مظاهر التفسير العلمي... في القرون المفضلة

مرهف

New member
إنضم
27/04/2003
المشاركات
511
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
ـ سوريا
الموقع الالكتروني
www.kantakji.org
http://www.nooran.org/O/29/29-3.htm
[align=center]د. مرهف السقا [/align]
[aيقصد بالتفسير العلمي: بيان معاني القرآن الكريم باستنباط مختلف العلوم الكونية والنفسية والعقلية، أو بتوظيف العلوم التطبيقية والبحثية والمعارف التجريبية الصحيحة بقدر الطاقة البشرية وفق القواعد الشرعية المقررة(1).
والمراد من هذا البحث وما سيأتي من بعده ـ إن شاء الله ـ، بيان الأصل الشرعي والتاريخي لما نسميه اليوم (التفسير العلمي للقرآن الكريم) بهذا المعنى الاصطلاحي السابق، ونفياً لتهمة بعض المتفيهقين لمن يشتغل بهذا الاتجاه بالتفسير بالضلال والتبديع، وتوجيهاً لمن يشتغل بالتفسير العلمي إلى ضبط عملهم التفسيري في إطار هذا التعريف، وفي ضوء منهج الأئمة المعتبرين.

لا يخفى حال العرب عند بدء نزول القرآن، وما يحملونه من معتقدات الجاهلية وتصوراتها ومفاهيمها الخرافية المخالفة للفطرة والعقل والحقيقة.. والتي تسرب معظمها عن طريق الاحتكاك بالروم والفرس وتلاقح العقول ببعضها، وتلقف العرب لعلوم الروم وفارس خاصة عن خلق الإنسان ونشأة الكون وغير ذلك، ومع ذلك فلم يبرع العرب إبان نزول القرآن وقبله إلا في ثلاثة أنواع من العلم: علم الأنساب وعلم الرؤيا وعلم الأنواء أو النجوم، وكانت براعتهم بالأنواء قاصرة على العرافة والاسترشاد في الجهات، وأما الطب فلم يبرعوا فيه، بل كان غالبهم يعتمد على التمائم والرقى والتنجيم(2).
والواقع أن طبيعة الحياة في المجتمع العربي قبل الإسلام كانت هي التي توجه العرب إلى العلوم التي تحتاجها هذه الحياة، فبراعتهم بالأنساب لأنها من ضروريات العصبية القبلية، ومعرفتهم بالنجوم وأنواع الكواكب ومطالع النجوم والقمر.. وما أدركوه بفرط العناية وطول التجربة؛ لاحتياجهم إلى معرفة ذلك في أسباب المعيشة لا على سبيل طريق تعلم الحقائق، ولا على سبيل التدريب في العلوم(3).
فنزل القرآن والحالة هذه لينقل الناس من هذه التصورات الخرافية التي لا تتوافق مع الحقائق التي خلقها الله، ليهديهم إلى الجادة المستقيمة ويصحح لهم التصورات المنحرفة عن الإنسان والكون والحياة، ويعيد الفطرة التي انحرفت هذه التصورات إلى أصلها وصفائها، وينقلهم من مرحلة التبعية لغيرهم في العلوم والنظم، ولآبائهم في العادات والعبادات، إلى سدة الاستقلال بالعلوم والعقيدة والأخلاق، ليكونوا أصحاب حضارة مميزة.
فكانت الآيات المكية تنزل متضمنة ذكر الإنسان وما يتعلق بخلقه وأطواره وكرامته، والكون ونشأته، والخليقة من بدئها وفنائها ومآلها، والحياة في معناها وحقيقتها والغاية منها، والأرض وما فيها من نبات وتربة وقطع متجاورات.. وغير ذلك من الدواب والمخلوقات؛ بأسلوب يأمر العقل بالحركة والتحرر من التبعية والجاهلية وتقليد الآباء وموروثاتهم، وكانت هذه الحقائق التي يذكرها الله تعالى في كتابه تتمكن من قلوب وعقول المسلمين عقيدة وفهماً لتوسع مداركهم وتعزز إيمانهم في تعظيم الله وتوحيده.
إن علم التفسير نشأ الرسالة الإسلامية، وبدأ ببدء نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم فكانت الآيات المنزلة من عند الله تفتق مدارك العقل عند سامعيها العاقلين وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يفسر للصحابة ما أشكل عليهم في فهم القرآن الكريم وما أجمل من هذه الآيات، ويعلمهم منهج استنباط المعارف القرآنية واستخراج الدر المكنون من علوم القرآن، وكان المصدر في ذلك الوحي من عند الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. عن مالك بن الحويرث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله أن يخلق النسمة فجامع الرجل المرأة، طار ماؤه في كل عرق وعصب منها فإذا كان يوم السابع، أحضر الله كل عرق بينه وبين آدم، ثم قرأ: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ|(الانفطار: 8)(4).
بل كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم للآيات المتحدثة عن مظاهر الكون والإنسان، وكانت المصدر الأول للصحابة ـ رضي الله عنهم ـ في فهم القرآن الكريم، والمطلع على كتب التفسير بالمأثور يجد الأمثلة في ذلك كثيرة(5).
