مصادر البحث في الدراسات القرآنية ومناهجها

إنضم
07/02/2012
المشاركات
56
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
تركيا
الموقع الالكتروني
www.afaqattaiseer.net
الوَدَق الزّاكي مِنْ إرثِ النبيّ الهاديّ
(2)

بسم الله الرحمن الرحيم
لله الحمد من قبل ومن بعد على ما أعطى وأخذ به نستعين وعليه نتوكل ولا حول ولا قوة لنا إلا به ، له الحمد أن عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ، والصلاة والسلام على النبي محمد خير من خلق الله وأوجد بُعِثَ بالحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا هدانا لإرثه الذي لا ينتهي فقال إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ، وبعـد :

26_01355294818.jpg


العِلـمُ صيدٌ والكـتابةُ قَيْدُه ** قَيِّـدْ صُيودَك بالحِبَالِ المُوثِقَهْ
وَمِنَ الجَهَالة أن تصِيدَ حمامةً ** وتتركُها بَيْنَ الأوانِس مطلقهْ

إنّ مِنْ نِعَمِ الله علينا التي تَبُثُ في أرواحنا الأمل تِلكَ الدروس والمحاضرات التي انتشرت سواءً في المساجد والقاعات أو في التلفزيون والراديو والانترنت نسأل الله جل وعلا أن لا يحرمنا خيرها ويصرف شر كل حاقد عنّا وعنها ..
وتنوعت بين دروس علمية مسلسلة ومحاضرات وعظية عامة بين تفسير لكتاب الله و شرح لحديث رسول الله أو درس فقه أو برنامج فتاوى .. وجميلٌ أن ينظم المرء وقته ويحدد لنفسه في وسط هذا الزخم الطيب عدد من البرامج الأكثر مناسبة وإفادة له يتابعها يسجل ما يسمعه من خير ومن ثم يستزيد بالقراءة فيما سمع أو إتمام ما نقص أثناء تقييده لما يستمع فإنه حتما سيحتاج له يوما ..
وإنّي في هذه السلسلة بإذن الله سأنسخ لكم شيء مما أقيّده فزكاة العلم تبليغه .. سائلة ربي القبول منه والنفع لخلقه ثم منكم التنبيه إن كان من خطأ أو تقصير ، فحياكم الله علماً بأني في الغالب أكتب بأسلوبي لا بحروف الشيخ نصاً ، وقد أزيد وأنقص بحسب المقام ، على الله توكلنا .

{ اعلموا رحمكم الله أن هذا العلم يندُّ كما تند الإبل ،
فاجعلوا الكتب له
حمــاة ، والأقـلام عليه رعاة } الفقيه الأديب الإمام الشافعي رحمه الله
 
أكاديمية تفسير- برنامج صناعة المفسر/ مركز تفسير للدراسات القرآنية
المادة الأولى
مصادر البحث في الدراسات القرآنية ومناهجها / د. مساعد الطيار


ملاحظة :
التلخيص لم يخضع لأي مراجعة .

 
المحاضرة الأولى ، الأحد25 محرم 1434 - 9 ديسمبر 2012 م
(1-2) التفسير

- هذه المادة ليست مادة في علوم القرآن ، إنما هي مادة تبحث في جميع أنواع العلوم المرتبطة بعلوم القرآن من جهة أثرها في التفسير .
- كتب التفسير تحوي مواد علمية كثيرة جدا ، ومليئة بمصادر العلوم من علوم القرآن ولغة عربية وغيرها .. ومن هنا ، فإن لكل مؤلف تبويبه الخاص ومصادره التي يرجع إليها ، مع اشتراك كثير من المفسرين في الرجوع إلى مصادر معينة (مثل لذلك بعلم الوقف والابتداء وآية آل عمران "وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ" الدقيقة رقم : .. : .. ) .
- بالإمكان تقسيم كتب التفسير –فنياً- على تقسيمات متعددة : بحسب الاعتقاد ، أو الطبقات ، أو الفنون ... الخ ، لكن ينبغي أن نحرص على التقسيم الذي له أثر ونفع في التعلم . ثم ضرب مثال في النقطة التالية ، والتي تليها أيضا تدخل في نفس الباب تقريبا .
- أصحاب مؤلفات التفسير من ناحية الإسناد على طريقين :
1) من يعتني بالإسناد ، وهؤلاء أيضا على صنفين :
أ‌. من يذكر لكل رواية سند مستقل ، فتجد التكرار في الأسانيد .. وميزة هذا الصنف يسره عن الذي بعده ووضحه ، ممن تدخل كتب تفسيرهم في هذا الباب : الطبري ، سعيد بن منصور ، ابن أبي حاتم .
ب‌. من يذكر أسانيده في أول الكتاب ، ثم إذا ذكر النقل وسط التفسير جاء به مجرد من الإسناد فيقول: (قال ابن عباس ...) وعيب هذا التصنيف أنه إذا ذكر الأسانيد في أول الكتاب أشار إلى طرائقه المتعددة إلى ابن عباس مثلا فذكر أربعة طرق .. فإذا روى عن ابن عباس لم ندري تلك الرواية من أي طريق . نحى هذا المسلك: الثعلبي وتبعه البغوي .
2) من لا يعتني بالإسناد ، إنما يذكر النقول معلقة ، قال مجاهد قال عكرمة .. وهكذا . ومن أصحاب هذا المذهب من المفسرين: الماوردي ، ابن الجوزي ، ابن عطية .
- لا يخلو كتاب تفسير من حديث عن الأحكام الشرعية أو الإشارة إليها ، مثلا إذا جاء تفسير قوله تعالى "وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ" كيفما فسر القُرء بُنيَ عليه حكما شرعيا ، لكن من المفسرين من يستطرد في هذه الأحكام ويعتني عناية خاصة بالمسائل الفقهية ، حتى إذا كان اللفظ القرآني مجرد إشارة ذكر الحكم الفقهي باستفاضة حتى تصبح سمة كتابه في التفسير سمة فقهية واضحة ، أشهر من انتهج هذا النهج: الإمام القرطبيّ في كتابه أحكام القرآن ، وتبعه محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان .
- أوسع مجال لتطبيق علوم القرآن العودة إلى كتب التفسير ، نجد الكثير من التطبيقات والتنظيرات لأصحاب هذه الكتب "المفسرون" . مثال ذلك في آية الآنفال-والسورة مدنية- "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ.." نقل بعضهم عن عكرمة ومجاهد أن هذه الآية مكية .. فإذا ما أوردوا هذا القول تحدثوا عن المكي والمدني وجاء الحديث تعليقا على هذه الآية بذكر المكي في حكم المدني تعليلا لقول عكرمة ومجاهد .
- إذا أراد الطالب معرفة علوم القرآن معرفة عتيقة فعليه –بعد تعلمه للقواعد النظرية في علوم القرآن- أن يهتم بأمرين ليحقق تلك المعرفة :
1) تطبيق التنظيرات على آيات القرآن الكريم .
2) استخراج تطبيقات علوم القرآن بتتبع كتابات المفسرين وتطبيقاتهم في مؤلفاتهم .
- توسعت كتب التفسير من تفاسير مجردة إلى كتب تحوي الكثير من العلوم في النحو البلاغة والفلسفة وغير ذلك ، ومن هنا نشير إلى أمر مهم هو أن التفسير (كعلم) لم يتغير منذ عهد الصحابة إلى اليوم ، إنما الذي يتغير زيادة معلومات أو إضافة معانٍ .. ولو أننا أتينا بعدة مؤلفات في التفسير وجردناها من العلوم الآخرى بإبقاء معان القرآن فقط لوجدنها في الغالب متحدة في المضمون وإن اختلفت مفردات التعبير عن ذلك المضمون .
 
المحاضرة الأولى (2-2) إعراب القرآن

- بدايات ظهور إعراب القرآن كانت على يد أبو الأسود الدؤلي (ت:96) ثم على يد سيبويه في كتابه النحو ، ثم بدأت العناية بالقرآن خصوصا من جهة الإعراب فظهرت كتب معاني القرآن . وبهذا الاسم نفسه كانت كتب الفراء والأخفش والزجاج ، فأغلب كتب المعاني تتحدث في الإعراب وأساليب العرب في خطابها وجانب من المعاني –وسيأتي الحديث عن هذا تفصيلا في المحاضرة القادمة- .
- بدأت إشارات إدخال الإعراب في كتب التفسير على يد يحي بن سلام البصري القيرواني (ت:200) ثم ظهر جليا في تفسير الإمام الطبريّ ، وتنامى بعد ذلك حتى كاد أن يكون كتاب البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي كتابا في إعراب القرآن . قبل ذلك كان الإعراب منفصلاً كما أشير إلى ذلك في النقطة السابقة (كتب المعاني) وقد استفاد هؤلاء المفسرون المهتمون بالنحو من كتب أؤلئك المذكورين أولاً وناقشوها في كتبهم . ومثال ذلك مناقشة الطبري لإعراب القرآن عند الأخفش .

- من المهم الإشارة إلى أنهم –المتقدمون- ما كانوا يعربون كل آية ولا كل كلمة ، إنما يعمدون إلى ما يُشْكِل .
- الإغراق في الأعراب من الأمور التي ينبغي أن ينتبه لها ، إذ بعض المعربين يستغرق دون مراعاة لجلالة اللفظ القرآني وقداسته ، حتى يدخل في معان بعيدة خارجة عن المعاني التي أوردها السلف ومن هنا نذكر ثلاث قواعد مهمة في الإعراب :
أ‌. أي إعراب يبنى عليه إبطال كلام الصحابة والتابعين هو إعراب مردود ، وفهم الصحابة حجة يبنى عليها الإعراب .
ب‌. إذا وقع خلاف بين إعراب مشهور وإعراب شاذ ، فإن الإعراب المشهور هو الذي يقدم .
ج. يراعى في الإعراب ثلاثة أمور : أن لا يكون مخالفا للمعنى ، ولا مخالفا لسياق الكلام ، ولا مناقضا لكلام السلف .
قال الطبريّ رحمه الله : ( .. إنما ينبغي أن يحمل الكلام على وجهه من التأويل ، ويلتمس له على ذلك الوجه للإعراب في الصحة مخرجا ، لا على إحالة الكلمة عن معناها الصحيح من التأويل)
[19:433/تفسير الآية11:سورة النمل]

- ذكر طائفة من الكتب والكتاب في هذا الباب وأثنى وأشاد بكتابين :
1) معاني القرآن ، وإعراب القرآن ؛ لأبي جعفر النحاس .. وأثنى على كتبه عموما واصفا إياه بأنه (كان إذا خلا بقلمه جود) وينبغي على طالب العلم أن يقتني مؤلفات هذا العلم رحمه الله .
2) كتاب الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي ، وهو عند المحاضر أنفس ما صنف في هذا الباب وآثره حتى على البحر المحيط لامتيازه بالتنظيم الجيد .
 
