مطارحات في علوم القران (1)

إنضم
01/03/2005
المشاركات
1,063
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
العمر
60
الإقامة
الأردن - عمان
أدرس الان مادة علوم القران في قسم الدكتوراه في التفسير وقد أخذنا فيها مادة النسخ وكان من عملي ان كلفت الطلاب وعددهم أحد عشر طالبا بدراسة إحدى عشرة آية مما قيل فيه إنه منسوخ بالاتفاق وطلبت من الطلاب الرجوع الى جميع التفاسير المطبوعة والى جميع كتب الناسخ والمنسوخ فكانت المفاجأة أن جميع الايات المدروسة لم يقع فيها لا اتقاق ولا شبه اتفاق بل بعضها تبين أن القائلين بانها غير منسوخة اكثر من القائلين بالنسخ.
وكنا ونحن على مقاعد الدرس في المرحلة الجامعية الاولى نُعلّم بانه إذا تعارض القول بالنسخ مع القول بالإحكام قدم القول بالاحكام دون تردد
فعلام تردد الباحثون فيما كانوا يعلموننا بأنه من قواعد البحث في التفسير؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....أما بعد....الأستاذ العزيز جمال أبو حسان....السلام عليكم
ارجو ان تفسر لي آيات النسخ وهي الآيات إستدل بها العلماء ومنها:
1- (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَانَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىكُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106))البقرة
قال أبو جعفر :( يعني جل ثناؤه بقوله : ( ما ننسخ من آية ) : ما ننقل من حكم آية ، إلى غيره فنبدله ونغيره ، وذلك أن يحول الحلال حراما ، والحرام حلالا والمباح محظورا ، والمحظور مباحا ، ولا يكون ذلك إلا في الأمر والنهي ، والحظر والإطلاق ، والمنع والإباحة) ت الطبري- 2-472.

وفقنا الله تعالى واياكم.


 
{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا}
إذا كان النسخ هنا ما ذكره إمام المفسرين، فما علاقة نقل الكلام وتبديله بالقدرة؟ نحن نقرأ {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ولا نقرأ وكان الله بكل شيء عليما، أو وكان فضل الله عليكم عظيما، أو وكان الله غفورا رحيما، أو حكيما حليما.. فما القصة؟ يجب أن نعود إلى السياق.

السياق الخاص - الموضوع الجزئي، يبدأ من الآية 104
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا.
لا تقولوا راعنا (كما قال يهود لموسى عليه السلام) لكن قولوا انظرنا فخالفوا اليهود لأن الذين كفروا منهم، ومن المشركين المتواطئين معهم، (105) لا يودّون أن ينزل عليكم شيء من الخير إلا أن الله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم؛ (106) ومن فضله على الأمم والأقوام والقرى تنزّل الخير الرباني عليهم إذ يختص بهذه الرحمة من التنزيل الحكيم من يشاء منهم وذلك بتنزيل الذي هو خير مما سبق أو بمثل الذي صار في حكم المنسي، والله قادر على هذا كله (107) وهو الذي له ملك السماوات والأرض، وما لكم من دونه من ولي ولا نصير، (108) فهل تريدون بعد كل هذا ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل وتقولوا راعنا او تسألوا عن آيات (معجزات دلائل) أخرى رغم تحقق الايمان عندكم ؟ ان من يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل..

إن الذي يظهر لي أن آية النسخ هذه تدور حولها الايات التي قبلها والتي بعدها. إن الخير الرباني الذي تنزّل على العرب خير مما سبقه ومثله أيضا، فأما الذي هو مثله: (آية) النور والهدى في النبوة العربية مثل النور والهدى في النبوات الإسرائيلية، وأما الذي هو خير: ما به تحقق الإيمان عند من ثبت وصف الايمان لهم في حسن النداء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) لأن هذا الذي تحقق به الإيمان حاضر وحي ومستمر، عكس آيات موسى حدثت وصارت في حكم قيل في قديم الزمان..

المعنى الأمامي للآية المنسوخة-المنسية: النبوة وأحوالها (خير رباني نزل فهو رحمة يختص الله بها من يشاء وغير مخصصة باهل الكتاب وحدهم كما انها غير محظورة على الأميين).

المعنى الخلفي للآية المنسوخة-المنسية: الدلائل والبراهين والتشريعات (من آداب التخاطب: راعنا # انظرنا، السؤال الجدلي # حسن الاستماع) وما به تحقق إيمان المؤمنين، وما به تبيّن الحق لطائفة من أهل كتاب (الآية 109).
 
النسخ في هذه الآية لا يعني القرآن وآياته بل الآيات التي أتى بها الأنبياء وهذا سياق الآيات فالله نسخ التوراة وابدلها بالقرآن ، ونسخ العصا واليد وابراء المرضى وغيرها مما سبق وكل زعم بأن القرآن الكريم نسخ هو قول باطل إما بني على فهم مغلوط أو آراء لا يسندها قول نبوي ثابت ولا آية قرآنية ، والمهم أن النسخ رأي بشري متأخر غير ملزم للمسلم فلا يرفعه أحد في مقام الثابت الذي تعد مخالفته تجديف وفسوق في حين أن القول به هو ما يستحق الرد والانكار ، فكلام الله قول ثابت راسخ لم يتزعزع ولم يغير الله فيه شيء والقول بخلاف ذلك لا يختلف عن قول الرافضة بالبداء بل إنهم يحتجون بالقول بالنسخ لرمي السنة بما التصق بالشيعة بالقول بالتحريف والتغيير وحاشا لكلام الله أن يطاله ذلك.
ولو أن من يستدلون بقوله (ما ننسخ من آية) يلمحون السياق فلن يجدوا أي علاقة للأحكام أو القرآن بل سيجدون ان السياق يتحدث عن متوجها لبني اسرائيل من اليهود والنصارى كذلك لأن النسخ متعلق بالآيات التي أنزلت إليهم ولننظر السياق :

مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)

ويكفي هذا القول بطلانا وتهافتا أنه موضع خلاف عظيم لا يكاد مجموعة معتبرة من العلماء يتفقون على شيء منه فكيف يكون في كتاب الله والتنزيل الحكيم أمر عظيم كهذا ولا يخبرنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم بثابت صحيح من حديثه الشريف ولا قرآن قاطع الدلالة نحو ما يقال ؟؟
فنستغفر الله من قول كهذا


والله أعلم
 
الإمام أبو بكر الجصاص يدافع عن (النسخ)

الإمام أبو بكر الجصاص يدافع عن (النسخ)

الآية {الآنَ خَفَّفَ الله عَنْكُمْ وعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً}

إذا أردت البحث عن آية ناسخة باتفاق فيجب أن تكون هذه الآية من سورة الأنفال لأنها متصلة بالآية المنسوخة إفتراضا أنها كذلك، فهي غير منقطعة عن الموضوع المفترض للنسخ لا في السياق الخاص (التحريض على القتال) ولا في السياق العام (الإستعداد للقتال) ولا حتى في الوحدة الموضوعية للسورة (التدبير). إلى جانب وجود الآن اسم ظرف للزمان الحاضر متعلق بفعل ماض (خفّف) أي العامل الزمني شيء منصوص عليه ..

نقرأ في أحكام القرآن للجصاص:

لم يرد به ضعف القوى والأبدان وإنما المراد ضعف النية لمحاربة المشركين، فجعل فرض الجميع فرض ضعفائهم. وقال عبد الله ابن مسعود: ما ظننت أن أحدا من المسلمين يريد بقتاله غير الله حتى أنزل الله تعالى {منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة} (آل عمران 152)، فكان الأولون على مثل هذه النيات، فلما خالطهم من يريد الدنيا بقتاله سوّى بين الجميع في الفرض.

في هذه الآية دلالة على بطلان من أبى وجود النّسخ في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن قائله معتدا بقوله؛ لأنه قال تعالى {الآنَ خَفَّفَ الله عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فإنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}، والتخفيف لا يكون إلا بزوال بعض الفرض الأول أو النقل عنه إلى ما هو أخف منه، فثبت بذلك أن الآية الثانية ناسخة للفرض الأول.

زعم القائل بما ذكرنا من إنكار النسخ لأنه ليس في الآية أمر وإنما فيه الوعد بشريطة، فمتى وفى بالشرط أنجز الوعد. وإنما كلف كل قوم من الصبر على قدر استطاعتهم فكان على الأولين ما ذكر من مقاومة العشرين للمائتين والآخرون لم يكن لهم من نفاذ البصيرة مثل ما للأولين فكلفوا مقاومة الواحد للاثنين والمائة للمائتين؛ قال: ومقاومة العشرين للمائتين غير مفروضة وكذلك المائة للمائتين، وإنما الصبر مفروض على قدر الإمكان والناس مختلفون في ذلك على مقادير استطاعاتهم، فليس في الآية نسخ؛ هكذا زعم.

قال أبو بكر: هذا كلام شديد الاختلال والتناقض خارج عن قول الأمة سلفها وخلفها؛ وذلك لأنه لا يختلف أهل النقل والمفسرون في أن الفرض كان في أول الإسلام مقاومة الواحد للعشرة، ومعلوم أيضا أن قوله تعالى {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} وإن كان لفظه لفظ الخبر فمعناه الأمر، كقوله تعالى {والوالدات يرضعن أولادهن} (البقرة 33) وقوله تعالى {والمطلقات يتربصن بأنفسهن} (البقرة 228)، وليس هو إخبارا بوقوع ذلك وإنما هو أمر بأن لا يفر الواحد من العشرة، ولو كان هذا خبرا لما كان لقوله {الآنَ خَفَّفَ الله عَنْكُمْ} معنى؛ لأن التخفيف إنما يكون في المأمور به لا في المخبر عنه. ومعلوم أيضا أن القوم الذين كانوا مأمورين بأن يقاوم الواحد منهم العشرة من المشركين داخلون في قوله {الآنَ خَفَّفَ الله عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً} فلا محالة قد وقع النسخ عنهم فيما كانوا تعبدوا به من ذلك، ولم يكن أولئك القوم قد نقصت بصائرهم ولا قل صبرهم وإنما خالطهم قوم لم يكن لهم مثل بصائرهم ونياتهم، وهم المعنيون بقوله تعالى {وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً}، فبطل بذلك قول هذا القائل بما وصفنا؛ وقد أقر هذا القائل أن بعض التكليف قد زال منهم بالآية الثانية، وهذا هو معنى النسخ؛ والله أعلم بالصواب.

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....أما بعد....الاخوة الكرام المشاركين في هذا الموضوع
أرجو من حضراتكم تهذيب المفردات المستخدمة في الجدل حول الموضوع واحترام
الرأي المخالف.......كما ارجو ان تسمحوا لي في هذه المشاركة بالتفرغ للرد على
الأخ الكريم عدنان الغامدي زادنا الله تعالى واياه علما وفهما....حيث اني مندهش
من جرأة كلامه.....الأخ الفاضل ارجو من حضرتكم النظر بما يلي:
1- أرجو ان تذكر لي من هو الذي فسر الآية الكريمة مدار البحث بما قلته وهو:
(النسخ في هذه الآية لا يعني القرآن وآياته بل الآيات التي أتى بها الأنبياء وهذا سياق الآيات فالله نسخ التوراة وابدلها بالقرآن ، ونسخ العصا واليد وابراء المرضى وغيرها مما سبق).
2- الأخ العزيز انت قلت:(وكل زعم بأن القرآن الكريم نسخ هو قول باطل إما بني على فهم مغلوط أو آراء لا يسندها قول نبوي ثابت ولا آية قرآنية ، والمهم أن النسخ رأي بشري متأخر غير ملزم للمسلم فلا يرفعه أحد في مقام الثابت)
اخي هل صحابة رسول الله أقوالهم باطلة ....والا أعطني اسم صحابي واحد ينفي
حصول النسخ في القرآن.
3- انظر ما يقول صحابة رسول الله اللهم صل عليه وآله حول النسخ من تفسير ابن
كثير:
[TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD="width: 90%, bgcolor: #f8f4d9"][/TD]
[/TR]
[TR]
[TD] ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
قَالَ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) مَا نُبَدِّلُ مِنْ آيَةٍ .

وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) أَيْ : مَا نَمْحُ مِنْ آيَةٍ .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) قَالَ : نُثْبِتُ خَطَّهَا وَنُبَدِّلُ حُكْمَهَا . حَدَّثَ بِهِ عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، نَحْوَ ذَلِكَ .

وَقَالَ الضَّحَّاكُ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) مَا نُنْسِكَ . وَقَالَ عَطَاءٌ : أَمَّا ( مَا نَنْسَخْ ) فَمَا نَتْرُكُ مِنَ الْقُرْآنِ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : يَعْنِي : تُرِكَ فَلَمْ يَنْزِلْ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

وَقَالَ السُّدِّيُّ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) نَسْخُهَا : قَبْضُهَا . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : يَعْنِي : قَبْضُهَا : رَفْعُهَا ، مِثْلُ قَوْلِهِ : الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ . وَقَوْلُهُ : " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى لَهُمَا ثَالِثًا " .

