مسألة مشكلة في الاختلاف في عدِّ آية الكرسي

إنضم
15 أبريل 2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
ورد خلاف في عد آية الكرسي عند علماء العد ، فالعد المدني الأخير والمكي والبصري يعدون ( الحي القيوم ) رأس آية .
والباقون لا يعدونها رأس آية بل يقفون عند قوله تعالى : ( العلي العظيم ) ، وهذا العد هو المشهور ، وهو الوارد في الآثار .
ومن ثمَّ فما الموقف من العد الأول ، وكيف يكون فضل آية الكرسي بناءً عليه ، وكذا أثرها المترتب على هذا الفضل ، والمسألة بحاجة إلى بحث وتحرير
 
ورد خلاف في عد آية الكرسي عند علماء العد ، فالعد المدني الأخير والمكي والبصري يعدون ( الحي القيوم ) رأس آية .
والباقون لا يعدونها رأس آية بل يقفون عند قوله تعالى : ( العلي العظيم ) ، وهذا العد هو المشهور ، وهو الوارد في الآثار .ومن ثمَّ فما الموقف من العد الأول ، وكيف يكون فضل آية الكرسي بناءً عليه ، وكذا أثرها المترتب على هذا الفضل ، والمسألة بحاجة إلى بحث وتحرير

وهو ما تؤيده أبحاث الإعجاز العددي
 
في صحيح السنة ما يغني عن التكلف في بحوث الإعجاز العددي ، ففي صحيح البخاري ـ في قصة أبي هريرة مع الشيطان ـ ح (2187):
"قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "أما إنه قد صدقك وهو كذوب، ... الحديث "


وفي صحيح مسلم ح (810) عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم! قال: يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال فضرب في صدري، وقال: والله ليهنك العلم أبا المنذر!.

وإذا كانت الآية اسمها : آية الكرسي، فلا يصح أن تسمى كذلك عند من جعل رأسها : (الحي القيوم) إذ ستخلو من اسم الكرسي ، فلم يبق إلا أن يكون العدُّ المشهور هو الصواب.
 
في صحيح السنة ما يغني عن التكلف في بحوث الإعجاز العددي ...... وإذا كانت الآية اسمها : آية الكرسي، فلا يصح أن تسمى كذلك عند من جعل رأسها : (الحي القيوم) إذ ستخلو من اسم الكرسي ، فلم يبق إلا أن يكون العدُّ المشهور هو الصواب.

وهذا هو المطلوب ، العدّ المشهور هو الصواب ، وما سواه ؟ ماذا عنه ؟
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل يمكن تطبيق هذا الحكم على الآيات الأخرى التي وقع اختلاف في تحديد مواقعها ؟
فأما مسألة التكلف في الإعجاز العددي ، فليس كل ما قيل في الإعجاز العددي تكلفا .
 
[
عمر المقبل
في صحيح السنة ما يغني عن التكلف في بحوث الإعجاز العددي ، ففي صحيح البخاري ـ في قصة أبي هريرة مع الشيطان ـ ح (2187):
"قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "أما إنه قد صدقك وهو كذوب، ... الحديث

والسؤال هنا : هل كان هذا الحديث وغيره مما غاب عن القدماء ؟ من المؤكد أن هذه الأحاديث كانت معروفة لديهم ، فلماذا لم تغنهم ؟ لعلها لم تصح عندهم ، وقد يكون لديهم سبب آخر .. وهذا يعني أن لا دليل في هذه الأحاديث على ما ذهبت إليه ، وإلا لما فات القدماء الاستناد إليها .
الاحتمال الآخر أن المسألة اجتهادية ، فمن القدماء من اجتهد في تعيين آية الكرسي وأخطأ ، وهذا يعني أن هناك وقائع أخرى من الاجتهادات المماثلة .


وإذا كانت الآية اسمها : آية الكرسي، فلا يصح أن تسمى كذلك عند من جعل رأسها : (الحي القيوم) إذ ستخلو من اسم الكرسي ، فلم يبق إلا أن يكون العدُّ المشهور هو الصواب.