ثم كان السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ من الصحابة والتابعين وتابعيهم يحثون على استنباط العلوم من القرآن الكريم، وتدبر آياته ومعرفة أوجه معاني ودلالات القرآن المرشدة لعلومه استناداً إلى أن هذا الكتاب المنزل من خالق كل شيء ما فرط في ذكر شيء مما خلقه تصريحاً أو تلويحاً أو استدلالاً بمنهج وأسلوب يسير بالإنسان في دروب الهداية والرشد، قال تعالى: }وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ| (الأنعام: 38)، ويقول ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: (من أراد علم الأولين والآخرين فليتدبر القرآن)(6).
ويقول مسروق ـ رحمه الله: (من سره أن يعلم علم الأولين والآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة)(7).
وذكر السيوطي في الإتقان أن ابن سراقة نقل في إعجاز القرآن عن أبي بكر بن مجاهد أنه قال يوماً: ما من شيء في العالم إلا وهو في كتاب الله، فقيل له: فأين ذكر الخانات؟! فقال: في قوله تعالى: }لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ| ( النور: 29)(8).
إن المطلع على تفسير السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ يجد فيه العجائب من استنباطهم لأنواع من العلوم صار لها تخصصات وفروع في زمننا بل منها علوم تقوم لها الدنيا وتقعد وهي تتحدث عنها ونحن كنا نمر عليها مرور الكرام عند قراءتها، وهذا التوفيق الذي وفقه السلف لم يكن من فراغ، وإنما لإخلاصهم في البحث عن مراد الله تعالى وحرصهم على سلامة المنهج في دراسة القرآن الكريم وتدبر آياته، إذ المصدر الذي عولوا عليه في ذلك هو تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، هذا مع معرفتهم باللغة العربية وأساليب العرب في الكلام وتقليب أوجه الدلالات اللغوية، إضافة لسعة المدارك الإيمانية ومعرفتهم لسنن الله تعالى في الكون والقرآن.
لقد وفق السلف الصالح من المفسرين كثيراً في شرحهم لمعنى الآيات مع أن حقائقها الكونية كانت محتجبة، ومعلوم أن المفسر الذي يصف حقائق وكيفيات الآيات الكونية في الآفاق والأنفس وهي محجوبة عن الرؤية في عصره قياساً على ما يرى من المخلوقات وفي ضوء ما سمع من الوحي، يختلف عن المفسر الذي كشفت أمامه الآية الكونية، فجمع ما سمع من الوحي وبين ما شاهد في الواقع(9).
ففي تفسير قوله تعالى: }وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ . ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ . ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ| (المؤمنون: 12 ـ 14)، فقد نقل إلينا من أقوال السلف ـ رضي الله عنهم ـ الآتي: عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: (السلالة: صفو الماء الرقيق الذي يكون منه الولد)(10)، ويقول ـ رحمه الله ـ في تفسير النشأة الأخرى للخلق: (خرج من بطن أمه بعدما خلق فكان من بدء خلقه الآخر أن استهل، ثم كان من خلقه أن دله على ثدي أمه، ثم كان من خلقه أن علم كيف يبسط رجليه إلى أن قعد إلى أن حبا إلى أن قام على رجليه إلى أن مشى إلى أن فطم، تعلم كيف يشرب ويأكل من الطعام إلى أن بلغ الحلم إلى أن يتقلب في البلاد)(11).
وعن مجاهد في تفسير السلالة قال: (هو الطين إذا قبضت عليه خرج ماؤه من بين أصابعك)(12).
وعن عكرمة قال: (استل استلالاً)(13).
ولم يمنعهم ما ورد عن النبي من السنة في تفسير هذه الآيات من ذكر معان أخرى يحتملها نظم القرآن ولا يخرج عن مقتضى السنة وأصول اللغة ولا يضادها، فقد مر من قبل ما ورد عن النبي في تفسير قوله تعالى: }فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ| (الانفطار: 8)، وقد أثر عن السلف الصالح معان أخرى من ذلك ما ورد عن مجاهد أنه قال: (إما قبيحاً وإما حسناً، وشبه أب أو أم أو خال أو عم)(14).
وعن عكرمة قال: (إن شاء في صورة قرد وإن شاء في صورة خنزير)(15).
ومن الأمثلة أيضاً ما ورد في تفسير قوله تعالى: }وَإن مِّن شَيْءٍ إلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ| (الحجر: 21) يقول ابن عباس: (ما نقص المطر منذ أنزله الله، ولكن تمطر أرض أكثر مما تمطر أخرى) ثم قرأ هذه الآية(16)، ومثل ذلك ورد عن ابن مسعود(17) والحسن(18).
ويقول الحكم بن عتبة ـ رضي الله عنه ـ: (ما من عام بأكثر مطراً من عام ولكنه يمطر قوم ويحرم آخرون، وربما كان في البحر)(19).
وهكذا فالأمثلة على ذلك كثيرة وكتب التفسير بالمأثور ـ كما ذكرت سابقاً ـ غنية بالأمثلة، وإنك لتجد في بعض ما أوردته من المأثور من التفسير أصبح أقرب للثوابت العلمية في وقتنا كإحصاء هطول الأمطار مع تعقد آلية إحصائها(20)، هذا مع عدم وجود فكرة إحصاء هطول الأمطار في بال أحد من الأمم في عصرهم ولا يملكون الدراية التجريبية لها.

