مناقشة رسالة ( التوجيه النحوي للقراءات القرآنية في "فتح القدير" للشوكاني )

إنضم
11/03/2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
1
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
بسم الله الرَّحمن الرحيم
انتهى أخونا زميل الدراسة وعضو الملتقى: محمد بن حسين بن محمَّد الوالي اليافعي -وفقه الله- من مناقشة رسالته العلمية بامتياز الموسومة:
( التوجيه النحوي للقراءات القرآنية في "فتح القدير" للشوكاني )
- في النصف الأول من القرآن -​
دراسة تحليلية​
بجامعة أسيوط -كلية الآداب - قسم اللغة العربية
تحت إشراف
أ.د. جمال محمد محمد نصر
أستاذ النحو والصرف والعروض ووكيل كلية الآداب
لشؤون خدمة المجتمع بقسم اللغة العربية وتنمية البيئة بأسيوط
د. محمود عبد العزيز محمد
أستاذ النحو والصرف المساعد بجامعة أسيوط

[FONT=&quot]2011 م[/FONT]
 
ملخص الرسالة

ملخص الرسالة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي رفع الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات، وخفض أهل الجهل والزيغ والضلالات، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي ميَّزه الله بختم الرسالات، وعلى آله وصحبه الذين نصبوا أنفسهم لدحض أهل الكفر والغوايات، وأظهروا بأفعالهم وأقوالهم الصريحة شواهد الدين الواضحات.
أما بعد:
فإنَّ العلمَ فخرٌ يبقى على مرورِ الأحقابِ، وذكرٌ يتوارثه الأعقابُ بعد الأعقابِ، وأولُ المجدِ وآخرُه، وباطنُ الشرفِ وظاهرُه، به يترقَّى على كلِّ المراتب، وبه يتوصلُ إلى المآرب والمطالب، وهو الأربحُ مرعاه، وهو الأرفعُ مسعاه، يملأ العيون نوراً، والقلوب سروراً، ويزيدُ الصدورَ انشراحاً، ويفيدُ الأمورَ انفساحاً، وهو الغنمُ الأكبرُ، والحظُّ الأوفر، والبغية العظمى، والمنية الكبرى.
ألا إنَّ من أجل العلوم وأعظمها: علم العربية إذ هي خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهُّمِها من الديانة ؛ إذ هي أداة العلم ومفتاح التَّفَقُّهِ في الدين؛ ولهذا اهتمَّ العلماء بعلم العربية اهتماماً عظيماً، وباعث هذا الاهتمام أنَّ الله جل وعلا أنزل القرآن الكريم باللسان العربي المبين كما قال جل وعلا: ( وإنه لتنزيا رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين )([1])، وقال جلَّ شأنه: ( إنَّا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون ) ([2]).
قال الإمام ابن كثير في تفسـيره لهذه الآية: " وذلك لأنَّ العربية أفصح اللغات، وأبينها، وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة، وهو رمضان، فكَمُلَ من كل الوجوه"([3]).
وقال شيخ الإسلام ابنُ تيميَّة: " ومعلومٌ أنَّ تعلُّمَ العربيَّة وتعليم العربيَّة فَرضٌ على الكفاية، وَكَانَ السَّلَفُ يُؤَدِّبُونَ أَولادَهُمْ على اللَّحن. فنحن مأمورونَ أمرَ إيجابٍ أو أمرَ استحبابٍ أن نحفظَ القانونَ العربي، ونصلح الألسن المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فَهم الكتاب والسُّنَّة، والاقتداء بالعرب في خِطَابِها، فلو تُرِكَ النَّاسُ على لَحْنِهِم كان نقصاً وعيباً "([4]).
وقد اهتمَّ سَلفُنا الصالح - رحمهم الله – باللغة العربية اهتماماً عظيماً، وجاءت الآثار الكثـيرة التي تبين عنايتهم البالغة باللُّغة العربية وحرصهم على تعلُّمِها([5]).
وإنَّ من أهمِّ علوم العربية وأعظمها : علم النحو ؛ وذلك لأنَّه لا يستغنى عنه أيُّ علمٍ من العلوم، ولا يُفهَم كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم حقَّ الفَهم إلا به.
ولذلكَ أجْمَعَ الأئمَّة منَ السَّلَف والخَلَف قاطبةً على أنَّ النَّحو شرطٌ في رتبة الاجتهاد، وأنَّ المجتهد لو جَمَع كُلَّ العلوم لم يبلغ رتبة الاجتهاد حتى يعلم النَّحو، فيعرف به المعاني التي لا سبيل لمعرفتها بغيره، فرُتبةُ الاجتهاد مُتَوَقِّفةٌ عليه، ولا تتمُّ إلاَّ به([6]).
وقال بعضهم في أهمية علم النحو :
النَّحْوُ يَبْسُطُ مِنْ لِسَانِ الأَلْكَنِ ** وَالمَرْءُ تُعْظِمُهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنِ
فَإِذَا طَلَبْتَ مِنَ العُلُومِ أَجَلَّهَا ** فَأَجَلُّهَا مِنْهَا مُقِيمُ الأَلْسُنِ
لَحْنُ الشَّرِيفِ يُزِيلُهُ عَنْ قَدْرِهِ ** وَتَرَاهُ يَسْقُطُ مِنْ لِحَاظِ الأَعْيُنِ
وَتَرَى الوَضِيعَ إِذَا تَكَلَّمَ مُعْرِباً ** نَالَ المَهَابَةَ بِاللِّسَانِ الأَلْسَنِ
مَا وَرَّثَ الآبَاءُ عِنْد وَفَاتِهِمْ ** لِبَنِيهِمُ مِثْلَ العلومِ فَأَتْقِنِ
فَاطْلُبْ هُدِيتَ وَلا تَكُنْ مُتَأَبّياً ** فَالنَّحْوُ زَيْنُ العَالِمِ المُتَفَنِّنِ
والنَّحْوُ مِثْلُ المِلْحِ إِنْ أَلْقَيْتَهُ ** فِي كُلِّ صِنْفٍ مِنْ طَعَامٍ يَحْسُنِ
ولمَّا كان علم النحو بهذه المنزلة العظيمة، أحببتُ أنْ يدور بحثي حول تعلُّق علم النحو بالقرآن الكريم، وبعد بحث واستشارة لأساتذتي الفضلاء في اختيار الموضوع المناسب، اخترت هذا الموضوع وعنوانه ( التوجيه النحوي للقراءات في تفسير "فتح القدير" للشوكاني – في النصف الأول من القرآن الكريم – " دراسة تحليلية " )

