مناقشة حول فكر الجابري وتستره داخل الحقل الإسلامي واغراضه العلمانية كما نزعم، طارق منينة

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

طارق منينة

New member
إنضم
19/07/2010
المشاركات
6,330
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
لنبدأ هنا تكملة النقاش الذي دار في اكثر من رابط حول فكر الجابري
كتبت في بيان موقف شيخ الإسلام من السببية والعلم،وبالتالي دحض تهمة الجابري لما اسماه بالعقل البياني(ومنه اهل السنة) المعارض-عند الجابري- للسببية والعقلانية والعلمية،كتبت التالي:
....وإنما العقل الإسلامي أخذ قواعده ومبادئه وعلومه الاصيلة والاصلية من القرآن وانطلق بها يفكر ويلاحظ ويشتغل على كتلة العالم وامتداده العظيم وآفاقه القريبه والبعيده بدء من الانسان حتى آخر ذرة في الكون المخلوق المسخر للانسان.
ولا شك ان هذا العقل بهذا الوعي لايغفل اسباب السموات والارض فكيف يغفل عنها والقرآن هو من نبهه اليها بعد أن حجبت الوثنيات عالم الاسباب عن عالم الانسان
ان هذا هو مادفع ابن تيمية الى الرد على الفلاسفة والمتفلسفة في خرافاتهم ومنطقهم وأوثانهم ومنطلقاتهم ومع ذلك فالرجل لم ينكر حقا قالوه او منطقا اصلوه او علما سطروه بل قال ان منطقهم فيه حق قليل وباطل غزير ومنهم من زاد الحق عنده عن غيره الا انهم لم يصلوا لا منفردين ولا مجتمعين الى الكشوفات العلمية الدلالية التي وجه القرآن انظار الناس جميعا اليها
هذا هو غرض الرابط مع انه لم يكتمل لكني افهم غرض اخي محمد منه بل وينبغي ان توافقنا على هذا ايضا اولا لان هذا هو المنهج العام لحضارة الاسلام التي استمدت من نفس الاصول خصوصا في التجريب وتتبع الاسباب واستخلاص القوانين الكلية منها وثانيا لان شيخ الاسلام ابن تيمية كان المرايا-اذا نظرت اليه من جهات مختلفة في رده على التصورات المختلفة- التي عكست(حتى عصره) حركة العقل الاسلامي وهو يبني الحضارة ، وقد بنى،وفي نفس الوقت يقاوم خلل التفكير عند فلاسفة اليونان وعند متفلسفة العرب ابن سينا والفارابي والكندي وابن باجه وغيرهم كثير وايضا نقد الخيال الجامح لامثال ابن عربي وابن سبعين وامثالهما بل ورد على الغزالي وغيره من العلماء كابن الجوزي والعز ابن عبد السلام وقاضي الحرمين رحمهم الله ،فيما وقع فيه الغزالي وغيره من اخطاء علمية وعقدية وفقهية
ان الرابط اخي احمد فارس ينتصر للعقلانية الاسلامية ونتائجها الحضارية وصلة ذلك بالاسلام
فهل توافقنا على مذهبنا في ابن تيمية ومازعمناه عنه هنا وهل توافقنا عن وجود عقلانية خالصة شكلت كثير من البناء العقلي والروحي والعملي الاسلامي الذي وان اختلط عند البعض بشيء من الخلل في التفكير او التمذهب باشكاليات غير اسلامية الا ان الكل في مجال اقامة المدنية الاسلامية المادية وتطورها في عالم الابدان والاجساد وصحتهما وعالم التجريب والتعامل مع المادة عمليا كانوا جميعا يتقيدون بالمنهجية الاسلامية العلمية في المعمل او المختبر او المستشفي او الصيدلية وكان يشترك معهم في ذلك المجوس والنصارى وحتى بعض من انتمى الى المذاهب السرية وكان ابن سينا على سبيل المثال لا الحصر واحد منهم وقد كتب في الطب ماتعرف ونعرف(وهو وإن وقع خلط لبعضهم بين هذا الواقع العلمي العملي وبعض ماكان يؤمن به في السحر او الكيمياء المناقضة للكيمياء الطبيعية فلم يكن له تأثير كبير على تطور العلم الاسلامي وجودته المستمرة، فأهل العلم كانوا يصوبون الأخطاء وينبهون الأمة عليها وحتى بعض علماء الطب وغيرهم كانوا ينبهون عليه ايضا
هذا هو مذهبنا الوسط الذي شهد عليه التاريخ وواقع الحضارة الطويلة العمر(المدة الطويلة!) يوم كانت مزدهرة لاكثر من ثمانية قرون، وحضارتنا بدأت من لحظةاعلان الرسالة الاسلامية،لحظة(إقرأ)يارسول الله، من ظهور جبريل للنبي محمد عليهما السلام في غار حراء.

وذلك تعليقا على كلمات اخي محمد بن عبد الفتاح النورانية وفيها
ولكلمات شيخ الاسلام أثر عجيب ، تشعرك أنه رجل فهم دينه وربطه بواقعه ، متبحر يسير بعلمه بجذور ثابتة شامخة ! ، راسخاً بجذور علمه والتى تبهر به الافهام المؤيةد والمخالفة
كان رد احمد فارس على ذلك هو التالي
حول هذه النقطة المشار اليها وهي عن كلمات ابن تيمية وأنبهار الافهام المؤيدة والمخالفة فهذا الأمر أبعد عن الحقيقة، وحول هذه النقطة أرجو منك أن لا تتناسي عن من قال أنه رجعي وسلفي (بالمعني السلبي) وعدو المنطق والفلسفة (علي سبيل المثال عاطف العراقي يعتبر ابن تيمية وابو حامد الغزالي من أصحاب الفكر الظلامي ولا يمل من هذا الحديث اطلاقاً)، وآخرين مثل منصور عويس يعتبر أن ابن تيمية ليس سلفياً كما هو موجود في كتاب يحمل نفس هذا الأسم وسعيد فودة في كتابه الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية، فهل يعقل أن تلك الآراء وغيرها حول ابن تيمية هي من أنبهار الافهام المؤيدة والمخالفة ؟!؟
واذا كنت تريد أن تعرف وجهة نظري حول هذه النقطة فأنا لا أريد أظهار محاولات التعارض أو التوفيق بين هذه الآراء أو أتخاذ موقف وسط بينهم لأن هذه المحاولات متعلقة بالماضي فقط وأسقاطه علي ما له علاقة بالعصر الذي نعيش فيه، فضلاً أن تلك المحاولات الماضوية هي دعوات زائفة تنسي هموم وأنشغالات الحاضر والمستقبل تماماً.

Read more: http://vb.tafsir.net/forum17/thread33686-3.html#ixzz2DEUefh4T
فكان الرد هو التالي
الآن علمت انك لم تقرأ الجابري مع نقلك عنه احيانا!
والآن علمت انك تتبع الجابري على غير علم بمشروعه
فمشروعه قائم على اجترار الماضي لو صح التعبير والاشتغال عليه وذلك بما نفرت انت منه من اظهار التعارض او التوفيق تلك المحاولات التي قام بها الجابري حتى في كتابكم بنية العقل العربي وقد اشرتم علينا بقراءة فصل منه!
انه من اوائل من يقوم بتلك المحاولات الماضوية واستعادة الماضي واسقاطه على العصراو اسقاط العصر عليه سيان!
اما اظهار محاولات التوافق والتعارض فهذه هي عملية او لعبة الجابري في مشروعه كله!
فماذا بقى لك وانت تقطع كل حوار
وحتى ابن تيمية فللجابري فيه قول-او ان شئت اقوال!- يهدم مشروع الجابري من اوله إلى آخره!
ولذلك سألتك سؤالا علميا وكتبت ماتقدم لفهم اشتغال عقلك استاذ احمد فارس
لو كنت انا الجابري لاخرجتك من مجلسي-ابتسامة اخوية- لانك لاتهتم بما اهتم به مع ادعاء نصرتي او على الاقل ادعاء الانشغال بهمومي واهتماماتي
اخي انك تغلق كل باب للتفاهم معك والحوار حول كل نقطة خاض فيها جابريك وكل نقطة خاضتها فلسفته وفلسفة العلمانيين العرب الذين اشتغلوا على الإسلام من الداخل لاسباب بينتها انا وغيري ولامجال للكلام حولها لكن لنقف عند هذه النقطة من موضوع الاخ محمد الفاضل صاحب الموضوع
ونحن لانفتح معك الحوار مع الماضي ابتعادا عن هموم الحاضر ، وإلا انطبق هذا على الجابري!