الهوامش:
(1) منهج التفسير العلمي وتطبيقاته في سورة النحل، مرهف سقا ص39 رسالة دكتوراه مقدمة لجامعة أم درمان، بإشراف الأستاذ الدكتور نور الدين عتر.
(2) انظر تفصيل حال ا لعلوم عند العرب قبل الإسلام وصدره: الملل والنحل للشهرستاني 3/83 إلى 89 ط مصر، وما كتبه محمد فؤاد الناكري في مقدمة دراسته لكتاب: (في بيان الحاجة إلى الطب والأطباء ووصاياهم) للعلامة قطب الدين محمود بن مسعود الشيرازي ت 710هـ من ص12 إلى ص38، فقد أعطى نظرة تاريخية للطب وعلومه في الجاهلية والإسلام، ط الإمارات الأولى.
(3) انظر: الاتجاهات الفكرية في التفسير د. الشحات السيد زغلول ص107 إلى ص109، ط الهيئة المصرية العامة، ثانية 1397، 1977.
(4) أخرجه الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات بإسناد جيد كما قال السيوطي في الدر المنثور 6/630، مطبعة الأنوار مصر، ومما يدخل في معنى حديث مالك بن الحويرث أيضاً ما أخرجه ابن جرير 30/56 ط الميمنية، والبخاري في التاريخ وابن المنذر وابن شاهين وابن قانع والطبراني وابن مردويه كما في الدر المنثور للسيوطي 6/359 عن علي بن رباح عن أبيه أن النبي قال له: ما ولد لك؟ قال: يا رسول الله! ما عسى أن يولد لي إما غلام وإما جارية؟! قال : فمن يشبه؟ قال: يا رسول الله من عسى أن يشبه إما أباه وإما أمه!! فقال النبي عندها: مه!، لا تقولن هذا، إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم، فركب خلقه في صورة من تلك الصور، أما قرأت هذه الآية في كتاب الله (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار: 8)، قال: سلكك) وفي رواية: (من نسلك ما بينك وبين آدم). والحديث من طريق مطهر بن الهيثم عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن جده، ومطهر هذا شيخ يروي عن موسى بن علي، قال ابن حبان في المجروحين 3/26: (روى عنه أبو همام الوليد بن شجاع، منكر الحديث يأتي عن موسى بن علي ما لا يتابع عليه وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات). قال ابن كثير: (وهكذا رواه ابن أبي حاتم والطبراني من حديث مطهر بن الهيثم به، وهذا الحديث لو صح لكان فيصلاً في هذه الآية، لكن إسناده ليس بالثابت..) تفسير ابن كثير ص1404، ثم قال ابن كثير: (ولكن في الصحيحين عن أبي هريرة أن رجلاً قال يا رسول الله، إن امرأتي ولدت غلاماً أسود، قال: (هل لك من إبل؟) قال: نعم، قال: (فما لونها؟) قال: حمر!، قال: فهل فيها من أورق؟، قال: نعم! قال: فأنى أتاها ذلك؟، قال: عسى أن يكون نزعة عرق! قال: (وهذا عسى أن يكون نزعة عرق). وهذا الحديث يمكننا اعتباره من شواهد معنى الحديث السابق وحديث مالك بن الحويرث. والله أعلم.
(5) انظر مثلاً تفسير الآية 11 من سورة الحج في الدر المنثور للسيوطي 4/378، وكذلك انظر كتاب هدي القرآن الكريم إلى معرفة العوالم والتفكر في الأكوان للمحدث المفسر الشيخ عبدالله سراج الدين ـ رحمه الله ـ، فإني أعتبره من أنفس كتب التفسير التي ينطبق عليها مصطلح (التفسير العلمي) واتبع فيه المؤلف ـ رحمه الله ـ منهجاً منضبطاً يمكن اعتباره نادرة بين كتب التفسير في موضوعه والله أعلى ويصلح أن يكون هذا الكتاب مثالاً للتفسير العلمي عند السلف الصالح أيضاً الذي سنتحدث عنه.
(6) أخرجه سعيد بن منصور كما في الإتقان 2/226 ط دار الفكر بيروت.
(7) أخرجه ابن أبي شيبة في المنصف 7/148 تحقيق كمال يوسف الحوت ط مكتبة الرشد الريال أولى 1409، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 4/68 ط الرسالة 1413هـ.
(8) الإتقان 2/126.
(9) انظر: قواعد وأسس أبحاث الإعجاز العلمي على موقع هيئة الإعجاز العلمي.
(10) أخرجه ابن جرير 20/73 تحقيق أحمد شاكر ط الرسالة أولى، وابن المنذر وابن أبي حاتم انظر الدر المثور 5/7.
(11) أخرجه ابن جرير 19/18 ط الرسالة.
(12) أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في الدر المنثور 5/7.
(13) أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في الدر المنثور 5/7.
(14) ابن جرير 30/55، وعبد ابن حميد وابن المنذر كما في الدر المنثور 6/360.
(15) ابن جرير 30/56، وعبد بن حميد كما في الدر المنثور 6/360.
(16) أخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم أنظر الدر المنثور 4/107.
(17) أخرجه ابن جرير 14/13 و 14، والخرائطي في مكارم الأخلاق ص103 رقم (486).
(18) أخرجه أبو الشيخ كما في الدر المنثور 1/40.
(19) أخرجه ابن جرير 14/14، وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة كما في الدر المنثور 4/107.
(20) انظر كتاب: الركام المزني والظواهر الجوية في القرآن الكريم من ص205، إلى ص212، تأليف صلاح الدين عارف جنيد تقديم جودت سعيد وبسام مهمندار، الخبير في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ط مطبعة الزرعي في دمشق أولى 1999
 