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) مَا يُنْقَلُ مِنْ حُكْمِ آيَةٍ إِلَى غَيْرِهِ فَنُبَدِّلُهُ وَنُغَيِّرُهُ ، وَذَلِكَ أَنْ يُحَوِّلَ الْحَلَالُ حَرَامًا وَالْحَرَامُ حَلَالًا وَالْمُبَاحُ مَحْظُورًا ، وَالْمَحْظُورُ مُبَاحًا . وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا فِي الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالْحَظْرِ وَالْإِطْلَاقِ وَالْمَنْعِ وَالْإِبَاحَةِ . فَأَمَّا الْأَخْبَارُ فَلَا يَكُونُ فِيهَا نَاسِخٌ وَلَا مَنْسُوخٌ . وَأَصْلُ النَّسْخِ مِنْ نَسْخِ الْكِتَابِ ، وَهُوَ نَقْلُهُ مِنْ نُسْخَةٍ أُخْرَى إِلَى غَيْرِهَا ، فَكَذَلِكَ مَعْنَى نَسْخِ الْحُكْمِ إِلَى غَيْرِهِ ، [ ص: 376 ] إِنَّمَا هُوَ تَحْوِيلُهُ وَنَقْلُ عِبَادَةٍ إِلَى غَيْرِهَا . وَسَوَاءٌ نَسْخُ حُكْمِهَا أَوْ خَطِّهَا ، إِذْ هِيَ فِي كِلْتَا حَالَتَيْهَا مَنْسُوخَةٌ . وَأَمَّا عُلُمَاءُ الْأُصُولِ فَاخْتَلَفَتْ عِبَارَاتُهُمْ فِي حَدِّ النَّسْخِ ، وَالْأَمْرُ فِي ذَلِكَ قَرِيبٌ ; لِأَنَّ مَعْنَى النَّسْخِ الشَّرْعِيِّ مَعْلُومٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ ، وَلَخَّصَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ رَفْعُ الْحُكْمِ بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ مُتَأَخِّرٍ . فَانْدَرَجَ فِي ذَلِكَ نَسْخُ الْأَخَفِّ بِالْأَثْقَلِ ، وَعَكْسِهِ ، وَالنَّسْخُ لَا إِلَى بَدَلٍ . وَأَمَّا تَفَاصِيلُ أَحْكَامِ النَّسْخِ وَذِكْرُ أَنْوَاعِهِ وَشُرُوطِهِ فَمَبْسُوطٌ فِي فَنِّ أُصُولِ الْفِقْهِ .

وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو شُبَيْلٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَرَأَ رَجُلَانِ سُورَةً أَقْرَأَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَا يَقْرَءَانِ بِهَا ، فَقَامَا ذَاتَ لَيْلَةٍ يُصَلِّيَانِ ، فَلَمْ يَقْدِرَا مِنْهَا عَلَى حَرْفٍ فَأَصْبَحَا غَادِيَيْنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَا ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّهَا مِمَّا نُسِخَ وَأُنْسِي ، فَالْهُوَا عَنْهَا " . فَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَقْرَؤُهَا : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ) بِضَمِّ النُّونِ خَفِيفَةً . سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ ضَعِيفٌ .

[ وَقَدْ رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ نَصْرِ بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ اللَّيْثِ ، عَنْ يُونُسَ وَعُبَيْدٍ وَعَقِيلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ مِثْلَهُ مَرْفُوعًا ، ذَكَرَهُ الْقُرْطُبِيُّ ] .

وَقَوْلُهُ تَعَالَى : ( أَوْ نُنْسِهَا ) فَقُرِئَ عَلَى وَجْهَيْنِ : " نَنْسَأَهَا وَنُنْسِهَا " . فَأَمَّا مَنْ قَرَأَهَا : " نَنْسَأْهَا " بِفَتْحِ النُّونِ وَالْهَمْزَةِ بَعْدَ السِّينِ فَمَعْنَاهُ : نُؤَخِّرُهَا . قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِئْهَا ) يَقُولُ : مَا نُبَدِّلُ مِنْ آيَةٍ ، أَوْ نَتْرُكُهَا لَا نُبَدِّلُهَا .

وَقَالَ مُجَاهِدٌ عَنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ : ( أَوْ نُنْسِئْهَا ) نُثْبِتُ خَطَّهَا وَنُبَدِّلُ حُكْمَهَا . وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَمُجَاهِدٌ ، وَعَطَاءٌ : ( أَوْ نُنْسِئْهَا ) نُؤَخِّرُهَا وَنُرْجِئُهَا . وَقَالَ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ : ( أَوْ نُنْسِئْهَا ) نُؤَخِّرُهَا فَلَا نَنْسَخُهَا . وَقَالَ السُّدِّيُّ مِثْلَهُ أَيْضًا ، وَكَذَا [ قَالَ ] الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ . وَقَالَ الضَّحَّاكُ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِئْهَا ) يَعْنِي : النَّاسِخُ مِنَ الْمَنْسُوخِ . وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِئْهَا ) أَيْ : نُؤَخِّرُهَا عِنْدَنَا .

وَقَالَ ابْنُ حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ ، حَدَّثَنَا الْخَفَّافُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :

[ ص: 377 ]

خَطَبَنَا عُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ) أَيْ : نُؤَخِّرُهَا .

وَأَمَّا عَلَى قِرَاءَةِ : ( أَوْ نُنْسِهَا ) فَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ) قَالَ : كَانَ اللَّهُ تَعَالَى يُنْسِي نَبِيَّهُ مَا يَشَاءُ وَيَنْسَخُ مَا يَشَاءُ .

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا سَوَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ : ( أَوْ نُنْسِهَا ) قَالَ : إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُقْرِئَ قُرْآنًا ثُمَّ نَسِيَهُ .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُفَيْلٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَرَّانِيُّ ، عَنِ الْحَجَّاجِ يَعْنِي الْجَزَرِيَّ عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ مِمَّا يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ بِاللَّيْلِ وَيَنْسَاهُ بِالنَّهَارِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا )

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرِ بْنُ نُفَيْلٍ : لَيْسَ هُوَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ ، هُوَ شَيْخٌ لَنَا جَزَرِيٌّ .

وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ : ( أَوْ نُنْسِهَا ) نَرْفَعُهَا مِنْ عِنْدِكُمْ .

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ : سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقْرَأُ : " مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ تَنْسَهَا " قَالَ : قُلْتُ لَهُ : فَإِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقْرَأُ : " أَوْ تُنْسَهَا " . قَالَ : فَقَالَ سَعْدٌ : إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ عَلَى الْمُسَيِّبِ وَلَا عَلَى آلِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ اللَّهُ ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ : ( سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى ) [ الْأَعْلَى : 6 ] ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ) [ الْكَهْفِ : 24 ] .

وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ هُشَيْمٍ وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرِكِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ ، عَنْ آدَمَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، بِهِ . وَقَالَ : عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .

قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، وَقَتَادَةَ وَعِكْرِمَةَ ، نَحْوَ قَوْلِ سَعِيدٍ .

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : عَلِيٌّ أَقْضَانَا ، وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا ، وَإِنَّا لَنَدَعُ بَعْضَ مَا يَقُولُ أُبَيٌّ ، وَأُبَيٌّ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ، فَلَنْ أَدَعَهُ لِشَيْءٍ . وَاللَّهُ يَقُولُ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِأْهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلَهَا ) .

قَالَ الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : أَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ ، وَأَقْضَانَا عَلِيٌّ ، وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قَوْلِ أُبَيٍّ ، وَذَلِكَ أَنَّ [ ص: 378 ] أُبَيًّا يَقُولُ : لَا أَدَعُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَدْ قَالَ اللَّهُ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا )

وَقَوْلُهُ : ( نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ) أَيْ : فِي الْحُكْمِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَصْلَحَةِ الْمُكَلَّفِينَ ، كَمَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : ( نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا ) يَقُولُ : خَيْرٌ لَكُمْ فِي الْمَنْفَعَةِ ، وَأَرْفُقُ بِكُمْ .

وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) فَلَا نَعْمَلُ بِهَا ، ( أَوْ نُنْسِأْهَا ) أَيْ : نُرْجِئُهَا عِنْدَنَا ، نَأْتِ بِهَا أَوْ نَظِيرِهَا .

وَقَالَ السُّدِّيُّ : ( نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ) يَقُولُ : نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنَ الذِي نَسَخْنَاهُ ، أَوْ مِثْلَ الذِي تَرَكْنَاهُ .

وَقَالَ قَتَادَةُ : ( نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ) يَقُولُ : آيَةٌ فِيهَا تَخْفِيفٌ ، فِيهَا رُخْصَةٌ ، فِيهَا أَمْرٌ ، فِيهَا نَهْيٌ .

وَيَخْتَبِرُ عِبَادَهُ وَطَاعَتَهُمْ لِرُسُلِهِ بِالنَّسْخِ ، فَيَأْمُرُ بِالشَّيْءِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْمَصْلَحَةِ التِي يَعْلَمُهَا تَعَالَى ، ثُمَّ يَنْهَى عَنْهُ لِمَا يَعْلَمُهُ تَعَالَى . . فَالطَّاعَةُ كُلُّ الطَّاعَةِ فِي امْتِثَالِ أَمْرِهِ وَاتِّبَاعِ رُسُلِهِ فِي تَصْدِيقِ مَا أَخْبَرُوا . وَامْتِثَالِ مَا أَمَرُوا . وَتَرْكِ مَا عَنْهُ زَجَرُوا . وَفِي هَذَا الْمَقَامِ رَدٌّ عَظِيمٌ وَبَيَانٌ)
3- اما ما ذكرته من أمر السياق فأمره متناسق فقد ذكر تعالى في الآية التي قبلها وهي
( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ( 105 ) )
قال ابن كثير في تفسيرها:وقوله تعالى : ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم ) يبين بذلك تعالى شدة عداوة الكافرين من أهل الكتاب والمشركين ، الذين حذر تعالى من مشابهتهم للمؤمنين ; ليقطع المودة بينهم وبينهم . وينبه تعالى على ما أنعم به على المؤمنين من الشرع التام الكامل ، الذي شرعه لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث يقول تعالى : ( والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) انتهى.
وهذا الامر تذكير بأن الله سبحانه خفف في النسخ عن المؤمنين وهذا الفضل لا يتمناه
اهل الكتاب........
اخي الكريم على مهلك أنظر لما كتبته:(ويكفي هذا القول بطلانا وتهافتا)...
عفا الله تعالى عنا وعنك.....والله تعالى اعلم.

[/TD]
[/TR]
[/TABLE]


 
النسخ أمر عظيم ففيه تغيير لقول الله وكل ما أوردته حفظك الله مردود عليه وأشبع ردودا وبحثا ، ولكن أمر عظيم كهذا اليس من الأولى أن يثبته صاحب الوحي ووعاؤه محمد صلى الله عليه وسلم؟؟ اليس من الأولى أن يثبت عنه في ذلك قول قاطع لعظمه وأهميته وهو صلى الله عليه وسلم لم يبق لنا ارشادا الا ودلنا عليه وتركنا على المحجة البيضاء ثم تترك حجته ومحجته ونتعلق بأقوال نسبت لأقوام كرام لا يعرف صحة نسبة هذا الأمر إليهم وعلى فرض صحته لم يعرف من أين أتوا به ؟؟
أفكل ما ينسب لقتادة ومجاهد وحي ثابت لا يصح فيه الخطأ والدخل وسوء الفهم ؟؟ لا سيما أن جل من وردت أسمائهم لم ير بعضهم الصحابة ولم يسمعوا منهم فضلا عن رسول الله

فنقض القول بالنسخ ومحاربته واجب مالم يؤت بدليل صحيح عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وسوى ذلك يرد ويرد ويرد وعلى كل قول ظن قائله انه دليل الف رد ورد

فمن قال (سنقرئك فلا تنسى) يجعل ذلك مناقضا لقوله (واذكر ربك إذا نسيت) فقد تخبط في الفهم وصغى عقله عن استيعاب ذلك فالقرآن لا ينسى أما سواه فيجوز عليه النسيان فكل آية متعلقة بشيء مختلف ، وإلا فلو نسي صلى الله عليه وسلم شيئا من كتاب الله فكيف لنا بعد ١٤ قرنا أن نذكرها ؟؟
فبالله عليك هل ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة) هل هذا يشبه القرآن في شيء ؟؟ فلو صحت لكان الرجم على الشيخ والشيخة ام ما دونهما فلا .
المهم أن انكار النسخ قائم مالم يرد دليل يثبته اما اقوال لا علاقة لها لقول رسول الله فلا يعتد بها والله اعلم
 
ما الدليل على ان الفرض كان بان يقف المقاتل لعشرة؟
الفكرة هنا ببساطة: عدم وقوع الإتفاق في القول بالنسخ في تلك الآية يعني إستحالة وقوع الإتفاق في غيرها وذلك لما ذكرته من تنصيص الآية على العامل الزمني في الفعل، موضع اللآيتين، إتصال الموضوع.. ثم نحن نفترض جدلا أن الفرض كان بأن يقف المقاتل لعشرة، فالنسخ هنا هو المرونة ومراعاة المصلحة الظرفية، وليس الإلغاء والإزالة والرفع والإبطال وما شابه. فالمعنى الأول يجعل النسخ (التخفيف) عام وكوني، بينما يؤكد المعنى الثاني الخصوصية والتاريخانية. ثم إن المعنى الثاني خاص بالقوات البرية، بينما تشمل مقاصد المعنى الأول القوات البرية والبحرية والجوية، فتدبير النصيب من الميزانية المصروفة على الدفاع والأمن القومي للإستثمار في الموارد البشرية هو شيء يتوقف على عوامل القوة والضعف من الناحية العسكرية البشرية (البدنية والنفسية) والاستراتيجية والمعرفية والوسائلية وغيرها.

