مقامة في الرد على أدعياء معارضة القرآن

هشام البوزيدي

فريق إشراف ملتقى الانتصار للقرآن
إنضم
05/01/2013
المشاركات
30
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
أيها الأحبة, هذه مقامة كتبتها قبل شهور, ردا على أحد الطاعنين في القرآن, جاء بكلام يزعم به معارضة كلام الرحمن.

حدثنا أبو النوادر السوسي قال:

لبِثْتُ بِمَوطِنِي قُرابةَ العَام, حتى أضْجرنِي المُقام, واشتهيتُ السَّفَر, فخرجتُ في نَفَر, و قد أظلَّنا صَفَر, فلَقِينا شيخاً مُلثّماً يسْعى, رثَّ الهيئةِ لا يملك شِسْعاً (1), يلتحف بُرْنُساً (2) كالَّليل في ظلْمَتِه, يُجلِّلُ هَامَتَهُ بياضُ عِمامَتِه, أديبٌ أرِيب, فصيحٌ نصِيح, فقُلْنا مَنِ الشَّيْخ؟ فأجَاب: نشأتُ جَوَّالاً مُدْمِنَ تَرْحال, و ما زلتُ منذ صبايَ على هذه الحَال, قلنا: فحدِّثنا عن خبرِك, و بعض ما لقيتهُ في سفرِك فقال:


بينما أنا في "النِّتِّ" أمْخرُ عُبابُه, وأنْشُدُ لُبابَه, يَحْمِلُني ثَبَجُه (3), و يلْفَحُني وهَجُه, أُحاذِرُ مَصَائِبَه, و أعْتَزِلُ عَصائِبَه (4), ألْتَمِسُ لَبَدَهُ وسَبَدَه (5), وأتَحَاشى رغْوتَه و زَبَدَه, إذ زلَّتْ بِيَ الأنامِل, و هَوَتْ بيَ المحَامل (6), و ذاك دأْبُ النَّاقرين, فانْزلقْتُ في قَبْوِ قومٍ مُلْحِدين, يقُول أمْثَلُهم طريقةً إنَّا بِلا دِين, قومٌ إلى القِرَدَةِ انْتِسابُهُم, خَسُّوا فتلكَ أنْسابُهُم, تَأَسَّنُوا إبْلِيسَ تَأَسُّنا (7), فغَدوْا لكفره ألْسُنا, أوْشَاب أوباشٌ (8), أقْزَامٌ طَغَام (9), أخَفُّ من ريشِ الأزْلام (10), تألَّبُوا على أهْل الإسْلام, فلا يُسْمع لهم سوى فَحيحٍ و كَشِيش (11), و نَحِيطٍ و زِيَاط (12), قطَّع الله منهم النِّيَاط (13), أراذِلُ الورَى, يؤُمُّهمْ كلُّ زِبَعْرَى (14), في قلُوبهمْ غِمْرٌ و سَخِيمَة (15), كَعلْقَمِ أَرْضٍ وَخِيمَة (16), أولُو ألْسِنةٍ لَخْنَاء (17), و أقْلامٍ رعْناء, و قلوبٍ فُتِنَت, و جِيَفٍ أنْتَنَت, و أحْلامٍ خاوِيات, كَجِراءٍ عاوِيَات, يفْرَحُون بتُرَّهَات البَسَابِس (18), و يَهِيمُون في الحَنَادِس (19), فلا يعْرِفُون هِرًّا منْ بِرّ (20), و لا خيْراً منْ شَرّ, أهلُ هِيَاط ومِيَاط (21), و تَخْبِيط و تَخْليط (22), زعيمُهُمْ أرْذَلُهُم, و رأْسُهم أنْذَلُهُم, يقالُ لهُ المُدِير المُشْرِف, و لوْ أنْصفُوا لقالوا المُبير المُسْرِف, عِرْبِيدٌ شِنْظِير (23), مَخْذُول مَرْذُول, إذا سُمِعَتْ مِنْهُ نَحْنَحَة, صَاحَتِ الغَوْغَاءُ: "ما أفْصَحَه!", و ما جَاءَ بزَنْدَقَة إلا نعَقَتْ "ما أصْدَقَه!", فأظْهَرْتُ مُوافَقَتَه, و طَلَبْتُ لِقَاءه, أبْغي شَقاءهَ, و أزْمعْتُ أن أفْضَحَه, و أعْدَدْتُ أَحْرُفًا كالنِّبَال لأَنْضَحَه (24), فدعَاني للإفْطارِ في شِرْذِمَته, فَخَرَجْتُ مُبكِّرا,ً وأتيتهُ متَنَكِّرا, فوجدْتهُ في مقهى, هوَ أشبهُ بالملْهى, تُظلِّلُه سحائبُ الدُّخان, و تئِنُّ أركانُهُ من رَجَّةِ الألْحان, فاسْتَدْرَجْتُهُ قَائِلا: "عجِبْتُ لِلِسَانكَ الحدِيد, و جَلَدِكَ المَدِيد, و ثَقَافَتِكَ السَّابِغَة, أيُّها النَّابِغَة, لَكَأَنِّي بك تنْطَحُ صخْرا, تَارَةً إثْرَ أُخْرَى, بِحَرْبِك المِلَّة, معَ الذِّلَّةِ و القِلَّة, و تُحاولُ أمْراً إمْرا, قَصُرَتْ عنهُ القَياصِرَة, و انْكَسَرَتْ دونَهُ الأَكَاسِرَة؟ فكيفَ تُفْلِح في هَذا الأوَان, فيما أعْجَزَ صاحِبَ الإيوَان؟ فأجَابني:


