معنى الحقب في قوله تعالى : {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً}

إنضم
05/10/2009
المشاركات
62
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
جاء في دفع ايهام الاضطراب :


سورة النبأ

قوله تعالى: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً} تقدم وجه الجمع بينه هو والآيات المشابهة له كقوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ} مع الآيات المقتضية لدوام عذاب أهل النار بلا انقطاع كقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدا} في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى: {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّه} الآية فقد بينا هناك أن العذاب لا ينقطع عنهم وبينا وجه الاستثناء بالمشيئة وأما وجه الجمع بين الأحقاب المذكورة هنا مع الدوام الأبدي الذي قدمنا الآيات الدالة عليه فمن ثلاثة أوجه:

الأول:
وهو الذي مال إليه ابن جرير وهو الأظهر عندي لدلالة ظاهر القرآن عليه هو أن قوله لابثين فيها أحقابا متعلق بما بعده أي لابثين فيها أحقابا في حال كونهم لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا فإذا انقضت تلك الأحقاب عذبوا بأنواع أخر من أنواع العذاب غير الحميم والغساق ويدل لهذا تصريحه تعالى بأنهم يعذبون بأنواع أخر من أنواع العذاب غير الحميم والغساق في قوله: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ}. وغاية ما يلزم على هذا القول تداخل الحال وهو جائز حتى عند من منع ترادف الحال كابن عصفور ومن وافقه. وإيضاحه أن جملة: لا يذوقون: حال من ضمير اسم الفاعل المستكن ونعني باسم الفاعل قوله لابثين الذي هو حال ونظيره من اتيان جملة فعل مضارع منفي بلا حالا في القرآن قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً} أي في حال كونكم لا تعلمون.

الثاني:
أن هذه الأحقاب لا تنقضي أبدا رواه ابن جرير عن قتادة والربيع بن أنس وقال إنه أصح من جعل الآية في عصاة المسلمين كما ذهب إليه خالد بن معدان .

الثالث:
أنا لو سلمنا دلالة قوله أحقابا على التناهي والانقضاء فإن ذلك إنما فهم من مفهوم الظرف والتأبيد مصرح به منطوقا والمنطوق مقدم على المفهوم كما تقرر في الأصول. وقوله خالد بن معدان أن هذه الآية في عصاة المسلمين يرده ظاهر القرآن لأن الله قال وكذبوا بآياتنا كذابا: وهؤلاء الكفار.



هل أجد من يشرح لي النقطة الثالثة ؟!
 
الثالث:
أنا لو سلمنا دلالة قوله أحقابا على التناهي والانقضاء فإن ذلك إنما فهم من مفهوم الظرف والتأبيد مصرح به منطوقا والمنطوق مقدم على المفهوم كما تقرر في الأصول. وقوله خالد بن معدان أن هذه الآية في عصاة المسلمين يرده ظاهر القرآن لأن الله قال وكذبوا بآياتنا كذابا: وهؤلاء الكفار.



هل أجد من يشرح لي النقطة الثالثة ؟! [/size]

أختي الكريمة..
هذه من القواعد الأصولية أن المنطوق مقدم على المفهوم حال التعارض..
فالشيخ هنا يقول : لو سملنا أن معنى الحقب هو الزمن الذي ينتهي وينقضي، فإن استفادة أن اللبث سينقضي هو من باب المفهوم وليس من باب المنطوق.
وأما اللبث الأبدي والسرمدي فهو مستفاد من منطوق الآيات الدالة على خلود الكفار في النار.
وإذا وقع التعارض بين المنطوق والمفهوم قُدم المنطوق .
ثم ردَّ الشيخ على قول خالد بن معدان بأن ظاهر القرآن يرد على من يقول إنها في عصاة المؤمنين لأن الوصف المذكور في قوله تعالى: ( وكذبوا بآياتنا كذاباً ) لا ينطبق على المؤمنين بل على الكفار...
والله أعلم،،،
 