وخلاصة القول هو أن أقول أهلا وسهلا حدّثني عن النسخ في إطار العموم والخصوص والتقييد والإطلاق؛ ومثل هذه الأشياء لا بأس فكلي آذان صاغية، لكن المعاني الأخرى في نفسي منها شيء، ولا أتفهم وجودها في التراث بتلك الكثافة إلا أن أبحث خارج الموروث لتتضح الصورة فالفضول المعرفي (التفسيري) فطرة بشرية لا يمكن التحكم في نزعاتها ببساطة ثم إن الحاجة إلى تنظيم معالم التديّن وشؤون الحياة ضرورة واقعية لابد أن تنعكس على الفعل الفقهي. المشكل الحقيقي هو أن نجعل من ذاك الفضول وهذا الفعل حاجبا يحجب عنا روح القرآن ومفاتيحه، لأن هذا من هجران القرآن. وفي ميدان الإنتصار للقرآن لابد من إختراق الحجب والأسوار لتطرق أبواب القرآن مباشرة بدل المرور عبر أبواب إضافية مبتدعة. والله أعلم.

وأخيرا، أجمل شيء عندي في هذا الموضوع (المطارحة) هو تلك الطريقة في التدريس بأن كلفت طلابك بدراسة آيات مختارة وطلبت منهم الرجوع الى التفاسير المطبوعة والى الكتب المؤلفة في موضوع الدراسة. طريقة جميلة صراحة، وأحييك عليها.. ويمكن تطويرها إلى ما هو أجمل وأقرب لروح التدارس هو أن تطلب منهم ما طلبت ثم تسمح لهم أثناء الإجتماع (الحصة، الحلقة) بالنقاش بأن يناقش بعضهم بعضا. وتكمن وظيفة المدرس حينها في الإشراف والتوجيه .. ولهذه الطريقة تطبيقات متعددة ومنفتحة على الإبداع، بل صالحة لتطبيقها على آية واحدة أو سورة قصيرة أو مجموعة من الآيات متحدة الموضوع من سورة ما. بالمثال: تقول لهم هناك مناهج متنوعة في التفسير والتأويل، ثم يكون تقسيم مجموعة من الطلبة حسب تلك المناهج أو حسب المعارف والفنون الموظفة في التفاسير، ويكون توزيعها حسب جهد الطلاب هذا مجتهد يُكلَّف بالتحليل اللغوي ومدى تأثيره على توجيه القراءة والتأويل، وطالب كسول ينضم إليه طالب آخر أنشط منه تكلفهما بدراسة الآية من خلال التفسير بالمأثور مع تتبع الأسانيد وتمحيص المتون، وطالب يهتم بالقراءة الإنتصارية للآية أو للآيات المختارة، وهكذا .. فتجتمع عندك مجموعة من الخلاصات والاستنتاجات تُطرح أثناء الحلقة للمناقشة والإستفزاز (المعرفي طبعا!).
 
الاخ شايب زاوشثتي لقد فعلت كل ما ذكرت وبعد التكليف جاء الطلاب ببحوثهم وطلبت من كل واحد ان يصور بحثه على عدد طلاب الشعبة وتم عرض بحوثهم في القاعة ومناقشتها من قبل زملائهم ثم في الاخير قمت بالتعقيب على البحوث والمناقشات وبحسب كلام الطلاب فان هذه المادة قد استفاد منها الطلبة فائدة اكبر من جميع الفوائد التي سبق لهم اخذها في مواد اخرى وشكرا على هذا الاقتراح المفيد الذي طبقته قبل ان تتكرم بوضعه
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد....الأستاذ الفاضل عدنان الغامدي لا أكتمك سرا لقد
كنت أتوقع منك أعتذارا ليس لي ولكن لجميع أعضاء الملتقى لان أسلوبك في المشاركة
الأولى كان قاسيا لا يليق بك ولا بطلبة العلم....لكن الحمد لله تعالى على كل حال...
أخي الكريم سألتك أسئلة لم تجب عليها لا تقل لي قد أجيب عنها سابقا نحن أبناء اليوم
وذكرنا لعل الذكرى تنفع بنا فنحن قرأنا في مرحلة البكلوريوس انه لم يعترض على القول
بالنسخ الا عالم معتزلي اسمه أبو مسلم الاصفهاني وأجمعت الامة على القول به بما فيهم
الائمة الأربعة....واني لم أكن أعلم ان القول بالنسخ قول مبتدع لم يكن في القرون الثلاثة
الأولى!!!
الأسئلة هي من فسر آية النسخ كما فسرتها انت؟
ما هو اسم الصحابي الذي نفى وقوع النسخ في القرآن؟
من هو من علماء الامة من اهل السنة والجماعة نفى وقوع النسخ؟
ما تقول في قوله تعالى(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِالرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّعَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْوَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ .....)(187 ) البقرة
وهذه الأسئلة موجهة أيضا الى حضرة الأستاذ المكرم جمال ابوحسان ...نريد كلاما مفصلا شبعنا من قول ان طلبة الدكتوراه قد بحثوا هذه المسألة وتوصلوا الى عدم وقوع
النسخ!!! الأستاذ الفاضل نريد منك تفاصيل هذا الكلام لا يكفي....
نسأل الله تعالى ان يهدينا سواء السبيل...والله تعالى اعلم.
 
بسم1​
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل المكرم البهيجي
وفقك الله وسدد أمرك وهدانا وإياكم لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه هو الهادي إلى سواء السبيل
أوﻻً : فأعتقد أن القول بالنسخ والتغيير والتبديل في كلام الله بدون دليل ثابت من النبي صلى الله عليه وسلم هو ما يستلزم الإعتذار والتوبة لله تعالى ، وليس الدفاع عن القرآن ودرء القول بالنسخ من أولى ما يقال في شأن كتاب الله.
ثانياً : فالنسخ بصوره المتعددة نسخ الحكم وبقاء النص ، نسخ النص والحكم معا ، نسخ النص وبقاء الحكم .. إلخ ليس بوحي إنما هي من بنات أفكار رجال لم يرد بها دليل معتبر وﻻ يمكن القول بالزيادة والنقص في كتاب الله برأي غير معصوم البتة وإلا فهذه عين الكارثة.
ثالثاً: إن من تفضلت بالنقل عنهم رحمهم الله وأحسن اليهم جلهم متأخرين وكذلك المتقدمين ﻻ يعلم صحة ما نقل عنهم من عدمه وفي وسعي تقديم طوام نسبت إليهم ﻻ تقل شناعة عن القول بالنسخ (يمكن إظهارها هنا إن استحسنتم ) فهل كل ما ينسب إليهم حق ؟؟ ، حق في أنهم تبنوه وحق في أصله ؟؟

إن الأصل أن القرآن الكريم بصورته هذه أنزل وصار إلى أيدينا ﻻ زيادة وﻻ نقص وﻻ يقبل الراي في ذلك بل يقبل الدليل الثابت وكلام الغير معصوم ليس بدليل ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل نسخ الحكم من كذا وبقي الرسم ، ونسخ الحكم والرسم من كذا ولم يقل نسخ الرسم وبقي الحكم بل هي اجتهادات يحق لي أن اقول (((باطلة))) طالما لم تكن بدليل.

وليس من المنطق وﻻ الحق أن يكون القول المنسوب لفلان مقبول ووجيه لأنه منسوب لفلان ، ثم تطلب مني أن أحيلك على رجل لكي تقبل التفسير أو ترفضه فالحق ﻻ يعرف بالرجال فكيف إن كانت النسبة اليهم غير دقيقة ؟؟ فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم .
فأنتظر منك وفقك الله دليل على النسخ من الكتاب والسنة وكل دليل يمكن أن ينظر فيه باستثناء قوله تعالى (ما ننسخ من آية أو ننسها) لأن السياق متعلق بمعجزات الأنبياء التي نسخها القرآن الكريم فهي خير مما نزل من اﻵيات والمعجزات قبل النبي صلى الله عليه وسلم ومن الآيات ما نُسِيَ ﻻ يمكن ان يذكره احد فإن ذكره أحد فليس مما ينطبق عليه قوله (نُنْسِهَا) ومفردة (آية) بتصريفاتها المختلفة فاق ذكرها عدد (350) مرة وكان اغلب دﻻلاتها ﻻ تتعلق بآيات القرآن الكريم بل تدل إما على آيات كونية أو معجزات الأنبياء الحسية فﻻ اعلم لماذا الإصرار على نسبة كلمة (آية) في هذا الموضع بالذات إلى آيات القرآن الكريم في حين أن النسخ جائز على آيات معجزات الأنبياء السابقين وﻻ ينبغي على الآية الخاتمة الأخيرة الناسخة لكل الشرائع والآيات وهي القرآن الكريم.

وختاما فإن انكار النسخ شائع سائغ ﻻ يجب شن الحرب على منكري النسخ فلهم ادلة يجب أن تسمع وينظر فيها ولما زُعِمَ أنه منسوخ توجيه يرد هذا القول ، فطالما كان القائلين بالنسخ غير معصومين فقد ساغ رد قولهم ورفضه طالما افتقر رايهم للدليل واشتمل الرد على دليل اقوى من قولهم بالنسخ.
ومن الجميل أن هذا الأمر طرق قبلاً في هذا الملتقى المبارك لعلنا نقرأ سوية مثل هذا الطرح :
http://vb.tafsir.net/tafsir2106/
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...الاخوة والاخوات أعضاء المنتدى الكرام...ترون وبوضوح كيف يبتعد من ينفي حصول النسخ في القرآن عن الجدل العلمي الصحيح
ولو نظرنا في أدلتهم فإن أكبر أدلتهم أنهم ينزهون الله تعالى من ان يغير أحكامه من
حلال الى حرام او من حرام الى حلال ....وينسون ان هذا الامر أي تنزيه ربنا تبارك
وتعالى قد أوقع المعتزلة في الضلال في مسألة خلق القرآن ومسألة رؤية الله تعالى في
الآخرة ففي المسألة الأولى قالوا ان الكلام يستوجب اللسان فكيف يكون لسان لله سبحانه
وفي المسألة الثانية يستوجب ان يكون لله تعالى جسم حتى يرى ....فضلوا عن الحق وأضلوا....فأهل السنة والجماعة يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه بدون كيف ولا سؤال
فأنه أثبت لنفسه الكلام وأثبت لنفسه الرؤيا يوم القيامة علينا ان نؤمن بذلك بدون الدخول
بالتفاصيل....وكذلك ان الله سبحانه أثبت لنفسه انه قد يغير الاحكام كما يشاء لحكمة
قد نفهمها او قد لا نفهمها ...والآية الكريمة التي سألت عنها الأخ عدنان ولم يجبني عنها
تتعلق بالجماع في ليل رمضان ففي البداية حرمه الله تعالى ثم أباحه ...أليس هذا نسخا
لحكم سابق ....ثم اني أعجب هؤلاء الصحابة الكرام سألته عن اسم صحابي واحد ينفي
النسخ في القرآن فلم يجب ...او اسم عالم من اهل السنة والجماعة فلم يجب...
فهل نأخذ بقول ابي مسلم الاصفهاني وهو معتزلي وله الكثير من الاقوال المخالفة...؟
اللهم أهدنا جميعا الى ما تحبه وترضاه.....والله تعالى اعلم.