مقال ماتع ..
جزاك الله خيرا.

وحبذا أن تستكمل الحديث عن الموضوع على شكل حلقات، يكون هذا المقال أولها.
 
بارك الله فيكم يا دكتور مرهف .
لم أجد في الأمثلة التي أوردتم مشكورين دلالة على التفسير العلمي المصطلح عليه اليوم . فهل لديك المزيد من الأمثلة عن السلف التي يمكن أن تكون مصححة لهذا الاتجاه في تفسير القرآن الكريم .
 
بارك الله لك جهودكم أخي الدكتور عبد الرحمن:
إن الأمثلة التي سقتها فيما تقدم هي أمثلة لمفهوم التفسير العلمي الذي ذكرت تعريفه في مقدمة الكلام ، لأني أردت بما تقدم أن أبين ما ينبغي أن يكون عليه التفسير العلمي بحسب ما ظهر لي في أثناء بحثي.
أما مفهوم التفسير العلمي المصطلح عليه اليوم فإنه إما أن يكون من معارض لهذا المنهج من التفسير فيعطي للتفسير العلمي مفهوما بحسب التعسف الذي يقوم به غير المختصين، أو أن يكون من قبل مشتغل ومتخصص في التفسير وعلوم القرآن ولكن يعرفه تنظيراً فيكون فيه النقص.
وهذا التعريف للتفسير العلمي الذي قدمته سابقاً فإنه قام على أساسين رئيسين هما:
- الاعتماد على تعريف تفسير القرآن بأنه بيان القرآن .
- الاستناد لعمل المفسرين من لدن السلف الصالح فمن بعدهم في طريقة تناولهم لعلوم القرآن الكريم، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يبين لهم معالم استخراج الدلالات الكونية من القرآن كما في حديث مالك في تفسير قوله تعالى (( في أي صورة ما شاء ركبك )).
أما الصحابة والتابعون وتابعوهم كانوا يبينون معاني القرآن الكونية استناداً لمعرفتهم بالتنزيل واللغة، وقد يستخدمون ما توفر لهم من معارف عصرهم في بيان القرآن كما فسروا كيفية خروج اللؤلؤ والمرجان في قوله تعالى (( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان)) وكذلك كان حال المفسرين فيما بعد في التعامل مع بيان القرآن من خلال استخدام معارف عصرهم في ذلك ولهذا جاء تعريف التفسير العلمي على أنه قسمين:
الأول: بيان معاني القرآن استنباطاً.
الثاني: بيان معاني القرآن من خلال توظيف المعارف المعتبرة.
وقد فصلت شرح هذا التعريف في رسالتي الدكتوراه (منهج التفسير العلمي وتطبيقاته في سورة النحل) والذي هو الآن قيد الطبع بعنوان (التفسير والإعجاز العلمي في القرآن الكريم ضوابط وتطبيقات) يسر الله خروجه قريباً.
ولذلك كانت الأمثلة تناسب التعريف المقدم عليها والله أعلم.
 
هذا المقال من فضيلة الدكتور ماتع ومفيد ..
ولكن :
1 - من باب السؤال بقصد وضوح الحق في هذه المسألة ، هل ما دل عليه الحديث الذي ذكرت عن مالك بن الحويرث يقول به دعاة الإعجاز العلمي ؟
وما فهمته من الحديث هو أن ماء الرجل يطير في كل عرق وعصب من المرأة ثم ...
والعرق والعصب معروفان في لغة العرب .
2 - ما ذكرت من اختلاف بين المفسر القديم والمفسر المعاصر الذي يفسر القرآن بما يشاهد واضح ولكن : ماذا لو جاء عصر قادم ووصل إلى حقائق علمية تفند الموجود عندنا حول الكون برمته ؛ هل يصبح تفسير المفسر المعاصر مبنيا على ظنون لا على حقائق ؟
وبالمناسبة : فإن علماء الفلك النصارى وخاصة الفلكيين منهم ينصون في كثير من مقالاتهم وكتبهم على حقيقة أن ما يعرفه الإنسان عن الكون حتى الآن هو غيض من فيض ؛ بل ما يعرفه عن مكونات جسمه أقل من ذلك بيولوجيا ..
 
وبالمناسبة : فإن علماء الفلك النصارى وخاصة الفلكيين منهم ينصون في كثير من مقالاتهم وكتبهم على حقيقة أن ما يعرفه الإنسان عن الكون حتى الآن هو غيض من فيض ؛ بل ما يعرفه عن مكونات جسمه أقل من ذلك بيولوجيا ..

