سامي القدومي
New member
معجم مقاييس اللغة لابن فارس معجم مميز يستحق التقدير ، تميز صاحبه بالعلم وسعته والنقد ودقته ، فهو يرجع كل مادة إلى المعاني التي تشترك فيها ، فيقف المفسّر الحاذق أمام هذه المادة ليتشرب وجدانه معنى الكلمة قبل عقله ، فلا يكون المفسر راسخاً في العلم حتى تمتزج معاني الكلمات في وجدانه مع عقله ، وعندها فقط يتذوق النص القرآني تذوق ابن اللغة لا جارها ، وشتان بين الابن والجار .
فليس الرسوخ في التفسير أن أقول لك : معنى "أمة" في قوله تعالى (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ ...) (هود :8) هو : المدة أو الحين أو الزمن أو الوقت . هذا تفسير ، ولكنه لا يكفي وحده للرسوخ في العلم ؛ لأن كلمة "أمة" في القرآن متعددة المعاني فما هو أصلها وما الجامع بين هذه المعاني؟ كل هذا لا يكون دون أن نتفقه في معنى الكلمة القرآنية ، وابن فارس يفتح لنا الطريق الواسع بطريقته في بيان المعاني . وتأمّل معي حفظك الله ورعاك في هذا المثال ، وهو معنى "أمة " :
قال ابن فارس في (مقاييس اللغة) : "(أمّ) وأمّا الهمزة والميم فأصل واحد ، يتفرّع منه أربع أبواب ، وهي الأصل ، والمرجع ، والجماعة ، والدِّين ........... " .
وبعد تأمل ما أورده ابن فارس في معجمه حول مادة "أمّ" نتوصل إلى رابط من الروابط - أقول : رابط وليس كل الروابط - التي تجمع هذه المعاني ، وهذا الرابط يدور حول معاني : القصد والرجوع .
نقول : أمَّه ، أي : قصده ؛ فالأصل ، والمرجع ، والجماعة ، والدِّين أمور تُقصد ويُرجع إليها .
ولذا فإنك ترى أن الأم تُقصد من ولدها ،
ولذا سُمِّيت الآيات المحكمات بـ "أمّ الكتاب" ؛ لأنها تُقصد لفهم المتشابه ، قال تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ...) (آل عمران : 7)
ولذا سُمِّيت مكة بـ "أم القرى" ؛ لأنها تُقصد من كل القرى (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا...) (الشورى : 7).
وسُميت "الأمة" بهذا الاسم ؛ لأن أفرادها يقصدون الاجتماع على أمر ما يتفقون عليه ، ويطلق عليها "أمة" ولو كانت هذه الجماعة أقل من القوم ؛ قال تعالى (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) (الأعراف : 159) .
وكذلك يطلق على الوقت "أمة" ؛ لأنها أوقات تجتمع ؛ قال تعالى (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ ...) (هود :8)
فرحم الله ابن فارس رحمة واسعة وجزاه على كتابه خير الجزاء .
وأدعوك أخي إلى اختيار كلمات قرآنية متعددة المعاني في القرآن ، وأن ترجع بعدها إلى معجم مقاييس اللغة وتطبق ما اقترحته آنفاً فإنك ستجد خيراً كثيراً قد لا تجده في كثير من المعاجم .
لا تنسونا من صالح دعائكم
فليس الرسوخ في التفسير أن أقول لك : معنى "أمة" في قوله تعالى (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ ...) (هود :8) هو : المدة أو الحين أو الزمن أو الوقت . هذا تفسير ، ولكنه لا يكفي وحده للرسوخ في العلم ؛ لأن كلمة "أمة" في القرآن متعددة المعاني فما هو أصلها وما الجامع بين هذه المعاني؟ كل هذا لا يكون دون أن نتفقه في معنى الكلمة القرآنية ، وابن فارس يفتح لنا الطريق الواسع بطريقته في بيان المعاني . وتأمّل معي حفظك الله ورعاك في هذا المثال ، وهو معنى "أمة " :
قال ابن فارس في (مقاييس اللغة) : "(أمّ) وأمّا الهمزة والميم فأصل واحد ، يتفرّع منه أربع أبواب ، وهي الأصل ، والمرجع ، والجماعة ، والدِّين ........... " .
وبعد تأمل ما أورده ابن فارس في معجمه حول مادة "أمّ" نتوصل إلى رابط من الروابط - أقول : رابط وليس كل الروابط - التي تجمع هذه المعاني ، وهذا الرابط يدور حول معاني : القصد والرجوع .
نقول : أمَّه ، أي : قصده ؛ فالأصل ، والمرجع ، والجماعة ، والدِّين أمور تُقصد ويُرجع إليها .
ولذا فإنك ترى أن الأم تُقصد من ولدها ،
ولذا سُمِّيت الآيات المحكمات بـ "أمّ الكتاب" ؛ لأنها تُقصد لفهم المتشابه ، قال تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ...) (آل عمران : 7)
ولذا سُمِّيت مكة بـ "أم القرى" ؛ لأنها تُقصد من كل القرى (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا...) (الشورى : 7).
وسُميت "الأمة" بهذا الاسم ؛ لأن أفرادها يقصدون الاجتماع على أمر ما يتفقون عليه ، ويطلق عليها "أمة" ولو كانت هذه الجماعة أقل من القوم ؛ قال تعالى (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) (الأعراف : 159) .
وكذلك يطلق على الوقت "أمة" ؛ لأنها أوقات تجتمع ؛ قال تعالى (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ ...) (هود :8)
فرحم الله ابن فارس رحمة واسعة وجزاه على كتابه خير الجزاء .
وأدعوك أخي إلى اختيار كلمات قرآنية متعددة المعاني في القرآن ، وأن ترجع بعدها إلى معجم مقاييس اللغة وتطبق ما اقترحته آنفاً فإنك ستجد خيراً كثيراً قد لا تجده في كثير من المعاجم .
لا تنسونا من صالح دعائكم