بل يصح عنده ، ذلك أن كلمة ( الكرسي ) تقع في الجزء الثاني من الآية ، وبهذا الاعتبار تبدأ آية الكرسي بقوله تعالى " لا تأخذه سنة ولا نوم .... "
 
التعديل الأخير:
[

والسؤال هنا : هل كان هذا الحديث وغيره مما غاب عن القدماء ؟ من المؤكد أن هذه الأحاديث كانت معروفة لديهم ، فلماذا لم تغنهم ؟ لعلها لم تصح عندهم ، وقد يكون لديهم سبب آخر .. وهذا يعني أن لا دليل في هذه الأحاديث على ما ذهبت إليه ، وإلا لما فات القدماء الاستناد إليها .
الاحتمال الآخر أن المسألة اجتهادية ، فمن القدماء من اجتهد في تعيين آية الكرسي وأخطأ ، وهذا يعني أن هناك وقائع أخرى من الاجتهادات المماثلة .




بل يصح عنده ، ذلك أن كلمة ( الكرسي ) تقع في الجزء الثاني من الآية ، وبهذا الاعتبار تبدأ آية الكرسي بقوله تعالى " لا تأخذه سنة ولا نوم .... "


الأستاذ عبدالله :
1 ـ ليس من شرط المجتهد بلهَ العالم أن يكون محيطاً بالسنة، فهذا لم يقع لأكابر الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فضلاً عمن بعدهم؛ لذا فأنا أفترض أن الذين رجحوا أن الآية تبدأ من (الله لا إله إلا هو الحي القيوم ... العظيم) قد اعتمدوا على حديث أبي هريرة أو حديث أُبيٍّ ، أو على أمور لم يبرزوها، ولكننا الآن أمام نصوص واضحة، وهي تصلح حجةً لهم سواء ذكروها أم لا .
وأما الفريق الآخر الذي يرى أن الآية تقف عند (القيوم) فليس بالضرورة أن يطلعوا على الحديث الثاني (حديث أبي) إن قلنا إن الحديث الأول مما تنازع العلماء فيه: هل هو في حكم الموصول أم لا ؟! لأن البخاري بدأ بالإسناد فيه بصيغة المعلّق، فقال: وقال عثمان بن الهيثم ... الخ.
ومسألة أنه لم يَخْفَ عليهم ،فليس شرطاً، وأنت تعلم أن كثيراً من العلماء ينقل، والمحققون فيهم قلّة، والمتخصص في القرآن وعلومه لا نفترض فيه أن يكون إماماً في الحديث حتى يتكلم في أمثال هذه المسائل، والعكس صحيح ، فخفاء النص وارد، والمسألة ليست من الأصول الكبار التي نفترض فيها أنه يبعد فيها خفاء النص على عدد كبير من أهل العلم.

2 ـ وبما سبق يتبين لك الجواب عن قولك: وهذا يعني أنه لا دليل فيها.
وقد جرى العلماء والباحثون المنصفون قديماً وحديثاً على ذكر كل ما يصلح دليلاً على المسألة وإن لم يذكره من سبقهم، وهذا من الشهرة بمكان.

3 ـ كيف يصح أن تسمى آية الكرسي وكلمة (الكرسي)جاءت في الجزء الثاني من الآية؟! وقد فصل بينهما فاصل! وهذا ـ فيما يبدو لي ـ هو محل الإشكال الذي أثاره د.مساعد.


4 ـ ما علاقة بحوث الإعجاز العددي في ترجيح ما ذكرتَ ـ وفقك الله ـ ؟!
ولماذا لم يحتج السابقون بهذا العلم ـ الذي تدندن حوله كثيراً ـ في ترجيح هذه المسألة أو غيرها من المسائل التي أقحمتَ فيها هذا العلم الذي لم يحتف به السابقون، بل ليس هو من علوم السلف بيقين !
نسأل الله أن يهدينا رشدنا، ويقينا شح أنفسنا.
 
