معاني وغريب القرآن

معاني وغريب القرآن

*الوسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) الحج (52)

*قوله ( إِذَا تَمَنَّىٰ )*: أي تلا.
قاله التستري، وابن قتيبة، وبه قال مكي ( في المشكل، وفي الهداية )، وبه قال الخليل الفراهيدي ( في العين ).

وزاد ابن قتيبة: القرآن.

قال السمين الحلبي: أي قرأ وتلا.

وقال مقاتل: يعني إذا قرأ.

قال البغوي: وأكثر المفسرين قالوا: معنى قوله ( تمنى ): تلا، وقرأ كتاب الله.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ ): قال مجير الدين المقدسي: وهي جمع الأمنية، وهي التلاوة حفظا من غير معرفة معناه.

قال القرطبي: جمع أمنية وهي التلاوة.

وحكاه مكي في الهداية عن الفراء وأبي عبيدة.

قال نجم الدين النيسابوري: الأكاذيب، أو التلاوة الظاهرة.

ومنه ما قيل في شأن أمير المؤمنين عثمان _ رضي الله عنه _:
تمنى كتاب الله أول ليله ... وآخره لاقى حمام المقادر.

أي: تلا كتاب الله.

والبيت ذكره الخليل في العين، والسمرقندي غير منسوب، وعزاه الماوردي، والقرطبي، والشوكاني، إلى كعب بن مالك.

وجزم السمين الحلبي، والسمعاني، والبغوي، والثعلبي أنه في عثمان_ رضي الله عنه.

*قوله ( أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ )*: في تلاوته.
قاله الراغب الأصفهاني، والفراء، وابن قتيبة، والسمرقندي، والقرطبي، والنسفي، ومكي ( هداية )، وبه قال السمعاني.

قال الزجاج، وابن الهائم: أي إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته.

قال البغوي: أي في قراءته.

*قوله ( فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطانُ )*: أي يزيله ويبطله.
قاله الرازي.

قال النسفي: أي يذهب به ويبطله ويخبر أنه من الشيطان.

*قوله: ( ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ )*: ثم يخلص الله آيات كتابه من الباطل الذي ألقى الشيطان على لسان نبيه.
قاله الطبري.

قال النسفي: أي يثبتها ويحفظها من لحوق الزيادة من الشيطان.
_____________
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، تفسير مقاتل، تفسير الطبري، تفسير البغوي، تفسير القرطبي، تفسير السمرقندي، تفسير النسفي، تفسير التستري، تفسير السمعاني، فتح القدير للشوكاني، النكت والعيون للماوردي، التفسير الكبير للرازي، فتح الرحمن في تفسير القرآن لمجير الدين بن محمد العليمي المقدسي، العين للخليل بن أحمد الفراهيدي.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*
 
معاني وغريب القرآن

*البسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) ) القصص

*قوله ( وَقَالَتْ )*: أم موسى لأخت موسى حين ألقته في اليم.
قاله الطبري.

*قوله ( قُصّيهِ)*: قصي أثره.
قاله الأخفش، والفراء، وابن قتيبة.

وزاد ابن قتيبة: واتبعيه.

قال الطبري: قصي أثر موسى، اتبعي أثره. تقول: قصصت آثار القوم: إذا اتبعت آثارهم.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا ): قال بيان الحق النيسابوري: أي رجعا يقصان الأثر ويتبعانه.

قال أبو بكر السجستاني: أي رجعا يقتصان الأثر الذي جاءا فيه.

قال الزجاج: والقصص اتباع الأثر.

*قوله: ( فَبَصُرَتْ بِهِ )*: أي رأته.
قاله أبو حيان.

قال الطبري: يقال منه: بصرت به وأبصرته، لغتان مشهورتان، وأبصرت عن جنب، وعن جنابة.

قال المبرد: بصرت بالشيء، وأبصرته واحد في المعنى.
حكاه الواحدي في البسيط.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى عن السامري ( قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ ): قال ابن كثير: أي رأيت جبريل حين جاء لهلاك فرعون.

قال السمرقندي: يعني رأيت ما لم يروا وعلمت ما لم يعلموا به يعني: بني إسرائيل.

*قوله ( عَنْ جُنُبٍ )*: أي عن بعد، ومنه سمي الأجنبي: لبعده عن محرمية المرأة. فمعنى عن جنب: أي عن بعد، كأنها ليست تريده، ولا تعرفه؛ كي لا يُعلم أنه منها.

وقيل: النظر عن جنب أن تنظر إلى الشيء كأنك لا تريده.
حكاه الألوسي.

قال غلام ثعلب: أي عن ناحية.

وقيل: عن شوق.

يقال جنبت إليك: أي اشتقت. بلغة جذام.
حكاه النحاس، والماوردي، والعز بن عبدالسلام، والقرطبي، وأبو حيان، والسمين الحلبي، وسراج الدين النعامي، وصديق حسن خان وغيرهم.

قال الطبري: عن بُعد لم تدن منه ولم تقرب، لئلا يعلم أنها منه بسبيل.

قال بيان الحق النيسابوري: عن جانب، كأنها ليست تريده.

قال الزجاج: أي عن بعد تبصر ولا تُوهِم.

قال ابن قتيبة: أي عن بعد منها عنه وإعراض: لئلا يفطنوا لها. و"المجانبة" من هذا. والجنب والجنابة: البعد.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ): قال الطبري: أبعدْني وبنيّ من عبادة الأصنام.

*قوله ( ٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )*:أنها أخته لأنها كانت تمشي على ساحل البحر حتى رأتهم قد أخذوه.
قاله الماوري.

*قوله ( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ )*: أي منعناه أن يرضع منهن. والمراضع: جمع "مرضع".
قاله ابن قتيبة.

قال الطبري: ومنعنا موسى المراضع أن يرتضع منهنّ من قبل أمه.

قال الواحدي: منعنا موسى أن يقبل ثدي مرضعة.

قلت ( عبدالرحيم ): والحرام في اللغة: الممنوع؛ وهو قسمان: شرعي؛ كتحريم الربا، وقدري؛ كما في الآية التي نحن بصددها؛ أعني قوله تعالى ( وحرمنا عليه المراضع ): فالتحريم هنا قدري؛ وليس تحريما شرعيا. ومنه قوله تعالى ( وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ): قال السيوطي في اتقانه: والمنع: ممتنع على أهل قرية قدرنا إهلاكهم لكفرهم أنهم لا يرجعون عن الكفر إلى قيام الساعة.

قال الطاهر بن عاشور: أي ممنوع على قرية قدرنا إهلاكها أن لا يرجعوا.

*قوله ( مِن قَبْلُ )*: أن نرده على أمه.
قاله الواحدي.

قال البغوي: أي من قبل مجيء أم موسى.

*قوله تعالى ( فَقَالَتْ)*: أي فقالت أخت موسى عليه السلام لما تعذر عليهم رضاعه.
قاله الزجاج.

*قوله (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ )*: يكفلونه: أي يضمونه إليهم.
قاله ابن قتيبة، والواحدي.

قال مقاتل: يعني يضمنون لكم رضاعه.

*قوله ( وَهُمْ لَهُ نَاصِحُون )*: مخلصون شفقته.
قاله الواحدي.

قال البقاعي: ثابت نصحهم له، لا يغشونه نوعا من الغش.

