معنى (الإملاء) فى القرآن الكريم .. إبن نوح وإمرأة لوط !

إنضم
08/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
الإقامة
السودان
الإملاء

بسم لله الرحمن الرحيم

“وكأين من قرية “أمليت” لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير.

ولا يحسبن الذين كفروا أنّما “نملي” لهم خير لأنفسهم إنما” نملي” لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين“.
"ولقد أستهزئ برسل من قبلك “فأمليت” للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب“.
وأصحاب مدين وكذّب موسي “فأمليت” للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير“.
إنّ الذين إرتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم و”أملى” لهم“.
سنستدرجهم من حيث لا يعلمون و”أملي” لهم إنّ كيدي متين

فى القاموس أن من معاني كلمة (يملي) هى : فرض أمر علي شخص وإلزامه به.

إذا من الآيات أعلاه نجد أن كلمة (الإملاء) لم تذكر إلا للكفار، وذلك يكون بقذف فكرة على ذهن الكافر أو أمر ، فيقتنع الكافر بالفكرة و ينفذها، وليس لذلك النوع من “الإملاء” مناص من التنفيذ.

وهذا الإملاء هو نوع من الكيد والمكر الإلهي على الكافرين لكي يلقوا حتفهم أو لكي يعاقبوا أو ليحدث لهم أمر سئ، أو لكي يزدادوا إثما، بعد أن صمّوا آذانهم عن الدعوات المتكررة لعبادة الله تعالي.

أمثلة فى القرآن توضح نوع الإملاء على الكفار :

الإملاء على إمرأة لوط – أو أمرها- لتلتفت الى الخلف لتلقي حتفها مع قومها،

الإملاء على إبن نوح لكي لا يركب فى سفينة أبيه ليغرق مع الكافرين.

سنستدرجهم من حيث لا يعلمون و”أملي” لهم إنّ كيدي متين


الشيطان أيضا “يملي” كما فى الآية أعلاه، ليضل الناس، ونجد فى الآية “إنّ الذين إرتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم و”أملى” لهم” : أى أن فعل الإدبار قد وقع، وهذا يعني أن تزيين الأمر والوسوسة الشيطانية تسمي (إملاءا) عندما يتم تنفيذها من قبل الناس.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإملاء قذف فكرة في ذهن الانسان وفرضها عليه أي أن الله تعالى يلزمه بالفكرة حتى يُؤْمِن بها ثم يدخله بذلك جهنم أليس كذلك ؟

ومالفرق بين املاء الله وفرضه وبين املاء الشيطان طالما أن كلا الفكرتين تدخلان صاحبهما النار ؟
 
شكرا على التعليق:

إقرأ الآيات أعلاه مرة أخرى لتعرف الإجابة .

أمليت للكافرين (أى للبشر الذين سبق دعوتهم مرار وتكرارا وكفروا بكل الآيات )..

هناك آيات أخرى أن البشر عندما يعاندون نصائح الرسل والأنبياء أن الله تعالى يختم على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم .
 
اختي أحسن الله إليك

سؤالي المبني على ما تفضلتي به :
مالفرق بين املاء الله وفرضه وبين املاء الشيطان طالما أن كلا الفكرتين تدخلان صاحبهما النار ؟

لأن الله يملي والشيطان يملي فمالفرق بينهما ؟ فكلاهما يؤديان بالانسان الى الضلال وبالتالي العذاب
 
يا أستاذ عدنان،

شرحت لك أعلاه،

بدورك أنت المطلوب منك شرح كل الآيات أعلاه التى تتحدث عن إملاء الله تعالى للكفار، ربما لك تفسير مختلف نتعرف عليه ونستفيد منه ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم

اخت زيتونة سامحيني ان قلت لك اني غير متفقة معاك في تحليلك !


الى الاخ عدنان

ان الاملاء فقط وسيلة لتمييز الخبيث من الطيب. و ما يأتي وراءه هو سبب التمييز و هو متعلق بقلب العبد. فإذا كان الخبيث يبقى خبيث فان النتيجة هو الزيادة في الشيء و ليس التمييز !

و (الاملاء عاقبته الزيادة في الشيء !!!! الذي ذكر في الآية 178)




إن الاملاء شيء و الفعل شيء

إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177)
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ 178

مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ

سورة آل عمران 179


الله تعالى اعلم
 
أختي بهجة
لم يجب احد على سؤالي عن الفرق بين املاء الله واملاء الشيطان ؟
فالمطلوب توضيح وتبيان للمراد والمقصد والكيفية ، مع الاستدلال ، اما الاجوبة العامة والمقتضبة التي لا تؤيد الفكرة فتزيد السائل حيرة

اختنا قررت ان الإملاء فرض فكرة على ذهن الانسان فيجبر على الاقتناع بها فينحطم بها في جهنم
فهل هذا تمييز للخبيث من الطيب ؟
كيف يكون ذلك والله فرض عليه الفكرة وأَضَلَّه عن السبيل ثم بعد ذلك يقذف به في النار ؟

لماذا لم يقذف الإيمان في قلبه وهو الرحمن الرحيم ؟ لماذا لم يفرض على قلبه الهداية والتوبة بدلا من الضلال ؟

ثم ماهو الفرق بين املاء الله وإملاء الشيطان فكلاهما بهذه الصورة يقذفان العبد في النار ؟؟

بل ان املاء الله ملزم مفروض اما املاء الشيطان فلك الحرية في قبوله او رده فيكون بذلك املاء الشيطان اهون ؟!!!

عندما نتبنى فكرة فإننا نحتاج لتفصيلها والدفاع عنها وليس رميها ونسيانها وتركنا نبحث ونغوص في معالم نجد من وراءه جواباً
فمن يستطيع ان يدلني على اجابة فأنا له من الشاكرين.
 
بسم الله الرحمن الرحيم

اخي عدنان
اولا:

الفرق بين املاء الله و املاء الشيطان:

*املاء الله يكون فيه خير لان الله بيده الخير

* املاء الشيطان يكون فيه شر

كيف تفرق بينهما :

كما يملي لك الشيطان باتباع الشهوات و اتباع خطواته فان الله يملي اتباع اشياء حسنة

مثلا: يملي الشيطان على شخص أن يتبع شيء حرام و لكن لا يفعله لأنه حرام اذن فذلك الشخص طيبا و هاذا الاملاء يزداده خيرا لأنه امتنع عن املاء الشيطان

يملي الله على شخص أن يفعل خيرا او ينهيه عن شيء و لكن ذلك الشخص يفعل عكس ما أمره الله فذلك الشخص الخبيث يزداد خبثا كلما املي له لأنه عصى ربه

فإذا كان العبد مؤمنا و املي له الشيطان و لم يفعل ما أمره و املي له الله ففعل ما أملي له زاد خيرا

اما الكافر فكلما املي له الله يتبع عكس ما امر به فيزداد اثما فذاك الاملاء كان خيرا و لكن بسبب الكافر اصبح اثما
الخير هو الذي تكون عاقبته الخير و ليس ما نحكم عليه نحن ....

( هنا اقول ان الاملاء ليس عاقبته التمييز و لكن الزيادة اما غاية الاملاء هو الزيادة )

*

اما الأمثلة من القرآن: قصة آدم عليه السلام
*فالله أمره بشيء و الشيطان أمره بشيء و لكن اتبع ادم عليه السلام الشيطان لأنه اغواه و لكن برحمة ربي لأنه هو الثواب الرحيم ثاب عليه اذن فمن المسؤول عن اتخاذ القرار؟ نحن

قصة ابراهيم عليه السلام
*و ابراهيم عليه السلام عندما اراد ذبح ابنه( و لكن تبقى حالة خاصة للانبياء لانهم يعرفون ربهم اكثر من عامة الناس)

الله بيده الخير و ليس مسؤول عن اضلال العبد و لا العبيد ! فعندما يملي الله فإنه يملي خيرا

ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ سورة آل عمران الآية 182

اتمنى ان يكون تحليلي كافي لسؤالك و ان لم يكن فاثمنى أن يكون فيه خير ان شاء الله

و السلام
 
اختي حفظك الله وبارك فيك

ما تفضلتي به معاكس لما نشرته أختنا الزيتونة ، فهي تقول ان الله يملي للكافر فكرة الكفر ويجبره على الالتزام بها لكي يقذفه في النار ، ودللت على ذلك بابن نوح وامرأة لوط وبالتأكيد ان ذلك ينطبق ـ وفق ما تفضلت به ـ على كل كافر معاند .
بينما تقولين اختي ان الإملاء هو الزيادة من الامر بالخير والإيمان فيسأم الكافر ويزداد كفرا بينما يُؤْمِن الموحد فيزداد إيماناً وشتان بين الرأيين.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي عدنان
١ .....حاول ان تركز فانك تحرف ما اكتبه لا اعرف عمدا او لا و هذا أراه للاسف يحدث كثيرا في هذا الملتقى !!!!
( انا لم اقول ان الاملاء هو الزيادة في الشيء فهذا كلامك ... ) الاملاء فقط غاية و ما يليه هو المسؤول !

٢..... قد سألت أنت و انا رديت عليك

( لقد سألت عن الفرق بين املاء الله و املاء الشيطان)
و لكن يبقى هو تحليل معتمد على ايات القرآن

و الله اعلم
و السلام
 
اختي حفظك الله وبارك فيك

ما تفضلتي به معاكس لما نشرته أختنا الزيتونة ، فهي تقول ان الله يملي للكافر فكرة الكفر ويجبره على الالتزام بها لكي يقذفه في النار ، ودللت على ذلك بابن نوح وامرأة لوط وبالتأكيد ان ذلك ينطبق ـ وفق ما تفضلت به ـ على كل كافر معاند .
بينما تقولين اختي ان الإملاء هو الزيادة من الامر بالخير والإيمان فيسأم الكافر ويزداد كفرا بينما يُؤْمِن الموحد فيزداد إيماناً وشتان بين الرأيين.


سبحان الله ،
هل أنا قلت هذا ؟
الرجاء إعادة قراءة كلامى أعلاه..

إبن نوح وإمرأة لوط كانا فاسدين أو عاصين ،
وأملى الله تعالى لهم هى بالإلتفات الى الوراء وهو بالصعود الى الجبل لكى يلقيا حتفهما

فقط هذا ما قلته ...
 
تقبل الله من الجميع
وارجو اضافة شرح معنى الامهال لعل معنى الاملاء يتكامل معه فمن المشهور قولهم: ان الله يمهل ولا يهمل
 
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين

ثم أما بعد :


أختي الفاضلة أجد في نفسي أن قولك هذا الاملاء : هو قذف فكرة في ذهن الكافر أو أمر فهذا مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ) إذ أن قولك هذا قول للجبرية ولكن الاملاء : هو الزيادة بطول المكوث والبقاء والمقصود ولو نظرنا إلى سياق الآيات لفهمنا مراد الله جل وعلا أي أن مراده لايظنن الجاحدين بتوحيدي أننا نملي لهم خيرا لانفسهم بل نملي لهم لكي لايكون لهم خيرا بالآخرة ، وكذلك زيادة فالعذاب ثانيا ويفسر ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ،

عنأبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بخيركم ؟ " قالوا : نعم يا رسول الله. قال : " خياركمأطولكمأعمارا، وأحسنكم أعمالا) رواه أحمد وفي ذلك يفهم بالمضادة أي اذا كان خيرانا أطولنا أعمارا وأحسننا أعمالا فشرارنا أطولنا اعمارا وشر أعمالا . والله أعلم وأعتذر عن المداخلة
 
الإملاء

بسم لله الرحمن الرحيم

“وكأين من قرية “أمليت” لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير.

ولا يحسبن الذين كفروا أنّما “نملي” لهم خير لأنفسهم إنما” نملي” لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين“.
"ولقد أستهزئ برسل من قبلك “فأمليت” للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب“.
وأصحاب مدين وكذّب موسي “فأمليت” للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير“.
إنّ الذين إرتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم و”أملى” لهم“.
سنستدرجهم من حيث لا يعلمون و”أملي” لهم إنّ كيدي متين

فى القاموس أن من معاني كلمة (يملي) هى : فرض أمر علي شخص وإلزامه به.

إذا من الآيات أعلاه نجد أن كلمة (الإملاء) لم تذكر إلا للكفار، وذلك يكون بقذف فكرة على ذهن الكافر أو أمر ، فيقتنع الكافر بالفكرة و ينفذها، وليس لذلك النوع من “الإملاء” مناص من التنفيذ.

وهذا الإملاء هو نوع من الكيد والمكر الإلهي على الكافرين لكي يلقوا حتفهم أو لكي يعاقبوا أو ليحدث لهم أمر سئ، أو لكي يزدادوا إثما، بعد أن صمّوا آذانهم عن الدعوات المتكررة لعبادة الله تعالي.

أمثلة فى القرآن توضح نوع الإملاء على الكفار :

الإملاء على إمرأة لوط – أو أمرها- لتلتفت الى الخلف لتلقي حتفها مع قومها،

الإملاء على إبن نوح لكي لا يركب فى سفينة أبيه ليغرق مع الكافرين.

سنستدرجهم من حيث لا يعلمون و”أملي” لهم إنّ كيدي متين


الشيطان أيضا “يملي” كما فى الآية أعلاه، ليضل الناس، ونجد فى الآية “إنّ الذين إرتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم و”أملى” لهم” : أى أن فعل الإدبار قد وقع، وهذا يعني أن تزيين الأمر والوسوسة الشيطانية تسمي (إملاءا) عندما يتم تنفيذها من قبل الناس.


الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين

ثم أما بعد :


أختي الفاضلة أجد في نفسي أن قولك هذا الاملاء : هو قذف فكرة في ذهن الكافر أو أمر فهذا مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ) إذ أن قولك هذا قول للجبرية ولكن الاملاء : هو الزيادة بطول المكوث والبقاء والمقصود ولو نظرنا إلى سياق الآيات لفهمنا مراد الله جل وعلا أي أن مراده لايظنن الجاحدين بتوحيدي أننا نملي لهم خيرا لانفسهم بل نملي لهم لكي لايكون لهم خيرا بالآخرة ، وكذلك زيادة فالعذاب ثانيا ويفسر ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ،

عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بخيركم ؟ " قالوا : نعم يا رسول الله. قال : " خياركم أطولكم أعمارا، وأحسنكم أعمالا) رواه أحمد وفي ذلك يفهم بالمضادة أي اذا كان خيرانا أطولنا أعمارا وأحسننا أعمالا فشرارنا أطولنا اعمارا وشر أعمالا . والله أعلم وأعتذر عن المداخلة
 
بسم الله الرحمن الرحيم

اخي عدنان لقد أخطأت في حقك بعدما راجعت مرة اخرى ما كتبته أنت ( سؤالك كان عجبا و انا حسبته دفاعا لكاتب الموضوع).