([1]) سورة الشعراء، الآية: 192- 195 .
([2]) سورة يوسف، الآية: 2 .
([3]) تفسير ابن كثير المسمَّى بـ"تفسير القرآن العظيم" 4/365.
([4]) "مجموع الفتاوى" 32/ 252 .
([5]) وقد أورد نجم الدين الطوفي في كتابه "الصَّعقة الغضبية في الرد على منكري العربية" جملة كبيرة من الآثار الواردة عن السلف صـ 233 - 279 .
([6]) انظر: "الصعقة الغضبية" صـ237 .
 
أسباب اختيار الموضوع

أسباب اختيار الموضوع

هناك أسبابٌ عديدة، من أهمِّها:
أولاً: أنَّني أردتُّ أنْ تكون دراستي متصلةً بكتاب الله – جل وعلا – الذي هو أشرف الكتب وأعظمها، وعلم القراءات بلا شك من علوم القرآن، والقراءات مصدر من مصادر الاحتجاج اللغوي، وهي أيضاً ميدانٌ فسيحٌ للقواعد النحوية، فأحببتُ أنْ أبينَ وأوضحَ العلاقة بين علم النحو وعلم القراءات.
ثانياً: أنَّ الشوكاني – رحمه الله – يعدّ من المفسرين المتأخرين الذين اهتموا بالقراءات وتوجيهها اهتماماً بالغاً ؛ ولهذا اخترت تفسيره لأبين شخصية هذا الإمام، ومدى عنايته بتوجيه القراءات توجيهاً نحوياً.
ثالثاً: أنني لم أرَ مَنْ كتبَ في هذا المجال في تفسير الشوكاني مع أحقيته بذلك كما وضحتُ ذلك في ثنايا البحث .
الدراسات السابقة:​
لم أجدْ دراسات مستقلة تتحدث عن التوجيه النحوي للقراءات في تفسير الشوكاني، وما وجدته إنَّما يتحدث عن منهج الشوكاني في القراءات أو يتحدث عن جانب معينٍ في اللغة، ومن ذلك:
1- " منهج الشوكاني في عرض القراءات في تفسيره " للباحث عبد الباسط محمد الأسطل: وهي رسالة ماجستير قُدِّمَتْ في الجامعة الإسلامية في غزة، وهي تبحث منهج الإمام الشوكاني في القراءات عامة، وليس فيها إشارة عن التوجيه النحوي للقراءات.
2- "الإمام الشوكاني وإيراده للقراءات في تفسيره" للباحث أحمد بن عبد الله المقري: وهي رسالة ماجستير قُدِّمَتْ في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهي أيضاً ليس لها تعلق بالتوجيه النحوي، وإنَّما تبين مدى اهتمام الإمام الشوكاني للقراءات في تفسيره.
3- " توظيف الشوكاني شاهد النحو الشعري لتوجيه المعني في تفسيره " للباحث صالح علي زابن السريحي السلمي: وهي رسالة ماجستير قُدِّمَتْ في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، والرسالة ليس لها تعلُّقٌ بالقراءات أو توجيهها من قريبٍ أو بعيد .
 