قلت ( عبدالرحيم ): قوله تعالى ( وهم له ناصحون ): النصح: ضد الغش، وهذا الكلمة حوت معاني كثيرة؛ في مقامنا هذا، وغيره.
أي يعاملونه بإخلاص من غير غش ولا فساد له، ويشفقون عليه، لا يقصرون في إرضاعه وتربيته وما يصلحه؛ مع تمام حنوهم، وشفقتهم عليه، فلا يضيعونه؟.

قال النسفي: النصح إخلاص العمل من شائبة الفساد.

قال الشوكاني، وصديق حسن خان: أي مشفقون عليه لا يقصرون في إرضاعه وتربيته.
وبنحوه قال أبو السعود.

قال السمعاني: أي عليه مشفقون، والنصح ضد الغش. انتهى كلامه.

وجاء ذكر النصح في الآية _ والله أعلم _ لأمرين:

الأول: أهمية النصح، ومكانته. سواء في هذا المقام وفي غيره.

ثانيا: أهمية الشفقة والرحمة بالرضيع؛ بخلاف من انقلبت فطرهم.
يُظْهِر ذلك بجلاء ما جاء من نصوص متواترة في شأن الصبي، وكيف ضمن له الإسلام كل ما يصلحه؛ حتى بعد طلاق الزوجين وقد سبق شيء من ذلك بحمد الله.

فكم من مرضع: ترضع للأجرة فحسب، نزع من قلبها الرحمة، ولا تقوم بما يلصح الصبي، بل ربما تضيعه، وتعرضه للتلف.

ونطير قوله ( وهم له ناصحون ): قوله تعالى ( قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ): قال السيوطي: لقائمون بمصالحه.

وهنا لطيفة، وعظة للناس عامة، ولأهل الإيمان خاصة؛ أشار إليها القشيري_ رحمه الله_ حيث قال:

بالغداة كانوا في اهتمام كيف يقتلونه أمسوا- وهم في جهدهم- كيف يغذونه! فلما أعياهم أمره، قالت لهم أخته: «هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم؟» فقبلوا نصيحتها شفقة منهم عليه، وقالوا: نعم، فردوه إلى أمه، فلما وضعت ثديها في فمه ارتضعها موسى فسروا بذلك. انتهى كلامه.

قلت: وهذا مصداقا لقوله ( وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني )،

فعلينا عباد الله بحسن التوكل الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، ونواصي، وقلوب الخلق _ جل ذكره _ والتمسك بالكتاب والسنة.
_______________
المصدر:
ياقوتة الصراط لغلام ثعلب، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان الأندلسي، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، معاني القرآن للأخفش، ايجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، تفسير البغوي، التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور، تفسير الجلالين، فتح القدير للشوكاني، تفسير أبي السعود، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، تفسير الألوسي، النكت والعيون للماوردي، البسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير السمرقندي، لطائف الإشارات للقشيري، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، تفسير القرطبي، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي، تفسير العز بن عبد السلام، اللباب لسراج الدين النعماني.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*
 
معاني وغريب القرآن

*الوجيز في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) ) القصص

*قوله ( وَقَالَتْ )*: أم موسى لأخت موسى حين ألقته في اليم.

*قوله ( قُصّيهِ)*: اتبعي أثره. والقصص اتباع الأثر.

*قوله: ( فَبَصُرَتْ بِهِ )*: أي رأته.

*قوله ( عَنْ جُنُبٍ )*: أي عن بعد، كأنها ليست تريده؛ كي لا يُعلم أنه منها، مع شوقها له.

يقال: جنبت إليك: أي اشتقت. بلغة جذام.

*قوله ( وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )*: أي لا يشعرون أنها تقصه، وأنها أخته.

*قوله ( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ )*: التحريم: المنع. أي منعنا موسى أن يرضع من مرضعة غير أمه.

*قوله ( مِن قَبْلُ )*: أي من قبل مجيء أم موسى.

*قوله تعالى ( فَقَالَتْ )*: أي فقالت أخت موسى؛ لما تعذر عليهم رضاعه.

*قوله ( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ )*: يكفلونه: أي يضمونه إليهم، ويضمنون لكم رضاعه.

*قوله ( وَهُمْ لَهُ نَاصِحُون )*: النصح: ضد الغش.
أي يعاملونه بإخلاص مشفقون عليه، لا يقصرون في إرضاعه وتربيته.
___________
المصدر:
أنظر:
غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، ايجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان الأندلسي، تفسير مقاتل، تفسير الطبري، تفسير البغوي، الوجيز للواحدي، فتح القدير للشوكاني.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*
 
معاني وغريب القرآن

*الوجيز في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) التوبة [73]

*قوله «يا أيها النبيُّ»*: الخطاب له_ صلى الله عليه وسلم _ ولجميع أمته.

*قوله «جاهد الكفَّار»*: بالسيف، والسلاح.

*قوله «والمنافقين»*: باللسان، والقول الشديد، والحجة؛ فالحجة على المنافقين جهاد لهم.

*قوله «واغلظ عليهم»*: أي: اشدد عليهم في ذات الله ولا تلن؛ بالانتهار، والنظر بالبغضة والمقت؛ على الفريقين جميعا.

قال ابن مسعود: (هو أن تكفهر في وجوههم ).
حكاه الواحدي في البسيط.

وهنا توجيه: للمسلمين عامة، و لمن انشغلوا بالجدال، والمناظرات مع المنافقين؛ أعداء الملة. خاصة.
يأتي لاحقا؛ في التفسير البسيط، أو الوسيط ( إن شاء الله ).

*قوله «ومأواهم جهنم وبئس المصير»*: شر مرجع، ومسكن هي؛ يرون فيها العذاب، والغلظة من خزنتها.
_____________
المصدر:
أنظر:
معاني القرآن وإعرابه للزجاج، تفسير مقاتل، تفسير الطبري، تفسير السمرقندي، الهداية إلى بلوغ النهاية، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير الجلالين.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*
 
معاني وغريب القرآن

*البسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) الكهف: 80

*قوله ( فَخَشِينا )*: أي فعلمنا.

قاله الجرجاني، ومقاتل، والفراء، والطبري، وابن قتيبة، والثعلبي، والبغوي، والواحدي( بسيط ).

وزاد الطبري: أنه يرهقهما.

قال القرطبي: قال ابن عباس أي فعلمنا.

وقال نجم الدين النيسابوري، والعز بن عبدالسلام: كرهنا، أو علمنا.

وزاد العز بن عبدالسلام: أو خفنا.

قال أبو الهلال العسكري في الوجوه والنظائر: وكذلك الخشية بمعنى العلم، قال الله: ( فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ).

فقوله تعالى ( فخشينا أن يرهقهما ): أي فعلمنا.

وقال البصريون يقال خشيت الشيء بمعنى كرهته وبمعنى فزعت منه كما يقال للرجل أخشى أن يكون كذا وكذا أي أكره.
حكاه النحاس.

قال الأخفش: وأما ( فَخَشِينَا ): فمعناه: كَرِهنا.

وحكاه الواحدي في البسيط عن: قطرب.

قال مكي بن حموش في الهداية: فإذا كان من قول الله_ عز وجل_ فمعناه فعلمنا، كما يقال: طننت بمعنى علمت. وقيل: وقيل معناها فكرهنا...