واخيرا قبل فتح هذا الرابط قال اخي احمد فارس
أخ طارق ردك الأخير يخترقه أخطاء من أوله الي أخره، وحتي لا أزيد في موضوع النقاش سوف ألخص لك أحكامك الخاطئة التي لا تغتفر.
اخطأت في الحكم علي بأني لم أقرأ للجابري وليس لديك أي مبرر لهذا الحكم ولا أظنك ستتراجع عن أحكامك الخاطئة يسبب الدوغمائية التي أنت مغرق فيها، واخطأت بقولك أن الجابري كان يريد أظهار التعارض والتوفيق فقط، واخطأت ايضاً حول مسألة أسقاطه الماضي علي العصر الذي نعيش فيه أو العكس، فهذه كلها أحكام ليس لها دليل أطلاقاً كمثل باقي أحكامك الغارقة في الدوغمائية.
أنا لا أنكر أن الجابري حاول أحيانا أظهار التعارض والتوفيق بين هذا وذاك، وحتي لا أنكر أن الجابري في مشروعه كان سلفي بأمتياز لكن هناك فرق كبير بين محاولات الجابري ومحاولات تلفيقية أخري. وكما قال الجابري أن الفكر العربي والأسلامي بجميع أصنافه يعتبر فكر سلفي لكن الأختلاف بينهم يكون في نوع السلف الذي يختاره هذا الفريق أو ذاك، والفرق بين سلفية الجابري وبين سلفيات أخري أنه كان يريد من هذه السلفية مجرد الأستئناس وليس أتخاذهم قدوة ونماذج (كمنهج مطبق) أو القول بعدم أمكانية تجاوز ما لا يمكن تجاوزه كما توهم نفسك بذلك.

-
من هنا نبدأ النقاش الذي وعدنا به الاخ الكريم
 
فأولا لم ترد اخي احمد فارس على كلامنا عن موقف ابن تيمية من السببية الا بأقوال بعيدة عن موضوع حوارنا وهو العقلانية العلمية (والسببية) في الإسلام، ونصوص من اغفلهم الجابري غالبا من مقارناته وتعارضاته،وهل هي موجودة في أصل الإسلام، وأصل كلام علماء اهل السنة من قرون الإسلام كافة ام لا، وموقف الجابري المعروف منها، ومعلوم ان الجابري زعم أن الأمة من قبل الشافعي ومن بعده رسخت انكار السببية وغزاها لذلك العقل العرفاني لصلة بينه وبين هذا العقل الخالي من " العلم، والبرهان" الذي يستمده الجابري، اولا، من ارسطو، فهو ينطلق منه ليفتحنا على عقلانية الغرب ومذاهبه المادية -التي اختارها وحلل بها القرآن والإسلام)التي يعتبرها الجابري مذاهب العلم الحقيقي الذي انطلقت من الرشدية وطورتها.
ومعلوم ان الجابري استعمل التعارضات بين المتفلسفة والمعتزلة ، او الاشعرية والفلسفة، او التعارضات بين الغزالي مثلا وابن حزم او ابن رشد او الشاطبي ، لينصر كل من اخذ من ارسطو الذي يتمحور حوله الجابري انطلاقا منه الى مذاهب اوروبا الحديثة التي استخلصها الجابري وانتقاها من بين هذا الركام الضخم من الفلسفات الغربية المتعارضة والمتضاربة.
انت اخي تنتصر للجابرية ثم اذا تكلمنا مع حضرتك حول مواقف الجابري من هذا الماضي قلت
فأنا لا أريد أظهار محاولات التعارض أو التوفيق بين هذه الآراء أو أتخاذ موقف وسط بينهم لأن هذه المحاولات متعلقة بالماضي فقط وأسقاطه علي ما له علاقة بالعصر الذي نعيش فيه، فضلاً أن تلك المحاولات الماضوية هي دعوات زائفة تنسي هموم وأنشغالات الحاضر والمستقبل تماماً.... فضلاً أن تلك المحاولات الماضوية هي دعوات زائفة تنسي هموم وأنشغالات الحاضر والمستقبل تماماً.
ومع ان الجابري فعل مثلما فعل من ذكرتهم من استعادة الماضي في طول كتابيه-على سبيل المثال- بنية العقل العربي وتكوين العقل العربي(تتجاوز صفحاتهما ال1000 صفحة، مامن صفحة منها الا ويستدعي الماضي وكلام العلماء والمتفلسفة العرب، والأشاعرة والمعتزلة، والصوفية وغيرهم، متوسلا، بكتابات حديثة عن الغنوصية والعرفان اليوناني ليزعم ان الأمة غرقت في الغنوص غافلة في اصولها وحياتها، غالبا، عن السبب والسببية ، وعن العقل العلمي، وان منهجها البياني لاعقل علمي فيه ولا معنى علمي حقيقي لأنهم انطلقوا أو أن هذا المنهج،انطلق، من اللفظ-الذي يحمل اساطير الصحراء ومؤثراتها الحتمية بحسب تفسيرات مذاهبه الغربية الذي حاول تبيئتها في النصوص والتاريخ وتفسيره والجغرافيا وتأثيراتها، ولتفسيره الاسلامي(بزعمه التلاعبي) متسترا داخله!، وقد كتب تفسيرا في هذا الشأن!(من كتابه"مدخل إلى القرآن "إلى ملحقاته التفسيريه الثلاثة)- ومن لفظ (او لغة) -الأعرابي البدوي المتخلف معرفيا وعلميا، حددوا المعنى فاللفظ سابق وليس المعنى (أو المعنى الخاص بالأعرابي متضمن في اللفظ او اللغة!!) كما ان النص سابق وليس العقل!(كل ذلك من مزاعمه التي اقام مشروعه كله عليه)
فكيف تكون استعادة الجابري للماضي استعادة منتجة،كما يقول الجابري نفسه، وله غرض علماني خطير في ذلك، ثم نجدك اخي احمد وانت تعلم موقف الجابري هذا وتدقيقاته في الماضي ونمنماته حوله في كل صفحة مما اشرنا اليه، تتنكر ل:" تلك المحاولات الماضوية هي دعوات زائفة تنسي هموم وأنشغالات الحاضر والمستقبل تماماً."(بحسب لفظك)
أفلا ينطبق كلامك هذا على الجابري ومحاولته و نقده لما سماه باللاهوت من خلال القدماء!!!، وهو يقوم أولا بذلك للغرض العلماني وليس السلفي بزعمك،وهو مايعنى اي قيامه باستخدام الماضي لاظهار التعارضات بين عقول من تقسيماته(البياني والعرفاني والبرهاني) وتلفيقاته المستمرة بينهما،(بإدخاله العرفاني في البياني والبرهاني في البياني، بل العرفاني ايضا فيه، والعرفاني في البرهاني او البرهاني في العرفاني) ليدلف من ذلك إلى نتيجة مفادها رمي العقل الإسلامي المتحرك بأصول الفقه الإسلامي( الكتاب والسنة والإجماع، وزد عند الاكثرية: القياس ) بأنه عقل ، ومهما بلغ من عظمة!، خالي من العلمية الحقيقية (او فيه من العلمية بقدر مافيه من الأرسطية!!) ومتعارض مع النهج العقلاني للعلوم الحقيقية التي وضع منطقها ارسطو واستفاد منها متفلسفة وعلماء بدرجات متفاوتة، وكلما كانت استفادة احدهم من منطق ارسطو العلمي(لا الشكلي!) اكثر واغزر واعمق، كلما تقدم العقل العلمي، فالأصل عند الجابري، لا القرآن ولا السنة، وإجماع الأمة، على قواعد علمي، (فهذه جعلها"أصول بيانية، والبيان اعرابي صحراوي غير علمي)ولكن الأصل هو ارسطو، ومن ثم العقل الغربي العقلاني العلمي !