أولاً : السؤال المطروح سؤال جيد وجميل ويفتح باباً للنقاش نأمل أن لا يخرجه بعضهم إلى ما لا علاقة له به كما هو ملاحظ في بعض المداخلات السابقة .
ثانياً :
عندنا قولان في المسألة ونحتاج إلى التوفيق بينهما ، ولكن قبل هذا أرى أن نسأل أنفسنا هذا السؤال :
هل القولان على مرتبة واحدة ؟؟
الجواب : طبعاً : لا .
بيان ذلك :
القول بأن آية الكرسي تبدأ من قوله تعالى " الله لا إله إلا هو " وتنتهي بقوله تعالى " وهو العلي العظيم " قول مسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصحيح وثابت عنه .
القول الآخر وهو أن "الله لا إله إلا هو " آية ، والآية الثانية تبدأ بقوله " لا تأخذه سنة ولا نوم " قول غير مسند للنبي صلى الله عليه وسلم صراحة ، لأن من ذهب إلى هذا هم علماء العدد : المكي والمدني الأخير والبصري .
أما العدد المكي : فينتهي رفعه إلى ابن عباس وأبي بن كعب رضي الله عنهما كما عند الداني ، ويفق عند مجاهد رحمه الله كما عند الهذلي ، ولم أجد من رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم غير الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله حيث قال في كتابيه :" عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " اهـ ولم يذكر مستنده في ذلك مع أن هذا غير موجود في جميع المصادر التي اعتمد عليها في كتابه مما وقفت عليه ، فالله أعلم .
أما العدد المدني الأخير : فمنسوب إلى إسماعيل بن جعفر ، وموقوف على أبي جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح .
نعم هناك رواية أن عدد " أهل المدينة " ينتهي إلى ابن عباس وأبي رضي الله عنهما كما عند الداني ، وأما عند الهذلي فهو يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه الرواية ليس فيها تحديد أي العددين المراد ، بل فيها عموم عدد أهل المدينة فيدخل فيه الأول والأخير .
أما العدد البصري : فهو موقوف على عاصم بن أبي الصباح الجحدري رحمه الله .
بعد بيان هذا أرى أن لا وجه أصلاً للمسألة ، فلا أحد له كلام بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولو أردنا أن نجمع بين القولين باعتبار أن أحدهما ثابت عن بعض الصحابة رضي الله عنهم وهو مظنة لأن يكون قد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فيمكن أن يقال :
الحديث الشريف فيه بيان الأجر والثواب لمن قرأ هذه الآية التي جاء فيها ذكر " الكرسي " ، ونزلت آية " الله لا إله إلا هو " معها منزلة الآية الواحدة من باب التغليب لقصر هذه الآية عن مثيلاتها من آيات سورة البقرة .
وهناك احتمال آخر وهو ما يجيء على أسلوب العرب بوضع المفرد مكان المثنى ، ومنه في القرآن الكريم قوله تعالى :" قال إنا رسولا رب العالمين " ومعلوم أن الرسول منهما واحد وهو موسى عليه السلام .
هذا ما ظهر لي ، واستغفر الله إن كان غير صواب .
 
أولاً : السؤال المطروح سؤال جيد وجميل ويفتح باباً للنقاش نأمل أن لا يخرجه بعضهم إلى ما لا علاقة له به كما هو ملاحظ في بعض المداخلات السابقة .

أحسنتَ ، وبوركت على هذه الإضافة العلمية، والتعليق الذي صدرتَ به هذه الإضافة.
 
قد يُـحمَـلُ استشكال الشيخ أبي عبد الملك سدده الله - إن نحنُ أردنا الجمع بين القولين مادام ممكناً بلا تعسفٍ - على أنَّ السَّـلفَ ربَّـما أطلقوا لفظ الآية على الآيتين كما روى البيهقي والطبراني عن شتـير في ما صدقهُ فيه مسروق رحمهما الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
وحدثنا أنَّ أشد آية في كتاب الله تفويضاً (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) فقال مسروق : صدقت.

مع أنها آيتان , ومع ذلك قال أشد آية في كتاب الله تفويضاً , ولم يقل أشد آيتين.

والله أعلم
 
قد يُـحمَـلُ استشكال الشيخ أبي عبد الملك سدده الله - إن نحنُ أردنا الجمع بين القولين مادام ممكناً بلا تعسفٍ - على أنَّ السَّـلفَ ربَّـما أطلقوا لفظ الآية على الآيتين كما روى البيهقي والطبراني عن شتـير في ما صدقهُ فيه مسروق رحمهما الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
وحدثنا أنَّ أشد آية في كتاب الله تفويضاً (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) فقال مسروق : صدقت.

مع أنها آيتان , ومع ذلك قال أشد آية في كتاب الله تفويضاً , ولم يقل أشد آيتين.

والله أعلم

شكر الله لكم شيخ محمود .
هذا الكلام لا يخلو من المحذور الذي أردتَ الهروب منه ،فلا يخلو من تكلف.
والآية التي هي محل البحث جاء فيها اسم خاص ، وتوقيفي، وبدايتها جاء التصريح بها بخبر ثابت لا إشكال في ثبوته، والله أعلم.
 