قال الزجاج: وقوله (فخشينا) من كلام الخضر، وقال قوم لا يجوز أن يكون فخشينا عن الله، وقالوا دليلنا على أن فخشينا من كلام الخضر قوله ( فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا )،

ثم قال الزجاج _ رحمه الله_ وهذا جائز أن يكون عن الله عز وجل: (فخشينا)،
لأن الخشية من الله عز وجل معناه الكراهة، ومعناها من الآدميين الخوف.
انتهى كلامه.

قال ابن قتيبة، والفراء، والثعلبي، وغيرهم: وهي فِي قراءة أُبَيّ ( بن كعب رضي الله عنه ) « فخافَ ربُّك أن يرهقهما ».
وعزاه الطبري، وغيره إلى مصحف عبدالله بن مسعود.

قال الفراء، والثعلبي: علم.
وزاد الفراء: ربُّك.

وقال يحيى بن سلام: تفسير فخاف ربك: فكره ربك.

قال أبو حيان الأندلسي : فخشينا أي: خفنا.

قال النحاس: والكلام في خفت وخشيت واحد.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ): قال السمرقندي، والواحدي، وأبو الهلال العسكري: أي علم.

قال السمعاني: الخوف ها هنا بمعنى العلم.

وزاد الواحدي في الوسيط: والخوف يستعمل بمعنى العلم، لأن في الخوف طرقا من العلم، وذلك أن القائل إذا قال: أخاف أن يقع أمر كذا. كأنه يقول: أعلم.

وقوله ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ): خافت: قال مقاتل، ويحيى بن سلام: يعني علمت.

وقوله ( وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ): فقوله ( إلا أن يخافا ): قال الفراء: أي إلا أن يعلما. وقوله ( فإن خفتم ): قال يحيى بن سلام: إن علمتم.

وقوله تعالى ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى ): أي فإن علمتم أنكم لا تعدلوا في اليتيمة؛ باعتبار ما كان؛ وخفت الجور عليها طمعا في مالها؛ فاعدل إلى غيرها. قال ابن قتيبة في الغريب أي: فإن علمتم أنكم لا تعدلون بين اليتامى.

وقوله ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا ): قال يحيى بن سلام: يعني إن علمتم.

قال الألوسي: والمراد فإنعلمتم.

وقوله ( وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ): فسر المفسرون ( يخافون ): يعلمون.
حكاه النحاس.
قال يحيى بن سلام: يعني يعلمون ويستيقنون.

قال ابن قتيبة: لأن في الخشية، والمخافة طرفا من العلم.

قال النحاس: كما يقال ظننا بمعنى علمنا.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا ): قال أبو السعود، والألوسي: أي علمنا الآن.

وقال البغوي: علمنا وأيقنا.

قال الطبري: وأنا علما أن لن نُعجز الله في الأرض إن أراد بنا سوءا.
______________
المصدر:
تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن، للأخفش، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للنحاس، تفسير الطبري، التصاريف ليحيى بن سلام، تفسير أبي السعود، تفسير الألوسي، الكشف والبيان للثعلبي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، الوسيط للواحدي، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، تفسير البغوي، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، تفسير العز بن عبد السلام، تفسير السمرقندي، الوسيط للواحدي، تفسير السمعاني، الوجوه والنظائر لأبي الهلال العسكري، البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*
 
معاني وغريب القرآن

*الوسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) الكهف: 80

*قوله ( فَخَشِينا )*: أي فعلمنا.

قاله الجرجاني، ومقاتل، والفراء، والطبري، وابن قتيبة، والثعلبي، والبغوي، والواحدي، وغيرهم.

وزاد الطبري: أنه يرهقهما.

قال ابن قتيبة: خشيت: بمعنى: علمت. انتهى كلامه.

وقيل: كرهنا.

قال النحاس: كما يقال للرجل: أخشى أن يكون كذا. أي: أكره.

قال الأخفش: وأما ( خشينا ) فمعناه: كرهنا.
انتهى كلامه.

وفي مصحف أبي بن كعب_ رضي الله عنه_ ( فخاف ربك أن يرهقهما ): أي علم.

ومن معاني الخوف: العلم.
كما في قوله ( فمن خاف من موص جنفا أو إثما ) قال السمرقندي، والواحدي: أي علم.

وقال السمعاني: الخوف ها هنا العلم.

وسيأتي بيانه مفصلا في التفسير البسيط
( إن شاء الله ).
___________
المصدر:
معاني القرآن للأخفش، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للنحاس، تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، تفسير مقاتل، تفسير الطبري، الكشف والبيان للثعلبي، تفسير البغوي، البسيط للواحدي، الوسيط للواحدي، تفسير السمعاني.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ*: 00966509006424
 
معاني وغريب القرآن

*البسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) التوبة: 70

*قوله «ألم يأتهم»*: يعني المنافقين.
قاله البغوي. وبه قال الطبري، ومكي، وابن عطية.

*قوله «نبأ»*: خبر.
قاله الزجاج، والطبري، والسمرقندي، ومكي، والواحدي، والسمعاني، والقرطبي، والسيوطي، وغيرهم.

قال السمرقندي: يعني ألم يأتهم خبر الذين من قبلهم في القرآن عند التكذيب كيف فعلنا بهم؟!

قلت ( عبدالرحيم ): ونظيره في التنزيل كثير؛

فالنبأ، و الأنباء في القرآن كله بمعنى: الخبر. عدا قوله تعالى ( فعميت عليهم الأنباء): قال مقاتل، وابن أبي زمنين، والقرطبي: يعنى الحجج.

وبه قال ابن الجزري في النشر، والزركشي، والواحدي، والسمعاني، وصديق حسن خان.وابن الجوزي، والشوكاني، والسيوطي _في معترك الأقران وفي الإتقان.

وعزاه ابن أبي زمنين، والقرطبي، والجرجاني إلى مجاهد.

قال ابن قتيبة: و"الأنباء": الحجج هاهنا.

قال الزركشي في البرهان: النبأ والأنباء في القرآن الأخبار إلا قوله تعالى: ( فعميت عليهم الأنباء ) فإنه بمعنى الحجج.

وقال السيوطي في معترك الأقران، وكذلك في الإتقان: وكل نبأ فيه خبر، إلا: (فعميت عليهم الأنباء)، فهي الحجج.

وقال السيوطي في الدر: وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ( فعميت عليهم الأنباء ) قال: الحجج.

قال أبو الخير ابن الجزري في النشر في القراءات العشر: والمعنى ضلت عنهم حجتهم وخفيت محجتهم.

قال ابن الهائم، والقرطبي، والشوكاني، وصديق حسن خان: أي خفيت عليهم الحجج.
وزاد صديق خان:

قال السمعاني: أي الحجج؛ فكأنهم لما لم يجدوا حجة فقد عجزوا عنها.

قال ابن الجوزي في التذكرة: أي عمو عن الحجج فلا يسأل بعضهم بعضا عن حجة.

قال الواحدي في الوجيز: عميت عليهم الحجج لأن الله تعالى قد أعذر إليهم في الدنيا فلا تكون لهم حجة يومئذ فسكتوا فذلك قوله: ( فهم لا يتساءلون ) أي: لا يسأل بعضهم بعضا عم يحتجون به.

قال السمرقندي: يعني: ألبست عليهم الحجج يومئذ من الهول فهم لا يتساءلون.

قلت: ومما جاء في معنى الخبر قوله تعالى (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ. عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ): أي عن الخبر العظيم؛ وهو القرآن، وقيل البعث. وسيأتي مفصلا ( إن شاء الله ).

وقوله ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ ): قال الزجاج: أي ألم يأتهم أخبار أولئك والنوازل بهم. انتهى كلامه.

