معاذ الطالب
New member
بسم1
سأنشر في هذا الموضوع تباعا ملخصات البحوث والمداخلات التي ألقيت في المؤتمر الدولي الأول حول المفسرين المغاربيين المعاصرين، وعددها تسعة عشر ملخصا، مستعينا بالله تعالى، ومخلصا له العمل.
الجلسة العلمية الأولى لمؤتمر المفسرين المغاربيين المعاصرين
المحور الأول: جهود الشيخ المكي الناصري والشيخ أبي بكر الجزائري.
المحور الأول: جهود الشيخ المكي الناصري والشيخ أبي بكر الجزائري.
1-منهج الشيخ محمد المكي الناصري في الإصلاح من خلال تفسيره
(التيسير في أحاديث التفسير)
د/ آراز محمد صالح الجامعة السليمانية العراق
(التيسير في أحاديث التفسير)
د/ آراز محمد صالح الجامعة السليمانية العراق
يعد الشيخ محمد المكي الناصري من أبرز علماء القرن العشرين الذين دعوا إلى الإصلاح والتجديد في الفكر الإسلامي وإصلاحه في بلاد المغرب العربي، ويرى الشيخ رحمه الله أن إصلاح المجتمع مرهون بإصلاح وتجديد الدين، لذا بذل قصارى جهده من أجل تجديد وإصلاح فكر وعلوم الدين الاسلامي، ويرى أن الدين منبع وأساس إصلاح المجتمع الاسلامي وإنقاذه من التخلف. ولكي يكون الخطاب الديني على مستوى العصر ومواجهة الأفكار المستوردة يجب إصلاحه وتجديده وتنقيته من الشوائب والرواسب الدخيلة، فعلى علماء الاسلام أن يكونوا في مستوىمسؤولية الدعوة الاسلامية، ويدعو الشيخ الناصري العلماء الذين تقاعسوا عن أمر الدعوة إلى الحق في واقعنا المعاصر إلى ضرورة المشاركة في إصلاح المجتمع وذلك عند تصحيحه للفهم الخاطئ.
ويرى الشيخ أن الاسلام إذا حسن فهمه، وأحسن خطابه، وتمت تنقية رؤيته القرآنية الكونية الحضارية من التشوهات، وتمت تصفية منهج فكره ومفاهيمه من الانحرافات والخرافات، وحسنت أساليب تربية الناشئة، سيجد الانسان المادي المعاصر فيه ولا شك الخلاص من الصراعات والمظالم والمخاطر التي تهدد وجوده، وسيجد فيه الهداية والرشد الذي تتطلع إليه أشواقه الروحانية وفطرته السوية، ليبدل الانسانية من بعد خوفها أمناً وطمأنينة نفسية ورفاهاً وعدلاً ومعاشا.
ويرى الشيخ أن الاسلام إذا حسن فهمه، وأحسن خطابه، وتمت تنقية رؤيته القرآنية الكونية الحضارية من التشوهات، وتمت تصفية منهج فكره ومفاهيمه من الانحرافات والخرافات، وحسنت أساليب تربية الناشئة، سيجد الانسان المادي المعاصر فيه ولا شك الخلاص من الصراعات والمظالم والمخاطر التي تهدد وجوده، وسيجد فيه الهداية والرشد الذي تتطلع إليه أشواقه الروحانية وفطرته السوية، ليبدل الانسانية من بعد خوفها أمناً وطمأنينة نفسية ورفاهاً وعدلاً ومعاشا.
وهذه المهمة الإصلاحية هي مهمة المفكرين والإصلاحيين إذا ما تحلوا بالموضوعية والصبر والشجاعة التي يتغلبون بها على كوابح الثقافة، وتخلف الفكر وجموده، وصدأ الأنظمة، وتكلس الحضارة.
- أهمية البحث: يستمد هذا البحث أهميته من موضوعه وهو تفسير القرآن الكريم ومنهج أحد علماء الاصلاح في القرن العشرين من خلال تفسيره.
- مشكلة البحث: هل يعد الشيخ محمد المكي الناصري من علماء الاصلاح الاسلامي؟ وهل يمكن أن يقول أن تفسيره انتهج منهج الاصلاح؟ .
- منهج البحث: يعتمد الباحث في بحثه على المنهج الوثائقي التحليلي في بحثه.
التمهيد:الوجيز عن حياة الشيخ محمد المكي الناصري:
-أهم مميزات تفسير (التيسير في أحاديث التفسير).-مفهوم الاصلاح لغة واصطلاحاً.-مفهوم الاصلاح في القرآن الكريم.-منهج الشيخ الناصري في الاصلاح.-الاصلاح العقدي والفكري. المطلب السادس: الاصلاح الاجتماعي:
المطلب السابع: الاصلاح الاداري والسياسي. ثم الخاتمة فقائمة المصادر والمراجع.
-أهم مميزات تفسير (التيسير في أحاديث التفسير).-مفهوم الاصلاح لغة واصطلاحاً.-مفهوم الاصلاح في القرآن الكريم.-منهج الشيخ الناصري في الاصلاح.-الاصلاح العقدي والفكري. المطلب السادس: الاصلاح الاجتماعي:
المطلب السابع: الاصلاح الاداري والسياسي. ثم الخاتمة فقائمة المصادر والمراجع.
2-الشيخ المكي الناصري والتفسير الموضوعي الإصلاحي
د/المعلومي عبد المجيد جامعة القاضي عياض مراكش المغرب
كان العالم الإسلامي – ومن بينه المغرب- في القرون المتأخرة ينطوي على كثير من عوامل الضعف والتخلف، وكان الجهل بأحكام الإسلام ومفاهيمه من جهة، واستحكام العادات المحلية من جهة أخرى، من أبرز ما يميز الوضع الاجتماعي والفكري للمسلمين .
وقد كان هذا الواقع سببا لقيام حركات إصلاحية، ومنها حركة الشيخ محمد المكي الناصري التي استطاعت أن تسيطر على المغرب وأطراف البلاد العربية الأخرى، والتي تركت أعمق الآثار الفكرية في أذهان الناشئة المسلمة .
وكان رحمه الله يستلهم هدي القرآن لإرشاد المغاربة ، وإصلاحهم في كافة جوانب حياتهم، واختار أسلوبا بسطا لكتابة هذا التفسير، واستعمل لغة يتكلم بها الناس مهما كان مستواهم الثقافي، حيث قال:"أما الأسلوب الذي اخترته لإملاء هذه الأحاديث فهو أسلوب مبسط وسط يفهمه الأمي ويرتاح إليه المتعلم، بحيث لا ينزل حتى يبتذل عند الخاصة، ولا يعلو على العامة، بل هو بين بين، يتجل في عن استعمال الوحشي والدخيل والغريب، ويتفادى كل ما فيه تعقيد أو غموض، من بعيد أو قريب، ويتحدث إلى أهل العصر بلغة العصر". التيسير في التفسير للشيخ محمد المكي الناصري :1/8
وهكذا فقد كان رحمه الله أقدر رجال عصره على التفتيش عن الدواء الناجح في آيات القرآن وأحكامه، فهو يعلم علم اليقين أن القرآن سر نجاح المسلمين ولا حيلة في تلافي أمرهم إلا بإرجاعهم إليه، لابد أن يأخذ القرآن من أقرب وجوهه على ما ترشد أليه أساليب اللغة العربية ليستجاب لدعوته كما استجاب لها ممن نزل القرآن بلغتهم .
وكان رحمه الله يقرر أن المنهج السليم في التفسير أن نعتبر القرآن مصدرا لعقائدنا ومذاهبنا لا أن تكون عقائدنا ومذاهبنا متحكمة في القرآن، قال رحمه الله: ( وبعد استعادة الاستقلال في أواسط الخمسينات واصلت العمل على نشر رسالة القرآن، فألقيت عدة أحاديث ومحاضرات في موضوعات مختلفة من الدراسات القرآنية المتنوعة ، كان من بين ما عالجته فيها موضوع " المنهج العلمي لتفسير القرآن " وموضوع " كيف يعيش الإنسان طبقا لتعاليم القرآن " وموضوع " دستور العمل في شريعة القرآن"وموضوع "رسالة القرآن رسالة خالدة " وموضوع " إعجاز القرآن على ضوء العلم الحديث" ..).مقدمة كتاب التيسير: 1/1.
وبذلك تنوعت موارد الشيخ محمد المكي الناصري بتنوع ثقافته، حيث اعتمد على مجموعة من المصادر القديمة والحديثة، منها ما يتعلق بعلم التفسير ، ومنها ما يتصل بالسنة، وكدا كتب التاريخ والمعاجم وكتب التصوف ، فنهج في تفسيره منهجا أدبيا اجتماعيا، فكان يكشف عن بلاغة القرآن بأسلوب مشرق جذاب، يعالج مشاكل المغاربة عن طريق الإذاعة بما يرشد إليه القرآن، ويتعرض إلى سنن الله الكونية فيبينها، لأن القرآن متمش مع هده السنن لا يصادمها، وأنها من مستلزمات الفطرة .
فعمل الشيخ رحمه الله على إيقاظ روح التضامن الإسلامي بين المغاربة، ودلك عن طريق طلب التمسك بالقرآن ورسالته، وإلغاء العصبية المذهبية، وطرح التقليد، وإعمال الاجتهاد في فهم القرآن، والملائمة بين مبادئه وظروف الحياة التي يعيش فيها الإنسان، وطرح الخرافات والبدع التي عيرت من جوهر الإسلام .
لهذا اعتبر رحمه الله نزول القرآن بالعربية تكريما لأهل اللسان إذا فهموا كتاب الله، فقال: "سوف تسألون عن هذا القرآن: هل قمتم بحقه ، وشكرتم الله على أن خصكم به ؟ ومن هنا كان فهم اللسان العربي المبين أكبر عون على فهم الدين والتمسك به عن بينة ويقين ". التيسير في أحاديث التفسير : 5/477.
كان العالم الإسلامي – ومن بينه المغرب- في القرون المتأخرة ينطوي على كثير من عوامل الضعف والتخلف، وكان الجهل بأحكام الإسلام ومفاهيمه من جهة، واستحكام العادات المحلية من جهة أخرى، من أبرز ما يميز الوضع الاجتماعي والفكري للمسلمين .
وقد كان هذا الواقع سببا لقيام حركات إصلاحية، ومنها حركة الشيخ محمد المكي الناصري التي استطاعت أن تسيطر على المغرب وأطراف البلاد العربية الأخرى، والتي تركت أعمق الآثار الفكرية في أذهان الناشئة المسلمة .
وكان رحمه الله يستلهم هدي القرآن لإرشاد المغاربة ، وإصلاحهم في كافة جوانب حياتهم، واختار أسلوبا بسطا لكتابة هذا التفسير، واستعمل لغة يتكلم بها الناس مهما كان مستواهم الثقافي، حيث قال:"أما الأسلوب الذي اخترته لإملاء هذه الأحاديث فهو أسلوب مبسط وسط يفهمه الأمي ويرتاح إليه المتعلم، بحيث لا ينزل حتى يبتذل عند الخاصة، ولا يعلو على العامة، بل هو بين بين، يتجل في عن استعمال الوحشي والدخيل والغريب، ويتفادى كل ما فيه تعقيد أو غموض، من بعيد أو قريب، ويتحدث إلى أهل العصر بلغة العصر". التيسير في التفسير للشيخ محمد المكي الناصري :1/8
وهكذا فقد كان رحمه الله أقدر رجال عصره على التفتيش عن الدواء الناجح في آيات القرآن وأحكامه، فهو يعلم علم اليقين أن القرآن سر نجاح المسلمين ولا حيلة في تلافي أمرهم إلا بإرجاعهم إليه، لابد أن يأخذ القرآن من أقرب وجوهه على ما ترشد أليه أساليب اللغة العربية ليستجاب لدعوته كما استجاب لها ممن نزل القرآن بلغتهم .
وكان رحمه الله يقرر أن المنهج السليم في التفسير أن نعتبر القرآن مصدرا لعقائدنا ومذاهبنا لا أن تكون عقائدنا ومذاهبنا متحكمة في القرآن، قال رحمه الله: ( وبعد استعادة الاستقلال في أواسط الخمسينات واصلت العمل على نشر رسالة القرآن، فألقيت عدة أحاديث ومحاضرات في موضوعات مختلفة من الدراسات القرآنية المتنوعة ، كان من بين ما عالجته فيها موضوع " المنهج العلمي لتفسير القرآن " وموضوع " كيف يعيش الإنسان طبقا لتعاليم القرآن " وموضوع " دستور العمل في شريعة القرآن"وموضوع "رسالة القرآن رسالة خالدة " وموضوع " إعجاز القرآن على ضوء العلم الحديث" ..).مقدمة كتاب التيسير: 1/1.
وبذلك تنوعت موارد الشيخ محمد المكي الناصري بتنوع ثقافته، حيث اعتمد على مجموعة من المصادر القديمة والحديثة، منها ما يتعلق بعلم التفسير ، ومنها ما يتصل بالسنة، وكدا كتب التاريخ والمعاجم وكتب التصوف ، فنهج في تفسيره منهجا أدبيا اجتماعيا، فكان يكشف عن بلاغة القرآن بأسلوب مشرق جذاب، يعالج مشاكل المغاربة عن طريق الإذاعة بما يرشد إليه القرآن، ويتعرض إلى سنن الله الكونية فيبينها، لأن القرآن متمش مع هده السنن لا يصادمها، وأنها من مستلزمات الفطرة .
فعمل الشيخ رحمه الله على إيقاظ روح التضامن الإسلامي بين المغاربة، ودلك عن طريق طلب التمسك بالقرآن ورسالته، وإلغاء العصبية المذهبية، وطرح التقليد، وإعمال الاجتهاد في فهم القرآن، والملائمة بين مبادئه وظروف الحياة التي يعيش فيها الإنسان، وطرح الخرافات والبدع التي عيرت من جوهر الإسلام .
لهذا اعتبر رحمه الله نزول القرآن بالعربية تكريما لأهل اللسان إذا فهموا كتاب الله، فقال: "سوف تسألون عن هذا القرآن: هل قمتم بحقه ، وشكرتم الله على أن خصكم به ؟ ومن هنا كان فهم اللسان العربي المبين أكبر عون على فهم الدين والتمسك به عن بينة ويقين ". التيسير في أحاديث التفسير : 5/477.