فاعذرني لأكون لك من الشاكرين.

و السلام
 
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين





ثم أما بعد :


أختي الفاضلة أجد في نفسي أن قولك هذا الاملاء : هو قذف فكرة في ذهن الكافر أو أمر فهذا مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ) إذ أن قولك هذا قول للجبرية ولكن الاملاء : هو الزيادة بطول المكوث والبقاء والمقصود ولو نظرنا إلى سياق الآيات لفهمنا مراد الله جل وعلا أي أن مراده لايظنن الجاحدين بتوحيدي أننا نملي لهم خيرا لانفسهم بل نملي لهم لكي لايكون لهم خيرا بالآخرة ، وكذلك زيادة فالعذاب ثانيا ويفسر ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ،

عنأبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بخيركم ؟ " قالوا : نعم يا رسول الله. قال : " خياركمأطولكمأعمارا، وأحسنكم أعمالا) رواه أحمد وفي ذلك يفهم بالمضادة أي اذا كان خيرانا أطولنا أعمارا وأحسننا أعمالا فشرارنا أطولنا اعمارا وشر أعمالا . والله أعلم وأعتذر عن المداخلة


أخ فهيد

الرجاء إعادة قراءة ما كتبته سابقا مرة أخرى لتفهم ما أقصد
وضربت مثالين عن شخصين عاصين فى القرآن !!

أعتقد أن كلامى فى غاية الوضوح مع ضرب أمثلة
لا أعلم من أين جاءتكم تلك الأفكار الغريبة ؟!!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم

* ما أراه و الله اعلم ان املاء الالتفات لامرآة لوط هو يدخل في باب الإجبارية لان سبق عليها القول .... (باقية او راحلة معهم فهلاكها ليس فيه تغيير و غاية الاملاء هنا ليس غايته الاختبار لان قضي الامر و حكم ما حكم).فأجل الاختبار قد انتهى و بقي اجل العمر(الصبح ) بعد ما سبق القول.

قوله تعالى :قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ
سورة هود الآية 81

+++++قوله تعالى :وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45) سورة فاطر

+++++قوله تعالى:وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ. سورة النحل الآية 61


* اما عدم الالتفات اهل لوط فهو يدخل في باب الزيادة ( الايمان لأنه جاء من باب ما نهاه الله)..... والحكمة من ذكرهما في الآية للتفصيل و البيان ...


ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ سورة فصلت الآية ١١


و الله تعالى اعلى و اعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم

* ما أراه و الله اعلم ان املاء الالتفات لامرآة لوط هو يدخل في باب الإجبارية لان سبق عليها القول .... (باقية او راحلة معهم فهلاكها ليس فيه تغيير و غاية الاملاء هنا ليس غايته الاختبار لان قضي الامر و حكم ما حكم).فأجل الاختبار قد انتهى و بقي اجل العمر(الصبح ) بعد ما سبق القول.

قوله تعالى :قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ
سورة هود الآية 81

+++++قوله تعالى :وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45) سورة فاطر

+++++قوله تعالى:وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ. سورة النحل الآية 61


* اما عدم الالتفات اهل لوط فهو يدخل في باب الزيادة ( الايمان لأنه جاء من باب ما نهاه الله)..... والحكمة من ذكرهما في الآية للتفصيل و البيان ...


ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ سورة فصلت الآية ١١


و الله تعالى اعلى و اعلم


شكرا أخت بهجة على المشاركة القيمة،
علينا نحن أن نستنبط الحكمة من الأمر بعدم الإلتفات،
لا أظن أنه فى هذا الوقت العصيب أن الأمر يجئ كطلب طاعة من آل لوط (بناته)وإمتحان إيمانهم، كما لم يسبق للأقوام المؤمنين الذين نجوا مع أنبيائهم أن جاءهم هذا الأمر.

والله تعالى أعلم ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت زيتونة

ذاك فقط يبقى اجتهاد لكي أشارك برأيي معكم و لعلي أبطل ما قلتي عن الله بقذف الفكرة في ذهن الكافر اما العلم فعند الله و لا يعلم الغيب الا الله ....


و السلام
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت زيتونة

ذاك فقط يبقى اجتهاد لكي أشارك برأيي معكم و لعلي أبطل ما قلتي عن الله بقذف الفكرة في ذهن الكافر اما العلم فعند الله و لا يعلم الغيب الا الله ....


و السلام

شكرا بهجة،

هل يمكن القول أن الله تعالى (يملى) الفكرة فى ذهن الكافر، حتى تكون صحيحة؟!

سنستدرجهم من حيث لا يعلمون و”أملي” لهم إنّ كيدي متين
 
بسم1​
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
اسمحوا لي أن أبدي رأيي المتواضع راجياً تقبل الاختلاف بصدر رحب ، متمنياً عليكم قراءة ما سيكتب بتأنٍ وتركيز فأقول وبالله التوفيق:
لقد خلق الله للانسان إرادة حرة ليناط به اختيار الطريق إما طريق الخير أو الشر ، وهذه الميزة العظيمة اختص بها ربنا جل وعلا المكلفين من خلقه فكانت أمانة لا يقدر البعض عظمها وأهميتها جهلا وظلماً لنفسه.
والله جل وعلا لا يعاقب مقترف الذنب والسيئة إذا كان مجنونا أو في حال خارج التكليف وهو جل وعلا يرسل أنبياءه لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور والآيات في هذا المجال أكثر من أن تعد ، فلا يجوز نسبة سوق ابن آدم للكفر أو اجباره على إتيان المنكر الى الله تعالى فهو منزه عن ذلك الفعل ، وأن يقال أن الله يجبر الإنسان على فعل السوء لكي يدخله النار فهذا ينافي أبسط قواعد العدل الرباني ، ولو شاء جلت قدرته لأدخل الناس جميعا نار جهنم ولا يسأل عما يفعل وهم يسئلون ، ولكنه جلت قدرته رحيم بعباده ماخلقهم أبداً ليعذبهم وما يدخل أحداً من خلقه في عذابه إلا وهو مستحقٌ معاندٌ مكذب ، ويكون فعله بإرادته الحرة وبدون إجبار أو إضلال.

وقد اضطربت افهام الناس حيال الآيات الكريمة التي تشتمل على الكيد والمكر والخداع ، تلك الصفات التي نسبها الله إلى نفسه ونسبها للمجرمين من خلقه ، فلما غاب المفهوم الصحيح لتلك المفردات وكيفية حصول المكر والكيد والخداع وماهيتها برزت تأويلات وتفسيرات تحمل نسبة السوء لله جل وعلا تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.

وأنا هنا لن أخوض في معاني تلك المفردات فقد افردت بها بحثاً مؤصلاً مدعما بالآيات الكريمة لتبيان مفاهيم تلك الأفعال عند نسبتها لله جل وعلا يمكن لأخوتي الكرام الاطلاع عليها في المدونة بعنوان : المكر والكيد والخداع والفرق بينها في التعبير القرآني .
ولكني سأكتفي بتوضيح مفهوم (الكيد) لارتباطه (بالإملاء) الذي هو موضع البحث في منشور اختنا المباركة فنقول وبالله التوفيق

الكيد : كل تَدْبِيرٍ لِفِعْلٍ خَفِيِّ أو ظَاهر يريدُ مِنهُ الكاَئِد دَفعُ المكيدِ أنْ يرتكبَ عملا ًسيئا ًأو جرماً وذنباً بإرادتهِ بدونِ جَبرٍ او إرغام.

فالشيطان الرجيم يوسوس للانسان ليدفعه لفعل الشر والمعصية لذلك كان فعل الشيطان كيداً ، والمرأة الخبيثة تستغل مفاتنها لتغوي المؤمن فيقع في السوء ولذلك سمي كيداً ، ذلك لأن نتيجة الكيد هو وقوع المكيد في المعصية ولنتتبع ذلك في البحث الذي تم نشره:


قلنا أن تعريف الكيد (مايجب الاصطلاح عليه) : كل تَدْبِيرٍ لِفِعْلٍ خَفِيِّ أو ظَاهر يريدُ مِنهُ الكاَئِد استفزاز و دَفعُ المكيدِ أنْ يرتكبَ فعلاً أو عملاً سيئاً أو جرماً وذنباً بإرادتهِ بدونِ جَبرٍ أو إرغام.

ويمكن تقريب المعنى بقولنا : كاد الكائد وأوشك أن يقع في الخطيئة عامداً ولم يقع فيها فاستفز فعله المكاد فوقع في الخطيئة ، وعند العامة يسمونها المكايدة وهي الاستفزاز بعمل يهيج المفضي لارتكاب الخطأ فيرتكبه مدفوعا بما رآه فينجح الكيد عندئذٍ ويقع اللوم حينها على المكاد له وليس على الكائد.


والعجيب أن الكيد شواهده واضحة جداً ولكني لم أجد من عرّفه كما ينبغي ومن أول الاستدلالات التي تبين هذا التعريف وتؤيده في قوله تعالى:

{ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ } [يوسف:33]

فيوسف عليه السلام يدعو الله جل وعلا أن يصرف كيدهن ، ولكن ما هو مقتضى كيدهن ؟، يكمن الخطر ليس في الكيد بل ما يقود إليه الكيد بأن يصبو إليهن ويكن من الجاهلين بارتكاب الفحشاء التي يكدن ليوسف حتى يرتكبها ، فتأسيسا على تعريف الكيد فالمكيد هو من يرتكب الخطيئة والجرم بفعل الكيد الذي يقوده لذلك ويوسف يعتصم بالله من أن ينجح كيد النساء بدفعه للفاحشة ويدعوه أن يصرف هذا الكيد عنه.

وفي كيد فرعون ضد موسى يقول الحق جل وعلا : { فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُثُمَّ أَتَىٰ } [طه:60] وكيده هو ما سيأتي به السحرة من خيالات وأعمال يقصدون من ورائها صرف الناس الإيمان واستمالتهم للكفر وتأليه فرعون من دون الله فهذا الكيد يقود لصد الناس وارتكابهم لجرم تكذيب الرسل وعبادة غير الله فصار كيدا كما عرفناه آنفا ثم يقول جل من قائل : { فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ } [طه:64] وبالتالي فيتضح المراد انه حشد للعجائب والعظائم ليصلوا الى هذه النتيجة : { قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } [الأعراف:116] فالهدف هم الناس لكي يصدونهم عن دعوة موسى ويظهرونه بمظهر العاجز ومن ثم يكون الناس كفارا واقعين في الاثم الاعظم من جراء ذلك الكيد ، ثم يوحي الله جل وعلا مؤكدا على أن ما يراه كيد اريد منه صد الناس وليبطله الله أمر نبيه أن يلقي عصاه فقال جل وعلا : { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ } [طه:69] كيد ساحر ابرم لصد الناس وخداعهم لاقناعهم بارتكاب الكفر برسالة موسى.


ويقول الحق جل جلاله:

{ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } [غافر:25]

أي عندما جاءهم موسى بالحق والتوحيد قالوا بقتل من يؤمن لموسى “كيدا” ابتزازا له ليتراجع هو عن دعوته ، وليرتكب من آمن به الكفر به خوفا من قتل أبنائهم واستحياء نسائهم وسبيهن ، ولدفعهم للكفر برب لم ينفعهم حين جائهم البأس “في زعم عدوهم وظنه”، ويتفق مع نفس معنى الكيد الذي ذكرناه وهو عمل يستفز به المكيد لارتكاب الاثم والخطيئة.

ويقول سبحانه وتعالى :

{ فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } [يوسف:28]

(كيدكن) ما جهدتن فيه من عمل لتوقعن من اردتن في الفحشاء ، وكيد النساء أعظم الكيد فأدواته اكثر الادوات تأثيرا في دفع من يواجههن لارتكاب الاثم فلديهن مفاتنهن وكلامهن يغوين به كل ذي لب الا من رحم الله لذلك قال عنه الله (عظيم) في حين قال (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) فلا يعدو كيد الشيطان ان يكون خيالات ووسوسة تزول بالاستعاذة بالله منه ، وسمي كيدا لأنه لايضر ولكن يدفع من يخضع لوساوسه ان يرتكب المحرم فيكون بذلك كيدا ، وبالطبع لا يصح ان يسمى مكرا ولا خداعا، ومن ضيق الأفق أن يأتي من يقول أن الله يحكي كلام عزيز مصر ولا يلزم صحة ذلك ، فنقول ان ذلك يحتمل الاخبار والاقرار ، وإلا لو لم يكن لها مكان لما أوردها الله جل وعلا في كتابه فلا يذكر شئ في كتاب الله عبثاً او حشواً تنزه جلت قدرته عن ذلك.


ويقول جل من قائل :

{ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [آل عمران:120]

فشرط النجاة من الكيد هو الصبر والتقوى ، وهي أعمال قلبية تفضي للحماية من الوقوع في الشر والإثم وهو المراد من قوله (كيدهم) فلو كانت غير ذلك كالقتل لكان مكرا ، فالصبر يفضى الى الحصانة من الوقوع في ما يعصم منه بالصبر كالشهوات ، والتقوى يفضي إلى الحصانة من الوقوع في ما يعصم منه بالتقوى كالفرقة والاثم والوقوع في الحرام ، ويتجلى هذا المعنى في ما وقع ليوسف عليه السلام فما جنبه كيد امرأة فرعون الا التقوى والصبر فهيأ الله له النجاة بهما وهذا متفق مع الآية الكريمة ، ولوتفحصنا هذا المقطع لوجدنا الله جل وعلا (لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ) أي محيط بكيدهم الذي يحيكونه لكم وانتم لا تحيطون به ولا تعلمونه فبتقواكم وصبركم تفشلون كيدهم لأنكم لا تحققون مرادهم فتقعون في الاثم والخطيئة.

