مسالة حديثة في علم التجويد تحتاج دراسة وتحرير

صلاح بلعلا

New member
إنضم
18/05/2014
المشاركات
67
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
اليمن
معلوم أن زمن الغنة في النون المخفاه ـ وما يلحق بها ـ أطول من زمن الغنة في النون المظهرة، وهذا ظاهر من خلال الأداء الصوتي، فالمسألة من ناحية الرواية متفق عليها حاليا، لكن المسألة من ناحية الدراية تحتاج إلى تأمل ومراجعة ودراسة، فإن هناك عدة إشكالات في التفريق بين زمن الغنة في الحالين منها:
1 ) من صفات النون الذاتية التوسط بين الرخاوة والشدة، فهل النون في حالة الإخفاء تتصف بهذه الصفة، مثال: زمن النون المظهرة في كلمة ( أنعمت ) يساوي زمن اللام المظهرة في كلمة ( الحمد ) فكل منها يتصف بصفة التوسط، بينما زمن النون المدغمة في كلمة ( الجنة ) أطول من زمن اللام المدغمة في كلمة ( الذي )، فما هي علة الاختلاف في الزمن بين الحرفين مع اشتراك الصفة والحكم، فقد حافظت اللام على توسطها، بينما أصبحت النون أطول من المد الطبيعي في الزمن.
2 ) القرآن نزل بلسان عربي مبين، فهل كان العرب يمدون الغنة ويمطونها عندما كانوا يتحدثون في كلامهم الطبيعي، سئل الشيخ أيمن رشدي سويد عن ذلك، فلم يجزم به، وهل من معاني الغنة المط والمد.
3 ) معنى الاخفاء: هو حالة بين الاظهار والادغام ، فقد اخذ من الإظهار بقاء الصفة وهي الغنة، بينما أخذ من الادغام زوال المخرج، فهل بقاء الصفة في الاظهار يتطابق مع بقاء الصفة في الاخفاء ؟
4 ) النون في حالة الاظهار تكون في اكمل حالاتها، بينما النون في حالة الاخفاء تكون ناقصة فقد زال مخرجها وبقية صفتها، فأيهما أولى بإطالة الزمن النون في أكمل حالاتها أم النون الناقصة.
5 ) كثير من العلماء القدامى في علم التجويد لم يشيروا الى التفريق بين الحكمين في الزمن، بل إشار الامام القرطبي في الموضح الى ما يفهم منه عدم التفريق بينهما في الزمن.
من خلال ما سبق وغيرها من الاشكالات يتبين أن المسالة تحتاج إلى بحث ودراسة وتحرير والرجوع إلى أقوال علماء التجويد السابقين، وعدم الاحتجاج بالرواية فقط ، وخاصة أن القياس يدل على تساوي الحكمين في الزمن ، والله أعلم.
 
نعم أستاذي الكريم ، القرآن نزل بلسان عربي مبين!
لكني لم أفهم مالعلاقة بين الأداء في تلاوة القرآن وأداء العرب لكلامهم ؟
نورنا بارك الله فيك
 
الله يبارك فيك شيخ محمد
اقصد ان يكون الاداء بنفس الكيفية في الزمن على اقل تقدير ، بمعنى ان العرب كما انهم يمدون حروف المد الطبيعي في كلامهم الطبيعي ، لا بد انهم كانوا يمدون الغنة في حالة الاخفاء ايضا ، وخاصة ان زمنها اطول من زمن المد الطبيعي.
 
