مقترحاتكم في كيفية طرح التفسير من خلال خطبة الجمعة

إنضم
03/03/2007
المشاركات
344
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
الرياض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني في الله إن ما يشهد به واقع الحال لينطق ببعد عوام المسلمين عن فهم كلام ربهم و تقتصر تلاوتهم لكتاب الله على تحصيل أجر تلاوة الحروف و البركة - إن صح التعبير - ، ولا يخفى على أمثالكم ما تمثله خطبة الجمعة من فرصة لاجتماع المسلمين و سماعهم لخطبة الجمعة .
لكن واقع خطب الجمعة - إلا من رحم الله - بحاجة إلى إعادة نظر لتفعيل دورها في توعية الأمة و تعميق صلتها بدينها.
ومن المقترحات في ذلك : تقريب التفسير بين يدي المسلمين من خلال خطبة الجمعة، لكن قد يعترض ذلك عقبات في الآلية و المنهجية ، فهل من مقترحات في ذلك - خصوصا من الإخوة أصحاب التجربة - ؟؟

الحاصل نريد أن نصل لطريقة إرشادية يتم توزيعها على الخطباء ممن يرغب في ذلك لكن تعترضه بعض الصعوبات في صياغة تيكم الخطبة

هل من مقترحات في ذلك أثابكم الله ؟
 
الأستاذ عبدالرحمن شاهين؛
لا أرى بتاتا إقحام التفسير في خطبة الجمعة، والتي من المفترض أن تخصص لما شاع من أمور، حتى يكون الخطيب ابن بيئته يعالج أمراضه ويتتبع عللها، أما أن تصبح الخطبة درسا تعليميا، فالعامة لا شأن لهم بالتفسير، ولا باختلاف القراءات ولا يأسباب النزول، ولا...
 
أنا أخالفُ الأخ محمد جابري جملة وتفصيلاً وأقول عن تجربة إنه لا شيء أنفعُ في الجمعة من القرآن وتفسيره , ولكن الأمر يحتاج إلى مهارة وحسن في الجمع والصياغة والعرض , وليس معنى التفسير في الجمع الاستطراد في الأعاريب والاستشهاد للغريب بأقاويل شعراء الجاهلية وسرد الأحكام المستخلصة وغيرها مما تمتلئ به بطون التفاسير , لكن القصد أن تُنتزَع الهدايات التي تنفع المسلم في الممارسة العملية وتُساق له في قالب خطبة يخرج بعدها مستعدا لتمثل وامتثال ما سمعته أذناه.
وعلى سبيل المثال فقد حضني الشيخ عبد الله بن غديان رحمه الله على هذا الأمر (استخلاص الهدايات القرآنية للموضوع الواحد المناسب للعرض في الخطبة بعد حصر جميع آياته) وجربته من سنوات ووجدت فيه من الفتوح علي وعلى الناس أمرا لم يكن يدور بخيال أو يخطر ببال , واقتنعتُ شخصيا في خطبة الجمعة بأن يختار الخطيب موضوعاً قرآنياً يستطيع حبكه وصياغته بلا خلل ولا تقصير , يمكن لمساحة خطبة الجمعة الزمنية أن تستوفيهُ بحيثُ لا يبقى لدى السامع نقصٌ في استيعاب خلاصة نظرية القرآن حولهُ مع الاستعانة بصحيح السنة في إكمال جوانب الموضوع , ومن أمثلة الموضوعات:
"الاعتذار في القرآن الكريم"
حيث ذكرتُ في هذه الخطبة أهمية نظر الإنسان إلى تكوينه من الضعف الملازم لهُ ملازمة لحمه لعظمه كما قال الله (((وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ))) , وبينت أن من أدل أمارات الضعف في الإنسان فعلهُ الفعلَ وقولهُ الكلمةَ عن قناعة تامة ثُم عوْدُه عنها وطلبهُ الإبراء مما يترتب عليها وهو الخلق المعروف بالاعتذار.
وبينت أنه من خلق الأنبياء ولو لم يكن المتخلق به مخطئاً كما في قصة هارون يوم قال لبني إسرائيل في مغيب موسى عليهما السلام (((
وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ))) فأبوا أن يطيعوه وتمادوا في الغي والضلالة , فغضب موسى على أخيه عليهما السلامُ وقال ((( يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ))) فبادر هارون إلى الاعتذار بقوله ((( يابْنَ أُمِّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ))) , وأنه بالغ في نفي عدم المبلاة بأمر موسى لهُ , بل أفرغ وسعه في القيام به حتى خشي الهلاك والموت فقال ((( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ))).
وبينتُ أن كرم خلق هارون قوبل بكرم خلق موسى عليه السلام في قبول الاعتذار بل والزيادة على ذلك بالإشراك فيما يدعو به لنفسه يوم قال ((( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ))) ثم أشرتُ إلى أن الحال الكاملة الحسنة في الاعتذار ومقابلته بالقبول والزيادة على ذلك بالإحسان المتمثل في الدعاء للمعاتَب المَلُوم هو غايةُ ما ينبغي أن يطمح إليه المؤمنُ ويتخلق به , لأنه مشمولٌ مع النبي صل1 بقوله تعالى (((أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ))).
ثم ثنيتُ بقصة موسى مع صاحب الحوت , وأمر الله للمتقاسمين المواريث بالاعتذار لمن حضرها من أولي القربى واليتامى والمساكين , واعتذار النبي صل1 للصعب بن جثامة رضي الله عنه عن قبول هديته بسبب الإحرام وما فيه من تطييب الخاطر ودفع ظنون السوء , واعتذار والدة أنس رضي الله عنه من هديتها لرسول الله صل1 يوم قالت له ((( إن هذا لك منا لقليل ))) وأن المنبغي للكريم الجواد أم يتمثل حال أم أيمن رضي الله عنها.
وبينتُ قُبح الكذب في الاعتذار وأن القرآن جعلهُ خصيصةً تميز بها المنافقون عمن سواهم وذلك في قوله تعالى ((( يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ ))) وقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عن هذه الجريرة ((( إن<َ خصلتين أنجاهما الكذب لخصلتا سوء ))).
وختمتُ بأن الاعتذار أعز ما يكون يومَ القيامة لقول الله تعالى ((( هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ))) , وأنهُ لا أحد أحب إليه الاعتذار من الله تعالى من أجل ذلك أنزل الكتب وأرسل الرسل كما في الحديث الصحيح.​
.
 
