يقول الشيخ عبد الله الجديع – حفظه الله – في المقدمات الأساسية ( 182 ) : ... ومنذ سنين طويلة وأنا أتساءل عن سبب حرص المستشرقين على الكتب التي صنفها بعض علماء الإسلام فيما يتصل بنقل القرآن ، ولا أجد الجواب يرجع إليَّ إلا أنَّ هؤلاء حاقدون على دين الإسلام ، لهم مقاصد سوءٍ ، يبحثون عن طريق للطعن على القرآن ، فتراهم أولَ من اعتنى – مثلاً – ينشر كتاب ( المصاحف ) لأبي بكر بن أبي داود السجستاني ، وهو كتاب مفيد للمشتغلين بالعلم ، مصنفه إمام ابن إمام ، فقصد هؤلاء إلى نشره وترجموه إلى بعض لغاتهم ظناً منهم أنهم وجدوا فيه بعض مرادهم ، لِمَا تضمنه من حكاية قصة جمع القرآن ، والمصاحف التي كانت عند بعض الصحابة مما فيه اختلاف حرف أو ترتيب عن مصاحف المسلمين ، وقد شرحت أنه ليس من ذلك شيءٌ في مطعن على القرآن العظيم .
وهؤلاء المستشرقون مساكين كإخوانهم من أهل البدع ، ولا يدرون ما الأسانيد ، ولا يميزون صحيح نقلٍ من سقيمه ، فجميع الأخبار المحكية عندهم مسلمات ، وإني لأعذرهم في ذلك ، فإن اليهود والنصارى قد حرموا الإسناد ، واختصت به هذه الأمة الوسط ؛ فأنى لهم أن يفهموه ؟!
وهؤلاء المستشرقون مساكين كإخوانهم من أهل البدع ، ولا يدرون ما الأسانيد ، ولا يميزون صحيح نقلٍ من سقيمه ، فجميع الأخبار المحكية عندهم مسلمات ، وإني لأعذرهم في ذلك ، فإن اليهود والنصارى قد حرموا الإسناد ، واختصت به هذه الأمة الوسط ؛ فأنى لهم أن يفهموه ؟!