ومن أمثلة كيد الكافرين اثارة نزعات الجاهلية والعنصرية بين الصحابة من الأوس والخزرج حتى كادوا أن يقتتلوا لولا أن عاتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكوا حتى اخضلوا لحاهم والكائد بذلك اوقعهم في الخطيئة أو كاد.


ويقول جل شأنه:

{ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } [يوسف:76]

وكيد الله ليوسف هو دفعه ليوسف أن يتهم بريئا بالسرقة فما كان يوسف ليرتكب هذا الأمر بأن يدس صواع الملك في رحل أخيه ، ثم ينادى بتهمة السرقة فهذا العمل في ظاهره عمل شر ولكن الله كاد ليوسف ليفعل هذا الفعل ويرتكبه لعلم سبق لديه جل وعلا بما يؤول إليه الأمر وسبق أن قلنا أن توفر أركان الفعل يصنفه ويسمه فتوفرت اركان الكيد هنا فسمي كيدا ولكن علم الله بما كان وماهو كائن جعله يدفع عبده يوسف لفعل ذلك يستنقذ أخيه ويضمن مجيء ابيه بتقدير الله جل وعلا وبعظيم لطفه بيوسف وأبيه وأخوته ، والله يخبرنا بذلك حتى لا يأتي آت يثرب على فعل يوسف بأنه اتهم بريئا بالسرقة وأخذ مظلوماً بذنب لم يفعله فيخبرنا الله أن فعله كان كيدا من الله ليوسف وإلا فهو كنبي معصوم لا ينبغي له فعل ذلك وإنما علم الله بما يقتضيه التدبير افضى لامضاء مشيئته بهذا الوجه ، ولكي لا يقول قائل ويثير شبهة في عصمة الانبياء فيقول كيف يكون ذلك من نبي ، فيكون الرد عليه أن الله جلت قدرته كاد ليوسف ودفعه ليفعل ذلك والفعل لحكمته جل وعلا وليس مبادرة من يوسف أن يفعل هذا ، إذن فالكيد وقع من الله على يوسف فدفعه ليتهم اخوته فيقول تعالى : ( كِدْنَا لِـيُوسُفَ) فاللام هنا هي ذات اللام في قول يعقوب لابنه ( فيكيدوا لـك كيدا) فيكون يوسف مقصد الكيد في كلا الحالتين ولكن كيد اخوته لم ينجح وكيد النسوة لم ينجح (بمعنى الكيد المؤدي لارتكاب الفعل) ولكن كيد الله جرى على يوسف فاتّهم اخوته.


لو سأل سائل وقال أن الله جل وعلا قال : ( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِين) (يوسف:5) فهل وقع كيد من إخوة يوسف على أخيهم؟ فأقول إن في هذا المفهوم إثبات للفروق بين اللفظتين فإن قال قائل نعم جرى كيد إخوة يوسف على أخيهم (للخلط لديه بين مفهومي الكيد والمكر) فإن تفنيد ذلك أنه يلزم أن يكون يوسف قد تجاهل أمر أبيه وعصا أمره في – أول السورة – فوقع عليه الكيد وهذا لا يستقيم مع نبوته وصلاحه وطاعته وبره لوالديه وعصمته من النقائص ، فنقول أن يوسف أطاع أمر والده ولم يجاوزه البتة فكتم أمر الرؤيا عن إخوته فلم يحدث منهم الكيد ليوسف حيث لم تذكر السورة أن كيدا وقع ليوسف ونجح إلا كيد الله له حين أتهم إخوته بما لم يرتكبوه (سرقة صواع الملك) بكيد الله له (كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ) ( أما كيد النسوة وسوى ذلك الكيد فوقع ولكن لم ينجح ولا ينبغي له أن ينجح فإن الله صرف عنه كل كيد فلم يحدث منه ارتكاب إثم ومعصية ، فلم يذكر أن إخوته كادوا له بل مكروا به ، فالمكر وقع كما يبين لنا الله جل وعلا في قوله تعالى (ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) )يوسف:102)

{ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ } [الأنبياء:57]

وهذا المثال من أجمل وأقوى الأمثلة على دقة معنى الكيد كما ذكرنا ، فالخطاب هنا موجه من ابراهيم إلى قومه او بعض قومه يتوعد بأن يكيد اصنامهم أي يدفعها لارتكاب خطيئة ، ويقول قائل كيف وهي اصنام لا حول لها ولا قوة ، اقول هذه حجة ابراهيم عليه السلام ليقود اهل الضلال ليفيقوا من اوهامهم ويعلموا حقيقة اصنامهم ، فلم يعيروه بالا ليقينهم ان الاصنام لا يمكن ان يكيدها احد لأنها لا تسمع ولا ترى ، فلم يدفعهم توعد ابرهيم عليه السلام للتفكير ، فتعدى ذلك وقام بتحطيم اصنامهم وصورها على انها نجاح لكيده دفع كبيرهم ان يحطم باقي الاصنام ( اي يرتكب الصنم المكاد له الجرم بنفسه) وعلق الفأس في رقبته فالله جل وعلا يقول:

{ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ } [الأنبياء:58]

وهنا يجدر بنا أن نعجب من جرأة هذا النبي الكريم في الحق وكيف لم يكتفي بالمحاجة باللسان بل تعدى ذلك للفعل لعلهم يستفيقون ، وبالفعل صدموا بآلهتهم محطمة ماعدا كبيرهم وكأنه اعمل كيده لهم ودفع كبيرهم ان يحطم البقية ويرتكب هذه الجريمة ، وقوله عليه السلام (وتالله لأكيدن اصنامكم)حديث موجه لهم ولذلك عندما رأوا ما رأوا قالوا (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)اي سمعوه حينما توعد اصنامهم بالكيد ، ولكن لم يتوعد أن يقوم بشئ بل يدفع الاصنام لترتكب ما ارتكبت فأتوا به فقال (قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) فهم يسألونه لما سبق من توعده لآلهتهم ولعلمهم بأنها لا تستطيع أن تفعل ذلك من تلقاء نفسها ، فحاجهم ابراهيم عليه السلام بأن أشار عليهم أن يسألون من سلم من الاصنام ووجد الفأس معلقا برقبته فلعله هو من ارتكب ذلك الجرم ، ليس سخرية منهم ولكن صدمهم بجوابه فرجعوا إلى أنفسهم فأدركوا أنهم ضالون بعبادتهم لأصنام لا تدفع عن نفسها عدوا ولا تملك ضرا لبعضها البعض فكيف يرجى منها نفع أو ضر؟.

وهنا على هامش ما افضينا اليه فائدة في فعل ابراهيم عليه السلام في تركه اكبر الاصنام ليستقر في اذهانهم ما عبر عنه جل وعلا بقوله تعالت ذاته ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) فيصور تصارع الآلهة حتى يقودهم الى التوحيد ايمانا بإله واحد وهنا صورة عظيمة من صور الدعوة وما يجب أن يكون عليه الداعيه من الذكاء والفطنة في ايصال فكرته بكل السبل الخلاقة التي تدفع الناس لاعمال عقولهم وافهامهم فيما أمامهم


قال الحق جل وعلا :

وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِيمَتِينٌ (183) [الأعراف]

ويقول سبحانه في موضع آخر:

(43) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَٰذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) [القلم]

فكلا الموضعين يشتركان فيما يلي : (تكذيب يتبعه استدراج وإملاء ) ومن السياق حدد طبيعة الكيد المتين بأنه الاستدراج والإملاء وهنا نرى الكيد وكيف يتمثل [الإملاء] في تكريس معنى الكيد كما تم تعريفه الذي سبق بأن

الكيد: كل تَدْبِيرٍ لِفِعْلٍ خَفِيِّ أو ظَاهر يريدُ مِنهُ الكاَئِد دَفعُ المكيدِ أنْ يرتكبَ عملا ًسيئا ًأو جرماً وذنباً بإرادتهِ بدونِ جَبرٍ او إرغام.

والإملاء هنا هو الزيادة من كل شيء الزيادة في الرزق بالإمداد بكل أسباب الدنيا والزيادة في العمر [فتمتليء] مخازنهم بالمال والطعام كما لم يكن من قبل ويزاد ويمد لهم في أعمارهم وهنا قد علم الله أن أولئك القوم لا خير فيهم فتوعدهم [بالإملاء] فيزداد عجبهم بكفرهم وثقتهم بصحة منهجهم فيزدادون كفراً ومن أمثلة الإملاء والاستدراج أن يفتح عليهم أبواب الدنيا حتى يقولون [لو أن دعوى الرسول حق لقطع عنّا ربه الرزق بل هو يفيض ويزداد] فيزدادون يقينا بصواب فعلهم ويزدان الكفر في أعينهم .

وهنا متانة كيد الله مقابل وهن ما سواه من كيد المخلوقين ، فأولئك الكافرين إذا وقفوا بين يدي الله يحاجون عن أنفسهم فإنه لا يستقيم أن يحتجوا بتدفق الرزق عليهم على كفرهم وتكذيبهم فكيف يحتج المسيء بإحسان المحسن إليه ؟ بل يكون حجة عليهم بأنه رغم كفرهم فقد آتاهم الله من خير الدنيا فيكون الرد على هؤلاء { وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ }[الأحقاف:20] فمدد الله لخلقه ورزقه غير محظور ولا مشروط بإيمان ولا بكفر فيقول جلت قدرته { كُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا } [الإسراء:20] ، فلا حجة لهم على الله تعالت ذاته فقد ارسل اليهم واقام الحجة عليهم ولم يعاملهم بسوء ما عندهم ويحرمهم رزقه وخيراته وبرغم ذلك بارزوه بالمزيد من الإلحاد والإصرار الشديد على الكفر.

ولو عدنا لتعريف كيفية (مكر الله) آنفا وقلنا أن غفلة الماكر عن تدبير الله وانتقامه جعله في مكان الممكور به فكان فعله جلت قدرته مكراً لتوفر اركان المكر فيه ولكن الله لم يفعل كالماكر ويستتر في فعله ولكن كفر الماكر هو ما جعله في غفلة عن انتقام الله ، وكذلك الكيد فإن الله لم يرد اضلال عباده إذ يكيد لهم ولم يدفعهم للكفر بإملاءه واستدراجه لهم بل سوء طويتهم وانفسهم الأمارة سولت لهم أن كفرهم لم يمنع عنهم الرزق او ينزل بهم الرجز والعذاب بل زاد رزقهم وصلحت حياتهم فأمنوا العقاب واستمتعوا بالدنيا فكان كفرهم عملهم ارتكبوه عامدين غير مدفوعين إليه او مرغمين عليه فكانت أركان الكيد متوفرة في فعل الله تجاههم فكأنك ترى فعل الله وعطائه لهم دفعهم لفعل السوء والجرم فكان شبيه بتفسير المكر وتأويله فكان ذلك العمل الذي يرى من جهة المؤمن استدراجا يستلزم الانتباه والحذر من عقوبة قد تنتظر من صب عليه الرزق عليه ، وللكافر دليل تسول به نفسه بصحة ما هو عليه من كفر.

أما كيد الإنسان لنظيره فليس بمتين ، فالمرأة مثلا بمفاتنها تغوي الرجل فيرتكب المحرم بدون جبر أو إرغام وذلك كيد ولكن على تلك الكائدة تَبِعَةٌ إذ [كادت] بحرام لتوصل المكيد لارتكاب الفاحشة ، ثم أنها وقعت فيها أيضاً. فكيد الله واستدراجه واملاءه لاعداءه وجاحدي ربوبيته لا يكون بدفعه لخلقه للكفر ابداً فذلك لا يستقيم مع عدله ورأفته بخلقه ورسالاته لهم بل يكون بصورته التي اوضحناها وما يتفق معها .

وفي قوله جلت ذاته [سنستدرجهم من حيث لا يعلمون] لا يعني من حيث لم تقم عليهم فيه حجة وليس لديهم عليه من الله برهان بل قوله [لا يعلمون] يعني انتفاء العلم لرفضهم له وكفرهم به وردهم لما جائهم وليس استغلالا لجهل وقعوا فيه، وإلا فالاستدراج بالصورة تلك لمن هم [يعلمون] أي المؤمنين عندما يبتعدون عن المنهج السليم ويستزلهم الشيطان فيرون الإملاء وزيادة القوة والرزق برغم المعصية يردهم ويذهلهم عن انحرافهم فيعون أنهم مستدرجون لأنهم ممن [يعلمون] فإن يسر الله ووفق نكصوا من زلتهم وتابوا إلى بارئهم وإلا فقد نجح الكيد أن ظنوا إنما كان الرزق والإملاء غفلة من ربهم تعالى وجل عن ذلك ، فأتاهم الله من حيث [اعلمهم] فرفضوا العلم ، أتاهم من حيث لم يحتسبوا أي مما لا يتوقعون إذ كيف يتوقع الجاحد أن من دعاه لعبادته يرد على كفره بالعطاء ؟ وجحوده بسعة الرزق ؟؟ فعدم علمه يوازي عدم إيمانه وظنه أن سلوك الاله كسلوك البشر يغضب كغضب البشر فيمنع رزقه وخيراته عن عباده.

لقد أشكل علي أمر في ما رأيت من تعريف مفردة “الكيد” وأعيد هنا تعريف الكيد حيث قلنا أنه : كل تَدْبِيرٍ لِفِعْلٍ خَفِيِّ أو ظَاهر يريدُ مِنهُ الكاَئِد استفزاز و دَفعُ المكيدِ أنْ يرتكبَ فعلاً أو عملاً سيئاً أو جرماً وذنباً بإرادتهِ بدونِ جَبرٍ أو إرغام. وكلما تلمسنا طريقنا في محاولة مقارنة سياق الآيات التي تحوي مفردة الكيدفإننا نجد بالفعل أن الكيد لا يخرج عن هذا التعريف فهو لا يتغير بتغير السياق أو القصة بل تراه متسقا منطبقا مع المعنى ، وقلنا “مثلا” أن “كيد ساحر” ينطبق على محاولة فرعون حشد السحرة لصرف الناس عن الإيمان فيرتكبون الكفرفكان بالفعل كيدا وليس شيئا آخر (حسب التعريف)، وتفحصنا “وتالله لأكيدن أصنامكم” وتبين لنا كيف أن الكيد الذي يتوعد إبراهيم بفعله ليس تحطيمها بل “زعمه” انه سيدفع الأصنام لتقتتل بينها وتركب ما دفعها إبراهيم إليه ثم حطمها عدا أكبرها وعلق الفأس في رقبته ليوهمهم بأن كيده ونجح وأوقع بين الأصنام العداوة “فكاد لها” والى آخر تلك المعاني والحجج واللفتات الرائعة ، ولكني عندما وصلت متتبعا مستقرئا والأمور تتسق وتتضح حتى وصلت لقوله تعالى:

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)

ووجه الإشكال أن الكيد هنا يبدو للوهلة الأولى أنه تحطيم الكعبة المشرفة وتدنيس الحرم المقدس (كما اتفق عليه جل مفسرينا رحمهم الله) فكيف يستقيمالكيد بمعناه الذي ذكرناه ومقتضى الآيات؟ ، ثم أني رجعت للتفاسير فوجدت بالفعل فسر الكيد بأنه حملة مهاجمة الكعبة المشرفة فصار إلى تضليل ودمرهم الله فأوقف كيدهم وهنا أقوال المفسرين رحمهم الله تعالى:

فالقرطبي رحمه الله يقول في جامعه : قوله تعالى : ألم يجعل كيدهم في تضليل أي في إبطال وتضييع ; لأنهم أرادوا أن يكيدوا قريشا بالقتل والسبي ، والبيت بالتخريب والهدم .