إنِّي قبِلْتُ التَّحَدِّي و عارضْتُ التَّنْزِيل, و ساقَ كلاماً كالهَذَيَان, فقُلْتُ في نَفْسِي: "أقَاءَ القِرْدُ أمِ اسْتَقَاء؟" فلمَّا ذهبَ عنهُ ما يجِد, قلتُ بنبْرَةِ المُشْفِق: أَمَا و قد أسْمَعْتَنِي منكَ الهَلَاوِس, فهاتِ المُعارَضَةَ يا غُلامَ القَسَاوِس؟ فقال لَأُعِيدَنَّها عَلَيْكَ مُرَتَّلَة؟ قلتُ هَجَاجَيْكَ يا لُكَع (25), و صَهْ يا أخا القِحَة, رَمَاكَ رَبِّي بكُلِّ جائِحَة, و هَاكَ سَجْعاً على السَّلِيقَة, يا شَرَّ الخَلِيقَة, يمْحَقُ سَفاسِفَك, و يَذْرو أَبَاطِيلَك, فإنِّي أراكَ على مِلَّةِ "يا ضفْدَعُ بنتَ ضِفْدَعَين", فَرَى اللهُ منْكَ الأَخْدَعَيْن (26), يا بعْرَةً بينَ بعْرَتيْن, يا منْ لا تُساوي فَلْسا, قدِ امْتْلأَ فوكَ قَلْسا (27), إنَّمَا مَثَلُك كمثل من بَصَقَ بصْقَة, فمَرَّ بهِ رَجُلٌ فأمْسَكَ بتَلَابِيبِهِ قَائِلا: "إيَاك أنْ تغْرَقَ في هذا اليَمِّ القَلَمَّس! (28)", فَلِمَ توَهَّمْتَ النَّباهَة, يا أبَا الفَهاهَة (29), و بَلَغَتْ بِكَ الجَرَاءَةُ غَايَتَها, وجَاوَزَتِ البَلادَةُ مُنْتَهَاهَا, حتَّى رُمْتَ مُجَارَاةَ أَحْسَنِ الحَديث, بِلَغْوِكَ الرَّكِيكِ يا خَبِيث؟ و كَذَلك أنتُم يا آل نسناس, ما نطَقْتُم إلاَّ قُلْنا قرودٌ زَقَحَت (30), و كِلابٌ تواقَحَت, و سَلاحِفُ تبَخْتَرَت, و هَوَامٌ تَكَبَّرَت, و ضَفَادِعُ زَمَخَتْ بأُنُوفِها و شَمَخَتْ (31), أما كفاكُمْ ما أنتُم فيهِ مِن الدَّخْدَخَة (32), فيا ليْتَ شعْرِي فيمَ الفَخْفَخَة؟ (33) أما لَكُمْ في القُرُودِ عُمُومَة, و في الزَّوَاحِفِ أُمُومَة؟