 
بسم1​
أخي البهيجي وفقه الله
سامحك الله وغفر لي ولك ، لتعريضك بالاعتزال للإيحاء بنسبتي لهذا المذهب وأنا منه براء ولم اقل شيئاً مما طرحت في موقف يحرف النقاش عن مساره في مسألة النسخ إلى عقائد المعتزلة وهذا ما يجب أن يترك ويتم التركيز على ما نحن فيه.
أما ما يتعلق بما تفضلت به في مسألة النسخ فأود أن أعقب على ما تفضلت به بالآتي:

أولاً : أنت تصر على الاحتجاج بظني الثبوت على قطعي الثبوت ، فأنا أقول (قال الله) وأنت تقول (قال فلان) ولا يصح ان تحتج في مسألة النسخ إلا بمعصوم ولا اقبل حجة بقول رجل لا يحيل لقول الله تعالى ولعلي أتوجه لك بسؤال ارجو أن يتسع صدرك لإجابته وهو :
هل تقبل هذا القول ؟؟ :

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش، ابنة عمته، فخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يومًا يريده وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر فانكشف، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلما وقع ذلك كرِّهت إلى الآخر، فجاء فقال: يا رسول الله إني أريد أن أفارق صاحبتي، قال: ما ذاك، أرابك منها شيء؟ " قال: لا والله ما رابني منها شيء يا رسول الله، ولا رأيت إلا خيرًا، فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: أمسك عليك زوجك واتق الله، فذلك قول الله تعالى ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها. (تفسير الطبري)
فلا أقول إلا لاحول ولا قوة الا بالله ، وأرجو أن تتكرم بالإجابة هل تقبل هذا القول ؟؟؟
ولعلك تعلم مقصدي بأن من تقدس أقوالهم وترفعه للعصمة يجوز على قولهم الباطل فهم بشر ينسب إليهم الباطل وقد يتفوهون بالباطل فلا عجب من ذلك فهم بشر وليسوا بمعصومين.

ثانياً : حتى لا تقول أني اتهرب من إجابة ما تفضلت به بالقول:

.والآية الكريمة التي سألت عنها الأخ عدنان ولم يجبني عنها
تتعلق بالجماع في ليل رمضان ففي البداية حرمه الله تعالى ثم أباحه ...أليس هذا نسخا
لحكم سابق
ولعلك أن تقصد قوله تعالى :


{ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [البقرة:187]
وأنا هنا أتحداك أن تأتي بالآية المنسوخة التي حرمت الجماع قبل هذا التحليل لنضعها بجوار الآية المسطرة أعلاه وإن لم تفعل ولن تفعل فأتٍ برواية عن النبي صلى الله عليه وسلم تفيد بتحريم الجماع في رمضان (نهاره وليله) ضمن أحاديث الأحكام ولن تستطيع .

لأن الحقيقة أن تلك الاحكام المنسوخة لم تنزل في القرآن الكريم ، بل كانت من الشرائع السالفة فعندما استقبل النبي الكعبة ونزلت آيات تحويل القبلة لم يكن هناك آيات تأمر قبلها باستقبال بيت المقدس ولكن كان الشرع السائد المهيمن حتى أنزل الله ما ينقضه وينسخه في كتابه الكريم وهذا مصداق من مصاديق قوله تعالى { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة:106] فقد نسخ الله بالقرآن شريعة موسى فحول القبلة ، ونسخ شريعة موسى فأحل الجماع في الفطر من رمضان ، أما أن يبلغ سوء الفهم بالبعض أن يعتبر أن الله غيَّر حكما انزله في القرآن الكريم ونسخ آية من كتابه فهذا باطل لا يلتفت إليه.

فأنتظر من الأخ البهيجي إجابة سؤالين أولهما ما إذا كان يقبل القول في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم والثاني أن يأت بآيتين تحمل حكما تغير في الآية الأولى بفعل الآية الثانية ، وتحديداً بالآية التي تحرم الجماع في فطر رمضان.

والله الهادي إلى سواء السبيل
 
أرجو أن تسمحا لي بالتدخل في نقاشكما، وسأنطلق من بحث مهم للتعرف على آراء المسرفين، والمعتدلين، والمنكرين:

النسخ في القرآن الكريم بين الإقرار والإنكار
الدكتور عبد السلام حمدان اللوح
قسم التفسير وعلوم القرآن - كلية أصول الدين - الجامعة الإسلامية - غزة - فلسطين

https://www.alaqsa.edu.ps/site_resources/aqsa_magazine/files/45.pdf

جاء في الصفحة 165
2 - أبو جعفر النحاس المتوفى سنة 338 هـ
يقول أبو جعفر في كتابه (الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم): فتكلم العلماء من الصحابة والتابعين في الناسخ والمنسوخ ثم اختلف المتأخرون فيه فمنهم من جرى على سنن المتقدمين فوفق، ومنهم من خالف فاجتنب.



غير مصنف، وانظر: فهارس علوم القرآن الكريم لمخطوطات دار الكتب الظاهرية، على الموسوعة الشاملة. وموضوع نقول غير مصنفة على ملتقى جمهرة علوم القرآن الكريم الناسخ والمنسوخ، مقدمات كتب الناسخ والمنسوخ؛ الرابط: http://jamharah.net/showthread.php?t=23102

فتقرأ:
تكلم العلماء من الصحابة والتابعين في الناسخ والمنسوخ ثم اختلف المتأخرون فيه فمنهم من جرى على سنن المتقدمين فوفق، ومنهم من خالف ذلك فاجتنب.

قلتُ: قوله العلماء من الصحابة كلام غير مفهوم، فأصحاب النبي كلهم علماء، ومن الصحابة علماء (متفقهون في الدين) والسؤال المطروح: من من الأصحاب والصحابة من قال بالنسخ على المفهوم الذي دافع عنه النحاس - وهو مفهوم حكم عليه أو على تطبيقاته الزرقاني بـ "الغلو والإكثار" - كما تقرأ في بحث الدكتور حمدان ؟

ينبغي الإشارة هنا إلى مسألة مهمة جدا، فكلام صحابي أو حتى صحابي جليل لا يؤخذ به في المسائل الكبرى، أي لابد من حصول الإجماع والإتفاق؛ فكما لا يمكن أن نزيد في القرآن أو ننقص منه بناء على روايات تنسب لبعض من أصحاب النبي، ومصاحفهم الشخصية، كذلك لا يعقل أن نزيد في القرآن أو ننقص منه بروايات صحت أم لم تصح تنسب للصحابة في موضوع النسخ بالمفهوم الذي يدور حوله هذا النقاش. والنسخ بالمفهوم الذي دافع عنه النحاس، لا يتعارض مع تنزيه الله عز وجل، بقدر ما يتعارض مع قوله تعالى {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} إذ مما يشترط في النسخ أن يمتنع اجتماع الناسخ والمنسوخ. ثم النسخ لا يتعارض مع العقل، أقصد المعقول المنطقي، لأنه يجوز عقلا، لكن لا يمكن التوفيق بين النسخ والمعقولية الواقعية، لسبب واضح لا يمكن ردّه إلا بإبطال (ختم النبوة)، فكيف تجيز النسخ في رعاية مصالح متغيرة خلال مدة قدرها تقريبا 20 سنة، بينما تتوقف هذه الرحمة الربانية (المفترضة) فجأة إلى قيام الساعة ؟ إشكالية من المنظور العقلي الواقعي لا يمكن حلها إلا بإبطال ختم النبوة، أو بإستثمار الإجتهاد البشري في النسخ (الناسخ والمنسوخ إلى الإمام ينسخ ما شاء بتعبير النحاس) وهو ما تريد بعض القراءات الحداثوية والعقلانية الوصول إليه، وذلك بالإستناد إلى بعض النماذج مثل "نسخ" سهم المؤلفة قلوبهم، إلا أن تعطيل الأصحاب من الراشدين الثلاثة (عمر، وعثمان وعلي عليهم السلام) لهذا السهم لا يسمى نسخا بالمعنى الفني الدقيق الذي يدور حوله النقاش هنا - كما جاء في المغني لأبن قدامة:
مسألة - قال: "والمؤلفة قلوبهم، وهم المشركون المتألفون على الإسلام" هذا الصنف الرابع من أصناف الزكاة المستحقون لها. وقال أبو حنيفة: انقطع سهمهم. وهو أحد أقوال الشافعي؛ لما روي أن مشركا جاء يلتمس من عمر مالا، فلم يعطه، وقال: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}. ولم ينقل عن عمر ولا عثمان ولا علي أنهم أعطوا شيئا من ذلك، ولأن الله تعالى أظهر الإسلام، وقمع المشركين، فلا حاجة بنا إلى التأليف. وحكى حنبل، عن أحمد، أنه قال: "المؤلفة قد انقطع حكمهم اليوم".

والمذهب على خلاف ما حكاه حنبل، ولعل معنى قول أحمد: انقطع حكمهم: أي لا يحتاج إليهم في الغالب، أو أراد أن الأئمة لا يعطونهم اليوم شيئا، فأما إن احتاج إليهم جاز الدفع إليهم، فلا يجوز الدفع إليهم إلا مع الحاجة. ولنا، على جواز الدفع إليهم قول الله تعالى: {والمؤلفة قلوبهم}. وهذه الآية في سورة براءة، وهي من آخر ما نزل من القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى المؤلفة من المشركين والمسلمين. وأعطى أبو بكر رضي الله عنه عدي بن حاتم، وقد قدم عليه بثلاثمائة جمل من إبل الصدقة، ثلاثين بعيرا.


ومخالفة كتاب الله تعالى، وسنة رسوله، واطراحها بلا حجة لا يجوز، ولا يثبت النسخ بترك عمر وعثمان إعطاء المؤلفة، ولعلهم لم يحتاجوا إلى إعطائهم، فتركوا ذلك لعدم الحاجة إليه، لا لسقوطه.

ثم تقرأ:
فمن المتأخرين من قال: "ليس في كتاب الله عز و جل ناسخ ولا منسوخ" وكابر العيان واتبع غير سبيل المؤمنين.

قلتُ: سبيل المؤمنين هو سبيل النبي عليه الصلاة والسلام، والأصحاب رضوان الله عليهم، وآل البيت عليهم السلام. فمسألة خطيرة كهذه يجب أن تُثبت بحديث نبوي شريف متواتر، أو بإجماع الأصحاب. وليس بذكر كلمة سلف، ومذهب السلف، هكذا. ومن العلماء الكبار - رحمهم الله - من كان يحب مثل تلك العبارات، وبجرة قلم يكتب يقول وهذا مذهب السلف، حين أن السلف لم يتكلموا في تلك المسائل (التفصيلية والدقيقة) لأن طريقة الكلام في تلك المسائل مما ينتمي إلى مجال الإبتداع لا مجال الإتباع، أي كلام يقال في سياق ممارسة علمية بمناهج وأدوات علوم مبتدعة، أبدعها العلماء للحفاظ على المنقول الديني، ولتقريب هذا المنقول للأفهام والفهومات. ما حد يجي عند حد في تلك المسائل يرمي عليه إحنا سلف وإنتو تلف، لأنه كلام غير مقبول في البحث العلمي الموضوعي المحايد، وإن كان مقبولا في العقلية المدرسية والمذهبية - والتي لا تهمنا هنا.

ثم تقرأ:
ومنهم من قال: النسخ يكون في الأخبار والأمر والنهي.
وقال آخرون بل الناسخ والمنسوخ إلى الإمام ينسخ ما شاء.
وقال قوم: لا يكون النسخ في الأخبار إلا فيما كان فيه حكم فإذا كان فيه حكم جاز فيه النسخ وفي الأمر والنهي.
وقال قوم: النسخ في الأمر والنهي خاصة.
وقول سادس عليه أئمة العلماء وهو أن النسخ إنما يكون في المتعبدات.

قلتُ: القول السادس صحيح فالذي تعبد به موسى غير الذي تعبد به محمد عليهما السلام، ولا نقول إنفرد الأصفهاني المعتزلي بإنكار النسخ لأن هذا الإنفراد ربما قد يكون في نسخ شريعة محمد صلى الله عليه وسلم للشرائع الأخرى، لا النسخ في القرآن ويدل كلام الإمام النحاس على بطلان القول بالإنفراد الإعتزالي عندما يقول: المتأخرون، الآخرون، قوم .. كما يدل كلامه على الإشارة إلى الإختلاف في مجالات النسخ (الأخبار والأوامر والنواهي)، وذلك كله من الإختلاف النظري. أما الإختلاف العملي فهو الذي يهم هنا، وعليه مدار هذا الموضوع: تطبيق الناسخ والمنسوخ في التفسير، والنتيجة إلى الآن: لا إتفاق ولا شبه إتفاق. ولا نقول النسخ في الشريعة الإسلامية كامن مثلا في إستقبال القبلة وتحريم الخمر والصيام وغير ذلك، لأن ذلك من التدريج، أي هذا الآن منصوص عليه في الشرع، بعد أن كان في حكم "المسكوت عنه" أو شرع من قبلنا أو ما قارب وشابه.