الطبري رحمه الله قال : ( ألم يجعل كيدهم في تضليل ) يقول : ألم يجعل سعي الحبشة أصحاب الفيل في تخريب الكعبة ( في تضليل ) يعني : في تضليلهم عما أرادوا وحاولوا من تخريبها .

البغوي رحمه الله قال : ( ألم يجعل كيدهم في تضليل ) ” كيدهم ” يعني مكرهم وسعيهم في تخريب الكعبة . وقوله : ” في تضليل ” عما أرادوا ، وأضل كيدهم حتى لم يصلوا إلى الكعبة ، وإلى ما أرادوه بكيدهم . قال مقاتل : في خسارة ، وقيل : في بطلان .

وفي التفسير الكبير يقول الأندلسي رحمه الله : ( ألم يجعل كيدهم في تضليل ) وإبطال ، يقال : ضلل كيدهم إذا جعله ضالا ضائعا ، وقيل لامرئ القيس : الضليل ، لأنه ضلل ملك أبيه ، أي ضيعه ، وتضييع كيدهم هو بأن أحرق الله تعالى البيت الذي بنوه قاصدين أن يرجع حج العرب إليه ، وبأن أهلكهم لما قصدوا هدم بيت الله الكعبة بأن أرسل عليهم طيرا جاءت من جهة البحر ، ليست نجدية ولا تهامية ولا حجازية سوداء ، وقيل : خضراء على قدر الخطاف

والشوكاني في فتح القدير يفسرها : ألم يجعل كيدهم في تضليل أي ألم يجعل مكرهم وسعيهم في تخريب الكعبة واستباحة أهلها في تضليل عما قصدوا إليه حتى لم يصلوا إلى البيت ولا إلى ما أرادوه بكيدهم ، والهمزة للتقرير كأنه قيل : قد جعل كيدهم في تضليل ، والكيد : هو إرادة المضرة بالغير ، لأنهم أرادوا أنيكيدوا قريشا بالقتل والسبي ، ويكيدوا البيت الحرام بالتخريب .

ابن عاشور رحمه الله في التحرير والتنوير يقول: ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول .

هذه الجمل بيان لما في جملة ألم تر كيف فعل ربك من الإجمال ، وسمى حربهم كيدا ; لأنه عمل ظاهره الغضب من فعل الكناني الذي قعد في القليس ، وإنما هو تعلة تعللوا بها لإيجاد سبب لحرب أهل مكة وهدم الكعبة لينصرف العرب إلى حج القليس في صنعاء فيتنصروا .أو أريد بكيدهم بناؤهم القليس مظهرين أنهم بنوا كنيسة وهم يريدون أن يبطلوا الحج إلى الكعبة ويصرفوا العرب إلى صنعاء .

والكيد : الاحتيال على إلحاق ضر بالغير ومعالجة إيقاعه .

والتضليل : جعل الغير ضالا ، أي : لا يهتدي لمراده ، وهو هنا مجاز في الإبطال وعدم نوال المقصود ; لأن ضلال الطريق عدم وصول السائر .

وظرفية الكيد في التضليل مجازية ، استعير حرف الظرفية لمعنى المصاحبة [ ص: 549 ] الشديدة ، أي : أبطل كيدهم بتضليل ، أي : مصاحبا للتضليل لا يفارقه ، والمعنى : أنه أبطله إبطالا شديدا ، إذ لم ينتفعوا بقوتهم مع ضعف أهل مكة وقلة عددهم . وهذا كقوله تعالى : وما كيد فرعون إلا في تباب أي : ضياع وتلف ، وقد شمل تضليل كيدهم جميع ما حل بهم من أسباب الخيبة وسوء المنقلب .

وجملة وأرسل عليهم طيرا أبابيل يجوز أن تجعل معطوفة على جملة فعل ربك بأصحاب الفيل ، أي : وكيف أرسل عليهم طيرا من صفتها كيت وكيت ، فبعد أن وقع التقرير على ما فعل الله بهم من تضليل كيدهم عطف عليه تقرير بعلم ما سلط عليهم من العقاب على كيدهم تذكيرا بما حل بهم من نقمة الله تعالى ، لقصدهم تخريب الكعبة ، فذلك من عناية الله ببيته لإظهار توطئته لبعثة رسوله – صلى الله عليه وسلم – بدينه في ذلك البلد ، إجابة لدعوة إبراهيم – عليه السلام – فكما كان إرسال الطير عليهم من أسباب تضليل كيدهم ، كان فيه جزاء لهم ، ليعلموا أن الله مانع بيته ، وتكون جملة ألم يجعل كيدهم في تضليل معترضة بين الجملتين المتعاطفتين .

ويجوز أن تجعل وأرسل عليهم عطفا على جملة ألم يجعل كيدهم في تضليل فيكون داخلا في حيز التقرير الثاني بأن الله جعل كيدهم في تضليل ، وخص ذلك بالذكر لجمعه بين كونه مبطلا لكيدهم وكونه عقوبة لهم ، ومجيئه بلفظ الماضي باعتبار أن المضارع في قوله : ألم يجعل كيدهم في تضليل قلب زمانه إلى المضي لدخول حرف ( لم ) كما تقدم في قوله تعالى : ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى في سورة الضحى ، فكأنه قيل : أليس جعل كيدهم في تضليل .

وعندما تفحصت معنى الآيات على وجه غير ما ذكره المفسرين رحمهم الله وجدت أن معنى الكيد هنا لا يخرج عن المعنى الذي قررناه في هذا المقال في دلالات أربع:

أولا : أن الكعبة وحجارتها لا قيمة لها أمام الكفر بالله والاعتقاد بسواه وهدمها في حد ذاته لا يرقى في جسامته وخطورته لحدث كانصراف الناس عن عبادة الله والتوجه اليه.

ثانيا: لو أبعدنا النظر وأعملنا الفكر لوجدنا أن فعل أبرهة الحبشي لم يكن غاية ولا هدفاً له بل وسيلة أراد من خلالها تحقيق هدفه وهو “دفع الناس لاستبدال الحج إلى كنيسة القليس في اليمن بدلا من التوجه لعبادة الله في بيته المحرم” وبالتالي إضلالهم وتحويلهم للشرك بعد الإيمان.

ثالثا: أن سنة الله تتمثل في الجزاء من جنس العمل فكان كيده في تضليل كما أراد إضلال العباد عن الحج إلى بيت الله تعالى.

رابعا: أنه قصد أن يقدسه العرب حين يحطم الكعبة فيعتقدون ببطلان ما هم عليه واستبدال حجهم الأول بالحج الى اليمن رغبة واقتناعا بدون إرغام أو إجبار.

وهنا يستجد من هذه الدلالات نظرة جديدة بعد طبع معنى الكيد على سورة الفيل بمعناها الذي اعتقدنا صحته ليس في هذه السورة الكريمة فقط بل في كل مفردات الكيد في القرآن الكريم.

وهنا وجب علي أن أنوه بأن ابرز من تلمس المعنى الصحيح للكيد في سورة الفيل كان ابن عاشور رحمه الله برغم انه لم يعرفه بالتعريف الدقيق ولكنه قال:

أو أريد بكيدهم بناؤهم القليس مظهرين أنهم بنوا كنيسة وهم يريدون أن يبطلوا الحج إلى الكعبة ويصرفوا العرب إلى صنعاء .

فكان هذا الوجه هو الأصح المتفق مع التعريف الثابت للكيد والله اعلم.

وأخيراً وتلخيصاً لما سبق ، فالإملاء هو إمهال الكافر المعاند وفتح أبواب الخير عليه حتى يظن بأن الله الذي يدعى اليه لا وجود له يمعن في الكفر والعناد ، ليس لأن الله قذف في قلبه فكرة الكفر ليعذبه بل لأن نفسه الخبيثة سولت له أن إمهال الله له يعني غيابه وعدم قدرته على عقاب اعداءه ، فتقوم عليه حجة مضاعفة يقول تعالى:
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) المدثر

إن كنت أصبت فالفضل له وحده دون سواه ، وإن كنت أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
بسم1​
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
اسمحوا لي أن أبدي رأيي المتواضع راجياً تقبل الاختلاف بصدر رحب ، متمنياً عليكم قراءة ما سيكتب بتأنٍ وتركيز فأقول وبالله التوفيق:
لقد خلق الله للانسان إرادة حرة ليناط به اختيار الطريق إما طريق الخير أو الشر ، وهذه الميزة العظيمة اختص بها ربنا جل وعلا المكلفين من خلقه فكانت أمانة لا يقدر البعض عظمها وأهميتها جهلا وظلماً لنفسه.
والله جل وعلا لا يعاقب مقترف الذنب والسيئة إذا كان مجنونا أو في حال خارج التكليف وهو جل وعلا يرسل أنبياءه لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور والآيات في هذا المجال أكثر من أن تعد ، فلا يجوز نسبة سوق ابن آدم للكفر أو اجباره على إتيان المنكر الى الله تعالى فهو منزه عن ذلك الفعل ، وأن يقال أن الله يجبر الإنسان على فعل السوء لكي يدخله النار فهذا ينافي أبسط قواعد العدل الرباني ، ولو شاء جلت قدرته لأدخل الناس جميعا نار جهنم ولا يسأل عما يفعل وهم يسئلون ، ولكنه جلت قدرته رحيم بعباده ماخلقهم أبداً ليعذبهم وما يدخل أحداً من خلقه في عذابه إلا وهو مستحقٌ معاندٌ مكذب ، ويكون فعله بإرادته الحرة وبدون إجبار أو إضلال.

وقد اضطربت افهام الناس حيال الآيات الكريمة التي تشتمل على الكيد والمكر والخداع ، تلك الصفات التي نسبها الله إلى نفسه ونسبها للمجرمين من خلقه ، فلما غاب المفهوم الصحيح لتلك المفردات وكيفية حصول المكر والكيد والخداع وماهيتها برزت تأويلات وتفسيرات تحمل نسبة السوء لله جل وعلا تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.

وأنا هنا لن أخوض في معاني تلك المفردات فقد افردت بها بحثاً مؤصلاً مدعما بالآيات الكريمة لتبيان مفاهيم تلك الأفعال عند نسبتها لله جل وعلا يمكن لأخوتي الكرام الاطلاع عليها في المدونة بعنوان : المكر والكيد والخداع والفرق بينها في التعبير القرآني .
ولكني سأكتفي بتوضيح مفهوم (الكيد) لارتباطه (بالإملاء) الذي هو موضع البحث في منشور اختنا المباركة فنقول وبالله التوفيق

الكيد : كل تَدْبِيرٍ لِفِعْلٍ خَفِيِّ أو ظَاهر يريدُ مِنهُ الكاَئِد دَفعُ المكيدِ أنْ يرتكبَ عملا ًسيئا ًأو جرماً وذنباً بإرادتهِ بدونِ جَبرٍ او إرغام.

فالشيطان الرجيم يوسوس للانسان ليدفعه لفعل الشر والمعصية لذلك كان فعل الشيطان كيداً ، والمرأة الخبيثة تستغل مفاتنها لتغوي المؤمن فيقع في السوء ولذلك سمي كيداً ، ذلك لأن نتيجة الكيد هو وقوع المكيد في المعصية ولنتتبع ذلك في البحث الذي تم نشره:


قلنا أن تعريف الكيد (مايجب الاصطلاح عليه) : كل تَدْبِيرٍ لِفِعْلٍ خَفِيِّ أو ظَاهر يريدُ مِنهُ الكاَئِد استفزاز و دَفعُ المكيدِ أنْ يرتكبَ فعلاً أو عملاً سيئاً أو جرماً وذنباً بإرادتهِ بدونِ جَبرٍ أو إرغام.

ويمكن تقريب المعنى بقولنا : كاد الكائد وأوشك أن يقع في الخطيئة عامداً ولم يقع فيها فاستفز فعله المكاد فوقع في الخطيئة ، وعند العامة يسمونها المكايدة وهي الاستفزاز بعمل يهيج المفضي لارتكاب الخطأ فيرتكبه مدفوعا بما رآه فينجح الكيد عندئذٍ ويقع اللوم حينها على المكاد له وليس على الكائد.


والعجيب أن الكيد شواهده واضحة جداً ولكني لم أجد من عرّفه كما ينبغي ومن أول الاستدلالات التي تبين هذا التعريف وتؤيده في قوله تعالى:

{ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ } [يوسف:33]

فيوسف عليه السلام يدعو الله جل وعلا أن يصرف كيدهن ، ولكن ما هو مقتضى كيدهن ؟، يكمن الخطر ليس في الكيد بل ما يقود إليه الكيد بأن يصبو إليهن ويكن من الجاهلين بارتكاب الفحشاء التي يكدن ليوسف حتى يرتكبها ، فتأسيسا على تعريف الكيد فالمكيد هو من يرتكب الخطيئة والجرم بفعل الكيد الذي يقوده لذلك ويوسف يعتصم بالله من أن ينجح كيد النساء بدفعه للفاحشة ويدعوه أن يصرف هذا الكيد عنه.