أخانا الكريم إبراهيم
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
يبدو أن استعجالك في الرد يحول بينك وبين التدقيق في العبارة التي تكتبها.
تأمل الحرف الأحمر.

ثم هل العلم القائم على التجريب والملاحظة قاصر على النصارى؟
هل تعلم أن الحضارة الغربية في جميع مجالتها قامت على جهود العلماء المسلمين في عصر النهضة الإسلامية؟
هل تعلم أن العلماء المسلمين في الغرب اليوم في جميع المجالات العلمية لو اجتمعوا في بلد إسلامي وأعطيت لهم فرصة البحث وترجمت بحوثهم إلى واقع عملي لسبق هذا البلد الغرب بمسافات؟

أخي الكريم إبراهيم أرجو أن تقرأ التأريخ والواقع حتى تكتب على بصيرة.

وفقك الله ورفع قدرك.
 
أخي الكريم إبراهيم:
أعيد فأقول: ما يهمني في القضية هنا هو صحة المثال وواقعيته بصرف النظر عن كون المشتغلين بالإعجاز العلمي يقولون به أم لا.
أما عن اختلاف المعلومات المتوفرة حول قضية كونية فهذه مما يستدل بها من يعترض على هذا المنهج من التفسير، والحقيقة فإن هذا الاعتراض يصح من جهة الفرضيات الأولية وكذلك النظريات التي لا يتوافر لها دلائل تثبتها، أما النظريات الراجحة والمشاهدات الكونية فهذه لا تتغير بمعنى أنها يظهر كذبها أو عدم صحتها وإنما التغيير الذي يطرأ عليها تغييراً نسبياً إما بزيادة المعلومات على ما سبقها أو بتعديل بعض التفصيليات على النظرية الكونية، وأعطيك مثالاً على ذلك بنظرية النسبية فإن ما جاء بعدها من نظريات لم يكذب نظرية النسبية وإنما زاد عليها وعدل بعض تفصيلاتها، ولذلك يجب على من يشتغل في التفسير العلمي والإعجاز العلمي واعياً للتفريق بين المصطلحات العلمية وترتيبها على نحو ما قلته في مشاركة بعنوان (أبحاث الإعجاز العلمي ذات طابع جماعي).
وعلى فرض التسليم بتغيير المعلومات كلياً وانقلابها من حق إلى باطل في المستقبل، فما هو نسبة هذا الاحتمال في الواقع على النظريات والمشاهدات الكونية!!، وهل يعني ذلك ترك استخدام العلوم المتوافرة في بيان القرآن ما دامت داخلة ضمن الدلالة القرآنية - وهي محتملة لها -؟!
كما أن السلف الصالح رضي الله عنهم وبعض المفسرين استخدموا ما توفر لديهم من معارف في تفسير القرآن وقد تغير بعضها فهل تقول بإثمهم ..، طبعاً لا لأن المفسر مجتهد فله أجر إن أخطأ وأجران إن أصاب.
إن العلوم التي نقرأها اليوم في مجالات الطب والفلك والفيزياء واللسانيات و.. يا إخواني لم تبدأ من عصر النهضة الأوربية كما دأب الاستشراق والعلمانيون على تعزيز هذه الفكرة بل إن كثيراً من المعارف التي نقرأها لم تتغير منذ قرون ولكن بدل من أن تنشر باسم أبي بكر الرازي والفارابي وابن حيان صارت تنشر باسم جورج وأنطوان وفيليب والله أعلم.
 
كما أن السلف الصالح رضي الله عنهم وبعض المفسرين استخدموا ما توفر لديهم من معارف في تفسير القرآن وقد تغير بعضها فهل تقول بإثمهم ..، طبعاً لا لأن المفسر مجتهد فله أجر إن أخطأ وأجران إن أصاب.
.

جزاك الله خيرا على هذا الإيضاح .
ولكن ماذا تغير من المعارف التي استخدمها السلف في تفسيرهم للقرآن الكريم ؟
هذا هو نقطة الخلاف بين دعاة الإعجاز والمعارضين له .
ففي حين يرى أصحاب الإعجاز أن هناك حقائق كونية ظهرت وصارت بمثابة المسلمات والمشاهدات ، وأن اللفظ القرآني يدل عليها بإحدى الدلالات المعتبرة شرعا ، يرى مخالفوهم - وأنا منهم - أن الموجود الآن من كتابات حول الإعجاز العلمي - حسب اطلاعي - فيه ملاحظتان :
1 - أن تلك "الحقائق" الكونية معرضة للنسف من جديد ؛ بدليلين :
أ - قياسها على غيرها مما كان يقال فيه إنه "حقائق كونية" قبل فترة وجيزة ثم صار الآن من الماضي ، والأمثلة كثيرة .
ب - أن الكتاب المعنيين بهذا الشأن في كل يوم يطلعون على المجلات والقنوات وينسفون بعض تلك التصورات عن الكون وحقيقته ، وغير ذلك .
2 - أن اللفظ القرآني لا يدل على تلك الحقائق إلا بطريق التعسف والتكلف ولي أعناق النصوص .
وأظن أن مسألة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يحسمها مثال واحد تتوفر فيه الشروط التالية :
1 - أن يكون يدل على حقيقة كونية واضحة لا لبس فيها تم التحقق منها عن طريق علماء مسلمين ثقات ؛ غير منجرين وراء كل جديد ، ويفهمون عداوة الكفار للمسلمين ومكرهم للإسلام ؛ فينظرون إلى ما يقولون لهم نظرة شك وارتياب حتى يقوم دليل واضح لا لبس فيه على صحته ، وهذا التثبت مأمور به حتى مع فساق المسلمين فكيف بالكفار وفيما يتعلق بدين الله .
2 - أن يكون اللفظ القرآني يدل على تلك الحقيقة العلمية دلالة معتبرة شرعا .
3 - أن لا يتعارض ذلك الفهم مع ما فهم السلف الصالح من تلك الآية .
وإلى أن يوجد هذا المثال سيظل في نفوس معارضي الإعجاز شيء منه.
وفقك الله وجزاك خيرا على طرح هذا الموضوع وسابقه .
 