27 محرم 1434 - 11 ديسمبر 2012 م
المحاضرة الثانية (1-3) كتب معاني القرآن

* النقاط الرئيسية :
- يغلب عليها الجانب النحوي ، حتى أن بعض الباحثين جعلهما مصطلحين متساويين (معاني القرآن وإعراب القرآن) وهذا ليس بصحيح . [السمة]
- مصطلح (معاني القرآن) من المصطلحات التي استخدمها لغويو القرن الثاني ، ويمكن أن نقول أن هذا المصطلح اختص به علماء النحو واللغة ، فهي نوع من البحث العربي في القرآن الكريم . [التأريخ]
- من محتويات كتب معاني القرآن : الإعراب ، الغريب ، المشكل ، القراءات وتوجيهها ، أساليب العرب في خطابها . [المحتوى]
- ممن كتب فيها ، يونس بن حبيب الظبي وعلي بن حمزة الكسائي وهما من لغويو القرن الثاني ، وهي مفقودة ؛ أما أشهر ما كتب وطبع : معاني القرآن للفراء (ت:207) ثم الأخفش (ت:215) ثم الزجاج (311) ؛ ثم معاني القرآن لأبي جعفر النحاس (ت:338) . [الكُتّاب]
- من الآثار التي نشأت عن هذه الكتب الفصل بين أهل المعاني وأهل التفسير واستقلال كل منهما عن الآخر ، ويجب أن نميز في التأريخ فأهل المعاني قديما كان يقصد بهم هؤلاء أما بعد ذلك فيطلق على طائفة معينة من أهل البلاغة المهتمون بقسم (علم المعاني) من أقسام علم البلاغة .

* متفرعات هامّة :
(1) في الكتب :
- معاني القرآن للنحاس : ميزة هذا الكتاب أنه جعل معاني القرآن هي المعاني الأولية التي تفهم من الخطاب ، ومازج بين غريب القرآن والمعنى الإجمالي للجملة ، وقد يذكر شيئا من أساليب العرب في خطابها أيضا ، فكتابه صرف في المعاني وليس فيه إعراب ، فقد فصل الإعراب في كتاب أسماه بهذا الاسم .
- معاني القرآن للزجاج : مع ملاحظة قلة الاعتماد على تفاسير السلف في كتب النحويين ، فقد امتاز الزجاج عنهم في هذا الباب باعتماده على تفسير أحمد بن حنبل من روايته عن ابنه عبد الله ، وأكثر منه النحاس .. وقد قصد ذلك وذكره في المقدمة ، قال النحاس : (وأذكر من قول الجلة من العلماء باللغة وأهل النظر ما حضرني) وقصد بهم الصحابة والتابعين.
- كتاب حديث أثنى عليه بعد سؤال أحد الطلاب عنه ، كتاب إعراب القرآن وبيانه لمحيي الدين درويش .
(2) فيما يستفاد من هذه الكتب :
- تتبع اعتراضات البصريين على الكوفيين في النحو ونجدها بالذات عند الأخفش ، الفراء كان كوفيّ أما الزجاج والأخفش فبصريين .
- تتبع أوجه القراءات ، خصوصا أن هذه الكتب أتت متقدمة على تسبيع السبعة ؛ وقد أوعز المحاضر إلى إمكانية صنع بحث في هذا الباب ( القراءات في كتب معاني القرآن القديمة ) .
 
المحاضرة الثانية (2-3) غريب القرآن

- [التعريف] بيان مفردات ألفاظ القرآن ؛ [التكوين] هي جزء من معاني القرآن ؛ [فائدتها] اللبنة الأولى التي يبنى عليها التفسير .
- [كُتّابه الأوائل] أبان بن تغلب الجريري (ت:141) ، أبو فيد المؤرج بن عمر السدوسي (ت:195) ، والنضر بن شميل (ت:203) وهؤلاء من كبار علماء اللغة . كذلك أبو عبيدة معمر بن مثنى البصري و الأخفش ، وابن قتيبة الدينوري (ت:276) وهو مطبوع ومن أجود ما كتب في هذا الباب .
- [سمات الكتب]
1. من حيث الجملة مادتها المفردات ، منهم المقل ومنهم المكثر ، فيذكر المفردة ومعناها وقد يستشهد لها من أقوال العرب فـ : القرآن عربي يحتج به ولا يحتج له [قاعدة هامة] .
2. في ذكرهم للفظة أمران : (أ) أحيانا يذكر المعنى اللغوي لأنه هو المعنى المراد في الآية (ب) وأحيانا يكون المعنى اللغوي ليس هو المراد إنما المراد المعنى من السياق .. إذا قد يبين المعنى اللغوي العام وقد يبين المعنى السياقي العام . [مثال] "والذاريات ذروا" يقولون الرياح ، فهذا تفسير سياق وليس بيان للفظة من حيث هي في لغة العرب .

- [الكُتّاب والشواهد] تتمايز هذه الكتب في ذكر الشواهد ، الأقدمون كانوا أكثر عناية بالشواهد خصوصا أصحاب القرن الثاني ، فمن أبي حيان الأندلسي في كتابه تحفة الأريب إذ كان يذكر الكلمة ومعناها فقط إلى أبو عبيدة معمر بن المثنى الذي ذكر خمسمائة شاهد في كتابه ، وفيم بينهما ابن قتيبة الذي أورد مائة شاهد في كتابه .
[مراتب الشاهد] عموما عند علماء العربية وليس خاصا بكتب الغريب :
(1) أن يكون الشاهد مبيّنا للمعنى : يتبين من الشاهد معنى اللفظة في القرآن وهذا قليل
(2) أن يكون الشاهد [شاهدا على أن اللفظ مستعملا عند العرب] وهذا كثير .
- ترتيب مصنفات كتب الغريب :
1. الترتيب الذي سار عليه المتقدمون وتابعهم كثير من المتأخرين بترتيب القرآن من سورة الفاتحة إلى سورة الناس ، فهذه التصانيف مفيدة للحفاظ ، وميزته : الرجوع للآية في مكانها بيسر .
2. الترتيب على حروف الهجاء ، وميزته : جمع نظائر الفظة في مكان واحد ( وسق واتسق ، المؤودة ذا الأيد لا يؤوده ..) وهذه الترتيب على ثلاث اتجاهات :
‌أ- الاتجاه المشهور المعروف : باب الألف ، باب الباء .. الخ . ممن انتهج هذا الاتجاه الراغب الأصفهاني في كتابه مفردات القرآن .
‌ب- اتجاه التقفية : [ترتيب عكسي] ينظر فيه لآخر الكلمة . ومن أصحاب هذا الاتجاه الرازي في كتابه غريب القرآن .
[مثال] لفظة برأ : عند الأصفهاني نجدها في حرف الباء وعند الرازي نجدها في باب الهمزة .
‌ج- الترتيب الهجائي مع الحركات انتهجه السجستاني ولا يعلم قبله ولا بعده من سار عليه ؛ فلفظة استفتحوا نجدها عنده في باب الهمزة المكسورة .

- بعض كتب غريب القرآن تذكر القراءات ، وبعضها يذكر المحتملات ، وبعضها يعنى أيضا بغريب الأساليب وليس المفردات فقط كأساليب الغريب في كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة .
- كتاب غريب القرآن لابن قتيبة يمتاز بأمرين :
(1) الاختيار في حال اختلاف المعنى
(2) إدخال أقوال السلف وجعلها حجة في بيان غريب ألفاظ القرآن ؛ وهو كتاب نفيس كثير الفائدة .
 
المحاضرة الثانية (3-3) مُشْكِل القرآن –مشكلات التفسير-

- [التعريف] : ما غمض ودق عن الفهم . ذكره ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن ، وقد ذكر أنه والمتشابه واحد ، والحق أن المشكل جزء من المتشابه ، ويسميه بعضهم أيضا موهم الاختلاف .
- ما من آية قيل أنها مشكلة إلا اجتهد العلماء في حلها وإن اختلفوا في الطريقة ، فنأخذ من هذا فائدة مهمة جدا : أن هذا الإشكال نسبي ، لا يوجد إشكال كلي لا يوجد آية أو لفظة لا يعلم أحد معناها أو يقال عنها مجهولة المعنى ، فالقرآن من حيث العموم معروف المعنى يمكن الوصول إلى معناه . فما يشكل عند هذا لا يشكل عند ذاك . ثم ذكر ما جاء في صحيح البخاري أن رجلا سأل ابن عباس : إني لأجد في القرآن أشياء تختلف عليّ وذكر آيات منها إثبات السؤال ونفيه ، فبين له ابن عباس رضي الله عنه أن هذا في موطن دون موطن . فهذا أشكل عند السائل ولم يشكل عند ابن عباس رضي الله عنه .
- لكن ثمة بعض الآيات التي اتفق على إشكالها كآيات الوصية في أواخر المائدة وقول شعيب عليه السلام "قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها" .
- المشكل الذي هذه صورته يرادف المتشابه النسبي ، فالمقابل له في هذه الحال المُحكم .
- دائما الإشكال له سبب:
1.
قد يكون السبب في اللفظة إذ هي غريبة المعنى أو محتمله لأكثر من دلالة .
2. وقد يكون الإشكال خارج النص في عقل المستشكل بناءا على عقيدة سابقة مثلا ، وهذا يكثر عند المتكلمين .
- جـ: ليس كل لفظة غريبة مشكلة ، لكن الغريب قد يكون سببا الإشكال .
- كتب المتشابه قديما فيها (1) الرد على الاعتراضات (2) وجانب بيان بعض المشكلات .
- ملاحظة ذكرها المحاضر : هاذين العلمين المشكل والغريب هناك من اعترض عليهما تأدبا مع كلام الله ويحمد لهم ذلك ، لكنها تسميات اصطلح عليها العلماء من قديم .
كتب في هذا علم مشكل القرآن :
- كتاب مشكل القرآن الكريم لعبد الله بن المنصور ميزه وأثنى عليه المحاضر الكريم .
- من أول من كتب عن مشكل القرآن مقاتل بن سليمان في كتابه متشابه القرآن (مفقود) ونقل منه أحمد الملطي الشافعي .
- ثم محمد بن المستنير المعروف بقطرب في الرد على الملحدين في متشابه القرآن (مفقود)
- وكتاب ابن قتيبة المذكور سلفا وهو مطبوع .
- وضح البرهان في مشكل القرآن للنيسابوري .
- فوائد في مشكل القرآن للعز بن عبد السلام .
- تفسير آيات أشكلت لابن تيمية .
- فتح الرحمن بكشف ما يلتبس عن القرآن ليحي بن زكريا الأنصاري .
- تيجان البيان في مشكلات القرآن للخطيب العمري .
- مشكلات القرآن لأنور الكشميري .
- أسئلة الريان (الروض الريان في أسئلة القرآن) لشرف الدين حسين بن سليمان الريان .
- أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل للرازي وهو مطبوع .

يتبع إن شاء الله .
 
3 صفر 1434 - 16 ديسمبر 2012 م
المحاضرة الثالثة (1-5) الوجوه والنظائر

- أول من كتب فيها مقاتل بن سليمان في كتابه الوجوه والنظائر ، ثم كتب فيه هارون بن موسى ، يحي بن سلام البصري في كتابه تفسير القرآن مما اشتبهت أسمائه وتصرفت معانيه ويسمى اختصارا كتاب التصاريف ؛ كتابي هارون ويحي شبه نسخة من كتاب مقاتل ، بل كل من كتب بعده في هذا العلم هو عالة عليه ، بعضهم أضاف عليه إضافات يسيرة كإضافة ابن الجوزي البيان اللغوي في كتابه نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر .
- الوجوه : المعاني المختلفة في اللفظ القرآني ؛ النظائر : الآيات الواردة في الوجه الواحد . مثال توضيحي : "أرساها" تفسيرها على أوجه ، فوجه منها أثبتها فذلك قوله "والجبال أرساها" ونظائرها " قدور راسيات" كذا "ألقينا فيها رواسي" ؛ والوجه الثاني مرساها بمعنى حينها في الأعراف "يسألونك عن الساعة أيان مرساها" ونظيرها في آخر النازعات .
- كتب هذا العلم تذكر المعاني المتعددة للفظة الواحدة ، ولا تبحث في المفردة من حيث اللغة أصالة ، إنما مجال بحثها في المعنى السياقي ، كذا قلّما تعنى بالقراءات ، إنما هي تنظر في اللفظة بقراءة المؤلف فحسب غالبا .
- (ثم ذكر كلاما عن الاشتقاق اللغوي للكلمة وأهمية تضمينها هذه الكتب وحث على البحث العلمي في هذا الباب ) .