الدراسات السَّابقة ومنهج البحث

الدراسات السَّابقة ومنهج البحث

منهجي في البحث:
قد سلكتُ في هذا البحث المنهجَ الاستقرائي الوصفي ؛ وذلك وفق الخطوات الآتية:
· جمعت الآيات التي وجَّه الشوكاني فيها القراءات توجيهاً نحوياً، وذكرتُها في أول كلِّ مبحث من المباحث المذكورة في البحث، ولم أتعرَّض للقراءات التي لم يوجِّهها، ثمَّ جعلتُ ما فات الشوكاني من القراءات التي لم يوجِّهها نحوياً في فصلٍ مستقل .
· رتبتُ الآيات وفقاً لترتيبها في المصحف، والتزمت كتابتها بالرسم العثماني.
· بعد تجميع الآيـات وترتيبها، قمتُ بوضع الآيـات تحت أبواب نحوية ذكرها الشوكاني في توجيهه للقراءات الواردة في الآيات، ولمَّا كان في توجيهه للقراءات يذكر وجوهاً نحويةً عديدةً حاولت جاهداً أنْ أختار المهمَّ من تلك التوجيهات ؛ وذلك حرصاً لجمع المسائل وربطها، وطلباً للاختصار والإيجاز لئلا يطول البحث ويخرج عن مقصوده .
· رتبتُ المسائل النحوية التي وجَّهها الشوكاني وفقاً لترتيب ابن مالك في ألفيته المشهورة.
· بعد وضع الآيات في أبوابٍ نحوية اخترتُ من تلك الآيات المتشابهة في التوجيه آيةً واحدة لدراستها – وتكون الآية المختارة أكثر الآيات توجيهاً من الشوكاني في ذكره للخلاف بين النحويين - ؛ وذلك لما ذكرت سابقاً طلباً للاختصار، وعدم التطويل.
· قمتُ بتخريج القراءات الواردة في الآية من كتب القراءات المعتمدة أو كتب التفسير أو كتب الاحتجاج والعلل وغيرها.
· قمتُ بدراسةِ المسألة، وذكرتُ كلام النحويين فيها، ونسبتُ كلَّ توجيهٍ إلى قائله – وقد تكون المسألة ممَّا اختلف فيه البصريون والكوفيون فنبَّهتُ على ذلك – ثمَّ قمتُ ببيان التوجيهات النحوية التي ذكرها الشوكاني، والتي لم يذكرها .
· قمتُ ببيان ما رجَّحه الشوكاني من التوجيهات- أو ما سَكَتَ عنه، واكتفى بنقله من العلماء السابقين– مقارناً لتوجيهات علماء النحو السابقين؛ وذلك لتتبين شخصية الشوكاني النحوية.
· ثمَّ قمت بمناقشة تلك التوجيهات بالتفصيل، ورجَّحتُ ما بدا لي ترجيحه مبيِّناً سبب الترجيح مع ذكر الأدلة، وأقوال العلماء – إنْ وجدت - .
· خرَّجتُ الأحاديث النبوية، والآثار السلفية بعزوها إلى المصادر المعتمدة .
· خرَّجتُ الشواهد الشعرية بعزوها إلى قائليها أو مصادر معتمدة .
· ترجمتُ لكلِّ علَمٍ من الأعلام الوارد ذكرهم في متن الرسالة ترجمةً موجزةً مع ذكر المصدر.
- وقد قسمتُ البحث أربعة فصول مسبوقاً بمقدمة، وتمهيد، ومختتماً بخاتمة وفهارس فنية.
فالمقدمة تشتمل على أهمية البحث، وسبب اختيار البحث، وخطة البحث.
والتمهيد، وفيه التعريف بكلٍّ من: القراءات – التوجيه – الشوكاني وتفسيره، ويشمل ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: القراءات، تعريفها، وشروط قبولها، وأقسامها.
المبحث الثاني: التوجيه النحوي ( تعريفه ونشأته ).
المبحث الثالث: التعريف بالشوكاني وتفسيره ( فتح القدير ).
وأمَّا الفصل الأول، فهو التوجيه النحوي للقراءات الواردة في الأسماء، وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: ما قرئ بالرفع والنصب.
المبحث الثاني: ما قرئ بالرفع والجرِّ.
المبحث الثالث: ما قرئ بالنصب والجرِّ.
المبحث الرابع: ما قرئ بالرفع والنصب والجرِّ.
وأمَّا الفصل الثاني، فهو التوجيه النحوي للقراءات الواردة في الأفعال، وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: ما قرئ بالرفع والنصب.
