إبراهيم منصور
New member
- إنضم
- 28/11/2005
- المشاركات
- 4
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
الحمد لله وكفى ,والصلاة والسلام على النبي المصطفى, وعلى آله وصحبه , ومن لأثره اقتفى
وبعد فقد عزمت بعون الله على جمع تفسير لسورة النور
وها هو أضعه بين أيديكم لتقوموه والله أسئل أن يوفق لما فيه الخير
بين يدي السورة
التعريف بالسورة هذه سورة النور يذكر فيها النور بلفظه متصلا بذات الله ( الله نور السماوات والأرض ) ويذكر فيها النور بآثاره ومظاهره في القلوب والأرواح ; ممثلة هذه الآثار في الآداب والأخلاق التي يقوم عليها بناء هذه السورة وهي آداب وأخلاق نفسية وعائلية وجماعية تنير القلب وتنير الحياة ويربطها بذلك النور الكوني الشامل أنها نور في الأرواح وإشراق في القلوب وشفافية في الضمائر مستمدة كلها من ذلك النور الكبير وهي تبدأ بإعلان قوي حاسم عن تقرير هذه السورة وفرضها بكل ما فيها من حدود وتكاليف ومن آداب وأخلاق
(سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فيدل هذا البدء الفريد على مدى اهتمام القرآن بالعنصر الأخلاقي في الحياة ; ومدى عمق هذا العنصر وأصالته في العقيدة الإسلامية وفي فكرة الإسلام عن الحياة الإنسانية والمحور الذي تدور عليه السورة كلها هو محور التربية التي تشتد في وسائلها إلى درجة الحدود وترق إلى درجة اللمسات الوجدانية الرفيقة التي تصل القلب بنور الله وبآياته المبثوثة في تضاعيف الكون وثنايا الحياة والهدف واحد في الشدة واللين هو تربية الضمائر واستجاشة المشاعر ; ورفع المقاييس الأخلاقية للحياة حتى تشف وترف وتتصل بنور الله وتتداخل الآداب النفسية الفردية وآداب البيت والأسرة وآداب الجماعة والقيادة بوصفها نابعة كلها من معين واحد هو العقيدة في الله متصلة كلها بنور واحد هو نور الله وهي في صميمها نور وشفافية وإشراق وطهارة تربية عناصرها من مصدر النور الأول في السماوات والأرض نور الله الذي أشرقت به الظلمات في السماوات والأرض والقلوب والضمائر والنفوس والأرواح
ويجري سياق السورة حول محورها الأصيل في خمسة أشواط
الشوط الأول يتضمن الإعلان الحاسم الذي تبدأ به ; ويليه بيان حد الزنا وتفظيع هذه الفعلة وتقطيع ما بين الزناة والجماعة المسلمة فلا هي منهم ولا هم منها ثم بيان حد القذف وعلة التشديد فيه ; واستثناء الأزواج من هذا الحد مع التفريق بين الزوجين بالملاعنة ثم حديث الإفك وقصته وينتهي هذا الشوط بتقرير مشاكلة الخبيثين للخبيثات ومشاكلة الطيبين للطيبات وبالعلاقة التي تربط بين هؤلاء وهؤلاء
الشوط الثاني ويتناول وسائل الوقاية من الجريمة وتجنيب النفوس أسباب الإغراء والغواية فيبدأ بآداب البيوت والاستئذان على أهلها والأمر بغض البصر والنهي عن إبداء الزينة للمحارم والحض على إنكاح الأيامي والتحذير من دفع الفتيات إلى البغاء وكلها أسباب وقائية لضمانة الطهر والتعفف في عالم الضمير والشعور ودفع المؤثرات التي تهيج الميول الحيوانية وترهق أعصاب المتحرجين المتطهرين وهم يقاومون عوامل الإغراء والغواية
الشوط الثالث يتوسط مجموعة الآداب التي تتضمنها السورة فيربطها بنور الله ويتحدث عن أطهر البيوت التي يعمرها وهي التي تعمر بيوت الله وفي الجانب المقابل الذين كفروا وأعمالهم كسراب من اللمعان الكاذب ; أو كظلمات بعضها فوق بعض ثم يكشف عن فيوض من نور الله في الآفاق في تسبيح الخلائق كلها لله وفي إزجاء السحاب وفي تقليب الليل والنهار وفي خلق كل دابة من ماء ثم اختلاف أشكالها ووظائفها وأنواعها وأجناسها مما هو معروض في صفحة الكون للبصائر والأبصار
الشوط الرابع يتحدث عن مجافاة المنافقين للأدب الواجب مع رسول الله ص في الطاعة والتحاكم ويصور أدب المؤمنين الخالص وطاعتهم ويعدهم على هذا الاستخلاف في الأرض والتمكين في الدين والنصر على الكافرين
الشوط الخامس يعود إلى آداب الاستئذان والضيافة في محيط البيوت بين الأقارب والأصدقاء وإلى آداب الجماعة المسلمة كلها كأسرة واحدة مع رئيسها ومربيها رسول الله ص وتتم السورة بإعلان ملكية الله لما في السماوات والأرض وعلمه بواقع الناس وما تنطوي عليه حناياهم ورجعتهم إليه وحسابهم على ما يعلمه من أمرهم وهو بكل شيء عليم
أسماء السورة الكريمة:
قال الطاهر بن عاشور :سميت هذه السورة ( سورة النور ) من عهد النبي صلى الله عليه وسلم . روي عن مجاهد قال رسول الله : ( علموا نساءكم سورة النور ) ولم أقف على إسناده .
