مشكلة لا أفهمها في سورة الزخرف تفسير السعدي بين طبعة دار ابن الجوزي وطبعة الرسالة

عمر محمد

New member
إنضم
24/12/2011
المشاركات
805
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
33
الإقامة
القاهرة
الإشكالية واجهتني في المقارنة بين طبعة الرسالة وطبعة ابن الجوزي في تفسير السعدي حيث ورد في الرسالة " ومن جرمه ومنتهى حمقه " وورد في ابن الجوزي " ومن حزمه ومنتهى عقله " والسياق نصفه الأول يتكلم عن سيدنا محمد ونصفه الثاني يتكلم عن عابد الأصنام ، فلو كان هاء " حزمه وعقله " عائدة ع النصف الأول فصحيحة ولو عائدة ع النصف الثاني فخاطئة ويكون الصحيح هو " جرمه وحمقه " ، المقصود هو: فهمت كلام السعدي في إطار طبعة " الرسالة " ولم أفهم كلام السعدي في إطار طبعة " ابن الجوزي " ممكن شرح ومساعدة ؟
 
الكلامُ واضحٌ أخي في الطبعتين ولا تعود الهاءات على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في كل الحالات.

1- وَقَوْلُهُمْ: {لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} لَوْ عَرَفُوا حَقَائِقَ الرِّجَالِ، وَالصِّفَاتِ الَّتِي بِهَا يُعْرَفُ عُلُوُّ قَدْرِ الرَّجُلِ، وَعِظَمِ مَنْزِلَتِهِ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ خَلْقِهِ، لَعَلِمُوا أَنَّ مُحَمَّدًا بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ صلى الله عليه وسلم، هُوَ أَعْظَمُ الرِّجَالِ قَدْرًا، وَأَعْلَاهُمْ فَخْرَّا، وَأَكْمَلُهُمْ عَقْلًا وَأَغْزَرُهُمْ عِلْمًا، وَأَجَلُّهُمْ رَأْيًا وَعَزْمًا وَحَزْمًا، وَأَكْمَلُهُمْ خَلْقًا، وَأَوْسَعُهُمْ رَحْمَةً، وَأَشَدُّهُمْ شَفَقَةً، وَأَهْدَاهُمْ وَأَتْقَاهُمْ.
وَهُوَ قُطْبُ دَائِرَةِ الْكَمَالِ، وَإِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي أَوْصَافِ الرِّجَالِ، أَلَا وَهُوَ رَجُلُ الْعَالَمِ عَلَى الْإِطْلَاقِ، يَعْرِفُ ذَلِكَ أَوْلِيَاؤُهُ وَأَعْدَاؤُهُ، فَكَيْفَ يُفَضِّلُ عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ مَنْ لَمْ يَشُمَّ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ كَمَالِهِ؟! وَمِنْ جُرْمِهِ وَمُنْتَهَى حُمْقِهِ أَنْ جَعْلَ إِلَهَهُ الَّذِي يَعْبُدُهُ وَيَدْعُوهُ وَيَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ صَنَمًا، أَوْ شَجَرًا، أَوْ حَجَرًا"
2- ...فَكَيْفَ يُفَضِّلُ عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ مَنْ لَمْ يَشُمَّ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ كَمَالِهِ؟! وَمَنْ جُرْمُهُ وَمُنْتَهَى حُمْقِهِ أَنْ جَعْلَ إِلَهَهُ الَّذِي يَعْبُدُهُ وَيَدْعُوهُ وَيَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ صَنَمًا..
3- ...فَكَيْفَ يُفَضِّلُ عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ مَنْ لَمْ يَشُمَّ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ كَمَالِهِ؟! وَمَنْ حَزْمُهُ وَمُنْتَهَى عَقْلِهِ أَنْ جَعْلَ إِلَهَهُ الَّذِي يَعْبُدُهُ وَيَدْعُوهُ وَيَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ صَنَمًا...
4- ...فَكَيْفَ يُفَضِّلُ عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ مَنْ لَمْ يَشُمَّ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ كَمَالِهِ؟! وَمِنْ حَزْمِهِ وَمُنْتَهَى عَقْلِهِ أَنْ جَعْلَ إِلَهَهُ الَّذِي يَعْبُدُهُ وَيَدْعُوهُ وَيَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ صَنَمًا...