*قوله «الذين من قبلهم»*: قال مقاتل: ﻳﻌﻨﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻳﻌﻨﻲ ﻋﺬﺍﺏ.

*قوله «قوم نوح»*: ومعنى الكلام: ألم يأت هؤلاء المنافقين خبر قوم نوح وصنيعي بهم، إذ كذبوا رسولي نوحًا، وخالفوا أمري؟ ألم أغرقهم بالطوفان؟.
قاله الطبري.

*قوله «وعاد»*: ﻭﺧﺒﺮ ﻋﺎﺩ، ﺇﺫ ﻋﺼﻮﺍ ﺭﺳﻮﻟﻲ ﻫﻮﺩﺍ، ﺃﻟﻢ ﺃﻫﻠﻜﻬﻢ ﺑﺮﻳﺢ ﺻﺮﺻﺮ ﻋﺎﺗﻴﺔ.
قاله الطبري.

قال السمرقندي: وقوم عاد كيف أهلكناهم بالريح العقيم؟

*قوله «وثمود»،*: وخبر ثمود، إذ عصوا رسولي صالحًا، ألم أهلكهم بالرجفة؛ فأتركهم بأفنيتهم خمودًا؟
قاله الطبري.

قال السمرقندي: وقوم ثمود، وهم قوم صالح كيف أهلكناهم بالصيحة؟

*قوله «وقوم إبراهيم»*: وخبر قوم إبراهيم، إذ عصوه وردُّوا عليه ما جاءهم به من عند الله من الحق، ألم أسلبهم النعمة، وأهلك ملكهم نمرود؟.
قاله الطبري.

*قوله «وأصحاب مدين»*: وخبر أصحابِ مَدْين بن إبراهيم، ألم أهلكهم بعذاب يوم الظلة إذ كذبوا رسولي شعيبًا؟.
قاله الطبري.

قال السمرقندي: وأصحاب مدين وهم قوم شعيب كيف أهلكناهم بعذاب يوم الظلة؟

*قوله «والمؤتفكات»*: المنقلبات، والمكذبات؛ قرى قوم لوط. يعني: أهلها.

قال الصافي: ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺬﻑ ﻣﻀﺎﻑ ﺃﻱ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺆﺗﻔﻜﺎﺕ. انتهى كلامه.

فالمنقلبات: جمع المؤتفكة، وهي المنقلبة؛ قلبها جبريل بأمر ربه.

وهي المؤتفكة: أي المكذبة؛ كذبت رسل الله، بتكذيبهم لوطا_ عليه السلام_ فهي من الإفك. اي: الكذب؛ وسمي الكذب: إفكا: لقلبه الحق إلى ضده.
فالإفك: القلب. فيشمل قلب القرية، ويشمل كذبهم؛ لأنه قلب عن الحق؛ وهذا واقعهم.

وحملني أمران على القول بالجمع بين الإنقلاب، والتكذيب:

الأول: من ناحية الواقع؛ فهي منقلبات؛ انقلبت، وغشاها ما غشى؛ بأن جعل عاليها سافلها، وأمطرت.

قال ابن أبي زمنين: يعني المنقلبات.

قال الواحدي في البسيط: ومعنى الائتفاك في اللغة: الانقلاب.

قال السمرقندي: والمؤتفكات، يعني: مدائن قوم لوط. والمؤتفكات جمع المؤتفكة، لأنها ائتفكت بهم، يعني: انقلبت بهم.

قال الألوسي: جمع مؤتفكة من الائتفاك وهو الانقلاب بجعل أعلى الشيء أسفل بالخسف ، والمراد بها إما قريات قوم لوط عليه السلام فالائتفاك على حقيقته فإنها انقلبت بهم وصار عاليها سافلها وأمطر على من فيها حجارة من سجيل.

قال معمر بن المثنى: ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ ﺍﺋﺘﻔﻜﺖ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺄﺭﺽ ﺃﻱ ﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﺑﻬﻢ.

قال ابن قتيبة: ﻣﺪﺍﺋﻦ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ؛ ﻟﺄﻧﻬﺎ ﺍﺋﺘﻔﻜﺖ ﺃﻱ ﺍﻧﻘﻠﺒﺖ.

قال غلام ثعلب: ﺍﻟﻤﺘﻘﻠﺒﺎﺕ ﺑﺎﻟﺨﺴﻒ ﻭﺍﻟﺰﻟﺎﺯﻝ.

قال ابن الهائم: ﻣﺪﺍﺋﻦ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ. ﺍﺋﺘﻔﻜﺖ ﺑﻬﻢ: ﺃﻱ ﺍﻧﻘﻠﺒﺖ.

قال النحاس: ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺳﻤﻴﺖ ﻣﺆﺗﻔﻜﺎﺕ ﻟﺄﻧﻬﺎ ﺍﺋﺘﻔﻜﺖ ﺑﻬﻢ ﺃﻱ ﺍﻧﻘﻠﺒﺖ. ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺈﻓﻚ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻟﺄﻧﻪ ﻣﻘﻠﻮﺏ ﻭﻣﺼﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ.

والثاني: المكذبات؛ لأنهم كذبوا لوطا_ عليه السلام_؛ قال الله ( كذبت قوم لوط المرسلين )، ولقوله ( والمؤتفكة أهوى ): أي المكذبة أهوى. يعني: أسقط. وهي قرية قوم لوط بإجماع من المفسرين،كما حكاه ابن عطية.
فلا يصلح أن يقال والمنقلبة: قلبها! فهذا تحصيل حاصل. ( ينظر التفسير الكبير للرازي )،و( تفسير السمرقندي ).
وإن كان لقائل أن يقول: إن هذا تفسير باللازم.

قال الكرماني: أبو الليث( السمرقندي ): فسرها بالمكذبة من الإفك.

قال مقاتل: والمؤتفكات يعني المكذبات يعني قوم لوط القرى الأربعة أتتهم رسلهم بالبينات تخبرهم أن العذاب نازل بهم في الدنيا فكذبوهم فأهلكوا.

*قوله «أتتهم رسلهم»*: يعني جميع الأنبياء.
قاله القرطبي.
وزاد: وقيل أتت أصحابَ الموتفكاتِ رسلُهم.

قلت ( عبدالرحيم ): وعليه: فكيف جمع الله الرسل، ولم يرسل لهم إلا رسولا واحدا؟
فالجواب: قال الله ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله )، وقال النبي: والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد. شطر من حديث رواه البخاري من حديث أبي هريرة.

فمن كذب برسول كذب بهم جميعا لذا قال تعالى ( كذبت قوم لوط المرسلين )، وما كان في معناها في القرآن كله.

*قوله «بالبيِّنات»*: بالكتب، والمعجزات؛ فكذبوهم فأُهلكوا.

*قوله «فما كان الله ليظلمهم»*: لتمام عدله، وحكمته؛ فلم يهلكهم بغير ذنب.

قال السمرقندي: يعني لم يهلكهم بغير ذنب.
وبنحوه قال مقاتل.

