من أكثر الملاحظات التى أجدها عند مناقشتى للرسائل العلمية
نقل الباحث
للتعريف بالأماكن والبلدان من كتب الأقدمين ...
وقد تغيرت الأحوال وتغيرت أسماء بعض البلدان وتبعيتها وحدودها
فمثلا : يقال ودخل إفريقية وسكن إفريقية فأسأل الباحث ما إفريقية؟ فيقول إفريقية ما هى؟ أقول المراد بها تونس
وجل البلدان في بلاد ما وراء النهر تختلف حدودها وأسماؤها الآن
بلاد في إيران يقولون أذربيجان أو العكس
بل في بلدان عربية مثلا(أيلة)يعرفها الباحث بما كتب القدماء ولا يزيدنا كلامه إلا إبهاما وغموضا والمراد بها الآن(العقبة )بالأردن
ويزيدك ويقول تبعد مرحلتين من كذا أو بريد(هل استفدنا شيئا من ذلك؟) والآن الخرائط والمقياس معلوم لدى الكافة
فالحمد لله كتب التاريخ والجغرافيا كثيرة ومفيدة بل ممكن أن نستفيد من الانترنت لبيان أماكن البلدان
ربما لأن هناك من سيعتبر من يخالف ذلك ممن استخدم عقله فيفسقه ويبدعه ويضلله فيخشى على نفسه اتقاء منهم فيتبع السلف حذو القذة بالقذة حتى في الأخطاء الإملائية :)
ليس هذا هو المشكل المؤثر، مولانا الدكتور البطاوي. الطامة الحقيقية هي نقل المضامين المعرفية المرتبطة بمعارف مستمرة التطور من كتب الأقدمين، خاصة في الطبيعيات والإنسانيات. مثلا عندنا الان الجدول الدوري وواحد يقول "التراب والهواء والنار والماء"، واخر يقول الشمس ثابتة؟ هذا كفر والعياذ بالله، بل تجري - ولم يحدد نوع الجري خفيف سريع أو ماراتون .. واخر يقدم للحديث عن فقه اللغة قائلا: اللغة وسيلة للتعبير وذلك باليد كتابة أو باللسان نطقا، وأما الإشارة فمحصورة وإذا كثرت لا يمكن أن تكون على قدر الكلام فتبقى قاصرة.
أما اسماء المناطق فالمسمى لا يتغير (طبعا يتغير بفعل التطور الجيولوجي لكن بعد مرور الملايين من السنين)، والتوضيح يكون في الهامش للتقريب فيكتب مثلا "ودخل إفريقية (~ تونس)"، ولابد من إظهار التقريب بالتصريح أو رمزا لأن الحدود تتغير، وإفريقية كانت تشمل الأجزاء الشمالية من تونس وليبيا والجزائر. وفي كل الأحوال ينبغي الإحتفاظ بالاسماء التاريخية لأنها تحمل معلومات إضافية مفيدة وقد تكون ضرورية في حالات أخرى وهذه المعلومات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية.. فتقول مثلا: فلان ولد في الدولة العبيدية وحفظ واكتتب فيها، وأنت تعلم أنه ولد في منطقة معينة من تلك الدولة، لكن تذكر الدولة باسمها مع فائدة هامشية. كم من تلميذ/طالب برتغالي أو برازيلي يقف أمام "موزمبيق" متسائلا: "كيف ولم؟" ؟ لكن عندما نعود إلى الأصل ونزيل التصحيف فسوف نقول "موسى بن بيق" وهنا ستبدأ الأسئلة: لغوية (على المستوى الصوتي كيف وقع الإخفاء والإدغام والإظهار والإقلاب في البرتغالية وقتذاك، في الإنشاء أي التلفظ وفي المعالجة أي التلقي) وأسئلة أخرى سياسية وأخرى نفسية إجتماعية وثقافية تتعلق بالذات بالهوية: لم الإحتفاظ باسم كولومبيا نسبة لكولومبوس، وتصحيف موسى بن بيق؟ وهل هذا تصحيف أم تزوير؟ تلك اكتشفها كولومبوس، وهذه؟ كلمة كانت في اللغة البرتغالية.. ربما!