والثالثة صحيحةٌ ركيكةٌ؛ والرابعة ركيكة جدا غير مستساغة.
وهناك وجه خامسٌ غير مقبول ألبتة لأن معناه يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ الله، وهذا الوجه هو الابتداء من أول السطر على "وَمنْ جُرْمه وَمُنْتَهَى حُمْقِهِ" (انظر كمثال ما في كتاب السيرة النبوية من كلام عبد الرحمن بن ناصر السعدي ومحمد صالح عثيمين؛ طبعة دار الكتب العلمية هنا).

* فائدةٌ: هذا تطبيقٌ يفيدكَ في وجوه القراءات.

والله أعلم.
 
1- وَمِنْ جُرْمِهِ وَمُنْتَهَى حُمْقِهِ
2- وَمَنْ جُرْمُهُ وَمُنْتَهَى حُمْقِهِ
3- وَمَنْ حَزْمُهُ وَمُنْتَهَى عَقْلِهِ
4- وَمِنْ حَزْمِهِ وَمُنْتَهَى عَقْلِهِ

والثالثة صحيحةٌ ركيكةٌ؛ والرابعة ركيكة جدا غير مستساغة.
صاحب طبعة الرسالة لم يضع تشكيل ليُعرَف هل كان يقصد الوجه الأول أم الوجه الثاني، وصاحب طبعة ابن الجوزي التي يُقال عنها أنها أفضل طبعة لتفسير السعدي اختار الصياغة الثالثة " الركيكة " حسب وصفك
فهل هذا خطأ في التحقيق أم أن الشيخ السعدي قد يكون هو الذي اختار هذه الصياغة ؟
وكيف يكون السياق أصلاً غير موضّح للمقصود " حزم " أم " جرم " و " عقل " أم " جهل " ؟

لازال هذا النص مشكل بالنسبة لي من حيث معناه، وإن كان قضية أن الكلام منسوب للنبي قد زال بالتنبيه على جزئية " فكيف يفضل عليه المشركون مَن لم " هنا تم تحويل الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم إلى الـ " رجل من القريتين عظيم " .
 
يا إخوتي أرجو المساعدة لم تحل الإشكالية بعد، كيف يكون من عبد الأصنام يقال عنه " ومن حزمه ومنتهى عقله " ؟؟؟
 
اخي الحبيب عمر
فليكن خطأ من النساخ او يكون خطأ من المصنف رحمه الله ، نعم هناك البعض يتعامل مع كلام المصنف وكأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه واجزم بأنك لست منهم ، ولكن إن كان المراد من الجملة الظاهر القبيح فإنه باطل لا شك وهو كذلك ان كان خطأ غير متعمد ، وإن كان يرمي لقول شيء فخانه تعبيره وقال غيره فليس بمعصوم من الوقوع فيه.

وهذا يجرنا لتساؤل هام :
لماذا نحتفظ بنفايات العلماء ونصر على تداولها ؟
هناك طوام وباطل لا يشك عاقل في بطلانه ولكن برغم ذلك نجده ينتقل من طبعة لطبعة بلا تغيير ولا تصويب ، اليس منكر القول كمنكر العمل يحتاج للتغيير والاصلاح ؟؟
إن اصلاح سقطات العلماء ووأد مثالبهم وأخطائهم الشنيعة من أوجب البر لهم والوفاء لجهودهم ، وكذلك حماية الملة من اعدائها الذين يستغلون تلك الاقوال المظلمة في الطعن بخاصرة الدين وإتيانه والولوغ فيه من حيث نستقي العلم وننتهل الحق فيختلط بالباطل.

إن دعوى محبة العلماء ومتابعتهم تحتاج فعلا يؤيد القول ، فإن أتى متأخر وانتقد الرجل ثارت ثائرة الواحد منهم حتى كاد يمزق ثيابه ، وإن قرأ للعالم رزية من الرزايا مضى كأنه لا يرى شيئاً.
 
يا إخوتي أرجو المساعدة لم تحل الإشكالية بعد، كيف يكون من عبد الأصنام يقال عنه " ومن حزمه ومنتهى عقله " ؟؟؟
أيْ ومَن دأبُه وغاية ما بلَغَ به عقلهُ الذي يُفترضُ أنه يهديه إلى الحق وعبادة الواحد الأحدِ أنْ انتهى بهِ إلى براثن الشركِ والتزلُّف إلى الأصنام.
 
أيْ ومَن دأبُه وغاية ما بلَغَ به عقلهُ الذي يُفترضُ أنه يهديه إلى الحق وعبادة الواحد الأحدِ أنْ انتهى بهِ إلى براثن الشركِ والتزلُّف إلى الأصنام.

