مسألتان في الأحرف السبعة

إنضم
12 يناير 2013
المشاركات
688
مستوى التفاعل
20
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1
مسألتان في الأحرف السبعة:
صح عن النبي صلى الله عليه و سلم من غير وجه أن القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده و يزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف"- متفق عليه-.
و في قصة عمر بن الخطاب و هشام بن حكيم رضي الله عنهما، قال النبي صلى الله عليه و سلم:" إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه"- متفق عليه-.
و يعتبر موضوع الأحرف السبعة من المواضع التي اختلفت فيها الأقوال كثيرا، و أخص بالذكر مسألتين:

المسألة الأولى: الاختلاف في معناها:​
اختلف في معنى هذه الأحرف على أربعين قولا ذكر بعضها الإمام السيوطي في إتقانه-الباب السادس عشر: - في كيفية إنزاله-، و الإمام الزركشي في برهانه- الباب الحادي عشر: معرفة على كم لغة نزل-، و من المعاصرين الشيخ عبد العظيم الزرقاني في مناهل العرفان.
و قد ذهب الإمام فخر الدين الرازي إلى أن المراد بالأحرف السبعة: سبعة أوجه من وجوه الاختلاف في اللغة العربية، و يقترب من هذا القول كل القرب مذهب الإمام ابن الجزري و الإمام ابن قتيبة و هو ما رجحه الإمام أبو عمر الداني و من المتأخرين: الشيخ محمد بخيت المطيعي و الشيخ الخضري الدمياطي رحمهم الله تعالى.
يقول الرازي رحمه الله تعالى:
الكلام لا يخرج عن سبعة أحرف في الاختلاف:
1- اختلاف الأسماء من إفراد و تثنية و جمع و تذكير و تأنيث.
2- اختلاف تصريف الأفعال من ماض و مضارع و أمر.
3- اختلاف وجوه الإعراب.
4- الاختلاف بالنقص و الزيادة.
5- الاختلاف بالتقديم و التأخير.
6- الإختلاف بالإبدال.
7- اختلاف اللغات- أي اللهجات- كالفتح و الإمالة و الترقيق و التفخيم...

المسألة الثانية: الاختلاف في بقاء هذه الأحرف:​
اختلف في ذلك على قولين:
الأول: مذهب الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله و من نهج نهجه: و هو أن المصحف العثماني لا يشمل إلا حرفا واحدا، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:" و من نصر قول الأولين- أي القائلين بهذا القول- يجيب تارة بما ذكر محمد بن جرير و غيره من أن القراءة على الأحرف السبعة لم يكن واجبا على الأمة، و إنما كان جائزا لهم مرخصا لهم فيه، و قد جعل إليهم الاختيار في أي حرف اختاروه كما أن ترتيب السور لم يكن واجبا عليهم منصوصا بل مفوضا إلى اجتهادهم...
و من هؤلاء من يقول بأن الترخيص في الأحرف السبعة كان في أول الإسلام لما في المحافظة على حرف واحد من المشقة عليهم أولا، فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة و كان اتفاقهم على حرف واحد يسيرا عليهم، و هو أرفق بهم، أجمعوا على الحرف الذي كان في العرضة الأخيرة، و يقولون: إنه نسخ ما سوى ذلك" اهـ- مجموع الفتاوى-.
و يقول الإمام أبو عمر الداني رحمه الله تعالى في كتابه" الأحرف السبعة":
"تخيير الأمة بالقراءة بأي حرف شاءت منها :
ولم يلزم أمته حفظها كلها ولا القراءة بأجمعها بل هي مخيرة في القراءة بأي حرف شاءت منها كتخييرها إذا هي حنثت في يمين وهي موسرة بأن تكفر بأي الكفارات شاءت : إما بعتق وإما بإطعام وإما بكسوة وكذلك المأمور في الفدية بالصيام أو الصدقة أو النسك أي ذلك فعل فقد أدى ما عليه وسقط عنه فرض غيره فكذا أمروا بحفظ القرآن وتلاوته ثم خيروا في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءوا إذ كان معلوما أنهم لم يلزموا استيعاب جميعها دون أن يقتصروا منها على حرف واحد بل قيل لهم أي ذلك قرأتم أصبتم فدل على صحة ما قلنا "- اهـ-.
الثاني: ذهب جماعة من الفقهاء و القراء و المتكلمين إلى أن جميع هذه الأحرف موجودة و لم ينسخ منها شيء.
و على القول بأن المراد بالأحرف السبعة سبعة أوجه من وجوه الاختلاف في اللغة العربية، لا شك أن هذه الحروف باقية يشملها المصحف العثماني و الله أعلم.
 