وفي كيد فرعون ضد موسى يقول الحق جل وعلا : { فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُثُمَّ أَتَىٰ } [طه:60] وكيده هو ما سيأتي به السحرة من خيالات وأعمال يقصدون من ورائها صرف الناس الإيمان واستمالتهم للكفر وتأليه فرعون من دون الله فهذا الكيد يقود لصد الناس وارتكابهم لجرم تكذيب الرسل وعبادة غير الله فصار كيدا كما عرفناه آنفا ثم يقول جل من قائل : { فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ } [طه:64] وبالتالي فيتضح المراد انه حشد للعجائب والعظائم ليصلوا الى هذه النتيجة : { قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } [الأعراف:116] فالهدف هم الناس لكي يصدونهم عن دعوة موسى ويظهرونه بمظهر العاجز ومن ثم يكون الناس كفارا واقعين في الاثم الاعظم من جراء ذلك الكيد ، ثم يوحي الله جل وعلا مؤكدا على أن ما يراه كيد اريد منه صد الناس وليبطله الله أمر نبيه أن يلقي عصاه فقال جل وعلا : { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ } [طه:69] كيد ساحر ابرم لصد الناس وخداعهم لاقناعهم بارتكاب الكفر برسالة موسى.


ويقول الحق جل جلاله:

{ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } [غافر:25]

أي عندما جاءهم موسى بالحق والتوحيد قالوا بقتل من يؤمن لموسى “كيدا” ابتزازا له ليتراجع هو عن دعوته ، وليرتكب من آمن به الكفر به خوفا من قتل أبنائهم واستحياء نسائهم وسبيهن ، ولدفعهم للكفر برب لم ينفعهم حين جائهم البأس “في زعم عدوهم وظنه”، ويتفق مع نفس معنى الكيد الذي ذكرناه وهو عمل يستفز به المكيد لارتكاب الاثم والخطيئة.

ويقول سبحانه وتعالى :

{ فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } [يوسف:28]

(كيدكن) ما جهدتن فيه من عمل لتوقعن من اردتن في الفحشاء ، وكيد النساء أعظم الكيد فأدواته اكثر الادوات تأثيرا في دفع من يواجههن لارتكاب الاثم فلديهن مفاتنهن وكلامهن يغوين به كل ذي لب الا من رحم الله لذلك قال عنه الله (عظيم) في حين قال (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) فلا يعدو كيد الشيطان ان يكون خيالات ووسوسة تزول بالاستعاذة بالله منه ، وسمي كيدا لأنه لايضر ولكن يدفع من يخضع لوساوسه ان يرتكب المحرم فيكون بذلك كيدا ، وبالطبع لا يصح ان يسمى مكرا ولا خداعا، ومن ضيق الأفق أن يأتي من يقول أن الله يحكي كلام عزيز مصر ولا يلزم صحة ذلك ، فنقول ان ذلك يحتمل الاخبار والاقرار ، وإلا لو لم يكن لها مكان لما أوردها الله جل وعلا في كتابه فلا يذكر شئ في كتاب الله عبثاً او حشواً تنزه جلت قدرته عن ذلك.


ويقول جل من قائل :

{ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [آل عمران:120]

فشرط النجاة من الكيد هو الصبر والتقوى ، وهي أعمال قلبية تفضي للحماية من الوقوع في الشر والإثم وهو المراد من قوله (كيدهم) فلو كانت غير ذلك كالقتل لكان مكرا ، فالصبر يفضى الى الحصانة من الوقوع في ما يعصم منه بالصبر كالشهوات ، والتقوى يفضي إلى الحصانة من الوقوع في ما يعصم منه بالتقوى كالفرقة والاثم والوقوع في الحرام ، ويتجلى هذا المعنى في ما وقع ليوسف عليه السلام فما جنبه كيد امرأة فرعون الا التقوى والصبر فهيأ الله له النجاة بهما وهذا متفق مع الآية الكريمة ، ولوتفحصنا هذا المقطع لوجدنا الله جل وعلا (لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ) أي محيط بكيدهم الذي يحيكونه لكم وانتم لا تحيطون به ولا تعلمونه فبتقواكم وصبركم تفشلون كيدهم لأنكم لا تحققون مرادهم فتقعون في الاثم والخطيئة.

ومن أمثلة كيد الكافرين اثارة نزعات الجاهلية والعنصرية بين الصحابة من الأوس والخزرج حتى كادوا أن يقتتلوا لولا أن عاتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكوا حتى اخضلوا لحاهم والكائد بذلك اوقعهم في الخطيئة أو كاد.


ويقول جل شأنه:

{ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } [يوسف:76]

وكيد الله ليوسف هو دفعه ليوسف أن يتهم بريئا بالسرقة فما كان يوسف ليرتكب هذا الأمر بأن يدس صواع الملك في رحل أخيه ، ثم ينادى بتهمة السرقة فهذا العمل في ظاهره عمل شر ولكن الله كاد ليوسف ليفعل هذا الفعل ويرتكبه لعلم سبق لديه جل وعلا بما يؤول إليه الأمر وسبق أن قلنا أن توفر أركان الفعل يصنفه ويسمه فتوفرت اركان الكيد هنا فسمي كيدا ولكن علم الله بما كان وماهو كائن جعله يدفع عبده يوسف لفعل ذلك يستنقذ أخيه ويضمن مجيء ابيه بتقدير الله جل وعلا وبعظيم لطفه بيوسف وأبيه وأخوته ، والله يخبرنا بذلك حتى لا يأتي آت يثرب على فعل يوسف بأنه اتهم بريئا بالسرقة وأخذ مظلوماً بذنب لم يفعله فيخبرنا الله أن فعله كان كيدا من الله ليوسف وإلا فهو كنبي معصوم لا ينبغي له فعل ذلك وإنما علم الله بما يقتضيه التدبير افضى لامضاء مشيئته بهذا الوجه ، ولكي لا يقول قائل ويثير شبهة في عصمة الانبياء فيقول كيف يكون ذلك من نبي ، فيكون الرد عليه أن الله جلت قدرته كاد ليوسف ودفعه ليفعل ذلك والفعل لحكمته جل وعلا وليس مبادرة من يوسف أن يفعل هذا ، إذن فالكيد وقع من الله على يوسف فدفعه ليتهم اخوته فيقول تعالى : ( كِدْنَا لِـيُوسُفَ) فاللام هنا هي ذات اللام في قول يعقوب لابنه ( فيكيدوا لـك كيدا) فيكون يوسف مقصد الكيد في كلا الحالتين ولكن كيد اخوته لم ينجح وكيد النسوة لم ينجح (بمعنى الكيد المؤدي لارتكاب الفعل) ولكن كيد الله جرى على يوسف فاتّهم اخوته.


لو سأل سائل وقال أن الله جل وعلا قال : ( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِين) (يوسف:5) فهل وقع كيد من إخوة يوسف على أخيهم؟ فأقول إن في هذا المفهوم إثبات للفروق بين اللفظتين فإن قال قائل نعم جرى كيد إخوة يوسف على أخيهم (للخلط لديه بين مفهومي الكيد والمكر) فإن تفنيد ذلك أنه يلزم أن يكون يوسف قد تجاهل أمر أبيه وعصا أمره في – أول السورة – فوقع عليه الكيد وهذا لا يستقيم مع نبوته وصلاحه وطاعته وبره لوالديه وعصمته من النقائص ، فنقول أن يوسف أطاع أمر والده ولم يجاوزه البتة فكتم أمر الرؤيا عن إخوته فلم يحدث منهم الكيد ليوسف حيث لم تذكر السورة أن كيدا وقع ليوسف ونجح إلا كيد الله له حين أتهم إخوته بما لم يرتكبوه (سرقة صواع الملك) بكيد الله له (كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ) ( أما كيد النسوة وسوى ذلك الكيد فوقع ولكن لم ينجح ولا ينبغي له أن ينجح فإن الله صرف عنه كل كيد فلم يحدث منه ارتكاب إثم ومعصية ، فلم يذكر أن إخوته كادوا له بل مكروا به ، فالمكر وقع كما يبين لنا الله جل وعلا في قوله تعالى (ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) )يوسف:102)

{ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ } [الأنبياء:57]

وهذا المثال من أجمل وأقوى الأمثلة على دقة معنى الكيد كما ذكرنا ، فالخطاب هنا موجه من ابراهيم إلى قومه او بعض قومه يتوعد بأن يكيد اصنامهم أي يدفعها لارتكاب خطيئة ، ويقول قائل كيف وهي اصنام لا حول لها ولا قوة ، اقول هذه حجة ابراهيم عليه السلام ليقود اهل الضلال ليفيقوا من اوهامهم ويعلموا حقيقة اصنامهم ، فلم يعيروه بالا ليقينهم ان الاصنام لا يمكن ان يكيدها احد لأنها لا تسمع ولا ترى ، فلم يدفعهم توعد ابرهيم عليه السلام للتفكير ، فتعدى ذلك وقام بتحطيم اصنامهم وصورها على انها نجاح لكيده دفع كبيرهم ان يحطم باقي الاصنام ( اي يرتكب الصنم المكاد له الجرم بنفسه) وعلق الفأس في رقبته فالله جل وعلا يقول:

{ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ } [الأنبياء:58]

وهنا يجدر بنا أن نعجب من جرأة هذا النبي الكريم في الحق وكيف لم يكتفي بالمحاجة باللسان بل تعدى ذلك للفعل لعلهم يستفيقون ، وبالفعل صدموا بآلهتهم محطمة ماعدا كبيرهم وكأنه اعمل كيده لهم ودفع كبيرهم ان يحطم البقية ويرتكب هذه الجريمة ، وقوله عليه السلام (وتالله لأكيدن اصنامكم)حديث موجه لهم ولذلك عندما رأوا ما رأوا قالوا (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)اي سمعوه حينما توعد اصنامهم بالكيد ، ولكن لم يتوعد أن يقوم بشئ بل يدفع الاصنام لترتكب ما ارتكبت فأتوا به فقال (قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) فهم يسألونه لما سبق من توعده لآلهتهم ولعلمهم بأنها لا تستطيع أن تفعل ذلك من تلقاء نفسها ، فحاجهم ابراهيم عليه السلام بأن أشار عليهم أن يسألون من سلم من الاصنام ووجد الفأس معلقا برقبته فلعله هو من ارتكب ذلك الجرم ، ليس سخرية منهم ولكن صدمهم بجوابه فرجعوا إلى أنفسهم فأدركوا أنهم ضالون بعبادتهم لأصنام لا تدفع عن نفسها عدوا ولا تملك ضرا لبعضها البعض فكيف يرجى منها نفع أو ضر؟.

وهنا على هامش ما افضينا اليه فائدة في فعل ابراهيم عليه السلام في تركه اكبر الاصنام ليستقر في اذهانهم ما عبر عنه جل وعلا بقوله تعالت ذاته ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) فيصور تصارع الآلهة حتى يقودهم الى التوحيد ايمانا بإله واحد وهنا صورة عظيمة من صور الدعوة وما يجب أن يكون عليه الداعيه من الذكاء والفطنة في ايصال فكرته بكل السبل الخلاقة التي تدفع الناس لاعمال عقولهم وافهامهم فيما أمامهم


قال الحق جل وعلا :

وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِيمَتِينٌ (183) [الأعراف]

ويقول سبحانه في موضع آخر:

(43) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَٰذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) [القلم]

فكلا الموضعين يشتركان فيما يلي : (تكذيب يتبعه استدراج وإملاء ) ومن السياق حدد طبيعة الكيد المتين بأنه الاستدراج والإملاء وهنا نرى الكيد وكيف يتمثل [الإملاء] في تكريس معنى الكيد كما تم تعريفه الذي سبق بأن

الكيد: كل تَدْبِيرٍ لِفِعْلٍ خَفِيِّ أو ظَاهر يريدُ مِنهُ الكاَئِد دَفعُ المكيدِ أنْ يرتكبَ عملا ًسيئا ًأو جرماً وذنباً بإرادتهِ بدونِ جَبرٍ او إرغام.

والإملاء هنا هو الزيادة من كل شيء الزيادة في الرزق بالإمداد بكل أسباب الدنيا والزيادة في العمر [فتمتليء] مخازنهم بالمال والطعام كما لم يكن من قبل ويزاد ويمد لهم في أعمارهم وهنا قد علم الله أن أولئك القوم لا خير فيهم فتوعدهم [بالإملاء] فيزداد عجبهم بكفرهم وثقتهم بصحة منهجهم فيزدادون كفراً ومن أمثلة الإملاء والاستدراج أن يفتح عليهم أبواب الدنيا حتى يقولون [لو أن دعوى الرسول حق لقطع عنّا ربه الرزق بل هو يفيض ويزداد] فيزدادون يقينا بصواب فعلهم ويزدان الكفر في أعينهم .

وهنا متانة كيد الله مقابل وهن ما سواه من كيد المخلوقين ، فأولئك الكافرين إذا وقفوا بين يدي الله يحاجون عن أنفسهم فإنه لا يستقيم أن يحتجوا بتدفق الرزق عليهم على كفرهم وتكذيبهم فكيف يحتج المسيء بإحسان المحسن إليه ؟ بل يكون حجة عليهم بأنه رغم كفرهم فقد آتاهم الله من خير الدنيا فيكون الرد على هؤلاء { وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ }[الأحقاف:20] فمدد الله لخلقه ورزقه غير محظور ولا مشروط بإيمان ولا بكفر فيقول جلت قدرته { كُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا } [الإسراء:20] ، فلا حجة لهم على الله تعالت ذاته فقد ارسل اليهم واقام الحجة عليهم ولم يعاملهم بسوء ما عندهم ويحرمهم رزقه وخيراته وبرغم ذلك بارزوه بالمزيد من الإلحاد والإصرار الشديد على الكفر.