المحاضرة الثالثة (2-5) أسباب النزول
- لا يلزم أن يكون لكل آية سبب نزول ، بل أن أغلب آيات القرآن نزلت بغير سبب .
- السبب يكون إما لحادثة وقعت أو جواب لسؤال .. ويكثر هذا في الآيات المستفتحة "يسألونك عن .. " .
- لفظة "سبب" لم تكن واردة مطلقا عند المتقدمين من الصحابة والتابعين وأتباعهم ، بل كان الشائع عندهم نزلت في ، فأنزل الله ، فنزلت .. ؛ وهذه اللفظة "سبب" أحدثت إشكالا في فهمنا لمصطلح أسباب النزول . فمفهوم السبب عند المتقدمين كان أوسع من فهمنا وقد كانوا يتوسعون في النزول ، فلا يلزم أن يكون مقصدهم سبب النزول المباشر . الواحدي مثلا قال في سورة الفيل نزلت في أصحاب الفيل .
- عبارات النزول [صيغ النزول] : نزلت في فلان ، أنزلت في كذا ، كان كذا فنزلت ، كان كذا فأنزل الله ، .. الخ . وعبارات النزول قرينة من القرائن التي تدلنا إن كان الأمر سبب نزول أو تنزيل ، فقولهم : كان كذا فأنزل الله ، كذا فنزلت هذه قرينة قوية في الغالب أنه سبب نزول ، وقولهم نزلت في كذا أو في فلان في الغالب أنه من حكم التفسير فيدخل فيها الاجتهاد أي في حقيقته هي تنزيل وليس سبب نزول مثل قول سعد بن أبي وقاص في قوله تعالى " الذين ينقضون عهد الله " قال هم الحرورية أو نزلت في الحرورية –هم لم يكونوا على عهد الرسول- ومثله أن نقول الآن آية كذا في العلمانيين وما إلى ذلك .
- من المهم إذا حين نقرأ في أسباب النزول في كلام السلف أن نلغي فكرة السببية الملازمة .
- أول من ألف في هذا الباب علي بن المديني (ت:234) ، تبعه طائفة منهم الواحدي (ت:458) أسباب النزول ، ابن حجر العسقلاني (ت:852) العجاب في بيان الأسباب ، والسيوطي (ت:911) لباب النقول في أسباب النزول ، أما أكمل كتب المعاصرين وأثنى عليه المحاضر كتاب الدكتور خالد المزيني المحرر في أسباب النزول .
 
التعديل الأخير:
المحاضرة الثالثة (3-5) توجيه القراءات

- الكتابة في القراءات على أنواع منها :
النوع الأول : تأليف القراءات مفردة ، مثل كتاب السبعة لمجاهد ، وقد تحوي توجيها أو لا تحويه .
النوع الثاني : توجيه القراءات ، وهذه التي تعنينا بشكل أكبر في التفسير لأنه قد ترتبط بالمعنى واختلافه .
وتختلف مصنفات هذا النوع منها من القراءات فحسب ومنهم من يورد القراءات وقرائها ، منهم يورد المتواتر فقط ومنهم من يتوسع .

- معنى توجيه القراءات ، نبينه من خلال المثال التالي :
قوله تعالى " وما هو على الغيب بضنين" وفي قراءة " بظنين" ففي كتب توجيه القراءات ترد :
قرأ "بظنين" فلان وفلان وفلان ومعناها متهم ، وقرأ "بضنين" فلان وفلان ومعناه بخيل .

- كتب توجيه القراءات قد نجد فيها بعض مادة الوقف والابتداء بناءا على القراءات ، وقد يذكرون الإعراب أيضا وهي مادة خصبة له .
- المتقدمين من العلماء خصوصا قبل تسبيع السبعة في الغالب إذا فسروا الآية فسروها على حسب القراءة التي يعتمدونها ، فلا يشكل علينا ونظنها لحفص وهذه مسألة مهمة ينبغي التنبه لها ، مثلا : مجاهد قرأ على ابن عباس وقرأ عليه عبد الله بن كثير إمام المكيين وأحد القراء السبعة وهؤلاء يقرؤون "وكان له ثمر" بالضم "ثُمُر" بينما حفص يقرأها بالفتح "ثَمَر" فيقول مجاهد ثمر : المال المثمر (وهذا على قراءتهم) فلا يصح أن نفسرها في حفص "ثَمَر" بتفسير مجاهد فثمر في حفص هو الثمر المعروف . ومن هذا الباب فابن جزئ الكلبي في تفسيره التسهيل في علوم التنزيل أقامه على قراءة نافع لا حفص ، فينبغي التفطن لهذه المسألة .

- كتب توجيه القراءات : القراءات وعلل النحويون للأزهري (ت:370) وعصريُّهُ ابن خالويه في إعراب القراءات السبع وعللها ، المحتسب في تبيين شواذ القراءات والإيضاح عنها لابن جني ( ت:329) ؛ ثم ذكر كتابين وأشار إلى أهميتهما حين سأله أحد الطلاب عن أهم هذه الكتب هما: الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي بن أبي طالب (ت:437) وحجة القراءات لأبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة (بعد 400).
 
المحاضرة الثالثة (4-5) الوقف والابتداء

- ليس هناك وقف إلا ومبني على فهم المعنى ، فالوقف إذا أثر من أثار التفسير ولا يكون إلا بعد الفهم .
- جُلّ من كتب في هذا العلم من النحاة واللغويين ، وقد زادت مؤلفات هذا الباب عن مائة مصنف مما يدلك على أهميته.

- نحتاج كتب الوقف والابتداء في التفسير لأن الوقف قد يؤثر في المعنى وأشهر مثال على ذلك المعنيين المختلف فيهما في الوقف على لفظ الجلالة في الآية "وما يعلم تأويله إلى الله" أو وصلها ؛ وبعض المفسرين لهم عناية خاصة بهذا الباب منهم النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن ورغائب الفرقان وقد اعتمد على كتاب السجاوندي ، والقرطبي أيضا له بعض اهتمام بهذا الباب واعتماده فيه على كتاب ابن الأنباري في الغالب.

- الكتب : إيضاح في الوقف والابتداء لابن الأنباري (ت:328) ، علل الوقوف للسجاوندي (ت:560) ، تقييد وقوف القرآن للهبطي (ت:930) وهو إلى يومنا هذا عمدة المغاربة في الوقف والابتداء وأهمها : القطع والإتلاف للنحاس (ت:338) ، ومنار الهدى في الوقف والابتداء للأشموني ، كذا المكتفى في الوقف والبتدا لأبي عمر الداني (ت:444) وهو أصل في هذا الباب .



المحاضرة الثالثة (5-5) مبهمات القرآن

- المعنى : ما انغلق من الكلام واحتاج إلى بيان "وجاء رجل من أقصى المدينة .." فرجل والمدينة كلاهما مبهم .
- للإبهام أسبابه التي يرجع إلى كتب الإبهام لمعرفتها .

- علم المبهم له أصل في السنة وعند الصحابة ، كالذي أورده ابن عباس في سؤاله لعمر عن اللتين تظاهرا رضي الله عن الجميع .

- ذكر أن لهذا العلم فوائد وقد يكون له أثر تاريخي أو أثر في التفسير ولا يلزم الأثر من كل مبهم .

- ممن عني بالمبهمات في تفسيره مقاتل بن سليمان ، ومن الكتب في هذا الباب : التكميل والإتمام لكتاب التعريف والإعلام لابن عسكر الغساني (ت:636) ، وغرر البيان في مبهمات القرآن لابن جماعة (ت:733) ، مفحمات الأقران في مبهمات القرآن للسيوطي ( ت:911) وأهمها: كتاب السهيلي (ت:581) التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام ، وكتاب البلنسي (ت:782) صلة الجمع وعائد التذييل لموصول كتابي الإعلام والتكميل .
 
الثلاثاء: 5 صفر 1434 - 18 ديسمبر 2012 م
المحاضرة الرابعة (1-4) علم المناسبات

- أبو بكر عبد الله بن محمد النيسابوري من علماء بغداد (ت:324) من أوائل من اعتنى بهذا العلم ، وكانت هناك إشارات عند بعض المتقدمين من التابعين وأتباعهم ، ثم ابن العربي (ت:543) . ري الظمآن في تفسير القرآن لأبي عبد الله محمد بن عبد الله السلمي (ت:655) قصد فيه ارتباط الآيات بعضها ببعض ، البرهان في تناسب سور القرآن لأبي جعفر أحمد بن إبراهيم الزبير الثقفي (ت:708) وقد استفاد منه كثيرا برهان الدين البقاعي (ت:885) في كتابه نظم الدرر في تناسب الآيات والسور .. إذ يعد أبو جعفر من مشايخ شيوخ البقاعي . تناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي (ت:911) جواهر البيان في تناسب سور القرآن لعبد الله بن صديق الغماري . ومن أنفس ما كتب المعاصرون الإعجاز البياني في ترتيب آيات القرآن الكريم وسوره للدكتور أحمد بن يوسف القاسم .. والكتاب نادر .
- يرى المحاضر أن علم المناسبات من علوم القرآن ولا يرتبط كثيرا بالتفسير إذ ليس له أثر كبير في فهم القرآن .

- المناسبات على أنواع ، أغلبها الأولين :
1. تناسب سورة لسورة . مثل بالنازعات وعمّ .
2. تناسب آية لآية .
3. تناسب موضوع لموضوع . مثل بقسمي سورة الطارق .
4. مناسبة بعض الألفاظ في مواضع قد توحي بالغرابة .
مثل بذكر صفة الرحمن في معرض الحديث عن العذاب في خطاب إبراهيم عليه السلام مع أبيه في سورة مريم .
5. مناسبة اسم السورة لموضوعها . مثل بتناسب اسم سورة البقرة مع موضوعاتها .


(2-4) إعجاز القرآن
- ذكر محمود شاكر في كتابه المداخل في إعجاز القرآن أن كتابة العلماء في هذا الباب اتخذت مسلكين :
(1) المسلك الكلامي : لإثبات صحة هذا الكتاب وأنه من عند الله وأنه معجز للخلق ، بدأ هذا المسلك المعتزلة ، وسبب ذلك أمران ؛ الأمر الأول أشار إليه الجاحظ هو مناقشتهم للملاحدة الذين يطعنون في القرآن، السبب الثاني ضعف قولهم في القرآن فقولهم أنه مخلوق نزع منه الإعجاز كوصف ذاتي فيه (أشار المحاضر أن هذا السبب من اجتهاده وأنه ناقشه في أحد مقالاته) من الكتب المميزة كتاب إعجاز القرآن للباقلاني.
(2) المسلك الأدبي : كتب فيه قديما ، وانتقل من مادة الإعجاز إلى علم البيان أو علم المعاني ، أو ما نسميه اليوم علم البلاغة ، فعلم البلاغة ثمرة من ثمرات البحث بالمسلك الأدبي في إعجاز القرآن .
- أي آية بحاجة إلى مسألة من علم البلاغة ليتبين بها المعنى الأولي ، تدخل في علم التفسير ولا بد من معرفتها ؛ أما إذا كان المعنى واضحا وإن لم أفهم الأسلوب البلاغية فإن إبراز الأسلوب البلاغي يأتي بعد فهم الآية .