وعن حارثة بن مضر : ( كتب إلينا عمر بن الخطاب أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور ) . وهذه تسميتها في المصاحف وكتب التفسير والسنة ولا يعرف لها اسم آخر .
ووجه التسمية أن فيها آية ( الله نور السماوات والأرض ( )
الكلام على مدنية السورة وعدد آياتها:
سورة النور مدنية وهي اثنتان أو أربع وستون آية ( )
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزلت سورة النور بالمدينة( )
وأخرج عن ابن الزبير مثله
وحكى الإجماع فى ذلك قال صاحب زاد المسير : وهي مدينة كلها بإجماعهم( )
ويؤيده : ما حوت السورة من تشريعات وغير ذلك من علامات السور المدنية
ونقل الآلوسي وغيره عن القرطبي أن آية (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم ......)( ) الخ مكية
قال ابن عاشور : وقد وقع في نسخ تفسير القرطبي عند قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لسيتأذنكم الذين ملكت أيمانكم ) الآية في المسألة الرابعة كلمة ( وهي مكية ) يعني الآية . فنسب الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي وتبعه الآلوسي إلى القرطبي أن تلك الآية مكية مع أن سبب نزولها الذي ذكره القرطبي صريح في أنها نزلت بالمدينة كيف وقد قال القرطبي في أول هذه السورة ( مدنية بالإجماع ) . ولعل تحريفا طرأ على النسخ من تفسير القرطبي وأن صواب الكلمة ( وهي محكمة أي غير منسوخ حكمها فقد وقعت هذه العبارة في تفسير ابن عطية قال ( وهي محكمة قال ابن عباس : تركها الناس )( )
قلت : ويؤيده عدم وجود هذا القول فى بعض النسخ ( )
وقد عدت هذه السورة المائة في ترتيب نزول سور القرآن عند جابر ابن زيد عن ابن عباس . قال : نزلت بعد سورة ( إذا جاء نصر الله ) وقبل سورة الحج أي عند القائلين بان سورة الحج مدنية
ما ورد فى فضائل السورة
قال السيوطي فى الدر المنثور :
1. أخرج الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وابن مردويه عن عائشة مرفوعا " لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة -يعني النساء- وعلموهن الغزل وسورة النور( ) "
قلت : اخرجه الحاكم فى المستدرك كتاب التفسير باب تفسير سورة النور ج:2 ص:430 حديث رقم3494- حدثنا أبو علي الحافظ أنبأ محمد بن محمد بن سليمان ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تنزلوهن الغرف و لا تعلموهن الكتابة ـ يعني النساء ـ و علموهن المغزل و سورة النور
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
قلت : قال الذهبي قي التلخيص : بل موضوع
قلت: وتعقبه ابن حجر في أطرافه فقال إن في إسناد الحاكم عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك
قلت اخرجه البيهقى فى الشعب
2453أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو علي الحافظ أنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله e لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة يعني النساء وعلموهن الغزل وسورة النور
قلت هذا الحديث لا يصح بهذا الإسناد ففيه محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وهو مرمى بالتدليس ( )
وفيه عبد الوهاب بن الضحاك بن أبان السلمى العرضى ، أبو الحارث الحمصى سكن سلمية بنواحى حمص
وهو متروك الحديث رمى بالوضع
وأخرجه الطبرانى فى المعجم الأوسط قال :
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا محمد بن إبراهيم الشامي قال نا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن المغزل وسورة النور