أختي الكريمة..
هذه من القواعد الأصولية أن المنطوق مقدم على المفهوم حال التعارض..
فالشيخ هنا يقول : لو سملنا أن معنى الحقب هو الزمن الذي ينتهي وينقضي، فإن استفادة أن اللبث سينقضي هو من باب المفهوم وليس من باب المنطوق.
وأما اللبث الأبدي والسرمدي فهو مستفاد من منطوق الآيات الدالة على خلود الكفار في النار.
وإذا وقع التعارض بين المنطوق والمفهوم قُدم المنطوق .
ثم ردَّ الشيخ على قول خالد بن معدان بأن ظاهر القرآن يرد على من يقول إنها في عصاة المؤمنين لأن الوصف المذكور في قوله تعالى: ( وكذبوا بآياتنا كذاباً ) لا ينطبق على المؤمنين بل على الكفار...
والله أعلم،،،





بارك الله فيكم وفي علمكم ...

قد فهمت ُ مراده بِـ (المفهوم ) لكن أين (المنطوق ) ؟ هل يقصد به الآيات القرآنية الدالة على خلود الكافرين في النار في غير هذه السورة ؟!أم ماذا ؟!
لأنني وجدت في تفسير السعدي قوله:
(وأنهم يلبثون فيها أحقابا كثيرة و الحقب على ما قاله كثير من المفسرين: ثمانون سنة)
فهل يُمكن أن نقول أن لفظ (الحقب ) إذا قلنا أنها الأحقاب المتتالية تدل بمنطوقها على الخلود حتى لو لم نرجع إلى الآيات الأخرى الدالة على خلود الكافرين ؟

أرجو التوضيح بارك الله فيكم .
([align=center]أتمنى أن يكون سؤالي واضحًا )[/align]

 
حتى هذه الآيات في منطوقها ومفهومها الدلالة على الخلود الأبدي وذلك أن الله عز وجل قال في آخرها ( فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ) وذلك بعد قوله تعالى ( لابثين فيها أحقابا ) فبعد هذه الأحقاب - على القول بأن لها أمدا - لن يزيدهم الله إلا عذابا , فليس بعد الأحقاب إلا مزيد من العذاب , فمنطوق الآيات ومفهومها دال على الخلود والتأبيد , والله أعلم .
 
الذي يظهر من كلام الشيخ الذي نقلت عنه هو ما فهمت منه ، وهو واضح ؛ إذ أن محل الخلاف هو الخلود في النار ، ولا حظي ما يلي :
1 - أن اللبث أحقابا محل اتفاق منطوق في هذه الآية .
2 - أن الخلود مفهوم من هذه الآية لا منطوق فيها إذا قبلنا - تنزلا - أن الأحقاب متناهية .
3 - من أجل الترجيح في مسألة الخلود - على حالة التنزل السابقة - يكون منطوق آيات الخلود أبدا ، وهي في 11 آية من كتاب الله تعالى أرجح من مفهوم عدم الخلود الذي تدل عليه هذه الآية على سبيل التنزل .
والله تعالى أعلم.
 
الأخوة الكرام،

أولاً: لو كان الخلود يعني البقاء غير المتناهي لما قيل (أبدا). وأبد تجمع على آباد. والخلود في حقيقته يدل على طول المكث؛ "ولكنه أخلد إلى الأرض".
ثانياً: "فلن نزيدكم إلا عذاباً": إذا كان هناك زياد فلا تكون هذه الزيادة إلا عذاباً. أما الإلحاق بالعدم فليس بزيادة.
ثالثاً: على أية حال كل ذلك في النهاية:" إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد". أما القول بأن (ما شاء ربك) يقصد به عصاة المؤمنين، فغير ظاهر، لأن الأبلغ أن يقال:" إلا من شاء ربك".
رابعاً: وجود الخلاف في المسألة يجعلنا غير جازمين 100% وهذا مطلوب، حتى لا يكون القول بالعذاب اللانهائي مشكلة تتعلق بصفتي العدل والرحمة.
 
عودة
أعلى