مقدمات في سورة آل عمران

إنضم
7 مايو 2004
المشاركات
2,562
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الخبر - المملكة ا
الموقع الالكتروني
www.islamiyyat.com
بدأت أولى حلقات برنامج بينات في الدورة البرامجية الجديدة يوم الأربعاء الماضي وبدأ الحديث عن سورة آل عمران.

تابعت الحلقة بشغف ويمكنني أن أقول أنها كانت حلقة فتح للدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري (ولا أنقص هنا من قدر الأفاضل الدكتور مساعد والدكتور عبد الرحمن). أعجبتني بعض الوقفات فنقلتها لكم للفائدة

مقدمات في سورة آل عمران
برنامج بينات

سر تسمية السورة:
عمران المقصود في السورة هو والد مريم عليها السلام لأن أصل السورة وموضوعها الأساس هو محاجّة أهل الكتاب في تأليههم لعيسى عليه السلام فذِكر آل عمران في السورة ليقال على أن عيسى هذا له نسب وله أهل وليس إلهاً كما تزعمون يا ايها النصارى وهذا على ما اعتقد سر تسمية السورة بهذا الإسم، بإسم هذه الأسرة أي أن عيسى هذا هو فرد من أفراد أسرة صالحة مشهورة بالنبوة والرسالة فإياكم أن تفعلوا كما فعل النصارى. ثمانون آية من السورة جاءت لهذا الغرض.

مناسبات هذه السورة مع ما قبلها وهي سورة البقرة: عندما تتأمل السورتين فهما متلازمتان وعندما تنظر إليهما تجد أن بينهما تكاملاً نشير إلى بعض وجوه هذا التكامل بين السورتين:

في سورة البقرة قال في بدايتها (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)) ذكر الفلاح في أول سورة البقرة وفي آخر سورة عمران جاء قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)) أول سورة البقرة وخاتمة سورة آل عمران ذكر فيهما الفلاح كأنهما سورة واحدة.

في سورة البقرة يذكر الله سبحانه وتعالى هداية الكتاب للناس جميعاً ثم يذكر أصناف الناس المؤمنون ثم الكافرون ثم المنافقون وصفاتهم، في سورة آل عمران يذكر الشبهات التي نشأت بعد نزول هذا الكتاب والاعتراضات التي جاءت من الطوائف ومنهم النصارى. فيقول تعالى في أول السورة (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)) هذا بعد نزول الكتاب وهذا تعريف بالكتاب وأنه جاء هدى للناس (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) البقرة)
في البقرة ذكر قصة آدم عليه السلام وأنه خُلِق من غير أب ولا أم وفي سورة آل عمران ذكر قصة خلق عيسى عليه السلام من أم بلا أب فكأنما يقول إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم الذي ذكرنا لكم قصة خلقه في سورة البقرة فإن كنتم تعجبون من هذا فذاك أعجب.

اليهود، في سورة البقرة جاء الحجاج معهم والتذكير لهم بنعمة الله وقصتهم والتفصيل في ذلك وبيان أنهم كذبوا وجحدوا وأكثروا من الاعتراض والمحاجة، وفي آل عمران مع النصارى لأن الطائفتين مقترنتان إذا ذُكرت إحداهما ذُكرت الأخرى. وهما تفسير لما جاء في فاتحة الكتاب (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)) المغضوب عليهم اليهود ذكروا في سورة البقرة والضالين النصارى ذكروا في سورة آل عمران.

من المناسبات أيضاً أنه في سورة البقرة كثر الحث على الجهاد (كتب عليكم القتال كره لكم) وذكر القتال وما يتصل به وفي سورة آل عمران ذُكر الجهاد في غزوة بدر وغزوة أُحد وتبعاته والبلاء به وأن الله يتخذ من المؤمنين شهداء والدروس المستفادة من هذا الجهاد. ولذلك قرابة ستين أو أكثر آية من سورة آل عمران في غزوة أُحد دروسها وفوائدها وأشير إلى غزوة بدر في آيتين أو أربع آيات والباقي في غزوة أُحد.

في خواتيم سورة البقرة جاء الدعاء ولكنه دعاء يتصل بأصل التشريع أن لا يكلفنا الله بما لا نطيق وأن لا يؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا وفي أول وآخر سورة آل عمران ورد الدعاء بالثبات على الإيمان وفي مغفرة الذنوب (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)) (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)) هناك مناسبة في الدعاء، في البقرة جاء الدعاء في آخرها وفي آل عمران جاء الدعاء في آخرها، في البقرة جاء الدعاء في أصل الدين وأصل التكليف وفي آل عمران جاء الدعاء بالثبات وما يتصل بذلك.

بُنيت سورة آل عمران على ركنين أساسيين

أولهما تقرير عقيدة الألوهية والتوحيد ومحاجة النصارى هو في هذا الأصل لأنهم يجادلون في ألوهية عيسى أو في بنوته ولكن الله سبحانه وتعالى يؤكد في هذه الآية التي تصل إلى 83 آية يذكرون أنها نزلت مرة واحدة كلها جدال مع النصارى في هذا الأصل وهو إثبات عقيدة الألوهية وأن الله سبحانه وتعالى هو وحده المستحق للعبادة وأن عيسى عليه السلام ما هو إلا نبي من الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى.

الركن الثاني هو التشريع وخاصة تشريع الجهاد وتفاصيله كما ذكر في غزوة أُحد وأطال في تفاصيلها وقد كان لها وضع خاص عندما تقهقر المسلمون وكان لهم فيها درس غير درس غزوة بدر التي كان فيها انتصارات وغنائم، أُحد كان فيها انكسار وأصيب النبي عليه الصلاة والسلام وقُتل من الصحابة كثير واستشهد حمزة رضي الله عنه فكان درساً قاسياً جداً فجاءت سورة آل عمران تفصِّل في هذا الجانب. وآيات الجهاد في السورة فيها دروس كثيرة جداً وعِبَر للجهاد في الإسلام وأحكامه وتشريعه. (إبن القيم في كتابه زاد المعاد إستفاض في ذكر الدروس المستنبطة من غزوة أُحد)
 
[align=center][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]الأخت الكريمة " سمر "

جزاك الله خيرا ونفع بك الأمـــــــــة[/grade][/align]
 
جزاك الله خيرا فعلا حلقة ممتعة
 
عودة
أعلى