معنى الجبت الوارد في القرآن الكريم

إنضم
09/09/2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الهند
مقال لفضيلة الوالد الدكتور محمد عناية الله سبحاني

قال الله تعالى:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا.

فمامعنى الجبت ؟

ماقيل في معنى الجبت:
قال ابن الجوزي: في «الجبت» سبعة أقوال .
أحدها : أنه السّحر ، قاله عمر بن الخطاب ، ومجاهد ، والشعبي . والثاني : الأصنام ، رواه عطية ، عن ابن عباس . وقال عكرمة : الجبت : صنم . والثالث : حيي بن أخطب ، رواه ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، وبه قال الضحاك ، والفراء . والرابع : كعب بن الأشرف ، رواه الضحاك ، عن ابن عباس ، وليث عن مجاهد . والخامس : الكاهن ، روي عن ابن عباس ، وبه قال ابن سيرين ، ومكحول . والسادس : الشيطان ، قاله سعيد بن جبير في رواية ، وقتادة ، والسدي . والسابع : الساحر ، قاله أبو العالية ، وابن زيد . وروى أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، قال : الجبت : الساحرُ بلسان الحبشة. (زاد المسير في علم التفسير-سورةالنساء)
ذلك مانجده في معنى الجبت عندالمفسرين، وهي نفس المعاني التي توجد عند أئمة اللغة، وتلك المعاني التي ذكروها لاتستند إلى دليل، وهي نسبت إلى بعض الصحابة من غير إسناد، فلاحجة فيها.

معنى الجبت في ضوءالآيات:
وإذا رجعنا إلى القرآن، وأنعمنا النظر في آية الجبت، وجدنا أن القرآن لم يذكر الجبت إلامرة واحدة، ولم يذكره إلا مقرونا بالطاغوت، وأماالطاغوت فقد ورد ذكره في القرآن ثماني مرات.
وكلما ذكر الطاغوت ذكر في مقابل لفظ الجلالة، وهذا يذهب بنا إلى القول بأن كل قوة معادية لله، وكل دولة محاربة لدينه تدخل في مسمى (الطاغوت).
والطاغوت ليس واحدا، فلكل قوم طاغوت، ولكل قُطرطاغوت، ولكل عصر طاغوت، وقد يكون الطاغوت في صورة شيطان واحد، وقد يكون في صورة عصابة من الشياطين.
وإذا كانت القوة الحاكمة المحاربة لله ولدينه هي الطاغوت، فالجبت هو القانون، أوالنظام، أوالشريعة التي يحكم بها الطاغوت.
ولذلك كان التحاكم إلى الطاغوت، لا إلى الجبت، حيث قال تعالى:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ( سورةالنساء:60)
والجبت لايكون واحدا،كماأن الطاغوت لايكون واحدا.
فالشرائع الجاهلية، التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي تقوم عليها المجتمعات الجاهلية، والأنظمة الجاهلية، والحكومات الجاهلية، كلها يطلق عليها لفظ (الجبت).
فأهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا في حرب مع شريعة الله؛ لأنهم كانوا يؤمنون بالطاغوت، وكانوا يؤمنون بالجبت ، وهي شريعة الطاغوت، فكانوا يؤيدون الكفار ضد المؤمنين، وكانوا يشجعونهم على شركهم، وكانوا ينوّهون بشأنهم، ويقولون حسدا وبغيا: (هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا)
والسورة التي ورد فيها ذكر الجبت هي سورة النساء، وهي عبارة عن مجموعة كبيرة من شرائع الله، وهي أقضّت على أهل الكتاب مضاجعهم،لأنها كانت رداً وإبطالاً لجبتهم، ونسخت كثيرا من بدعهم وأهوائهم.
ويمكن أن نستأنس هنا لمعنى الجبت بما روي عن نبينا عليه الصلاة والسلام، أنه قال: ( العيافة والطيرة والطرق من الجبت )
(صحيح ابن حبان-كتاب النجوم والأنواء:13/502/6131- مؤسسة الرسالة - الطبعة الثانية: 1414ه،بيروت)
فذكر عليه السلام ثلاثة امور، وهي من أمور الجاهلية، أومن الشرائع الجاهلية، وقال إنها من الجبت، والشرائع الجاهلية كلها من الجبت.
فهذا ما توصلنا إليه في معنى (الجبت) من خلال التأمل في نظم الآيات وجوّ السورة، وهو واضح ساطع لالبس فيه ولا غموض، ولايضرنا إن كانت المعاجم والقواميس ساكتة عن هذا المعنى، مادام أن الآيات هي التي أرشدتنا إليه.
 