الأستاذ عبدالرحمن شاهين؛
لا أرى بتاتا إقحام التفسير في خطبة الجمعة، والتي من المفترض أن تخصص لما شاع من أمور، حتى يكون الخطيب ابن بيئته يعالج أمراضه ويتتبع عللها، أما أن تصبح الخطبة درسا تعليميا، فالعامة لا شأن لهم بالتفسير، ولا باختلاف القراءات ولا يأسباب النزول، ولا...

اخي الفاضل : جزاك الله خيرا على تعقيبك و لكن إئذن لي أن أخالفك خلافا كليا حول هذه القضية، إذ أن ما شاع من الأمور و ما يعانيه المجتمع من معضلات ترى حله في كتاب الله عز وجل بلا ريب و لا ينكر أحد أن جهل الأمة بمعاني و مقاصد الوحي سبب لهذه المشاكل و لو سلمنا بقولك أن العامة لا شأن لهم بالتفسير فلماذا أنزل القرآن إذن ؟؟ أذكرك أن مقصودي بالتفسير هو معنى الآيات وما يرتبط به، وهذا لا يستغني عنه أحد. وليس ملح التفسير و ما يتعلق به من جوانب بلاغية مما يخرج عن صلب التفسير .

أخي الفاضل محمود الشنقيطي، جزاك الله خيرا على ذكر تجربتك، و ما فهمت منها أن الطريق الأفضل هو مسلك التفسير الموضوعي !! لكن ما ذكرته من موضوع الاعتذار في القرآن رأيته جمع للآيات و تقسيمها حسب عناصر الموضوع، ولكني عنيت تفسير الآيات و ليس الاستدلال بها
 
شكر الله لكم أيها الأفاضل على هذه المشاركة التي نحتاجها بحق فللأسف كثير من المصلين عندما تسألهم بعد عودتهم من صلاة الجمعة عن موضوع الخطبة فإن أكثرهم لا يذكرونها إلا من رحم ربي وهذا ببساطة لأنهم لم يستمعوا لها وإنما سمعوها فقط بآذانهم.
أقترح إن أذنتم لي أن يكون التحضير للخطبة على الشكل التالي:
أولا: تحديد الايات التي سوف يقؤها الإمام في صلاة الجمعة (ويحرص أن يكون الاختيار على آيات ذات موضوع معين أو قصة يخرج منها بفائدة)
تفسير الآيات التي ستتلى في الصلاة بشكل يبتعد فيه عن الإطالة وإنما يكون تفسيرا ميسرا لأن المصلين يتفاوتون في المستوى العلمي وما كان بسيطا ميسرا يقبله الجميع بشرط أن يكون بعيدا عن السجع واختيار الألفاظ المنمقة وإنما يخاطب الناس بلغتهم وتعبيراتهم البسيطة
إسقاط مفهوم الآيات على واقعنا الحالي ومحاولة الاستفادة في تطبيقها (وهنا أنصح أن يكون الأمر على غرار ما عرضه علماؤنا الأفاضل د. محمد الخضيري ود. محمد الربيعة في برنامج (لنحيا بالقرآن) ونصوص الحلقات موجودة هنا للاستفادة منها)
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=16997
أو يكون الموضوع في القواعد القرآنية كما شرحها الدكتور عمر المقبل حفظه الله وهي على هذا الرابط:
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=18382

