بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هى الحلقة الرابعة من حلقات ( تأملات وتدبر فى أم الكتاب )
وهى حلقات اخترت لكل واحدة منها عنوانا مستقلا لها . وهذه الحلقة عنوانها ( ملك ومالك والأحرف السبع )
وانى ألفت نظر اخوانى اهل الملتقى الى ان هذه الحلقات جمعتها من مصادر مختلفة , ولم اذكر مصدر كل سطر اتيت به , اذ اننى آثرت الا اذكر ذلك دبر كل فقرة مخافة السئامة من القراء ,, اذ ان منهم الكثير الذين ليسوا متخصصين فى الدراسات الأسلامية ,, ويهمهم ان يصلوا الى المعلومة و الفائدة مباشرة دون اطناب و اطالة للموضوع لن تفيدهم
( وانا منهم .. لست متخصصا فى الدراسات الأسلامية وانما انا دكتور طبيب استشارى الأمراض الباطنة وطب الكلى ودرست مبادىء واسس الدراسات الأسلامية بالأزهر ببلدى مصر وهذه الدراسات تمهيدية شرط لنيل درجتى الماجستير والدكتوراة فى العلوم الطبية من جامعة الأزهر) لذا فضلت الا اذكر المراجع الا فى نهاية البحث بأذن الله
نبدأ ,, بسم الله الرحمن الرحيم
مالك يوم الدين:
[FONT="]نحن ما زلنا في سورة الفاتحة ووقفتنا هذا اليوم عند قوله تعالى (مالك يوم الدين).
[/FONT]
[FONT="] علماؤنا يقولون لو مددت الصوت بالفتحة نشأ من بعدها ألفاً لكن الدرس الصوتي يقول تصبح ألفاً وهذا ليس من شأننا. نحن إذن لا نضع الحركات. هذه الفتحة في (كَتَب) كما أننا لا نكتبها ولكن نقرأها كَتب وفرق بينها وبين كُتب وكتاب وكلها غير مرسومة. يبدو أن الكاتب العربي قديماً كان ينظر إلى صوت المدّ في الألف كما ينظر إلى الفتحة فكما أنه لا يكتب الفتحة أو يكن له صوت للفتحة كان لا يكتب الألف في كثير من المواضع. وأحياناً كان يكتبها متقصداً حتى لا يكون هناك إغفال لصورة الألف.
[/FONT]
[FONT="]أما الواو والياء فكانوا في الغالب يرسمونها لأنه لها صورتان: الواو التي تشبه الألف في كونها حرف مدّ مثل الواو في (نقول) علماؤنا يقولون الواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء في (نبيع) الياء الساكنة المكسور ما قبلها والواو التي قبلها حركة أو بعدها حركة ليست من جنسها هذه تختلف. واو (وجد) وواو (لون) غير واو (نقول) من حيث الصوت. لما ترسم المقاطع على شكل الرسم الطيفي مثل تصوير القلب، واو (وجد) تظهر قاعدة للمقطع نقطة في الأسفل بينما واو نقول تظهر قمة في المقطع فهذه غير هذه لكن رُسمت بشكل واحد فالواو والياء لها صورة قيمتها قيمة حرف إعتيادي مثل وجد ولون ويبس وليت وواو وياء هي حركة طويلة مثل نقول ونسير فلآنه لها صورتان رسمت في الغالب أما الألف فليس لها إلا صورة واحدة وهي المدّ هي فتحة طويلة ولذلك الغالب أنهم لا يرسمونها.
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]معناه الأمة صارت قارئة. لما الأمة صارت قارئة حافظة عند ذلك عمر بثاقب بصره وجد أنه ينبغي أن يجتمعوا على حرف قريش لأن القرآن نزل بلغة قريش وعلى حرف قريش والأحرف الأخرى كانت رُخصاً من الله سبحانه وتعالى هذا نستفيد منه الآن.
[/FONT]
[FONT="]نحن قلنا الترخيص معناه في كتاب الله يمكن أن أقرأ أنا مالك يوم الدين وتقرأ أنت ملك يوم الدين ويكون ما قرأت أنا صحيحاً ويكون ما قرأته أنت صحيحاً من غير تشنج ومخاصمة.
[/FONT]
[FONT="]لكن الحاكم الذي يريد أن يوحّد الأمة كان له رأي آخر. تبقى هذه إذا قرأت مما هو ثابت على السبعة أو العشرة فقراءتك صحيحة عند الجمهور الأغلبية يقول في السبعة فقط.
[/FONT]
[FONT="]لكن نرى لماذا صنع عثمان الصنيع الذي قال عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لو كنت أنا لفعلت مثل ما فعل عثمان. الذي فعله عثمان هو أنه جمع الناس على حرف قريش أراد للناس أن تجتمع على حرف واحد. الصحابة كانوا انتشروا في الآفاق
[/FONT]
[FONT="] كان الصحابة قد انتشروا في الآفاق وكلٌ أقرأ بما أُقريء وفقاً لقبيلته وما أجازه [/FONT][FONT="]صل1[/FONT][FONT="] عن ربه وليس من عنده [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]. لما جاءت نسخ المصاحف التي كتبت في زمن عثمان بإجماع الصحابة.