قال الله تعالى:
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} النساء 51

[فمامعنى الجبت ؟
ماقيل في معنى الجبت : قال ابن الجوزي: في «الجبت» سبعة أقوال .
أحدها : أنه السّحر ، قاله عمر بن الخطاب ، ومجاهد ، والشعبي . والثاني : الأصنام ، رواه عطية ، عن ابن عباس . وقال عكرمة : الجبت : صنم . والثالث : حيي بن أخطب ، رواه ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، وبه قال الضحاك ، والفراء . والرابع : كعب بن الأشرف ، رواه الضحاك ، عن ابن عباس ، وليث عن مجاهد . والخامس : الكاهن ،روي عن ابن عباس ، وبه قال ابن سيرين ، ومكحول . والسادس : الشيطان ، قاله سعيد بن جبير في رواية ، وقتادة ، والسدي . والسابع : الساحر ، قاله أبو العالية ، وابن زيد . وروى أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، قال : الجبت : الساحرُ بلسان الحبشة. (زاد المسير في علم التفسير-سورةالنساء)
ذلك مانجده في معنى الجبت عندالمفسرين، وهي نفس المعاني التي توجد عند أئمة اللغة، وتلك المعاني التي ذكروها لاتستند إلى دليل،وهي نسبت إلى بعض الصحابة من غير إسناد، فلاحجة فيها.]

1ـ جمع أقوال السلف وإبطالها بلا دليل يذكر ، ليس من العلم في شيء .
فما هو الدليل على أن هذه المعاني التي ذكروها لا تستند إلى دليل ؟

[معنى الجبت في ضوء الآيات:
وإذا رجعنا إلى القرآن، وأنعمنا النظر في آية الجبت،وجدنا أن القرآن لم يذكر الجبت إلامرة واحدة، ولم يذكره إلا مقرونا بالطاغوت،وأما الطاغوت فقد ورد ذكره في القرآن ثماني مرات.
وكلما ذكر الطاغوت ذكر في مقابل لفظ الجلالة، وهذا يذهب بنا إلى القول بأن كل قوة معادية لله، وكل دولة محاربة لدينه تدخل في مسمى (الطاغوت )
والطاغوت ليس واحدا، فلكل قوم طاغوت، ولكل قُطر طاغوت، ولكل عصر طاغوت، وقد يكون الطاغوت في صورة شيطان واحد، وقد يكون في صورة عصابة من الشياطين.]

2ـ جاء في تفسير الطبري ما يلي : والصواب من القول عندي في الطاغوت : أنه كل ذي طغيان على الله فعبد من دونه ، إما بقهر منه لما عبده ، وإما بطاعة ممن عبده ، إنسانا كان ذلك المعبود ، أوشيطانا أو وثنا ، أو صنما ، أو كائنا ما كان من شيء ."
[وإذا كانت القوة الحاكمة المحاربة لله ولدينه هي الطاغوت،فالجبت هو القانون، أوالنظام، أوالشريعة التي يحكم بها الطاغوت.]
وهذا استدلال لا يستقيم ، فمن أين استقي هذا التلازم الذي يؤدي إلى أن الجبت هو القانون ، مع العلم أن مفردة " قانون " ليست من المعجم المتداول في زمن نزول الوحي .