أخي الكريم:
حبذا لو تذكر لي مثالاً أو اثنين مما قيل بأنه حقيقة علمية وتذكر من قال بذلك وتذكر من كان يستخدمها من المشتغلين في الإعجاز العلمي ثم نسفت هذه الحقيقة إلى ما يضادها ويلغيها وإلا كان كلامك دعوى بدون بينة.
لا أحد ينكر أن هناك تعسفاً من بعض المشتغلين في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لعدم ملكتهم الشرعية في طرق الاستنباط وحبذا لو اطلعت على مشاركتي في الملتقى بعنوان (كلمة للمشتغلين بأبحاث الإعجاز العلمي في القرآن)، ولكن أريد منك أخي إبراهيم أن تكون في ما ترسم له من اشتراطات عملياً وليس نظرياً، فما تراه أخي الكريم من شروط لقبول الإعجاز العلمي إنما هي شروط تريدها أنت لتقبل أنت الإعجاز العلمي في القرآن ولكن هذه الشروط تحتاج منكم لإعادة نظر، فهي لا تؤخذ على عمومها هكذا فالعلم التطبيقي والتجريبي ليس من شرطه الإسلام، وتفسير السلف أنواع والأمر يحتاج لتفصيل طويل، بارك الله بكم ونفعني وإياكم والله أعلم.
 
أخي الكريم وشيخي الفاضل :
أولا : أنا لم أقل إن العلم التطبيقي التجريبي من شرطه الإسلام ؛ بل قلت إن الذي يريد أن يفسر آية من كتاب الله تعالى ب"حقيقة" علمية تلقاها من طرف مختبرات ليس أصحابها مسلمون أن يتثبت من تلك الحقيقة حتى يتأكد من أنها ليست كذبا وليست تلفيقا ، وليست مكرا يراد به غيره ..
والقرآن الكريم كما هو معروف صريح في الأمر بالتثبت من الأخبار مطلقا ؛ وقد وردت في لفظ الآية منكرة لتعم كل نبأ ..
ثانيا : هذه الشروط لا أريدها أنا فقط ؛ بل كل المناوئين للإعجاز العلمي يفهم من كلامهم أنهم يريدون شيئا يقنعهم ؛ وترتاح أنفسهم له في تفسير كتاب الله تعالى .
وما دمت قلت إنها ليست عملية ؛ فما رأيك لوعدلنا الشرط "غير العملي" فيها فهل سنجد مثالا من التفسير العلمي للقرآن الكريم مبنيا على ما يأتي :
1 - أن تكون الحقيقة العلمية المطروحة متفقا عليها على الأقل بين المختبرات العلمية في الغرب ، ولا بأس فسوف أصدقهم معك في أنها حقيقة علمية .
2 - أن يكون اللفظ القرآني دالا عليها .
3 - أن لا تعارض ما فهمه السلف من تلك الآية.
 
أخي الكريم:
ما ذكر في القرآن من خلق الإنسان، من الأمثلة الظاهرة الدلالة في ذلك وأحيلك إلى كتاب القرار المكين للدكتور مأمون الشقفة ففيه تفصيل مفيد وضم إليه كتاب خلق الإنسان للدكتور البار وكتاب خلق الإنسان الذي أصدرته هيئة الإعجاز العلمي.. وقارن ذلك مع ما ورد ستجد ما تريده.
ولكن ما زلت أنتظر المثال الذي طلبته منك سابقاً بشروطه.
 
