[FONT="](ولذلك مازلت مصمما على عمل مؤتمر لنقد كتاب نولدكه نقدا كاملا لايفوته شيء منه[/FONT][FONT="]![/FONT][FONT="])[/FONT]
[FONT="](وتصميم اخي طارق على طلبه في عمل مؤتمر لنقد كتاب نولدكة جدير بان يبحث، و يا حبذا ان يضاف للطلب نقاش كتابات جولدتسهير ، فاعتقد والله اعلم أنهما اهم شخصيتان أثرتا في الاستشراق في القرن العشرين و ان اعتقد أيضاً ان هذا التأثير مستمر في القرن الحادي و العشرين[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="])[/FONT]
[FONT="]((سيد عبدالرحمن أبو المجد: نولدكه عالم جليل وإن كان من خارج الثقافة الإسلامية إلا أن العقل البشري واحد. فالدراسات القرآنية المعاصرة تتأسس على خُطَا نولدكه تُصحّح أخطاءه وتُعيد التفكير في أطروحاته وتتمثل محاولاته.. أو لا معنى لها في حقل الدراسة العلمية [/FONT][FONT="]<[/FONT][FONT="]العالَمية[/FONT][FONT="]>.
[/FONT][FONT="]بعبارة أخرى أنه رغم أن نولدكه لا ينطلق من الإيمان بكون القرآن العظيم كلامُ الله عزّ وجلّ إذ يبدو أنه لم يكن يؤمن بالرسالات أصلا إلا أن وجود عالِم غير مؤمن أمرٌ ممكن وقد حصل فعلا. هذا الأمر هو ما يميز الحضارة الكونية المعاصرة التي شيدها الغرب خلال أزيد من 400 سنة من الآن عن الحضارات والثقافات السابقة[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]لا يمكن أن يقوم علم مع التهجم "الساذج" على نولدكه. ينبغي احترام مسيرته العلمية ومنطلقاته الأكاديمية ومنجزه ثم نقدها نقدا علميا[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]يوجد فرق بين "الغيب" وبين "اللامعقول". فالغيب هو الحديث عن عوالم لها منطقها الخاص الذي لا يمكن لمنطق عالم الشهادة أن يخوض فيه أما "اللامعقول[/FONT][FONT="]" [/FONT][FONT="]فهو أخبار عن عالم الشهادة تخالف ما أسماه الأشعرية "مستقر العادة" وما سماه الفلاسفة "مبدأ العلية[/FONT][FONT="]".
[/FONT][FONT="]يوجد في القرآن العظيم من كلا النوعين من القضايا ومن البديهي أن تختلف معالجة المؤمن عن معالجة غير المؤمن لتلك القضايا. ولكن العلم الأكاديمي والدراسة الجادة لا تقوم اليوم مع افتراض سوء النية مسبقا. لذلك فإن احترام تجربة نولدكه وعلمية أهدافه شرط في قيام أي دراسة أكاديمية لها احترامها في عالم اليوم[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]مشكلتنا نحن المسلمين ولعلها أكبر مشكلاتنا عدم وجود حدود فاصلة بين الوعظ والدراسة العلمية. فاكتظت مجلاتنا بما أسماه الأستاذ محمد عابد الجابري [/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="]أكبر عيوب الفكر العربي المعاصر التستّر بالأيديولوجي للتغطية على النقص في الأبيستيمولوجي[/FONT][FONT="]".
[/FONT][FONT="]لقد شق نولدكه الطريق عالميا لكل من جاء بعده فأصبحت طريقته في الدراسة والتفكير مشروعا فهل يمكن أن يقوم لدينا مشروع مقابل؟ [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]لا يمكن طبعا إذا ظلّت الدراسات القرآنية لدينا تخلط خلطا متعمدا بين النوعين وتقع عن عمد في العيب الذي حدده الأستاذ الجابري بـ"ـالتستر بالأيديولوجي للتغطية على النقص في المعرفي[/FONT][FONT="]".