[ولذلك كان التحاكم إلى الطاغوت، لا إلى الجبت، حيث قال تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدً}(سورةالنساء:60 )
و الجبت لا يكون واحدا،كما أن الطاغوت لا يكون واحدا. ]

3ـ يقول تعالى : { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256
{ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ }الزمر 17
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء60

فمن خلال الآيات القرآنية : فهم يؤمنون بالطاغوت ويعبدونه ويتحاكمون إليه . وهذا يختلف عن الإيمان بالجبت المذكور مع الطاغوت في قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً }النساء51
وقد ورد قبل هذه الآية في نفس السورة : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ{44}
فالضلالة تشترى ، ومن بين الضلالات : السحر ، الذي قال فيه المولى عز وجل : { وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }البقرة102
فالتصديق بالطاغوت والإذعان إليه وإطاعته والتحاكم إليه ، يختلف عن الإيمان بالجبت لذلك جاء البيان النبوي ( العيافة والطيرة والطرق من الجبت ) فكل المعتقدات الفاسدة ـ وما أكثرها ـ في اعتقاد الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ، وهي كلها ضلالات يؤمنون بها وينشرونها ، لإضلال الناس .
وسلف الأمة من الصحابة والتابعين هم يدركون ذلك ، وقد جاء تفسيرهم للجبت تابعا لتصورهم أن هذه المفردة دالة على المعتقدات الفاسدة من سحر وساحر وكهنوت وكاهن وغيرها .
والله أعلم وأحكم
 
بارك الله فيكم أخي الكريم د. محي الدين وفي فضيلة الشيخ الوالد د. محمد عناية الله .
وأشكر أخي العزيز عبدالكريم عزيز على ما تفضل به وسبق ، وأحب أن أضيف بعض التعليقات .
الموضوعات التي يكتبها الوالد مثيرة للنقاش غالباً ، ولذلك أحرص على التعقيب ولو كان مختصراً ، ولستُ أدري هل سيكون له فائدة عند الوالد أم لا ، حيث لم نحظ بأي نقاش منه في كل نقاشاتنا السابقة ، وكأنه يتمثل بقول أبي الطيب :
أنامُ ملءَ جفوني عن شواردِها * ويسهرُ الخلقُ جرَّاها ويختصمُ​
ولكن لا أجد بداً من التعليق على مثل هذه المشاركات رغبة في الفائدة ، وإعذاراً للقارئ الكريم ، ونسأل الله أن يوفقنا للصواب والسداد فيما نقول ونكتب .
لعل أهم ما في الموضوع قول الباحث الكريم د. محمد عناية الله سبحاني :(ذلك ما نجده في معنى الجبت عند المفسرين، وهي نفس المعاني التي توجد عند أئمة اللغة، وتلك المعاني التي ذكروها لا تستند إلى دليل، وهي نسبت إلى بعض الصحابة من غير إسناد، فلا حجة فيها) .
وقوله أيضاً : (وإذا كانت القوة الحاكمة المحاربة لله ولدينه هي الطاغوت، فالجبت هو القانون، أوالنظام، أوالشريعة التي يحكم بها الطاغوت) .

أولاً : قول الدكتور محمد عناية الله :(ذلك ما نجده في معنى الجبت عند المفسرين، وهي نفس المعاني التي توجد عند أئمة اللغة، وتلك المعاني التي ذكروها لا تستند إلى دليل، وهي نسبت إلى بعض الصحابة من غير إسناد، فلا حجة فيها) قولٌ غريبٌ ، حيث إن أقوال المفسرين في كتبهم تأتي على هذا النحو ، وتحظى بالقبول ، وهي مسندة لدى المفسرين الذين يراعون الإسناد كالطبري وغيره فقد أسند كل هذه الأقوال إلى قائليها، ولكن ابن الجوزي رحمه الله في تفسيره (زاد المسير) لا يورد الأسانيد ويكتفي بذكر القول وقائله دون إسناد. ومثلهم اللغويون الذين ذكروا معنى الجبت في كتب اللغة كالأزهري ، وابن فارس في المجمل والمقاييس ، والجوهري في الصحاح وغيرهم . فقد نقلوا أقوال أئمة اللغة في بيان معنى الجبت ، وهذا كافٍ في بيان معناه والثقة في صحته، وهي كلها معانٍ صحيحة يدل عليها لفظ (الجبت) .
فكيف يقول د. محمد بعد كل هذا :(فلا حجة فيها) ؟ وأين تكون الحجة إذن ؟