*قوله «ولكن كانوا أنفسهم يظلمون»*: بمعصية الله، وتكذيبهم الرسل.
_______________
المصدر:
مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للنحاس، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، تذكرة الأريب في تفسير الغريب لابن الجوزي، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، تفسير مقاتل، الجدول في إعراب القرآن لمحمود الصافي، تفسير مقاتل، تفسير الطبري، البرهان في علوم القرآن للزركشي، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، معترك الأقران في إعجاز القرآن للسيوطي، النشر في القراءات العشر لأبي الخير ابن الجزري، غرائب التفسير وعجائب التأويل لبرهان الدين الكرماني، المحرر الوجيز لابن عطية، تفسير السمرقندي، الوجيز للواحدي، البسيط للواحدي، تفسير السمعاني، تفسير القرطبي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، فتح القدير للشوكاني، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، تفسير ابن أبي زمنين، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ*: 00966509006424
 
معاني وغريب القرآن

*الوجيز في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ): التوبة [70]

*قوله «ألم يأتهم»*: ألم يأت هؤلاء المنافقين.

*قوله «نبأ»*: خبر.

*قوله «والمؤتفكات»*: المنقلبات؛ فجعل عاليها سافلها.

وقيل: المكذبات.

وسيأتي مفصلا ( إن شاء الله ).

*قوله «أتتهم رسلهم بالبيِّنات»*: بالكتب، والمعجزات؛ فكذبوهم؛ فأُهلكوا.

*قوله «فما كان الله ليظلمهم»*: لتمام عدله، وحكمته؛ فلم يهلكهم بغير ذنب.

*قوله «ولكن كانوا أنفسهم يظلمون»،*: بمعصية الله، وتكذيبهم الرسل.
_____________
المصدر:
أنظر:
تفسير مقاتل، تفسير عبدالرزاق، تفسير الجلالين، تفسير الطبري، تفسير السمرقندي، تفسير ابن أبي ومنين.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ:* 00966509006424
 
معاني وغريب القرآن

*الوسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى

( كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ) العاق(15)

*قوله ( لئن لم ينته )*: أي أبو جهل عن أذاك يا محمد.
قاله الطبري.

*قوله ( لنسفعا بالناصية)*: أي لنأخذن بالناصية.
قاله معمر بن المثنى، والطبري.

وزاد الطبري: فلنذلنه.

قال ابن أبي زمنين: ﻟﻨﺄﺧﺬﻥ ﺑﻨﺎﺻﻴﺘﻪ ﺗﺠﺮﻩ ﺍﻟﻤﻠﺎﺋﻜﺔ ﺑﻨﺎﺻﻴﺘﻪ ﻓﺘﻠﻘﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ.

قال الزجاج:أي لنجرن ناصيته إلى النار، يقال: سفعت بالشيء إذَا قبضت عليه
وجذبته جذبا شديدا.

قال ابن قتيبة: لنأخذنّ بها، ثم لنقيمنّه ولنذّلنّه إما في الدنيا وإما في الآخرة،
كما قال تعالى: ( فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ ): أي يجرّون إلى النار بنواصيهم وأرجلهم.

قال الطبري: قال المبرد: السفع: الجذب بشدة، أي لنجرن بناصيته إلى النار . وقيل : السفع الضرب، أي لنلطمن وجهه. وكله متقارب المعنى. أي يجمع عليه الضرب عند الأخذ؛ ثم يجر إلى جهنم.

ويقال: لنسودنَّ وجهه، فكفَتِ الناصيةمن الوجه لأنها فِي مقدّم الوجه.
حكاه الفراء.

قال الفراء: ناصيته: مقدم رأسه، أي: لَنَهْصرنها، لنأخذن بها لنقمئنّه ولنذلّنه.

قال البغوي: "ﺍﻟﻨﺎﺻﻴﺔ": ﺷﻌﺮ ﻣﻘﺪﻡ ﺍﻟﺮﺃﺱ.

قال الطبري: فالآية - وإن كانت في أبي جهل - فهي عظة للناس ، وتهديد لمن يمتنع أو يمنع غيره عن الطاعة .
_____________
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للزجاج، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير الطبري، تفسير البغوي.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ*: 00966509006424
 
معاني وغريب القرآن

*الوجيز في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى

( كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ) العلق (15)

*قوله ( كلا لئن لم ينته )*: أي أبو جهل عن أذاك يا محمد.

*قوله ( لنسفعا بالناصية )*: أي لنأخذن بالناصية فلنذلنه، ولنُجُرَّنَّ ناصيته إلى النار.

والناصية: مقدم الرأس، وقد يعبر بها عن جملة الإنسان.
_____________
المصدر:
أنظر:
معاني القرآن للفراء، معاني القرآن وإعرابه للزجاج، تفسير الطبري.
 
معاني وغريب القرآن

*البسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ): النحل: 98

*قوله ( فإذا قرأت القرآن )*: الخطاب له_ صلوات الله وسلامه عليه_ ولجميع أمته؛ ومنه قوله تعالى ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ). ونظيره في التنزيل كثير. وسيأتي مفصلا ( إن شاء الله ).

*قوله ( فاستعذ بالله )*: أي إذا أردت أن تقرأ؛ حتى تقرأه على استعاذة؛ والمعنى: قبل أن تأخذ في القراءة فاستعذ بالله. فالكلام ليس على ظاهره.
وهذا كقولك: إذا أحرمت فاغتسل. يعني فاغتسل قبل الإحرام.

ونظير ذلك ما جاء في الحديث مرفوعا: [ يا غلام إذا أكلت فقل: بسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك] (1) أنظر إلى تخريجه أدناه فهيه فوائد ( أحسب ).

والشاهد قوله: "إذا أكلت فقل: بسم الله": يعني إذا أردت أن تأكل؛ لأنه لا يجوز الأكل قبل التسمية إذا كان ذاكرا؛ فليس معناه على ظاهره؛ أنه يسمي بعد الأكل.

ومنه أيضا ما قاله أنس: كان إذا دخل الخلاء قال: ( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) متفق عليه.
: أي إذا أراد أن يدخل الخلاء؛ يعني قبل تحقق دخوله؛ حتى يدخل متحصنا بالذكر.

ومن ذلك
حديث ابن عباس مرفوعا: «لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهما ولد لم يضره». رواه البخاري.
فقوله ( إذا أتى أهله ): أي إذا أراد أن يأتي فليسم؛ وليس معناه بعد الإتيان.

وعليه فقوله تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله ): أي إذا أردت.
قاله الزركشي، والسيوطي.
وزاد السيوطي: قراءته.

قال النحاس: المعنى وإذا أردت أن تقرأ.

قال معمر بن المثنى: مقدّم ومؤخّر، لأن الاستعاذة قبل القراءة.

قال الزجاج: معناه إذا أردت أن تقرأ القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ليس معناه استعذ بالله بعد أن تقرأ، لأن الاستعاذة أمر بها قبل الابتداء.

قال الألوسي: أي إذا أردت قراءة القرآن فاسأله عز جاره أن يعيذك من وساوس الشيطان الرجيم كيلا يوسوسك في القراءة.

قال الطحاوي في أحكام القرآن: أي إذا أردت أن تقرأ القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم حتى تقرأه على استعاذة قد كانت منك.

قال الجصاص: معناه: إذا قرأت فقدم الاستعاذة قبل القراءة، وحقيقة معناه: إذا أردت القراءة فاستعذ.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم الى الصلاة ): قال النحاس، وأبو بكر بن العربي: المعنى إذا أردتم القيام الى الصلاة.

قال الزجاج: فالهيئة قبل الصلاة، والمعنى إذا أردتم ذلك فافعلوا.

قال الزركشي في البرهان: إذا أردتم لأن الإرادة سبب القيام.

وقوله ( إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ): أي إذا أردتم طلاقهن.