الفاضل عبد الغفور ، جزاكم الله خيرا على ذكر هذه الاختلافات .
ولزيادة الأمر وضوحا :
الأحرف السبعة هي سبع لغات نزل بها القرآن الكريم توسعة على الأمة .
والأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المشهورة .
كَتب الصحابة رضوان الله عليهم المصحف العثماني بحرف واحد . وما احتمله المصحف العثماني من القراءات الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو من بركات الأحرف السبعة على الأمة .
أما القول ببقاء الأحرف السبعة حتى الآن فهو يخالف الهدف الذي من أجله كُتِب المصحف العثماني ، ولا دليل عليه .
والله أعلم وأحكم
 
و قد ذهب الإمام فخر الدين الرازي إلى أن المراد بالأحرف السبعة: سبعة أوجه من وجوه الاختلاف في اللغة العربية، و يقترب من هذا القول كل القرب مذهب الإمام ابن الجزري و الإمام ابن قتيبة و هو ما رجحه الإمام أبو عمر الداني و من المتأخرين: الشيخ محمد بخيت المطيعي و الشيخ الخضري الدمياطي رحمهم الله تعالى.
يقول الرازي رحمه الله تعالى:
الكلام لا يخرج عن سبعة أحرف في الاختلاف:
1- اختلاف الأسماء من إفراد و تثنية و جمع و تذكير و تأنيث.
2- اختلاف تصريف الأفعال من ماض و مضارع و أمر.
3- اختلاف وجوه الإعراب.
4- الاختلاف بالنقص و الزيادة.
5- الاختلاف بالتقديم و التأخير.
6- الإختلاف بالإبدال.
7- اختلاف اللغات- أي اللهجات- كالفتح و الإمالة و الترقيق و التفخيم...
لعلك تقصد الإمام أبا الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي (ت 454هـ) صاحب كتاب "معاني الأحرف السبعة" الذي طبع مؤخرا بتحقيق الدكتور حسن ضياء الدين عتر رحمه الله، وقد بين المحقق أن الإمام الرازي ذكر هذا القول ولم يتبنه، فلا يصح نسبته إليه كما درج عليه كثير من العلماء.
 
المسألة الثانية: الاختلاف في بقاء هذه الأحرف:​
اختلف في ذلك على قولين:
ويمكن إضافة قول ثالث، وهو أن المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة جامعة للعرضة الأخيرة.
وهذا القول مذكور في النشر للإمام ابن الجزري رحمه الله.
بارك الله فيكم.
 
ويمكن إضافة قول ثالث، وهو أن المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة جامعة للعرضة الأخيرة.
وهذا القول مذكور في النشر للإمام ابن الجزري رحمه الله.
بارك الله فيكم.

ولعل هذا أوسط الأقوال، وهو الذي يرجحه أكثر الباحثين في هذه المسألة.
جزاكم الله خيرا.
 