وأما قول د. محمد عناية الله :(وإذا كانت القوة الحاكمة المحاربة لله ولدينه هي الطاغوت، فالجبت هو القانون، أوالنظام، أوالشريعة التي يحكم بها الطاغوت) فأشد غرابة، حيث يطلب منا أن نقبل قوله هذا لأنه - فيما يظهر من كلامه - هو الكلام المنطقي الصحيح، ويريد أن نرد أقوال المفسرين وأهل اللغة لأنه لا حجة فيها ، ونقبل قوله لأن حجته قوية كما يظن ، وانتهى الأمر !
والمشكلة الحقيقية مع د. محمد عناية الله سبحاني أنه يسير على هذا المنهج في كثير من ترجيحاته في بحوثه ، وهو أنه يتخذ كلام العلماء والمفسرين وراءه ظهرياً ، ويستقبلنا بقولٍ غريب لا خطام له ولا زمام ويطلب منا أن نتقبله بحجة أن السياق القرآني يدل عليه، وعندما نتأمل السياق القرآني الذي يحاكمنا إليه لا نجده يلزمنا بقوله ولا باختياره ، والمبالغة في الاتكاء على السياق توقع كثيراً من الباحثين في الخطأ وهم لا يشعرون ، حيث يفهمون السياق فهماً خاصاً بهم ثم يختارون المعنى بناء على ذلك الفهم الخاص بهم وحدهم .
وانظروا إلى صنيع الإمام أبي جعفر الطبري رحمه الله في هذه الآية ، حيث أورد الأقوال كلها ، مع بيان قائل كل قول منها، ثم قال معقباً على ذلك :​
قال أبو جعفر: (والصواب من القول في تأويل: " يؤمنون بالجبت والطاغوت "، أن يقال: يصدِّقون بمعبودَين من دون الله، يعبدونهما من دون الله، ويتخذونهما إلهين. وذلك أن " الجبت " و " الطاغوت ": اسمان لكل معظَّم بعبادةٍ من دون الله، أو طاعة، أو خضوع له، كائنًا ما كان ذلك المعظَّم، من حجر أو إنسان أو شيطان. وإذ كان ذلك كذلك، وكانت الأصنام التي كانت الجاهلية تعبدها، كانت معظمة بالعبادة من دون الله = فقد كانت جُبوتًا وطواغيت. وكذلك الشياطين التي كانت الكفار تطيعها في معصية الله، وكذلك الساحر والكاهن اللذان كان مقبولاً منهما ما قالا في أهل الشرك بالله. وكذلك حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف، لأنهما كانا مطاعين في أهل ملّتهما من اليهود في معصية الله والكفر به وبرسوله، فكانا جبتين وطاغوتين) [تفسير الطبري بتحقيق شاكر 8/465].
وهذا كلام عالم راسخ ، جمع فيه بين هذه المعاني التي ذكرها أهل اللغة من الصحابة والتابعين وغيرهم ، ولم يقل إنها لا حجة فيها، ومثل ذلك ما أورده الأزهري في (تهذيب اللغة 11/7-8) حيث احتفى بكلام أهل التفسير وأهل اللغة ، وجمع بينها كما يصنع الراسخون في العلم .
وهذه اللفظة وردت مرة واحدة فقط في القرآن الكريم في هذه الآية ، ولذلك فمجال القول فيها ليس ذا سعة ، وقد ذهب بعضهم إلى أن تفسيرها بأنها الجبس الذي يبنى به ، ويكون معناها : الحجر وما يئول إليه ، والمراد الصنم أو الأصنام التي تسوى من الجبس أو الجص، وهذا قد يكشف غموض الكلمة ، ويكون توبيخ اليهود بهذا أشد وأخزى لهم ، ومن هذا الأصل يعمم في كل باطل يتوهم فيه ما ليس له حقيقة . وهذا الكلام قاله الأستاذ الدكتور محمد حسن حسن جبل في كتابه الرائع (المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم) 1/271-272
والله الموفق
 