والخلاصة اذا كنت قد قرأت الجابري فمن المعلوم ان منهج الجابري قائم، على لعبة التعارضات والتلفيقات،على طول الخط، وليس احيانا كما تزعم، فهو لايفتأ يقيم تلفيقات عجيبة وتداخلات مستمرة ، بين العقول الثلاثة واصحابها، يقوم بها، حتى يصيبك الدوار وانت تقرأ له، يقوم بهذا العمل ليس للانتصار للسلفية الحقيقية التي قامت عليها حضارة الإسلام، بدء من سلفنا العظيم ورسولنا الكريم ونبينا الرحيم محمد صلى الله عليه وسلم ، وانتهاء بكل من يدافع ويعلي من شأن منهجية الأصول العلمية الإسلامية ومنها الكتاب والسنة ومافيهما من دعوة الى السببية والتي آمن بها شيخ الإسلام ابن تيمية وليس كما يزعم من استدعيتهم لنا امثال عاطف العراقي وغيره، واعرضت عن ذكر موقفك من ذلك بزعم عدم العودة الى الماضي مع ان من تنصره وهو الجابري عاد الى الماضي -وتلاعب به-والى اصول الاسلام -واهانها بجملة اهانات!-والى ابن تيمية ايضا في فقرات زور بعض كلامه مرة وهمشه في امور كان اولى له بها ان يقدمه على كل من وصفهم بالبرهانيين!!،وشرح ذلك سيأتي بالتوثيق في موضعه ان شئت!، ومن هنا قلت لك :فكيف يتسق كلامك عن الماضي والتلفيقات والتعارضات مع دفاعاتك المستديمة عن الجابري،فإذا قلنا لك لفق الرجل(في كثير من عمليات التداخل بين علوم العقول الثلاثة المزعومة، البياني،العرفاني، البرهاني) واقام تعارضات بين اقوال القدماء واسقط افكار بعض المذاهب الحديثة على الماضي او اسقط الماضي(المعين) على الحاضر بزعم تطوير الحاضر قلت لنا اننا أخطأنا فهم الجابري .
ومعلوم ان الجابري يريد ان يوظف الماضي لمصالحه الايديولوجيه العلمانية فالتنافس على الماضي- واللفظ له- مظهرا من مظاهر الصراع على الحاضر والمستقبل!
 
بارك الله فيك أستاذنا طارق.

أظن أن في الإشارة إلى تعدد المدارس الفكرية في الفكر الإسلامي من الناحية التاريخية إمكانية متاحة للبحث عن اتصال هذا التاريخ بالحاضر لنجد قواسم مشتركة بين (بعض) تلك المدارس والخطاب العقلاني المعاصر حيث قام أكثر من باحث بإظهار جوانب «باطنية» في الخطاب العلماني المعاصر على سبيل المثال وحيث يمكن أن نتفكر في علاقة التقسيم الرشدي للعقل إلى برهاني، جدلي، خطابي وعرفاني بالتقسيم الجابري للعقل إلى برهاني، بياني وعرفاني، ثم نطرح السؤال: أين العقل الجدلي في التقسيم الجابري؟ يمكن أن تقول، وكما قلت بالفعل، أن هذا العقل موزّع على البياني والبرهاني من ناحية أن البرهان، أو (بعض) أدواته، سُخّرت في (سبيل) البيان.. لكن هذا يطرح بعض الإشكالات، منها:

* لو كانت "العقلانية" عند الجدليين تستند على (أو تخدم) "النص" فأين نضع المعقولات في منهج إبن تيمية؛ هذا المنهج الذي وُظّف في نقد العقلانية الجدلية -كما وظف أيضا في نقد العقلانية الفلسفية-؟

* لو كانت العقلانية الجدلية كما هي عند إبن رشد عقلانية نظرية (= جدلية = ليست يقينية) فأين "البرهانية" في "المنهج العلمي الحديث" الذي يعتبر منهجا نظريا بحيث، وهذا في البوبرية Popperism وهي النظرة العملية التي يعمل بها الآن، لا حديث عن العلمية إلا حيث اللايقينية أي النظرية وهي الإنفتاحية أي القابلية للإنفتاح والتطور والنقض والإختبار ..؟

* لو كانت "العرفانية" كما هي عند إبن رشد معارضة للقرآن الذي يدعو إلى إعمال العقل فأين "البيانية" إذن؟
 
فأولا لم ترد اخي احمد فارس على كلامنا عن موقف ابن تيمية من السببية الا بأقوال بعيدة عن موضوع حوارنا وهو العقلانية العلمية (والسببية) في الإسلام، ونصوص من اغفلهم الجابري غالبا من مقارناته وتعارضاته،وهل هي موجودة في أصل الإسلام، وأصل كلام علماء اهل السنة من قرون الإسلام كافة ام لا، وموقف الجابري المعروف منها، ومعلوم ان الجابري زعم أن الأمة من قبل الشافعي ومن بعده رسخت انكار السببية وغزاها لذلك العقل العرفاني لصلة بينه وبين هذا العقل الخالي من " العلم، والبرهان" الذي يستمده الجابري، اولا، من ارسطو، فهو ينطلق منه ليفتحنا على عقلانية الغرب ومذاهبه المادية -التي اختارها وحلل بها القرآن والإسلام)التي يعتبرها الجابري مذاهب العلم الحقيقي الذي انطلقت من الرشدية وطورتها.
ومعلوم ان الجابري استعمل التعارضات بين المتفلسفة والمعتزلة ، او الاشعرية والفلسفة، او التعارضات بين الغزالي مثلا وابن حزم او ابن رشد او الشاطبي ، لينصر كل من اخذ من ارسطو الذي يتمحور حوله الجابري انطلاقا منه الى مذاهب اوروبا الحديثة التي استخلصها الجابري وانتقاها من بين هذا الركام الضخم من الفلسفات الغربية المتعارضة والمتضاربة.
انت اخي تنتصر للجابرية ثم اذا تكلمنا مع حضرتك حول مواقف الجابري من هذا الماضي قلت