[/FONT]
[FONT="]مكي ابن أبي طالب القيسي يقول في كتابه (الإبانة)عن القراءات يقول أجمع ما يزيد على اثني عشر ألف صحابي على صحة ما فعل عثمان. إجماع الصحابة على حرف لكن لأن الكتابة لم تكن منقوطة ولا مشكولة لما وصل المصحف الإمام إلى الشام كان الناس يقرأون بقراءة معينة أو حرف معين أو أكثر من حرف فصاروا يعرضون ما قرأ على رسم المصحف فما وافق الرسم ظنوا أن عثمان أراده وما خالف الرسم تركوه ولو كان حرفاً من الأحرف السبعة من أجل وحدة الأمة. فكلمة((([/FONT][FONT="]))) مالك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] بهذه الصورة ممكن أن تُقرأ مالك لأنهم ما كانوا يرسمون الألف ويمكن أن تقرأ ملك فلما ذهب المصحف إلى الناس الذين كانوا يقرأون مالك قالوا إذن عثمان أراد مالك ولما ذهب إلى الناس الذين يقرأون ملك قالوا إذن عثمان أراد ملك فمن هنا جاءت القراءات. فالقراءات إذن السبع أو العشر وقسم يقول 14 القراءات هي بقايا الأحرف السبعة يعني حرف قريش مع بقايا الأحرف السبعة فكلها مقروء بها وما كان يقرأ بها أفراد كما يتصور هذه قراءة نافع وهذه قراءة عاصم لا ، هؤلاء كانوا يمثلون المدن أوالقبائل لأنه نحن نجد في كتاب سيبويه وهو أقدم كتاب وصل إلينا من كتب النحو لا يقول قرأ فلان من مكة ويقول وبلغنا أن أهل مكة يقرأون كذا وبلغنا أن أهل الكوفة يقرأون كذا (لأنه هو كان في البصرة) وبلغنا أن أهل الشام يقرأون كذا يعني يُحيل على البلدان. في مكة أهل مكة كانوا يقرأون هكذا ظهر منهم إبن كثير يبدو صوته كان جميلاً فشُهِر،
[/FONT]
[FONT="] في المدينة كان نافع وفي الشام إبن عامر وفي البصرة أبو عمرو بن العلاء وفي الكوفة ثلاثة من القراء عاصم والكسائي وحمزة شيخ الكسائي. إذن من هنا جاءت ملك ومالك وبقية القراءات.
[/FONT]
[FONT="]نستفيد من كل هذا شيء وهو مقترح نعرضه أنه لما كان عثمان وعمر رضي الله عنه الصحابة الكرام (12 ألف صحابي) أرادوا أن يجمعوا الناس على حرف نتمنى أن يجتمع الناس اليوم على قراءة واحدة نتمنى أنه إذا كان هناك طباعة جديدة للمصحف يتفقون ويطبعونه بصورة واحدة ويقرأون بحرف واحد لكن نقول في الوقت الحاضر إذا كنت في الرباط أو في مراكش فإقرأ ملك يوم الدين إذا قُدّمت إماماً حتى الناس لا تستغرب، وإذا كنت في بغداد فإقرأ مالك يوم الدين وإذا كنت في الموصل لا باس أن تقرأ (فأوردهم النير) لأنهم في الموصل يقولون على النار النير لكن في بغداد تقول النير يستغرب الناس منك.
[/FONT]
[FONT="]نحن لا ننفي القراءت هي على العين والرأس ونقول أنتم تعلمتم هذا. هذا علم الخاصة أما ماذا تريد؟ الله تعالى يريد أن يقول لنا إن فرعون أورد قومه النار فلماذا نقول النير؟ هذه القراءة لمن كان يميل ورخّص لهم هذا وقريش ما كانت تميل وما عندها هذه الإمالة. فنتمنى - ولا نقول هذا ممنوع - لو كان عندنا رجل مثل عمر قطعاً كما نهى إبن مسعود وهو الصحابي أو مثل عثمان أو مثل علي كان يحمل الناس على حرف واحد. هذه هي الغاية تقرأ بصورة واحدة.
[/FONT]
[FONT="]إذا أخذت بحرف واحد جمهور علمائنا لا يرتضون أن تقرأ بأكثر من قراءة في آن واحد. العلماء يقولون تمسك المصحف فتقرأ به قراءة واحدة إلى النهاية أو على الأقل في نفس الجلسة.[/FONT]
[FONT="]لم تُكتب الألف في ملك لكنها تُقرأ. رسم المصاحف توقيف على ما رسمه الصحابة على القولين: سواء قلنا أن الرسول[/FONT][FONT="]صل1 أشار عليهم بطريقة رسم هذا قول أو أنه كان تطور الخط العربي إلى زمانهم فرسموا هكذا. فتوى علمائنا أنه رسم المصحف يُكرر كما رسم على زمن الصحابة. إذا أردت أن ترسم مصحفاً تضع أمامك نسخة قديمة ترسم عليها فمالك ترسم [/FONT][FONT="]((([/FONT][FONT="]ملك))) لأنه إذا رسمتها مالك كما فعل بعض الخطاط في زمن الدولة العثمانية أرادت أن تجمع الناس على حرف واحد فكتبوها مالك أنت ستمنع من قراءة (((ملك))) لأن الذي يقرأ ملك هذه فيها ألف فيقول لك أنت حرمتني من القراءة لكن اكتبها [/FONT][FONT="]ملك[/FONT][FONT="] وقل له أتمنى أن تقرأها مالك أو ملك فلنتفق على شيء لتقرأ الأمة جميعاً ملك يوم الدين. كتابة المصحف توقيفية في كل زمان تكتب كما هي إلا للمتعلمين تكتب بخط ذلك الزمان.[/FONT]
[FONT="]الآية أمامنا [/FONT][FONT="]((( ملك ومالك. ))) بعض العلماء حاول أن يبين أيهما أميز؟ مالك أو ملك؟
[/FONT]
[FONT="]لكن المحققون من العلماء يقولون لا يجوز المفاضلة بين قراءتين سبعيتين، لا يجوز لكن تقول عند قراءة كذا ستكون الفائدة كذا وكذا وكذا وعند قراءه هذه تكون الفائدة كذا وكذا وكذا.
[/FONT]
[FONT="]فوائد كلمة ملك وفوائد كلمة مالك[/FONT][FONT="]فلما تأتي إلى فوائد كلمة ملك وفوائد كلمة مالك نقول:
[/FONT]
[FONT="] أن الجمع بين القراءتين يجمع الفائدتين مع مراعاة شيء أنه لما نقرأ كلمة ملك ينبغي أن نستحضر في أذهاننا ما كان يستحضره العربي في ذلك الزمان من كلمة ملك. الآن الملك هناك الملكيات (ملك فلان وملكة فلانة) موجود ملوك ولكن عددهم قليل. الملك الآن لا يملك البلد لا يكون مالكاً للبلد إسمه الملك وإنما هو رمز لوحدة تلك الدولة، لوحدة الأمة. الملك الفلاني رمز لوحده هذه الأمة لكن يكون غيره هو الذي يتصرف في الشؤون: البرلمان أو الوزارة. الملك هو عبارة عن رمز لوحدة الأمة. الآن هو ملك لكنه ليس مالكاً قطعاً لكن قديماً الملك كان يملك الأرض وملك شيء حتى جزئيات المملوكات التي يملكها الناس، الجزئيات ملكهم لكن كأنما هو يملكها لهم ولذلك لما مزّق كسرى رسالة الرسول [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]صل1 بنفس المفهوم قال [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]صل1 مزّق الله ملكه.
[/FONT]
[FONT="]الدولة أو المملكة هي ملك للحاكم فنفهم هكذا حتى لما نقرأ مالك يوم الدين نفهم أن الله سبحانه وتعالى هو المالك المتصرف في شؤون ذلك اليوم ويملكه ولمّا يملك اليوم يملك ما فيه. عندنا الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بأنه ملك (((هو الملك القدوس))) ولم يُقرأ المالك هنا لأن القراءة في الحقيقة ليست على الرسم. هم كانوا يحفظون هكذا فلما جاء الرسم ووافق قراءتهم فقرأوها على الحفظ قبل أن يكون على الرسم.[/FONT]
[FONT="] (((ملك ))) ما قرأوها مالك لأنه ما من أحد قرأها مالك. في مكان آخر قال تعالى (قل اللهم مالك الملك) فإذن لما نقرأ ملك يكون لنا سند والسند هو الرواية المتواترة الأمة عن الأمة وليس فرداً.، والأمر الآخر موافق لرسم المصحف وموافقة العربية وإن كان كما نقول دائماً أن القرآن حاكم على العربية وليست العربية حاكمة على القرآن. كلتا القراءتين لها وجهها والملك أو المالك يمكن أن نجمع بين القراءتين في هذا المجال وهذه خلاصة الفكرة: رسم المصحف والقراءة بحسب الأحرف والعلاقة بين القراءات والأحرف يعني أن القراءات الحالية هي ليست الأحرف وإنما بقايا الأحرف السبعة وآثار منها. القرآن كُتب على حرف قريش لكن إحتمل فظهرت فيه هذه القراءات. يجب أن نفهم اللفظة كما كانت في ذلك الزمان على ما استعمل.
[/FONT]
[FONT="]كان هناك سؤال أرسلته أخت لنا أن الله تعالى يقول لأيوب [/FONT][FONT="]صل1[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]((([/FONT][FONT="]أركض برجلك))) فتسأل الإنسان بماذا يركض؟ برجله .. فلماذا استعمل كلمة اركض برجلك؟
[/FONT]
[FONT="]كلمة ركض ويركض في الإستعمال القديم كيف كان؟
[/FONT]
[FONT="]لما ننظر في الإستعمال القديم وننظر في المعجم معنى ركض نجد أنها تأتي بمعنيين:
[/FONT]
[FONT="]- المعنى الأساسي هو تحرك الرجل أو الضرب بالرِجل، يقال الفارس ركض فرسه أي ضربها بقدميه.
[/FONT]
[FONT="]- ثم استعملت بعد ذلك بمعنى آخر وهو العدو (عدا يعدو). أُركض برجلك: هو مريض يعني أرفس الأرض برجلك ينبثق ماء هذا مغتسل بارد وشراب فتغتسل وتشرب وليس معناها اعدو. هو مريض يحتاج إلى علاج فلا يقول له أركض هو يريد : ارفس برجلك
[/FONT]
[FONT="]فأنت إفهم العبارة القديمة كيف كانت تستعمل. لما تقرأ (وجاءت سيارة) لا تقول سيارة كما نفهمها اليوم فلم يكن هناك سيارات وكلمة قطار يقال جاعت القافلة فذبحوا آخر القطار. كيف؟ القطار هو الصف من الإبل. فكلمة ملك لا ينبغي أن نفهمها الا في إطارها في ذلك الزمان. الملك في ذلك الزمان كان متصرفاً في شؤون رعيته ولذلك على لسان بلقيس (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها) كانوا يتصرفون بنوع من الطغيان على الجميع وليس الملوك فقط. كل الرؤوساء حتى شيخ العشيرة (لك المرباع منها والصفايا وحكمك والنشيطو والفضول) يعني لما تغزو القبيلة وتأخذ الغنائم: أولاً ربع الغنيمة له من غير تقسيم وما يصطفيه لنفسه وما هو غير قابل للقسمة ومن يختاره له أو لغيره هو لا شك يعطي هكذا كان التصرف. فهذا المِلك التصرف العام ينبغي أن نفهمه من قولنا مالك يوم الدين أو ملك يوم الدين أي أن الله تعالى هو المتصرف في كل شيء تصرفاً مباشراً وليس لأحد أن يتصرف في هذا الملك فضلاً عما يحتاج هذا من تفصيل ولا نريد أن نطيل في هذه المسألة.[/FONT]
[FONT="]((( الدين ))) من الألفاظ المشتركة في القرآن الكريم فهي تأتي بمعنى الطاعة والإسلام والحساب والجزاء فما اللمسة البيانية في إختيار الدين؟[/FONT]
ونلتقى انشاء الله فى الحلقة القادمة لأكمل معنى قوله تعالى (((مالك يوم الدين)))
هذه هى الحلقة الرابعة من حلقات ( تأملات وتدبر فى أم الكتاب )
وهى حلقات اخترت لكل واحدة منها عنوانا مستقلا لها . وهذه الحلقة عنوانها ( ملك ومالك والأحرف السبع )
وانى ألفت نظر اخوانى اهل الملتقى الى ان هذه الحلقات جمعتها من مصادر مختلفة , ولم اذكر مصدر كل سطر اتيت به , اذ اننى آثرت الا اذكر ذلك دبر كل فقرة مخافة السئامة من القراء ,, اذ ان منهم الكثير الذين ليسوا متخصصين فى الدراسات الأسلامية ,, ويهمهم ان يصلوا الى المعلومة و الفائدة مباشرة دون اطناب و اطالة للموضوع لن تفيدهم
( وانا منهم .. لست متخصصا فى الدراسات الأسلامية وانما انا دكتور طبيب استشارى الأمراض الباطنة وطب الكلى ودرست مبادىء واسس الدراسات الأسلامية بالأزهر ببلدى مصر وهذه الدراسات تمهيدية شرط لنيل درجتى الماجستير والدكتوراة فى العلوم الطبية من جامعة الأزهر) لذا فضلت الا اذكر المراجع الا فى نهاية البحث بأذن الله
نبدأ ,, بسم الله الرحمن الرحيم
[FONT="]نحن ما زلنا في سورة الفاتحة ووقفتنا هذا اليوم عند قوله تعالى (مالك يوم الدين).
[/FONT]
[FONT="]كلمة ((( مالك )))
[/FONT]
[FONT="]هي في قراءة سبعية وملك في قراءة سبعية. المشرق العربي والإسلامي وباكستان وتركيا وهذه البلاد تقرأ مالك يوم الدين وفي شمال إفريقيا والمغرب العربي يقرأون ملك يوم الدين بقراءة نافع برواية قالون. هذا يستدعي أن نبين بشيء موجز مسألة القراءات وكيف جاز أن يقرأ بعضهم مالك وبعضهم يقرأ ملك. أولاً هي رسمها في المصحف من غير ألف. هذا الرسوم سوّغ للعرب من القديم أن يقرأها بالألف لماذا؟ نحن عندنا الحركات لا تُرسم حتى بعد أن وُضعت لها رموزاً . لا نرسم الحركات نقول كتب لا نضع فتحة على الكاف لا نفعل هذا وكذلك الضمة والكسرة لا نضعها. الألف هي فتحة طويلة عندما تمد الصوت بالفتحة في (كتب) مع الكاف تصبح ألفاً (كاتب).[/FONT][/FONT]
[FONT="] علماؤنا يقولون لو مددت الصوت بالفتحة نشأ من بعدها ألفاً لكن الدرس الصوتي يقول تصبح ألفاً وهذا ليس من شأننا. نحن إذن لا نضع الحركات. هذه الفتحة في (كَتَب) كما أننا لا نكتبها ولكن نقرأها كَتب وفرق بينها وبين كُتب وكتاب وكلها غير مرسومة. يبدو أن الكاتب العربي قديماً كان ينظر إلى صوت المدّ في الألف كما ينظر إلى الفتحة فكما أنه لا يكتب الفتحة أو يكن له صوت للفتحة كان لا يكتب الألف في كثير من المواضع. وأحياناً كان يكتبها متقصداً حتى لا يكون هناك إغفال لصورة الألف.
[/FONT]
[FONT="]أما الواو والياء فكانوا في الغالب يرسمونها لأنه لها صورتان: الواو التي تشبه الألف في كونها حرف مدّ مثل الواو في (نقول) علماؤنا يقولون الواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء في (نبيع) الياء الساكنة المكسور ما قبلها والواو التي قبلها حركة أو بعدها حركة ليست من جنسها هذه تختلف. واو (وجد) وواو (لون) غير واو (نقول) من حيث الصوت. لما ترسم المقاطع على شكل الرسم الطيفي مثل تصوير القلب، واو (وجد) تظهر قاعدة للمقطع نقطة في الأسفل بينما واو نقول تظهر قمة في المقطع فهذه غير هذه لكن رُسمت بشكل واحد فالواو والياء لها صورة قيمتها قيمة حرف إعتيادي مثل وجد ولون ويبس وليت وواو وياء هي حركة طويلة مثل نقول ونسير فلآنه لها صورتان رسمت في الغالب أما الألف فليس لها إلا صورة واحدة وهي المدّ هي فتحة طويلة ولذلك الغالب أنهم لا يرسمونها.
[/FONT]
[FONT="]لما ننظر إلى المنحوتات القديمة تأتينا مثلاً كلمة (الحارث) أحد الملوك الذين حكموا الشام من الأنباط قديماً نجد أنه مكتوب الحرث من غير ألف وكلمات كثيرة جداً.
[/FONT]
[FONT="]فكلمة (ملك يوم الدين) رسمت بالميم واللام والكاف. لما رُسمت هكذا احتملت قراءتين:
[/FONT]
[FONT="]احتملت أن تُقرأ مالك ... وإحتملت أن تُقرأ ملك لكن ... هل هذه القراءة كانت بتشهّي من القارئ؟
[/FONT]
[FONT="]- الجواب لا. هذا الرسم الذي بين أيدينا يشير إشارة موجزة إلى فكرة الأحرف والقراءات ونفهم منها مسألة عامة وهي هذا النوع من التسامح بين المسلمين وإحتمال الرأي الآخر في كتاب الله.
[/FONT]
[FONT="]لما تروي لنا كتب الصحاح والسنن أن اثنين من الصحابة عمر بن الخطاب وصحابي آخر عمر سمعه رضي الله عنهما يقرأ بطريقة غير ما يقرأ هو بها فلبّبه (أي أخذه من تلابيبه) وجاء به إلى الرسول صل1[/FONT][FONT="] فقال صل1[/FONT][FONT="][/FONT][FONT="] ما قرأت به صحيحاً وما قرأت به صحيحاً إقرأوا كما عُلّمتم فقد أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف.
[/FONT]
[FONT="]ما هى السبعة أحرف ؟[/FONT]
[FONT="]فكلمة (ملك يوم الدين) رسمت بالميم واللام والكاف. لما رُسمت هكذا احتملت قراءتين:
[/FONT]
[FONT="]احتملت أن تُقرأ مالك ... وإحتملت أن تُقرأ ملك لكن ... هل هذه القراءة كانت بتشهّي من القارئ؟
[/FONT]
[FONT="]- الجواب لا. هذا الرسم الذي بين أيدينا يشير إشارة موجزة إلى فكرة الأحرف والقراءات ونفهم منها مسألة عامة وهي هذا النوع من التسامح بين المسلمين وإحتمال الرأي الآخر في كتاب الله.
[/FONT]
[FONT="]لما تروي لنا كتب الصحاح والسنن أن اثنين من الصحابة عمر بن الخطاب وصحابي آخر عمر سمعه رضي الله عنهما يقرأ بطريقة غير ما يقرأ هو بها فلبّبه (أي أخذه من تلابيبه) وجاء به إلى الرسول صل1[/FONT][FONT="] فقال صل1[/FONT][FONT="][/FONT][FONT="] ما قرأت به صحيحاً وما قرأت به صحيحاً إقرأوا كما عُلّمتم فقد أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف.
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]هذا متى كان؟
[/FONT]
[FONT="]يقول [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]صل1 سألت ربي أن يزيد في القراءات في الأحرف إلى أن وصلت بها إلى سبعة أحرف.
[/FONT]
[FONT="]هذه السبعة 7 هل هي الرقم بين 6 و8؟
[/FONT]
[FONT="]هل هي إشارة إلى انفتاح يعني فتح الأمر وفقاً لما أقرأهم الرسول [/FONT][FONT="]صل1 و لم تكن بالرقم 7 بين 6 و8 لأن العرب كانت تستعمل بعض الأرقام للإشارة إلى الكثرة تستعمل 7 و70 و700 والألف كما نستعمل نحن الآن كلمة مئة في العامية لما يقول: قلت له مئة مرة أن لا يفعل هذا. مئة ليس العدد الذي بين 99 و101 ولكن إشارة إلى الكثرة. هذه عادة المجتمع والمجتمع هكذا كان.
[/FONT]
[FONT="] على أي حال سواء صور الحروف أو الأحرف السبعة. هي الرقم 7 أو غيره نجد أن إبن جنّي يذكر في كتابه المحتسب في وجود القراءات الشاذة وهو يفسر ما معنى شذوذ القراءات ثم يذكر رواية عن عمر وهو خليفة كان أمير المؤمنين يعني يأمر ليُطاع أن رجلاً قرأ بين يديه أو أمامه كان يقرأ (فتربصوا به حتى حين) قرأها (عتى حين) فسأله عمر قال:من أين الرجل؟ قال من العراق وعمر يعلم أن الهذليون لم يذهبوا إلى العراق ما كان في العراق هُذلي. قال من أقرأك هذا ؟ أنت لست هذلياً. قال: إبن مسعود وهو هُذلي وكان يُقريء الناس فأرسل له عمر رسالة : فإن الله قد أنزل القرآن وجعله عربياً وأنزله بلغة قريش فأقرئ الناس بلغة قريش ولا تُقرئهم بلغة هذيل. مع أن هذه القراءة أجازها الرسول [/FONT][FONT="]صل1[/FONT][FONT="] عن ربه لكن عمر بثاقب بصره وجد أنه السبب الذي من أجله رُخص بهذه الأحرف قد زال وهو كون العرب كانوا أمة أمية. أما الآن العرب جميعاً يقرأون ويكتبون في زمانهم من أسرى بدر بدأت القراءة والكتابة تنتشر وكان عمر في خلافته يمتحن الأعراب القادمين حتى أنه امتحن رجلاً مرة قال: تقرأ القرآن؟ قال نعم يا أمير المؤمنين قال فاقرأ لي أم القرآن. لو قال له إقرأ لي الفاتحة لعرف فقال الرجل أنا لا أعرف البنات فمن أين أعرف الأمهات. فأخذه واسلمه إلى الكُتاب إلى المُقريء فلبث فترة ثم إنهزم وترك قصيدة يقول فيها:[/FONT]
[FONT="] [/FONT][/FONT]
[FONT="]يقول [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]صل1 سألت ربي أن يزيد في القراءات في الأحرف إلى أن وصلت بها إلى سبعة أحرف.
[/FONT]
[FONT="]هذه السبعة 7 هل هي الرقم بين 6 و8؟
[/FONT]
[FONT="]هل هي إشارة إلى انفتاح يعني فتح الأمر وفقاً لما أقرأهم الرسول [/FONT][FONT="]صل1 و لم تكن بالرقم 7 بين 6 و8 لأن العرب كانت تستعمل بعض الأرقام للإشارة إلى الكثرة تستعمل 7 و70 و700 والألف كما نستعمل نحن الآن كلمة مئة في العامية لما يقول: قلت له مئة مرة أن لا يفعل هذا. مئة ليس العدد الذي بين 99 و101 ولكن إشارة إلى الكثرة. هذه عادة المجتمع والمجتمع هكذا كان.
[/FONT]
[FONT="] على أي حال سواء صور الحروف أو الأحرف السبعة. هي الرقم 7 أو غيره نجد أن إبن جنّي يذكر في كتابه المحتسب في وجود القراءات الشاذة وهو يفسر ما معنى شذوذ القراءات ثم يذكر رواية عن عمر وهو خليفة كان أمير المؤمنين يعني يأمر ليُطاع أن رجلاً قرأ بين يديه أو أمامه كان يقرأ (فتربصوا به حتى حين) قرأها (عتى حين) فسأله عمر قال:من أين الرجل؟ قال من العراق وعمر يعلم أن الهذليون لم يذهبوا إلى العراق ما كان في العراق هُذلي. قال من أقرأك هذا ؟ أنت لست هذلياً. قال: إبن مسعود وهو هُذلي وكان يُقريء الناس فأرسل له عمر رسالة : فإن الله قد أنزل القرآن وجعله عربياً وأنزله بلغة قريش فأقرئ الناس بلغة قريش ولا تُقرئهم بلغة هذيل. مع أن هذه القراءة أجازها الرسول [/FONT][FONT="]صل1[/FONT][FONT="] عن ربه لكن عمر بثاقب بصره وجد أنه السبب الذي من أجله رُخص بهذه الأحرف قد زال وهو كون العرب كانوا أمة أمية. أما الآن العرب جميعاً يقرأون ويكتبون في زمانهم من أسرى بدر بدأت القراءة والكتابة تنتشر وكان عمر في خلافته يمتحن الأعراب القادمين حتى أنه امتحن رجلاً مرة قال: تقرأ القرآن؟ قال نعم يا أمير المؤمنين قال فاقرأ لي أم القرآن. لو قال له إقرأ لي الفاتحة لعرف فقال الرجل أنا لا أعرف البنات فمن أين أعرف الأمهات. فأخذه واسلمه إلى الكُتاب إلى المُقريء فلبث فترة ثم إنهزم وترك قصيدة يقول فيها:[/FONT]
[FONT="]أتيت مهاجرين فعلّموني ثلاثة أحرف متتابعات[/FONT]
[FONT="]وحطوا لي أباجاد وقالوا تعلّم سعفصاً وقريّشات[/FONT]
[FONT="]وما أنا والقراءة والتهجّي وما حظ البنين من البنات.[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]نحن قلنا الترخيص معناه في كتاب الله يمكن أن أقرأ أنا مالك يوم الدين وتقرأ أنت ملك يوم الدين ويكون ما قرأت أنا صحيحاً ويكون ما قرأته أنت صحيحاً من غير تشنج ومخاصمة.
[/FONT]
[FONT="]لكن الحاكم الذي يريد أن يوحّد الأمة كان له رأي آخر. تبقى هذه إذا قرأت مما هو ثابت على السبعة أو العشرة فقراءتك صحيحة عند الجمهور الأغلبية يقول في السبعة فقط.
[/FONT]
[FONT="]لكن نرى لماذا صنع عثمان الصنيع الذي قال عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لو كنت أنا لفعلت مثل ما فعل عثمان. الذي فعله عثمان هو أنه جمع الناس على حرف قريش أراد للناس أن تجتمع على حرف واحد. الصحابة كانوا انتشروا في الآفاق
[/FONT]
[FONT="] كان الصحابة قد انتشروا في الآفاق وكلٌ أقرأ بما أُقريء وفقاً لقبيلته وما أجازه [/FONT][FONT="]صل1[/FONT][FONT="] عن ربه وليس من عنده [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]. لما جاءت نسخ المصاحف التي كتبت في زمن عثمان بإجماع الصحابة.
[/FONT]
[FONT="]مكي ابن أبي طالب القيسي يقول في كتابه (الإبانة)عن القراءات يقول أجمع ما يزيد على اثني عشر ألف صحابي على صحة ما فعل عثمان. إجماع الصحابة على حرف لكن لأن الكتابة لم تكن منقوطة ولا مشكولة لما وصل المصحف الإمام إلى الشام كان الناس يقرأون بقراءة معينة أو حرف معين أو أكثر من حرف فصاروا يعرضون ما قرأ على رسم المصحف فما وافق الرسم ظنوا أن عثمان أراده وما خالف الرسم تركوه ولو كان حرفاً من الأحرف السبعة من أجل وحدة الأمة. فكلمة((([/FONT][FONT="]))) مالك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] بهذه الصورة ممكن أن تُقرأ مالك لأنهم ما كانوا يرسمون الألف ويمكن أن تقرأ ملك فلما ذهب المصحف إلى الناس الذين كانوا يقرأون مالك قالوا إذن عثمان أراد مالك ولما ذهب إلى الناس الذين يقرأون ملك قالوا إذن عثمان أراد ملك فمن هنا جاءت القراءات. فالقراءات إذن السبع أو العشر وقسم يقول 14 القراءات هي بقايا الأحرف السبعة يعني حرف قريش مع بقايا الأحرف السبعة فكلها مقروء بها وما كان يقرأ بها أفراد كما يتصور هذه قراءة نافع وهذه قراءة عاصم لا ، هؤلاء كانوا يمثلون المدن أوالقبائل لأنه نحن نجد في كتاب سيبويه وهو أقدم كتاب وصل إلينا من كتب النحو لا يقول قرأ فلان من مكة ويقول وبلغنا أن أهل مكة يقرأون كذا وبلغنا أن أهل الكوفة يقرأون كذا (لأنه هو كان في البصرة) وبلغنا أن أهل الشام يقرأون كذا يعني يُحيل على البلدان. في مكة أهل مكة كانوا يقرأون هكذا ظهر منهم إبن كثير يبدو صوته كان جميلاً فشُهِر،
[/FONT]
[FONT="] في المدينة كان نافع وفي الشام إبن عامر وفي البصرة أبو عمرو بن العلاء وفي الكوفة ثلاثة من القراء عاصم والكسائي وحمزة شيخ الكسائي. إذن من هنا جاءت ملك ومالك وبقية القراءات.
[/FONT]
[FONT="]نستفيد من كل هذا شيء وهو مقترح نعرضه أنه لما كان عثمان وعمر رضي الله عنه الصحابة الكرام (12 ألف صحابي) أرادوا أن يجمعوا الناس على حرف نتمنى أن يجتمع الناس اليوم على قراءة واحدة نتمنى أنه إذا كان هناك طباعة جديدة للمصحف يتفقون ويطبعونه بصورة واحدة ويقرأون بحرف واحد لكن نقول في الوقت الحاضر إذا كنت في الرباط أو في مراكش فإقرأ ملك يوم الدين إذا قُدّمت إماماً حتى الناس لا تستغرب، وإذا كنت في بغداد فإقرأ مالك يوم الدين وإذا كنت في الموصل لا باس أن تقرأ (فأوردهم النير) لأنهم في الموصل يقولون على النار النير لكن في بغداد تقول النير يستغرب الناس منك.
[/FONT]
[FONT="]نحن لا ننفي القراءت هي على العين والرأس ونقول أنتم تعلمتم هذا. هذا علم الخاصة أما ماذا تريد؟ الله تعالى يريد أن يقول لنا إن فرعون أورد قومه النار فلماذا نقول النير؟ هذه القراءة لمن كان يميل ورخّص لهم هذا وقريش ما كانت تميل وما عندها هذه الإمالة. فنتمنى - ولا نقول هذا ممنوع - لو كان عندنا رجل مثل عمر قطعاً كما نهى إبن مسعود وهو الصحابي أو مثل عثمان أو مثل علي كان يحمل الناس على حرف واحد. هذه هي الغاية تقرأ بصورة واحدة.
[/FONT]
[FONT="]إذا أخذت بحرف واحد جمهور علمائنا لا يرتضون أن تقرأ بأكثر من قراءة في آن واحد. العلماء يقولون تمسك المصحف فتقرأ به قراءة واحدة إلى النهاية أو على الأقل في نفس الجلسة.[/FONT]
[FONT="]لم تُكتب الألف في ملك لكنها تُقرأ. رسم المصاحف توقيف على ما رسمه الصحابة على القولين: سواء قلنا أن الرسول[/FONT][FONT="]صل1 أشار عليهم بطريقة رسم هذا قول أو أنه كان تطور الخط العربي إلى زمانهم فرسموا هكذا. فتوى علمائنا أنه رسم المصحف يُكرر كما رسم على زمن الصحابة. إذا أردت أن ترسم مصحفاً تضع أمامك نسخة قديمة ترسم عليها فمالك ترسم [/FONT][FONT="]((([/FONT][FONT="]ملك))) لأنه إذا رسمتها مالك كما فعل بعض الخطاط في زمن الدولة العثمانية أرادت أن تجمع الناس على حرف واحد فكتبوها مالك أنت ستمنع من قراءة (((ملك))) لأن الذي يقرأ ملك هذه فيها ألف فيقول لك أنت حرمتني من القراءة لكن اكتبها [/FONT][FONT="]ملك[/FONT][FONT="] وقل له أتمنى أن تقرأها مالك أو ملك فلنتفق على شيء لتقرأ الأمة جميعاً ملك يوم الدين. كتابة المصحف توقيفية في كل زمان تكتب كما هي إلا للمتعلمين تكتب بخط ذلك الزمان.[/FONT]
[FONT="]الآية أمامنا [/FONT][FONT="]((( ملك ومالك. ))) بعض العلماء حاول أن يبين أيهما أميز؟ مالك أو ملك؟
[/FONT]
[FONT="]لكن المحققون من العلماء يقولون لا يجوز المفاضلة بين قراءتين سبعيتين، لا يجوز لكن تقول عند قراءة كذا ستكون الفائدة كذا وكذا وكذا وعند قراءه هذه تكون الفائدة كذا وكذا وكذا.
[/FONT]
[FONT="]فوائد كلمة ملك وفوائد كلمة مالك[/FONT][FONT="]فلما تأتي إلى فوائد كلمة ملك وفوائد كلمة مالك نقول:
[/FONT]
[FONT="] أن الجمع بين القراءتين يجمع الفائدتين مع مراعاة شيء أنه لما نقرأ كلمة ملك ينبغي أن نستحضر في أذهاننا ما كان يستحضره العربي في ذلك الزمان من كلمة ملك. الآن الملك هناك الملكيات (ملك فلان وملكة فلانة) موجود ملوك ولكن عددهم قليل. الملك الآن لا يملك البلد لا يكون مالكاً للبلد إسمه الملك وإنما هو رمز لوحدة تلك الدولة، لوحدة الأمة. الملك الفلاني رمز لوحده هذه الأمة لكن يكون غيره هو الذي يتصرف في الشؤون: البرلمان أو الوزارة. الملك هو عبارة عن رمز لوحدة الأمة. الآن هو ملك لكنه ليس مالكاً قطعاً لكن قديماً الملك كان يملك الأرض وملك شيء حتى جزئيات المملوكات التي يملكها الناس، الجزئيات ملكهم لكن كأنما هو يملكها لهم ولذلك لما مزّق كسرى رسالة الرسول [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]صل1 بنفس المفهوم قال [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]صل1 مزّق الله ملكه.
[/FONT]
[FONT="]الدولة أو المملكة هي ملك للحاكم فنفهم هكذا حتى لما نقرأ مالك يوم الدين نفهم أن الله سبحانه وتعالى هو المالك المتصرف في شؤون ذلك اليوم ويملكه ولمّا يملك اليوم يملك ما فيه. عندنا الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بأنه ملك (((هو الملك القدوس))) ولم يُقرأ المالك هنا لأن القراءة في الحقيقة ليست على الرسم. هم كانوا يحفظون هكذا فلما جاء الرسم ووافق قراءتهم فقرأوها على الحفظ قبل أن يكون على الرسم.[/FONT]
[FONT="] (((ملك ))) ما قرأوها مالك لأنه ما من أحد قرأها مالك. في مكان آخر قال تعالى (قل اللهم مالك الملك) فإذن لما نقرأ ملك يكون لنا سند والسند هو الرواية المتواترة الأمة عن الأمة وليس فرداً.، والأمر الآخر موافق لرسم المصحف وموافقة العربية وإن كان كما نقول دائماً أن القرآن حاكم على العربية وليست العربية حاكمة على القرآن. كلتا القراءتين لها وجهها والملك أو المالك يمكن أن نجمع بين القراءتين في هذا المجال وهذه خلاصة الفكرة: رسم المصحف والقراءة بحسب الأحرف والعلاقة بين القراءات والأحرف يعني أن القراءات الحالية هي ليست الأحرف وإنما بقايا الأحرف السبعة وآثار منها. القرآن كُتب على حرف قريش لكن إحتمل فظهرت فيه هذه القراءات. يجب أن نفهم اللفظة كما كانت في ذلك الزمان على ما استعمل.
[/FONT]
[FONT="]كان هناك سؤال أرسلته أخت لنا أن الله تعالى يقول لأيوب [/FONT][FONT="]صل1[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]((([/FONT][FONT="]أركض برجلك))) فتسأل الإنسان بماذا يركض؟ برجله .. فلماذا استعمل كلمة اركض برجلك؟
[/FONT]
[FONT="]كلمة ركض ويركض في الإستعمال القديم كيف كان؟
[/FONT]
[FONT="]لما ننظر في الإستعمال القديم وننظر في المعجم معنى ركض نجد أنها تأتي بمعنيين:
[/FONT]
[FONT="]- المعنى الأساسي هو تحرك الرجل أو الضرب بالرِجل، يقال الفارس ركض فرسه أي ضربها بقدميه.
[/FONT]
[FONT="]- ثم استعملت بعد ذلك بمعنى آخر وهو العدو (عدا يعدو). أُركض برجلك: هو مريض يعني أرفس الأرض برجلك ينبثق ماء هذا مغتسل بارد وشراب فتغتسل وتشرب وليس معناها اعدو. هو مريض يحتاج إلى علاج فلا يقول له أركض هو يريد : ارفس برجلك
[/FONT]
[FONT="]فأنت إفهم العبارة القديمة كيف كانت تستعمل. لما تقرأ (وجاءت سيارة) لا تقول سيارة كما نفهمها اليوم فلم يكن هناك سيارات وكلمة قطار يقال جاعت القافلة فذبحوا آخر القطار. كيف؟ القطار هو الصف من الإبل. فكلمة ملك لا ينبغي أن نفهمها الا في إطارها في ذلك الزمان. الملك في ذلك الزمان كان متصرفاً في شؤون رعيته ولذلك على لسان بلقيس (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها) كانوا يتصرفون بنوع من الطغيان على الجميع وليس الملوك فقط. كل الرؤوساء حتى شيخ العشيرة (لك المرباع منها والصفايا وحكمك والنشيطو والفضول) يعني لما تغزو القبيلة وتأخذ الغنائم: أولاً ربع الغنيمة له من غير تقسيم وما يصطفيه لنفسه وما هو غير قابل للقسمة ومن يختاره له أو لغيره هو لا شك يعطي هكذا كان التصرف. فهذا المِلك التصرف العام ينبغي أن نفهمه من قولنا مالك يوم الدين أو ملك يوم الدين أي أن الله تعالى هو المتصرف في كل شيء تصرفاً مباشراً وليس لأحد أن يتصرف في هذا الملك فضلاً عما يحتاج هذا من تفصيل ولا نريد أن نطيل في هذه المسألة.[/FONT]
[FONT="]((( الدين ))) من الألفاظ المشتركة في القرآن الكريم فهي تأتي بمعنى الطاعة والإسلام والحساب والجزاء فما اللمسة البيانية في إختيار الدين؟[/FONT]
ونلتقى انشاء الله فى الحلقة القادمة لأكمل معنى قوله تعالى (((مالك يوم الدين)))