التعقيبان السالفان للفاضلين عبد الكريم عزيز وعبد الرحمن الشهري، منحاهما رصين يتمثل في الإتيان بالدليل، إلا أن أشياء بدت لي بعد قراءتي للمقال، فكان لابد من الإشارة إليها.
إن الأقوال السبعة الواردة في معنى الجبت والمنقولة عن ابن الجوزي في كتابه " زاد المسير في علم التفسير"، هي لأجلاء عاشوا زمن نزول القرآن أو كانوا قريبين منه؛ وأحد هذه الأقوال منسوب لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والبعض الآخر منها منسوب لأعْلَم الناس بالتفسير، وهم أهل مكة، من أمثال: ابن عباس وعكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير رضي الله عنهم جميعا....إلخ.
فهذا الكلام للدكتور محمد عناية الله سبحاني" ذلك ما نجده في معنى الجبت عند المفسرين، وهي نفس المعاني التي توجد عند أئمة اللغة"، يشير إلى أن تقاطع المفسرين واللغويين في معنى أو في رأي معين يدل على وجاهة هذا الرأي وقوته واعتباره، فلا يمكن أن ينقل المفسرون (كل المفسرين) وأئمة اللغة رأيا ما لا يكون لهم دليلا عليه، ثم إن هذه الآراء تلقتها الأمة بالقبول والاستحسان منذ العصر الأول للإسلام ووصلت إلينا بتوالي العصور والأزمان التي عرفت أجيالا من العلماء الأفداد والأكابر الأنداد من المفسرين وغيرهم.
يقول الدكتور محمد: " وتلك المعاني التي ذكروها لا تستند إلى دليل" يعضدها ويقوي حجيتها حتى تكون مقبولة وحسنة، وكأني به يقول: إن هؤلاء كانوا يأخذون عن حاطب بليل أو عن متبع لهواه أو إن هؤلاء كانوا يأتون بكل شيء دون تمييز ولا تمحيص؟؟ فهؤلاء كانت لهم ضوابط متبعة في الأخذ بالرأي، وأولها: ضابط العدالة بالمعنى الذي تتخذه الكلمة عند المحدثين، وهذا الأمر كان متبعا عند المفسرين كما عند اللغويين في قبول ما يروونه ويقيِّدونه من آراء عن غيرهم؛ فكيف نطالب الآخرين بالدليل ولا نُلزم به أنفسنا؟ فالدكتور محمد عناية الله سبحاني لم يقدم لنا ولو دليلا واحدا على ما يدعيه سواء في المقطع الأول من كلامه أو فيما يقول به في الفقرات الموالية، فــ "إمعان النظر" و"التأمل" لا يكفيان للقطع بهذا الرأي أو في هذا المعنى أو ذاك، بل لابد من الأدلة المعضدة له، فالأمر يتعلق ببيان وتأويل كلام الله جل جلاله.