ومع ان الجابري فعل مثلما فعل من ذكرتهم من استعادة الماضي في طول كتابيه-على سبيل المثال- بنية العقل العربي وتكوين العقل العربي(تتجاوز صفحاتهما ال1000 صفحة، مامن صفحة منها الا ويستدعي الماضي وكلام العلماء والمتفلسفة العرب، والأشاعرة والمعتزلة، والصوفية وغيرهم، متوسلا، بكتابات حديثة عن الغنوصية والعرفان اليوناني ليزعم ان الأمة غرقت في الغنوص غافلة في اصولها وحياتها، غالبا، عن السبب والسببية ، وعن العقل العلمي، وان منهجها البياني لاعقل علمي فيه ولا معنى علمي حقيقي لأنهم انطلقوا أو أن هذا المنهج،انطلق، من اللفظ-الذي يحمل اساطير الصحراء ومؤثراتها الحتمية بحسب تفسيرات مذاهبه الغربية الذي حاول تبيئتها في النصوص والتاريخ وتفسيره والجغرافيا وتأثيراتها، ولتفسيره الاسلامي(بزعمه التلاعبي) متسترا داخله!، وقد كتب تفسيرا في هذا الشأن!(من كتابه"مدخل إلى القرآن "إلى ملحقاته التفسيريه الثلاثة)- ومن لفظ (او لغة) -الأعرابي البدوي المتخلف معرفيا وعلميا، حددوا المعنى فاللفظ سابق وليس المعنى (أو المعنى الخاص بالأعرابي متضمن في اللفظ او اللغة!!) كما ان النص سابق وليس العقل!(كل ذلك من مزاعمه التي اقام مشروعه كله عليه)
فكيف تكون استعادة الجابري للماضي استعادة منتجة،كما يقول الجابري نفسه، وله غرض علماني خطير في ذلك، ثم نجدك اخي احمد وانت تعلم موقف الجابري هذا وتدقيقاته في الماضي ونمنماته حوله في كل صفحة مما اشرنا اليه، تتنكر ل:" تلك المحاولات الماضوية هي دعوات زائفة تنسي هموم وأنشغالات الحاضر والمستقبل تماماً."(بحسب لفظك)
أفلا ينطبق كلامك هذا على الجابري ومحاولته و نقده لما سماه باللاهوت من خلال القدماء!!!، وهو يقوم أولا بذلك للغرض العلماني وليس السلفي بزعمك،وهو مايعنى اي قيامه باستخدام الماضي لاظهار التعارضات بين عقول من تقسيماته(البياني والعرفاني والبرهاني) وتلفيقاته المستمرة بينهما،(بإدخاله العرفاني في البياني والبرهاني في البياني، بل العرفاني ايضا فيه، والعرفاني في البرهاني او البرهاني في العرفاني) ليدلف من ذلك إلى نتيجة مفادها رمي العقل الإسلامي المتحرك بأصول الفقه الإسلامي( الكتاب والسنة والإجماع، وزد عند الاكثرية: القياس ) بأنه عقل ، ومهما بلغ من عظمة!، خالي من العلمية الحقيقية (او فيه من العلمية بقدر مافيه من الأرسطية!!) ومتعارض مع النهج العقلاني للعلوم الحقيقية التي وضع منطقها ارسطو واستفاد منها متفلسفة وعلماء بدرجات متفاوتة، وكلما كانت استفادة احدهم من منطق ارسطو العلمي(لا الشكلي!) اكثر واغزر واعمق، كلما تقدم العقل العلمي، فالأصل عند الجابري، لا القرآن ولا السنة، وإجماع الأمة، على قواعد علمي، (فهذه جعلها"أصول بيانية، والبيان اعرابي صحراوي غير علمي)ولكن الأصل هو ارسطو، ومن ثم العقل الغربي العقلاني العلمي !

والخلاصة اذا كنت قد قرأت الجابري فمن المعلوم ان منهج الجابري قائم، على لعبة التعارضات والتلفيقات،على طول الخط، وليس احيانا كما تزعم، فهو لايفتأ يقيم تلفيقات عجيبة وتداخلات مستمرة ، بين العقول الثلاثة واصحابها، يقوم بها، حتى يصيبك الدوار وانت تقرأ له، يقوم بهذا العمل ليس للانتصار للسلفية الحقيقية التي قامت عليها حضارة الإسلام، بدء من سلفنا العظيم ورسولنا الكريم ونبينا الرحيم محمد صلى الله عليه وسلم ، وانتهاء بكل من يدافع ويعلي من شأن منهجية الأصول العلمية الإسلامية ومنها الكتاب والسنة ومافيهما من دعوة الى السببية والتي آمن بها شيخ الإسلام ابن تيمية وليس كما يزعم من استدعيتهم لنا امثال عاطف العراقي وغيره، واعرضت عن ذكر موقفك من ذلك بزعم عدم العودة الى الماضي مع ان من تنصره وهو الجابري عاد الى الماضي -وتلاعب به-والى اصول الاسلام -واهانها بجملة اهانات!-والى ابن تيمية ايضا في فقرات زور بعض كلامه مرة وهمشه في امور كان اولى له بها ان يقدمه على كل من وصفهم بالبرهانيين!!،وشرح ذلك سيأتي بالتوثيق في موضعه ان شئت!، ومن هنا قلت لك :فكيف يتسق كلامك عن الماضي والتلفيقات والتعارضات مع دفاعاتك المستديمة عن الجابري،فإذا قلنا لك لفق الرجل(في كثير من عمليات التداخل بين علوم العقول الثلاثة المزعومة، البياني،العرفاني، البرهاني) واقام تعارضات بين اقوال القدماء واسقط افكار بعض المذاهب الحديثة على الماضي او اسقط الماضي(المعين) على الحاضر بزعم تطوير الحاضر قلت لنا اننا أخطأنا فهم الجابري .
ومعلوم ان الجابري يريد ان يوظف الماضي لمصالحه الايديولوجيه العلمانية فالتنافس على الماضي- واللفظ له- مظهرا من مظاهر الصراع على الحاضر والمستقبل!
قبل الرد علي كلامك الأخير، كنت أريد الكلام علي مسألتين وأولاهما هي حول مسألة قرأتي لكتب الجابري أم لا؟
أنت تسألني مثل هذا السؤال حتي تقول لي بعد ذلك هل أوافقه فيما ذهب أم لا وحتي تعلم هل أنا من الجابريين أم لا، وهكذا الي ما وراء كل تلك الأسئلة. لكن دعني أشكك أنا ايضاً في عدم أطلاعك لكتب الجابري وحتي لو كنت أطلعت عليها فمع هذا تخطئ في كثير مما قدمه في هذه الكتب.
والمسألة الثانية هي أني سأرد علي ما أنتهيت في كلامك حول توظيف الماضي من أجل المصالح والتنافس علي الماضي من أجل الصراع علي الحاضر والمستقبل، واسألك هل وجدت من يستثني هذا الأمر فالجميع مهتم بمصالحه حتي لو كانت علي حساب الآخرين، لا يوجد أستثناء حول توظيف الماضي (أي ماضي) والتاريخ من أجل هذا الغرض فكثير من الناس يستخدم ذكريات التاريخ لشتي الأغراض (والماضي والتاريخ في منظوري ليس الغرض هو في ذكر الأمثال وأتخاذ العبرة منهم فقط). لكن لا تنسي أن هذا التوظيف للماضي والتاريخ يعتمد في الأكثر الغالب علي الذاكرة والوثائق وغيرهم من وسائل أي ما يعتمد في ذلك علي الحفظ والأستذكار.
اما اذا كنت تتوقع مني التعقيب علي باقي كلامك فهذا ما يمكن أن تسميه مراوغة وهروب من الماضوية التي تريد أن تحشرنا فيها أو من الأفضل بدل أن تسميهم بـ (المرواغة والهروب) يمكنك أعتبار ذلك من التجاهل كما فعل الجابري مع بعض منتقديه وبالذات تجاهله لكتب جورج طرابيشي حول نقد نقد العقل العربي في أجزائه الأربعة وكتبه الأخري وصولا حتي كتابه الأخير من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث - النشأة المستأنفة (وطرابيشي لا يغفل من ذكر الجابري في كل حين) وكانت ردود فعل طرابيشي حول هذا السكوت تثير علي القول أن ذلك التجاهل كان يستفزه كثيراً.
 
السكوت!
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
 
السكوت!
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
السكوت تماماً مرة أخري، ألم أتكلم في السابق أن هذه المحاولات الفاشلة لن تنفع مع من يستخدم عقله....!!!
اذا كنت تعتقد أني اخطأت بشأنك حول المسألة الأولي التي تكلمت عنها حول قراءة كتب الجابري فأثبت لي عكس ذلك لكن مع العلم أن الخطابات التمجيدية الماضوية أو خطابات التبجيليين للأصولية المعاصرة بتعبير أركون لن تقنعني لأني لا أصدقك كمن قابل لتصديق أي شئ بعد أتمام عملية غسيل الدماغ له (الطريقة التي تتبعوها في غسل دماغ الشباب المعرضين لشبهات المنطق والفلسفة وتلقينه العلوم الشرعية حتي يكونوا من الطائعين الذين لا يستخدمون العقل ولا يفكرون).
 