قال الهيثمى :رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن إبراهيم الشامي قال الدارقطني : كذاب ( )
2. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نسائكم سورة النور "
قلت اخرجه البيهقى فى الشعب ذكر السبع الطوال
أخبرنا أبو نصر بن قتادة ثنا أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا عتاب بن بشير عن خصيف عن مجاهد قال قال رسول الله علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نساءكم سورة النور
والعلة فى ذلك :أن في الأولى أبلغ زاجر للرجال وفي الثانية أبلغ زاجر للنساء إذ فيها قصة الإفك وتحريم إظهار الزينة وغير ذلك مما هو مختص بهن ولائق بحالهن ( )
قلت وفيه
عتاب بن بشير الجزرى ، أبو الحسن و يقال أبو سهل ، الحرانى ، مولى بنى أمية
قال ابن حجر : صدوق يخطىء
قال الذهبي : قال أحمد : أحاديثه عن خصيف منكرة ، و قال ابن معين : ثقة
وفيه خصيف بن عبد الرحمن الجزرى أبو عون الحرانى الخضرمى الأموى مولى عثمان بن عفان و يقال مولى معاوية
قال ابن حجر : صدوق سىء الحفظ ، خلط بأخرة ، و رمى بالإرجاء
قال الذهبي : صدوق سىء الحفظ ، ضعفه أحمد
3. وأخرج أبو عبيد في فضائله عن حارثة بن مضرب قال : كتب إلينا عمر بن الخطاب
أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور
4. وأخرج الحاكم فى المستدرك وصححه الذهبي عن أبي وائل قال حججت أنا وصاحب لي - وابن عباس على الحج - فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها فقال صاحبي يا سبحان الله ماذا يخرج من رأس هذا الرجل لو سمعت هذا الترك لأسلمت ( )
ووجه اتصالها بسورة المؤمنين
1. أنه سبحانه لما قال فيها { والذين هم لفروجهم حافظون }[المؤمنون:5] ثم قال تعالى
{ فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون }[المؤمنون: 7]
استدعى الكلام بيان حكم العادي في ذلك، ولم يبين فيها فأوضحه في سورة النور فقال تعالى { الزانية والزاني } - الآية، ثم أتبع ذلك بحكم اللعان والقذف وانجرّ مع ذلك الإخبار بقصة الإفك تحذيراً للمؤمنين من زلل الألسنة رجماً بالغيب { وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم } وأتبع ذلك بعد بوعيد محبّي شياع الفاحشة، في المؤمنين بقوله تعالى
{ إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات }
[النور: 23] الآيات، ثم بالتحذيرمن دخول البيوت إلا بعد الاستئذان المشروع الذي إنما جعل من أجل النظر، ثم بالأمر بغض الأبصار للرجال والنساء الذي هو داعية الزنا ونهى النساء عن إبداء الزينة إلا لمن سمى الله سبحانه في الآية، وأمر فيها بالإنكاح حفظا للفرج وأمر من لم يقدر على النكاح بالاستعفاف ونهى عن إكراه الفتيات على الزنا
وتكررت هذه المقاصد في هذه السورة إلى ذكر حكم العورات الثلاث، ودخول بيوت الأقارب وذوي الأرحام، وكل هذا مما تبرأ ذمة المؤمن بالتزام ما أمر الله فيه من ذلك والوقوف عندما حده تعالى من أن يكون من العادين المذمومين في قوله تعالى
فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون }
[المؤمنون: 7]. وما تخلل الآي المذكورات ونسق عليها مما ليس من الحكم المذكور فلاستجرار الآي إياه واستدعائه، ومظنة استيفاء ذلك وبيان ارتباطه التفسير، وليس من شرطنا هنا - والله سبحانه وتعالى يوفقنا لفهم كتابه - انتهى.