(3-4) الانتصار للقرآن

- للباقلاني فيه كتاب، وبعض كتب الإعجاز والمشكل والمتشابه كما ذكرنا من قبل تدخل في هذا الباب مادامت تناقش وترد.

(4-4) كتب علوم القرآن

- نقصد بها الكتب التي جمعت أكثر من نوع من أنواع القرآن ، وإلا فجل ما ذُكِر سابقا من تصانيف في علوم القرآن .
- فهم القرآن للحارث المحاسبي ، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ، البرهان في علوم القرآن للزركشي ، فنون الأفنان في عيون علوم القرآن لابن الجوزي .
- بعض التفاسير عنيت بعلوم القرآن ، مثل كتاب التحصيل للمهدوي يذكر عدد من الآيات ثم جعل علوم القرآن على خمس فيذكر ما فيها من قراءات ومن التفسير ، ومن الأحكام كالناسخ والمنسوخ ويذكر ما فيها من الإعراب ثم يذكر جوانب متعلقة بالرسم والضبط .
 
وبعد فهذا نهاية جزئية من المادة التي يشرحها لنا الشيخ الفاضل مساعد الطيار ، وقد شمل حديثه التعريف بأبواب معينة مع ذكر أوائل وأهم الكتب في كل باب ، وهذه الأبواب إجمالا هي :

1. مقدمة مختصرة عن كتب التفسير .
2. إعراب القرآن .
3. معاني القرآن .
4. غريب القرآن .
5. مشكل القرآن .
6. الوجوه والنظائر .
7. أسباب النزول .
8. توجيه القراءات .
9. الوقف والابتداء .
10. مبهمات القرآن .
11. المناسبات .
12. إعجاز القرآن .
13. الانتصار للقرآن .
14. كتب علوم القرآن .

أسأل الله أن يجزي الشيخ عنّا خيرا ، ونفعني الله وإياكم . وأرجو أن لا تنسوني من دعوة في ظهر الغيب .
في المرفقات : مادة هذا الموضوع كاملة ، مجموعة في ملف word

ساجدة فاروق "ابنة الرميصاء"
 
أختنا الكريمة لم تكتبي المحاضرة الخامسة والسادسة ففيما تكتبينه خير كثير ونستدرك به مافاتنا.
وفقك الله لكل خير
 
بارك الله فيكم ، ثمّة بعض الظروف تؤخر ولن تمنع بإذن الله ، ولعلي أدرج الخامسة غدا إن شاء الله .
 
شكر الله لك ساجدة.. وسأدرج غدا المحاضرة السادسة بإذن الله
 
بسم الله الرحمن الرحيم



المحاضرة السادسة : المحكم والمتشابه
د.فهد الوهبي​



الثلاثاء : 12 صفر 1434 – 25 ديسمبر 2012 م




هذا العلم والفن تناوله عدد من أصحاب الفنون كأصحاب علم علوم القرآن ، وأصحاب العقيدة ، وأصحاب علم أصول الفقه ، وغيرهم من العلماء ..
لماذا بحث العلماء في موضوع المحكم والمتشابه ؟ لماذا تحدثوا عن هذا الموضوع ؟
أصل بحث العلماء لهذا الموضوع أنه ورد في القرآن الكريم ..
قوله تعالى في آل عمران (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ومايعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ومايذكر إلا أولو الألباب))..
لما وجد العلماء هذه الآية في كتاب الله عزوجل ، ثم وجدوا قوله تعالى في سورة هو : (( الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)) ، ووجدوا أيضا في سورة الزمر قوله تعالى : (( الله نزل أحسن الحديث كتابا متئابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد )) .
هذه الآيات تثبت أن آيات القرآن كلها محكمة ، وتثبيت أيضا أن آيات القرآن كلها متشابهة ، وتثبت أن بعض الآيات محكم والبعض متشابه .لذلك بحث العلماء في هذا الباب لفك الإشكال الذي قد يطرأ عند بعض من يقرأ هذه الآيات .

هنا بعض النقاط المتعلقة بهذا الباب :
النقطة الأولى : أن أغلب المسائل في هذا الباب تدور حول آية آل عمران ، مثل :
ما معنى المحكم ؟ ما معنى المتشابه ؟
الوقف :أين نقف ؟ على لفظ الجلالة أم على ( الراسخون في العلم ) ؟
إدراك المتشابه : هل العلماء يدركون المتشابه ، أو لايدركونه ؟
التأويل : ما معنى التأويل ؟
هذه كلها مسائل متعلقة بآية آل عمران ، ولذا نقول أن أغلب مسائل الباب متعلقة بهذا الموضوع .

النقطة الثانية : يوجد نوع من أنواع المتشابه يسميه العلماء : المتشابه الكلي الذي لايدرك حقيقته ومعناه إلا الله ، مثل صفات الله عزوجل قالوا لاندرك حقيقتها أما المعنى فهو ثابت ومعلوم ، فهذا المتشابه الكلي لايدخل معنا في علم التفسير لأن المفسر لايبحث في حقائق الأمور ، لايبحث في حقائق الساعة ، لايقول كيف تكون صفات الله عزوجل ؟ إنما يصف الأشياء بحسب المعاني الواردة في القرآن ، أما الكيفيات فلا يدركها أحد ولايعلمها أحد ، كما أنه لايدخل في علم الفقه وأصول الفقه ، مثل أن نقول أن هذا من المتشابه الذي لايعلمه إلا الله .
إذًا هذا المتشابه بهذا المعنى ليس له علاقة بعلم التفسير ( معرفة الكيفيات وحقائق الأمور ) ؛ لأن التفسير إنما يتحدث عما يكشف معناه ويتضح معناه .
أيضا لاعلاقة له بعلم الأحكام وعلم أصول الفقه ، فالأحكام لاتبحث فيما لايعلم من الايات – على القول أنه يوجد من الآيات مالايعلم معناها – وسيأتي تفصيل هذا القول .
إذًا المتشابه الكلي لايدخل في علم التفسير وكذا في علم الأحكام وأصول الفقه .

النقطة الثالثة : أن هذا الباب له أثر في الاعتقاد ، وخاصة في تفسير آيات الصفات ، فإن عددا من أصحاب الفرق التي انحرفت عن منهج أهل السنة والجماعة أدخلت المتشابه في الصفات ، وقالت أن الصفات متشابهة ولا نعلم معناها ، ولذلك جعلوا آيات الصفات من المتشابه .
إذًا له علاقة بالكيفيات ، فهو يعتقد أن لصفات الله تعالى كيفيات ، وأن لقيام الساعة كيفيات ، لكنه لايعلمها ، مع إثبات المعنى كما هو مذهب أهل السنة والجماعة .
هذه بعض المقدمات المهمة المتعلقة بباب المحكم والمتشابه .

إذا أردنا أن نبحث في علم المحكم والمتشابه نجد أن علماء علوم القرآن يبحثون هذا الباب داخل أنواع علوم القرآن ، فيقول النوع كذا : المحكم والمتشابه .
أما علماء أصول الفقه ، فإنهم لا يفردون بابا خاصا للمحكم والمتشابه ، وإنما يذكرونه داخل علم دلالات الأحكام ، مثلا الحنفية يقسمون اللفظ باعتبار الوضوح إلى : الظاهر ، والنص ، والمفسر ، والمحكم ، فنجد أن المحكم من مراتب وضوح النص عند الأحناف . ثم يقسمون اللفظ باعتبار الخفاء إلى : خفي ، ومشكل ، ومجمل ، ومتشابه ، فأعلى درجات الخفاء عند الأحناف هي المتشابه ، وأعلى درجات الوضوح هي المحكم .
هذا عند الأحناف ، أما عند الجمهور فإنهم يقسمون اللفظ باعتبار الوضوح إلى : نص وظاهر ، وباعتبار الخفاء إلى : مجمل ومتشابه . نجد أن المتشابه أيضا باعتبار الخفاء عند الجمهور .

المسألة الأولى : تعريف المحكم والمتشابه في اللغة :
المحكم : مُفْعَل من أحكم ، وأحكم : أي أتقن ، فالأصل فيها الإتقان ، وأصلها مأخوذ من : أحكم الشيء أي منع الشيء ، واستعمل الإحكام في الإتقان والتوثيق لأن الإحكام يمنع تطرق مايضُد المقصود ويمنعه . ومنه قول الشاعر :
أبَني حَنيفَة َ أحكِمُوا سُفهاءكُمْ إني أخافُ عليكمُ أنْ أغضبا
المتشابه : متفاعل من الشَبه والشِبه والشبيه ، وهو أصل واحد يدل على تشابه الشيء وتشاكل الشيء ، فالتشابه والتشاكل يدخل في معنى المتشابه ، ومنه قوله تعالى : " وأُتوا به متشابها " ، يعني : يشبه بعضه بعضا.


المسألة الثانية : التعريف الاصطلاحي :
مامعنى المحكم في الاصطلاح ؟ وما معنى المتشابه في الاصطلاح ؟
هذه المسألة هي من أدق المسائل في هذا الباب ، بل هي من أعور هذه المسائل ، بل إن كثير ممن كتب في هذا الموضوع سرد الأقوال الواردة دون تمحيص ولا تدقيق ولا تحرير ولانقد ، فسرد أقوال كثيرة في معنى المحكم والمتشابه ، والحقيقة أنه لا يوجد خلاف في المعنى كما هو مرسوم في هذه الكتب .

ماالذي يؤثر في معرفة المحكم والمتشابه ؟
إذا أردنا أن نعرف المحكم اصطلاحا ، والمتشابه اصطلاحا فيجب أن نحدد قضيتين :
1- ما معنى التأويل في هذه الآية ( وما يعلم تأويله إلا الله ) ؟
2- هل الراسخون في العلم يعلمون المتشابه أو لا يعلمونه؟
هاتان القضيتان إذا ضبطناها من ناحية علمية نستطيع أن نقول : ما معنى المحكم وما معنى المتشابه .

