معنى أورى زنده ؟

إنضم
04/08/2013
المشاركات
23
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
32
الإقامة
الأحساء
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

في تفسير ابن كثير حول آية { فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ }

ذكر ابن كثير أن موسى كلما أورى زنده لا يضيء شيئا فتعجب من ذلك

مامعنى أورى زنده وماهو الزند ؟

___
 
يقول الراغب الأصفهاني (ت:502هـ) في المفردات : " ويقال : وَرِيَ الزَّنْدُ يَرِي وَرْياً : خرجت ناره ، وأصله أن يخرج النّار من وَرَاءِ المقدح ، كأنما تصوّر كمونها فيه كما قال : ككمون النار في حجره
يقال : وَرِيَ يَرِي مثل : وَلِيَ يَلِي. قال تعالى : {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ}[الواقعة:71] ويقال : فلان وَارِي الزّندِ : إذا كان منجحا ، وكابي الزّند : إذا كان مخفقا "
 
في طفولتنا كنا اذا رأينا نارا مشتعلة اسميناها وَارِيَه اي مشتعلة
واذا وصفناها قلنا (ناراً تَرِي) اي تشتعل او نارا مشتعلة ونقول (القَبَس وَارِية) اي النار مشتعلة.
وكلام الراغب دقيق في وصفه فلم يقل (اشتعلت ناره) بل قال (خرجت ناره) لأن الزند لا يشتعل ولكنه أداة صلبة يخرج شررها يوري ويشعل النار ، وايراء النار غير اشعالها ، فإشعال النار يكون احداث النار بنار مثلها ، أما إيراءها فهو احداثها بأدنى من النار كالشرر لذا كان التعبير القرآني البديع لم يقل (أفرأيتم النار التي تشعلون) فالاشعال احداث نار من نار ولكن احداث نار من اداة غير مشتعلة هو المقصود شكر الله للجميع وكل عام وانتم بخير
 
الزَّنْدُ عند العرب هو أن تحك خشبة بخشبة فتقدح ناراً ، وفي بعض قبائل العرب تقدح حجراً بحجرٍ فيخرج منه شرر توقد به النار ، وهذا مُجرَّب وقد جربته كثيراً في صغري أثناء رعي الغنم عندما نخرج في البراري ونرغب في إيقاد نار نشوي عليها الصيد أو نصنع الشاي أو نستدفئ بها من البرد . فنجمع الحطب ثم نجمع الهشيم من النبات الذي يشتعل بسرعة ثم أبحث عن المرو وهو نوعٌ من الحجارة أبيض اللون وهو معروف عند العرب وقد ذكره أبو ذؤيب الهذلي في عينيته التي يرثي بها أبناءه في قوله :
حتى كأَنِّي للحوادِثِ مروةٌ * بصفا المُشقَّرِ كُلَّ يومٍ تُقرَعُ​
وعندما تحك المروة بالمروة توري النار وتقدح الشرر ، وتشتعل النار .
وقد سمى أبو العلاء المعري ديوانه الشعري المشهور (سقط الزند) وهو أول شعره ، وسقط الزند هي أول النار التي تنقدح من الزَّنْد فلذلك سمَّاه به .
ومعنى سؤالك أن موسى حاول قدح النار بالزند على عادة الناس في ذلك الوقت فلم تقدح ، وغالباً يكون هذا إذا كان الجو رطباً من آثار المطر مثلاً أو نحو ذلك فلا يقدح زند الخشب وإنما ينفع في ذلك زند الحجر . ولذلك اضطر للبحث عن نار يستوقد منها ولذلك لما رأى النار فرح بها وذهب إليها طلباً للإيقاد فكان ما كان من أمر الوحي له عليه الصلاة والسلام .
 
ذكرتني يا دكتور عبدالرحمن برائحة المرو بعد قدحه ببعضه وخروج شرره ، يخلف ذلك رائحة خاصة :)
 
بارك الله فيكم جميعاً

دكتور عبدالرحمن فهمت كلامك ولكن الذي فهمته أن الزند هو مصدر للفعل
وابن كثير قال أورى زنده بالهاء فهنا حدث لدي إشكال
 
عودة
أعلى