قائد الشريفي
New member
قائد الشريفي
الرقم الأكاديمي
11114
الرقم الأكاديمي
11114
بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة رأي العلماء في مذهب الصرفة في إعجاز القرآن الكريم
و المقصود بالصرفة أن إعجاز القرآن أتى بأمرٍ خارج عن ذات القرآن، أي أن العرب الفصحاء كان يستطيعوا الإتيان بمثل القرآن الكريم لولا أن الله صرفهم عن ذلك، و منعهم من الإتيان بمثله .
وقد أجمع علماء الأمة سلفاً وخلفاً على أن القرآن معجز بذاته لا بسبب خارج عنه، وقد اجتهدوا غاية الاجتهاد في تحديد أوجه إعجازه، و هناك من علماء السنة من حامت حوله شبهات القول بالصـرفة، كالفخر الرازي، و أبي إسحاق الإسفرائيني، و من الأشاعرة كأبي حسن الأشعري، و غيرهم، لكنها لم تكن بتشدد علماء المعتزلة .
و شبهة الصرفة شبهة مردودة، و باطلة، و قد فندها علماء السنة في كتبهم، و قارعوا القائلين بها الحجة بالحجة، فحجّوهم، و أبطلوا مزاعمهم، و خلاصة هذه الردود، كالتالي :
1- لو لم يكن عجز العرب عن معارضة القرآن إلا لأنهم صرفوا عن ذلك، لكان فى ذلك وحده آية وبرهان على صدق النبي r ، ودليل على أنه مؤيد من ربه.
2- يلزم القائلين بالصرفة إثبات أن العرب كانت أشعارهم وخطبهم بعد البعثة قاصرة عما كانت قبلها.
3- يلزم القائلين بالصرفة أن يقضوا في النبي r بما قضوا في العرب.
4- العرب لم يقروا بالصرفة، ولم يتهموا الرسول r أنه سحرهم فى هذا الجانب.
5- لو كان هناك صرفة كما زعموا، لكان سياق التحدي غير الذي جاء به[2].
و من خلال هذه الأدلة و غيرها يتضح جلياً لكل منصف أن القرآن الكريم معجزٌ في ذاته ، و ليس بأمر خارج عنه ، و حتى لو أخذنا – جدلاً – بشبهة الصرفة لكن هذا دليلاً كافياً أن هناك رباً عظيماً قادراً يستطيع صرف ألسنة الفصحاء عن مضاهاة كتابه العظيم الخالد .
[/align]
[FONT="][FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="] / دلائل الإعجاز، أبو بكر الجرجاني، 1/6.[/FONT]
[FONT="][FONT="][2][/FONT][/FONT][FONT="] / دلائل الإعجاز ، أبو بكر الجرجاني ، 3/611 و ما بعدها .[/FONT]