و ياريت يكون هذا السكوت عوضاً عن الأستمرار في أطلاق أحكامك الخاطئة والتي أظن أنك لن تتراجع عنها طالما بقيت في الدوغمائية المسيطرة عليك، وأسوق لك ما أعتبره المشكلة الكبري بل تعتبر الكارثة والفضيحة الكبري وهي عندما تنقل في ردودك علي الجابري لكلام آخرين وليس السبب أنك ممكن تتغافل عن ذكر نقلك لهم أحيانا بل السبب هو بعد معرفة كثيرا لمن تنقل عنهم لندرك هذه الكارثة والفضيحة الكبري وكأن من تنقل عنهم لا يمسوا شئ عن مذهبك أو ما كنت تدافع عنه ضد الجابري وغيره، ونقل آراء الآخرين ليس هو المشكلة لكن من تنقل عنهم هو ما أتكلم عليه، علي سبيل المثال آحيانا تنقل كلام تركي علي الربيعو الذي يتنقد كل من نصر حامد أبو زيد وفؤاد زكريا وتفعل بالمثل علي من ينتقد الجابري أمثال تيزيني وطرابيشي وعلي حرب وهشام غصيب (وهؤلاء قدموا كتب مخصوصة من أجل هذا الشأن) وغيرهم مثل محمد أركون - محمود امين العالم - محمود اسماعيل، والكارثة والفضيحة الكبري هنا لن يدركها اي شخص عادي (ولا أقصد بالشخص العادي النقيض لشخص سبيشيال وخارق بل فقط هو شخص غير مطلع علي أكثر تلك الكتب وبالأخص الكتب التي قدمها أصحابها علي أنها مشروعات ولا ضرر في أن علي حرب أستثني نفسه من تلك المشروعات لأنه يرفض تسمية أنتاجه الفكري بالمشروع).
 
ياسيد فارس في مقالاتي وكتبي بينت ورددت على العلمانيين الذين نقلت انهم ينقضون افكار امثالهم من العلمانيين وبينت انهم ايضا لهم مذاهب باطلة فطرابيشي مثلا له اخطاء فاحشة في تحليل الخطاب العربي في كتابه المسمى المثقفون العرب والتراث.. وللجابري مثلها ايضا في نقده للعقل العلماني والليبرالي ممن لايشاركونه طريقته في النظر الى العقل العربي ومصدره، او بالأحرى العقل الإسلامي(وذلك ايضا في كتابه لتحليل الخطاب الاسلامي المعاصر وهو شبيه بكتاب طرابيشيّ.
فالاثنين في الهوا سوا وقد بينت ذلك في كتابي الاول اقطاب العلمانية فجمعت في الفصل الاول بين طرابيشي والجابري في الحرب على الاسلام واللعب او التلاعب بالتاريخ الإسلامي ومفاهيم آيات القرآن العظيم،
وكتاب طرابيشي المسمى المعجزة... سبات العقل لايفترق عن نظرة الجابري في العقل المستقيل ، ولكل وجهة هو موليها!،
وكذلك قلت في تركي علي الربيعو فهو وهم او وهما سيان في الباطل، وقد نقدت تركي علي الربيعو وتقليده الأعمى لاحدث النظريات الغربية (انظر مقالي (المقال اضعه في نهاية المداخلة وفيه نقدا له).بعنوان انهيار شرفات الاستشراق..أساطير علمانية تتساقط كالفطر ) ففيه رد على تركي الربيعو ايضا بل المقال هو لهدم آخر نظرة باطلة غربية وهي النظرة التي آمن بها تركي الربيعو فجوهر المقال رد عليه (انظر ماوضعت تحته خط )و في المقال رد عليك،هنا(في زعمك اني لا اوثق نقولاتي عنهم)!، وعلى بقية العلمانيين في اتباعهم الاساطير الغربية الحديثة، ومن المقال تعلم افتراءك علي ...
وايضا مقالاتي في الرد على الجابري في انهيار شرفات الإستشراق ، والتي استعملت فيها احكام طرابيشي التي لاتفترق عن احكامنا على وجه العموم ،وهناك ولاشك احكام خاطئة لجورج مصدرها ايديولوجيا طرابيشي الرافضة للاسلام خاصة ولم يفتني التحذير من طرابيشي نفسه وتوجهه العلماني، اما اني نقلت عنه او عن غيره بدون الاشارة الى المصدر فهذا مالم افعله اطلاقا-وان لم تأتي بدليلك على ادعاءك فالفضيحة لاحقة بك انت بل والافتراء والطيش لانك اطلقت احكاما ليس عليها دليل، اولا لان منهجي الذي وضحته في كتابي اقطاب العلمانية هو ايراد حكم العلماني في العلماني ولايفوتك ان هذا لايكون الا بالتوثيق وفي انهيار شرفات الاستشراق لم انقل ولو كلمتين الا وقد وثقتها بإرجاعها إلى صاحبها العلماني!
ثم لم التزمت السكوت في كلامي كله عن الجابري مع ان هذا موضوعنا ورحت تتهم اتهامات في مواضيع ليست موضوعنا الاصلي، هل يمكن تسمية هذا بالهروب؟...ثم التغطية على الهروب بالقاء دخان وزبد لاينفع في الارض وهو على كل حال يذهب جفاء.
الفضيحة الكبرى هو انك لم ترد على ولا واحدة من الاقوال التي ذكرتها في الجابري وردك الوحيد هو السكوت، قلت أسكت احسن!
والآن تفتقت قريحتك عن حيلة لمواصلة الحوار وهي اطلاق اتهامات لم تأتي ايضا عليها بدليل.
انا فتحت الرابط هنا لاني وعدتك بالرد على افكارك ومواقفك ومنها دفاعك عن الجابري في مسائل ولكنك فضلت عدم الرد وغلق الرابط بالسكوت الذي ضربت لنا مثلا بسكوت الجابري عن تحليل طرابيشي لكل افكاره ، قلت اسكت كما سكت، طيب كيف يتبين للناس حقيقة الحقيقة هل يتركها الجابري لليوم الآخر والغيب كله ساكن في الجغرافيا عند الجابري!
اذا ان تحب الجدال او الجدل للجدال او للجدل فليس عندي وقت لك مع احترامي لك وان كنت تريد الحوار باحترام وبالادلة فاهلا وسهلا بك فالغرض هو بيان الحق للناس ومن وراء الحق إنقاذ ارواح واعراض وعقول وانسانية وتحرير اجساد من الامراض وارواح من الامراض والحياة من فساد عريض لايعلم مداه الا الله وحده.
تقول حضرتكم مفتريا علي ، كلامك التالي
"...بل تعتبر الكارثة والفضيحة الكبري وهي عندما تنقل في ردودك علي الجابري لكلام آخرين وليس السبب أنك ممكن تتغافل عن ذكر نقلك لهم أحيانا بل السبب هو بعد معرفة كثيرا لمن تنقل عنهم لندرك هذه الكارثة والفضيحة الكبري وكأن من تنقل عنهم لا يمسوا شئ عن مذهبك أو ما كنت تدافع عنه ضد الجابري وغيره، ونقل آراء الآخرين ليس هو المشكلة لكن من تنقل عنهم هو ما أتكلم عليه، علي سبيل المثال آحيانا تنقل كلام تركي علي الربيعو الذي يتنقد كل من ....."

المقال المرفق يرد على كلامك والمقال بعنوان:

انهيار شرفات الاستشراق..أساطير علمانية تتساقط كالفطر
طارق منينة
راحت الفلسفة العلمانية تطبق نظرياتها المادية المتضاربة على القرآن وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد أن فرغت منذ زمن بعيد من نقد المسيحية مستعينة آنذاك بفتوحات العقل الجدلي الإسلامي الفعّال والذي وصل الى اوروبا واستقر فيها لمدة ثمانية قرون ،حاملا البراهين القرآنية وآليات فحص صور الإنحرافات الكتابية والدهرية والفلسفية والعلمية ،حتى إنك لتجد أن جل ماكتبه نقادها ضد أسفار الكنيسة المقدسة مأخوذ من المؤلفات الإسلامية!! ..أما اليوم فقد راحت في أحدث فرضياتها الساذجة تُدخل الإسلام من باب الأسطورة-مع القول بأن الإنسان اسطوري الطبع وأن طبعه هو مصدر الدين- وذلك بعد أن أخرجها الإسلام نفسه من عصورها الوسطى المظلمة ومن أبواب الجهل والأسطورة والخرافات الدينية وبينما نراها تطلق أحكامها الطائشة عن الإسلام ورسوله والإنسان وميوله الفطرية فإننا نبصرها بأعيننا المادية والنقدية تخترع ،في فتنة زادتها رهقا على رهق، أساطيرها المتجددة المتناطحة عن الإنسان والإجتماع البشري وهي تعيش حالة من الإضطراب العنيف، متداعية متساقطة تارة، وقائمة مترنحة تارة أخرى كالسكران الخائر القوى، تئن-ويئن معها العالم- من نتائج فلسفاتها الواقعية ووضعها المأزوم كالذي يتخبطه الشيطان من المس أو كالذي يغشى عليه من الموت (ولا عجب فقد أعلن صنم غربي كبير، هو معبود لكثير من العلمانيين العرب اليوم وهو: ميشيل فوكو "موت الإنسان" لاترنحه فقط!!!) ..راح كهنتها يخترعون أصول وتفسيرات مادية تاريخية ملفقة لنبوة رسول الله أقل ما يقال عنها انها تفسيرات اسطورية كتفسيراتها وتخرصاتها التائهة عن أصل البشرية الأولى. ومنها اسطورة المراحل الخمس المزعومة لتطور البشرية والتي استخدمها طيب تيزيني،في التوسل الى نقد ما سماه بـ"الإسلام الباكر"، وهي الفرضية التي قال عنها الناقد العلماني "تركي علي الربيعو" انها "الخطاطة التطورية المؤدلجة التي أصابتنا بعاهة، التي ترى أن تاريخ البشرية يمر حكما عبر مراحل خمس، سحر، أسطورة، دين، ثم الفلسفة فإلى العلم. وكان هذا يتطلب الإعتماد الكلي على أطروحة فريزر في "الغصن الذهبي". وقد لاقت هذه التطورية ترحيبا في الوسط الماركسي آنذاك وسيحتفي بعض الباحثين العرب، وأخص منهم طيب تيزيني، الذي راح يركض لاهثا للجمع بين الخطية السابقة وخطية التطور على مستوى المادية التاريخية. وكان هذا يعني الوقوع في التبسيطية وفي براثن المادية المبتذلة وعلى حد تعبير سمير أمين" (الأرض اليباب، محاكمة الفكر الاسطوري العربي، تركي علي الربيعو، طبعة رياض الريس للكتب والنشر، ط1، لسنة2007 ص125)
لقد نتج عن امتطاء العلمانية ظهر الحضارة الإنسانية (في البداية على جبال من علوم المسلمين العقلية والتجريبية!) ظهور وانتاج كَمّ هائل من الأساطير العلمانية المتسرعة في جميع المجالات العلمية، ومنها الإجتماعية والثقافية والنفسية، ومنها اسطورة فرويد عالم النفس الغربي، اليهودي الأصل، فمن وجهة نظر كلود ليفي ستروس (الذي هو صاحب أسطورة عصرية!!) "أنه يمكن رصف أسطورة فرويد في عداد الأساطير الأوروبية العديدة" (ص208). كذلك ظهرت اساطير "علم الإجتماع والإناسة" ومنها فرضيات "دوركاييم" و"فريزر" و"تايلور" وأشباههم، والتي قال عنها تركي ربيعو "وهي إجتهادات باتت في خبر كان على حد تعبير ستروس لكنها وكما يبدو، تنفع على صعيد خطاب عربي مصاب بعقدة الخواجة"(ص133).
وهذه الإجتهادات التي صارت في خبر كان، وفي حالة موت بحثية لا تزال ثاوية وراء هذا الخطاب العربي العلماني -يقول تركي الربيعو-: "توجهه وتفرض عليه مزيدا من الأحكام المؤدلجة"(ص187)، وأن عبيد المادية التاريخية أمثال طيب تيزيني والقمني وغيرهما (اخترعوا كما رأينا أساطير علمانية عن النبي محمد وذلك تبعا لإيمانهم بالأساطير الغربية عن الدين والإنسان!) الذين إتبعوا فرضيات أصحاب هذه الأساطير الغربية الجامحة هم مصابون أيضا تبعا لأسيادهم "بعدوى الاسطورة -يقول ربيعو-، فيهيمون في كل واد، وبالأخص في وادي الأسطورة، ووراء كان يا ما كان في قديم الزمان على حد تعبير بريتشارد في تعليقه على فرويد"(ص 208)، ما دعا "الربيعو" أن يوجه السؤال الممنوع لاخوانه آملا أن يقتفوا معه أثر حذاء كلود ستروس ومن معه حذو الكعب بالكعب "لماذا كل هذا التزاحم في المضيق الضيق المحدود بين شك ديكارت وانطباعية ماركس أيها المثقفون الراديكاليون؟"(ص52). هذه الفرضيات -والفلسفات- الحديثة صارت في الغرب في خبر كان ياماكان!،قد تجاوزتها التخرصات العلمانية الجديدة، تخرصات "كلود ليفي ستروس" و"إ.إيفنز بريتشارد" وغيرهما، والتي يتنفس بها اليوم بعض العلمانيين العرب مثل الربيعو نفسه! والتي هي ايضا عبارة عن تخرصات وفرضيات، الحق فيها نزر يسير والباطل فيها جمّ غفير. وهذه الأخيرة قلبت بجحودها المزري حقيقة ان الفطرة البشرية مفطورة ربانيا على التدين بالقول بأن الإنسان أسطوري بطبعه وأن أي دين تدين به انما هو نتاج خياله الأسطوري الذي يتطور مع المعرفة الوجودية.