راجع
http://vb.tafsir.net/tafsir849/#.WG_VFH0Qtdg
http://vb.tafsir.net/tafsir10070/#.WG_VSH0Qtdg

وهناك مواضيع أخرى صالحة لمناقشة النسخ بين الإنكار والإقرار؛ وهذا الموضوع في الإختلاف، ويمكن أن ننطلق فيه من مسلمة: النسخ ثابت عقلا وشرعا، لا شك فيه، فأين نجد الإتفاق أو شبه الإتفاق حول آية قرآنية قيل أنها منسوخة؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...اللهم اهدنا الى صراط مستقيم وعلمنا ما جهلنا
ويسر لنا فهم ما علمتنا ولا تجعل في قلوبنا غلا لاخواننا في هذا الملتقى...وأكفنا شر الشيطان ونزغه.....الأخ الكريم عدنان الغامدي صدقني ليس في نيتي إتهامكم بما ذكرته
ولو قيل لي فيه لا أصدقه...ولكن كان المقام يستدعي ذكر أمر المعتزلة فذكرتهم بما هو
فيهم لم أدعيه....أما ما ذكرته عن شيخ المفسرين الامام محمد بن جرير الطبري فهو
رحمه الله تعالى تاج على رؤوس اهل التفسير فإن تفسيره لم يسبقه به احد ولم ينافسه
احد بعده...اما ما ذكرته عن قصة زيد رضي الله تعالى عنه...فان الطبري لم يشترط
صحة جميع الاخبار التي ذكرها وترك ذلك لكي يحققها من يأتي بعده...اما مسألة تحريم الجماع اولا في ليل رمضان فهي ثابتة في الاحاديث الصحيحة وهذا لفظ البخاري
(عن البراء رضي الله عنه قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها أعندك طعام قالت لا ولكن أنطلق فأطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلما رأته قالت خيبة لك فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ففرحوا بها فرحا شديدا ونزلت وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود) اخي الفاضل..مسألة النسخ او تغيير الحكم واقعة في هذه القضية والا فما تسميها....واني تذكرتك يوم أمس عندما كنت أبحث في مسألة القتل العمد في آية 93
النساء حيث الروايات العديدة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وهو يقول لمن يسأله
عن آية النساء أعلاه هذه الآية لم ينسخها شيء وهذا نصه: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : بِنَحْوِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ : فَوَاللَّهِ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَى نَبِيِّكُمْ ، ثُمَّ مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : وَيْلٌ لِقَاتِلِ الْمُؤْمِنِ ، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آخِذًا رَأْسَهُ بِيَدِهِ .رواه احمد وابن ماجه والترمذي والنسائي...فهذا ترجمان القرآن يذكر مسألة النسخ وينفيها عن
آية من كتاب الله تعالى....اما مسألة الآيتين المنسوختين فالاولى آية المناجاة نسختها التي
بعدها وهي في سورة المجادلة....والثانية (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ( 65 ) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ( 66))الانفال ....

اعتقد اخي العزيز عدنان ان ما ذكرته لك كافي وشافي ولهذا فإني أدعوك الى غلق هذا الموضوع....أدعو الله ان يهديني واياكم لما فيه
خير الدنيا والآخرة....والله تعالى اعلم.


 
الاخ البهيجي ابعدت النجعة وكلامك مع الاخ عدنان كلام من لا يريد ان يغير من قناعته ولو جاءته الادلة تمشي في رابعة النهار فالنسخ الذي تدعية حكمه ليس ثابتا بالقران وهذا ابعاد للموضوع عن محله فالموضوع هو هل وقع في القران نسخ لا ان الموضوع هل نسخ القران احكاما أخرى خارجه هذا شيء وهذا شيء فالمرجو ان يبقى الحوار في موضوع نسخ القران نفسه ودعونا من الاشياء خارجه فلنحرر هذه اولا والامر الاخر هو هل من نسبت اليهم الاقوال صحت عنهم واذا صحت هل هي دين نتعبد الله به؟
وكل التحيات للاخوة المشاركين وعلى راسهم الاخ عدنان
 
بسم1​
أخي الفاضل البهيجي وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير لإيضاحك بشأن ما يتعلق بحديثك عن المعتزلة وأعتذر عن سوء فهمي .
وفيما يتعلق بحكم الجماع فلعلك لم تدرك مقصدي فأنا أعلم أن هناك أحكام كانت سارية قبل نزول الوحي ومنها حرمة الجماع ليلة الصيام فنزلت آيات بينات تحل الجماع ليلة الصيام ولكن هذه الآيات (ليست ناسخة لآيات أخرى) فالقرآن سالم من النسخ والتغيير والتبديل ، ولم تتمكن (ولن تتمكن) رعاك الله أن تأتي بآية تحرم الجماع لنقول أنها (منسوخة) بتلك الآية الناسخة ، ولم تتمكن (ولن تتمكن ) من الإتيان بحديث نبوي يأمر بالامتناع عن الجماع كل رمضان ثم أحلته هذه الآية ، ولن تتمكن من الإتيان بحديث أو رواية صحيحة ثابتة تفيد بوجود نص قرآني يحرم الجماع ليكون منسوخاً بهذه الآية ، وكل ما أتيت به روايات تصف ما كان يحدث قبل نزول الآية وهذا نعلمه بمجرد قراءة الآية فلا تخلط الحديث الصحيح مع الآية مع رواية تصف حال الصحابة مع اقوال المفسرين والعلماء (نحن نبحث عن آية ناسخة وآية منسوخة).

مشكلة القائلين بالنسخ أنهم لا يميزون فيما ينسبون النسخ إليه ، ومثال ذلك آيتي سورة الأنفال فالآيتين ليستا من ضمن آيات الأحكام ووالله إني لأعجب ممن يستدل بهما ، فالأمر هو أن الله علم قوة إيمان الصحابة ويقينهم بنصر الله فبشرهم بأن هكذا إيمان سينتج عنه قوة أكبر فيكون عشرون صابرون بنفس درجة الإيمان يغلبوا مئتين ، ولما علم الضعف فيهم نبههم أن قوتهم قلت وتضعضعت عن ذي قبل فأصبح مائة يغلبوا مئتين ، وألف يغلبوا الفين ، وهذا ليس بحكم شرعي بل وصف لحال الصحابة ودرجة إيمانهم وقوته ، ولو ثبتت جماعة في عصرنا هذا بنفس درجة إيمان اولئك القوم لتمكن عشرون صابرون من مقاومة مئتين من الأعداء فالأمر متعلق بالمخاطبين وليس حكماً شرعياً ، وهي عظة ودرس يستفيد منه أهل الإيمان إلى يوم القيامة بأنهم إن أخلصوا إيمانهم تعاظمت قوتهم وإن ضعفت وتخلخلت عرى الإيمان في أنفسهم فإن ذلك ينعكس إيضاً على قوتهم بمقدار درجة ضعفهم وهكذا فأنت ايها المسلم بالخيار فإن عدت لما كان عليه الصحابة بإيمانهم فيستطيع الصابرون العشرون أن يغلبوا المئتين.

وهكذا فإن كل مواضع النسخ (المزعومة) أخذت وتقررت عند مؤيديه بلا تفكير ولا تدبر ولا تمييز ، والطامة أن الرجوع للحق عند أكثرهم مستحيل وكأن الامر مسألة حياة او موت برغم وجوب التجرد من العاطفة وإحكام العقل والتحليل السليم ، ولعل استدلالكم أخي البهيجي بالقول المنسوب لابن عباس رضي الله عنه (لم ينسخها شيء) تعلقٌ بخيط دخان فمسالة النسخ أمرها عظيم لا يستدل لها بمثل هذه الأقوال فإن كنت تملك قولا صحيحاً من صاحب الوحي صلى الله عليه وسلم فأت به وإلا فكل ما تأتي به عرض الحائط ، ولكن يبدو أن الأمر كما قرره شيخنا الدكتور جمال فلو بعث الله لك ابن عباس وأخذ بتلابيبك وصرخ بأنه لم يقل ما نسب إليه لما صدقت ولتمسكت بقولك (ابتسامة)

وكذلك بقية المواضع التي زعم الزاعمون أنها نسخت وبدلت وغيرت فلكل منها توجيه وجيه وفهم سليم لو تدارسناها هنا متخذين من جانب تنزيه القرآن عن التبديل والتغيير ملتزماً وركنا هاماً لا ينقضه قول غير معصوم فسنجد توجيه تطمئن إليه الأنفس ولعل شيخنا الدكتور جمال أبو حسان سدده الله يقود دفة البحث والمطارحة في هذا الأمر ونحن جميعاً نتدارس ونتوصل بما يدلي بها كل منا إلى الحق والله الهادي إلى سواء السبيل.
 
بسم1

دراسة حالة نسخ مزعومة لحكم إباحة الخمر
مقدمة: تقدمت الإضاءات على بعض صور النسخ المزعومة في القرآن الكريم والتي تبين من خلالها جلياً غياب التناقض بين آي القرآن الكريم وهو ما يمكن معالجته بادعاء النسخ ولكن هذا التناقض ليس موجوداً إلا في أذهان القائلين بهذه الفرية على كتاب الله ، وذلك القول ناتج عن أسباب عدة منها تناقل الأقوال السالفة بالتسليم والقبول بدون تفكر وتدبر وكأنها وحي منزل ، ومنها أيضاً إغلاق الفهم عن استجلاء معاني بعض الآيات فتصور البعض تناقضها مع آيات أخرى.
وفي مقدمة أسباب القول بالنسخ هو الخلل في فهم قوله تعالى { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة:106] فانتزعت من سياقها وفهمت بغير ما تحمله دلالتها المباشرة بلا نظر إلى تقرير المعصوم عليه أفضل الصلاة والسلام ، وقد تفضل شيخنا د.جمال ابو حسان لتحرير هذا المنشور لعلنا نتدارس تلك الحالات المزعومة لنصل إلى حقيقة ولعل الله يفتح علينا جميعا بعلم من عنده ويهدي ابصارنا وقلوبنا للحق إنه هو الهادي الوكيل.
إن أكبر أدلة بطلان النسخ وشذوذه عن الحق أن القائلين به تراوح تقريرهم بين نحو تسعين ومائتين من الآيات وبين خمس آيات فقط ، فمن له أن يقرر في هذا البون الشاسع مسألة خطيرة كهذه ؟؟ تبطل آيات من كلام الله بدون وجه حق وتنسب الخلل في كتاب الله وهو منه براء؟؟ ، فلنسأل القائلين به أيهم الأحق ؟؟ القائلين بمئتي آية منسوخة أم خمس آيات فقط ؟؟؟ ومن اوحى لك بأن هذا حق أو ذاك ؟؟


تحريم الخمر في الشرع الحنيف
من أوهن دعاوى النسخ في كتاب الله دعوى القول بنسخ حكم الخمر ، والمتبادر للذهن من هذا القول أن الخمر في اصلها كانت في كتاب الله حلال ثم نزل تحريمها وهذا عين البطلان ولعلنا نستعرض الآيات التي تدرجت في تحريم الخمر:

أول ذكر للخمر :

{ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [النحل:67]
وهنا لا تعد هذه آية من آيات الأحكام بل وصف لأنعم الله تعالى على بني آدم (من ثمرات النخيل والاعناب) وكيف أنهم يتخذون منها رزقا حسناً وآخر غير حسن (المسكر) وهذا صدق وحق حتى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ولعل عدداً ممن من الله عليهم من الصحابة يترك الخمر بمجرد فقه هذه الآية فهي تشير بصورة أو بأخرى لحرمة الخمر ومفارقته للحسن فكانت درجة تحمل إشارة لمن القى السمع ووعى قول ربه.


{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } [البقرة:219]​
وهكذا لم تشتمل الآية على حليَّة الخمر ولكنها تصف الخمر وتعظم من إثمه وإثم الميسر في إشارة مباشرة لتحريمهما، وتقرر أن فيهما منافع للناس في بيعهما والانتفاع بأثمانهما وارباح العمل فيهما وهذا واقع وحاصل قبل التحريم وبعده وحتى يوم القيامة فلا شك أن الخمر والميسر لهما منافع تتحصل من جراء البيع والشراء في الخمر وكذلك في القمار ، فكما تحصل الخسارة لطرف يحصل الكسب لطرف آخر ولكن الإثم الذي يكتسبه المشتغل بالخمر أو بالميسر أعظم من المنفعة التي تجلبها ، ولا شك أن في ذلك إشارة لنخبة من الصحابة للامتناع عن مصادر الاثم ومنابته ولعل عدد من أخيار الصحابة انتهوا لمجرد معرفتهم بإثم الخمر الميسر وهذا من السبق إلى طاعة الله واستشراف مراد الله من الآية.


{​
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا
} [النساء:43]​
وهذا لم يقرر حلية الخمر البتة بل يقرر نجاستها في إشارة أعمق واوضح على حرمة الخمر وليس أدل من ذلك على هذه الآية ، وهذا الحكم يقرر بطلان صلاة شارب الخمر وانقطاع صلته بالله طيلة تأثره بهذا الشراب النجس.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) {المائدة}​

وإن بقي بعد تلكم الآيات بقية يشربون الخمر بعد ما تبين لهم نجاستها وقبحها من الآيتين السالفتين فقد اشتملت الآية الأخيرة على الزجر الواضح والنهي البين عن الخمر والميسر ليتقرر التحريم لمن لا يزال يحمل الشك في سوءها وبغض الله لها .