فلأَثْلِبَنَّكُمْ ثَلْبا (34), و لأَبْسُطَنَّ عَيْبَكُمْ بِجَرَامِيزِه (35), و لأسْرُدَنَّ عَارَكُمْ بِحَذَافِيرِه, و لَأُجَمْلِحَنَّ (36) رؤوسَكُمْ فأَذَرَهَا كالزَّلَقَة (37), و كالقِرَابِ المُعَلَّقَة, أَغَرَّكُمْ لُعَابُ الشَّمْس (38) فخِلْتُم طَحْلبكم طَلْحا مُورِقا, و حَسِبْتُمْ جِفَانَ صَدِيدِكُمْ مَرَقَا, فبِعِزَّةِ منْزِلِ الكِتاب, و مَن إليهِ المَتَاب, لأُذْهِبَنَّ عنكمُ الوَسَاوِس, و لأُلْقِمَنَّكُمُ الحَجَر, و لأُسِفَّنَّكُم رِمال هَجَر, و لأُطْعِمَنَّكُم عَصِيدَةَ حَنْظَل, و لأَسْقِيَنَّكُمْ شرابَ عَلقَم, و لأُفْحِمَنَّكُمْ أيَّمَا إِفْحَام, و لأُقْحِمَنَّكُمْ (39) الهَوَانَ أيَّمَا إقْحَام, و لأَتَخَيَّرَنَّ لكُمْ منَ الكَلِمِ أَقْذَعَه, و منَ الهِجاءِ أفْظَعَه, فَلَيْسَ يشْفِيكُمْ بعْدَ السِّنَان, إلَّا طَعْنُ الِّلسَان, فهاكُم جوابِي يا رِعَاع: "يا وَزَغَةُ أتَسْمَعِين, يا منْ في رأْس الخَبِيثِ تَرْتَعِين, لَفِّقِي ما تُلَفِّقِين, مَغَصٌ وَجِيع (40), و قَيْءٌ و رَجِيع, مِرَاءٌ و هُرَاء, و جِيَفٌ بلا فِرَاء, أَعَسَلٌ نَسِيل؟ (41) بلْ قَيْحٌ يسِيل, ألْسِنةٌ تَلَجْلَج (42), و صُدُورٌ تَرَجْرَج (43), فَلَأَلْحُوَنَّكُمْ لَحْوَ الْعَصَا (44), و لأَفْرِيَنَّكُمْ فَرْيَ الأَدِيم (45), حَتَّى أَتْرُكَكُمْ كَالسَّدِيم (46), فإِذَا تَنَسَّكَتِ الشَياطِين, و غَدَا العِلْمُ في الخَيَّاطِين, و عَادَ لِلْحَيْزَبُونِ (47) شَبَابُهَا, و اقْتَتَلَ بالبَابِ خُطَّابُهَا, و وَلَجَ البَعِيرُ في سَمِّ الخِيَاط, و تَعَالَى مِنَ السَّمَكِ العِيَاط (48), فَحِينَذَاكَ يَلْتَبِسُ الكَلَامَان, كَلاَمُ الْخَلْقِ و وَحْيُ الرَّحْمَن."
فَهَذَا ذَبِّي عَن نُورِ رَبِّي, فَكُفَّ عَنَّا هُوَاعَكَ (49), و لُمَّ عَنَّا أبْعَارَك, خَسِئْتَ و لَزِمْتَ عَارَك؟
فَكَعَّ و حَاص (50), و رَكَضَ لِيَسْتَقِلَّ البَاص, و انْسَلَّ و لَهُ حُطاط (51), و فَرَّ و لَهُ أَصِيص (52).
فَدَنَوْتُ منَ الشَّيْخِ حِينَ فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ و أَمَطْتُ عَنْ وَجْهِهِ اللِّثام, فإِذَا هُوَ و الله أَبو حُمَيْدٍ رَحَّال بنُ المَحْجُوب.