وفي الحقيقة، فالإسلام يهدم هذا التلبيس الذي غرضه ظرفي حاجي وهو إفساح مجال للدين بإعتباره حاجة إنسانية ولو باطلة أو خيالية بدل ان كانت النظرة القديمة لعقود مرت هي نفيه من الحياة ومحاربته وقد برز هذا الموقف العلماني أخيرا كحل للمشكلة الغربية مع التدين المتنامي ،وذلك بعد السيطرة العلمانية الكاملة على الحياة في الغرب!.. ان الإنسان في الإسلام متدين بطبعه وليس الأصل فيه الأسطرة كما زعموا أخيرا، وإنما الفطرة والتوحيد والميل الذاتي الى الخالق العظيم وهو ما فطر عليه الإنسان "فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون"(سورة الروم:30)، ففقر الإنسان وحاجته وضرورته الى الله والتعلق به سبحانه ضرورة فطرية ذاتية ، وهذا "الفقر الذاتي" هو في الحقيقة "الغنى الحقيقي"، لأنه يعني ان غناه الظاهري والباطني هو من الله، وهو الغني الذي أنتج التواضع والرحمة في الحضارة الإسلامية وجعل الإنسان يشعر أن رفعته وعزته لا تكون الا بالله. وهذا الفقر والغنى غير المتعارضين في العقيدة الإسلامية انطلق بهما المسلمون لتحرير شعوب الأرض واكتشاف سنن الكون وإعمال العقل والخيال غير المفرط في الآيات الكونية والقوانين العلمية. إن الفطرة الإنسانية فطرة أصيلة قد تلحقها الخرافة والأسطورة ولوثات الأديان المنحرفة وكثير من أحلام الفرق والجماعات الباطلة. فالإسطورة طارئة ،والفطرة ومعارفها الكلية حقيقة ثابتة. صحيح أن الفرضية العلمانية الآخيرة توصلت إلى حقيقة "أن حياة المرء ككائن بشري هي بحد ذاتها فعل ديني" (انظر المرجع السابق ص13)، و"أن الدين هو واحد من أهم أبعاد الإنسان في هذا الوجود"(ص67)، الا انها كل جعلت أشواق وتطلعات الإنسان وميله الفطري لربه ومبدعه خيال اسطوري، وزعمت ان "التفكير الأسطوري ملازم للعقل البشري... "(ص187) ، وهنا تم –في الفرضية الجديدة- وضع كلمة الإسطورة مكان كلمة "الفطرة"، وبدل ان يبحثوا عن أصل مشترك بين ما تنقل في الأساطير من "حقائق" دينية وفطرية نراهم يرمون هذا الأصل بأنه دليل على إما الخرافة والوهم المشترك وإما "ملكة خيال مؤسطرة"، مع ان تواتر هذه الحقائق في اساطير الأمم والقبائل المختلفة يدل على مصدر رباني لها موافق للفطرة غير معارض لها ولا للعقل الصحيح ،وأن اصلها من لوازم الفطرة، انتقلت للأساطير بعملية التأثير والتأثر والموافقة إما عن طريق دعوة الأنبياء أو اتباعهم أو الهجرات القديمة للقبائل واختلاط الشعوب والغزوات و آثار الأنبياء الباقية مع إختلاطها بالخرافة والوهم (وكمثال عقيدة التوحيد وشعائر الحنيفية التي إختلطت عند العرب بإضافات وثنية منقولة أومخترعة محليا) وكثير منها تدل عليه حفريات مادية او معرفية ما زالت تُهَمَش عمداً في حقل علم الحفريات الجديد وعلوم الإناسة والإجتماع كما هُمِشت حفريات تدل على أصل الإنسان بأنه إنسان ولُفِقَت له حفريات مزيفة تزعم أنه من أصل حيوان!! فالتوحيد هو الأصل في الإيمان كما أن الفطرة هي الأصل في الإنسان، وهو ما تُشاكس حوله النظريات العلمانية وتتخذ فرضياتها عن الدين وسيلة لدحض نبوة رسول الله وهو تحريف وإلتواء ما زالت تُلقي سمومه في علوم الإنسان والإجتماع وبدل الإعتراف بأن الإنسان كائن ديني أي مفطور على الدين وأن له رباً مبدعاً له ، فإن آخر فرضية علمانية معاصرة نكصت على عقبيها مرة أخرى بعد أن كادت تضع يدها على حقيقة أولية ثمينة، والسبب أنها تنكر خالق الإنسان وتجحد حقائق وشرائع الرحمن، وقد هجمت بسبب ذلك على النبوة(وهذه هي نقطة بحثنا في التعرف على سبب الهجوم على النبوةبصورة عامة والنبي بصورة خاصة!) كما قال تعالى مُلفِتا نظر رسوله محمد إلى هذه الحقيقة المهمة، اي أن الجحود طريق للإفتراء كما أن الشرك قرين للكذب: "قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون" (سورة الأنعام:33)، كما قال في سبب عظيم الإفك وكبير البهتان "كذلك يُؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون"(سورة غافر:63). ومن الإفك العلماني زعم تركي الربيعو بأن القرآن يدخل في النصوص الأسطورية غير المألوفة!، وأن النص القرآني هو نص اسطوري ملحمي له وقع على قارئه وسامعه كنص آسر! ويحتج ربيعو على ذلك بحادثة عمر ابن الخطاب لدى سماعه القرآن في بيت أخته فاطمة!(انظر ص44) ولا يُرجع ذلك الى ما يتميز به القرآن من حقائق كونية ودينية وعلمية وانسانية خالصة أدهشت الفطرة والذكاء الإنساني (والتي أدت بعلماء وساسة غربيون عصريون الى اعلان اسلامهم وكتابة شهاداتهم العلمية في ذلك في كتب مشهورة أمثال مراد هوفمان السفير الألماني وموريس بوكاي الدكتور الفرنسي وغيرهما)، ولا إلى معرفة عمر رضي الله عنه بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل هذه الحادثة حتى أعلن اسلامه في لحظة فعالة لا مرد لها لصدقه ونقاوته الداخلية، وانما الى: ايحاء موسيقى تعزيمية، الدخول في الضياع، إيقاعات مسيطرة...إلخ. وهكذا تلاعبت الميثولوجيا في الفرضيات الغربية بالتاريخ الإنساني ولوثت حقيقة الفطرة البشرية وزورت حقيقة القرآن خصوصا والغيب الحقيقي عموماً، وتواطئت الحداثة وما بعدها مع الميثولوجيا على إلباس الإنسان نفسية اسطورية.