إن منهج الجرح والتعديل كان هو المحكَّم عند هؤلاء، وكان شعارهم المبدئي أثناء الأخذ من الآخرين والرواية عنهم، هو"سموا لنا رجالكم" الذين تنقلون عنهم هذا الذي تقولون، فكل الأقوال والمرويات في التفسير و اللغة (رغم وجود العليل منها) وفي مختلف العلوم كانت تنقل بهذه الطريقة حتى لا يأخذ الناس والمتعلمون منهم الأباطيل والأكاذيب والأقوال الموضوعة للنيل من الدين وبصفة أخص من القرآن والسنة. فبعض الروايات قد لا تجد لها سندا عند هذا العالم (حيث يعمد إلى حذفه للاختصار وللتخفيف على القاريء) وقد تَجِده لها عند آخر يَصِلُها إلى القائل بها أول مرة، وقد تجد لها أسانيد متعددة ومختلفة وهكذا. نعم قد تكون بعض الأقوال "نسبت إلى بعض الصحابة من غير إسناد" أو بإسناد ضعيف، إلا أن هذا يتطلب التحري قبل الجزم به. فالأخلاق السامية، والمباديء الراقية التي كان يعمل بها الأسلاف تجعل من الصعب القبول بكل ما يُروى ويُسمع لديهم، ومن ثم فالانتماء للذات الحضارية التي حفظت لنا الوحي الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما تولد عنه من علوم وفنون، انتماء للحق وللصواب الذي منطلقه الوحي.
قد يقول الوالد أو الولد الناقل للكلام: إن هذا من قبيل الكلام العام الذي يمكن أن يقال في مثل هذه المناسبة، فأقول: إن عدم اعتباره عند من يتعاطى لصناعة التفسير ولمختلف العلوم المرتبطة بالوحي قد يشكل لديه خللا منهجيا خطيرا يتمثل في عدم مراعاة آراء الأولين واللاحقين حين الوقوف مع أو عند دراسة مسألة علمية معينة (وموضوع الدرس هنا هو كلام الله تعالى)، مما قد يترتب عليه عدم استيفاء الآراء حقها حتى تكون في مستوى من النضج، وقد يترتب عليه أيضا البحث عن قشة لرفض كل شيء اعتقادا منه أن ذلك تميزا له، بل هو عليه؛ وعندما أقول هذا فأنا لا أقبل بكل شيء (كما قد يتبادر إلى الذهن) إنما أبحث وأتقصى وأسأل من هم أعلم مني قبل الجزم والقطع بصواب وحجية هذا الرأي أو ذاك أو تفرده عن غيره.
أما "السياق القرآني" و"الاتكاء على السياق" عند العديد من الباحثين المعاصرين، فالسياق ليس دليلا يمكن الاستناد عليه، ولم يستعمل (حسب اطلاعي) عند السلف بالمعنى المتعارف عليه في وقتنا (وقد رجعت إلى أربعة معاجم للتأكد من استعمال هذه اللفظة بالمعنى المعاصر لها فلم أقف عليه)، إنما ضوابطهم وطرقهم وأساليبهم كانت أخرى؛ وأهمها مراعاة المعنى الذي كان للكلام عند العرب؛ كما لم أقف (إلى حد الآن) على معنى هذا المركب الإضافي "السياق القرآني" عند أهل العلم من المتخصصين.
فجزاك الله خيرا أخي العزيز عبد الرحمن الشهري على وقوفك عند هذا الأمر المهم.
وبالله التوفيق.
 