شرح الغريب:
(1) شِسْع: شسع النعل معروف, ويقال: ما يملك شسعا من مال.
(2) برنس: ثوب من صوف تتصل به قلنسوة.
(3) ثَبج: الشيء وسطه, وقد ذكر ثبج البحر في حديث أم حرام رضي الله عنها.
(4) عَصائِب: جمع عصابة.
(5) سبد ولبد: السبد الشعر واللبد الصوف, ويقال ما له سبد ولا لبد, أي لا كثير ولا قليل, واستعرته لالتماس فوائد الشبكة.
(6) محمل: ما يُحمل عليه.
(7) تَأَسَّنُوا إبْلِيسَ تَأَسُّنا: أشبهوه في خُلقه, نحو تأسن الولد أباه.
(8) أوْشَاب أوباشٌ: أخلاط من الناس
(9) طَغَام: سَفِلة الناس وأراذلهم.
(10) الأزْلام: قِداح كان يستقسم بها أهل الجاهلية, حُرّمت في سورة المائدة مع الخمر والميسر والأنصاب.
(11) فَحيحٍ و كَشِيش: الفحيح صوت الحية من فيها, والكشيش صوت جلدها.
(12) نَحِيط و زِيَاط: النحيط صوت مع توجع, والزياط الصياح.
(13) النِّيَاط: عرق غليظ متصل بالقلب.
(14) زِبَعْرَى: سيء الخلق.
(15) غِمْرٌ و سَخِيمَة: الغِمر الحقد, والسخيمة الضغينة.
(16) وَخِيمَة: وبيئة.
(17) لخْناء: منتنة
(18) تُرَّهَات البَسَابِس: الأمور التافهة
(19) الحَنَادِس: الظلمات.
(20) لا يعْرِفُ هِرًّا منْ بِرّ: لا يعرف من يبرّه ممن يكرهه.
(21) هم في هياط ومياط: في شر وجلبة.
(22) خبّط فلان أخطأ, والتخليط الهذيان.
(23) شِنْظِير : فاحش سيء الخلق.
(24) نَضَح القوم بالنبل: رماهم.
(25) هَجَاجَيْكَ: بمعنى كُفَّ.
(26)فرى الشيء: شقه وقطعه, و الأخدعان عرقان في الرقبة.
(27) القَلْس: ما يخرج من الحلق ملء الفم, وهو دون القيء.
(28) القَلَمَّس: من أسماء البحر. اليم القلمس أي الزاخر.
(29) الفَهاهَة: العي
(30) زَقْحَ: صوت القرد.
(31) زمخ وشمخ بأنفه: رفعه تكبرا.
(32) الدَّخْدَخَة : أشد الذُّل
(33) الفَخْفَخَة: الفخر بالباطل.
(34) ثلبه: إذا ذكر عيوبه ومثالبه.
(35) بجراميزه و بحذافيره بمعنى.
(36) جَمْلح: حَلَق.
(37) الزَّلَقة: الصخرة الملساء.
(38) لُعَابُ الشَّمْس: السراب.
(39) أقحمه المكان: أدخله فيه.
(40) وَجِيع: موجع.
(41) نَسِيل: عسل صُفّي من الشمع.
(42) تلَجْلج في كلامه: إذا لم يبينه.
(43) تَرَجْرَج الشيء اضطرب.
(44) لَأَلْحُوَنَّكُمْ لَحْوَ الْعَصَا: من خطبة للحجاج أي لأقشرنكم كما تقشر العصا.
(45) فري الأديم: شقّ الجلد.
(46) السديم: ضباب رقيق.
(47) الحيزبون: العجوز سيئة الخلق.
(48) العياط: الصياح.
(49) هواع: القيء.
(50) كَعَّ: جَبُن. حاص: حاد وعدل.
(51) حُطاط: رائحة خبيثة.
(52) أَصِيص: التواء من الجهد.
 