1 ) من صفات النون الذاتية التوسط بين الرخاوة والشدة، فهل النون في حالة الإخفاء تتصف بهذه الصفة.
.
النون في حال الإخفاء تكون رخوة ، لا متوسطة ، وذلك لأن سبب شدتها قد زال ، فبقيت الرخاوة فقط ، لكن مختلفة عن بقية حروف الرخاوة ، بجريان الصوت من الخيشوم لا من الفم .
زمن النون المظهرة في كلمة ( أنعمت ) يساوي زمن اللام المظهرة في كلمة ( الحمد ) فكل منها يتصف بصفة التوسط، بينما زمن النون المدغمة في كلمة ( الجنة ) أطول من زمن اللام المدغمة في كلمة ( الذي )، فما هي علة الاختلاف في الزمن بين الحرفين مع اشتراك الصفة والحكم، فقد حافظت اللام على توسطها، بينما أصبحت النون أطول من المد الطبيعي في الزمن.
.
العلة في ذلك هو اختلاف سببي الرخاوة في الحرفين ، فاللام الشديدة اكتسبت رخاوتها بتسرب من جانبي الفم في مجرى ضيق ، بينما رخاوة النون اكتسبت بتسرب الصوت من الخيشوم كاملا بعد انغلاق الفم ....
بمعنى ان العرب كما انهم يمدون حروف المد الطبيعي في كلامهم الطبيعي ، لا بد انهم كانوا يمدون الغنة في حالة الاخفاء ايضا ، وخاصة ان زمنها اطول من زمن المد الطبيعي.
ليس كذلك ؛ لأن حروف المد الطبيعي لا يمكن قيامها بدون المد ، وإلا حذفت من النطق ، لذا يمدونها حركتين ، بخلاف الغنة ، فالنون قائمة بدون زيادة زمنها ...
3 ) معنى الاخفاء: هو حالة بين الاظهار والادغام ، فقد اخذ من الإظهار بقاء الصفة وهي الغنة، بينما أخذ من الادغام زوال المخرج، فهل بقاء الصفة في الاظهار يتطابق مع بقاء الصفة في الاخفاء ؟
معنى كون الإخفاء حالا بين الإظهار والإدغام أنه شابه الإظهار وفارقه ، وشابه الإدغام وفارقه ، فشابه الإظهار في بقاء الغنة وفارقه في امتدادها مع زوال مخرج الحرف ، وشابه الإدغام التام في زوال مخرجه ، وفارقه في بقاء الغنة
4 ) النون في حالة الاظهار تكون في اكمل حالاتها، بينما النون في حالة الاخفاء تكون ناقصة فقد زال مخرجها وبقية صفتها، فأيهما أولى بإطالة الزمن النون في أكمل حالاتها أم النون الناقصة.
النون الناقصة ؛ حتى لا يذهب صوتها ...الكامل لا يحتاج إلى إكمال ....
5 ) كثير من العلماء القدامى في علم التجويد لم يشيروا الى التفريق بين الحكمين في الزمن، بل إشار الامام القرطبي في الموضح الى ما يفهم منه عدم التفريق بينهما في الزمن.
بل أشاروا إلى التفرقة بينهما ، وأرجو نقل كلام القرطبي المشار إليه ، وجزاكم الله خيرا ..
 
جزاك الله خيرا على ما ذكرت شيخ احمد ، الا ان ما ذكرت قابل للرد والمناقشة ، والذي يهمني هو اثارة المسألة لا غير.
ساحاول ذكر كلام الامام القرطبي لاحقا ، لكن يلزمك ايضا ذكر كلام العلماء القدامى في التفريق بينهما .
 
قال الامام القرطبي : وينبغي ان يكون التشديد ولا غنة فيه بزنة حرفين مظهرين ، ومع الغنة اقل من زنة حرفين، والوجه في كون التشديد مع الغنة اقل في مثل ( غدوا وعشيا ) و ( فريا يا اخت ) وما اشبه ذلك ، فان الغنة اذا بقيت في الحرف المدغم لم ينقلب قلبا صحيحا ، فلا يندغم باسره ، بخلاف بخلاف ما اذا ادغم بغير غنة فان الحرف الاول فيه مثل الثاني فيدغم باسره، فعلى هذا يكون التشديد في الواو الاولى في ( غدوا وعشيا ) اكثر منه في الواو الثانية للعلة التي تقدمت .
كتاب الموضح صفحة 145
تحقيق الدكتور غانم قدوري
دار عمار للنشر 2000م الطبعة الاولى
 
قال الامام ابن الجزري في التمهيد بعد حكم الاخفاء مباشرة: واحذر اذا اتيت بالغنة ان تمد عليها فهذا قبيح .
التمهيد ص 171
تحقيق الدكتور غانم قدوري
مؤوسسة الرسالة الطبعة الاولى 2001
 
وقد ايد هذا الرأي الدكتور علي بن سعد الغامدي في كتابه ( اللحن في قراءة القرآن الكريم ) 1434 ه
فقال في صفحة 61 :
والثاني : مثل غنة المشدد والمدغم والمخفي ....
تابع بقية كلامه في المرفقات
 
عودة
أعلى