2. بدأ سبحانه السورة معظما لها ؛ ثم رغب في امتثال ما فيها مبيناً أن تنويهاً للتعظيم بقوله: { أنزلناها } أي بما لنا من العظمة وتمام العلم والقدرة { وفرضناها } أي قررناها وقدرناها وأكثرنا فيها من الفروض وأكدناها { وأنزلنا فيها } بشمول علمنا { آيات } من الحدود والأحكام والمواعظ والأمثال وغيرها، مبرهناً عليها { بينات } لا إشكال فيها رحمة منا لكم، فمن قبلها دخل في دعوة نبينا صلى الله عليه وسلم التي لقناه إياها في آخر تلك فرحمه خير الراحمين، ومن أباها ضل فدخل في التبكيت بقولنا
3. { ألم تكن آياتي تتلى عليكم }[المؤمنون: 105] ونحوه، وذلك معنى قوله: { لعلكم تذكرون* } أي لتكونوا - إذا تأملتموها مع ما قبلها من الآيات المرققة والقصص المحذرة - على رجاء - عند من لا يعلم العواقب - من أن تتذكروا ولو نوعاً من التذكر - كما أشار إليه الإدغام - بما ترون فيها من الحكم أن الذي نصبها لكم وفصلها إلى ما ترون لا يترككم سدى، فتقبلوا على جميع أوامره، وتنتهوا عن زواجره، ليغفر لكم ما قصرتم فيه من طاعته، ويرحمكم بتنويل ما لا وصول لكم إليه إلا برحمته، وتتذكروا أيضاً بما يبين لكم من الأمور، ويكشف عنه الغطاء من الأحكام التي اغمت عنها حجب النفوس، وسترتها ظلمات الأهوية - ما جبل عليه الآدميون، فتعلموا أن الذي تحبون أن يفعل معكم بحب غيركم أن تفعلوه معه، والذي تكرهونه من ذلك يكرهه غيركم، فيكون ذلك حاملاً لكم على النصفة فيثمر الصفاء، والألفة والوفاء، فتكونوا من المؤمنين المفلحين الوارثين الداخلين في دعوة البشير النذير بالرحمة.
4. لما كان مبنى هذه الدار على الأنساب في التوارث والإمامة والنكاح وغير ذلك، ومبنى تلك الدار على الأعمال لقوله تعالى{ فلا أنساب بينهم يومئذ }[المؤمنون: 101] وكان قد حث في آخر تلك على الستر والرحمة، حذر رحمة منه في أول هذه من لبس الأنساب، وكسب الأعراض وقطع الأسباب، معلماً أن الستر والرقة ليسا على عمومهما، بل على ما يحده سبحانه، فقال مخاطباً للأئمة ومن يقيمونه ما قال فى بدأ السورة
5. قال الطبرسي في ذلك : إنه تعالى لما ذكر فيما تقدم أنه لم يخلق الخلق للعبث بل للأمر والنهي ذكر جل وعلا ههنا جملة من الأوامر والنواهي ولعل الأول أولى ( )
مقاصد السورة وأغراضها:
يلمح لهذه السورة مقصد تدور حوله وهو ذكر أحكام العفاف والستر والى جانب هذا المقصد
شملت هذه السورة من الأغراض كثيرا من أحكام معاشرة الرجال للنساء . ومن آداب الخلطة والزيارة
وأول ما نزلت بسببه قضية التزوج بامرأة اشتهرت بالزنى وصدر ذلك ببيان حد الزنى
وعقاب اللذين يقذفون المحصنات
وحكم اللعان
والتعرض إلى براءة عائشة رضي الله عنها مما أرجفه عليها أهل النفاق وعقابهم والذين شاركوهم في التحدث به
البيوت غير المسكونة
وآداب المسلمين والمسلمات في المخالطة
وإفشاء السلام
والتحريض على تزويج العبيد والإماء
والتحريض على مكاتبتهم أي إعتاقهم على عوض يدفعونه لمالكيهم
وتحريم البغاء الذي كان شائعا في الجاهلية
والأمر بالعفاف
وذم أحوال أهل النفاق والإشارة إلى سوء طويتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم
والتحذير من الوقوع في حبائل الشيطان
وضرب المثل لهدي الإيمان وضلال الكفر
والتنويه ببيوت العبادة والقائمين فيها
وتخلل ذلك وصف عظمة الله تعالى وبدائع مصنوعاته وما فيها من منن على الناس
وقد أردف ذلك بوصف ما أعده الله للمؤمنين وأن الله علم بما يضمره كل أحد وأن المرجع إليه والجزاء بيده ( )
هذا ولله الحمد والمنة
انتهى التقديم وإن شاء الله عن قريب ندرس آيات السورة واللهمن وراء القصد
وبعد فقد عزمت بعون الله على جمع تفسير لسورة النور
وها هو أضعه بين أيديكم لتقوموه والله أسئل أن يوفق لما فيه الخير
بين يدي السورة