إن الأقوال السبعة الواردة في معنى الجبت والمنقولة عن ابن الجوزي في كتابه " زاد المسير في علم التفسير"، هي لأجلاء عاشوا زمن نزول القرآن أو كانوا قريبين منه؛ وأحد هذه الأقوال منسوب لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والبعض الآخر منها منسوب لأعْلَم الناس بالتفسير، وهم أهل مكة، من أمثال: ابن عباس وعكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير رضي الله عنهم جميعا....إلخ.
فهذا الكلام للدكتور محمد عناية الله سبحاني" ذلك ما نجده في معنى الجبت عند المفسرين، وهي نفس المعاني التي توجد عند أئمة اللغة"، يشير إلى أن تقاطع المفسرين واللغويين في معنى أو في رأي معين يدل على وجاهة هذا الرأي وقوته واعتباره، فلا يمكن أن ينقل المفسرون (كل المفسرين) وأئمة اللغة رأيا ما لا يكون لهم دليلا عليه، ثم إن هذه الآراء تلقتها الأمة بالقبول والاستحسان منذ العصر الأول للإسلام ووصلت إلينا بتوالي العصور والأزمان التي عرفت أجيالا من العلماء الأفداد والأكابر الأنداد من المفسرين وغيرهم.
يقول الدكتور محمد: " وتلك المعاني التي ذكروها لا تستند إلى دليل" يعضدها ويقوي حجيتها حتى تكون مقبولة وحسنة، وكأني به يقول: إن هؤلاء كانوا يأخذون عن حاطب بليل أو عن متبع لهواه أو إن هؤلاء كانوا يأتون بكل شيء دون تمييز ولا تمحيص؟؟ فهؤلاء كانت لهم ضوابط متبعة في الأخذ بالرأي، وأولها: ضابط العدالة بالمعنى الذي تتخذه الكلمة عند المحدثين، وهذا الأمر كان متبعا عند المفسرين كما عند اللغويين في قبول ما يروونه ويقيِّدونه من آراء عن غيرهم؛ فكيف نطالب الآخرين بالدليل ولا نُلزم به أنفسنا؟ فالدكتور محمد عناية الله سبحاني لم يقدم لنا ولو دليلا واحدا على ما يدعيه سواء في المقطع الأول من كلامه أو فيما يقول به في الفقرات الموالية، فــ "إمعان النظر" و"التأمل" لا يكفيان للقطع بهذا الرأي أو في هذا المعنى أو ذاك، بل لابد من الأدلة المعضدة له، فالأمر يتعلق ببيان وتأويل كلام الله جل جلاله.
إن منهج الجرح والتعديل كان هو المحكَّم عند هؤلاء، وكان شعارهم المبدئي أثناء الأخذ من الآخرين والرواية عنهم، هو"سموا لنا رجالكم" الذين تنقلون عنهم هذا الذي تقولون، فكل الأقوال والمرويات في التفسير و اللغة (رغم وجود العليل منها) وفي مختلف العلوم كانت تنقل بهذه الطريقة حتى لا يأخذ الناس والمتعلمون منهم الأباطيل والأكاذيب والأقوال الموضوعة للنيل من الدين وبصفة أخص من القرآن والسنة. فبعض الروايات قد لا تجد لها سندا عند هذا العالم (حيث يعمد إلى حذفه للاختصار وللتخفيف على القاريء) وقد تَجِده لها عند آخر يَصِلُها إلى القائل بها أول مرة، وقد تجد لها أسانيد متعددة ومختلفة وهكذا. نعم قد تكون بعض الأقوال "نسبت إلى بعض الصحابة من غير إسناد" أو بإسناد ضعيف، إلا أن هذا يتطلب التحري قبل الجزم به. فالأخلاق السامية، والمباديء الراقية التي كان يعمل بها الأسلاف تجعل من الصعب القبول بكل ما يُروى ويُسمع لديهم، ومن ثم فالانتماء للذات الحضارية التي حفظت لنا الوحي الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما تولد عنه من علوم وفنون، انتماء للحق وللصواب الذي منطلقه الوحي.
قد يقول الوالد أو الولد الناقل للكلام: إن هذا من قبيل الكلام العام الذي يمكن أن يقال في مثل هذه المناسبة، فأقول: إن عدم اعتباره عند من يتعاطى لصناعة التفسير ولمختلف العلوم المرتبطة بالوحي قد يشكل لديه خللا منهجيا خطيرا يتمثل في عدم مراعاة آراء الأولين واللاحقين حين الوقوف مع أو عند دراسة مسألة علمية معينة (وموضوع الدرس هنا هو كلام الله تعالى)، مما قد يترتب عليه عدم استيفاء الآراء حقها حتى تكون في مستوى من النضج، وقد يترتب عليه أيضا البحث عن قشة لرفض كل شيء اعتقادا منه أن ذلك تميزا له، بل هو عليه؛ وعندما أقول هذا فأنا لا أقبل بكل شيء (كما قد يتبادر إلى الذهن) إنما أبحث وأتقصى وأسأل من هم أعلم مني قبل الجزم والقطع بصواب وحجية هذا الرأي أو ذاك أو تفرده عن غيره.
أما "السياق القرآني" و"الاتكاء على السياق" عند العديد من الباحثين المعاصرين، فالسياق ليس دليلا يمكن الاستناد عليه، ولم يستعمل (حسب اطلاعي) عند السلف بالمعنى المتعارف عليه في وقتنا (وقد رجعت إلى أربعة معاجم للتأكد من استعمال هذه اللفظة بالمعنى المعاصر لها فلم أقف عليه)، إنما ضوابطهم وطرقهم وأساليبهم كانت أخرى؛ وأهمها مراعاة المعنى الذي كان للكلام عند العرب؛ كما لم أقف (إلى حد الآن) على معنى هذا المركب الإضافي "السياق القرآني" عند أهل العلم من المتخصصين.
فجزاك الله خيرا أخي العزيز عبد الرحمن الشهري على وقوفك عند هذا الأمر المهم.
وبالله التوفيق.