قال الكيا الهراسي، والجصاص: ومعناه: إذا أردتم الطلاق وقاربتم أن تطلقوا فطلقوا للعدة.

وقوله ( وإن حكمت فاحكم بينهم ): قال الزركشي: أي أردت الحكم، ومثله ( وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ الناس ).

وقوله ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ): أي إذا أردتم أن تسألوهن.

قال الكيا الهراسي: ليس المراد به أن يسألا من وراء حجاب بعد سؤال متقدم.

وقوله ( إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ): أي إذا أردتم مناجاة الرسول.

قال البقاعي: أردتم أن تناجوا.

قال صديق حسن خان: والمعنى إذا أردتم مساررة الرسول في أمر من أموركم.

وقوله ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ): قال الكيا الهراسي: وليس المراد به العدل بعد القول، لكن قبله يعزم على أن لا يقول إلا عدلا.

وقوله ( إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ): قال الزركشي: أي أراد.

ومثله ( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف ): فقوله ( فبلغن أجلهن ): أي قاربن على انتهاء عدة الطلاق؛ فلكم الإمساك بالرجعة؛ وإلا لبانت منه.

قال الكيا الهراسي: أجمع العلماء على أن المراد ببلوغ الأجل مقاربة البلوغ، ولذكر بلوغ الأجل؛ والمراد به مقاربته دون انقضائه.

قلت: لأنه لو انقضى الأجل لبانت منه. وتفصيله في موطنه.

*قوله ( الرجيم )*: أي المرجوم؛ المبعد المطرود من كل خير.

فالرجيم: فعيل بمعنى مفعول؛ كجريح، وقتيل، وذبيحة، بمعنى مجروح، ومقتول، ومذبوحة.

ونظيره في التنزيل كثير؛ ومنه قوله تعالى ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ ): الرقيم: أي المرقوم؛ بمعنى: المكتوب؛ فهو فعيل بمعنى مفعول.

قال ابن قتيبة، وأبو بكر السجستاني: والرقيم: الكتاب. وهو فعيل بمعنى مفعول.

وقوله في المحرمات من المطعومات ( وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ ): قال ابن الهائم: المنطوحة حتى تموت؛ وهي فعيلة بمعنى مفعول.

وقوله ( مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ) : بحيرة: أي مبحورة؛ مشقوقة الأذن. فهي فعليلة بمعنى مفعولة؛ وهي الناقة المشقوقة الأذن. مأخوذة من البحر وهو الشق؛ شق الأذن. ومثله: الوصيلة.

قال السايس: فعيلة بمعنى مبحورة، أي مشقوقة.

قال الألوسي: هي فعيلة بمعنى مفعولة من البحر وهو الشق.

وقوله في المحرمات من النساء ( وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ): ربائبكم: قال أبو بكر بن العربي: واحدتها ربيبة؛ فعلية بمعنى مفعولة؛ من قولك: ربها يربها؛ إذا تولى أمرها.

قال ابن عطية في المحرر: سميت بذلك لأنه يربيها في حجره فهي مربوبة. وربيبة: فعيلة بمعنى مفعولة.

وقوله ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ): خليفة: أي مخلوف؛ فخليفة: فعيلة، بمعنى مفعولة.
أفادته مكي في الهداية.

وقوله ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَة ): الوسيلة: فعيلة بمعنى مفعولة من فعل وسل يسل باب وعد.
قاله محمود الصافي.

قال الطاهر بن عاشور: والوسيلة : كالوصيلة . وفعل وسل قريب من فعل وصل ، فالوسيلة : القربة ، وهي فعيلة بمعنى مفعولة ، أي متوسل بها أي اتبعوا التقرب إليه ، أي بالطاعة .

وقوله ( وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ): قال الطاهر بن عاشور: والخطيئة فعلية بمعنى مفعولة لأنها مخطوء بها أي مسلوك بها مسلك الخطأ.

مسألة:
ما صيغة الاستعاذة؟
ج: اختار نافع، وابن عامر، والكسائي: أن يقولوا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السّميع العليم. واحتجوا بالآية التي نحن بصددها.

أفاده أبو العلاء الكرماني في مفاتيح الأغاني.

قال الألوسي: وكيفية الاستعاذة عند الجمهور من القراء وغيرهم "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" لتظافر الروايات على أنه صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ كذلك.

سؤال:

ما يقال في قول من قال: أن الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة؟

قال الجصاص:
وقول من قال: "الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة شاذ، وإنما الاستعاذة قبل القراءة لنفي وساوس الشيطان عند القراءة، قال الله تعالى: ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ) فإنما أمر الله بتقديم الاستعاذة قبل القراءة لهذه العلة.
ولعله يأتي ( إن شاء الله ) مزيد بحث عند تفسير سورة النحل.
____

(1): رواه الطبراني في الدعاء (886) والحميدي في مسنده (580)، و أبو عوانة في المستخرج (8255 )، والطحاوي في شرح المشكل ( 157 ).
وأورده الألباني في الصحيحة برقم: ( 344 )؛ وعزاه إلى الطبراني في المعجم الكبير من حديث عمرو بن أبي سلمة.
قلت( عبدالرحيم ): وهو كما قال _رحمه الله_؛ وتمامه:" «فما زالت تلك طعمتي بعد" و الحديث بلفظ " بسم الله" غير مشهور عند الكثير؛ وهو نص في محل النزاع؛ أعني صيغة التسمية على الطعام.
وجاء صريحا عند أحمد ( 25733 )، والترمذي ( 1858 ) و مستدرك الحاكم ( 7087 ) من حديث أم المؤمنين عائشة مرفوعا: " إذا أكل أحدكم طعاما، فليقل بسم الله، فإن نسي في أوله، فليقل: بسم الله في أوله وآخره ".
قال الذهبي في تعليقه على الحاكم" صحيح الاسناد ولم يخرجاه".
وصححه الألباني في صحيح الترمذي بالرقم ذاته( 1858 ).
وقال الألباني _ رحمه الله_ في موطن آخر: ( في تخريج أحاديث منار السبيل ) بصدد حديث الطبراني؛
قال ما نصه:
"(تنبيه) : لفظ الحديث عند جميع الطرق: " وسم الله " إلا في رواية الطبراني من الطريق الأولى فهي بلفظ: " يا غلام إذا أكلت فقل: بسم الله ... ". وإسناده صحيح على شرط الشيخين. ففيه بيان ما أطلق في الروايات الأخرى، وأن التسمية على الطعام إنما السنة فيها أن يقول باختصار: " باسم الله "انتهى.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
_____
المصدر:
التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، معاني القرآن وإعرابه للزجاج، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، أحكام القرآن لأبي بكر بن العربي، أحكام القرآن للكيا الهراسي، أحكام القرآن لمحمد السايس، التفسير الكبير للرازي، تفسير ابن جزي الغرناطي، زاد المسير لابن الجوزي، البحر المحيط لأبي حيان، اللباب لسراج الدين النعماني، فتح القدير للشوكاني، الجدول في إعراب القرآن لمحمود الصافي، ، إعراب القرآن للدعاس، مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني لأبي العلاء الحنفي، البرهان في علوم القرآن للزركشي، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، تفسير الألوسي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، المحرر الوجيز لابن عطية.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك — الإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
 
معاني وغريب القرآن

*البسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ) هود: (91)

*قوله ( ما نفقه )*: أي ما نفهم.
قاله الواحدي في الوسيط، والبغوي، والسيوطي.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ): قال الخازن: يعني:لايفهمونبها ولايعقلون بها وأصل الفقه في اللغة الفهم والعلم بالشيء ثم صار علما على اسم العلم في الدين لشرفه على غيره من العلوم...