التعريف بالسورة هذه سورة النور يذكر فيها النور بلفظه متصلا بذات الله ( الله نور السماوات والأرض ) ويذكر فيها النور بآثاره ومظاهره في القلوب والأرواح ; ممثلة هذه الآثار في الآداب والأخلاق التي يقوم عليها بناء هذه السورة وهي آداب وأخلاق نفسية وعائلية وجماعية تنير القلب وتنير الحياة ويربطها بذلك النور الكوني الشامل أنها نور في الأرواح وإشراق في القلوب وشفافية في الضمائر مستمدة كلها من ذلك النور الكبير وهي تبدأ بإعلان قوي حاسم عن تقرير هذه السورة وفرضها بكل ما فيها من حدود وتكاليف ومن آداب وأخلاق
(سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فيدل هذا البدء الفريد على مدى اهتمام القرآن بالعنصر الأخلاقي في الحياة ; ومدى عمق هذا العنصر وأصالته في العقيدة الإسلامية وفي فكرة الإسلام عن الحياة الإنسانية والمحور الذي تدور عليه السورة كلها هو محور التربية التي تشتد في وسائلها إلى درجة الحدود وترق إلى درجة اللمسات الوجدانية الرفيقة التي تصل القلب بنور الله وبآياته المبثوثة في تضاعيف الكون وثنايا الحياة والهدف واحد في الشدة واللين هو تربية الضمائر واستجاشة المشاعر ; ورفع المقاييس الأخلاقية للحياة حتى تشف وترف وتتصل بنور الله وتتداخل الآداب النفسية الفردية وآداب البيت والأسرة وآداب الجماعة والقيادة بوصفها نابعة كلها من معين واحد هو العقيدة في الله متصلة كلها بنور واحد هو نور الله وهي في صميمها نور وشفافية وإشراق وطهارة تربية عناصرها من مصدر النور الأول في السماوات والأرض نور الله الذي أشرقت به الظلمات في السماوات والأرض والقلوب والضمائر والنفوس والأرواح
ويجري سياق السورة حول محورها الأصيل في خمسة أشواط
الشوط الأول يتضمن الإعلان الحاسم الذي تبدأ به ; ويليه بيان حد الزنا وتفظيع هذه الفعلة وتقطيع ما بين الزناة والجماعة المسلمة فلا هي منهم ولا هم منها ثم بيان حد القذف وعلة التشديد فيه ; واستثناء الأزواج من هذا الحد مع التفريق بين الزوجين بالملاعنة ثم حديث الإفك وقصته وينتهي هذا الشوط بتقرير مشاكلة الخبيثين للخبيثات ومشاكلة الطيبين للطيبات وبالعلاقة التي تربط بين هؤلاء وهؤلاء
الشوط الثاني ويتناول وسائل الوقاية من الجريمة وتجنيب النفوس أسباب الإغراء والغواية فيبدأ بآداب البيوت والاستئذان على أهلها والأمر بغض البصر والنهي عن إبداء الزينة للمحارم والحض على إنكاح الأيامي والتحذير من دفع الفتيات إلى البغاء وكلها أسباب وقائية لضمانة الطهر والتعفف في عالم الضمير والشعور ودفع المؤثرات التي تهيج الميول الحيوانية وترهق أعصاب المتحرجين المتطهرين وهم يقاومون عوامل الإغراء والغواية
الشوط الثالث يتوسط مجموعة الآداب التي تتضمنها السورة فيربطها بنور الله ويتحدث عن أطهر البيوت التي يعمرها وهي التي تعمر بيوت الله وفي الجانب المقابل الذين كفروا وأعمالهم كسراب من اللمعان الكاذب ; أو كظلمات بعضها فوق بعض ثم يكشف عن فيوض من نور الله في الآفاق في تسبيح الخلائق كلها لله وفي إزجاء السحاب وفي تقليب الليل والنهار وفي خلق كل دابة من ماء ثم اختلاف أشكالها ووظائفها وأنواعها وأجناسها مما هو معروض في صفحة الكون للبصائر والأبصار
الشوط الرابع يتحدث عن مجافاة المنافقين للأدب الواجب مع رسول الله ص في الطاعة والتحاكم ويصور أدب المؤمنين الخالص وطاعتهم ويعدهم على هذا الاستخلاف في الأرض والتمكين في الدين والنصر على الكافرين
الشوط الخامس يعود إلى آداب الاستئذان والضيافة في محيط البيوت بين الأقارب والأصدقاء وإلى آداب الجماعة المسلمة كلها كأسرة واحدة مع رئيسها ومربيها رسول الله ص وتتم السورة بإعلان ملكية الله لما في السماوات والأرض وعلمه بواقع الناس وما تنطوي عليه حناياهم ورجعتهم إليه وحسابهم على ما يعلمه من أمرهم وهو بكل شيء عليم
أسماء السورة الكريمة:
قال الطاهر بن عاشور :سميت هذه السورة ( سورة النور ) من عهد النبي صلى الله عليه وسلم . روي عن مجاهد قال رسول الله : ( علموا نساءكم سورة النور ) ولم أقف على إسناده .