القضية الأولى : التأويل
التأويل باختصار في التعريفات له ثلاث معاني :
الأول : مرجع الشيء ، أي : ما يؤول إليه الشيء ، مثل قوله تعالى : " هل ينظرون إلا تأويله " ، أي ما يؤول إليه الشيء في وقت البعث والنشور .
الثاني : تفسير الكلام وبيانه ، وهذا ما يستخدمه ابن جرير الطبري في كتابه جامع البيان ، مثل مايقول : وأما معنى التأويل في كلام العرب فإنه التفسير ، ومثل قول الطبري : وأما قولهم في تأويل قوله تعالى : .. ، وقد سمى كتابه : جامع البيان في تأويل آي القرآن .
أي المعنيين أكثر في القرآن ؟
الأكثر في القرآن والأغلب أنه يأتي بمعنى ما يؤول إليه الشيء ، إن كان أمرا : يعني فعل المطلوب ، فعل الأمر يعني تأويله ، ( أقم الصلاة ) تأويلها : أن تصلي . ( آتوا الزكاة ) تأويلها : أن تزكي ، ومنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتأول القرآن ، أي يفعل ما يأتي في القرآن من التسبيح في الركوع والسجود بحسب ما جاء في القرآن ، ومثل ( ذلك خير وأحسن تأويلا ) ( هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه قد جاءت رسل ربنا بالحق ) ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ) هذه كلها معناها ما يؤول إليه الأمر ، إذا كان أمرا فالمعنى وقوعه ، وإذا كان خبرا فالمعنى صدق نفس المخبر عنه ، أيضا مثاله في قصة يوسف " وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث " يعني ماتقع الرؤيا عليه ، ( نبأنا بتأويله ) ( قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله ) أغلب الآيات في القرآن بهذا المعنى .
الثالث : هو الإطلاق الأصولي المتأخر ، وهذا المعنى لا يرد في القرآن الكريم ، وهو : صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معناه الخفي بدليل .
وهذا التعريف الأصولي المتأخر لا يجوز أن يفسر به القرآن ، فلا نأتي لآية آل عمران مثلا ، ونقول أن معناها هو المعنى الأصولي المتأخر ، لأن هذا التعريف حادث .
ومن أسباب الخطأ في التفسير : تفسير ألفاظ القرآن على اصطلاحات حادثة .

ملاحظة : إذا اختار المفسر معنى للتأويل من المعنيين الأولين فإنه سيستمر على هذا المعنى في جميع مسائل هذا الباب .
مثلا لو قلنا لمفسر : ماذا تقول في تفسير قوله تعالى : ( ومايعلم تأويله إلا الله ) يقول أن التأويل هنا بمعنى التفسير ، إذا قال التأويل : التفسير
نقول له : مامعنى المحكم ؟ يقول : المحكم ما وضح معناه .
نقول له : مامعنى المتشابه : يقول : المتشابه ما احتاج إلى تفسير .
نقول له : هل العلماء يعلمون المتشابه ؟يقول : نعم .
نقول له : أين تقف ؟ يقول : عن قوله ( ومايعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) أي يعلمون تأويله .
إذا هي خمس مسائل مرتبطة ببعض .
إذا قال المفسر أن التأويل عندي هو التفسير سيستمر في هذه الأقوال كلها بنفس الوتيرة .
وإذا قال التأويل عندي حقيقة الشيء سيستمر أيضا على القول المناقض له ، سيقول :
التأويل هو معرفة الحقائق ، والتأويل لا يعلمه إلا الله ، وسأقف على قوله ( وما يعلم تأويله إلا الله ) ، وأقول أن المحكم هو ما استطاع الناس الوصول إليه ، والمتشابه ما لايستطيع أحد الوصول إليه .

هل يمكن أن يقول أحد بقول ثم يخلط بين المسألتين ؟
لا ، فمن يقول أن التأويل هو التفسير ، لا يمكن أن يقول أن المتشابه هو ما لايعلمه إلا الله ، ولا يقول المحكم هو ما استطاع الناس الوصول إليه .
هذه مسائل دقيقة ومترابطة ، كل مسألة تأخذ بعنق الأخرى وتوصل لها ، خمس مسائل في هذا الباب يلتزم بها القائل .
إذا تحديد معنى المحكم والمتشابه متوقف على تحديد معنى التأويل في الآية .

القضية الثانية : هل المتشابه يدرك أو لا يدرك ؟
بناء على قولين :
إذا قلنا أن التأويل هو التفسير فالمتشابه يدرك .
وإن قلنا أن المتشابه هو ما لايعلمه إلا الله ، فيكون المتشابه لايدرك .

** إذا رجعنا إلى كتب علوم القرآن أو كتب التفسير أو كتب أصول الفقه نجدهم يقولون : اختلف العلماء : هل العلماء الراسخون يدركون المتشابه أو لا ؟
وسياق الأقوال بهذه الطريقة ليس بصواب ، لأن القولين ليس في محل واحد .

القول الأول : أن الراسخون في العلم يعلمون المتشابه قالوا : وهذا مروي عن ابن عباس والضحاك ومجاهد والقاسم بن محمد ومحمد بن جعفر ابن الزبير والربيع ، واختاره ابن قتيبة وابن الحاجب وابن فورك والنووي وعليه أكثر أهل الكلام ، وقال ابن كثير وتبعهم كثير من المفسرين وأهل الأصول ، وقال ابن عباس ( أنا ممن يعلم تأويله ) ، وقال الضحاك : الراسخون في العلم يعلمون تأويله ، وقال مجاهد : يعلمون تأويله .
إذا أصحاب هذا القول يقولون المتشابه يُعلم تأويله .
القول الثاني : قالوا : المتشابه لا يعلمه إلا الله ، وبهذا القول قال ابن مسعود وابن عمر وابن عباس وعائشة وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم أجمعين ، واختاره الإمام مالك والفراء وأبو عبيدة وثعلب وابن جرير الطبري والبغوي وابن الأنباري والزركشي والشوكاني وعليه أكثر العلماء .

إذا أردنا أن نحرر المسألة نجد أن القولين لم يتواردا على محل واحد .

فالتأويل في القول الأول هو التفسير .
وفي الثاني هو حقيقة الشيء .
إذا لايصح جعل هذين القولين متقابلين في محل واحد ، ولا يمكن لأحد أن يقول : أن ابن عباس لما قال ( أنا ممن يعلم تأويله ) أنه يعلم حقائق الغيب .
كذلك لا يمكن لأحد أن يقول أن ابن مسعود بقوله : المتشابه لا يعلمه إلا الله ، لا يعلم التفسير وهو الذي يقول : ( والله الذي لا إله غيره ما أُنزلت سورة في كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت ، ولا أنزلت آية في كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أنزلت ، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه ) ، إذًا ابن مسعود يقول هذا الكلام ثم هو من القائلين بأن الراسخون لا يعلمون المتشابه ، فمعنى كلامه ( أنا أعلم ) أنه يعلم التفسير ، وعندما قال : الراسخون لايعلمون المتشابه : يقصد حقائق الأمور .
ابن عباس أيضا يقر أن حقائق الأشياء لا يعلمها إلا الله ، لكنه يقر أيضا أن التفسير معلوم .

ولذلك لا خلاف بين العلماء في هذه المسألة إذا فسرنا معنى التأويل عند القولين .
إذًا الصحيح أنه لا خلاف في هذه الآية ، وكل قول يقصد معنى آخر .
إذًا الخلاف في المعنى المقصود في الاية ، ليس الخلاف أيهما أصوب ، لأن كلاهما صواب ، بل الخلاف أيهما قصد في القرآن .

هل قصد في القرآن المتشابه الكلي ، وهو الذي يتبعه أهل الفتنة ، أو المتشابه النسبي الذي هو معرفة معنى التفسير ؟ هذا هو محل الخلاف ؟

المسألة الثالثة : أي المعنيين هو المراد في الآية ؟
قبل أن نصل إلى أي المعنيين هو المراد ، هناك معالم قرآنية تحدد أي المعنيين هو المراد ؟
المعلم الأول : أن المحكم هو الغالب ، وأن المتشابه قليل ، وهذا يدل عليه قول الله عز وجل : ( منه آيات محكمات هن أم الكتاب ) أي أغلب الكتاب ، معظم الكتاب ، عمدة الكتاب .
المعلم الثاني : أن المتشابه المنصوص عليه في الآية يتبعه أهل الزيغ لقصد الفتنة ، فيكون فيه لأهل الزيغ متبع ، أما ما لايكون فيه لأهل الزيغ متبع فلا يعد متشابها ، لقوله تعالى : ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منهم ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) .
المعلم الثالث : أن تعلق الذين في قلوبهم زيغ بهذه الآية ، يكون بقصد ابتغاء الفتنة واضلال الناس ، وإيهامهم أنهم يحتجون بالقرآن على مسالكهم الباطلة ، بحيث تحتمل الآية موافقتهم على اعتقادهم ، فيأتون إلى الألفاظ المحتملة ، ويستدلون بها على باطلهم ، وهذا يبين لنا أن بعض الآيات يمكن أن تحتمل معنى يتعلق به أهل البطل .
المعلم الرابع : ينبغي عندما نعرف المحكم أن نجعل في مقابله المتشابه الذي نتحدث عنه ( منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ) .
لا نعرف المحكم بالإحكام العام الذي هو لكل الآية ، ولا نعرف المتشابه الذي هو لكل الآيات .
المعلم الخامس : أن اتباع المتشابه بقصد الزيغ هو المذموم في القرآن ، وأما إذا كان اتباع المتشابه الذي هو التفسير إذا كان لقصد فهم الآيات والتدبر ، فهذا ليس بمذموم في القرآن .
المعلم السادس : أن العلماء قسموا الإحكام والتشابه إلى قسمين : قالوا :
1- إحكام عام ، وتشابه عام .
2- إحكام خاص ، وتشابه خاص .
الإحكام العام : القرآن كله محكم .
والتشابه العام : أن القرآن يشبه بعضه بعضا في هذا الإحكام .
هذا الإحكام العام والتشابه العام لا يدخل معنا في هذا الموضوع .

وإنما الخلاف في الإحكام والتشابه النسبي الذي يقع عند بعض الناس ولا يقع عند البعض الآخر .

بعد هذه المعالم ، أي القولين هو المراد في الآية : التفسير أو التشابه الكلي ؟
اختلف العلماء إلى قولين :
القول الأول : قالوا : أن المراد بالمحكم هو ما ظهر معناه ، والمتشابه هو مالم يظهر لأحد معناه ، يعني أستأثر الله تعالى بعلمه .
الذين قالوا بهذا القول : يقولون أن المتشابه لا يعلمه الراسخون في العلم ، ويقفون عند ( وما يعلم تأويله إلا الله ) .
وهذا القول ذهب إليه بعض العلماء مثل : أبو منصور البغدادي ، والسمعاني ، وعدد من العلماء .
القول الثاني : المحكم ما لايحتاج إلى التفسير ، والمتشابه ما احتاج إلى تفسير.
وهذا القول يدخل فيه كثير من الأقوال التي يسوقها علماء علوم القرآن في الكتب ، أو يسوقها علماء أصول الفقه ، أو يسوقها علوم التفسير ، فيدخل فيه من راعى وضوح المعنى ويقول أن المحكم مااتضح معناه ، والمتشابه مالم يتضح معناه . ومن يقول أن المحكم ما لايحتمل إلا وجها واحدا والمتشابه ما احتمل أوجها ، ومن يقول المحكم ما استقل بنفسه ، والمتشابه ما لا يستقل بنفسه ، من يقول أن المحكم ما تكررت ألفاظه ن والمتشابه مالم تتكرر ألفاظه كل هذا يدخل ضمن هذا القول .

أي القولين هو الراجح في هذه الآية ؟
العلماء اختلفوا اختلافا كبيرا في تحديد الراجح ، وابن جرير الطبري يرجح أن المراد بالآية ما استأثر الله بعلمه ، وهو الذي يتبعه أهل الزيغ ، وهو الذي لأجله كفر كفار مكة ، وهو الذي لأجله أضلوا الناس وأنكروا القيامة وغيرها من أشراط الساعة ، هذا الذي يرجحه الطبري ، ويؤيده ما نقل في سبب نزول الاية أن اليهود أرادوا معرفة مدة الأمة ، عندما أردوا حساب الحروف المقطعة .