Read more: http://vb.tafsir.net/tafsir24426/#ixzz2Dd1gS3vP
 
لاحظت أن المرحوم الجابري لا يلتزم السكوت في الردّ على منتقديه فقط بل السكوت آلية (برغمتيكية) في كثير من كلامه، وأراه يتكلم في مسألة لو سكت ولم يضف إليها حشوا لوصلت الفكرة، بينما في مسألة أخرى يتكلم ثم يسكت بدون توضيح ولا تفصيل فلا تصل الفكرة بل يترك الكلام خلفه كثير من علامات الإستفهام. وهذا السكوت سكوت برغمتيكي وليس حقيقي لأن السكوت قد يعني علامة على الرضى أو قد يرمز للحيادية أما السكوت البرغمتيكي فيحمل أكثر من معنى خصوصا لمن يقرأ المسألة التي تكلم فيها بهذا النوع من السكوت في إطار السياق العام، المنهج وطبيعة الموضوع!!
 
بارك الله فيك اخي شايب
وكلامك صحيح واني لاحتفظ بهوامش لي وتعليقات على كلام للجابري ومنها انه يقوم بسفسطة او ماظاهره العك والعجن والتطويل والمط ...وفي باطنه لؤم ومكر وكتبت ذلك تعليقا على مواضع من كتابه الخطاب العربي المعاصر وكتابه عن الشريعة(الدين والدولة والشريعة) التي ينقض آخره أوله او بالأحرى يهدم آخره بعض مقدمات اوله بل يهدم اوله اوله!، فهو فيه يهدم كل انواع التشريع ويستبقي فقط المصلحة(هكذا!) ويزعم ان الصحابة لم ينظروا الا اليها وياليته وقف عند هذا الحد بل اراد ان يجعل من مصالح عصرنا وسيلة تلغي كثير من شريعتنا وقد حاول على سبيل المثال الغاء حد السرقة باعتبار ان هذا الحد وضع لان العرب كانوا يتواضعون عليه ولم يكن هناك سجون ولاعرفوها، فتواضعوا على الحد السريع!!
والوضع العالمي يستلزم مصلحة ترك هذه العادة العربية القديمة عادة قطع اليد!
وهو مثال على تحويله الشريعة والخضوع للعصر واعرافه وتقاليده في الاحكام
وللرجل نصوص يحاول فيها بمكر ودهاء خلخلة الشريعة واسقاط المذاهب والاصول وهو يستعين على ذلك بالمذاهب الغربية المادية وبالماديين من الغربيين الذين ذكر اسماءهم في مقدمة كتابه الخطاب العربي المعاصر!
الرجل هدم اصول التفسير ورفض الارث التفسيري واهان علماء التفسير في كتابه مدخل الى القرآن ومقدمة وفي ثناياتفسيره العلماني كما هدم اصول الفقه وارجع كثير منها للعقل العربي الفارغ من المضمون بعد وقبل الاسلام بالاسلام وبالجاهلية بحسب اكاذيب الجابري طبعا وتجد هذا في اكثر من كتاب مثل بنية العقل العربي وتكوين العقل العربي وكتابه عن الشريعة ايضا!
الرجل يلف ويدور ويتعسر الوصول الى غرضه وهو يحاوله وهو يحاول اتقان رسم كلامه ولفه ودورانه وتقديره المستمر الماكر حتى يخلص بالقارئ الى نتيجة مخالفة لما كانت عليه الامة حتى زمن الصحابة الذين حاول التمحك بهم في كتابه عن الشريعة وقال لنعود اليهم عودة الى الينابيع ثم نجده على سبيل المثال في كتابه الخطاب العربي المعاصر يسخر وقد نقد من يتمسك بتلك الينابيع الاولى التي دخل بها علينا لخداعنا في مقدمة كتابه عن الشريعة وهو الكتاب المسمى الدين والدولة وتطبيق الشريعة كما لايخفى عليك فتناقضاته وتلبيساته لاتهدأ وثقوب عقله واضحة لكل من له لب يعرف التلاعبات العلمانية الساقطة وإنا لهم لبالمرصاد بالعدل والعقل والبرهان
وقد كان يمكنني ان اعرض كافة هذه الادلة في هذا الحوار ، موثقة توثيقا تاما، ولكن كيف احاور رجل يطلب السكوت ويحتج بسكوت الجابري على ماقاله طرابيشي عنه فكيف يتم حوار من طرف واحد فالافضل وهذا ماسأفعله ان شاء الله ان اضع براهيني على هيئة مقالات على غرار مقالات انهيار الاستشراق وان شاء الله نعرضها في ملتقانا هذا في وقته ان شاء الله
شيء اخر يقول احمد فارس في مداخلته السابقة اني كتبت ان تركي ربيعو رد على نصر ابو زيد وفؤاد ذكريا مع ان المقال الذي ارفقته يبين من هم او بعض من رد عليهم تركي الربيعو-كما يذكر هشام غصيب ولم اكتب عنه قط!، مع ان له كتب عندي!،
وبما انه -اي تركي الربيعو-هو نفسه تأثر بآخر النظريات الغربية في مجاله اي علم الإناسة فقد رددت عليه هو ايضا بان مااكتشفته اخر نظرياته المنقولة انما هو بصيص نور خُلط، وأُحيط، بظلمات كثيرة ، معتمة، ووضع في خانة العلمانية المادية لخدمتها!!، ولم يخرج عنها (قارن هذا مثلا بكتاب البيروني ماللهند من مقولة مردودة او مرزولة!) ومقصدي هو ماقالوه عن ميل الإنسان الى التدين لكنهم يرجعون هذا التدين الى رطابة الخيال الساذج الذي يحتاجه الإنسان احيانا مع انه-اي هذا الخيال!- لايقول الحقيقة ولايحكيها -اي هذا الديني الموجود في الانسان!!!-انما هو نزوع نفسي الى الغرائب والسحر والدروشة تحتاجه النفس احيانا!
يااخي هؤلاء يتركون مئات بل الوف الحقائق القرآنية في كافة علوم الحياة ويتمسكون او يمسكون -فرحين مختالين-بفتات الاكتشافات العلمانية -التي اغلبها باطل-التي تظهر لهم بعد عقود باطلة المبنى والمعنى مثل اكتشافات دوركهاييم التي زعم طبعا انها اكتشافات ولاهي اكتشافات ولاحاجة!،عن الدين من انه خرافة ينبغي الانتهاء منه لانه يمثل مرحلة غارقة في الجهل من تاريخ الانسانية ، فاذا بهم بعد عقود او قرن يكتشفون ان الدين عميق في النفس الانسانية وان البدائية والكتابية والاسلامية لم تنتهي من الوجود رغم كل محاولات علمنة المجتمعات وببرامج مسخ او غسيل المخ المكلفة جدا، للعقل البشري واجتيال الناس عن الدين او اصل الدين!، فقالوا اخطأ دوركهاييم واخطأت الوضعية الغربية للقرن التاسع عشر بعد ان ضلت واضلت وضل بها اكثر العلمانيين العرب من فؤاد ذكريا الى صادق جلال العظم وتلاميذهما
ثم ظهرت النظريات الجديدة وقالت بترك مساحة للتدين الساذج الباطل الممتع!!، لكن على ان تقود العلمنة كل فكر وفعل وتشريع!
اما الاسلام فله المساجد والتدين الفردي الخاص!، وليس اي مكان في الدولة العلمانية حتى ولو في بلاد المسلمين!
تجد هذا في مشروع اركون وهاشم صالح وتجده في محاضرة عزمي بشارة اخيرا في تونس وهي محاضرة مشهورة بعد الثورة وقدم لها رئيس تونس الجديد وحضرها اسلاميون وعلمانيون
كما تجد هذا عند تركي الربيعو وغيرهم كثير...
انهم جيوش من الباطل ويأتي احمد فارس ويحتج علينا بمحمد اركون
وكأنه ايضا لم يقرأ جملة اتهامات اركون الصريحة والصريحة جدا للقرآن والمصحف والنبي والنبوة والسيرة والصحابة والشريعة والاخلاق في الاسلام وغير ذلك من كفره وضلالاته التي تأثر فيها بمجموعة من العلمانيين الغربيين مثل الذين تأثر بهم الجابري وذكرهم باسماءهم في كتابه-كمثال- الخطاب العربي المعاصر انظر مثلا ص 9 و13 و14و15 ومع انه يأخذ على الخطاب البياني انه يعتمد على امور منها الحدس تجده يقول لك بعد ان عرض المناهج الغربية التي تأثر بها وقال انه يستعملها كلها،قال انه لايختار مفاهيم محددة منها ولكن المفهوم يفرض نفسه على الباحث وانه يوظف هذه المفاهيم حين الممارسة وان المفهوم يفرض نفسه عليه :" ولو ضمن رؤية حدسية خاطفة"(الخطاب العربي المعاصر للجابري ص15) فوقع الجابري في شر اتهاماته للعقل العربي وقع في الحدس وليس في منطق ارسطو العلمي بزعمه الذي صدع بها ادمغتنا!!!!
وكان الله باسرار الجابري عليم!
 
ياسيد فارس في مقالاتي وكتبي بينت ورددت على العلمانيين
مازلت تصر علي محاولاتك الفاشلة بخصوص الجابري ومع أضافة لمقالاتك التي تم النقاش حولها في السابق وتريد مني العودة للخلف وتتطالب بالرجعية وبأستخدام الدعوات الزائفة وكما قلت ان هذه الرجعية لن تنفع معي (وعلي فكرة مقالاتك التي أنت فرحان بيها أسوء مما قرأته في حياتي وغير ذلك أنه تصدع من يقرأها – بسبب محاولات التداخل التلفيقي المنتشرة في خطابك من أوله الي آخره).
أنت قلبت علي ما دعوته عليك حول الكارثة والفضيحة الكبري وتقول أنها مردودة علي بسبب أنه لا دليل علي ذلك (ما أبسط وأسخف هذه الحجة). هذه الفضيحة الكبري مازلت أنت غارق فيها ومازلت تصر علي نشرها مع التستر عليها، وفي النهاية كنت تريد أن لا تضيع وقتك (لا أعلم هل ما تفعله لا يعتبر تضيع وقت، هل هناك أحد يريد قراءة كلامك بدل قراءة الجابري والأسماء الأخري التي تتهمها ومنهم أسماء من العرب والغربيين ألخ) وأنا ايضاً لا أريد تضيع الوقت مع فاشلين يطبقون منهج جاهز وعفي عليه الزمن ويعتبر أنه قائم علي سرد الخطابات الرنانة ومنهجك هذا عندما يكون حول الرد علي الآخرين فهو كما كنت تقول أنك أستنشقته (أو بتعابير أخري فاشلة) من ابن تيمية وغيره من المتابعين له أو مثل ابن الجوزي صاحب كتاب "تلبيس أبليس" (وهو غير ابن القيم الجوزية)، هذا المنهج المطبق الذي تستخدمه علي الخطاب العلماني المعاصر هو ما يسبب وقوعك في الفضيحة.
وهذا الخليط من الآراء هو منهجك أمثال سابقيك ابن الجوزي في كتابه "تلبيس أبليس" لما ينقل كلام للغزالي عندما يتصدي للفلاسفة وثم ينقل كلام ضد الغزالي عندما يتصدي للمتصوفين، أي منهج كهذا سيكون فضيحة علي صاحبه وبالذات علي حد زعمك عندما يطبق علي الخطاب العلماني المعاصر، وكفي من تقليبك هذه الفضيحة ومحاولة التستر عليها فالدليل ظاهر في كل من طريقتك ومنهجك وخطاباتك.
 
لم اكن اظن انك تحمل كل هذا الذي تحمله مع تعاملنا معك معاملة محترمة لاشتم فيها ولا غل
الا انك آثرت ترك المنهج العلمي في الرد ورحت تكيل الشتائم الغريبة وعموما سأغلق الرابط إلى هذا الحد ،ذلك أن ملتقى الانتصار ليس ملتقى الجدال لأجل الجدال واذا كان لا وقت عندك مع فاشلين من امثالنا ونحن لاوقت عندنا مع من لايرد على ولا واحدة مما اتحفناه بها من خطة الجابري ومسرح عملياته التلفيقية العجيبة، فالأفضل للملتقى ولنا ولك ان نغلق الرابط، ايثارا للاخوة التي بيننا، وللحال الذي وصل اليه امر الرابط مما يمكن ان يشاهده اي منصف
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى