ملتقى التدبر الثاني (التدبر مناهج وبرامج)

محمد العبادي

مشارك فعال
إنضم
30/09/2003
المشاركات
2,157
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
الخُبر
الموقع الالكتروني
www.tafsir.net
بسم الله الرحمن الرحيم

site-logo.jpg

ضمن أنشطة ومشاريع الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم اختتمت أمس الخميس 1431/6/20هـ الموافق 2010/6/3م فعاليات ملتقى التدبر الثاني تحت عنوان: (التدبر مناهج وبرامج).


التعريف بالملتقى:
هو لقاء علمي يجتمع فيه متخصصون في الدراسات القرآنية من أساتذة وأكاديميين من مختلف الجامعات، وبعض المهتمين بتعليم القرآن والمشرفين على المناشط القرآنية في الحلق والمدارس القرآنية؛ وذلك لمناقشة أبحاث علمية تختص بالمناهج والبرامج النظرية التأصيلية والتطبيقية العملية التي تعين على تقرير شعيرة التدبر ونشرها في الإعلام وفي مدارس ودور تحفيظ القرآن الكريم ذلك من خلال جلسات علمية يُعد منذ ما لا يقل عن 6 أشهر، وقد بلغ عدد الحضور بفضل الله مائة وعشرين مشاركاً

وقد جاء هذا الملتقى امتداداً لملتقى التدبر الأول الذي أقيم في شهر جمادى الثانية من عام 1429هـ بعنوان (مفهوم التدبر تحرير وتأصيل) ، حيث لاقى صدى واسعاً وقبولاً مرضياً عند أهل الاختصاص والمعرفة .


أهداف الملتقى:
1- تحديد ضوابط التدبر وقواعده وشروطه وعوامل تحققه.
2- دراسة مناهج التدبر وتقويمها.
3- دراسة واقع التدبر في البرامج المقدمة للناس.
4- إتاحة الخبرات العملية في التدبر للتداول.
5- طرح منهجية عملية للتدبر.
6- تقديم منهجية عملية لإحياء التدبر وإشاعة برامجه.


محاور الملتقى وجلساته:
اشتمل برنامج الملتقى على ثمان جلسات قدمت فيها عشر أوراق علمية، تلا كُلّ ورقة تعقيبات ومداخلات.
وقد افتتحت الجلسات بمقدمة، تلتها كلمة ألقاها الدكتور محمد الربيعة الأمين العام للهيئة بين فيها أهم الأعمال والمشاريع التي تم إنجازها.
ثم بدأ برنامج الملتقى بحسب الترتيب الذي وضع له، وقد تم وضع جدول البرنامج وأوراق العمل المقدمة ضمن المرفقات لمن أراد الإفادة.


التوصيات والنتائج:
في آخر الملتقى تم عرض التوصيات والنتائج التي خرج بها المشاركون، وقد وعد الإخوة المنظمون بإعادة صياغة وترتيب هذه التوصيات ليتم عرض هنا لاحقا بمشيئة الله تعالى.


ملاحظات وانطباعات:
- تميز هذا الملتقى بالجمع بين التنظير والتطبيق.
- من الإشكالات التنظيرية التي لاحظها أكثر المشاركين هو ما يتعلق بضبط مفهوم التدبر، فمع تخصيص الملتقى الأول لهذا الغرض، إلا أن أثر ما اقتنع به كل مشارك من مفهوم للتدبر ظهر في البحوث المقدمة لهذا الملتقى الثاني، وقد بان جليا أن أكثر المشاركات اعتمدت على الخلط أو الربط بين التدبر والتأثر، وهذا الربط ظهر أثره في الأصول والضوابط والشروط التي قُدمت على أنها شروط للتدبر بينما هي في الحقيقة شروط للتأثر والانتفاع.
كما حصل في بعض الأحيان خلط بين الأصول والوسائل والأهداف والثمرات.
وعلى كل حال فليس في الأمر كبير إشكال، فالمسألة قريبة ولا تحتاج إلى تمحل، فالكل مقر بأن التدبر الأمثل يجب أن يتبعه تأثر وتذكر واعتبار، وهذا هو المقصود وهو بيت القصيد، والذي من أجله أقيم الملتقى وقامت مشاريع الهيئة، وإنما جاء التنويه لبيان أن مفهوم (التدبر) مازال بحاجة إلى إعادة نظر وتمحيص في مجالاته ودوائره المختلفة وما يدخل فيه وما لا يصح أن يدخل.
- من الطبيعي في مثل هذه الأوراق أن يحدث تكرار في بعض المفردات، كالتعريف والشروط وذكر آيات التدبر الأربع والوقوف معها وغير ذلك مما يشترك فيه الباحثون في مقدمات أوراقهم، وهذا مقبول على نطاق البحث نفسه، ولكنه غير مستساغ في ملتقى علمي يستمع فيه الجميع لكل ما يطرح، فلو تم تنسيق ما يقدم ويُلقى على الأسماع بحيث يذكر كل صاحب ورقة الجديد الذي يضيفه على ما قاله من سبقه حتى يستثمر الوقت على أحسن وجه.
- كثرت التوصيات بدراسة مناهج السلف في التدبر لتكون المقياس الذي ترد إليه المناهج المعاصرة.
- بدا في كثير من الأوراق عدم الارتباط الوثيق بين عنوان الورقة ومضمونها، وقد عزا الباحثون هذا إلى أن العناوين والعناصر هي من وضع الهيئة، ولذا ينبغي إعادة النظر في هذا الأمر مستقبلا.
- من المهم أن يكون دور مقدم الورقة هو تقديم تلخيص مركز وواضح لورقته، أما قراءتها كما هي فهذا دور يقوم به الحاضرون في وقت سابق، وذلك حتى يستثمر وقت الجلسة على أحسن وجه ولا يقع الجميع تحت تهديد انتهاء الوقت وبتر الكلام.
- تميزت بعض الأوراق بحسن الإعداد لها في العرض المرئي والسمعي، كما تميزت بعض التعقيبات بجمال الأفكار وأهميتها وقابليتها للتطبيق، فكم هو جميل أن تكون جميع المشاركات بهذا المستوى قدر الإمكان.


هذا وقد أحسن الإخوة المنظمون في التجهيز والإعداد والاستقبال والتنظيم، كما تم نقل اللقاء مباشرة على موقع الهيئة وموقع البث الإسلامي، وشاركت في تسجيله قناتا المجد وروائع .

أسأل الله أن يكتب لهذا الملتقى البركة والقبول، وأن يجزل المثوبة للباحثين والمنظمين وكل من كان سببا في نشر هدي القرآن .

الرياض
فجر الجمعة 21/6/1431هـ
 
جزاك الله خيراً أخي المبارك ..
 
أحسنت يا أبا إبراهيم على هذا العرض المفيد عن الملتقى .
وقد كان لقاءا ماتعا مفيدا , اجتمع فيه عدد من أبرز المتخصصين في الدراسات القرآنية من داخل المملكة وخارجها.
وألقى فضيلة الشيخ د/ ناصر العمر كلمة موجزة شكر فيها الحضور والمشاركين .
وبذل الإخوة المنظمون للملتقى جهودا رائعة يشكرون عليها في حسن التنظيم وكرم الضيافة .
وقد عرضت في الملتقى جهود وأعمال رائعة عن تدبر القرآن, وأثرى اللقاء المداخلات المميزة من العلماء والباحثين.
ونرجو أن نرى ثمرات هذا الملتقى وتطبيقاته العملية في القريب العاجل, وبعض المشاريع بُدِأَ فيها , وتحتاج إلى دعم ومساندة.
أسأل الله أن يبارك في جهود القائمين على هذا العمل المبارك.
وإليكم رابط الملتقى الأول:
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=12082&highlight=%E3%E1%CA%DE%EC+%CA%CF%C8%D1
وهنا تعريف عن الهيئة العالمية لتدبر القرآن
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=9177&highlight=%E3%E1%CA%DE%EC+%CA%CF%C8%D1
وهنا رابط موقع تدبر
http://tadabbor.com/
 
بارك الله فيكم يا أبا إبراهيم على هذا العرض ، وأسأل الله أن ينفع بهذا الملتقى وأن يجزي المشاركين فيه خيراً .
 
- من الإشكالات التنظيرية التي لاحظها أكثر المشاركين هو ما يتعلق بضبط مفهوم التدبر، فمع تخصيص الملتقى الأول لهذا الغرض، إلا أن أثر ما اقتنع به كل مشارك من مفهوم للتدبر ظهر في البحوث المقدمة لهذا الملتقى الثاني، وقد بان جليا أن أكثر المشاركات اعتمدت على الخلط أو الربط بين التدبر والتأثر، وهذا الربط ظهر أثره في الأصول والضوابط والشروط التي قُدمت على أنها شروط للتدبر بينما هي في الحقيقة شروط للتأثر والانتفاع.
ومثال على هذا ما جاء في والموضوع الذي وسمه صاحبه بقوله " شروط التدبر"

يقول صاحب الورقة:
"لا بد لتحصيل التدبر من تحقق الشروط وانتفاء الموانع ؛ فعندئذ يوجد السبب التام الذي يُؤَثِّر التدبر"
ثم ذكر أن حصول التدبر يتوقف على شروط حصرها في ثلاثة أمور وهي:
"الأول:وجود المحل القابل " القلب الحي"
الثاني: العمل الذي يصدر من المكلف ( القراءة أو الاستماع مع حضور القلب.
الثالث: قدر من الفهم للكلام المقروء أوالمسموع"
وهذا في نظري خلط بين الوسيلة والثمرة.
فالتدبر إنما هو وسيلة لفهم الخطاب وإدراك معانيه ولا يلزم من التدبر الانتفاع فقد يتدبر القرآن من لا ينتفع به.

 
وخلص الدكتور فهد الوهبي في ورقته "تأصيل منهجية التدبر" إلى أن معنى التدبر عند المفسرين:
"تأمل القرآن بقصد الاتعاظ والاعتبار والاستبصار"
وهذا تعريف خاص بدليل القيد المذكور والذي هو ثمرة التدبر، وقد أشار الدكتور فهد إلى ذلك.
وقد يحصل التدبر ويُفهم مغزى القول وصحته ومع هذا لا ينتفع به ، وهذا ربما دل عليه قول الله تعالى:

(أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69)) سور المؤمنون
والذي أفهمه من هذه الآية أن الله تعالى أنكر عليهم عدم قبول الحق الذي فهموه من القول ، فهم تدبروا وفهموا معانيه وهو الذي أرسلت به الرسل إلى آبائهم الأولين وهم أيضا يعرفون رسولهم صدقه وأمانته ولكن الذي منعهم هو كراهة الحق.

ثم يقول الدكتور فهد:
"ومما يدل على كون هذا هو المراد بالتدبر ؛ توجيه الخطاب في الآيات الآمرة به للكفار والمنافقين ، والمقصود من ذلك اتعاظهم بما ورد في القرآن، واعتبارهم الهادي إلى الإيمان واتباع الشرع. وهكذا يكون المقصود عند تعميم الأمر ليشمل المسلمين فالتدبر متوجه إلى اتعاظ القلب واعتباره مما يُثمر بعد ذلك آثاراً دالة على الخشوع: كوَجِل القلب، والبكاء، والخشية، وزيادة الإيمان، وغير ذلك مما ذكره الله تعالى في كتابه نتيجة التأثر بالقرآن".
وهذا في نظري غير دقيق في تحديد دلالة اللفظ فهو جعل التدبر الذي هو الوسيلة بمعنى التذكر وهو الغاية المرجوة من التدبر.
 
ومن الملاحظات على ورقة الدكتور فهد جعل ثمرات التدبر أصول يقوم عليها التدبر حيث قال:
"الأصل الأول: التدبر الصحيح يزيد الإيمان.
الأصل الثاني : علامة التدبر الخشية والخوف والرجاء والدمع.
الأصل الثالث: التدبر يكون بأدب وبلا تكلف.
الأصل الرابع: التدبر يورث العمل."

نعم هذه ـ ما عدا الثالث ـ تصلح أن يطلق عليها ثمرات وعلامات التدبر الصحيح.
أما أصول ومنهجية التدبر فأعتقد أنها شيء آخر وربما صح أن يكون الثالث أحدها.
 
أبرز التوصيات التي خرج بها ملتقى التدبر (الثاني)

أبرز التوصيات التي خرج بها ملتقى التدبر (الثاني)

بسم الله الرحمن الرحيم
إلحاقًا بما كتبه الأخ/ العبـــادي -جزاه الله خيرًا- في مشاركته حول ملتقى تدبر الثاني، الذي أقامته الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم، والذي اختتم يوم الخميس 1431/6/20هـ الموافق 2010/6/3م، والذي كان يحمل عنوان: (التدبر مناهج وبرامج).
وقد ذكر ضمن مشاركته تعريفا بالملتقى، وأهدافه، ومحاوره وجلساته..
وهنا يسرنا أن نورد أبرز التوصيات التي خرج بها الملتقى، ونسأل الله تعالى أن يبارك الجهود ويحقق الأهداف، ويسدد القائمين على الملتقى والمشاركين فيه..

أبرز توصيات ملتقى التدبر الثاني
1. أهمية العمل العلمي المشترك من المتخصصين على تحرير مفهوم التدبر وضوابطه ومنهجه؛ المستقى من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح .
2. أهمية تبني وإطلاق مشاريع ميدانية لنشر التدبر، والدعوة إليه، والدلالة عليه، والاهتمام بالتخطيط لتلك المشاريع ورسم آليتها وضوابطها، مع متابعة نجاحاتها والعمل على تطويرها .
3. تأسيس مشاريع إعلامية موجهة في التدبر؛ تعنى بتقديم رسالة التدبر باحترافية إعلامية ترتكز على تنويع وسائل عرض المحتوى فيها، ومناسبتها للجمهور المخاطب بها .
4. العمل على إعداد برامج تدبرية، والعناية بالوسائل والأساليب، وتطبيق مهارات التدبر من خلال الدراسات الميدانية التي تشمل مؤسسات المجتمع .
5. العناية بتدريب وتطوير الكوادر المنفذة للبرامج التدبرية؛ بهدف تحقيق الاحترافية الإعلامية الفاعلة والمؤثرة.
6. الاهتمام بنشر التدبر بالوسائل والآليات المتنوعة لكافة شرائح المجتمع، مع العناية بالمثقفين وأصحاب القرار، وتجاوز النطاق المحلي تحقيقا لمسمى العالمية.
7. رصد البرامج والمناهج التدبرية المعاصرة ودراسة واقعها وتحرير إيجابياتها والعمل على تنميتها وتفعيلها .
8. التحكيم العلمي لأبحاث التدبر، والتعاون مع المختصين التربويين في وضع مناهج علمية محكمة لمادة التدبر، ونشرها وتقديمها للجهات التعليمية .
9. العمل على جمع مكنز علمي للمعاني التدبرية وتصنيفها .
10. نشر مجالس التدبر في البيوت وحلق القرآن في المساجد والدور .
11. التعاون الأمثل بين مركز تدبر للدراسات والاستشارات ووزارة الشؤون الإسلامية والجهات الرسمية الأخرى والأكاديميين والمهتمين بتدبر القرآن الكريم؛ في إطار تأسيس ونشر البرامج التدبرية الإعلامية والتعليمية .
http://tv.tadabbor.com/recommendations.html
 
ومن الملاحظات على ورقة الدكتور فهد قوله تحت عنوان " أسباب تدبر القرآن" :
"معرفة الله وتعظيمه:
فإن معرفة الله سبحانه وتعظيمه هي الباب العظيم لتدبر كلامه جل وعلا ، فإن من امتلأ قلبه معرفة بالله وتعظيما له ؛ عظم كلامه، وتمعن فيه ، وأصغى إليه متأملا متدبراً."
والأصح أن هذه ثمرة من ثمار التدبر فمعرفة الله تعالى وامتلاء القلب بمعرفته لا تكون إلا من خلال التدبر، إلا إذا قلنا إنا إذا عرفنا الله من خلال صفاته وأفعاله التي دل عليها القرآن دفعنا ذلك إلى مزيد من التدبر فهذا ممكن.
كذلك قوله:
" فهم القرآن:
فهم القرآن هو أساس التدبر الصحيح ، وذلك بفهم المراد من كلام الله تعالى"
وهذه أيضا ثمرة من ثمار التدبر لأن الفهم لا يكون إلا من خلال التدبر.
ومثله قوله:
"فهم لوازم النص" وهذه لا تأتي إلا من خلال التدبر.
 
هل تم تصوير الملتقى بالفديو؟ نرجو وضع وصلة تتيح لنا مشاهدة الملتقى مسجلا إذ لم نتشرف بحضوره إن امكن
 
وقفة مع ورقة الدكتور الحربي في ملتقى تدبر:
من أفضل البحوث أو الورقات المقدمة.
ذكر تحت مبحث أركان التدبر ثلاثة أمور:
المتدبِّر " الشخص الذي يقوم بالتدبر"
المتدبَّر " وهو القرآن"
وأداة التدبر " العلم بلغة القرآن"
وهذه لا شك أن ذكرها من باب التذكير بها، ولكنه ذكر نقطة مهمة جدا تحت هذا المبحث من خلال طرح سؤالين مهمين:
السؤال الأول: هل يمكن أن يتحقق التدبر الأمثل للقرآن من خلال ترجمة المعنى للناطقين بغير العربية ؟
السؤال الثاني: هل فعل التدبر متجه إلى النص القرآني لفظاً وسياقاً أو متجه إلى معاني ألفاظ القرآن ودلالات سياقاته؟
ثم أجاب على هذين السؤالين بقوله:
" والذي يتعين قوله في هذه المسألة أن فعل التدبر الذي أمر الله به في كتابه متجه إلى النص القرآني لفظاً وسياقاً لا إلى تدبر المعاني التي استخرجها المفسرون من دلالات ألفاظ وسياقات النص القرآني، وإن كان معرفة المعنى معين على تدبر القرآن، والذي يظهر والله أعلم أن ترجمة معاني القرآن إلى لغات الناطقين بغير العربية قد تحقق شيئاً من التذكر بالقرآن، إذ تأدية جميع معاني اللفظ العربي في الترجمة لا يتحقق في أي لغة أخرى، والله أعلم"
وهذه معضلة حلها في يد العلماء ويكون على النحو التالي:
أن يقوم الناطق بغير العربية بتعلمها وإجادتها ومن ثم يستطيع أن ينقل ثمار تدبره إلى لغته الأم بصورة صحيحة.
أو أن يتعلم العالم العربي اللسان لغة ما ثم ينقل ثمار تدبره إلى تلك اللغة وأظن رسالة الدكتور الشيخ محمد عبد الله دراز :" دستور الأخلاق في القرآن" تعد مثالا جيدا لهذا النوع.
 
وهذه أيضا وقفة أخرى مع ورقة الدكتور الحربي حفظه الله:
تحدث الدكتور عن الأسس والضوابط التي يقوم عليها التدبر وقسمه إلى ثلاثة أقسام:
أسس متعلقة بالمتدبر
وأسس متعلقة بالجوانب العملية في تعلم القرآن وتدبره
وأسس متعلقة بالجوانب العلمية للمتدبر.
وإليكم مختصر القسم الأول:
أسس متعلقة بالمتدبر:
· حسن القصد
· حسن اتباع القرآن
· حسن الفهم
· السلامة من الصوارف والحجب المانعة لتدبر القرآن.

وهذه أسس قد وفق الشيخ في اختيارها وقد دلل على أهمية هذه الأسس من الكتاب والسنة ، ولعلي أضيف بعض الأدلة من القرآن على وجه الاختصار تشير إلى أثر هذه الأسس في الوصول إلى الثمرة:
الأول : حسن القصد : (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) سورة الفتح (18)
الثاني: حسن اتباع القرآن: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة الأنعام (153) (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) سورة الأنعام (155)
الثالث: حسن الفهم : ( وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) سورة المائدة (83)

الرابع: السلامة من الصوارف : وهذه قد تكلم عليها الشيخ بما لا يحتاج إلى مزيد وإليكم أبرز هذه الصوارف والحجب مختصره:
أ : اعتقاد رأي أو نحلة أو بدعة، وجعلها أصلاً يفهم القرآن وفقها، ويفسر عليها.
ب : تعلق القلب بما ورد عليه من شهوات النفس وملذاتها المحرمة وهواها، ونزغات الشيطان،
وشواغل الدنيا وسخب الحياة.
ت : الحيلولة بين القلوب والانتفاع بالقرآن بسبب ما قام بها من كفر ونفاق، فيحجب الله عنها
فهم القرآن وتدبره والاهتداء به بما كسبت أيديهم.
ث : سوء الظن بالله تعالى وبرسوله ، فحال المعرضين عن تدبر القرآن يبادرون بإعراضهم عنه
قبل سماعه وتفهمه، ويعتقدون أنه مختلق من قصص الأوائل.
ج : الظن بأن القرآن نزل في قوم قد خلوا من قبل، وأن الواقع الذي يعيشه الناس في أي زمن
غير داخل في مضمون خطاب القرآن.
ح : أخذ القرآن جملة، فأخذه جملة من موانع تدبره وتفهمه.
خ : العجلة في قراءة القرآن، فالعجلة في قراءة القرآن من الصوارف عن تدبره وتفهمه.
 
وهذه الوقفة الأخيرة مع بحث الدكتور الحربي:

ثانياً: الأسس المتعلقة بالجوانب العملية في تعلم القرآن وتلاوته وتدبُّره .
1. أخذ القرآن منجماً، و على مكث كما أنزله الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم .
2. الترسل في قراءة القرآن وترتيله .
3. حضور القلب عند تلاوة القرآن وتدبره.
4. الأخذ بالوسائل المعينة على تدبر القرآن .
ثالثاً: الأسس المتعلقة بالجوانب العلمية للمتدبِّر
1. معرفة معاني الآيات القرآنية المتدبَّرة
2. تحصيل العلوم التي عليها مدار الفهم الصحيح لنصوص القرآن
أ : العلم بالقرآن الكريم، وأوجه بيانه التي تكون من جهة القرآن نفسه أو قراءاته.
ب : العلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله، فسنته صلى الله عليه وسلم وأحواله مفسرة للقرآن وموضحة له، ومهمة النبي صلى الله عليه وسلم بيان القرآن.
ت :العلم لغة العرب التي نزل بها القرآن، وأحوالهم، فإن فهم القرآن متوقف على معرفة دلالات ألفاظه وسياقاته العربية.
ث : معرفة أسباب نزول القرآن .
ج : العلم بتوحيد الله تعالى في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.
ح : العلم بأدوات الاجتهاد والاستنباط، ومن أهمها : علم أصول التفسير، وعلم أصول الفقه،
وعلم أصول الحديث، وعلم أصول اللغة.
خ : العلم م بواقع اتفاق السلف واختلافهم في فهم نصوص القرآن ، لأن الحق في بيان معنى
الآية لا يخرج عن أقوالهم.

هذا الملخص المقتضب والمقتصر على العناوين أرجو أن يكون دافعا لقراءة البحث فإني وجدته بحثا ذا قيمة علمية ومطابقا لمسماه.
جزى الله كاتبه خيرا وجعله في موازين حسناته.
 
عودة
أعلى