وقريبا من تلك الملاحظة
اعتماد الباحث على مراجع معاصرة تنقل عن مصادر أصلية فيترك الأصل ويعتمد على المعاصر مع أن المصدر مطبوع ومحقق وعليه إضافات تفيد الباحث
فمن الغريب أن يعتمد الباحث على المعجم الوجير أو المعجم الوسيط عند بيان المفردات وبين يديه العشرات من المعاجم المفيدة من الصحاح ولسان العرب والقاموس المحيط وتاج العروس وأساس البلاغة...وكتب غريب الحديث نعم نستفيد من المعجم الوسيط ولكن الباحث له خصوصية عند التثبت من المعلومة له خصوصية عند نسبة الأقوال لقائليها
وعند تعريف المفردة نختصر ونقتصر على المراد فقط فهناك المشترك فلا يصح أن نخلط بين الكلمات ونكثر من النقول ولا يخرج القارئ بفائدة
بل من الممكن أن تضل الفكرة بعد تناقض النقول وخذ مثلا على ذلك كلمة البر تجدها تختلف عند ضبطها فلا تنقل إلا ما يخص كلمتك فقط
وهاكم ملاحظة أخذها السمين الحلبي على بعض المفسرين نجدها عند كثير من الباحثين يقول رحمه الله
...عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (1/ 39)ورأيتُ بعضَ المفسِّرين قد يفسِّرُ اللفظةَ بما جُعلتْ كنايةً عنهُ، كقولِهم في قولهِ تعالى: {والشجرةَ الملعونةَ} [الإسراء: 17]. هي أبو جهلٍ. أو بغايتها وقُصارَى أمرِها، وكقولهم في قوله تعالى: {والباقياتُ الصالحاتُ} [الكهف: 46] هي كلماتُ: سبحانَ اللهِ، والحمد لله، ولا إِلهَ إَلا اللهُ، إلى غير ذلك مما ليستْ موضوعةً له لغةً.
والمقصود أننا ننبه الباحث عند بيان المفردة ما علاقتها بموضوعك؟
مثلا يجد كلمة ما معناها أعم مما يفسره هو مثلا يجد كلمة يستخدمها الفقهاء والمحدثون وغيرهم فما الداعى لنقل كل ما قيل في بياهنا
يجد كلمة من قبيل المشترك فيجمع كل معاني كما ذكرنا قبل
يجد كلمة مركبة فيصل التركيب وينسى الإ
وهاكم ملاحظة أخذها السمين الحلبي على بعض المفسرين نجدها عند كثير من الباحثين يقول رحمه الله
...ورأيتُ بعضَ المفسِّرين قد يفسِّرُ اللفظةَ بما جُعلتْ كنايةً عنهُ، كقولِهم في قولهِ تعالى: {والشجرةَ الملعونةَ} [الإسراء: 17]. هي أبو جهلٍ. أو بغايتها وقُصارَى أمرِها، وكقولهم في قوله تعالى: {والباقياتُ الصالحاتُ} [الكهف: 46] هي كلماتُ: سبحانَ اللهِ، والحمد لله، ولا إِلهَ إَلا اللهُ، إلى غير ذلك مما ليستْ موضوعةً له لغةً. (عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (1/ 39)والمقصود أننا ننبه الباحث عند بيان المفردة ما علاقتها بموضوعك؟
مثلا يجد كلمة ما معناها أعم مما يفسره هو مثلا يجد كلمة يستخدمها الفقهاء والمحدثون وغيرهم فما الداعى لنقل كل ما قيل في بيانها
يجد كلمة من قبيل المشترك فيجمع كل معاني الكلمة كما ذكرنا قبل
يجد كلمة مركبة فيفصل التركيب وينسى الإضافة مثل تعريفه لسبب النزول فيشرح معنى السبب ومعنى النزول يشرح كل ذلك بتفصيل قد يمل منه القارئ
لكل مقام مقال حدد ما تريده ولخص ما تنقله فالكلام ينسي بعضه بعضا وفي الرسالة ممكن يبطل بعضه بعضا
فيقول لك المناقش أنت قلت كذا في صفحة رقم .... وناقضت نفسك بعدها بمائة صفحة أو بعدها بصفحة
ومن تلك الملاحظات
اعتماد الباحث عند تعريفه لمصطلح ما يعتمد على كتب الأقدمين الذين يعدون في مرحلة تأصيل العلم
مثلا تعريف العام أو المجمل أو الكناية أو القصر(الحصر) نجد الباحث ينقل من الكتب التى حاولت بيان المصطلح ويترك التحقيق الذي قام به المحققون ويترك التقييد الذي قيده العلماء في التعريف
لأن اللاحق يحقق كلام السابق أو يخصص تعريفه أو يقصره على قسم أو يرفض ذاك التعريف لخلل فيه
والنصيحة هنا
الاستفادة من كتابات المحققين من علماء الأمة
مثلا التعديل والتجريح دونك كتب ابن حجر والذهبي
اللغة كتب ابن هشام والسمين الحلبي
التفسير لا تغفل الآلوسي وابن عاشور
وهكذا
ولكن هناك حيرة في قضية ما
فانظر إلى المحققين من علمائنا المعاصرين
محى الدين عبدالحميد في اللغة ود إبراهيم خليفة في الدراسات القرآنية
ولابد من الرجوع للرسائل العلمية التى تبحث في موضوعك
ستجد المراجع التى لا تعرفها وتجد عملا يفيدك
ولكل وجهة وهذا العلم رزق ممكن تجده في بحث عند تلميذ قد لا تجده عند أستاذه