ولو عدنا لتعريف كيفية (مكر الله) آنفا وقلنا أن غفلة الماكر عن تدبير الله وانتقامه جعله في مكان الممكور به فكان فعله جلت قدرته مكراً لتوفر اركان المكر فيه ولكن الله لم يفعل كالماكر ويستتر في فعله ولكن كفر الماكر هو ما جعله في غفلة عن انتقام الله ، وكذلك الكيد فإن الله لم يرد اضلال عباده إذ يكيد لهم ولم يدفعهم للكفر بإملاءه واستدراجه لهم بل سوء طويتهم وانفسهم الأمارة سولت لهم أن كفرهم لم يمنع عنهم الرزق او ينزل بهم الرجز والعذاب بل زاد رزقهم وصلحت حياتهم فأمنوا العقاب واستمتعوا بالدنيا فكان كفرهم عملهم ارتكبوه عامدين غير مدفوعين إليه او مرغمين عليه فكانت أركان الكيد متوفرة في فعل الله تجاههم فكأنك ترى فعل الله وعطائه لهم دفعهم لفعل السوء والجرم فكان شبيه بتفسير المكر وتأويله فكان ذلك العمل الذي يرى من جهة المؤمن استدراجا يستلزم الانتباه والحذر من عقوبة قد تنتظر من صب عليه الرزق عليه ، وللكافر دليل تسول به نفسه بصحة ما هو عليه من كفر.

أما كيد الإنسان لنظيره فليس بمتين ، فالمرأة مثلا بمفاتنها تغوي الرجل فيرتكب المحرم بدون جبر أو إرغام وذلك كيد ولكن على تلك الكائدة تَبِعَةٌ إذ [كادت] بحرام لتوصل المكيد لارتكاب الفاحشة ، ثم أنها وقعت فيها أيضاً. فكيد الله واستدراجه واملاءه لاعداءه وجاحدي ربوبيته لا يكون بدفعه لخلقه للكفر ابداً فذلك لا يستقيم مع عدله ورأفته بخلقه ورسالاته لهم بل يكون بصورته التي اوضحناها وما يتفق معها .

وفي قوله جلت ذاته [سنستدرجهم من حيث لا يعلمون] لا يعني من حيث لم تقم عليهم فيه حجة وليس لديهم عليه من الله برهان بل قوله [لا يعلمون] يعني انتفاء العلم لرفضهم له وكفرهم به وردهم لما جائهم وليس استغلالا لجهل وقعوا فيه، وإلا فالاستدراج بالصورة تلك لمن هم [يعلمون] أي المؤمنين عندما يبتعدون عن المنهج السليم ويستزلهم الشيطان فيرون الإملاء وزيادة القوة والرزق برغم المعصية يردهم ويذهلهم عن انحرافهم فيعون أنهم مستدرجون لأنهم ممن [يعلمون] فإن يسر الله ووفق نكصوا من زلتهم وتابوا إلى بارئهم وإلا فقد نجح الكيد أن ظنوا إنما كان الرزق والإملاء غفلة من ربهم تعالى وجل عن ذلك ، فأتاهم الله من حيث [اعلمهم] فرفضوا العلم ، أتاهم من حيث لم يحتسبوا أي مما لا يتوقعون إذ كيف يتوقع الجاحد أن من دعاه لعبادته يرد على كفره بالعطاء ؟ وجحوده بسعة الرزق ؟؟ فعدم علمه يوازي عدم إيمانه وظنه أن سلوك الاله كسلوك البشر يغضب كغضب البشر فيمنع رزقه وخيراته عن عباده.

لقد أشكل علي أمر في ما رأيت من تعريف مفردة “الكيد” وأعيد هنا تعريف الكيد حيث قلنا أنه : كل تَدْبِيرٍ لِفِعْلٍ خَفِيِّ أو ظَاهر يريدُ مِنهُ الكاَئِد استفزاز و دَفعُ المكيدِ أنْ يرتكبَ فعلاً أو عملاً سيئاً أو جرماً وذنباً بإرادتهِ بدونِ جَبرٍ أو إرغام. وكلما تلمسنا طريقنا في محاولة مقارنة سياق الآيات التي تحوي مفردة الكيدفإننا نجد بالفعل أن الكيد لا يخرج عن هذا التعريف فهو لا يتغير بتغير السياق أو القصة بل تراه متسقا منطبقا مع المعنى ، وقلنا “مثلا” أن “كيد ساحر” ينطبق على محاولة فرعون حشد السحرة لصرف الناس عن الإيمان فيرتكبون الكفرفكان بالفعل كيدا وليس شيئا آخر (حسب التعريف)، وتفحصنا “وتالله لأكيدن أصنامكم” وتبين لنا كيف أن الكيد الذي يتوعد إبراهيم بفعله ليس تحطيمها بل “زعمه” انه سيدفع الأصنام لتقتتل بينها وتركب ما دفعها إبراهيم إليه ثم حطمها عدا أكبرها وعلق الفأس في رقبته ليوهمهم بأن كيده ونجح وأوقع بين الأصنام العداوة “فكاد لها” والى آخر تلك المعاني والحجج واللفتات الرائعة ، ولكني عندما وصلت متتبعا مستقرئا والأمور تتسق وتتضح حتى وصلت لقوله تعالى:

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)

ووجه الإشكال أن الكيد هنا يبدو للوهلة الأولى أنه تحطيم الكعبة المشرفة وتدنيس الحرم المقدس (كما اتفق عليه جل مفسرينا رحمهم الله) فكيف يستقيمالكيد بمعناه الذي ذكرناه ومقتضى الآيات؟ ، ثم أني رجعت للتفاسير فوجدت بالفعل فسر الكيد بأنه حملة مهاجمة الكعبة المشرفة فصار إلى تضليل ودمرهم الله فأوقف كيدهم وهنا أقوال المفسرين رحمهم الله تعالى:

فالقرطبي رحمه الله يقول في جامعه : قوله تعالى : ألم يجعل كيدهم في تضليل أي في إبطال وتضييع ; لأنهم أرادوا أن يكيدوا قريشا بالقتل والسبي ، والبيت بالتخريب والهدم .

الطبري رحمه الله قال : ( ألم يجعل كيدهم في تضليل ) يقول : ألم يجعل سعي الحبشة أصحاب الفيل في تخريب الكعبة ( في تضليل ) يعني : في تضليلهم عما أرادوا وحاولوا من تخريبها .

البغوي رحمه الله قال : ( ألم يجعل كيدهم في تضليل ) ” كيدهم ” يعني مكرهم وسعيهم في تخريب الكعبة . وقوله : ” في تضليل ” عما أرادوا ، وأضل كيدهم حتى لم يصلوا إلى الكعبة ، وإلى ما أرادوه بكيدهم . قال مقاتل : في خسارة ، وقيل : في بطلان .

وفي التفسير الكبير يقول الأندلسي رحمه الله : ( ألم يجعل كيدهم في تضليل ) وإبطال ، يقال : ضلل كيدهم إذا جعله ضالا ضائعا ، وقيل لامرئ القيس : الضليل ، لأنه ضلل ملك أبيه ، أي ضيعه ، وتضييع كيدهم هو بأن أحرق الله تعالى البيت الذي بنوه قاصدين أن يرجع حج العرب إليه ، وبأن أهلكهم لما قصدوا هدم بيت الله الكعبة بأن أرسل عليهم طيرا جاءت من جهة البحر ، ليست نجدية ولا تهامية ولا حجازية سوداء ، وقيل : خضراء على قدر الخطاف

والشوكاني في فتح القدير يفسرها : ألم يجعل كيدهم في تضليل أي ألم يجعل مكرهم وسعيهم في تخريب الكعبة واستباحة أهلها في تضليل عما قصدوا إليه حتى لم يصلوا إلى البيت ولا إلى ما أرادوه بكيدهم ، والهمزة للتقرير كأنه قيل : قد جعل كيدهم في تضليل ، والكيد : هو إرادة المضرة بالغير ، لأنهم أرادوا أنيكيدوا قريشا بالقتل والسبي ، ويكيدوا البيت الحرام بالتخريب .

ابن عاشور رحمه الله في التحرير والتنوير يقول: ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول .

هذه الجمل بيان لما في جملة ألم تر كيف فعل ربك من الإجمال ، وسمى حربهم كيدا ; لأنه عمل ظاهره الغضب من فعل الكناني الذي قعد في القليس ، وإنما هو تعلة تعللوا بها لإيجاد سبب لحرب أهل مكة وهدم الكعبة لينصرف العرب إلى حج القليس في صنعاء فيتنصروا .أو أريد بكيدهم بناؤهم القليس مظهرين أنهم بنوا كنيسة وهم يريدون أن يبطلوا الحج إلى الكعبة ويصرفوا العرب إلى صنعاء .

والكيد : الاحتيال على إلحاق ضر بالغير ومعالجة إيقاعه .

والتضليل : جعل الغير ضالا ، أي : لا يهتدي لمراده ، وهو هنا مجاز في الإبطال وعدم نوال المقصود ; لأن ضلال الطريق عدم وصول السائر .

وظرفية الكيد في التضليل مجازية ، استعير حرف الظرفية لمعنى المصاحبة [ ص: 549 ] الشديدة ، أي : أبطل كيدهم بتضليل ، أي : مصاحبا للتضليل لا يفارقه ، والمعنى : أنه أبطله إبطالا شديدا ، إذ لم ينتفعوا بقوتهم مع ضعف أهل مكة وقلة عددهم . وهذا كقوله تعالى : وما كيد فرعون إلا في تباب أي : ضياع وتلف ، وقد شمل تضليل كيدهم جميع ما حل بهم من أسباب الخيبة وسوء المنقلب .

وجملة وأرسل عليهم طيرا أبابيل يجوز أن تجعل معطوفة على جملة فعل ربك بأصحاب الفيل ، أي : وكيف أرسل عليهم طيرا من صفتها كيت وكيت ، فبعد أن وقع التقرير على ما فعل الله بهم من تضليل كيدهم عطف عليه تقرير بعلم ما سلط عليهم من العقاب على كيدهم تذكيرا بما حل بهم من نقمة الله تعالى ، لقصدهم تخريب الكعبة ، فذلك من عناية الله ببيته لإظهار توطئته لبعثة رسوله – صلى الله عليه وسلم – بدينه في ذلك البلد ، إجابة لدعوة إبراهيم – عليه السلام – فكما كان إرسال الطير عليهم من أسباب تضليل كيدهم ، كان فيه جزاء لهم ، ليعلموا أن الله مانع بيته ، وتكون جملة ألم يجعل كيدهم في تضليل معترضة بين الجملتين المتعاطفتين .

ويجوز أن تجعل وأرسل عليهم عطفا على جملة ألم يجعل كيدهم في تضليل فيكون داخلا في حيز التقرير الثاني بأن الله جعل كيدهم في تضليل ، وخص ذلك بالذكر لجمعه بين كونه مبطلا لكيدهم وكونه عقوبة لهم ، ومجيئه بلفظ الماضي باعتبار أن المضارع في قوله : ألم يجعل كيدهم في تضليل قلب زمانه إلى المضي لدخول حرف ( لم ) كما تقدم في قوله تعالى : ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى في سورة الضحى ، فكأنه قيل : أليس جعل كيدهم في تضليل .

وعندما تفحصت معنى الآيات على وجه غير ما ذكره المفسرين رحمهم الله وجدت أن معنى الكيد هنا لا يخرج عن المعنى الذي قررناه في هذا المقال في دلالات أربع:

أولا : أن الكعبة وحجارتها لا قيمة لها أمام الكفر بالله والاعتقاد بسواه وهدمها في حد ذاته لا يرقى في جسامته وخطورته لحدث كانصراف الناس عن عبادة الله والتوجه اليه.

ثانيا: لو أبعدنا النظر وأعملنا الفكر لوجدنا أن فعل أبرهة الحبشي لم يكن غاية ولا هدفاً له بل وسيلة أراد من خلالها تحقيق هدفه وهو “دفع الناس لاستبدال الحج إلى كنيسة القليس في اليمن بدلا من التوجه لعبادة الله في بيته المحرم” وبالتالي إضلالهم وتحويلهم للشرك بعد الإيمان.

ثالثا: أن سنة الله تتمثل في الجزاء من جنس العمل فكان كيده في تضليل كما أراد إضلال العباد عن الحج إلى بيت الله تعالى.

رابعا: أنه قصد أن يقدسه العرب حين يحطم الكعبة فيعتقدون ببطلان ما هم عليه واستبدال حجهم الأول بالحج الى اليمن رغبة واقتناعا بدون إرغام أو إجبار.

وهنا يستجد من هذه الدلالات نظرة جديدة بعد طبع معنى الكيد على سورة الفيل بمعناها الذي اعتقدنا صحته ليس في هذه السورة الكريمة فقط بل في كل مفردات الكيد في القرآن الكريم.

وهنا وجب علي أن أنوه بأن ابرز من تلمس المعنى الصحيح للكيد في سورة الفيل كان ابن عاشور رحمه الله برغم انه لم يعرفه بالتعريف الدقيق ولكنه قال:

أو أريد بكيدهم بناؤهم القليس مظهرين أنهم بنوا كنيسة وهم يريدون أن يبطلوا الحج إلى الكعبة ويصرفوا العرب إلى صنعاء .

فكان هذا الوجه هو الأصح المتفق مع التعريف الثابت للكيد والله اعلم.

وأخيراً وتلخيصاً لما سبق ، فالإملاء هو إمهال الكافر المعاند وفتح أبواب الخير عليه حتى يظن بأن الله الذي يدعى اليه لا وجود له يمعن في الكفر والعناد ، ليس لأن الله قذف في قلبه فكرة الكفر ليعذبه بل لأن نفسه الخبيثة سولت له أن إمهال الله له يعني غيابه وعدم قدرته على عقاب اعداءه ، فتقوم عليه حجة مضاعفة يقول تعالى:
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) المدثر

إن كنت أصبت فالفضل له وحده دون سواه ، وإن كنت أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم



شكرا أخ عدنان على التعليق،

وأرد بالآيات التالية التى تعنى أن الإملاء (الأمر بفعل شئ) جاء قبل الأخذ مباشرة ، اى قبل وقوع العقوبة مباشرة :

“وكأين من قرية “أمليت” لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير.

"
ولقد أستهزئ برسل من قبلك “فأمليت” للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب“.

وأصحاب مدين وكذّب موسي “فأمليت” للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير“.

الإملاء، أعيد القول ثانية، يكون للظالمين والكافرين.




 
شكرا أخ عدنان على التعليق،

وأرد بالآيات التالية التى تعنى أن الإملاء (الأمر بفعل شئ) جاء قبل الأخذ مباشرة ، اى قبل وقوع العقوبة مباشرة :

“وكأين من قرية “أمليت” لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير.

"
ولقد أستهزئ برسل من قبلك “فأمليت” للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب“.