وهكذا فإن الآيات السالفات كلها حملت التحريم بصور ودرجات متعددة وهنا ينتفي القول بالنسخ ويبطل تقرير ذلك فلا يوجد آية واحدة تحلل الخمر حتى نقول أنها منسوخة بآية التحريم.
ولا شك ان النسخ لا بد لكي يتقرر ويثبت من ناسخ و منسوخ فلن تجد منسوخ في كتاب الله ابداً ، أما النسخ فنعم ، قرر كتاب الله نسخ شرائع عدة فشرع لنا ما يخالفها وكان هذا الشرع المخالف ناسخاً ومبطلاً لشرع سائد ، أما أن يكون قرر الشارع الحكيم أمراً وأنزل في كتابه أمراً ثم أنزل ما يلغيه ويخالفه فلم يحدث ذلك أبداً ، ولعل إخواني الكرام يدلون ما لديهم في هذا الباب أو يكرمونا بطرح مثال آخر والله الموفق وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
 
بسم1​
الحمدلله وحده وبعد
اطلعت على مقال الأخ المكرم الاستاذ / بشير عبدالعال في موضوعه :
والذي يتعلق أصلا بهذا الحوار في هذا الموضع ولكنه وفقه الله درج على تجاهل ما يكتب ويفرد له زاوية معزولة لا تتصل بسياق الموضوع ، واعتذر بشده عن المشاركة في الرابط الموضح أعلاه تقديراً لأستاذنا الدكتور جمال ابو حسان لأني قد أعتبر هذا الأسلوب يرسل رسالة سلبية لصاحب الموضوع والمشاركين معه ، والحقيقة أنني لم أكن لأجيب لولا أن الشيخ د.جمال عقب هناك فآثرت أن أصحح بعض المغالطات الواردة في تعقيب أخي الفاضل وفقه الله وفتح علينا وعليه بفهم كتابه والعمل به إنه هو الفتاح العليم.

ولن أدخل في نقاط جانبية بل سأقتطف خلاصة ما تفضل به لأرد عليه فأقول والله الموفق :

لقد قرأت النقاش الذي دار بين الأخ البهيجي وأنا أحبه في الله لأنه يحتمي بالكبار ويأخذ مأمنه عند قوم بأسهم في الحق شديد .... وهذا عادة أخينا البهيجي بارك الله فيه
الكبار الذين تحتمي بهم افضوا إلى ما قدموا ولا تسئلون عما كانوا يعملون ، وإن كنت تحتمي بالكبار فسنحتمي بالعزيز الجبار ، فكل يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا هو سبحانه فكل قوله حق لا باطل فيه مهما أصر على ابطاله المبطلون.


ويبدو أن رحم الزمان عقمت عن إنجاب من يحل اللغز حتى كان الأخ عدنان ورفاقه مع أنه مقيم في أرض تقدر الأثر وتنحني للحق الذي نطق به السلف إجلالا وإكبارا ... وما أعجب رده لكلام مجاهد رحمه الله ...
لعلنا رعاك الله نتجاهل الأشخاص ونحاكم الأفكار ، فمن تنزههم عن الخطا وتأخذ كلامهم حجة مسلمة تقدسها فوق كلام الله وكلام نبيه لو سمعوا منك ما نرى لزجروك ونهوك وصححوا المفهوم عنهم بأنهم بشر يجوز عليهم الخطأ وسوء الفهم وهو موجود وعندما وضعناه لم ينكره اخي البهيجي تكريما لجناب النبي صلى الله عليه وسلم بل عرَّض بقبوله وتقديسه برغم ما يحيط به من ظلمه وسوء ، وفي أسوأ الأحوال نقول أن الكلام منسوب إليهم وإلا فلعل تلك النسبة باطلة والبطلان في حق ما ينسب للخلق جائز.


إن الحق إلى يحتاج إلى لين وتواضع حتى يعين بعضنا بعضا وحتى لا يستفيد من غفلتنا متربص أو شامت .

اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية إلا أن نسبة البطلان لقول الله مشاكسة ومناكفة لله جل ثناؤه فهو القائل (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (42) فصلت وانت تقول بل يأتيه الباطل ! فكيف لا أغضب للحق؟؟ وكيف لا اتمعر لذلك ؟؟ إن القول بأن الله ابطل بعض قوله واثبت مكانه سواه معناه أن الباطل أتى قول من اقوال الله من بين يديه أو من خلفه ولم يعد قولا ثبتاً حقاً لأنه نسخ ومحي اثره أو بقي رسمه وانتهى حكمه فكيف لا يكون باطلا حينئذٍ ؟؟


ولما كان النسخ في السنة لا مفر من ثبوته ,كان القول بجواز النسخ في القرآن مقبولا.
فالرسول لا ينطق عن الهوى .... فكيف نوفق بين الآية ونسخ السنة للسنة ... ثم لا نقول بجواز نسخ بعض آيات القرآن


لا مفر لمخيلتك منه فقط وإلا فبين النسخ وبين القرآن بعد المشرق عن المغرب ، ثم إنك وفقك الله تسأل كيف نقول أن السنة تنسخ السنة ولكن القرآن لا ينسخ ؟؟ لأن القرآن كلام الله والسنة كلام رسول الله وهو بشر مثلنا جائز على قوله النسخ ولكن إن اردت أن تثبت النسخ في القرآن فأت بآية ناسخة وآية منسوخة والتحدي لك ولأخي البهيجي قائم ولم تتمكن ولن تتمكن وراجع مقالتك كاملة فلن تجد طلبي ولن توجده، فما تقدم ليس حجة عقلية أصلا فضلا عن عدم وجود نقل يؤيد كلامك.


:{وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}
قال ابن كثير رحمه الله :
يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ ضَعْفِ عُقُولِ الْمُشْرِكِينَ وَقِلَّةِ ثَبَاتِهِمْ وَإِيقَانِهِمْ، وَأَنَّهُ لَا يَتَصَوَّرُ مِنْهُمُ الْإِيمَانَ وَقَدْ كَتَبَ عَلَيْهِمُ الشَّقَاوَةَ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ إِذَا رَأَوْا تَغْيِيرَ الْأَحْكَامِ نَاسِخِهَا بِمَنْسُوخِهَا قَالُوا لِلرَّسُولِ: {إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ} أَيْ: كَذَّابٌ وَإِنَّمَا هُوَ الرَّبُّ تَعَالَى يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ.وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} أَيْ: رَفَعْنَاهَا وَأَثْبَتْنَا غَيْرَهَا.وَقَالَ قَتَادَةُ: هُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} [الْبَقَرَةِ:106] .
المراد آية وحكم (سابق للاسلام) أتى لينقضه القرآن وينسخه ويأت بشرع جديد ، وليس آية من القرآن تنقض أخرى ، ودليل ذلك كل الأحكام التي نسخها الاسلام كالصلاة لقبلة اليهود (بيت المقدس) وغيره من الأحكام التي نسخها القرآن الكريم فارتدت دعوى البطلان عليه ولا حول ولا قوة الا بالله ، وهنا فأنت من ينبغي عليك أن تثبت أن المقصود هو نسخ القرآن بالقرآن ، فأت إن استطعت بآية ناسخة ، وآية منسوخة ودعنا نرى ، فإن قلت الخمر ، قلنا لك ائت بآية تحليل الخمر لنرى نقيضها وهو التحريم ، وإن قلت آية القبلة لقلنا ائت بآية الامر التوجه لبيت المقدس لنصدقك ونقول نعم هذه نسخت تلك ، فإن استطعت فاثبُت واثبِت وآتنا بالدليل فأنت صاحب الدعوى فاثبت دعواك.


قال القرطبي رحمه الله :
وَهَذِهِ آيَةٌ عُظْمَى فِي الْأَحْكَامِ. وَسَبَبُهَا أَنَّ الْيَهُودَ لَمَّا حَسَدُوا الْمُسْلِمِينَ فِي التَّوَجُّهِ إِلَى الْكَعْبَةِ وَطَعَنُوا فِي الْإِسْلَامِ بِذَلِكَ، وَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا يَأْمُرُ أَصْحَابَهُ بِشَيْءٍ ثُمَّ يَنْهَاهُمْ عَنْهُ، فَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ إِلَّا مِنْ جِهَتِهِ، وَلِهَذَا يُنَاقِضُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:"{ وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ } " وأنزل"{ ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ".}
ومَعْرِفَةُ هَذَا الْبَابِ أَكِيدَةٌ وَفَائِدَتُهُ عَظِيمَةٌ، لَا يَسْتَغْنِي عَنْ مَعْرِفَتِهِ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يُنْكِرُهُ إِلَّا الْجَهَلَةُ الْأَغْبِيَاءُ، لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنَ النَّوَازِلِ فِي الْأَحْكَامِ، وَمَعْرِفَةِ الْحَلَالِ مِنَ الْحَرَامِ.


وهذا بلا شك قول باطل وهو مقتضى دعوى النسخ فالقرآن لا يناقض بعضه بعضاً وآية توجيه القبلة لم تنسخ آية قرآنية أبداً ، فالقول هذا إنما هو من بنات خيالات القائلين بالنسخ فإن قيل (اثبت) زاغ بصره وانتقل لاستهداف الشخوص والاحتماء بالأسماء والتشكيك في النوايا وانحرف عن لب الأمر سريعاً.


قال القرطبي رحمه الله :
وأَنْكَرَتْ طَوَائِفُ مِنَ الْمُنْتَمِينَ لِلْإِسْلَامِ الْمُتَأَخِّرِينَ جَوَازَهُ، وَهُمْ مَحْجُوجُونَ بِإِجْمَاعِ السَّلَفِ السَّابِقِ عَلَى وُقُوعِهِ فِي الشَّرِيعَةِ. وَأَنْكَرَتْهُ أَيْضًا طَوَائِفُ مِنَ الْيَهُودِ، وَهُمْ مَحْجُوجُونَ بِمَا جَاءَ فِي تَوْرَاتِهِمْ .

اثبت حجتك بقال الله تبارك وتعالى وقال محمد صلى الله عليه وسلم فقول الله لا باطل فيه أما قول اصحابك فيجوز عليه الباطل وهم رحمهم الله من العصمة ابرياء ، وأرجو أن تلاحظ قول القرطبي غفر الله له (طوائف من المنتمين للإسلام) وافهم كيف أن منكري النسخ مجرد منتمين للإسلام !!

وهذه سنة الخالق في الأفراد والأمم على حد سواء . فإنك لو نظرت في الكائنات الحية - من أول الخلية النباتية إلى أرقى شكلٍ من أشكال الأشجار ، ومن أول رتبةٍ من رتب الحيوانات إلى الْإِنْسَاْن - لرأيت أن النسخ ناموس طبيعي محسوس في الأمور المادية ، والأدبية معاً . ! فإن انتقال الخلية الْإِنْسَاْنية إلى جنين ،ثم إلى طفل ، فيافعٍ ، فشاب ، فكهل ٍ ، فشيخ ، وما يتبع كل دور من هذه الأدوار - من الأحوال الناسخة للأحوال التي قبلها - يريك بأجلى دليل : أن التبدل في الكائنات ناموس طبيعي محقق . وإذا كان هذا النسخ ليس بمستنكر في الكائنات ، فكيف يستنكر نسخ حكم وإبداله بحكم آخر في الأمة ، وهي في حالة نمو وتدرج من أدنى إلى أرقى ؟ هل يرى إنسان له مسكة من عقل أن منالحكمة تكليف العرب - وهم في مبدأ أمرهم - بما يلزم أن يتصفوا به ، وهم في نهاية الرقي الْإِنْسَاْني ، وغاية الكمال البشري . ؟ !

هل أفهم من قولك هذا وحجتك هذه أن القرآن مخلوق كالكائنات الحية ينمو وتموت فيه خلايا (آيات) وتتجدد فيه أخرى ؟؟ ماذا تقول يا رجل ؟؟ أي حجة تحمل ؟؟ الامر لا يستلزم هذا الانحراف الفكري لكي تثبت النسخ ، يكفيك أن تأتي بآية منسوخة وأخرى ناسخة أوحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم يثبت النسخ صراحة ويبين آية ناسخة ومنسوخة فكيف يموت صلى الله عليه وسلم ويترك أمراً عظيماً لأبي السعود أو لمجاهد يبينه لنا ؟؟ .

وإذا كان هذا لا يقول به عاقل في الوجود ، فكيف يجوز على الله - وهو أحكم الحاكمين - بأن يكلف الأمة - وهي في دور طفوليتها - بما لا تتحمله إلا في دور شبوبيتها وكهولتها

بدون دليل كلامك مع احترامي تقديري لشخصك الكريم مردود مردود ، وحججك هذه لا قيمة لها واسئلتك يجيبك عنها رب العالمين تبارك وتعالى.