الأخوة الكرام،

يقول الأستاذ الكريم:"وكيف يكون فضل آية الكرسي بناءً عليه ، وكذا أثرها المترتب على هذا الفضل؟"
لا أدري لماذا أرى الأمر في غاية البساطة:
طالما أن الآثار تتحدث عن فضل آية الكرسي إذن الأمر يتعلق بآية الكرسي. أما اختلاف العدد فهو يتعلق بالقراءات. والفضل الوارد في الآثار يتعلق بالقراءة المتواترة التي فاصلتها كلمة العظيم.
 
شكر الله لكم شيخ محمود .
هذا الكلام لا يخلو من المحذور الذي أردتَ الهروب منه ،فلا يخلو من تكلف.
والآية التي هي محل البحث جاء فيها اسم خاص ، وتوقيفي، وبدايتها جاء التصريح بها بخبر ثابت لا إشكال في ثبوته، والله أعلم.


أحسن الله إليكم شيخنا الكريم ونفع بعلمكم, ولكن أرجو أن تسمحوا لي باستفسار:

مالذي يمنعُ أن تكون آيةً باعتبار العدد الذي يجعل فاصلتها (العظيم) ولا إشكال في ذلك , وأن تكون آيتيـن أطلق عليهما لفظ الآية كما في هذا الأثر؟

مع العلم أنَّ رأس الآية الثابت بالدليل التوقيفي الثابت لا ينفيه أن نجعلهما آيتين سُمِّـيَتا بآية الكرسي جرياً على ما رأيناهُ عند السلف من تسمية الآيتين أو الآيات بآية , ومن ذلك غير ما جاء في آية الطلاق وهو ما جاء من أنَّ أخوف آية في القرآن ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ) وهما آيتان أيضاً , فيبدو والعلم عند الله أن الإطلاق بهذا الشكل أمر جرى عليه العمل عند بعض السلف.

(ولعلَّ هذا الموضوع يكونُ سببا في محاولة حصر الآيات المتعددة التي جاء عند السلف إطلاق لفظ الآية عليها)

وقد يستدل من يرى أنَّ رأس الآية هو (القيوم) بالبعض الثابت الصحيح من روايات الحديث كما في المسند والنَّـاصَّـة على أنه صلى الله عليه وسلم حين سُئل : أيُّ آية في القرآن أعظم ؟ قال صلى الله عليه وسلم ( الله لا إِلهَ إِلا هو الحيُّ القيوم ) ولم يزد على ذلك شيئاً , خصوصاً لو أخذنا في الاعتبار اشتمال الصدر الأول من آية الكرسي على اسم الله الأعظم عند كثير من أهل العلم وهو (الحي القيوم).

فمعهم ظاهر هذه الروايات ونصُّـها وتفضيل أولها على آخرها , وإن كانت الروايات الأخرى بينت وزادت.

والله أعلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأين بحث علمائنا من السلف الصالح للمسألة
وأين أقوالهم فيها؟ وهل فات علماء العدد وعلماء الحديث ذلك؟ هل استشكلوه؟
قبل الخوض في التحليل وطرح الاراء واعمال الفكر يجب علينا أدبا قبل أن يكون علما الرجوع إلى ما سطروه في ذلك
فإن لم يكن فنعمل فيه فكرنا أو أن ظهر لنا مالم يظهر لهم أثبتناه
أنا لا أدعوا للتحجير أو التقليد لكن طرح كل مسألة للنقاش وأعمال الفكر ويكون أخر هم طالب العلم هو قول من مضى؟
 
السلام عليكم، هذه المسألة مثل سورة الملك وهي ثلاثون آية كما في الحديث، وعدها المدني الأخير واحدا وثلاثين. ورأت لجنة مراجعة المصحف (مصحف مجمع الملك فهد) المطبوع على رواية ورش الأخذ بالحديث أي ثلاثين آية وعدم عد (قد جاءنا نذير).
 