جزاكم الله خيرا على هذا العرض الطيب ولكنى أتساءل عن وضع القراءات الشاذة من الأحرف السبعة فهل هى منها وفى أي وجه يمكن أن ندرجها تحته؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم​
بالنسبة للأخ عبد الكريم عزيز، فالقول بأن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات هذا أحد الأقوال في المسألة، يقول الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في الإتقان:" القول العاشر إن المراد سبع لغات وإلى هذا ذهب أبو عبيد وثعلب والأزهري وآخرون واختاره ابن عطية وصححه البيهقي في الشعب وتعقب بأن لغات العرب أكثر من سبعة وأجيب بأن المراد أفصحها …"​
و هذا القول ضعفه جماعة من أهل العلم منهم عبد العظيم الزرقاني رحمه الله تعالى، و قد آثرت نقل معظم كلامه في ذلك، يقول:​
" القول العاشر:أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب بمعنى أن القرآن لا يخرج عن سبع لغات من لغات العرب وهي لغة قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن وهي أفصح لغات العرب. قال بعضهم: هذا أصح الأقوال وأولاها بالصواب وهو الذي عليه أكثر العلماء وصححه البيهقي واختاره الأبهري واقتصر عليه صاحب القاموس.​
وقال أبو عبيد: ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات بل اللغات السبع مفرقة فيه فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن وغيرهم. قال: وبعض اللغات أسعد به من بعض وأكثر نصيبا وقيل في عد القبائل السبع آراء أخر.​
ويدفع هذا القول على جميع آرائه بأمرين: أحدهما أن في القرآن الكريم ألفاظا كثيرة من لغات قبائل أخرى غير السبعة التي عدوها...​
ثانيهما أن توجيه هذا المذهب بما قاله أبو عبيد يقتضي أن يكون القرآن أبعاضا منه ما هو بلغة قريش ومنه ما هو بلغة هذيل وهكذا. ولا شك أن ذلك غير محقق لحكمة التيسير الملحوظة للشارع الحكيم في نزول القرآن على سبعة أحرف فإن هذا المذهب يستلزم أن كل شخص لا يمكنه أن يقرأ إلا البعض الذي نزل بلغته دون البعض الذي نزل بلغة غيره. وهذا باطل من ناحية ومخالف للاختلاف الذي صورته لنا الروايات السابقة بين الصحابة في القراءة من ناحية أخرى فإن المقروء فيها كان واحدا لا محالة كسورة الفرقان بين عمر وهشام. وسورة من آل حم بين ابن مسعود وصاحبه وقد صوب الرسول صلى الله عليه وسلم قراءة كل من المختلفين وكلاهما قرشي."-اهـ-.​
و قد ذكر رحمه الله تعالى أن الواسطي ذكر أن القرآن يضم أربعين لغة عربية، يطول المقام بسردها.​
لكن القول الذي قصدت هو أن المراد بالأحرف: سبع أوجه من وجوه اختلاف اللغة العربية،كما ذكره الإمام ابن الجزري و الرازي و غيرهما مع اختلاف يسير، فعلى هذا القول كل هذه الأوجه ثابتة:​
فمثلا: الإثبات و الحذف: نجد قوله تعالى:"و سارعوا إلى مغفرة من ربكم.." بإثبات الواو، و نجدها بحذف الواو:" سارعوا إلى مغفرة من ربكم".​
التقديم و التأخير:" يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون" ببناء الأول للمعلوم و الثاني للمجهول، و تقرأ بعكس ذلك.​
تصريف الفعل:"ربنا باعد بين أسفارنا" باعتبار باعد فعل طلب و نصب ربنا على أنه منادى، و في قراءة" ربنا باعـََد" بضم ربنا و بناء الفعل على الفتح.​
فكل هذه الأوجه و غيرها من الأوجه السبعة ثابت لم ينسخ منه شيء.​
و مما يرجح هذا القول موافقته للمعنى اللغوي، فإن لفظ الحرف و إن كان من الألفاظ المشتركة، فإن المعنى المراد في الأحاديث: سبعة أوجه، لدلالة السياق و القرائن عليه،- و هذا مما يعرف به المقصود من المشترك اللفظي-.​
أما بالنسبة للأخ أيت عمران، فالمعني بالذكر فعلا هو الإمام أبو الفضل شيخ الإسلام عبد الرحمن الرازي ابن بندار، ولد سنة 371 و توفي سنة 454هـ، و قد نسب إليه ذلك القول جمع من العلماء منهم الحافظ ابن حجر في الفتح و الزرقاني في المناهل و غيرهم، و قد ذهب ابن حجر إلى أن أبا الفضل الرازي إنما أخذ مذهب ابن قتيبة فهذبه و نقحه.​
و العلم عند الله.​
 
عودة
أعلى