وأصحاب مدين وكذّب موسي “فأمليت” للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير“.

الإملاء، أعيد القول ثانية، يكون للظالمين والكافرين.




بسم الله الرحمن الرحيم

الاخت الزيتونة

سامحيني ان تدخلت .... لاني لم اعرف كيف تم استنباط ان الاملاء جاء قبل الأخذ مباشرة؟
لاني ما فهمته هو اداة (ثم) جاءت بعد الاملاء و قبل الاخذ و كيف نعرف الزمن الذي يفصل بين الاملاء و الأخذ ؟ ان كان هناك زمن بينهما فالاخد لا يأتي مباشرة بعد الاملاء و ان لم يكن هناك زمن فما هو زمن الاملاء ....؟

ثمَّ : حرف عطف يدلّ على الترتيب مع التراخي في الزمن


افيديني إن علمتي
و جزاكم خيرا
 
الْمِيمُ وَاللَّامُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ: كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ الزَّمَنُ الطَّوِيلُ" كما في مقاييس اللغة؛ وفي تفسير اللفظ عند ابن عطية: "أُمْلِي معناه: أؤخر ملاءة من الدهر: أي مدة، "والملاوة: المدة من الدهر، والملوان: الليل والنهار، وتقول: ملاك الله النعمة: أي منحكها عمرا طويلا" وعند الراغب: الْإِمْلَاءُ: الإمداد، ومنه قيل للمدّة الطويلة مَلَاوَةٌ من الدّهر ومَلِيٌّ من الدّهر، قال تعالى:وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا [مريم/ 46]...وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف/ 183] أي: أمهلهم، وقوله:الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ" [محمد/ 25] أي: أمهل" و في عمدة الحفاظ في قوله: {وكأين من قرية أمليت لها} [الحج:48] أي أنسأت في أجلها وأمهلتها، فالنسبة الى
القاموس أن من معاني كلمة (
يملي) هى : فرض أمر علي شخص وإلزامه به.
امر فيه نطر
 
الْمِيمُ وَاللَّامُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ: كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ الزَّمَنُ الطَّوِيلُ" كما في مقاييس اللغة؛ وفي تفسير اللفظ عند ابن عطية: "أُمْلِي معناه: أؤخر ملاءة من الدهر: أي مدة، "والملاوة: المدة من الدهر، والملوان: الليل والنهار، وتقول: ملاك الله النعمة: أي منحكها عمرا طويلا" وعند الراغب: الْإِمْلَاءُ: الإمداد، ومنه قيل للمدّة الطويلة مَلَاوَةٌ من الدّهر ومَلِيٌّ من الدّهر، قال تعالى:وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا [مريم/ 46]...وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف/ 183] أي: أمهلهم، وقوله:الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ" [محمد/ 25] أي: أمهل" و في عمدة الحفاظ في قوله: {وكأين من قرية أمليت لها} [الحج:48] أي أنسأت في أجلها وأمهلتها، فالنسبة الى امر فيه نطر



السلام عليكم أخ مخلص،

جاء فى قاموس المعان التالى :

تعريف و معنى الاملاء في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي


  • إِملاء: (اسم)
    • الجمع : أمالٍ و أماليّ
    • تمرين مدرسيّ يُختبَرُ فيه التلاميذُ في رسم الحروف والكتابة بصورة صحيحة اختبار / حصَّة / غلطة إملاء ،
  • إملاء: (اسم)
    • إملاء : مصدر أَملى
  • أَمْلَاء: (اسم)
    • أَمْلَاء : جمع مَلِيُّ
  • أَملى: (فعل)
    • أملى / أملى لـ يُملي ، أمْلِ ، إملاءً ، فهو مُمْلٍ ، والمفعول مُمْلًى
    • أَمْلَى الدَّرْسَ عَلَيْهِمْ : أَي يَنْطِقُ بِالكَلِماتِ والجُمَلِ والآخَرُونَ يَكْتُبونَ ما يَسْمَعونَهُ
    • أَمْلى عَلَيْهِ شُروطَهُ قَبْلَ تَوْقيعِ الاِتِّفاقِ : وَضَعَها أَمامَهُ ، فَرَضَها عَلَيْهِ
    • أَمْلى عَلَيْهِ الزَّمانُ : طالَ عَلَيْهِ
    • أَمْلاهُ اللَّهُ العَيْشَ : طَوَّلَهُ لَهُ ، مَتَّعَهُ بِهِ
    • أَمْلى اللَّهُ لَهُ وَأَمْلى لَهُ في غَيِّهِ : أطالَ لَهُ وَأَمْهَلَهُ الأعراف آية 183 وَأُمْلي لَهُمْ إِنَّ كَيْدي مَتينٌ ( قرآن )
    • أَمْلى الدَّابَّةَ وَلَها : أَرْخَى لَها ، وَسَّعَ لَهَا في قَيْدِها

إذا قلت أن الإملاء (الأمر والفرض) تخص (الشروط) ،
فمتى ألزم الله تعالى قوما شروطا؟

إذا راجعنا الآيات أعلاه : الإملاء قبل الأخذ ،
وإذا ما راجعنا موقفى (إبن نوح وإمرأة لوط)
نجد أنه جاء الأمر عليهما بفعل ما فعلا ليلقيا حتفهما ..


وإلا ما تفسيرك لموقفى إبن نوح وإمرأة لوط كفردين ؟!

من ؟ وكيف ؟ ولماذا فعلا هذين الفعلين؟
الصعود الى الجبل،
والإلتفات للخلف رغم الأمر لهم بألا يلتفتوا ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم

سامحيني ان تدخلت .... لاني لم اعرف كيف تم استنباط ان الاملاء جاء قبل الأخذ مباشرة؟
لاني ما فهمته هو اداة (ثم) جاءت بعد الاملاء و قبل الاخذ و كيف نعرف الزمن الذي يفصل بين الاملاء و الأخذ ؟ ان كان هناك زمن بينهما فالاخد لا يأتي مباشرة بعد الاملاء و ان لم يكن هناك زمن فما هو زمن الاملاء ....؟

ثمَّ : حرف عطف يدلّ على الترتيب مع التراخي في الزمن


افيديني إن علمتي
و جزاكم خيرا


شكرا أخت بهجة،

المدة الزمنية تختلف بإختلاف الأفراد والأقوام والحدث،
مثلا إمرأة لوط أخذت بعد فترة قصيرة،
إبن نوح، بعد أن إمتلأت الأرض تماما بالمياه،

عن أهل فرعون،
نجد أنه كان على آل فرعون وهم يتبعون موسى عليه السلام وقومه أن يترددوا ويفكروا قليلا قبل الولوج فى البحر، بعد أن رأوا منه الكثير من المعجزات فى السابق، كان عليهم أن يعلموا أن إنشقاق البحر كان خاصا به فقط،

ولكن يبدو والله أعلم أن (الإملاء) جاء لهم أن إتبعوه حتى ولو بالبحر لتلحقوا به، فكان أن هلكوا جميعا..
 
السلام عليكم أخ مخلص،

جاء فى قاموس المعان التالى :

تعريف و معنى الاملاء في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي


  • إِملاء: (اسم)
    • الجمع : أمالٍ و أماليّ
    • تمرين مدرسيّ يُختبَرُ فيه التلاميذُ في رسم الحروف والكتابة بصورة صحيحة اختبار / حصَّة / غلطة إملاء ،
  • إملاء: (اسم)
    • إملاء : مصدر أَملى
  • أَمْلَاء: (اسم)
    • أَمْلَاء : جمع مَلِيُّ
  • أَملى: (فعل)
    • أملى / أملى لـ يُملي ، أمْلِ ، إملاءً ، فهو مُمْلٍ ، والمفعول مُمْلًى
    • أَمْلَى الدَّرْسَ عَلَيْهِمْ : أَي يَنْطِقُ بِالكَلِماتِ والجُمَلِ والآخَرُونَ يَكْتُبونَ ما يَسْمَعونَهُ
    • أَمْلى عَلَيْهِ شُروطَهُ قَبْلَ تَوْقيعِ الاِتِّفاقِ : وَضَعَها أَمامَهُ ، فَرَضَها عَلَيْهِ
    • أَمْلى عَلَيْهِ الزَّمانُ : طالَ عَلَيْهِ
    • أَمْلاهُ اللَّهُ العَيْشَ : طَوَّلَهُ لَهُ ، مَتَّعَهُ بِهِ
    • أَمْلى اللَّهُ لَهُ وَأَمْلى لَهُ في غَيِّهِ : أطالَ لَهُ وَأَمْهَلَهُ الأعراف آية 183 وَأُمْلي لَهُمْ إِنَّ كَيْدي مَتينٌ ( قرآن )
    • أَمْلى الدَّابَّةَ وَلَها : أَرْخَى لَها ، وَسَّعَ لَهَا في قَيْدِها

إذا قلت أن الإملاء (الأمر والفرض) تخص (الشروط) ،
فمتى ألزم الله تعالى قوما شروطا؟

إذا راجعنا الآيات أعلاه : الإملاء قبل الأخذ ،
وإذا ما راجعنا موقفى (إبن نوح وإمرأة لوط)
نجد أنه جاء الأمر عليهما بفعل ما فعلا ليلقيا حتفهما ..


وإلا ما تفسيرك لموقفى إبن نوح وإمرأة لوط كفردين ؟!

من ؟ وكيف ؟ ولماذا فعلا هذين الفعلين؟
الصعود الى الجبل،
والإلتفات للخلف رغم الأمر لهم بألا يلتفتوا ؟

اخت الزيتونة .

اي جبل تتكلمين؟
اين ورد في القران انهم صعدوا الى الجبال
افيديني إن علمتي
 
اخت الزيتونة .

اي جبل تتكلمين؟
اين ورد في القران انهم صعدوا الى الجبال
افيديني إن علمتي




إبن نوح

قالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ

صدق الله العظيم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اخت الزيتونة و ماذا عن الملائكة التي تقبض ارواح الضالمين. الا تظنين أن للامر علاقة.
إذا حضر الموت : فإن كان العبد من المؤمنين الصالحين ، نزلت عليه ملائكة الرحمة تبشره برحمة الله ، وإن كان من الكافرين العاصين ، نزلت عليه ملائكة العذاب ، تبشره بعذاب الله . فيراهم المؤمن والكافر جميعًا .
قال تعالى :( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ) الفرقان/ 22 .

و الله اعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اخت الزيتونة و ماذا عن الملائكة التي تقبض ارواح الضالمين. الا تظنين أن للامر علاقة.
إذا حضر الموت : فإن كان العبد من المؤمنين الصالحين ، نزلت عليه ملائكة الرحمة تبشره برحمة الله ، وإن كان من الكافرين العاصين ، نزلت عليه ملائكة العذاب ، تبشره بعذاب الله . فيراهم المؤمن والكافر جميعًا .
قال تعالى :( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ) الفرقان/ 22 .

و الله اعلم




قد يكون الإملاء لعقوبة دنيوية،
مثلا، هناك مثل حى لشخص إعتاد على نيل الأموال بالغش والكذب والنصب، الى أن كون ثروة، وبعد سنوات قرأ إعلانا عن الهجرة الى دولة غربية، وقرر الهجرة، والتقديم الى ذلك البلد الغربى الذى يتطلب مصاريف كثيرة جدا، ومنها السفر الى بلد آخر لإجراء المعاينة فى سفارة البلد الذى يرغب الهجرة إليه والإقامة لعدة أسابيع حيث ينتظر أن يعلن تاريخ المقابلة للمعاينة وانتظار النتيجة .
وهكذا قام ببيع سيارته ومنزله وهو واثق من القبول للهجرة وكانت المفاجأة أنه تم رفض طلبه للهجرة، وبذلك خسر أمواله التى جمعها بالحرام، وعاد الى بلده لا يملك شيئا وهو الآن يتسول من الناس قوت يومه، يلعن اليوم الذى قرأ فيه الإعلان فى الصحيفة ..

(سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملى لهم إن كيدي متين)

(فإعتبروا يا أولى الألباب)
) صدق الله العظيم
 
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم.[/FONT]​
[FONT=&quot]املاء الله تابع لما هو مقدر أزلا في اللوح المحفوظ[/FONT] [FONT=&quot]وهو استدراج [/FONT][FONT=&quot]من الله [/FONT][FONT=&quot]“سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إنّ كيدي متين[/FONT][FONT=&quot] ". [/FONT]​
[FONT=&quot]اما إملاء الشيطان فهو نابع من ظنه " ولقد صدق عليهم ابليس ظنه" ووافق ما قدره الله عليهم، بل إملاء الشيطان هو من قضاء الله وقدره،" اليه يرجع الامر كله ".[/FONT]​
[FONT=&quot]وهو اغواء منه[/FONT][FONT=&quot] " فَبِعِزَّتِك لَأُغْوِيَنهمْ أَجْمَعِينَ".[/FONT]​
[FONT=&quot]هذا كله تابع لقوله تعالى " فريقا في الجنة وفريق في السعير"[/FONT]​
[FONT=&quot]"وكل ميسر لما خلق له".[/FONT]​
[FONT=&quot]والله اعلم.[/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]​
[TABLE="class: MsoNormalTable, width: 70"]
[TR]
[TD]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
[TABLE="class: MsoNormalTable, width: 95, align: right"]
[TR]
[TD]

[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت الزيتونة
مثل الاملاء الذي اعطيتيه ( الرجل الذي قرأ فيه الاعلان )لااراه يدخل في تأويل الآية من باب الكيد فذلك يدخل في في باب خير الماكرين وما حدث لذلك الرجل فهو ابتلاء من ربه لعله يثوب او يخفف عليه العذاب فانا أراه مكر فيه خير ...إذا تاب الرجل
الله اعلم

ان العقاب يكون في الآخرة و ليس هنا و المصائب لا تعتبر كيد الا اذا ادخلت صاحبه جهنم او نقص دراجاتهم عند ربه ....


و ان فكرت أن الكيد له علاقة بالعقاب الدنيوي فمن الاحسن ان ابقى من أولي الاغبياء و ليس من أولي الألباب...كما ذكرتي ....

...و اقول لكي شيء اخر و الله تذكرت الآية الكريمة في سورة البقرة لاننا نحن نسوة : و العجيب في الأمر جاءت كلمة املاء فيها ( ليس لها علاقة بما نشرتيه و لكن لعله يكون فيه عبرة و خير ان شاء الله)

قوله تعالى : فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى

و من جهة أخرى :رغم ذلك اشكرك كثيرا لاني استفدت في مواضيعك رغم ....

