي أن الشمس لا تشرق إلا بعد أن يأذن لها فيقال لها إرتفعي إرجعي فتصبح طالعة في مشرقها ، ثم إن الحديث عند البخاري و عند مسلم ، الشمس تعو د بعد أن تستأذن إلى مطلعها ثم تذهب بعد مغيبها، ثابث في متن الحديث كما هو ثابث في متن الحديث أمر الشمس أن تطلع من مغربها كعلامة من علامات سد باب التوبة ، و إلا لا معنى لقول النبي في الحديث " أتدري أين تذهب ؟؟" بعنى أن الشمس تذهب في المغيب ثم تعود مشرقة على التكرر ، أنظر الإستداراكات على بحث عبد الله الشهري في المشاركة أعلاه فقد تم بيان ضعف أدلته . و الله أعلم والله الموفق و به نستعين و لا حول و لا قوة إلا بالله
 
الأستاذ/ بنغالب
السلام عليكم ورحمة الله

أتوقع أن أرى تحليلكم أو تعليقكم على محتوى الرابط:
مستقر الشمس وسجودها: رُجحان التفسير، والرد على المنكرين
وإلى أي مدى يفكك إشكالات المعاني، وينقي أجواء التآلف بين (مستقر الشمس وسجودها تحت العرش) وما أصبح معلوماً بالضرورة من علم الفيزياء الفلكية؟!
 
عودة
أعلى