تلاوة هذه الآيات في الصلاة حتى يترسخ عند المصلي ما سمعه فيعي معاني الآيات بشكل متدبر ويكون استماعه للآيات في الصلاة إستعادة لما جاء في الخطبة ومحاولة ربط لمعانيها بشكل واضح
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
 
بالنسبة لسورة الفاتحة فإن كل آية من آياتها تصلح لأن تكون خطبة مستقلة كاملة .
وسوف أجتهد لك خطبة في الآية الأولى لهذه السورة العظيمة كما يلي:
الآية الأولى: الحمد لله رب العالمين.
يمكن التطرق أولاً لأوجه القراءات في تلك الآية كلمة (الحمدَ)قراءة على النصب . نصبت على التخصيص .وكذلك تتطرق أيضاً للحديث الصحيح ( ‏ ‏قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ..... الى آخر الحديث. وتتطرق أيضاً الى فضائل سورة الفاتحة وأنها ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة إلا بها. (من صلى صلاة لم يقرأ فيها ‏ ‏بأم القرآن ‏ ‏فهي ‏ ‏خداج ‏ ‏..... )
(رب العالمين) فيها إشارة على السيطرة المطلقة لله الذي يستحق الحمد . وهذه الإشارة فيها من التجرد للخالق بأن لا أحد يستحق الحمد إلا هو سبحانه. وتبيان طرق الإشراك عند البشر بحمدهم لغير الله وهو الذي خلقهم.
آداب الحمد للنعم الكثيرة التي أنعمها الله على عبد.وإدامة الحمد يستوجب دوام النعمة عند الله تعالى . بينما شكر المعروف الذي بين البشر لا يستوجب الديمومة . مثال على ذلك : نعمة البصر(شرح ) ومثال على النعم الأخرى : نعمة الإيمان (شرح وتبيان)
والحمد لا يكون إلا لله فلا يُشرك به مخلوق ولو كان ذلك المخلوق ممن أسدى لك النعم. فشتان بين النعمة وبين إسداء المعروف. فالنعمة لا تكون إلا من الله عز وجل. يمكن نقل قصة مؤثرة سببها دوام الشكر . أو قصة مغايرة سببها كفر النعمة وأفضل قصة على ذلك الحديث الصحيح الذي فيه قصة الأبرص والأعمى والأقرع فهي قصة جميلة صحيحة.
ويمكن أيضاً التطرق الى التفريق بين الشكر والحمد . حيث أن التفريق بينهما دقيق. فالحمد أعم من الشكر . والحمد أيضاً لا يكون إلا لله بينما الشكر يكون للعبد وربه وكذلك فإن الشكر يقتضي وجود نعمة يُشكر عليها بينما الحمد لا يستوجب وجود نعمة وأيضاً فإن الحمد يكون باللسان بينما الحمد يكون باللسان والجارحة. (القلب).... الى آخر هذه الفروق. ويُضرب في ذلك أمثلة من القرآن الكريم عن الحمد وعن الشكر.
وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)
 
من الممكن للخطيب تفسير بعض الايات من خلال خطبة الجمعة وباسلوب مبسط مع استنباط الفوائد والاحكام من الاية
مثال ذلك : تفسير قصة قارون او اصحاب الجنتين مع التحذير من كفر النعمة

او تفسير آيات قصة ضيف ابراهيم عند الكلام عن اكرام الضيف ...
 
بسم1
يرى بعض أهل العلم أن لا يتعمد الخطيب دائما قراءة الآيات الت لها تعلق بموضوع الخطبة في صلاة الجمعة ، والنبي صلى الله عليه وسلم
غالبا ما كان يقرأ العلى والغاشية أو الجمعة والمنافقون ، والذي أقترحه بالنسبة للخطبة أن يركز على كتاب الله تعالى في تناوله لشتى المواضيع ، وأن يتجه للتدبر أكثر منه للتفسير ، وقد طالعت خطبا رائعة في الربط بين الايات في الموضوع الواحد ، ولعل فيما يطرحه الشيخ إبراهيم الحقيل والشيخ عبد الله البصري من خطب نماذج لربط المة من جديد بكتاب ربها تبارك وتعالى ويمكن الاستفادة من مقالات الشيخ السكران حفظ الله تعالى الجميع وكذا القائمين على هذا الصرح العظيم .
 
عودة
أعلى