أولاً المقصود بهذا الموضوع هو الكشف عن حرص القرآن الكريم على بناء شخصية الإنسان بناءً متيناً ومتزناً وثابتاً أمام متغيرات الحياة أنى كانت.
أما الأمثلة فهي كثيرة جداً, منها:
1-قوله تعالى: (( فأثابكم غماً بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما ءاتاكم)).
2- ((وابتغ فيما ءاتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا)).
3- ((فلعلك باخع نفسك على آثارهم)) وهنا تبرز أهمية الاتزان النفسي للداعية؛ فلا يسرف في الحرص المهلك للنفس, ولا يتوانى.
4- آيات الحث على الصبر, وكظم الغيظ, ومقابلة السيئة بالحسنة..وأثر هذه الأوامر الربانية في خلق شخصية ثابتة ومتماسكة أمام الأحداث الصعبة.
5- ((أشداء على الكفار رحماء بينهم)) ونظائرها من الآيات التي تبرز أهمية الشدة والقوة في بعض المواطن والأحوال, وأهمية اللين والرفق في أحوالٍ أُخر.
6- أيضاً مما يدعم هذا الجانب؛ أسلوب القرآن ومنهجه في الترغيب والترهيب (نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم* وأن عذابي هو العذاب الأليم).
7- كذلك منهجه في التشريع, من خلال الآيات التي فيها عزائم وفيها رخص.
والحقيقة أن الأمثلة كثيرة والموضوع كبير, لكن المقصود هو إبراز الطابع العام الذي يطبعه التشريع الإسلامي على الإنسان والمجتمع, فيصمه بالاتزان والتوافق والتكيف مع الحياة وما فيها.
ولعل هذا الموضوع من شأنه أيضاً إبراز جانب مهم وهو بعد الشريعة الإسلامية عن التطرف والغلو, وبيان المنهج الوسطي المتزن في التشريع الإسلامي في شتى نواحي الحياة.
أرجو أن تكون الصورة قد اتضحت, وفقكم الله وأعانكم.