مقاصد المستشرقين من طبع كتب التفسير وعلوم القرآن ؟!

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع المحرر
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

المحرر

New member
إنضم
04/04/2003
المشاركات
37
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
يقول الشيخ عبد الله الجديع – حفظه الله – في المقدمات الأساسية ( 182 ) : ... ومنذ سنين طويلة وأنا أتساءل عن سبب حرص المستشرقين على الكتب التي صنفها بعض علماء الإسلام فيما يتصل بنقل القرآن ، ولا أجد الجواب يرجع إليَّ إلا أنَّ هؤلاء حاقدون على دين الإسلام ، لهم مقاصد سوءٍ ، يبحثون عن طريق للطعن على القرآن ، فتراهم أولَ من اعتنى – مثلاً – ينشر كتاب ( المصاحف ) لأبي بكر بن أبي داود السجستاني ، وهو كتاب مفيد للمشتغلين بالعلم ، مصنفه إمام ابن إمام ، فقصد هؤلاء إلى نشره وترجموه إلى بعض لغاتهم ظناً منهم أنهم وجدوا فيه بعض مرادهم ، لِمَا تضمنه من حكاية قصة جمع القرآن ، والمصاحف التي كانت عند بعض الصحابة مما فيه اختلاف حرف أو ترتيب عن مصاحف المسلمين ، وقد شرحت أنه ليس من ذلك شيءٌ في مطعن على القرآن العظيم .
وهؤلاء المستشرقون مساكين كإخوانهم من أهل البدع ، ولا يدرون ما الأسانيد ، ولا يميزون صحيح نقلٍ من سقيمه ، فجميع الأخبار المحكية عندهم مسلمات ، وإني لأعذرهم في ذلك ، فإن اليهود والنصارى قد حرموا الإسناد ، واختصت به هذه الأمة الوسط ؛ فأنى لهم أن يفهموه ؟!
 
لقد ذكر العضو (المحرر ) هذه السطور عن الشيخ عبد الله الجديع بغير تعليق عليها .
ومن هنا يبدو لي كأنّ (المحرر) قد تبنى رأي الشيخ بما ورد أعلاه .
كما يبدو لي أيضا كأنّ هذا الرأي سائد بين المسلمين عامة اذ جاء ذكر هذه السطور للشيخ عبد الله الجديع في ملتقى أهل الحديث , في الرابط ( المعجم المفهرس) قبل أيام , وذلك بعد اغلاق الرابط . أضيف هذا القول بالضبط من جانب المشرف عبد المرزوع وهنا أيضا بغير تعليق عليه .
انني لا أخاطب الشيخ عبد الله الجديع ولا الآخرين ولا أنتقدهم لشيء بما عبّروا عنه بل أحب أن أضع هذه الكلام الى موضعه .

لم يأت ذكر من هو المقصود بهذا الكلام المؤسف , بل جاءت الصورة عامة : المستشرقون....

فلا أظن أنّ أحدا يعلم , اللهم الا القليل النادر , أنّ أحدا يعلم على علم اليقين من هو المقصود بهذه الكلام أو أي بحث استشراقي وراء هذه التهم .

لقد نشر المستشرق الانجليزي Arthur Jeffery كتابه عام 1937 وقدم عليه مقدمة عام 1936 بالقاهرة .
عنوان الكتاب
Materials for the History of the Text of the Qur'an. The old Codices. Leiden. Brill 1937 .
أما العنوان التوضيحي للكتاب ( بانجليزية أيضا) فهو كما يلي :
كتاب المصاحف لابن أبي داود . مع جمع القراءات الأخرى من المصاحف لابن مسعود , ابيّ , عليّ , ابن عباس , أنس , أبي موسى وللقدماء الآخرين ذوي مكانة . وذلك تقديم نصوص تختلف عن مصحف عثمان .

أما ترتيب الكتاب في الفصل حول القراءات وهو يتفق وترتيب السور والآيات القرآنية .

