مفردات أبي عمرو الداني ورواية قالون

هاني خليل

New member
إنضم
12 مارس 2012
المشاركات
86
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
41
الإقامة
القاهرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاحظتُ أثناء اطلاعي على كتابين من مفردات أبي عمرو الداني -مفردة أبو عمرو البصري ومفردة ابن كثير المكي- أنه يذكرالقراءة فيما خالفت فيه قراءة الإمام نافع المدني من رواية قالون دون ما اتفقا عليه.
فالسؤال هل كانت رواية قالون عن نافع هي الرواية السائدة في زمان أبي عمرو الداني ؟
 
قال الشيخ الدكتور عبد الهادي حميتو عن علة تقديم العلامة ابن بري الإمام ورشا على قالون في الذكر:
"والتقديم بلا شك يؤذن بالشفوف وزيادة الاهتمام، إذ يبدو أنه إنما أراد بأرجوزته تقريب القراءة من الرواية والطريق التي عليها المدار في "القراءة الرسمية" عند المغاربة لمسيس الحاجة إليها، وإنما ذكر رواية قالون معها لمزيد من الضبط وللتنبيه على بعض الأوجه الأخرى المقروء بها لنافع.
ولقد غفل عن هذا المعنى بعض الشراح كالإمام المارغني من أهل تونس حيث يجري الأخذ لنافع عادة برواية قالون أولا كما قدمنا، فقال متعقبا له: "كان الأولى للناظم أن يقدم قالون في الذكر على ورش، لأن الداني الذي سلك الناظم طريقه - كما يأتي - قدمه في "التيسير" وتبعه "الشاطبي" وغيره، ولذا جرى عملنا بتونس بتقديمه على ورش في الإفراد والجمع".
هكذا أراد أن يلزم الناظم بما لا يلزمه، لأن التلاوة والتعليم في الكتاتيب تجري على رواية ورش في جميع المغرب والأندلس منذ دخول القراءة كما قدمنا، وإنما أخذ أهل إفريقية وبعض بلاد الجريد برواية قالون في وقت متأخر، وكيف وهذا صاحبهم أبو الحسن الحصري ينعي على من أرادوا تجاوز هذه الرواية إلى غيرها قبل تمام الأهلية فيها في قوله:
ولم أرهم يدرون ورشا قراءة *** فكيف لهم أن يقرأوا لأبي عمرو
فذكر هذه الرواية خاصة، ثم قال أيضا:
أعلم في شعري قراءة نافع *** رواية ورش ثم قالون في الإثر
فقدم أيضا رواية ورش على رواية قالون، وهو غير ملوم في ذلك بلا شك". (قراءة الإمام نافع عند المغاربة: 3/165).
 
جزاك الله خيرا أخي الحبيب ولكن ليس هذا إجابة سؤالي
الشيخ توفيق ضمره في مصاحف القراءات له كلها برواية حفص وبالهامش رواية قالون أو شعبة أو الدوري أو غير ذلك لأن رواية حفص هي السائده في العالم الإسلامي الآن ، فهل فعل الإمام أبو عمرو الداني في مفرداته مع رواية قالون ومقارنه كل قارئ مع هذه الرواية لأنها هي السائده في عصره أم لسبب آخر وجزأكم الله خيرا
 
قارن أبو عمرو الداني برواية قالون عن نافع، ولا يخفى عليكم اهتمام المغاربة بهذه القراءة خصوصا، وكذلك مكي بن أبي طالب في بعض مفرداته التي اطلعت عليها، وخالف أبو عبد الله بن شريح فقارن برواية ورش كما في مفردة يعقوب ومفردة ابن كثير، وأظن أن أبا عمرو ومكي بن أبي طالب قارنا برواية قالون، أولا لاهتمام المغاربة بهذه الرواية وضبطها، وثانيا لسهولة هذه المقارنة خصوصا فيما يتعلق بالأصول، فقد اتفق قالون مع القراء في أحكام اللامات والراءات، وفي بعض أحكام المد ...خلافا لورش الذي كثر انفراده في كثير من أبواب الأصول، والله أعلم.
 
أو لأن رواية قالون هي الأولى في ترتيب القراءات، فجعلها أصلا يرجع إليها في المقارنة.
 
جعل الإمام مكي بن أبي طالب القيسي ورشاً أصلاً، وذلك في رسالة بعنوان: "ما خالف فيه قالون ورشاً"، قال في بداية رسالته: "هذا كتاب أذكر فيه إن شاء الله الحروف التي خالف فيها قالون ورشاً فيما روى عن نافع..."، ويظهر من خلال كلامه أنه ألفها لمن كان عالما برواية ورش، وأراد تحصيل رواية قالون.
 
جعل الإمام مكي بن أبي طالب القيسي ورشاً أصلاً، وذلك في رسالة بعنوان: "ما خالف فيه قالون ورشاً"، قال في بداية رسالته: "هذا كتاب أذكر فيه إن شاء الله الحروف التي خالف فيها قالون ورشاً فيما روى عن نافع..."، ويظهر من خلال كلامه أنه ألفها لمن كان عالما برواية ورش، وأراد تحصيل رواية قالون.
جزاكم الله خيرا، وكذلك فعل ابن شريح في رواية قالون، وذلك ـ والله أعلم ـ لما بين الراويين من اتفاق في كثير من الفروش.
 
تقولون ـ حفظكم الله ـ: إنّ مكّيًّا رحمه الله وابن شريحٍ رحمه الله جعلا المفردةَ بلفظِ قالون؛ أي: أنّهما اتّخذا ورشًا أصلًا. وكذلكم هو فعلُ الدّانيِّ رحمه الله في بعضِ فصولِ ما سُمّي بـ«مفردةِ نافعٍ»، فأفرد ورشًا وقالون بالذّكر، وجعله على لفظِ قالون؛ أي: أنّه ذكر ما خالف فيه قالونُ ورشًا، فإن وافقَ قالونُ سكت، وإل لم يوافقْ سمّى مذهبَه في القراءةِ. فكان تعاملُه مع الرّواةِ عن نافعٍ مخالِفًا لما اصطنعه مع غيرِه، وهذا يَرجِع الأمرَ إلى ما قاله الدّكتورُ عبد الهادي حفظه الله.
والمقارِنُ بروايةِ ورشٍ يحتاجُ إلى أشياءَ كثيرةٍ هو في غنًى عنها، وروايةُ قالونَ منضبطةٌ، جائيةٌ على الوجهِ المشهورِ مِن توّسط المدّ، والهمز والتّخفيف، والفتحِ المتوسِّط ...، ثمّ هو وورشٌ بعدَ الأصولِ بأجٌ واحدٌ إلّا يسيرًا. ومَن جرّب التّأليفَ على هذا النّمطِ عرَف وِجهةَ الدّانيِّ رحمه الله، وشكر له الصّنيع.
والله أعلم.
 
عودة
أعلى