المبحث الثاني: ما قرئ بالرفع والجزم.
المبحث الثالث: ما قرئ بالنصب والجزم.
المبحث الرابع: ما قرئ بالرفع والنصب والجزم.
وأمَّا الفصل الثالث فهو التوجيه النحوي للقراءات الواردة في الحروف، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: الحروف الناسخة.
المبحث الثاني: الحروف غير الناسخة.
وأمَّا الفصل الرابع، ففيه استدراكات على الشوكاني فيما فاته من القراءات أو توجيهها، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: ما فاته من القراءات أو توجيهها في الأسماء.
المبحث الثاني: ما فاته من القراءات أو توجيهها في الأفعال.
وأمَّا الخاتمة ففيها النتائج التي توصَّل إليها الباحث، وبعض التوصيات التي أوصى بها .
ومن أهمِّ النتائج التي توصَّل إليها الباحث ما يلي :
· اهتمام الإمام الشوكاني بالقراءات اهتماماً عظيماً ؛ ولهذا لم يَفُتْه ذكر قراءةٍ متواترةٍ – سبعية أو عشرية – في تفسيره إلاَّ في ستة مواضع.
وأمَّا القراءات الشاذة فقد فاته كثير منها:
- ففي الأسماء فاته ستون اسماً ممَّا ورد فيه القراءات إعراباً.
- وفي الأفعال فاته خمسة عشر فعلاً ممَّا ورد فيه القراءات إعراباً.
· اهتمَّ أيضاً - رحمه الله – بتوجيه القراءات تفسيراً، ولغةً، ونحواً.
· لم يكن الشوكاني في توجيهاته النحوية ناقلاً وجامعاً لأقوال النحويين فقط، بل كان يرجِّح، ويختار، ويردُّ ما يراه بعيداً عن الصواب من توجيهات المتقدمين، وهذه السمة الغالبة في توجيهاته، ومع ذلك فإنَّ هناك الكثيرَ من المسائل التي لم يرجِّح فيها، ولم يبدِ فيها رأيُه، بينتها في ثنايا البحث، وفي الخاتمة.
· يكثر الشوكاني من النقل عن الفراء، والزجاج، والنَّحاس، وابن عطية، والقرطبي، وأحياناً لا يبين مصدر النقل، وقد بينت ذلك في ثنايا البحث، وفي الخاتمة .
· كان جُلُّ اهتمام الشوكاني بمعنى الآية، وتفسيرها ثم يسعى جاهداً في الموافقة بين المعنى والقاعدة النحوية.
· لم يكن الشوكاني في توجيهاته النحوية ملتزماً بمذهبٍ معينٍ ، فأحياناً يقتصر على ذكر توجيه البصريين، وأحياناً على توجيه الكوفيين ، وكذا في الترجيح إلاَّ أنَّ الغالب في ترجيحاته موافقة البصريين .
- وأمَّا أهمُّ التوصيات التي يوصي بها الباحث، فهي ما يلي:
· الرجوع إلى كتاب الله تعالى قراءةً، وتدبراً، وعلماً، وتعليماً، وعملاً. والاهتمام بكلِّ علمٍ يتصل بكتاب الله تعالى، ومنه: علم القراءات، وتوجيهها، تفسيراً، ولغةً، ونحواً، وصرفاً ؛ ولهذا يوصي الباحث بفتح قسم خاص للقرآن وعلومه في الجامعات اليمنية الحكومية وفي غيرها من الجامعات في البلدان الإسلامية، فيه يدرس علم القراءات، وعلم التوجيه وغيرها من العلوم التي تخدم كتاب الله تعالى.
· الاهتمام باللغة العربية وعلومها، وتقديمها على كلِّ اللغات، والتخاطب بها واستخدامها في كلِّ المجالات.
· إعادة المنهجية في دراسة علم النحو في المراحل الدراسية المختلفة، فعلم النحو عبارة عن حلقات متسلسلة يتصل بعضها ببعض، فإذا فُقِدَتْ حلقةٌ واحدةٌ فُقِدَ الجميع.
· الاهتمام بتراث الإمام الشوكاني الذي لا يزال بحاجة إلى خدمة كبيرة لا يقوم بها شخص واحد، وإنَّما لا بد أن تكون هناك مؤسسة علمية تشرف على تحقيق تراث هذا الإمام .