سوف أرجع للكتب التي ذكرت إن تيسر لي ذلك وفسح الله في العمر ..
وبالنسبة للمثال فهو ينتظر جواب السؤال الذي طرحت قبله ولم تجب عليه حتى الآن وهو : ماذا تغير من المعارف التي استخدمها السلف في تفسيرهم للقرآن الكريم ؟
 
مع أنني أعتبر أن هذا النوع من النقاش [تعليق جواب على مسألة بجواب على مسألة أخرى لا علاقة بينهما] نوعاً من أنواع التهرب من الجواب لكني سأجيبك يا أخي الكريم عما طلبت:
في تفسير قوله تعالى ((يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان)) نقل ابن كثيرأن ابن أبي حاتم أخرج بسنده عن ابن عباس: (إذا أمطرت السماء فتحت الأصداف في البحر أفواهها فما وقع فيها - يعني من قطر - فهو اللؤلؤ) قال ابن كثير: إسناده صحيح، وروي مثله عن عكرمة، [انظر: تفسير ابن كثير 4/346 ط مؤسسة الريان].
فقد فسر ابن عباس كيفية خروج اللؤلؤ من البحرين بحسب ما كان شائعاً من معارف زمنهم رضي الله عنهم، وهذا مما تغير في زمننا فمن المعروف حسب التحليلات والمشاهدات أن اللؤلؤة هي في الأصل حبة رمل التصقت بجسم رخوي داخل محارة في مياه مالحة، فتتكلس الحبة بسبب ما يفرزه الجسم الرخوي لحماية نفسه، فيقدر الله تعالة لحبة الرمل أن تكون لؤلؤة. [ انظر: العظمة في كل مكان لهارون يحيى صـ 74 ط مؤسسة الرسالة]، فلا علاقة للمطر في تشكل اللؤلؤ.
وبعد هذا يا أخي أود أن أقول: ليكن المراد بالنقاش التوصل لنتيجة مقنعة عن دراية لا عن افتراضات أو تصورات أو أحكام مسبقة فالعلم أمانة ، وما زلت أنتظر تلبية طلبي : (حبذا لو تذكر لي مثالاً أو اثنين مما قيل بأنه حقيقة علمية وتذكر من قال بذلك وتذكر من كان يستخدمها من المشتغلين في الإعجاز العلمي ثم نسفت هذه الحقيقة إلى ما يضادها ويلغيها وإلا كان كلامك دعوى بدون بينة) وفقني الله وإياك.
 
أخي الكريم وشيخي الفاضل :
أرى أنه من الصعب علينا أن نتفق في نهاية النقاش لأسباب منها :
1 - أنك تنسخ قول ابن عباس في تشكل اللؤلؤ وهو ظاهر في اللفظ القرآني بشكل شبه صريح بأبحاث لواحد من المشتغلين بالإعجاز قرأها في مقالة أو كتاب لواحد من الباحثين الغربيين .
وأنا لو جاءني مللأ الأرض من أؤلئك لكان قول ابن عباس الموافق لصريح اللفظ القرآني لغة أرجح عندي من أبحاثهم وأقوالهم ..
2 - طلبك مني أثبت لك أن هناك حقيقة علمية ثبتت وأقر بها المشتغلون ثم نسفت أظنه غير واقعي وأنا لم أدعيه من قبل بل قلت إ كثيرا من "الحقائق" العلمية التي كانت تدرس إلى وقت قريب نسفت وصارت من الماضي ..
وأنا قد صرحت مرارا أن أهل الإعجاز إنما يتبعون الأبحاث الغربية لا يسبقونها - حسب علمي - فإذا أقر الغرب "حقيقة علمية" انبرى أهل الإعجاز يبحثون عن آية تدل عليها ولو من بعيد ليقولوا هذا الذي اكتشفتهم دل عليه القرآن منذ أربعة عشر قرنا ..
وعلى هذا بنيت قولي : وأظنك لا تحتاج إلى مثال من هذا النوع أعني : "حقيقة علمية" اكتشفها الغرب ودرسها في المدارس ثم جاءت "حقائق علمية" أخرى نسفت تلك الحقيقة وجعلتها من الماضي .
والنقاش كما قلت يجب أن يكون عن دراية ..
وأضيف لفضيلتكم أنه يجب أن يتخلى المتحاوران عن القناعات السابقة حين عرضهم للأدلة ؛ فلا يستدلون إلا بما هو مجمع عليه بينهما ..
فكيف تستدل لي بأبحاث وكتب لأهل الإعجاز وتجعلها دليلا علي وأنا أنفي الإعجاز كله عن بكرة أبيه ؟
إذا أردت الاستدلال علي أو أردت أن أستدل عليك في إطار هذا النقاش فيجب أن يكون بما هو مجمع عليه بيننا وهو :
أ - كتاب الله تعالى .
ب - سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
ج - فهم سلف الأمة لهما.
وهذا هو الموضوع الذي كتبت عنه وبسبب ذلك شاركت فيه لأن مظاهر التفسير العلمي عند السلف لو ثبتت لكانت حجة علينا .
 
الأخ الكريم د . مرهف

انصحك أن تبتلع قرصا من أسبرو الأطفال 100- mg قبل الدخول في أي حوار ، ولا بأس أن تحتفظ بجيبك بحبة isordil لاستخدامها تحت اللسان إذا دعت الحاجة . مع امنياتي لك بدوام الصحة والعافية .
 