وعن حارثة بن مضر : ( كتب إلينا عمر بن الخطاب أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور ) . وهذه تسميتها في المصاحف وكتب التفسير والسنة ولا يعرف لها اسم آخر .
ووجه التسمية أن فيها آية ( الله نور السماوات والأرض ( )
الكلام على مدنية السورة وعدد آياتها:
سورة النور مدنية وهي اثنتان أو أربع وستون آية ( )
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزلت سورة النور بالمدينة( )
وأخرج عن ابن الزبير مثله
وحكى الإجماع فى ذلك قال صاحب زاد المسير : وهي مدينة كلها بإجماعهم( )
ويؤيده : ما حوت السورة من تشريعات وغير ذلك من علامات السور المدنية
ونقل الآلوسي وغيره عن القرطبي أن آية (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم ......)( ) الخ مكية
قال ابن عاشور : وقد وقع في نسخ تفسير القرطبي عند قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لسيتأذنكم الذين ملكت أيمانكم ) الآية في المسألة الرابعة كلمة ( وهي مكية ) يعني الآية . فنسب الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي وتبعه الآلوسي إلى القرطبي أن تلك الآية مكية مع أن سبب نزولها الذي ذكره القرطبي صريح في أنها نزلت بالمدينة كيف وقد قال القرطبي في أول هذه السورة ( مدنية بالإجماع ) . ولعل تحريفا طرأ على النسخ من تفسير القرطبي وأن صواب الكلمة ( وهي محكمة أي غير منسوخ حكمها فقد وقعت هذه العبارة في تفسير ابن عطية قال ( وهي محكمة قال ابن عباس : تركها الناس )( )
قلت : ويؤيده عدم وجود هذا القول فى بعض النسخ ( )
وقد عدت هذه السورة المائة في ترتيب نزول سور القرآن عند جابر ابن زيد عن ابن عباس . قال : نزلت بعد سورة ( إذا جاء نصر الله ) وقبل سورة الحج أي عند القائلين بان سورة الحج مدنية
ما ورد فى فضائل السورة
قال السيوطي فى الدر المنثور :
1. أخرج الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وابن مردويه عن عائشة مرفوعا " لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة -يعني النساء- وعلموهن الغزل وسورة النور( ) "
قلت : اخرجه الحاكم فى المستدرك كتاب التفسير باب تفسير سورة النور ج:2 ص:430 حديث رقم3494- حدثنا أبو علي الحافظ أنبأ محمد بن محمد بن سليمان ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تنزلوهن الغرف و لا تعلموهن الكتابة ـ يعني النساء ـ و علموهن المغزل و سورة النور
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
قلت : قال الذهبي قي التلخيص : بل موضوع
قلت: وتعقبه ابن حجر في أطرافه فقال إن في إسناد الحاكم عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك
قلت اخرجه البيهقى فى الشعب
2453أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو علي الحافظ أنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله e لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة يعني النساء وعلموهن الغزل وسورة النور
قلت هذا الحديث لا يصح بهذا الإسناد ففيه محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وهو مرمى بالتدليس ( )
وفيه عبد الوهاب بن الضحاك بن أبان السلمى العرضى ، أبو الحارث الحمصى سكن سلمية بنواحى حمص
وهو متروك الحديث رمى بالوضع
وأخرجه الطبرانى فى المعجم الأوسط قال :
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا محمد بن إبراهيم الشامي قال نا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن المغزل وسورة النور