جميلة، بارك الله فيكم.
وليس مثلها بعزيز على أهل سوس الذين لم نزل نسمع عنهم أنهم يحفظون مقامات الحريري في الألواح.
 
سلمت يدك، وعلا قدرك ! غفر الله لنا ولك ولوالدينا. احتسب هذا الكلام عند الله فهو من أشرف وسائل الطعان. بارك الله فيك
 
أيها الأحبة, هذه مقامة كتبتها قبل شهور, ردا على أحد الطاعنين في القرآن, جاء بكلام يزعم به معارضة كلام الرحمن.

مقامة ذبِّ الذِّبَّان عن جناب القرآن
.... فأجَابني:

إنِّي قبِلْتُ التَّحَدِّي و عارضْتُ التَّنْزِيل, و ساقَ كلاماً كالهَذَيَان, فقُلْتُ في نَفْسِي: "أقَاءَ القِرْدُ أمِ اسْتَقَاء؟" فلمَّا ذهبَ عنهُ ما يجِد, قلتُ بنبْرَةِ المُشْفِق: أَمَا و قد أسْمَعْتَنِي منكَ الهَلَاوِس, فهاتِ المُعارَضَةَ يا غُلامَ القَسَاوِس؟ فقال لَأُعِيدَنَّها عَلَيْكَ مُرَتَّلَة؟ قلتُ هَجَاجَيْكَ يا لُكَع (25), و صَهْ يا أخا القِحَة, رَمَاكَ رَبِّي بكُلِّ جائِحَة, و هَاكَ سَجْعاً على السَّلِيقَة, يا شَرَّ الخَلِيقَة, يمْحَقُ سَفاسِفَك, و يَذْرو أَبَاطِيلَك, فإنِّي أراكَ على مِلَّةِ "يا ضفْدَعُ بنتَ ضِفْدَعَين", فَرَى اللهُ منْكَ الأَخْدَعَيْن (26), يا بعْرَةً بينَ بعْرَتيْن, يا منْ لا تُساوي فَلْسا, قدِ امْتْلأَ فوكَ قَلْسا (27), إنَّمَا مَثَلُك كمثل من بَصَقَ بصْقَة, فمَرَّ بهِ رَجُلٌ فأمْسَكَ بتَلَابِيبِهِ قَائِلا: "إيَاك أنْ تغْرَقَ في هذا اليَمِّ القَلَمَّس! (28)", فَلِمَ توَهَّمْتَ النَّباهَة, يا أبَا الفَهاهَة (29), و بَلَغَتْ بِكَ الجَرَاءَةُ غَايَتَها, وجَاوَزَتِ البَلادَةُ مُنْتَهَاهَا, حتَّى رُمْتَ مُجَارَاةَ أَحْسَنِ الحَديث, بِلَغْوِكَ الرَّكِيكِ يا خَبِيث؟ و كَذَلك أنتُم يا آل نسناس, ما نطَقْتُم إلاَّ قُلْنا قرودٌ زَقَحَت (30), و كِلابٌ تواقَحَت, و سَلاحِفُ تبَخْتَرَت, و هَوَامٌ تَكَبَّرَت, و ضَفَادِعُ زَمَخَتْ بأُنُوفِها و شَمَخَتْ (31), أما كفاكُمْ ما أنتُم فيهِ مِن الدَّخْدَخَة (32), فيا ليْتَ شعْرِي فيمَ الفَخْفَخَة؟ (33) أما لَكُمْ في القُرُودِ عُمُومَة, و في الزَّوَاحِفِ أُمُومَة؟.....