المسألة الرابعة : الحكمة من إنزال المتشابه :
اتفق العلماء على أن القرآن أُنزل لحكمة عامة وهي الهداية ، وهناك حكم متعلقة بكل آية من الآيات ، لكن هذا السؤال لما طرحه علماء علوم القرآن وعلماء أصول الفقه لأن هناك شبهة انقدحت عند أذهان بعض من قال ببعض الأقوال غير الصحيحة ، قالوا : أن الله أراد بإنزال القرآن البيان والهداية ، فكيف يشتمل على المتشابه وتكون فيه ألفاظ لا تعلم معناها ؟
نقول : من قال أنه يوجد في القرآن لفظ لا يأحد يعلم معناه .
إذا هذه الشبهة تتعلق بـــ : هل يوجد في القرآن لفظ لا أحد يعلم معناه ؟
لا ، وكل القرآن معلوم المعنى .
إذًا كل الحكم التي ذكرها العلماء مثل الزركشي ، وغيره عندما ذكروا الحكم ، هم رتبوها على أن المتشابه هو ألفاظ لا يعلم أحد معناها .
قالوا : لماذا أنزل الله هذه الألفاظ إذا كان لا أحد يعلم بمعناها ؟
قالوا :
1- حث العلماء حتى يتأملوا في غوامض القرآن .
2- حتى يختبر الله العباد بالإيمان .
3- حتى يؤمنوا على ألفاظ موجودة لا يعلم أحد معناها .
هذه حكم مبنية على معنى غير صحيح ، ومعنى باطل ، وهو أن القرآن فيه ألفاظ لا يعلم أحد معناها .

إذًا القرآن ليس فيه ألفاظ لا يعلم أحد معناها ، وإنما فيه كيفيات غير معلومة .

ما الحكمة من إنزال الآيات التي لها كيفيات غير معلومة ؟
الإيمان بها ، لأن القرآن نزل أصلا للإيمان ، لأن من أصول الإيمان والاعتقاد عند أهل السنة والجماعة الإيمان بالغيب ، ولا يمكن أن يخلو القرآن عن آيات تتحدث عن الإيمان بالغيب ، والغيب يدرك معناه ولا تدرك كيفيته.

المسألة الخامسة : هل في القرآن ما لايعلمه إلا الله ؟
هذه المسألة نجعلها على مراحل :
المرحلة الأولى : هل في القرآن ما لا يعلم تفسيره إلا الله ؟
أ‌) هل في القرآن ما لامعنى له أصلا ؟ الجواب : لا يوجد في اقرآن شيء ليس له معنى
والدليل على ذلك : أولا : على ذلك أن القرآن نزل بلغة العرب ، والله تعالى يقول : " إنا أنولناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون " ، " وكذلك أنزلناه حكما عربيا " ، " وهذا لسان عربي مبين " ، " قرءانا عربيا غير ذي عوج "...
ثانيا : اتفق العلماء على أنه لا يوجد في القرآن كلمة ليس لها معنى ، قال ابن العراقي : وأما ما لا معنى له أصلا فمنعه محل وفاق .
ب‌) هل في القرآن شيء لا يفهم معناه أحد ؟ له معنى لكن لا يفهمه أحد ؟
الجواب : لا يوجد في القرآن شيء لا يفهم معناه أحد .

الفرق بين المسألتين :
في الأول يقول : لا معنى له أصلا ، يعني شيء مهمل تماما ليس له أي معنى ، وهذا لا يقول به عاقل ، فالعقلاء لا يتكلمون كلام إلا وله معنى ، فضلا عن كلام الله عز وجل .
الثانية : في التفسير ، هل يوجد آيات لها معنى ولكن لا يفهمها أحد ، وهذا أيضا لا يوجد ، فكل الآيات لها معنى ، ومعناها مفهوم للناس .
وقد قال بعض العلماء من أهل الاعتقادات الأخرى : يوجد في القرآن آيات لها معنى ولكن لا نفهمه ، وهي آيات الصفات .
وسبب هذا الكلام : اختلافهم في آيات الصفات ، وعدم اتباعهم القول الحق في آيات الصفات ، وهو أن لها معنى ، ومعناها معلوم ، ولكن كيفيتها غير معلومة .

ما الدليل على أن القرآن كله له معنى ، وأن الناس تفهم معناه ؟
1- نزل بلغة العرب ، ولغة العرب ذات ألفاظ ومعاني معلومة .
2- أن الله أمرنا بتدبر كتابه ، فكيف يأمرنا بتدبر شيء لا نعلم معناه .
3- أن العلماء أجمعوا على أن القرآن كله يعلم معناه ، وأهل العقية قرروا هذا الأمر ، ومجاهد يقول : عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات ، من فاتحته إلى خاتمته ، أُوقفه عند آية وأسأله عنها . إذًا من يقول : أن القرآن فيه ما لا يعلم معناه ، يقصد بذلك آيات الصفات ، وسيأتي الحديث عنها .

المرحلة الثانية في التفسير : هل في القرآن ما يخفى على بعض الناس دون البعض ؟
الجواب : نعم ، وهذا يسمى : المتشابه النسبي .
مثاله : (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) قال عدي بن حاتم رضي الله عنه : عمدت إلى عقال أبيض وعقال أسود فجعلتهما تحت وسادتي ، فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي ، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكرت ذلك له فقال : ( إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار ) .
هنا عدي بن حاتم خفي عليه معنى الآية .
أيضا ابن عباس رضي الله عنه يقول : كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض ، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما لصاحبه : أنا فطرتها ، يقول : أنا ابتدأتها .

أيضا يقول ابن عباس رضي الله عنهما : ما كنت أدري ما قول الله عزوجل : ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق ) حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها : تعال أفاتحك ، يعني : أحاكمك .
وورد ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يفهم معنى قوله تعالى : ( أو يأخذهم على تخوف ) يعني على تنقص .

الصفات إذا قلنا بهذا المعنى ، نعم قد يخفى معناها على بعض الناس ، ولكن لا بد أن يفهمها العلماء ، لكن المفوضة مثلا يقولون : لا نعلم وإنما نكل معناها إلا الله عزو جل .

المرحلة الثالثة : هل يوجد في القرآن ما لايعلم حقيقته إلى الله ؟
الجواب : نعم ، يوجد في القرأن حقائق كثيرة لا يعلمها إلى الله عز وجل ، سواء كانت هذه الحقائق هي صفات الله عزوجل حقائق الساعة ، حقائق المغيبات ، هذه كلها لا نعلم حقيقتها .
( هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ، ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لأية لقوم يتفكرون ) .
هذه حقائق معلومة : إنزال المطر ، إنبات الشجر .
لكن عندما نأتي إلى قوله ( فلا تعلم نفس ما أُخفي لهم من قرة أعين ) المعنى واضح ومفهموم ، لكن حقيقة ما يستلذ به الإنسان في الجنة غير معلوم ، ( يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي ) ، ( يسألك الناس عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند الله ) ، ( يسئلونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها ) ، في الحديث القدسي ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ) ، قال ابن عباس : ليس في الآخرة مما في الدنيا شيء إلا الأسماء .
إذا هناك في القرآن لا يعلم الناس معناها ، مع وجود حقائق يعلم الناس معناها ، مثل إنزال المطر .

المسألة السادسة : هل آيات الصفات من المحكم أو من المتشابه ؟
كثير من أهل الفرق عدوا آيات الصفات من المتشابه الذي لا يعلم معناه إلا الله ، وهؤلاء يجمعه مسلكان : الأول : التفويض ، الثاني : التأويل .
أما التأويل : فالمؤولة ذهبوا إلى أن آيات الصفات من المتشابه ، ثم قالوا : المتشابه يعلمه العلماء ، فأوجبوا تأويلها عن الظاهر ، لأن الظاهر في نظرهم يدل على التشبيه ، فأولوها إلى معاني أخرى .
مثلا : يقولون أن الله سميع بصير ، يقولون نحن نقول أن آيات الصفات من المتشابه الذي يفهم معناه ، وليس الحقيقي ، فعندما نقول أنها من المتشابه : ظهر لها معناها ، لكن لا نفهم حقيقة السمع إلا أن يكون سمعا يشابه سمع المخلوقين ، إذا وجب علينا تأويل المعنى إلى أنه ليس المعنى الذي نفهمه وإنما المقصود أن الله يدرك الأشياء .
فهم يرون أن ظاهر آيات الصفات الذي علموه لا يناسب تنزيه الله عزو وجل فيؤولون هذه الآيات إلى معان أخر ، فيقولون : سميع بلا سمع ، بصير بلا بصر ، وهكذا باقي المعاني .

إذا اعتقدوا التشبيه ثم أولوا ، وهذا للأسف سار عليه كثير من الكتاب ، مثل الرازي ، والزركشي في البرهان ، حيث عقد فصلا في حكم الآيات المتشابهات الواردة في الصفات ، قال : ونحن نجري في هذا الباب على طريق المأولين حاكين كلامهم ، ثم ذكر عددا من الصفات وأولها ، مثل : الاستواء والمجيء والنفس والساق وغير ذلك ، وأيضا تبعه السيوطي في الإتقان فذكر الأقوال وذكر الآيات وأولها ، وقال : ذكرت ما وقفت عليه من تأويل الآيات المذكورة على طريقة أهل السنة ، طبعا الأشاعرة يسمونهم أهل السنة ، أيضا ابن عقيلة المكي نقل عن السيوطي وزاد عليه .

هذا مذهب المؤولة : رأوا التشبيه ثم نفوا الصفات وعطلوها .

أما المفوضة : قيقولون : أن آيات الصفات لا يعلم معناها ، وليس لأحد أن يفهم معنى الصفات ، وإنما نحن نفوض معناها إلى الله ، فنحن لا نفهم معنى : سميع بصير ، وبهذا يقولون أن في القرآن آيات لا يعلم أحد معناها وهي آيات الصفات .
والذي دعا أهل التأويل والتفويض إلى هذه المسالك اعتقادهم وجود التشابه بين صفات الله تعالى وصفات المخلوقين ، وهذا غير صحيح .
( المؤولة قالوا بالتشابه النسبي ، والمفوضة قالوا بالتشابه الكلي ) .

والصحيح : مذهب أهل السنة وهو أن آيات الصفات معلومة المعنى ، ولكنها غير معلومة الكيفية .
إذًا أهل السنة يفوضون الكيفية ولا يفوضون المعنى ، بينما المفوضة يفوضون المعنى والكيفية .
إذًا آيات الصفات هي معلومة المعنى ، وهي محكمة ، كلها تدخل في معنى الأحكام الذي هو بمعنى الوضوح ، فلا تشابه في هذه الآيات ، وأما التشابه الذي بمعنى أنها تخفى على أحد دون أحد فهذا يمكن أن يقع في هذه الآيات ، فليست هي غير معلومة كما يقول المفوضة ، وليست هي كما قال المؤولة ، كما قال الله عزوجل : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .

المسألة السابعة : هل الحروف المقطعة من المحكم أو من المتشابه ؟
الحروف المقطعة هي التي يقطع كل واحد منها عند القراءة ، ( الم ) : الف لام ميم ، ولا تقرأ ككتابتها .

قبل الحديث عن مسألة الحروف المقطعة لا بد من معرفة قضايا مهمة جدا :
القضية الأولى : عندما أقول الحروف المقطعة لها معنى أو ليس لها معنى ، إما أقصد لها معنى أي في اللغة ، أو ليس لها معنى يعني هي جاءت تعبدية ، مثل : صلاة الظهر أربع ركعات ليس له معنى وإنما هو أمر تعبدي ، لا يقصدون ليس لها معنى في اللغة ، وإنما يقصد لايدرك معناها عقلا ، ولا تدرك حكمتها ، ولا نعرف لماذا أُنزلت .
إذا ينبغي أن نعرف قصد العلماء بقولهم ليس لها معنى ، هل يقصدون لا معنى لها في اللغة أم يقصدون أنها تعبدية نزلت لحكمة لا نعلمها ؟
الله سبحانه وتعالى حكيم ، ولا يضع شيء في القرآن ليس له حكمة ، كل ما نزل في القرآن له حكمة .

القضية الثانية : ما معنى الحرف ؟
الحرف عند العرب يدل على شيء غير الحرف عند النحاة ، غير الحرف عند أهل الهجاء ، فلا بد من أن نفرق بين هذه القضايا .
الحرف عند العرب يشمل الاسم والفعل والحرف الاصطلاحي ( حروف الربط: من ، في، إلى .... ) عند أهل النحو ، ويشمل حروف الهجاء .
الحرف عند النحاة : حروف الربط التي تربط بين الجمل . فمفهوم العرب أوسع .
حروف الهجاء مصطلح آخر للحرف .

إذًا عندما نقول الحروف المقطعة : نقصد أي حرف ؟ نقصد حروف الهجاء التي نزلت في القرآن الكريم .
عندما نزلت هذه الحروف ، هل قصد اسم الحرف أم قُصد المنطوق ؟
(ألف) هذا اسم للحرف ، لكن (أ) هذا الرمز .
(باء) هذا اسم الحرف ، لكن (ب) هذا الرمز ، وله اسم .
فأنا عندما أقول الحروف المقطعة ، هل أقصد الأسماء ، أم الرموز المكتوبة ؟
عندما أقول أن الحروف المقطعة لها معنى أو ليس لها معنى ، ينبغي أن أفرق هل قصدي اسماء الحروف أم رموزها ؟
إذا قلت : أن المقصود الأسماء هل يمكن أن يقول أحد أن هذه الأسماء ليس لها معنى ، لأننا لولا فهمنا للأسماء لما عرفنا الرموز ، لوقلنا : اكتب ( جيم ) كتبت ج ، لو لم أفهم معنى الاسم لما كتبت هذا الرمز ، مثل محمد ، يدل على هذه الذات ، مسجد يدل على هذا البناء .
إذًا ( ألف) يدل على رمز معين ، وهذا لا يختلف فيه أحد بأن أسماء الحروف معلومة ، ولم يقل أحد من العرب بأن هذه الحروف ليس لها معنى .
نأتي للرموز ( ب ، ت ، ه ) هل هذه الرموز لها معنى ؟ لا نفهم منها شيئا .

المنطوق في القرآن ( في الحروف المقطعة ) هل هو الاسم أو الرمز ؟
الاسم .
هل الاسم معلوم المعنى أو لا ؟
معلوم المعنى ، وهو دلالته على الرمز . بينما الرمز المكتوب ليس له معنى ، وإنما له حكمة .

ولذا عندما نسوق الخلاف بين العلماء في هذه المسألة لا ينبغي أن نقول أن الحروف المقطعة ليس لها معنى ، وإنما رموزها ليس له معنى لكن لها حكم ، وقد ذكرها العلماء في كتبهم ، وهي كثيرة جدا ، منها :
1- بيان لإعجاز القرآن ، فكأن الله يقول : أن القرآن نزل بهذه الحروف ، فأنتم تكونون أشعاركم من هذه الحروف ، فلماذا لم تأتوا بمثل هذا القرآن .
2- ومنهم قال أنها بداية السور
3- ومنهم من قال أنها قسم .
ولكن أرجح الحكم في ذلك : أنها نزلت لبيان إعجاز القرآن ، وأن العرب لم يستطيعوا الإتيان بمثله .

المسألة الثامنة : أقسام المتشابه
المتشابه ينقسم إلى قسمين : متشابه لفظي . متشابه معنوي .
1- المتشابه اللفظي : يقصد به العلماء الآيات التي يشبه بعضها بعضا في القرآن الكريم ، وفي هذا كتب كثيرة ، مثل متشابه القرآن للكسائي ، وحل الايات المتشابهات لابن فورك ، هداية المرتاب للسخاوي ، درة التنزيل للخطيب الإسكافي ، البرهان في متشابه القرآن للكرماني ، وملاك التأويل لابن الزبير الغرناطي .
مثال هذه الآيات ( ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة ) ( قولوا حطة وادخلوا الباب سجدا ) ، ( كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ) ( كونوا قوامين لله شهداء بالقسط )
2- المتشابه المعنوي ، وهو الذي نتحدث عنه من بداية الدرس .

المسألة التاسعة :ماهي أسباب التشابه ؟ إذا قلنا أن المتشابه هو ما يخفى معناه على الناس .
أ‌) سبب قد يعود إلى اللفظ :
1- فقد يكون اللفظ فيه غرابة ، مثل : ( الأب) ، ( يزفون ) .
2- قد يكون اللفظ مشترك ، مثل ( فراغ عليهم ضربا باليمين ) القوة أو اليد اليمنى .
ب‌) قد يكون في تركيب الكلام :
1- بسط الكلام .
2- اختصار الكلام .
هذه كلها أسباب منثورة في كتب علوم القرآن .

وأما التشابه الكلي : فلا يوجد في القرآن الكريم تشابه كلي من حيث الألفاظ ، والتشابه إنما هو من ناحية المعاني .
**********************
أسئلة الطلاب :
س/ حروف المباني : لها معاني في ذاتها ؟
الحرف ليس له معنى إلا الرمز ، عندما أقول ( نون ) أقصد الرمز (ن) ، ولكن إذا قصدت به معنى غير الرمز ، فلا يكتب الرمز ( ن ) وإنما يكتب ( نون ) مثل ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا) النون كتب كاملة لأنه قُصد الجوت ، بينما في سورة القلم ، لما قصد الحرف كتب الرمز ولم يكتب الاسم (ن) .

س/ هل عندما نعد حروف القرآن نلتزم بالملفوظ أم بالمرسوم ؟
نلتزم بالمرسوم وهو المعتبر ، وقد فرق فيه في الرسم كما ذكر في مثال ن – النون .

س/ في قضية الصفات ماذا نقول لو سألنا عن اليد ؟
نقول أن الله له يد تليق به سبحانه ليست كأيدي المخلوقين ولا تشبهها ، كما أننا نؤمن أن الله تعالى ذاته لا تشبه ذات المخلوقين ، كذلك يجب أن نؤمن أن صفاته لا تشبه صفات المخلوقين .

س/ ما الفرق من حيث المعنى بين الاستواء واليد ؟
نحن لا نكف اليد ، نقول لله عز وجل يد تليق به سبحانه وتعالى لا تشبه أيدي المخلوقين ، ونقول الله سبحانه وتعالى يستوي استواء يليق بجلاله .. المعنى معلوم والكيف مجهول .

س/ هل يكون في التشابه اللفظي تشابه معنوي ؟
قد يكون هذا في بعض الآيات .
المحكم والمتشابه في القرآن الكريم كتاب فيه فوائد ويمكن أن يستفاد منه .

س/ ماالضابط في الناسخ والمنسوخ الذي يعمل به في حين دون حين ؟
هذا يرجع فيه إلى تفصيلات الآيات ، كل آية على حدة .

س/ هل الطبري يقول : هناك ما لا يعلمه إلى الله ؟
نعم ، الطبري يركز على أن المتشابه هو حقائق الأشياء .

س/ رأي الدكتور عن المروي عن أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما في المتشابه
المروي عن أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما في المتشابه : أولا : السند فيه كلام ، ثانيا : أنه مختلف عنهم ، يعني روي عنهم أنهم قالوا بتفسير المتشابه ، ثالثا : هم يريدون الحكمة ولا يريدون المتشابه ، قالوا مثلا : هي سر القرآن ، يعني من الأمور التي فيها حكم وليس فيها معاني .



أسأل الله عزوجل أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح ، وأسأله أن ينفعنا بما علمنا إنه جواد كريم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى وآله وصحبه وسلم
 
جزاك الله خيرا جهد رائع نفعنا الله بما كتبتم وجعله فى موازينكم يوم لقائه
 
الأحد : 17 صفر 1434 - 30 ديسمبر 2012 م
المحاضرة السابعة (1-2) أحكام القرآن
- هو مصطلح أطلقه العلماء على بيان الأحكام التي نص عليها القرآن صراحة، ثم أضف إليها المتأخرون ما يمكن أن يستنبط من هذه الآيات أو من غيرها حتى الآيات الخبرية .
- ينبغي التنبه إلى تطور هذا العلم، وكيف زادت وتضخمت مادة كتبه مع تقدم الزمن، ومن أسباب هذه الزيادة عند المتأخرين (1) إدخال أقوال العلماء (2) الاستطراد والاستنباط (3) الاستنباط من الآيات الخبرية بعد أن كان يقتصر على آيات الأحكام، مثل إيراد أحكام الهدية عند ورود قوله تعالى "وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون" .
- الكتابة في أحكام القرآن تختلف عن الكتابة في التفسير في أمرين:
1. اختيار الكاتب للمعنى الذي يوافق مذهبه الفقهي.
2. استطراد كاتب الأحكام في ذكر الحكم الفقهي وفروعه.
- من أوائل من كتب في هذا الباب، الشافعي ت:204هـ ، والبيهقي عمل مستخرجاً له؛ وكتاب الخمسمائة آية لمقاتل بن سليمان ت:105هـ ؛ كذا كتب فيه: أبو الحسن علي ابن حجر ت:244ه، القاضي إسماعيل بن إسحاق الجهضمي المالكي ت:282هـ، الجصاص الحنفي ت:370هـ ، كتاب ابن الفرس متوسط وجيد؛ ثم ذكر المحاضر ثلاث كتب من أنفس ما كتب في هذا الباب:
‌أ. كتاب أبو جعفر الطحاوي (الحنفي) ت:321ه ، وترتيبه على الأبواب الفقهية ولا يعلم له شبيه في الترتيب. وميزة هذا الترتيب جمع المتناظرات، أما عيبها فتقطيع الآية التي فيها أكثر من حكم.
‌ب. كتاب أبو بكر بن العربي (المالكي) ت:543هـ ، ويتميز بحسن التنظيم وتوزيع المسائل العلمية.
‌ج. كتاب أبو عبد الله القرطبي (المالكي) ت:617هـ ، وقصد صحابه في التأليف أمرين: بيان التفسير، وبيان الأحكام مع الحرص على الاستطراد فيها، وبيان بعض القضايا الفقهية المرتبطة بالألفاظ.
وللدكتور علي عبيد رسالة تأصيلية في هذا الباب (كتب أحكام القرآن ومناهجها) ؛ أما ترتيب هذه الكتب فجُلّهم يسير على ترتيب سور القرآن، عدا ما انتهجه الطحاوي بالترتيب على الأبواب الفقهية.
- سمة كُتّاب هذا النوع أنهم في الغالب فقهاء، وأغلب كتب آيات الأحكام لا تُعنى بقضايا التفسير.