السلام عليكم، هذه المسألة مثل سورة الملك وهي ثلاثون آية كما في الحديث، وعدها المدني الأخير واحدا وثلاثين. ورأت لجنة مراجعة المصحف (مصحف مجمع الملك فهد) المطبوع على رواية ورش الأخذ بالحديث أي ثلاثين آية وعدم عد (قد جاءنا نذير).
هذا في النسخة التي طبعت عام 1411 هـ وفق رواية ورش عن نافع
وأمَّا النسخة التي طبعت عام 1426 هـ وفق رواية ورش عن نافع ففيها سورة الملك 31 آية
والله أعلم وأحكم
 
الاستشكال الذي ذكره الأخ الفاضل مساعد في محله، والإجابات التي وردت في مشاركات الإخوة الأفاضل محتملة، ويمكن الخروج من الإشكال بسهولة في ما أرى بأن ييقال: إن ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث فضل آية الكرسي والمنصوص فيها على أول الآية وأنه (الله ...) يحمل على مذهب من عدّ الآية بتمامها آية واحدة، وأن ما ورد عن بعض علماء العدد من عدها آيتين فهو مذهب آخر في العدد وهو مذهب معتبر، وليس ضعيفا ولا مردودا، ومثل هذا ما ورد في سورة الملك من خلاف بين علماء العدد هل هي إحدى وثلاثون آية أو ثلاثون آية، ويحمل الحديث المنصوص فيه على أنها ثلاثون آية على مذهب من يعدها ثلاثينآية ولا إشكال في هذا الجواب، والجواب بالتجوز في التعبير عن الآيتين بالآية تعضده الروايات وهو جواب مقبول، أما التساؤل عن حد آية الكرسي عن من يعدها آيتين فأولها (لا تأخذه سنة ) وآخرها (العظيم) ولا إشكال فيه أيضا ولن تكون آية الكرسي عندهم (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) فقط لعدم اشتمالها على لفظ الكرسي، وكم من آية في كتاب الله شديدة الاتصال بما قبلها كهذه. ولي وقفة مع ماقاله الأخ الفاضل الجكني في آخر مداخلته وهو :
(وهناك احتمال آخر وهو ما يجيء على أسلوب العرب بوضع المفرد مكان المثنى ، ومنه في القرآن الكريم قوله تعالى :" قال إنا رسولا رب العالمين " ومعلوم أن الرسول منهما واحد وهو موسى عليه السلام .
هذا ما ظهر لي ، واستغفر الله إن كان غير صواب .)
فالظاهر أنه يقصد بوضع المثنى مكان المفرد كما يدل عليه الكلام، أما التثنية في آية طه (رسولا ربك) فتدل على ان هارون عليه السلام رسول، ويحمل ما الآية الأخرى (فقولا إنا رسول رب العالمين) في وصف موسى وهارون على إرادة الجنس كما نص عليه كثيرون والله أعلم.
 
الاستشكال الذي ذكره الأخ الفاضل مساعد في محله، والإجابات التي وردت في مشاركات الإخوة الأفاضل محتملة، ويمكن الخروج من الإشكال بسهولة في ما أرى بأن ييقال: إن ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث فضل آية الكرسي والمنصوص فيها على أول الآية وأنه (الله ...) يحمل على مذهب من عدّ الآية بتمامها آية واحدة، وأن ما ورد عن بعض علماء العدد من عدها آيتين فهو مذهب آخر في العدد وهو مذهب معتبر، وليس ضعيفا ولا مردودا، ومثل هذا ما ورد في سورة الملك من خلاف بين علماء العدد هل هي إحدى وثلاثون آية أو ثلاثون آية، ويحمل الحديث المنصوص فيه على أنها ثلاثون آية على مذهب من يعدها ثلاثينآية ولا إشكال في هذا الجواب، والجواب بالتجوز في التعبير عن الآيتين بالآية تعضده الروايات وهو جواب مقبول .
كيف يكون الجواب مقبولا - شيخنا الكريم - مع مخالفة النص ؟ .
وأين الروايات التي تعضد التجوز في التعبير عن الآيتين بالآية ؟
وكيف يستقيم هذا في سورة الملك ؟
لا زلتم مؤيدين بتأييد الله، موفقين مسددين .
 
السلام عليكم، من باب الطرافة فقط، لي مصحف قديم برواية ورش وبالعدد المدني، مطبوع في تونس. عند آية الكرسي، كتبوا في الهامش (آيات العرش)، كأنهم تفطنوا إلى كونها آيتين ...
 
هذا في النسخة التي طبعت عام 1411 هـ وفق رواية ورش عن نافع
وأمَّا النسخة التي طبعت عام 1426 هـ وفق رواية ورش عن نافع ففيها سورة الملك 31 آية
والله أعلم وأحكم
والنسخة التي أملكها كان رئيس لجنة المراجعة الشيخ علي عبد الرحمن الحذيفي حفظه الله. فهل طبعة 1426 هـ راجعتها نفس اللجنة ؟.
 