فتح الله عليك وأنار لك الطريق على الصراط
كلما كنت أقرأ " ومنتهى عقله " أفهمها على أنها " وكمال عقله " منتهى الشئ مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم " وذروة سنامه الجهاد " وفعلاً اتضح لي المعنى بعد شرح " منتهى عقله " بمعنى " غاية ما وصل إليه " وكأنك تكلم طالب في المرحلة الجامعية ليقوم بعملية قسمة رياضية وبعد تفكير ساعتين من الزمن أجاب إجابة خاطئة فقيل له: بعد كل هذه المدة من التفكير هذا ما وصلت إليه عبقريتك !! فأنت هنا لا تقصد أن عبقريته وصلت إلى الكمال ولكن تقصد أن هذا آخر ما هداه إليه عقله رغم أنه طالب جامعي مثلاً.
منتهى عقله = غاية ما بلغ إليه عقله أن هداه إلى عبادة الأصنام
وليس منتهى عقله بمعنى " كمال عقله " .

تذكرت قول ابن القيم في بدائع الفوائد الذي نقله الشيخ عبد الرحمن السعدي في مقدمة تفسيره تيسير الكريم المنان عند كلامه عن السياق إذ قال:
" السياق يرشد إلى بيان المجمل وتعيين المحتمل والقطع بعدم احتمال غير المراد وتخصيص العام وتقييد المطلق وتنوع الدلالة، وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، فمَن أهمله غلط في نظره، وغالط في مناظرته، فانظر إلى قوله عز وجل: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} ، كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير ".

ربنا يفتح عليك

لماذا نحتفظ بنفايات العلماء ونصر على تداولها ؟
إن اصلاح سقطات العلماء ووأد مثالبهم وأخطائهم الشنيعة من أوجب البر لهم والوفاء لجهودهم

قبل أن تصف كلام العلماء أو بالأحرى: بعض كلام العلماء بأنه نفايات تأكد أنك لست من أساء الفهم أولاً خاصة لما يكون كتاب هذا العالم - تفسير السعدي مثالاً - هو أول كتاب تطالعه في هذا الفن - التفسير - لأن دأب طالب العلم المتواضع أن يتهم نفسه أولاً لا العلماء بسوء الفهم، وهذا ليس فيه تقديس للعلماء - وإن كنت أقر أن الكثيرين فعلاً يقعون في التقديس حرفياً بسبب التعصّب - لكن أقول أن طالب العلم المبتدئ لا يصح له تحت اسم إصلاح سقطات العلماء أن يتجاسر على تخطِأتهم ، فإن العلماء هم من يصلحون أخطاء العلماء الآخرين أو حتى طلاب العلم المتقدمين لكن لا يصح أن يكون أول مرة تفتح فيها كتاب في علم معين - التفسير مثالاً - وأول إشكالية تواجهك فيه تتهم بها الناسخ أو المصنف تحت اسم عدم التقديس، وهذا خطأ آخر يقع فيه البعض، وهو أنه تحت اسم " وأد مثالب العلماء " لا يكاد يستنكر بعقله - الذي بدأ بالأمس يحبو في طريق العلم - شيئاً من كلام أهل العلم إلا وبادر بالطعن فيه بأي شكل من أشكال الطعن تحت اسم الدفاع عن الإسلام وتحسين وصورته حتى بلغ البعض بأحدهم وهو يقرأ قول الله عز وجل: {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ}
أن قام بإصلاحها في المصحف وكتبها " وقتل طالوت جالوت " لأن القصة من بدايتها تتكلم عن طالوت ولم يأت ذكر النبي داود في القصة إلا في هذه العبارة ، فظن هذا القارئ أن نسخة المصحف التي معه فيها خطأ فقام بتحويل " داود " إلى " طالوت "

وذلك لأن أول شئ لابد أن يتعلمه طالب العلم هو أن: اتهام نفسك بالتقصير أو سوء الفهم أو ضعف المَلَكة لا يعني أبداً تقديس العلماء. ومن الواضح أن هذا الشخص الذي فعل ذلك في المصحف أو أي شئ يجد شيئاً لا يفهمه في كتاب عالم فيظنه خطأ من العالم أو من الناسخ وهو - أؤكد على ذلك - في بداية طلب علم هذا التخصص ، لم يتعلم هذه القاعدة.
 
عودة
أعلى