مقامة جميلة ، و جزاكم الله خيرا

و هؤلاء المُدّْعون - بهذيانهم - معارضة و مشابهة القرآن الكريم - كلام رب العالمين - إن هُمّ إلاّ أتباع للشيطان ، تَغَوَّط في رؤوسهم ، فامتد أَثَره إلى ألسنتهم ؛ فنطقتْ زُوراًً من القول و بُهتانا
 
لا فض فوك، إنها مقامة بديعة الزمان في الانتصار للقرآن...
وأنى لمن يدعي محاكة القرآن الكريم أن يذوق ما حوته هذه المقامة من فصيح الألفاظ وبليغ التركيب؟ لأن فهم اللغة وذوقها يردع النفس عن غيها في هذا الباب...
لقد أسمعت لو ناديت حيا........ولكن لا حياة لمن تنادي
حفظك الباري ذابا الأباطيل عن كتابه العزيز.
 
بارك الله فيك أخي هشام، لا تنسى إذا لقيت رحال بن المحجوب مرة أخرى أن تنصحه بإستدراج هؤلاء إلى الحوار الخاص لأنهم في الحوارات العامة تسيطر هويتهم الشمبانزيّة على حقيقتهم الإنسانية ولا حل معهم في المواجهة العامة إلا الجب، أما في الدردشات الخاصة فهم مختلفون تماما إلا من كان منهم شمبانزيّا بهويته وحقيقته فلا حل معه إلا المستشفيات المتخصصة.
 
بارك الله فيك أخي هشام، لا تنسى إذا لقيت رحال بن المحجوب مرة أخرى أن تنصحه بإستدراج هؤلاء إلى الحوار الخاص لأنهم في الحوارات العامة تسيطر هويتهم الشمبانزيّة على حقيقتهم الإنسانية ولا حل معهم في المواجهة العامة إلا الجب، أما في الدردشات الخاصة فهم مختلفون تماما إلا من كان منهم شمبانزيّا بهويته وحقيقته فلا حل معه إلا المستشفيات المتخصصة.
العجب كل العجب لمن ينجر وراء هؤلاء المتخلفين.
و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين.
 
العجب كل العجب لمن ينجر وراء هؤلاء المتخلفين.
و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين.
لا يا أخي، ليس كلهم متخلفين بل منهم مثقفين ولكنهم قلة والمثقفين منهم أغلبهم محترمين متأدبين، نسأل الله الهداية للجميع.
 
ليس في العنوان إلا الصحة والبلاغة، قال من لم يسمه لي من رويته عنه، أكرمكم الله وشرف مسامعكم ومرآكم:
[poem=]ذَلَّ مُسَيْلَمَةُ حِينَ جَارَى=مَن فِي السَّمَا والْأَرْضِ لاَ يُجَارَى
ذِلَّةَ مَن وَسْطَ الْمَلاَ تَغَوَّطَا=وَبَالَ عُرْيَاناً وَجَهْراً ضَرَطَا
[/poem]وإن كان المعني بهذا الهجاء هو أبو ثمامة مَسلَمة بن حبيب أو هارون بن حبيب الكذاب المشهور إلا أن معناه ينسحب على كل من يسول له الشيطان ويملي له بقدرته على النظر في مطلق صحة القرآن، وعلى كل من يتشكك في سلامة النص القرآني من النقص والزيادة عمدا أو غير عمد، وينصرف - بعد أو مع ذلك - إلى كل من يتخذ الصحابة أندادا له، يحتمل عملهم الصواب والخطأ بما هم ناس، ثم ينافق ويقول : وإن كان الصواب أكثر.
 