قال الهيثمى :رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن إبراهيم الشامي قال الدارقطني : كذاب ( )
2. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نسائكم سورة النور "
قلت اخرجه البيهقى فى الشعب ذكر السبع الطوال
أخبرنا أبو نصر بن قتادة ثنا أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا عتاب بن بشير عن خصيف عن مجاهد قال قال رسول الله علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نساءكم سورة النور
والعلة فى ذلك :أن في الأولى أبلغ زاجر للرجال وفي الثانية أبلغ زاجر للنساء إذ فيها قصة الإفك وتحريم إظهار الزينة وغير ذلك مما هو مختص بهن ولائق بحالهن ( )
قلت وفيه
عتاب بن بشير الجزرى ، أبو الحسن و يقال أبو سهل ، الحرانى ، مولى بنى أمية
قال ابن حجر : صدوق يخطىء
قال الذهبي : قال أحمد : أحاديثه عن خصيف منكرة ، و قال ابن معين : ثقة
وفيه خصيف بن عبد الرحمن الجزرى أبو عون الحرانى الخضرمى الأموى مولى عثمان بن عفان و يقال مولى معاوية
قال ابن حجر : صدوق سىء الحفظ ، خلط بأخرة ، و رمى بالإرجاء
قال الذهبي : صدوق سىء الحفظ ، ضعفه أحمد
3. وأخرج أبو عبيد في فضائله عن حارثة بن مضرب قال : كتب إلينا عمر بن الخطاب
أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور
4. وأخرج الحاكم فى المستدرك وصححه الذهبي عن أبي وائل قال حججت أنا وصاحب لي - وابن عباس على الحج - فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها فقال صاحبي يا سبحان الله ماذا يخرج من رأس هذا الرجل لو سمعت هذا الترك لأسلمت ( )
ووجه اتصالها بسورة المؤمنين
1. أنه سبحانه لما قال فيها { والذين هم لفروجهم حافظون }[المؤمنون:5] ثم قال تعالى
{ فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون }[المؤمنون: 7]
استدعى الكلام بيان حكم العادي في ذلك، ولم يبين فيها فأوضحه في سورة النور فقال تعالى { الزانية والزاني } - الآية، ثم أتبع ذلك بحكم اللعان والقذف وانجرّ مع ذلك الإخبار بقصة الإفك تحذيراً للمؤمنين من زلل الألسنة رجماً بالغيب { وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم } وأتبع ذلك بعد بوعيد محبّي شياع الفاحشة، في المؤمنين بقوله تعالى
{ إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات }
[النور: 23] الآيات، ثم بالتحذيرمن دخول البيوت إلا بعد الاستئذان المشروع الذي إنما جعل من أجل النظر، ثم بالأمر بغض الأبصار للرجال والنساء الذي هو داعية الزنا ونهى النساء عن إبداء الزينة إلا لمن سمى الله سبحانه في الآية، وأمر فيها بالإنكاح حفظا للفرج وأمر من لم يقدر على النكاح بالاستعفاف ونهى عن إكراه الفتيات على الزنا
وتكررت هذه المقاصد في هذه السورة إلى ذكر حكم العورات الثلاث، ودخول بيوت الأقارب وذوي الأرحام، وكل هذا مما تبرأ ذمة المؤمن بالتزام ما أمر الله فيه من ذلك والوقوف عندما حده تعالى من أن يكون من العادين المذمومين في قوله تعالى
فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون }
[المؤمنون: 7]. وما تخلل الآي المذكورات ونسق عليها مما ليس من الحكم المذكور فلاستجرار الآي إياه واستدعائه، ومظنة استيفاء ذلك وبيان ارتباطه التفسير، وليس من شرطنا هنا - والله سبحانه وتعالى يوفقنا لفهم كتابه - انتهى.