وختاماً فأعجب من اعادة هذا الطرح في موضوع مستقل من قبل أخينا الفاضل بشير عبدالعال ، وقد فهم المقالة أخي البهيجي فلم يأت بما طالبناه من حجج لأنها ببساطة غير موجودة وهذه النتيجة معلومة مسبقاً ، ولكن لعل اخي بشير يأت بما لم يستطع عليه سواه وعندها فإنني من العوادين إلى الحق المعترفين بالخطأ ونستغفر الله لنا ولكم من كل ذنب ونتوب إليه وصلى اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
 
{وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَة} [النحل 101]
ماذا قال المفسرون في تأويلها ؟
: إذا حولنا آية فيها شدة فنسخناها وجئنا مكانها بغيرها ألين منها.
: نسخنا آية بآية أشد منها عليهم.
: إذا نسخنا آية وجئنا بغيرها.
: وإذا نسخنا حكم آية فأبدلنا مكانه حكما آخر.
: كقوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا}.
: بالسؤال أي (وإذا بدّلنا آية مكان آية؟) لتحتمل لو بدّلنا آية مكان آية ..
: رفعناها وأثبتنا غيرها.
: وإذا رفعنا آية فنسخناها وأثبتنا غيرها.
: كلما آتاهم حجة على إثر حجة، وآية بعد آية يقولون: {إنما أنت مفتر}.
: آية ناسخة مكان آية منسوخة.
: شريعة تقدمت بشريعة مستأنفة.
: جعلنا الآية الناسخة مكان المنسوخة لفظا أو حكما أو لفظا وحكما.
: تبديل آية عن آيات الأنبياء المتقدمين.
.. الخ



ملاحطة: ما هو قول الجمهور ؟

> النكت والعيون للماوردي:
قوله عز وجل {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ} فيه وجهان:
الأولى: شريعة تقدمت بشريعة مستأنفة، قاله ابن بحر.
الثاني: وهو قول الجمهور، أي: نسخنا آية بآية، إما نسخ الحكم والتلاوة، وإما نسخ الحكم مع بقاء التلاوة.


> الجامع لأحكام القرآن للقرطبي:
قوله تعالى {وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل} قيل: المعنى بدلنا شريعة متقدمة بشريعة مستأنفة، قاله ابن بحر. وعن مجاهد: رفعنا آية وجعلنا موضعها غيرها. وقال الجمهور: نسخنا آية بآية أشد منها عليهم. والنسخ والتبديل رفع الشيء مع وضع غيره مكانه.

هل جمهور القرطبي ناسخ لجمهور الماوردي أم العكس؟ لا ناسخ ولا منسوخ هنا لإمكانية الجمع من باب تخصيص العام، فقول الماوردي: نسخنا آية بآية: عامة، والتخصيص بقول القرطبي: أشد عليهم. وكذلك النسخ في القرآن لا يمكن أن يكون بالمعنى الذي يشترط فيه إمتناع اجتماع الناسخ والمنسوخ وهو الذي نتعامل معه بقاعدة لا يصار إلى ادّعاء النسخ إلا إذا تعذر الجمع، فهل في القرآن إختلاف (تضارب وتناقض وتفاوت) ؟

> التحرير والتنوير من التفسير لابن عاشور:
[...]
روي عن ابن عباس أنه قال: "كان إذا نزلت آية فيها شدة ثم نزلت آية ألين منها يقول كفار قريش: والله ما محمد إلا يسخر بأصحابه؛ اليوم يأمر بأمر، وغدا ينهى عنه، وأنه لا يقول هذه الأشياء إلا من عند نفسه".

وهذه الكلمة أحسن ما قاله المفسرون في حاصل معنى هذه الآية، فالمراد من التبديل في قوله تعالى {بدلنا} مطلق التغاير بين الأغراض والمقامات، أو التغاير في المعاني واختلافها باختلاف المقاصد، والمقامات مع وضوح الجمع بين محاملها.

والمراد بالآية الكلام التام من القرآن، وليس المراد علامة صدق الرسول صلى الله عليه وسلم أعني المعجزة بقرينة قوله تعالى {والله أعلم بما ينزل}.

فيشمل التبديل نسخ الأحكام مثل نسخ قوله تعالى {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} بقوله تعالى {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين}، وهذا قليل في القرآن الذي يقرأ على المشركين؛ لأن نسخ الأحكام إنما كثر بعد الهجرة حين تكونت الجامعة الإسلامية، وأما نسخ التلاوة فلم يرد من الآثار ما يقتضي وقوعه في مكة فمن فسر به الآية كما نقل عن مجاهد (رفعنا آية وجعلنا موضعها غيرها) فهو مشكل.

ويشمل التعارض بالعموم والخصوص، ونحو ذلك من التعارض الذي يحمل بعضه على بعض فيفسر بعضه بعضا ويؤول بعضه بعضا .. مثل قوله تعالى {واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا} يأخذون من ظاهره أنه أمر بمتاركتهم، فإذا جاءت آيات بعد ذلك لدعوتهم وتهديدهم زعموا أنه انتقض كلامه، وبدا له ما لم يكن يبدو له من قبل.

...

فالتبديل في قوله تعالى بدلنا هو التعويض ببدل، أي عوض، والتعويض لا يقتضي إبطال المعوض بفتح الواو بل يقتضي أن يجعل شيئا عوضا عن شيء، وقد يبدو للسامع أن مثل لفظ المعوض بفتح الواو جعل عوضا عن مثل لفظ العوض بالكسر في آيات مختلفة باختلاف الأغراض من تبشير وإنذار، أو ترغيب وترهيب، أو إجمال وبيان، فيجعله الطاعنون اضطرابا؛ لأن مثله قد كان بدل، ولا يتأملون في اختلاف الأغراض، وقد تقدم شيء من هذا المعنى عند قوله تعالى {ائت بقرآن غير هذا أو بدله} في سورة يونس.

و {مكان آية} منصوب على الظرفية المكانية: بأن تأتي {آية} في الدعوة والخطاب في مكان آية أخرى أتت في مثل تلك الدعوة، فالمكان هنا مكان مجازي، وهو حالة الكلام والخطاب، كما يسمى ذلك مقاما، فيقال: هذا مقام الغضب، فلا تأت فيه بالمزح، وليس المراد مكانها من ألواح المصحف ولا بإبدالها محوها منه.

وجملة {والله أعلم بما ينزل} معترضة بين شرط {إذا} وجوابها، والمقصود منها تعليم المسلمين لا الرد على المشركين؛ لأنهم لو علموا أن الله هو المنزل للقرآن لارتفع البهتان، والمعنى: أنه أعلم بما ينزل من آية بدل آية، فهو أعلم بمكان الأولى، ومكان الثانية، ومحمل كلتيهما، وكل عنده بمقدار وعلى اعتبار.

[...]


> زهرة التفاسير لأبي زهرة:

موضوع (معجزة القرآن وقولهم فيها)

كان المشركون لا يعدون القرآن معجزات النبيين السابقين كعصا موسى وإبراء عيسى للأكمه والأبرص، وإخبار الناس بما في بيوتهم وما يدخرون فيها وإحياء الموتى، وإخراجهم من قبورهم بإذن الله وإنزال المائدة من السماء ليأكلوا منها، كانوا يطالبون النبي صلى الله عليه وسلم بمعجزات مادية حسية، ولا يقنعون بأن تكون المعجزة قرآنا يقرأ فبين الله تعالى أنه الذي يأتي المعجزات الدالة على أنه أرسل الرسل فهي إمارات الرسالة يعلم بها من الرسول بأنه من عنده. فقال تعالى ردا على طلبهم آية: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمن بها} [ الأنعام 109 ].

{وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر}، أي إذا جئتنا بالقرآن آية على صدق الرسول مكان آية أخرى حسية رفضناها وجئنا بهذه الآية المعنوية مكانها، والله صاحب الآيات والرسالات أعلم بالصالح منها، و{أعلم} أفعل تفضيل على غير بابه لأنه لا مفاضلة بين علم الله تعالى، وعلم غيره. وعلم الله تعالى بما ينزل البالغ أقصى كمال العلم اقتضى أن تكون معجزته قرآنا يقرأ، وباق يتحدى الأجيال جيلا بعد جيل إلى يوم القيامة، وهو القادر على كل شيء، لأن المعجزات الحسية، إعجاز وقتي ينقضى بعد وقته، ولا يعجز إلا من رآه أو تواتر خبره من بعده، وإن القرآن المعجزة الكبرى الخالدة الباقية إلى يوم القيامة هي التي سحلت معجزات النبيين من قبله.

يقولون غير مصدقين معجزة النبي صلى الله عليه وسلم: {إنما أنت مفتر}، أي إنما أنت كذاب قد افتريت الرسالة وادعيتها من غير حجة ولا برهان، وقد رد الله تعالى قولهم بقوله سبحانه: {بل أكثرهم لا يعلمون}، و {بل} للرد عليهم، والإضراب عن قولهم الناشئ عنه، وقال سبحانه: {أكثرهم}، للدلالة على الذين صدقوا وآمنوا بالمعجزة هم الأقل عددا، وإن كانوا الأكثرين إدراكا وعلما.

ذكرنا في كلامنا أن معنى الآية المعجزة الدالة على رسالة الرسول، وأن الله تعالى يرفع معجزات كانت قد جاءت مؤيدة رسالات الأنبياء السابقين قد بدلها الله تعالى، وأتى بمعجزة صالحة للبقاء تتناسب مع رسالة خاتم النبيين الذي تكون رسالته حجة على العالمين إلى يوم القيامة فتكون قائمة ثابتة تنادي بحجية ما يدعو إليه يوم القيامة. ولكن أكثر المفسرين يفسرون الآية بالآية المتلوة حتى الزمخشري، ويقولون إن معنى الآية، وإذا بدل الله آية فنسخها ورفعها وجاء بآية أخرى لمصلحة في الأولى في حكمها في زمانها، والإتيان بآية أخرى لمصلحة حكمها في هذا الزمان الذي جاءت، وإن ذلك جرى على أقلام أولئك المفسرين لرواج فكرة النسخ تلاوة وحكما، وحكما لا تلاوة، وتلاوة لا حكما كما ادعى في الرجم، وإن ذلك أداهم إلى التساهل في دعوى الرجم، ولو كان الجمع بين الآيتين ممكنا لا تخالف بينهما.

وإن الذي ذكرناه أولا هو المقبول عندنا، فلا نسخ في هذا الموضع على الأقل في آية من القرآن للوجوه الآتية.

الوجه الأول: الكلام في موضوع القرآن ذاته وكونه مفترى أو قام الدليل على صدقه لظاهر قوله عنهم: {قالوا إنما أنت مفتر} فحصروه في الافتراء فنفوا الرسالة كلها، ويناسب ذلك أن يكون التبديل في المعجزات السابقة، ووضع القرآن في موضعها.

الوجه الثاني: أنه تعالى قال بعد ذلك ردا على الافتراء وعلى الاعتراض بقوله: {قل نزله روح القدس من ربك} فتبين أن موضوعها القرآن كله، لا نسخ آية، واستبدال آية أخرى بها.

الوجه الثالث: قوله تعالى بعد ذلك: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين}.

الوجه الرابع: أن هذه السورة مكية، والآيات المكية تتجه نحو التوحيد وإثبات الخالق، وأحكامها قليلة، والتجربة فيها قليلة.


لهذا كله سمحنا لأنفسنا بأن نخالف كثرة المفسرين، وإن كان لهم أجر فيما اجتهدوا، وهو أجر واحد.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....أما بعد....الأخ عدنان سألتني وأجبتك ان آية سورة المجادلة
بخصوص صدقات المناجاة جاءت بعدها آية فنسختها ....واني أتحداك ان تأتني بتفسير
معتبر فسرها بغير النسخ .....كما اني أدعوك الى التلطف بالالفاظ فلا تقول ان القول
بالنسخ قولا باطلا ....ليس لاجلي ولكن احتراما للصحابة الكرام فانهم يقولون بالنسخ
واذا كنت اعلم منهم فلا تسمي قولهم بالباطل واني أدعو الاخوة بالاشراف الى تنبيهك
على هذا الخطأ الفظيع بحق الصحابة الكرام.....اللهم أهدنا للحق ...وأهدنا لاحترام
صحابة نبيك الله صل عليه وآله...
 
آية سورة المجادلة
بخصوص صدقات المناجاة جاءت بعدها آية فنسختها ....واني أتحداك ان تأتني بتفسير
معتبر فسرها بغير النسخ
قلنا أن النسخ يشترط فيه إمتناع اجتماع الناسخ والمنسوخ، ونحن نعلم أن النهي عن الشيء أمر بضده؛ وقد قيل أن تلك الآية للوجوب وقيل للندب وقيل كأمر إبراهيم عليه السلام في ذبح إبنه وقيل لئلا يناجي أهل الباطل رسول الله صلى الله عليه وسلم.. الخ، فاختلفوا في سؤال العمل بها فقالت طائفة لم يعمل بها، وقالت أخرى عمل بها إذ صححوا ما يروى عن علي كرم الله وجهه، واختلفت الطائفة الثانية في مدة العمل بها بين ساعة من نهار إلى عشرة أيام .. والآن نفترض أنها أمر، فأين النهي عن تقديم الصدقات؟

قرأت تفسيرات الإمام الطبري في تأويل الآية، ولم أجد التنصيص على النسخ في كل تلك التفسيرات، وقال:
1)
- فُرضت، ثم نُسخت.
- إنها منسوخة ما كانت إلا ساعة من نهار.
- لما نزلت الزكاة نُسخ هذا.