الى جانب ما جاء في كتاب المصاحف لابن أبو د اود السجستاني من الذكر للقراءات
استخرج المؤلف المذكور النصوص المماثلة للقراءات من 32 كتابا (!) طبعت في القاهرة واسطنبول والهند , الا واحدا وهو كتاب قرّة عين القرّاء للمرندي ( مخطوط اسكوريال , الرقم 1337 ) .
من هنا يتبين أنّ المستشرق المذكور قد اعتمد في تأليف كتابه وعند جمع القراءات على ما حرص على جمعه القدماء المسلمون في العلموم القرآنية....
ولا غير !
هذا , فعند قراءة المقدمة للكتاب لا يستطيع القاريء الكريم أن يجد نوعا من (الحقد ) على دين الاسلام ولا (طعنا) على القرآن أو غير ذلك من التهم التي جاء ذكره في كلام الشيخ عبد الله الجديع .
انّ هذه التهم بهذه العبارات وبغيرها من المفردات شائعة بين الناس غير أنني أخشى أن الذين يذيعون هذا الكلام على الناس عامة وعلى طلبة العلم خاصة لم يقوموا بدراسة هذا الكتاب أو بقراءته . وهذا في طبيعة الحال مجرد افتراضات منّي فقط ,
فان كنت مخطئا فأعتذر عند من هو أهل به .
وان كنت مخطئا فعلى الجانب الآخر أن يأتي بالدلائل القاطعة المستخرجة من الكتاب (نصا !) لاثبات الحقد على الاسلام والطعن في القرآن لدى هؤلاء المستشرقين .

تقديرا

موراني
 
اضافة الى السطور الأخيرة
يمكنني أو أقول اليوم :

لم أكن مخطئا.......نظرا الى التعقيبات ........

موراني
 
كنت أشرت في مشاركة سابقة إلى ما يشبه ما تفضل به أخي الكريم المحرر في مشاركة بعنوان :
سبب اهتمام المستشرقين بتاريخ القرآن
وقد عقب عليها الدكتور موراني بما فيه الكفاية . والدكتور موراني - فيما يبدو لي - من المستشرقين المنصفين ، وهو على اطلاع بما يدور في الأوساط الاستشراقية. وأرجو أن يعذرنا الدكتور موراني فربما تكون الصورة لدينا غير مكتملة فيما يتعلق بهذا الجانب. غير أنه لا يمكننا تبرئة بعض الكتابات من التحامل على العلم الشرعي الإسلامي ، والإساءة التي ربما تكون عن جهل بالإسلام .
وقد كنت بحثت موضوع جهود المستشرقين فيما يتعلق بدراسة الشعر الجاهلي ، فتبين لي أن المستشرقين مع كثرة بحوثهم وجهودهم المشكورة في خدمة الشعر الجاهلي ، إلا أنهم عجزوا عن إدراك معاني اللغة العربية ، ومعاني شعر الجاهلية الذي لا يستطيعه كل أحد من العرب فضلاً عن غير العرب ، وقد وجدت كلاماً نفيساً للأمير المترسل شكيب أرسلان حول هذا الأمر ، ملخصه أنه قد عرف كثيراً من المستشرقين أصحاب الدراسات الكثيرة في تراث الشرق الإسلامي ، غير أنه إذا وصل الأمر إلى لغة العرب وشعر الجاهلية ، فإنه لا يستطيع أن يضع أكبر المستشرقين في الميزان مع أي عالم من علماء العربية من العرب ، لبعد الشقة ، وانعدام الموازنة ، فاللغة العربية لغة عصية ، لا تعطي قيادها لكل أحد إلا بعد طول خبرة ، ورضاع لها مع حليب الأم منذ نعومة الأظفار.
على كل حال الحديث في هذا الأمر ذو شجون ، وأشكر الجميع على الحرص على الحقيقة ، مع الوقار والتلطف في العبارات ، فإن هذا الملتقى لا يزال - ولله الحمد - يحظى باحترام أمثالكم من طلاب العلم النابهين ، وأجمل بالعلم إذا تدراسه أمثالكم ، على بساط من الأدب وحسن الخلق. ولعل الدكتور موراني ينتقد التعميم للمستشرقين جميعاً فحسب .
 