و جزاكي خيرا
و السلام
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت الزيتونة
مثل الاملاء الذي اعطيتيه ( الرجل الذي قرأ فيه الاعلان )لااراه يدخل في تأويل الآية من باب الكيد فذلك يدخل في في باب خير الماكرين وما حدث لذلك الرجل فهو ابتلاء من ربه لعله يثوب او يخفف عليه العذاب فانا أراه مكر فيه خير ...إذا تاب الرجل
الله اعلم

ان العقاب يكون في الآخرة و ليس هنا و المصائب لا تعتبر كيد الا اذا ادخلت صاحبه جهنم او نقص دراجاتهم عند ربه ....


و ان فكرت أن الكيد له علاقة بالعقاب الدنيوي فمن الاحسن ان ابقى من أولي الاغبياء و ليس من أولي الألباب...كما ذكرتي ....

...و اقول لكي شيء اخر و الله تذكرت الآية الكريمة في سورة البقرة لاننا نحن نسوة : و العجيب في الأمر جاءت كلمة املاء فيها ( ليس لها علاقة بما نشرتيه و لكن لعله يكون فيه عبرة و خير ان شاء الله)

قوله تعالى : فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى

و من جهة أخرى :رغم ذلك اشكرك كثيرا لاني استفدت في مواضيعك رغم ....

و جزاكي خيرا
و السلام

شكرا بهجة،

الإملاء فى سورة البقرة غير الإملاء الكيدي،

ثانيا،
من قال أن العقاب فى الآخرة فقط؟

صاحب الجنتين، الذى تكبر بماله فإحترقت جنته
أصحاب الجنة ، الذين نووا على عدم التصدق للفقراء
وختم الله تعالى قصتهم بالقول (وكذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون)
أى أن هناك عذاب دنيوى وأخروى!
ما لم يتدارك البشر أخطائهم

وهذا من حكمة الله تعالى ورحمته،
أن يكون هناك عقوبة فى الدنيا،
ليعلم الناس مراقبة الله تعالى،
وليعلم الناس أن عذاب الآخرة واقع لا محالة فليتوبوا وليستغفروا، فهو الأشد والأبقى
وليكفوا عن الشر والأذى.


ولك شكرى
 
شكرا بهجة،

الإملاء فى سورة البقرة غير الإملاء الكيدي،

ثانيا،
من قال أن العقاب فى الآخرة فقط؟

صاحب الجنتين، الذى تكبر بماله فإحترقت جنته
أصحاب الجنة ، الذين نووا على عدم التصدق للفقراء
وختم الله تعالى قصتهم بالقول (وكذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون)
أى أن هناك عذاب دنيوى وأخروى!
ما لم يتدارك البشر أخطائهم

وهذا من حكمة الله تعالى ورحمته،
أن يكون هناك عقوبة فى الدنيا،
ليعلم الناس مراقبة الله تعالى،
وليعلم الناس أن عذاب الآخرة واقع لا محالة فليتوبوا وليستغفروا، فهو الأشد والأبقى
وليكفوا عن الشر والأذى.


ولك شكرى

بسم الله الرحمن الرحيم


هل هناك من لا يثوب الله عليهم ؟سؤالي جاء من باب المثل الذي ذكرتيه (للرجل يقرأ صحيفة) لانك لن تذكري حاله في الايمان....او اصبح بعدها سارقا
من جهة أخرى: تريدين القول إن الاملاء هو فعل الشيء مباشرة و الكيد هو العقاب ؟؟؟

عموما جاوبتي او لا ؟فقد استفدت من مشاركتك الأخيرة رغم لم افهم جيدا



و لكي مني الشكر و الاحترام

و جزاكي خيرا
 
أخت بهجة،
لك شكرى، لا مانع من المناقشة، كلنا طلاب علم فى كتاب الله تعالى الذى يضئ لنا الحياة من حولنا ويفهمنا ما يجرى فيها.

على الفرد المؤمن أن يكون يقظا تماما، ويعلم المنهى عنه من أفعال، وما مطلوب منه أن يفعله من أعمال،

العقوبات الإلهية فى الدنيا على مرتكبى السيئات خاصة (الكبائر) كثيرة ومتنوعة ومختلفة، فالله له ملك السماوات والأرض وهو على كل شئ قدير،
أمثلة مذكورة فى القرآن الكريم ، التى أوردتها أعلاه، والتى يريد منا الله تعالى أن نعلم أنه مطلع على كل شئ ومراقب وبيده أن يعاقب المسئ بأى وسيلة،
مرض مزمن، سرقة أمواله، ضيق وغم، طرد من وظيفة، حرق، السجن (الدنيوى)، دخول فى مشاريع فاشلة ليخسر أمواله التى نالها بالحرام،
عقوبات كثيرة جدا جداو متنوعة، كبيرة أو صغيرة، ولو سألتى أى فرد من حولك قد يكون مر بتجربة وعظة ، أو لو قرأتى تجارب بشر حقيقة مكتوبة ..

لذا يقول الرسول (ص) إحفظ الله يحفظك

الإملاء يكون لأجل وقوع العقوبات فى الدنيا
أو الفناء للموت لينال العقوبة فى الآخرة كإمرأة لوط وإبن نوح

أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليحييهم الله تعالى حياة طيبة،
 
السلام عليكم
[FONT=&quot]الإملاء يكون لأجل وقوع العقوبات فى الدنيا [/FONT]
ليس ثمة عقوبات فى الدنيا .. كلها مؤخرة ليوم تشخص فيه الأبصار
والله يملى ليس لأجل العقوبة فى الدنيا إنما "... نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ... "
ولو كان ثمة عقوبة فى الدنيا ما ازدادوا إثما
ومن هنا يمكن أن يُقال أن " يُملى ل... " تعنى لا يعاقبه مباشرة .
 
السلام عليكم

ليس ثمة عقوبات فى الدنيا .. كلها مؤخرة ليوم تشخص فيه الأبصار
والله يملى ليس لأجل العقوبة فى الدنيا إنما "... نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ... "
ولو كان ثمة عقوبة فى الدنيا ما ازدادوا إثما
ومن هنا يمكن أن يُقال أن " يُملى ل... " تعنى لا يعاقبه مباشرة .

السلام عليكم
كلمة المثين تدخل في باب الاستمرارية (الحبل)

و الله اعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
عذرا أقصد المتين من الكيد المتين
قوله تعالى:
(سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملى لهم إن كيدي متين)
 
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
بعد مراجعتي مرة اخرى رأيت ان هناك نوعين من الاستدراج فموصوعك يتكلم عن الاستدراج الجماعي القومي و لكن تفسيرك تفسير الاستدراج الفردي
المهم وجدت هذا الشرح القيم و انا متفقة مع الشرح التالي و السلام



( والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين )

From islamweb

اعلم أنه تعالى لما ذكر حال الأمة الهادية العادلة ، أعاد ذكر المكذبين بآيات الله تعالى ، وما عليهم من الوعيد ، فقال :( والذين كذبوا بآياتنا ) وهذا يتناول جميع المكذبين ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : المراد أهل مكة ، وهو بعيد ، لأن صفة العموم يتناول الكل ، إلا ما دل الدليل على خروجه منه .

وأما قوله :( سنستدرجهم ) فالاستدراج الاستفعال من الدرجة بمعنى الاستصعاد أو الاستنزال ، درجة بعد درجة ، ومنه درج الصبي إذا قارب بين خطاه ، وأدرج الكتاب طواه شيئا بعد شيء ودرج القوم ، مات بعضهم عقيب بعضهم ، ويحتمل أن يكون هذا اللفظ مأخوذ من الدرج وهو لف الشيء وطيه جزءا فجزءا .

إذا عرفت هذا فالمعنى سنقربهم إلى ما يهلكهم ، ونضاعف عقابهم من حيث لا يعلمون ما يراد بهم ، وذلك لأنهم كلما أتوا بجرم أو أقدموا على ذنب فتح الله عليهم بابا من أبواب النعمة والخير في الدنيا ، فيزدادون بطرا وانهماكا في الفساد وتماديا في الغي ، ويتدرجون في المعاصي بسبب ترادف تلك النعم ، ثم [ ص: 61 ] يأخذهم الله دفعة واحدة على غرتهم أغفل ما يكون ، ولهذا قال عمر - رضي الله عنه - لما حمل إليه كنوز كسرى : ( اللهم إني أعوذ بك أن أكون مستدرجا فإني سمعتك تقول : سنستدرجهم من حيث لا يعلمون )

ثم قال تعالى :( وأملي لهم إن كيدي متين ) الإملاء في اللغة الإمهال وإطالة المدة ونقيضه الإعجال والملي زمان طويل من الدهر ومنه قوله :( واهجرني مليا ) [ مريم : 46 ] أي طويلا . ويقال : ملوة وملوة وملاوة من الدهر أي زمان طويل ، فمعنى( وأملي لهم ) أي أمهلهم وأطيل لهم مدة عمرهم ليتمادوا في المعاصي ولا أعاجلهم بالعقوبة على المعصية ليقلعوا عنها بالتوبة والإنابة . وقوله :( إن كيدي متين ) قال ابن عباس : يريد إن مكري شديد ، والمتين من كل شيء هو القوي ، يقال متن متانة .

واعلم أن أصحابنا احتجوا في مسألة القضاء والقدر بهذه الألفاظ الثلاثة ، وهي الاستدراج والإملاء والكيد المتين ، وكلها تدل على أنه تعالى أراد بالعبد ما يسوقه إلى الكفر والبعد عن الله تعالى ، وذلك ضد ما يقوله المعتزلة .

أجاب أبو علي الجبائي ، بأن المراد من الاستدراج ، أنه تعالى استدرجهم إلى العقوبات حتى يقعوا فيها من حيث لا يعلمون ، استدراجا لهم إلى ذلك حتى يقعوا فيه بغتة ، وقد يجوز أن يكون هذا العذاب في الدنيا كالقتل والاستئصال ، ويجوز أن يكون عذاب الآخرة . قال وقد قال بعض المجبرة المراد : سنستدرجهم إلى الكفر من حيث لا يعلمون . قال : وذلك فاسد ، لأن الله تعالى أخبر بتقدم كفرهم ، فالذي يستدرجهم إليه فعل مستقبل ؛ لأن السين في قوله :( سنستدرجهم ) يفيد الاستقبال ، ولا يجب أن يكون المراد : أن يستدرجهم إلى كفر آخر لجواز أن يميتهم قبل أن يوقعهم في كفر آخر ، فالمراد إذن : ما قلناه ، ولأنه تعالى لا يعاقب الكافر بأن يخلق فيه كفرا آخر ، والكفر هو فعله ، وإنما يعاقبه بفعل نفسه .

وأما قوله :( وأملي لهم ) فمعناه : أني أبقيهم في الدنيا مع إصرارهم على الكفر ، ولا أعاجلهم بالعقوبة لأنهم لا يفوتونني ولا يعجزونني ، وهذا معنى قوله :( إن كيدي متين ) لأن كيده هو عذابه ، وسماه كيدا لنزوله بالعباد من حيث لا يشعرون .

والجواب عنه من وجهين :

الأول : أن قوله :( والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم ) معناه : ما ذكرنا أنهم كلما زادوا تماديا في الذنب والكفر ، زادهم الله نعمة وخيرا في الدنيا ، فيصير فوزهم بلذات الدنيا سببا لتماديهم في الإعراض عن ذكر الله وبعدا عن الرجوع إلى طاعة الله ، هذه حالة نشاهدها في بعض الناس ، وإذا كان هذا أمرا محسوسا مشاهدا فكيف يمكن إنكاره .

الثاني : هب أن المراد منه الاستدراج إلى العقاب ، إلا أن هذا أيضا يبطل القول بأنه تعالى ما أراد بعبده إلا الخير والصلاح ، لأنه تعالى لما علم أن هذا الاستدراج ، وهذا الإمهال ، مما قد يزيد به عتوا وكفرا وفسادا واستحقاق العقاب الشديد ، فلو أراد به الخير لأماته قبل أن يصير مستوجبا لتلك الزيادات من العقوبة بل لكان يجب في حكمته ورعايته للمصالح أن لا يخلقه ابتداء صونا له عن هذا العقاب ، أو أن يخلقه لكنه يميته قبل أن يصير في حد التكليف ، أو أن لا يخلقه إلا في الجنة ، صونا له عن الوقوع في آفات الدنيا وفي عقاب الآخرة ، فلما خلقه في الدنيا وألقاه في ورطة التكليف ، وأطال عمره ومكنه من المعاصي مع علمه بأن ذلك لا يفيد إلا مزيد الكفر والفسق واستحقاق العقاب ، علمنا أنه ما خلقه إلا للعذاب وإلا للنار ، كما شرحه في الآية المتقدمة ، وهي قوله : [ ص: 62 ] ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس ) وأنا شديد التعجب من هؤلاء المعتزلة ، فإنهم يرون القرآن كالبحر الذي لا ساحل له مملوءا من هذه الآيات والدلائل العقلية القاطعة مطابقة لها ، ثم إنهم يكتفون في تأويلات هذه الآيات بهذه الوجوه الضعيفة والكلمات الواهية ، إلا أن علمي بأن ما أراده الله كائن يزيل هذا التعجب . والله أعلم .
 
شكرا أخت بهجة على المعلومات
والتى لا تزيد أو لا تختلف عما ورد فى هذا الطرح لموضوع الإملاء..
 
شكرا أخت بهجة على المعلومات
والتى لا تزيد أو لا تختلف عما ورد فى هذا الطرح لموضوع الإملاء..

الاسلام عليكم الاخت الزيتونة
ارى اختلاف كبير بين تفسيرك و تفسير ماجاء في islam web

هناك اختلاف بين العقاب مثين و الكيد مثين و اختلاف بين الاملاء الذي لايكون فيه خير و املاءالكيد المثين و الذي يكون مبني على الاستدراج .....


و هذا اختي يبقى رأيي مستمد من كتب التفسير و لكن اني اشكرك كثيرا قد استفدت و فهمت بعض الاشياء لم اكن افهمها رغم اختلاف معك في النتيجة
 
عودة
أعلى