2)
- ثم أنزلت الرُّخصة في ذلك (قوله تعالى {فإنْ لَمْ تَجِدُوا فإنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}) .

3)
- سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة، فوعظهم الله بهذه الآية.
- التخفيف عن الأمة (بعلي بن أبي طالب).
- أنزل الله بعد هذا {فإذَ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ} فوسَّع الله عليهم، ولم يضيق.

كما ترى أستاذنا البهيجي: هنا في تفسير واحد تفسيرات لا تستند على النسخ (أقصد الإبطال والرفع، وليس التخصيص والتقييد والتوسيع والتضييق..) في تأويل الآية، فلا حاجة للبحث في التفاسير الأخرى.

الآية بتلك الفهومات (الفقهية) فرصة كبيرة عظيمة أمام أصحاب النبي لضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد: الإنفاق مما رزقهم الله (الصدقات بشكل عام)، الإمتثال لأمر الله بتقديم الصدقة عند المناجاة، تعظيم الرسول خاصة مع تواجد المنافقين الذين يتناجون بالباطل وتضييع وقت الرسول. لكن الحكاية تقول (قال عليّ رضي الله عنه: آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا جئت إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم تصدقت بدرهم، فنسخت فلم يعمل بها أحد قبلي {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذَا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَة}) كأن الله أمر بشيء ثم نهى عنه وذلك كله في ساعة من نهار، ولا رجال حول الرسول إلا علي!!
 
بسم1​
الأخ عدنان الغامدي
في ضوء انكارك للنسخ في القرآن أرجو أن توضح لي حكم شارب الخمر بعد صلاة العشاء مثلا من خلال قوله تعالي{
[FONT=&quot]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا }
[/FONT]
ولكم جزيل الشكر




 
بسم الله الرحمن الرحيم
اﻻستاذ الفاضل جمال..اﻻخ الكريم عدنان...عندي سؤال يلح علي كثيرا..وهو ما موقفكما من أقوال
الصحابة ﻻني سبق لي ان سألت
هل وجدتم صحابي واحد ينفي
وقوع النسخ في القرآن فإذا لم
تجدوه معنى ذلك ان الصحابة
قد أجمعوا على وقوع النسخ
واذا أجمعوا ما رأيكم بإجماع
الصحابة؟...وجزاكم الله تعالى خيرا.
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
 
أخي أ. البهيجي:
نقرأ في الموافقات للإمام الشاطبي: (وَذَلِكَ أَنَّ الَّذِي يَظْهَرُ مِنْ كَلَامِ الْمُتَقَدِّمِينَ أَنَّ النَّسْخَ عِنْدَهُمْ فِي الْإِطْلَاقِ أَعَمُّ مِنْهُ فِي كَلَامِ الْأُصُولِيِّينَ، فَقَدْ يُطْلِقُونَ عَلَى تَقْيِيدِ الْمُطْلَقِ نَسْخًا، وَعَلَى تَخْصِيصِ الْعُمُومِ بِدَلِيلٍ مُتَّصِلٍ، أَوْ مُنْفَصِلٍ نَسْخًا، وَعَلَى بَيَانِ الْمُبْهَمِ وَالْمُجْمَلِ نَسْخًا كَمَا يُطْلِقُونَ عَلَى رَفْعِ الْحُكْمِ الشَّرْعِيِّ بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ مُتَأَخِّرٍ نَسْخًا؛ لِأَنَّ جَمِيعَ ذَلِكَ مُشْتَرِكٌ فِي مَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ أَنَّ النَّسْخَ فِي الِاصْطِلَاحِ الْمُتَأَخِّرِ اقْتَضَى أَنَّ الْأَمْرَ الْمُتَقَدِّمَ غَيْرُ مُرَادٍ فِي التَّكْلِيفِ، وَإِنَّمَا الْمُرَادُ مَا جِيءَ بِهِ آخِرًا؛ فَالْأَوَّلُ غَيْرُ مَعْمُولٍ بِهِ؛ وَالثَّانِي: هُوَ الْمَعْمُولُ بِهِ).

والنقاش يدور حول المعنى الأخير ما تحته سطر: الإصطلاح المتأخر.

لذلك نحن نبحث عن رواية نفهم منها أن في القرآن الكريم ناسخ ومنسوخ. السؤال عن رواية وقول صحابي، لأن الموضوع في التأويل/ أما عندما يمس الموضوع شيئا ما يتعلق بالتنزيل، فسوف نسأل عن التواتر والإجماع.

هذا الموضوع وليس سؤالك هل فيه صحابي ينفي نزول سورة قرآنية بسرعة الضوء، فإذا لم تجده فالنتيجة أنهم أجمعوا على أن القرآن كان ينزل به جبريل بسرعة الضوء. وبارك الله فيك.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اﻻستاذ شايب وفيك بارك الله تعالى. ..اﻻخ الكريم. .ان سؤالي
له أهمية كبيرة ﻻن الصحابة هم
خير من فهم القرآن وعمل به..
وانهم جميعهم أشاروا الى معنى
النسخ بمعنى رفع الحكم فكيف
نأتي اليوم لنقول ان ﻻ نسخ في
القرآن وان النسخ يستدعي ان
الله سبحانه ﻻ يعلم الغيب!!!
كما أرغب اﻻشارة الى اني لم
أفهم ما كتبته عن سرعة الضوء! !
وفقنا الله تعالى واياكم.
 
فكيف نأتي اليوم لنقول ان ﻻ نسخ في القرآن؟
لأن القرآن لا يختلف أي لا إختلاف ولا تناقض فيه؛ لذلك أشك في وجود رواية صحيحة يقول فيها الصحابي هذه الآية معطلة (منسوخة) بهذه الآية.

وان النسخ يستدعي ان الله سبحانه ﻻ يعلم الغيب!!!
لا ليس لهذا السبب وأنا لا أشك في النسخ ولا النسخ في القرآن، لكن أقول: لا ناسخ ومنسوخ في القرآن العظيم.

وأخيرا، أظن أن الدكتور جمال وهو صاحب الموضوع قد ترك موضوعه وكذلك فعل الأستاذ عدنان، والسبب مما لا يخفى. نحن في ملتقى علمي للتدارس والإستفادة والإفادة، وليس لإطلاق الأحكام وإتهام الناس في موقفهم من الصحابة و تفسيرات السلف.. هذا وقد يقول المشارك أحيانا ما تقتضيه طبيعة المناقشة لا الذي يأخذ به ويقول به، فالبحث أحيانا يجعلك تطرح ما يخالف قناعتك الشخصية.. وعندما نفهم هذه الحقيقة فسوف يعود الملتقى إلى بهائه وجماله الذي رافقه منذ نشأته.
 
بسم1​
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد
فقد بدأنا في معية شيخنا د.جمال ابو حسان والإخوة الأكارم في مطارحاتنا هذه كبيئة صحية نتبادل فيها الافكار ونعمل عقولنا ونفكر ونتدبر كما امرنا ربنا ، فالعقل الذي اختصنا به ربنا جلت قدرته هو ميزة عظيمة وليس نجاسة أو لعنة تحل بمن يفكر ويستعمل عقله ليميز الخبيث من الطيب ، والثابت في هذا الدين لا يتعارض البتة مع العقل وإلا لم يكن الله ليدعونا في مواضع عديدة للتفكر والتدبر وإعمال العقل فمادة"عقل" وردت 49مرة ومادة "فكر" وردت 19 مرة.
يأبى بعض الإخوة هداهم الله أن يستعملوه فقد تطاول على عقولهم الأمد واستعملت كأقراص ذاكرة تستطيع ان تحفظ المتون و"تسمّع" ولا يعلمون أن ذلك لا قيمة له بلا فهم ولا عقل ولاتفكر ولا تدبر لأن هناك طيوراً تستطيع ترديد حديث البشر بإتقان ولكن لا تعي ما تقول ولكن هذا ليس هو المشكلة.
المشكلة هي "الفُجْر في الخصومة" فبدلا من محاكمة الفكرة وردها بالدليل الشرعي والقول الثابت للنبي صلى الله عليه وسلم يبدأ في الانتقاص من صاحبها ومهاجمته ومحاولة اسقاطه ليتمكن بالتالي من اسقاط فكرته (على حد زعمه وظنه) وهذه بيئة ضارة سيئة لا يمكن فيها الوصول لنتيجة البتة .
ولهؤلاء في كل مكان وزمان أقول :
(أخوتي الأحبة ، لقد اصبحت الذاكرة الخارجية تنوب عنكم وتحفظ مالا تحفظون ، وما تنقلون وتنسخون وتلصقون لا حاجة لنا به فهو موجود في ثنايا هذه الشبكة الواسعة متاحاً للجميع فإن كان على سبيل الاستشهاد فحي هلا وإن كان نسخاً ولصقاً فلا حاجة لنا بإغراق المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي بالمنسوخ المنقول الملصوق ، وإن كنتم تظنون أن كتاب الله تعالى لم يعد فيه ما يمكن استجلاؤه فعلى الأقل لا تحرموا إخوانكم من تدبر كتاب الله فهو ليس لكم وحدكم ولستم أوصياء عليه فإن الله تعالى تكفل بحفظه)

وفي موضوع النسخ (الذي لا برهان لهم به) هذا والذي نعتقد أنه فرية على كتاب الله هو منها براء ، لا تجد مؤيد النسخ يجيب لك سؤالا واحداً ، فعندما نقول ائتوني بدليل على (تحليل الخمر) لنقول أن تحريمه كان نسخاً لحكم التحليل فلن تجد جواباً.
وأستطيع لولا ما واجهنا من اساءات واتهامات وغمز ولمز وطعن وتعريض أن افند كل دعوى بالنسخ وابطلها بإذن الله ولكن آثرنا أن نتوقف طالما استحال النقاش لمسار غير محبب للجميع ولم نعتد عليه أبداً ونشفق على إخواننا وعلى أنفسنا من تبعاته في الآخرة قبل الدنيا.
وفي مسالة الفجر في الخصومة ، وللاستدلال على ذلك تجد مؤيدي النسخ ولسبب واضح هو عدم القدرة على رد الحجج وانزال ادلتهم منزل القياس والعقل والاستدلال وعلى سبيل المثال تجدهم أول ما يتحدثون عن النسخ يقولون:
(أول من انكر النسخ هم اليهود......)
ليضع منكر النسخ في خانة واحدة هو واليهود ، ولا أدري أي فجور في الخصومة وأي جرم اشنع من هذا الاسلوب في سبيل اثبات باطل وارهاب الخصوم عن المضي في إثبات خطا القول بالنسخ وبطلان هذه الفكرة ، وبرغم أن نقضها لا ينقض الايمان والاسلام وليس نقضاً للمعلوم من الدين بالضرورة ، بل إن الاعتقاد به بدون بحث ولمجرد نقل لاقوال بدون تثبت من موافقتها للسياق القرآني وبدون تثبت من صحة نسبتها لمن نسبت إليه هو ذنب عظيم وطعن في كتاب الله بعلم وليس جهل يعذر صاحبه ، ويجب أن يستحضر الباحث أن القائلين بالنسخ أنفسهم اختلفوا لعشرات المشارب والمذاهب فقل لي يا مثبت النسخ اي مذهب من مذاهبهم نتبع بالله عليك ؟؟ وايهم أوحي اليه ان النسخ واقع لنتبعه ؟؟.
نسأل الله تعالى أن يهدينا وإياكم لأحسن الأقوال والأفعال لا يهدي لاحسنها إلا هو وأن يصلح فساد قلوبنا ويغفر لنا وإياكم زلاتنا وذنوبنا ويكفر عنا وعنكم سيئاتنا إنه هو الغفور الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ....أما بعد...
الأخ عدنان الغامدي...غفر الله تعالى لنا ولكم...الآن تذكرت البيئة الصحية للحوار....
فهل من حسن الحوار ان تقول في مشاركتك الأولى:
( ويكفي هذا القول بطلانا وتهافتا أنه موضع خلاف عظيم)
هل نسيت ان الصحابة الكرام يقولون بهذا القول الذي جعلته باطلا ومتهافتا!!!
يكفي من يقول بصحة وقوع النسخ ان معه صحابة رسول الله اللهم صل عليه وآله
ومعه جميع علماء الامة ومفسريها الا من ندر....أخي الفاضل أرجو ان تقرأ مشاركتك
الأولى وتنظر فيها هل أخطأت ام لا؟
اللهم أهدنا الى حسن الحوار واحترام أخواننا وأخواتنا في الملتقى والحمد لله من قبل
ومن بعد.

 
عودة
أعلى