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الرحمن ،

أنا نقلت هذا النقل من كتاب الشيخ الجديع ، فلا أعلم ماذا أغضب الدكتور ؟!

أم " يحسبون كل صيحة عليهم ، هم العدو فاحذرهم " .
 
الأستاذ المحترم عبد الرحمن الشهري ,

أشكر لكم كما يشكر لكم غيري أيضا على هذه الكلمات ذات التوازن والرفق .

فيما يتعلق بالشعر , والشعر الجاهلي خاصة , فهناك دائرة صغيرة وضئيلة بين المستشرقين تخصصت في هذا الفن , للأسباب التي ذكرتموها .

عندما أجيب على بعض التهم (من جانب المسلمين) التي في الغالب لا أساس لها فلا أقصد به تبرئة ما قيل من الاساءات ضد التعاليم الدينية .
انّ البغية التي أود الوصول اليها هي ألا نحكم على كل من يسمى بالمستشرق (أو يسمي نفسه مستشرقا !) من زاوية نظرة مسبقة على جميع الأعمال وعلى جميع نتائج الأبحاث الاستشراقية كما حدث ويحدث .

عندما أخرجت 3 مجلدات من التفسير لابن وهب (بما فيها من الأخطاء المؤسفة التي أعترف بها وأحاول تصحيحها عند اعادة طبع الكتاب!) لم أكن حاقدا على الاسلام ولا طاعنا في القرآن (كما جاء في كلام الشيخ عبد الله الجديع وغيره , وهم كثيرون) بل أخرجت هذا التفسير لكي يبلغ القاريء المسلم الذي لم يزل محروما من الاطلاع على هذه المصادر النادرة . لم أفكر دقيقة من اليوم في أن أعثر على أمر ما وأبرزه في هذا العمل طعنا على الدين الآخر ....غير أنّ فيه روايات حول جمع القرآن وفيه أيضا اختلاف القراءات .
لقد علقت ملاحظتي الأولى على كلام الشيخ عبد الله الجديع لأن كلامه على صيغته هذه غير مقبول وليس في خدمة العلم الجاد الذي يقوم به كثير من الباحثين (في الغرب) ...كما يقال.

ودمتم بالخير والعافية

موراني
 
@المحرر
لقد سبقتي قبل قليل .

لكي تكون مطمئنا : ليس هناك نوع من (الغضب)
بل الرجاء بالموضوعية فقط , حتى عند النقل .
موراني
 
قال الدكتور - هداه الله للإسلام - : ( عندما أجيب على بعض التهم (من جانب المسلمين) التي في الغالب لا أساس لها ) .
أقول : المسلمون - في الغالب - لا يلقون التهم جزافاً ؛ فلعلك يا دكتور تحاول ضبط العبارات التي توجهها للمسلمين ، وخاصةً انك قد عبت على الشيخ عبد الله الجديع ( وغيره كثير) - على حد زعمك - إطلاق العبارات العامة .

وأيضاً ، من تعاليم الدين الحنيف أن ينتقد الفكر والرأي والقول دون ذكرٍ للأشخاص إلا في مواضع نادرة ؛ فكان الأولى أن لا يذكر الدكتور اسم المستشرق المقصود بكلام الشيخ الجديع - وفقه الله - ،

والسلام على من اتبع الهدى .
 
ما ذكره الشيخ الجليل عبدالله الجديع وجهة نظر محترمة ، والأمر الذي أشار إليه الدكتور موراني واضح من الناحية العلمية النقدية وهو الاعتراض على التعميم لكل المستشرقين.
والأمر فيه سعة ولله الحمد ، فأرجو عدم الغضب من الجميع ، فهذه مسألة جزئية ليس لها كبير أثر. ولكم تحياتي.
 