وقوله ( وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْلايَفْقَهُونَ): قال ابن عطية: معناه لا يفهمون.

وقوله ( فَمَالِ هَؤُلاء ِالْقَوْمِلايَكَادُونَيَفْقَهُونَحَدِيثًا ):قال الواحدي في الوجيز: لايفهمونالقرآن.

وقوله ( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا): أي لا يفهمون قولا. عني يأجوج ومأجوج.

قال النسفي: أيلايكادونيفهمونه إلابجهد ومشقة من إشارة ونحوها.

وقوله ( وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ ): قال السمرقندي: أي لكيلا يعرفوه ولايفهموه.

قال البغوي: أي يفهموه يريد لئلايفهموه.

وقوله ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ): لا تفهمون لأنه ليس بلغتكم.
قاله السيوطي، والخطيب الشربيني.

*قوله ( ولولا رهطك )*: أي لولا عشيرتك.
قاله الزجاج، والسمرقندي. وبه قال مقاتل.

قال ابن فارس في مقاييس اللغة: فالرهط: العصابة من ثلاثة إلى عشرة.

*قوله ( لرجمناك )*: لقتلناك.
قاله ابن قتيبة، ومقاتل، والزجاج، والنحاس، والسمرقندي.
وحكاه في البسيط عن ابن عباس.

قلت ( عبدالرحيم ): يأتي الرجم في القرآن على عدة معان:

*يأتي بمعنى القتل*؛

*ومنه قوله تعالى* ( وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ ): قال مقاتل، وأبو الهلال العسكري، وابن قتيبة، والزجاج، والسمرقندي، والواحدي(بسيط): تقتلون.

قال الفراء: الرجم ههنا القتل.
حكاه النحاس.

*وقوله* ( قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ ): قال الفراء، والزجاج، وابن أبي زمنين: لنقتلنكم.
وحكاه يحيى بن سلام عن السدي.
وزاد الزجاج: رجما.

قال مقاتل: لئن لم تسكتوا عنا لنقتلنكم.

*وقوله* ( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ): قال مقاتل: يعني من المقتولين.

قال الراغب الأصفهاني: أي المقتولين أقبح قتلة.

قال السمرقندي: يعني من المقتولين بالحجارة.

قال قتادة: بالحجارةِ، فلنقتلنك بها.
حكاه يحيى بن سلام.

*وقوله* ( إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ ): قال ابن قتيبة، ومقاتل، والسمرقندي، ويحيى بن سلام، والزجاج: يقتلوكم.

وزاد ابن سلام: بالحجارة.

وزاد الزجاج: بالرجم، والرجم من أخبث القتل.

قال الواحدي في البسيط: معنى الرجم في اللغة: الرمي بالحجارة، ثم قيل للقتل: رجم؛ لأنه يقصد به القتل، ثم قيل لكل قَتْلٍ رَجْم وإنلم يكن بالحجارة.

*ويأتي الرجم بمعنى السب والشتم*:

*ومنه قوله تعالى* ( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ): يعني إذا لم تعبد الأصنام فكف عن سبها وشتمها؛ وإلا سببتك وشتمتك.

قال الفراء: لأسبّنّك.

وقال ابن قتيبة، والسيوطي: أي لأشتمنك.

وقال الراغب الأصفهاني: أي: لأقولنّ فيك ما تكره.

قال الواحدي في البسيط: لأسبنك ولأشتمنك.

وحكاه ابن كثير عن ابن عباس والسدي وابن جريج والضحاك.

*ويأتي بمعنى الظن*:

*ومنه قوله تعالى* ( سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ): رجما: قال ابن قتيبة: أي ظنّا. ويقال: رجم بالظن، كأنه رمى به.

وذكر ابن حسنون السامري: يعين ظنّا بلغة هذيل.

*ويأتي بمعنى الرمي*:

*ومنه قوله* ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ): رجوما: قال ابن قتيبة، والواحدي: مرامي.

قال مقاتل: يعني رمياللشياطينيعني إذا ارتقوا إلى السماء.

وقال الثعلبي: مرمى.

قلت: ومنه رجم الزاني المحصن حتى الموت؛ أي رميه بالحجارة حتى القتل.

*قوله تعالى* ( وما أنت علينا بعزيز )*: أي وما أنت عندنا بعظيم؛ لا مكانة لك عندنا لولا حرمة عشيرتك؛ فقتلك ليس علينا بشديد.

قال ابن أبي زمنين: بعظيم، وكان من أشرافهم.

قال ابن عباس: يريد: ما أنت علينا بمنيع.
حكاه الواحدي في البسيط.
__________________
المصدر:
أنظر:
تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لابن قتيبة، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، معاني القرآن للفراء، الوجوه والنظائر لأبي الهلال العسكري، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير السمرقندي، تفسير مقاتل، تفسير البغوي، تفسير ابن كثير، اللغات في القرآن لعبدالله بن حسنون السامري، البسيط للواحدي، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير الجلالين، التصاريف ليحيى بن سلام، الكشف والبيان للثعلبي، المحرر الوجيز لابن عطية، مدارك التنزيل للنسفي، تفسير السمرقندي، السراج المنير للخطيب الشربيني، مقاييس اللغة لابن فارس.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
 
معاني وغريب القرآن

*البسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ) هود: (91)

*قوله ( ما نفقه )*: أي ما نفهم.
قاله الواحدي في الوسيط، والبغوي، والسيوطي.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ): قال الخازن: يعني:لايفهمونبها ولايعقلون بها وأصل الفقه في اللغة الفهم والعلم بالشيء ثم صار علما على اسم العلم في الدين لشرفه على غيره من العلوم...

وقوله ( وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْلايَفْقَهُونَ): قال ابن عطية: معناه لا يفهمون.

وقوله ( فَمَالِ هَؤُلاء ِالْقَوْمِلايَكَادُونَيَفْقَهُونَحَدِيثًا ):قال الواحدي في الوجيز: لايفهمونالقرآن.

وقوله ( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا): أي لا يفهمون قولا. عني يأجوج ومأجوج.

قال النسفي: أيلايكادونيفهمونه إلابجهد ومشقة من إشارة ونحوها.

وقوله ( وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ ): قال السمرقندي: أي لكيلا يعرفوه ولايفهموه.

قال البغوي: أي يفهموه يريد لئلايفهموه.

وقوله ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ): لا تفهمون لأنه ليس بلغتكم.
قاله السيوطي، والخطيب الشربيني.

*قوله ( ولولا رهطك )*: أي لولا عشيرتك.
قاله الزجاج، والسمرقندي. وبه قال مقاتل.

قال ابن فارس في مقاييس اللغة: فالرهط: العصابة من ثلاثة إلى عشرة.

*قوله ( لرجمناك )*: لقتلناك.
قاله ابن قتيبة، ومقاتل، والزجاج، والنحاس، والسمرقندي.
وحكاه في البسيط عن ابن عباس.

قلت ( عبدالرحيم ): يأتي الرجم في القرآن على عدة معان:

*يأتي بمعنى القتل*؛

*ومنه قوله تعالى* ( وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ ): قال مقاتل، وأبو الهلال العسكري، وابن قتيبة، والزجاج، والسمرقندي، والواحدي(بسيط): تقتلون.