أشكر صاحب التعليق على اهتمامه بالموضوع، إلا أن الذي ذكره من منهج الجرح والتعديل، فكما لا يخفى على أهل العلم بكتب التفسير، أنه لا ينطبق على الروايات الكثيرة جدا الواردة في كتب التفسير والمنسوبة إلى التابعين والصحابة بل إلى الرسولصلى الله عليه وسلم. وعندما نقول لتأويل منسوب إلى الصحابة والتابعين أنه لا يستند إلى دليل، وأنه غير صحيح، فذلك على أساس أنه ليس من قولهم، بل مما نسب إليهم. ولا يجوز لمسلم أن يقول: فهمت من معاني القرآن مالم يفهمه الصحابةرضي الله عنهم.
وأما السياق فهو دليل بديهي وهو أقوى دليل يمكن الاستناد إليه في تفسير القرآن، لأن السياق القرآني هو القرآن نفسه، وأحسن تفسير هو تفسير القرآن بالقرآن. وأليس سياق كلام هو جزء لايتجزأ من ذلك الكلام نفسه.
 
وأنا أشكرك أيضا على اهتمامك وتواصلك وأتمنى أن أستفيد مما يُكتب في هذا الملتقى المبارك، كما أتمنى أن يكون ما كَتَبْتَهُ قد حظي بعناية منك قبل اعتماده أو على الأقل راجعتَه وقرأتَه مرة واحدة أو مرتين، فغموضه ظاهر؛ والغموض ليس تميزا إيجابيا، بل سلبيا. وعِلْمِية الكلام تستلزم الوضوح والدقة لكي يقتنع القراء من أمثالي به وبما يُكتب بصفة عامة.
فليس كل " أهل العلم بكتب التفسير" أهل علم بالتفسير، فهم ليسوا متخصصين في درس التفسير وعلومه الخادمة له، إنما هم أصحاب اطلاع على هذه الكتب وربما أصحاب رأي في التفسير، له ما له وعليه ما عليه.
فأهل العلم بالتفسير وما يتصل به على دراية بعلم الجرح والتعديل وأهميته في قَبُول المرويات في التفسير وفي غيره، نعم اختص به المحدثون ومجاله أوسع في "علوم الحديث" ولكن طَبَّقَه غيرهم من العلماء في مجال تخصصهم، فـكونه " لا ينطبق على الروايات...." أو لم يُطَبَّق عليها؟ يدل على أن هذه الروايات(مع التسليم بوجودها) بحاجة منا إلى البحث عما يعضدها لكي نأخذ بها أو نتحفظ عليها؛ كما أن كونه "لا ينطبق على الروايات...." هل لكونها ذات خاصية معينة؟ أم لها قدسية ما؟ وهل هي خارج دائرة النقد؟ أريد أن أفهم وأعرف لماذا؟ فعدم تطبيقه (وهذا هو التعبير الصحيح) أو اعتماده في إيراد روايات ما لا يعني عدم اعتباره في باقي الروايات الأخرى. فالمفسرون الذين اشتهروا بالنقد الحديثي، المُعدلون والمُجرحون للروايات التي تكون موضع استشهاد لديهم أو عندهم، تجدهم في ثنايا آرائهم قد أصدروا أحكاما (أو حُكما) خاصا بهذه الرواية أو تلك مُعدلين ومُجرحين لسندها أو لمتنها أو لهما معا، فلم ينقلوا كل شيء دون أن يكون لهم رأي فيه، فهم كانوا أصحاب بَصَر وبصيرة وكانوا في مستوى عال من الحذق والفهم، يقبلون الكلام وهم على علم بما يقبلون ويردونه وهم على علم بذلك أيضا.
وهذا الكلام: "... وعندما نقول لتأويل منسوب إلى الصحابة والتابعين أنه لا يستند إلى دليل، وأنه غير صحيح، فذلك على أساس أنه ليس من قولهم، بل مما نسب إليهم" يحتاج إلى تدقيق وتقص، فنفي الاستناد إلى الدليل وعدم الصحة بالنسبة لبعض الأقوال المنسوبة إلى هؤلاء يستلزم الإتيان بالأمثلة المصحوبة بالأدلة.
من جهة أخرى فإن بَيْن "السيـاق" (الذي يحتاج إلى تحديد متفق عليه لدى أهل الاختصاص رغم أنه ليس بدليل حسب علمي، إنما هو مما شاع وتداول) وبَــيْــنَ " تفسير القرآن بالقرآن" فرقا واضحا، فلا مجال للجمع بينهما أو محاولة إظهار أن بينهما ترادفا.
 
عودة
أعلى