[/FONT][FONT="]يمكن أن يصبح لنا مشروع عالمي إذا وفقط إذا قمنا بالآتي[/FONT][FONT="]:
- [/FONT][FONT="]البدأ بمشروع مقابل لمشروع نولدكه يتأسس على ترجمة علمية لدراساته وما جرّته وأنتجته من بحوث[/FONT][FONT="].
- [/FONT][FONT="]صياغة خطاب علمي يحافظ على الإيمان ولا ينزلق إلى التشكيك في نيات الدارسين من غير المؤمنين. فمن خصوصية عصرنا وجود هذا النوع من الدارسين[/FONT][FONT="]. [/FONT][FONT="]ومن أول من شعر بذلك وصاغه صياغة طريفة هو جمال الدين الأفغاني [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]في كتابه "الردّ على الدهريين" حيث قال :"إن الدهريين في الغرب [/FONT][FONT="]<[/FONT][FONT="]الماديين/الملحدين[/FONT][FONT="]> [/FONT][FONT="]تجد لديهم على إلحادهم حبًّا لأوطانهم ولبني جلدتهم وإخلاصاً للعلم على عكس الدهريين عندنا. وهكذا يمتاز دهريّ الشرق على دهريّ الغرب بالخسة والنذالة بعد الكفر والزندقة[/FONT][FONT="]".
- [/FONT][FONT="]التركيز على الإنتاج العلمي وترسيخ مبادئ للنقد تحترم القواعد العالمية للتفكير بدلا من التركيز على نقد أفراد المؤلفين. فما انشغل به العمال الثقافيون عندنا في الرد على أفراد المؤلفين ردا أيديولوجيا قد ساهم في إضاعة الوقت وفي عرقلة المسيرة[/FONT][FONT="].
- [/FONT][FONT="]فالانطلاق من نولدكه شرط في قيام علم عالمي ودراسات قرآنية تحترمها المؤسسات العلمية العالمية أو أننا سنبقى نرتجل خطابا أيديولوجيا صارخا[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]نعم يمكن قيام دراسات قرآنية عالمية مؤمنة إذا انطلقت من احترام قواعد العلم والعقل العالميين ومن فرضية فرضها العصر أن ليس كل ضال أو مخالف في التفكير أو مخطئ هو سيء النية أو معاد للقرآن والإيمان[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]لعصرنا مشكلاته ورؤيته التي لا عهد لعلمائنا القدماء بها[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]إن القرآن الذي سماه الشيخ أحمد ديدات بالعهد الأخير [/FONT][FONT="]<[/FONT][FONT="]وهي تسمية موفّقة[/FONT][FONT="]>[/FONT][FONT="]هو خير من عرّف بنفسه بأنه مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهيمن عليه. ولا يغضّ منه أن تركز دراسة ماعلى ما تظنّه من (اللامعقول) فيه، ولا يغض من قدر الدين وجود اللامعقول فيه لأن اللامعقول جزء بنيته أصلا[/FONT][FONT="]. [/FONT][FONT="]فبوجوده يُعلى من شأن القدرة والإرادة المتحكمة بالكون وهذا يدعم الإيمان الذي تحتاجه البشرية[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]شخصيا لا يشكّل لي ما يُظهر على أنه من (اللامعقول) في الكتاب العظيم أي مشكلة تهدد الإيمان لأن أساس الإيمان هو التجربة النبوية الصادقة والانفعال بالإلاهي والطرح الصارم لغائية الحياة وهدفها المقدس وترسيخ الميثاق بين الله والإنسان وهذا ما لا يستغني عنه الإنسان ولا يروي ظمأه إليه شيء غير القرآن أصلا[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]أكتب هذا التعليق لا دفاعا عن نولدكه فهو عالم جليل القدر [/FONT][FONT="]<[/FONT][FONT="]من خارج دائرة الإيمان[/FONT][FONT="]> [/FONT][FONT="]ولكن لبيان كيف يمكن أن نصبح عالميين ومؤمنين في نفس الوقت، وهو أمر غير مستحيل قطعاً[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]والله الموفّق))[/FONT]