قال الفراء: الرجم ههنا القتل.
حكاه النحاس.

*وقوله* ( قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ ): قال الفراء، والزجاج، وابن أبي زمنين: لنقتلنكم.
وحكاه يحيى بن سلام عن السدي.
وزاد الزجاج: رجما.

قال مقاتل: لئن لم تسكتوا عنا لنقتلنكم.

*وقوله* ( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ): قال مقاتل: يعني من المقتولين.

قال الراغب الأصفهاني: أي المقتولين أقبح قتلة.

قال السمرقندي: يعني من المقتولين بالحجارة.

قال قتادة: بالحجارةِ، فلنقتلنك بها.
حكاه يحيى بن سلام.

*وقوله* ( إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ ): قال ابن قتيبة، ومقاتل، والسمرقندي، ويحيى بن سلام، والزجاج: يقتلوكم.

وزاد ابن سلام: بالحجارة.

وزاد الزجاج: بالرجم، والرجم من أخبث القتل.

قال الواحدي في البسيط: معنى الرجم في اللغة: الرمي بالحجارة، ثم قيل للقتل: رجم؛ لأنه يقصد به القتل، ثم قيل لكل قَتْلٍ رَجْم وإنلم يكن بالحجارة.

*ويأتي الرجم بمعنى السب والشتم*:

*ومنه قوله تعالى* ( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ): يعني إذا لم تعبد الأصنام فكف عن سبها وشتمها؛ وإلا سببتك وشتمتك.

قال الفراء: لأسبّنّك.

وقال ابن قتيبة، والسيوطي: أي لأشتمنك.

وقال الراغب الأصفهاني: أي: لأقولنّ فيك ما تكره.

قال الواحدي في البسيط: لأسبنك ولأشتمنك.

وحكاه ابن كثير عن ابن عباس والسدي وابن جريج والضحاك.

*ويأتي بمعنى الظن*:

*ومنه قوله تعالى* ( سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ): رجما: قال ابن قتيبة: أي ظنّا. ويقال: رجم بالظن، كأنه رمى به.

وذكر ابن حسنون السامري: يعين ظنّا بلغة هذيل.

*ويأتي بمعنى الرمي*:

*ومنه قوله* ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ): رجوما: قال ابن قتيبة، والواحدي: مرامي.

قال مقاتل: يعني رمياللشياطينيعني إذا ارتقوا إلى السماء.

وقال الثعلبي: مرمى.

قلت: ومنه رجم الزاني المحصن حتى الموت؛ أي رميه بالحجارة حتى القتل.

*قوله تعالى* ( وما أنت علينا بعزيز )*: أي وما أنت عندنا بعظيم؛ لا مكانة لك عندنا لولا حرمة عشيرتك؛ فقتلك ليس علينا بشديد.

قال ابن أبي زمنين: بعظيم، وكان من أشرافهم.

قال ابن عباس: يريد: ما أنت علينا بمنيع.
حكاه الواحدي في البسيط.
__________________
المصدر:
أنظر:
تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لابن قتيبة، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، معاني القرآن للفراء، الوجوه والنظائر لأبي الهلال العسكري، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير السمرقندي، تفسير مقاتل، تفسير البغوي، تفسير ابن كثير، اللغات في القرآن لعبدالله بن حسنون السامري، البسيط للواحدي، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير الجلالين، التصاريف ليحيى بن سلام، الكشف والبيان للثعلبي، المحرر الوجيز لابن عطية، مدارك التنزيل للنسفي، تفسير السمرقندي، السراج المنير للخطيب الشربيني، مقاييس اللغة لابن فارس.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
 
معاني وغريب القرآن

*الوجيز في تفسير غريب القرآن*

قوله تعالى
( قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ) هود: (91)

*قوله (ما نفقه)*: ما نفهم.

*قوله (ولولا رهطك)*: أي لولا عشيرتك.

*قوله (لرجمناك )*: أي لقتلناك.

*قوله ( وما أنت علينا بعزيز )*: أي وما أنت عندنا بعظيم؛ لا مكانة لك عندنا لولا حرمة عشيرتك؛ فقتلك ليس علينا بشديد.
__________
المصدر:
أنظر :
معاني القرآن وإعرابه للزجاج، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير البغوي، تفسير السمرقندي، تفسير الجلالين.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
 
معاني وغريب القرآن

*الوسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) العاديات: (8)

أي: وإنه من أجل ِ حب المال لبخيل.
قاله السيوطي في الإتقان.

قال ابن قتيبة: أي: وإنه لحب المال لبخيل. والشدة: البخل هنا؛ يقال: رجل شديد ومتشدد.

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: وإنه من أجل حب الخيرلشديد: لبخيل، يقال للبخيل: شديد ومتشدد.

*قوله ( الخير )*: قال يحيى بن سلام: يعني المال. انتهى كلامه.

قلت ( عبدالرحيم ) ومنه قوله تعالى ( قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ ): قال يحيى بن سلام: يعني من مال.

وقوله على لسان شعيب ( وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ ): قال الفراء:يقول: كثيرةً أموالُكم.

وقوله ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ ): قال أبو بكر ابن العربي: يعني مالا.

وذكر ابن حسنون: يعني بِالخير: المال. بلغة جُرهم.
___________
المصدر:
أنظر:
تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لابن قتيبة، اللغات في القرآن لعبدالله بن حسنون السامري، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، أحكام القرآن لابن العربي، معاني القرآن للفراء، التصاريف ليحيى بن سلام.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
 
معاني وغريب القرآن

*الوجيز في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ) هود: (87)

*قوله ( إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ )*: قالوا ذلك تهكما و استهزاءً بشعيب_ عليه السلام_؛ يريدون ضد ما قالوا.

كمن يدعو على شخص بكلام معناه بخلاف ظاهره؛ فمن ذلك: "أقر الله عينك" أي أسكنها، عن الحركة وإذا سكنت العين عن الحركة عميت.

ومنه: "قوى الله ضعفك". يدعو عليه بالضعف.

قال ابن الهائم: يعني الأحمق السفيه بلغة مَدين.
وذكره ابن حسنون السامري في اللغات.

قال ابن قتيبة: كما تقول للرجل تستجهله: يا عاقل، وتستخفه: يا حليم.

قال الطبري: فإنهم أعداء الله ، قالوا ذلك له استهزاءً به ، وإنما سفَّهوه وجهَّلوه بهذا الكلام.

وقيل: معناه إنكلأنتالحليمالرشيدعند نفسك.
____________
المصدر:
أنظر:
اللغات في القرآن لعبدالله بن حسنون السامري بسنده ، تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، معاني القرآن للفراء.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
 
معاني وغريب القرآن

*الوجيز في تفسير معاني وغريب القرآن*


قوله تعالى
( جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ) النبأ (36)

*قوله ( حسابا )*: أي كافيا وافرا شاملا كثيرا.
قاله ابن كثير.

قال ابن قتيبة: ويقال: أحسبت فلانا. أي أعطيته ما يحسبه، أي يكفيه.

قال ابن كثير: ومنه" حسبي الله "، أي: الله كافي.

وقال يحيى بن سلام: يعني الجَّنَّة ثوابا من الله وعطية منه لأَعمالهم التي عملوا في الدُّنيا احتسابا.
______________
المصدر:
التصاريف ليحيى بن سلام، تأويل المشكل لابن قتيبة، تفسير ابن كثير.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
 
عودة
أعلى