2. بدأ سبحانه السورة معظما لها ؛ ثم رغب في امتثال ما فيها مبيناً أن تنويهاً للتعظيم بقوله: { أنزلناها } أي بما لنا من العظمة وتمام العلم والقدرة { وفرضناها } أي قررناها وقدرناها وأكثرنا فيها من الفروض وأكدناها { وأنزلنا فيها } بشمول علمنا { آيات } من الحدود والأحكام والمواعظ والأمثال وغيرها، مبرهناً عليها { بينات } لا إشكال فيها رحمة منا لكم، فمن قبلها دخل في دعوة نبينا صلى الله عليه وسلم التي لقناه إياها في آخر تلك فرحمه خير الراحمين، ومن أباها ضل فدخل في التبكيت بقولنا
3. { ألم تكن آياتي تتلى عليكم }[المؤمنون: 105] ونحوه، وذلك معنى قوله: { لعلكم تذكرون* } أي لتكونوا - إذا تأملتموها مع ما قبلها من الآيات المرققة والقصص المحذرة - على رجاء - عند من لا يعلم العواقب - من أن تتذكروا ولو نوعاً من التذكر - كما أشار إليه الإدغام - بما ترون فيها من الحكم أن الذي نصبها لكم وفصلها إلى ما ترون لا يترككم سدى، فتقبلوا على جميع أوامره، وتنتهوا عن زواجره، ليغفر لكم ما قصرتم فيه من طاعته، ويرحمكم بتنويل ما لا وصول لكم إليه إلا برحمته، وتتذكروا أيضاً بما يبين لكم من الأمور، ويكشف عنه الغطاء من الأحكام التي اغمت عنها حجب النفوس، وسترتها ظلمات الأهوية - ما جبل عليه الآدميون، فتعلموا أن الذي تحبون أن يفعل معكم بحب غيركم أن تفعلوه معه، والذي تكرهونه من ذلك يكرهه غيركم، فيكون ذلك حاملاً لكم على النصفة فيثمر الصفاء، والألفة والوفاء، فتكونوا من المؤمنين المفلحين الوارثين الداخلين في دعوة البشير النذير بالرحمة.
4. لما كان مبنى هذه الدار على الأنساب في التوارث والإمامة والنكاح وغير ذلك، ومبنى تلك الدار على الأعمال لقوله تعالى{ فلا أنساب بينهم يومئذ }[المؤمنون: 101] وكان قد حث في آخر تلك على الستر والرحمة، حذر رحمة منه في أول هذه من لبس الأنساب، وكسب الأعراض وقطع الأسباب، معلماً أن الستر والرقة ليسا على عمومهما، بل على ما يحده سبحانه، فقال مخاطباً للأئمة ومن يقيمونه ما قال فى بدأ السورة
5. قال الطبرسي في ذلك : إنه تعالى لما ذكر فيما تقدم أنه لم يخلق الخلق للعبث بل للأمر والنهي ذكر جل وعلا ههنا جملة من الأوامر والنواهي ولعل الأول أولى ( )
مقاصد السورة وأغراضها:
يلمح لهذه السورة مقصد تدور حوله وهو ذكر أحكام العفاف والستر والى جانب هذا المقصد
شملت هذه السورة من الأغراض كثيرا من أحكام معاشرة الرجال للنساء . ومن آداب الخلطة والزيارة
وأول ما نزلت بسببه قضية التزوج بامرأة اشتهرت بالزنى وصدر ذلك ببيان حد الزنى
وعقاب اللذين يقذفون المحصنات
وحكم اللعان
والتعرض إلى براءة عائشة رضي الله عنها مما أرجفه عليها أهل النفاق وعقابهم والذين شاركوهم في التحدث به
البيوت غير المسكونة
وآداب المسلمين والمسلمات في المخالطة
وإفشاء السلام
والتحريض على تزويج العبيد والإماء
والتحريض على مكاتبتهم أي إعتاقهم على عوض يدفعونه لمالكيهم
وتحريم البغاء الذي كان شائعا في الجاهلية
والأمر بالعفاف
وذم أحوال أهل النفاق والإشارة إلى سوء طويتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم
والتحذير من الوقوع في حبائل الشيطان
وضرب المثل لهدي الإيمان وضلال الكفر
والتنويه ببيوت العبادة والقائمين فيها
وتخلل ذلك وصف عظمة الله تعالى وبدائع مصنوعاته وما فيها من منن على الناس
وقد أردف ذلك بوصف ما أعده الله للمؤمنين وأن الله علم بما يضمره كل أحد وأن المرجع إليه والجزاء بيده ( )
هذا ولله الحمد والمنة
انتهى التقديم وإن شاء الله عن قريب ندرس آيات السورة واللهمن وراء القصد