عندما سئل الأستاذ جاك بيرك ، وكان على خلاف الأخ موراني لا يُسمي نفسه مستشرقا، بل كان يقول: أنتم تسمونني مستشرقا، أنا عالم اجتماع غربي مختص بالعالم الإسلامي! سئل
هل ظلم الاستشراق الإسلامَ؟
قال نعم بالتأكيد. الاستشراق القديم نشأ في أوساط متعصبة وتبشيرية . وبأهداف غير علمية. الاستشراق شأن جميع العلوم الانسانية بدأ يسير ببطء نحو الموضوعية
لا يمكننا الحكم على الحركة الاستشراقية بكاملها أي مسيرة 300 سنة بصفحة واحدة أو أن نكون وجهة نظر موضوعية عنها


لكن الملاحظ أن الدارسين العرب أو الكاتبين العرب يتحاملون لأسباب يعود معظمها إلى عيب في الفكر العربي وفي الثقافة العربية كلها
هذا العيب إذا لم يتداركه الدارسون والباحثون وطلبة العلم فإن مردوده السيء ستكون له عواقب وخيمة
هذا العيب هو (اللاتاريخية) بمعنى عدم ربط المعلومة بواقعها التاريخي بل التعامل معها وكأنها طائرة في الهواء
وهذا الخلل المنهجي لدى الدارسين المسلمين قد تسرب إليهم من اللاعقلانية الهرمسية التي تبنتها المذاهب الشيعية وعلى رأسها الرافضة
والسبب الثاني هو ظلم السياسي الغربي وصانع القرار هناك ولاموضوعيته ىإزاء قضية المسلمين الرئيسية (فلسطين)
فالعربي بعاطفيته يمزج بين السياسي والمثقف الغربي فيعد المستشرق عدوا حتى إذا كان باحثا موضوعيا
وهذا أيضا قصور في التصوّر سببه عدم سفر الدارسين المسلمين الى الجامعات الغربية والاختلاط بالمستشرقين ومحاورتهم عن كثب
ويوجد جهل حقيقي بجهود المستشرقين العملاقة في حفظ التراث العربي وإعادة التفكير فيه
جهل لا يمكن أن يزول بمقال او بجدل فارغ
بل يتطلب قراءة
ناريخ التراث العربي للأستاذ فؤاد سزكين كاملا
ومن نعم الله ترجمته الى اللغة العربية


وهذا الحال في الدارسين من التعصب بعيد كل البعد عن موضوعية العلماء القدماء كابن قتيبة الدينوري في مقدمة تأويل مختلف الحديث حيث يقول ما معناه ، ونحن نعوذ بالله أن يطلع ذو النهى منا على ظلم لخصم أو إيثار لهوى


والاستشراق اليوم قد تركه المستشرقون أنفسهم ، وعمره من وجهة نظري قرن ونصف وما قبلها كان بوادر وما بعد عام 1973 هو ذوبان الاستشراق في التخصص الأكاديمي العام

 
أعتقد أن كلام الشيخ الجديع وغيره مبني على ما اطلع عليه - وكذلك أغلب المسلمين - من أعمال المستشرقين
كما أعتقد أن الدكتور موراني لا ينكر كون زيهر وجب وماسينيون وموير ومرجليوث ودوركايم من المستشرقين كما لا يمكن أن ينكر تأثر الدارسين الغربيين بكتاباتهم
أما كتابات أنور عبد الملك وإدوارد سعيد فلعلها كافية - نوعاً ما - مع كتابات من ذكرتهم ومن قلدهم لتثبت وجهة نظرنا.
لا ننكر بعض الجهود الجليلة لكريمر وبروكلمان وغيرهما ولكن لنا الحق في الوقوف إزاء كل عمل يأتي من الغرب وقفة فاحص متأمل على الأقل وذلك لما أصابنا من جهتهم وليس شاتلييه وزويمر وأمثالهم منا ببعيد
 
عودة
أعلى