ما بين الضدين حاجز حينما يزاح ضئيل ..
والشيخ الفاضل د . مرهف منهجه في الإعجاز العلمي معتدل وعلمي ومبني على قواعد وأسس متوازنة ينفعه في ذلك علمه واعتداله ..
وأنا إن دخلت معه في حوار واختلفت معه في بعض حيثيات الموضوع العلمي الذي طرح ؛ فإني أحفظ له حقه في الاحترام ، وأقر بمحاسنه في مجال الطرح العلمي للإعجاز العلمي .
بخلاف بعض دعاة الإعجاز الذين لا يحسنون طرحا علميا ولا فقها شرعيا وإنما ينهجون السب والشتم بأسلوب لغوي ركيك طامحين من خلال ذلك أن يتلقفهم من ...
وبعضهم حذرته في الماضي من المشاركة في أي حوار أشارك فيه واتفقنا أنه سوف يتجنب كل منا أي موضوع شارك الآخر فيه ..
ولكن خلف الوعدعلى مثلي لا ينتقد على من يخلف الوعد مع الله ورسوله فيجعل كتابه لعبة في صفحة حاسبة ألكترونية ..
وفف الله الجميع لما يحبه ويرضاه..
 
ما بين الضدين حاجز حينما يزاح ضئيل ..
.

إلا الحاجز الذي يفصلك عن الأخوة الأفاضل
العشرات حاولوا أن يقربوك منهم, وأن يخرجوك من الكهف الذي سجنت عقلك فيه , وفشلوا في ذلك فشلا ذريعا . وأنىّ لهم ذلك وهم يتعاملون مع حجر لا يلين , بل ما هو أشد جمودا من الحجارة .
بالله عليك أن تخبرنا هل أنت من طينة البشر ؟ أم من نوع آخر من الكائنات ؟ هل كنت تعيش في كوكب آخر قبل أن تهبط على الأرض ؟ وإلا لماذا كل هذا الانفصام ؟ لماذا لم يستطع أحد ممن حاورك أن يقنعك ولو بكلمة واحدة ؟ إن كنت تشكو من شيء فهذا المكان ليس المناسب لمن في مثل حالتك .
ألم يقل لك أحدهم : أأنت العاقل الوحيد بيننا ؟
لقد ضيعت أوقاتهم , وشغلت هذا الملتقى المبارك وزائريه بحواراتك السخيفة البلهاء .
فما عليك بعد كل ما ظهر منك أن تفتري على الآخرين , أليس القلم مرفوعا في ديننا عن أمثالك . إذن ؛ قل ما شئت فلن يلومك أحد .
 
الأخ الكريم د . مرهف

انصحك أن تبتلع قرصا من أسبرو الأطفال 100- mg قبل الدخول في أي حوار ، ولا بأس أن تحتفظ بجيبك بحبة isordil لاستخدامها تحت اللسان إذا دعت الحاجة . مع امنياتي لك بدوام الصحة والعافية .

هل في نصيحتي هذه للأخ مرهف ما يمس أحدا بعينه من أعضاء الملتقى ؟ هل سميت أحدا أو ذكرت صفة يعرف بها ؟
الأخ مرهف اختار موضوعا لرسالته مازال البعض يعلنون براءتهم منه رغم أنه حظي بالمؤتمرات المتكررة ، وصار له هيئات ومراكز أبحاث ..
وبالتالي فمن المتوقع أن يواجه بعض التحديات من هذه الفئة التي أخذت على عاتقها محاربة كل جديد وإبداع .
ولعل صاحبنا المفتون بجموده وانغلاقه ، ظن أنه الممثل لهذه الفئة ، والناطق الرسمي باسمها ، مما يعطيه الحق بالرد على من يعنيه ومن لا يعنيه ، ولله في خلقه شوؤن .
 
بخلاف بعض دعاة الإعجاز الذين لا يحسنون طرحا علميا ولا فقها شرعيا وإنما ينهجون السب والشتم بأسلوب لغوي ركيك طامحين من خلال ذلك أن يتلقفهم من ...
.

انظروا إلى أسلوب الناقد الحسني ومفرداته اللغوية ( مع الاعتذار لنقلها ) :

- أن الأشداق الممتلئة غيظا على تمسك المسلمين بأصولهم لا تفتأ تجد لها هنا أو هناك من يلتقط ما تقيء .. http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=17929
- إن الذي يشرب كل ما يقيء أعداء الإسلام من قذاراتهم .
( قرّفتنا .. )

ورد عليه الأخ الفاضل حجازي الهوى :
لماذا هذا التجني ؟ ولماذا هذا الإسفاف في القول؟

أليس في الأمة عقلاء ؟ أم أنت العاقل الوحيد؟ أليس في الأمة علماء؟ أم أنت العالم الوحيد؟

قبل أن يظهر هذا المفتون ، سبقه اكثر من واحد ، يدخل أحدهم إلى الملتقى فلا يترك موضوعا يمر دون ان يعلق عليه ، ويتفانى في محاربة الاعجاز العلمي والعددي وغيرهما .. ثم يختفي ..
 
أنا لم أحددك ولكني وضعت بعض الصفات ويبدوا أنك وجدتها تنطبق عليك فطفقت في هذا الكلام ، ولا شك أنك تغلبني فيه لأنه تخصصك ، وأنت بارع فيه ..
ولذلك فإني أجيبك كما أجبتك سابقا بجوابين :
الأول : سلاما.
الثاني : سلاما .
 
عودة
أعلى