وأمَّا الصعوبات التي واجهتني في البحث فهي كثيرة، ولكن أهمَّها ما يلي:
· ترتيب البحث، فقد احترتُ كثيراً في ترتيب المسائل على أيِّ نمطٍ معينٍ إلى أنْ هداني الله سبحانه وتعالى بعد البحث والاستشارة إلى ما توصلتُ إليه، فلله الحمدُ والمنةُ.
· كثرة المسائل لا سيما مع كبر الجزء المقرَّر دراسته من تفسير الشوكاني, وقد بذلتُ جهدي في ضمِّ المسائل المتشابهة في بابٍ نحويٍّ واحد حتى يلتئم البحث ولا يتفرَّق.
· ندرة بعض المصادر والمراجع، فقد تعبتُ كثيراً في البحث عنها، ووجدتُ ما قُدِّرَ لي أنْ أجِده، وما لم أجدْه فقد سعيتُ أنْ آتي بما يناظره ويساميه، والحمد لله تعالى.
وبعد:
فامتثالاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" واعترافاً مني بجميل الفضل أتقدم بعظيم الشكر والامتنان إلى أستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور/ جمال محمد محمد نصر، أستاذ النحو والصرف والعروض، ووكيل كلية الآداب لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بأسيوط، الذي حباني بدعمه وتوجيهه، وأعطاني من علمه ووقته وجهده الكثير، وكان لملاحظاته الدقيقة ورعايته وحسن معاملته لي أكبر الأثر في خروج هذه الأطروحة بهذه الصورة، فأسأل الله تعالى أن يبارك له في علمه وعمله وذريته إنه سميع مجيب الدعاء.
وشكري وعرفاني لأستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور/ محمود عبد العزيز محمد، المشرف المساعد على هذه الرسالة الذي لم يبخل علي برأيه ونصحه ووقته، وقد كانت نصائحه وتوجيهاته نعم المعين على إنجاز هذه الأطروحة، فجزاه الله عنى خير الجزاء .
كما لا يفوتني في هذه المناسبة المباركة أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم التقدير إلى لجنة المناقشة والحكم ممثلة في العالمين الفاضلين: الأستاذ الدكتور/ البسيوني عطية عبد الكريم، أستاذ اللغويات، ووكيل كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف(سابقاً) ، والأستاذ الدكتور/ حمدي بخيت عمران، أستاذ العلوم اللغوية في كلية الآداب بقنا، جامعة جنوب الوادي، لتفضلهما عليَّ بقبولهما مناقشة وتقويم أطروحتي لتكون على الصورة التي تليق، فلهما مني دوام الدعاء بالبركة في علمهما ورزقهما ممزوجاً بالمحبة والعرفان بالجميل.
والشكر موصول لجامعة أسيوط ممثلة في كلية الآداب وعميدها الأستاذ الدكتور: طه أحمد المستكاوي، وأخص بالذكر قسم اللغة العربية، وأعضاء هيئة التدريس فيه، على كل ما قدَّموه لي من نصائح وتوجيهات في إتمام هذه الأطروحة.
والشكر الجزيل لوزارة التعليم العالي بالجمهورية اليمنية على الموافقة الكريمة على ابتعاثي للدراسة في جامعة أسيوط.
وإنْ كنت أنسى فلا أنسى من كان سبباً في وجودي وهما والداي الكريمان فلهما مني جميل الشكر والدعاء بالرحمة والرضوان.
وأخيراً أشكر زوجي وأولادي الذين صبروا على تقصيري وانشغالي، فجزاهم الله عني خيراً، وكذا أشكر كلَّ من مدَّ لي يد العون في إعداد هذا البحث وإتمامه.
وفي الختام أقول: هذا جهدٌ متواضع قام به الباحث في بداية الدَّرْبِ، وهو جهد بشريٌ يعتريه النقص والخطأ مما يدفعني أن أقرَّ بأنَّ ما فيه من صواب فمن الله وحده، وما فيه من خطأ ونقص فمني ومن الشيطان، وأستغفر الله تعالى منه وأنا راجع عنه إن شاء الله، وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.
 
عودة
أعلى