عنوان التعليق له : ( و لكن )
و قد يكون تعليقا على عنوان المقامة . و هناك عنوان مُقترح :
مقامة ( هَذَيان الشيطان في في معارضة القرآن )

ليس في العنوان إلا الصحة والبلاغة، قال من لم يسمه لي من رويته عنه، أكرمكم الله وشرف مسامعكم ومرآكم:
[poem=]ذَلَّ مُسَيْلَمَةُ حِينَ جَارَى=مَن فِي السَّمَا والْأَرْضِ لاَ يُجَارَى
ذِلَّةَ مَن وَسْطَ الْمَلاَ تَغَوَّطَا=وَبَالَ عُرْيَاناً وَجَهْراً ضَرَطَا
[/poem]وإن كان المعني بهذا الهجاء هو أبو ثمامة مَسلَمة بن حبيب أو هارون بن حبيب الكذاب المشهور إلا أن معناه ينسحب على كل من يسول له الشيطان ويملي له بقدرته على النظر في مطلق صحة القرآن، وعلى كل من يتشكك في سلامة النص القرآني من النقص والزيادة عمدا أو غير عمد، وينصرف - بعد أو مع ذلك - إلى كل من يتخذ الصحابة أندادا له، يحتمل عملهم الصواب والخطأ بما هم ناس، ثم ينافق ويقول : وإن كان الصواب أكثر.

جزاكم الله خيرا ، و في صحيح البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَقَالَ: «بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ» . و في رواية ابن حبان : قَالَ سُفْيَانُ [ الثوري ] : «هَذَا عِنْدَنَا يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ نَامَ عَنِ الْفَرِيضَةِ» . اهـ
و إذا كان ذلك كذلك ، فمَن هَذى و ادعى معارضة القرآن فلا غرابة في وصفه بِتَغَوّط الشيطان في رأسه
 
وهو كذلك د. خليل
الحق أقوى وأبقى وأنقى وأزهى
وفي النص كذلك...
 
بارك الله فيكم جميعا أيها الفضلاء, وأصدقكم القول أني كتبت ما ترون في حالة نفسية اقتضت الشدة والمبادرة بالرد, وأنا أجزم أن يكون فيه ما يكون في كلام البشر مما يحسن تقويمه وتصويبه, وكأني فهمت من كلام بعضكم التلميح إلى تعديل العنوان, وما أيسر ذلك, فإني أرى هؤلاء المتطاولين أخس حالا من الذباب.
 
السلام عليكم جميعا وعلى الشيخ هشام خصوصا بلغه الله مراده وحفظ له جهاده في عليين، ومن حسن التوفيق أن العبد الضعيف لقب الجاهل المتنصر الدعي: رشيد حمامي بلقب أعرضه على فضيلتكم وهو: ضفدع مسيلمة. فوالله ما بلغ عشر معشار مسيلمة فاستكثرت عليه وصفه بمسيلمة فقلت هو ضفدعه الذي في الطين غائص وعلى عقبه ناكص وفي البرك حائص بائص.
فإن عادت الضفدع عدنا لها وكان القذع لها حاضرا.
شكر الله سعيك يا هشام ونصرك في كل خصام على الظلام اللئام.
 
بارك الله فيك أستاذ هشام على ما سطرت أناملك وجعلك من الذابين عن كتابه المنتصرين له .
ولقد أعجبتني عبارة شيخنا محمد الحسن بوصو
من أشرف وسائل الطعان

فما أجمل أن نجتمع ونتعاون على ابتكار كل طريقة جديدة نافعة أصيلة في الانتصار للقرآن العظيم .
وإني أحسب أن توظيف الأدب _ ومنه فن المقامات في رد الشبهات والانتصار للقرآن _ نافعٌ في هذا الباب، ويجد صداه عند فئام من الكتاب الموافقين منهم أو المناوئين . والله من وراء القصد
 
عودة
أعلى