 
المحاضرة السابعة (2-2) كتب التفسير (النظر) الموضوعي
- هي وليدة البحث المعاصر، خصوصا في الجامعات أضيف في كلية أصول الدين بالأزهر، وبدء التأليف فيها فمن أوائل من كتب فيها: السيد أحمد الكومي، ثم تكاثرت الكتابات في هذا الباب.
- كتّابه يناقشون (1) موضوع في القرآن، مثلا: الجهاد في القرآن، ومنه موضوع من خلال سورة، مثلا: التقوى في سورة الطلاق (2) أو يناقشون مصطلح في القرآن، مثلا "في سبيل الله" (3) أو يناقشون لفظة، وهو في هذه يشابه كتب الوجوه والنظائر.
- الكتابة في هذا الباب ليست على منهج واحد، بل طرق متعددة تختلف من كاتب لآخر، فالأمر فيه سعة ؛ وأي بحث موضوع في القرآن (وحدة موضوعية من خلال القرآن) يندرج تحت هذا المسمى مهما صَغُر.
- يتحفظ المحاضر على هذه التسمية (التفسير الموضوعي) ويرى أن الأصوب ويستخدمه في درسه (النظر الموضوعي) وله مقال في بيان هذه المسألة (هنا)
- المستنتج من المحاضرة أن هذا العلم قديم الأصل والتطبيق حديث التسمية؛ فنجد عند المتقدمين كثير من الكتب والرسائل تندرج تحت هذا الباب، مثل: رسالة القنوت في القرآن لابن تيمية، وكتاب تيسير اللطيف المنان في تفسير القرآن للسعدي، وكتاب الطحاوي في الأحكام أيضا.
- التفسير الموضوعي جزء من الاستنباط، ومهارة الباحث في هذا الباب هو من قدرته على أمرين: جمع الفوائد من الآيات، واستنباطه منها.
- من سمات كتب هذا الباب: أنها في الغالب لا تضيف جديدا في المعاني بل هي إليه محتاجة، وأنها لا تتطرق للخلافات الفقهية.
- ممن كتب فيه تأصيلا: مصطفى مسلم، وزيد عمر.
 
شكرَ الله للأخت ساجدة ، و الأخت " همة للقمة " ، هذا العمل ، و جعل ذلك في ميزان حسناتكنّ .
فعلاً ؛ جهد عظيم !
و نأمل دائماً أن يتم إرفاق ملف وورد ، أو ملف " pdf " ؛ لحيث و النسخ المباشر من الصفحة هنا قد لا يضبط!
 
أختنا الفاضلة الأستاذة/ ساجدة
ضاعف الله لك أجر صنيعك
وموفقة بإذن الله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
البعض في المحاضرة الأخيرة سأل عن أسئلة الاختبارات السابقة..
لمن سأل.. دونت أسئلة الاختبارات بإجاباتها صحيحة..من 3 إلى 6 .. وللأسف فاتني تدوين أسئلة المحاضرتين 1_2..
بإذن الله إلى الغد اختبر الاختبارين السابع والثامن.. وأضعها هنا..
وفقنا الله جميعا ..
 
جزاك الله خيرا جهد رائع نفعنا الله بما كتبتم وجعله فى موازينكم يوم لقائه

شكرَ الله للأخت ساجدة ، و الأخت " همة للقمة " ، هذا العمل ، و جعل ذلك في ميزان حسناتكنّ .
فعلاً ؛ جهد عظيم !
و نأمل دائماً أن يتم إرفاق ملف وورد ، أو ملف " pdf " ؛ لحيث و النسخ المباشر من الصفحة هنا قد لا يضبط!

بارك الله بك أختي الفاضلة

أختنا الفاضلة الأستاذة/ ساجدة
ضاعف الله لك أجر صنيعك
وموفقة بإذن الله

جزاكم الله جميعا عنّي خيرا.
بإذن الله الأخوات في المجموعة يقمن الآن بتفريغ ما تبقى، وسيتم جمع الدروس مفرغة، وجمعها ملخصة في ملفات word وملفات pdf وإدراجها هنا بإذن الله.

في المرفقات محاولة لترتيب وتلخيص المحاضرة السادسة (المحكم والمتشابه) وقد تم جمع مادة الدرس تحت ثمان عناصر، واستفدت كثيرا من تفريغ أختي طاهرة المدرج في المشاركة رقم (18) بهذا الموضوع، فجزاها الله عنّا خيرا .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في المرفقات أسئلة اختبار المحاضرات ( الثالثة والرابعة والخامسة ) ..
الإجابة الصحيحة ( بالأخضر ) ، وقد اعتمدت في الإجابات على نموذج الإجابة الذي يُعرض بعد كل اختبار ..

لم أكمل إنزال باقي الأسئلة لأن مهلة الاختبار السادس والسابع والثامن لم تنتهي بعد ..
وسأنزلها فيما بعد بإذن الله ..
بالتوفيق للجميع
 
الأختان الكريمتان:ساجدة وهمه للقمة ننتظر من إحداكما تفريغ المحاضرة الثامنة
وجزاكما الله خيرا
 
بفضل الله تم تفريغ المحاضرات من 2-8 وسيتم إدراجها كمرفقات في المشاركات التالية
المحاضرة الثامنة؛ تفريغ الأخت: فاطمة واصل
المحاضرة السابعة؛ تفريغ الأخوات: سميرة بلال، منال السلمي
المحاضرة السادسة؛ تفريغ الأخت: طاهرة قمام
المحاضرة الخامسة؛ تفريغ الأخت: دليلة تستكمله على تلخيص ساجدة
المحاضرة الرابعة؛ تفريغ الأخت: ليلى العبيد
المحاضرة الثالثة؛ تفريغ الأخت: دليلة رمضان
المحاضرة الثانية؛ تفريغ الأخت: منال السلمي

في المرفقات: ملخص المحاضرات 1-7 المدرجة هنا في هذا الموضوع بصيغتين.
 
التفريغ النصي للمحاضرات:

المحاضرة الثامنة؛ تفريغ الأخت: فاطمة واصل
المحاضرة السابعة؛ تفريغ الأخوات: سميرة بلال، منال السلمي
المحاضرة السادسة؛ تفريغ الأخت: طاهرة قمام (في مرفقات المشاركة رقم 18 من هذا الموضوع)
المحاضرة الخامسة؛ تفريغ الأخت: دليلة تستكمله على تلخيص ساجدة (لم يكتمل بعد)
المحاضرة الرابعة؛ تفريغ الأخت: ليلى العبيد
المحاضرة الثالثة؛ تفريغ الأخت: دليلة رمضان
المحاضرة الثانية؛ تفريغ الأخت: منال السلمي
شكر الله لأخواتي وجزاهنّ خيرا وتقبل منهنّ .
 
تفريغ المحاضرات من 2-7 في ملف pdf واحد.
تنسيق وإخراج ومراجعة الأخت الفاضلة: دليلة رمضان؛ جزاها الله عنّا خيرا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في المرفقات أسئلة اختبار المحاضرات ( السادسة والسابعة والثامنة ) ..
الإجابة الصحيحة ( بالأخضر )
وقد اعتمدت في الإجابات على نموذج الإجابة الذي يُعرض بعد كل اختبار ..

وفقنا الله جميعًا​
 
جزى الله جميع الاخوة والأخوات خيرا ولكن هل يوجد أحد بإمكانه تفريغ أسئلة
المحاضرة الأولى والثانية.
 
اقتراح

اقتراح

[align=justify]السلام عليكم...

إخواني وأخواتي طلاب أكاديمية تفسير...

بعد حضورنا ومشاركتنا في المادة الأولى والتي حملت عنوان "مصادر البحث ومناهجه في الدراسات القرآنية"، وبعد أن قام الإخوة والأخوات بتفريغ المحاضرات، وبعد وضوح هيكل المادة وتقسيماتها عند طلاب الأكاديمة..[/align]


لذلك أقترح على إخواني وأخواتي التالية:
[align=justify]
1- أن نقوم بإعادة صياغة وكتابة المادة بشكل منهجي بحيث تتحول هذه المادة إلى كتاب مبني على أساس منهجي، وهذا من خلال تكليف لكل طالب بكتابة جانب من جوانب هذه المادة.

2- أقترح أن تتضمن كل علم من العلوم التي تم استعراضها التالي: تعريف العلم لغة واصطلاحًا، أول من صنف في هذا العلم، أهم المؤلفات في هذا العلم، علاقته بعلم التفسير وعلوم القرآن، ما تمضنه هذا العلم، فوائد تعلم هذا العلم، تطبيقات هذا العلم، ملاحظات حول هذا العلم.

3- يتكون عندنا نتيجة ذلك 16 علمًا من علوم التفسير وعلوم القرآن بشكل كتاب منهجي.

4- يشرف على هذا الكتاب إدارة الأكاديمية بحيث يتحول هذا الكتاب إلى كراسة معتمدة في الأكاديمية.

5- نكون بذلك قد وضعًا بذرة لمن يأتي بعدنا من طلاب العلم.

6- يكون هذا العلم الباكورة الأولى لطلاب الأكاديمية.

الأمر إخواني وأخواتي فكرة طرأت على بالي مراجعتي لمقرر المادة، وبعد الاطلاع على الجهد المقدم من أخوات الأكاديمية..

أتمنى من جميع الطلاب التلعيق ومشاركتي الفكرة والرأي، ودمتم.
[/align]​
 
بارك الله فيك ...
الفكرة جدا رائعة .. وفيها بإذن الله الخير الكثير ..
لكن ماذا لو أُخذت موافقة الأكاديمية أولا ؟؟ ..
أخشى أن لاتكون المذكرات من منهجهم
وربما يسعون لتغيير المناهج وتطويرها فيما بعد ..​
 
نقاش اقتراح

نقاش اقتراح

بارك الله فيك ...
الفكرة جدا رائعة .. وفيها بإذن الله الخير الكثير ..
لكن ماذا لو أُخذت موافقة الأكاديمية أولا ؟؟ ..
أخشى أن لاتكون المذكرات من منهجهم
وربما يسعون لتغيير المناهج وتطويرها فيما بعد ..​


بارك الله بك أختي الكريمة على الاقتراح، ولا بأس بعد اكتمال الأفكار من الإخوة والأخوات، نقدم مقترحنا على الإدارة وننتظر منهم ردهم..

كذلك راسلت الإدارة بطلب إنشاء قسم خاص بطلاب الأكاديمية في ملتقى أهل التفسير لوضع فيه مشاركاتنا وتلخيصنا للمحاضرات ولذكر الواجبات وما يتعلق فيه من شؤون الطلاب.
 
السلام عليكم
أسأل الله أن يبارك في جهودكم، وأن يجعلكم مباركين أينما كنتم.
وفقكم الله ، وسدد خطاكم، وآتاكم من فيوضه وبركاته، وجعلكم من العلماء العاملين.
 
جزاك الله خيرا جهد رائع نفعنا الله بما كتبتم وجعله فى موازينكم يوم لقائه
 
ملخص الأكاديمية في ملف واحد (مصادر البحث في الدراسات القرآنية)

ملخص الأكاديمية في ملف واحد (مصادر البحث في الدراسات القرآنية)

الحمدلله
 
عودة
أعلى