الاستشكال الذي ذكره الأخ الفاضل مساعد في محله، والإجابات التي وردت في مشاركات الإخوة الأفاضل محتملة، ويمكن الخروج من الإشكال بسهولة في ما أرى بأن ييقال: إن ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث فضل آية الكرسي والمنصوص فيها على أول الآية وأنه (الله ...) يحمل على مذهب من عدّ الآية بتمامها آية واحدة، وأن ما ورد عن بعض علماء العدد من عدها آيتين فهو مذهب آخر في العدد وهو مذهب معتبر، وليس ضعيفا ولا مردودا، ومثل هذا ما ورد في سورة الملك من خلاف بين علماء العدد هل هي إحدى وثلاثون آية أو ثلاثون آية، ويحمل الحديث المنصوص فيه على أنها ثلاثون آية على مذهب من يعدها ثلاثينآية ولا إشكال في هذا الجواب، والجواب بالتجوز في التعبير عن الآيتين بالآية تعضده الروايات وهو جواب مقبول.
بلى ! فيه إشكال كبير جدا. ومع أن توجيه الدكتور أحمد خالد شكري من أحسن ما مر عليّ حتى الآن في المسألة إلا أنه لم يجب على السؤال الجوهري الذي طرحه الدكتور مساعد، وهو: لما ذا وجد "مذهب آخر" مع وجود النص الصريح المفصل ؟ وننبه إلى أن عبارة "..التجوز في التعبير" جواب عن السؤال نفسه لكن في حالة انعدام النص.
 
سلام الله عليكم
لعلي أرتب ما ذكره المشايخ الفضلاء من خلال ما يلي :
القول في هذه المسألة محتمل لأمرين :
الاحتمال الأول :
ترجيح أن آية الكرسي من قوله :{الله لا إله إلا هو ...}إلى قوله :{العلي العظيم}لأسباب منها :
1-أن هذا هو ظاهر قوله صلى الله عليه وسلم :"آية الكرسي" ،
2- وجود اسم الكرسي الذي سميت به الآية في موضع يعده أصحاب القول الآخر آية أخرى فكيف تسمى الآية بما ليس فيها .
3-ويؤيد ما سبق أن الجميع متفقون على أن بدايتها:{الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وذكر الكرسي غير موجود فيها .
ويقال في قول من عدها آيتين : أنه اجتهاد مرجوح .
الاحتمال الثاني :
أن تسميتها بآية الكرسي فيه تجوز ، والمقصود أن الجملة منقسمة في آيتين وليس آية واحدة .
وهذا له وجه قوي ، ويدل عليه وجود نظير له باتفاق أهل العدّ وهو ما أخرجه البخاري ومسلم حيث :"..سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحُمُر؟ ، فقال : ما أنزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } . "
وهذه الجملة من سورة الزلزلة آيتان بالاتفاق ، يقول ابن عاشور :"وعدد آيها تسع عند جمهور أهل العدد ، وعدها أهل الكوفة ثماني للاختلاف في أن قوله : {يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم } آيتان أو آية واحدة . "
وكلاهما سائغ .
والله أعلم .
 
3-ويؤيد ما سبق أن الجميع متفقون على أن بدايتها:{الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وذكر الكرسي غير موجود فيها .
لم يتفق الجميع على أن بدايتها {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} بل بعضهم قال: بدايتها {الله لا إله إلا هو}وآخرها {العظيم}، وبعضهم قال: أولها {لا تأخذه سنة}، وآخرها {العظيم}. واتفاقهم على البدء بـــ {الله لا إله إلا هو} اتفاق آخر، مثل اتفاقهم على {تلك الرسل}
ويدل عليه وجود نظير له باتفاق أهل العدّ وهو ما أخرجه البخاري ومسلم حيث :"..سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحُمُر؟ ، فقال : ما أنزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } . "
وهذه الجملة من سورة الزلزلة آيتان بالاتفاق ، يقول ابن عاشور :"وعدد آيها تسع عند جمهور أهل العدد ، وعدها أهل الكوفة ثماني للاختلاف في أن قوله : {يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم } آيتان أو آية واحدة . "وكلاهما سائغ.
هذا الكلام وجيه جدا، وهو قريب مما ذكره الدكتور أحمد خالد شكري، لأنه دليل جواز الاختلاف في حدود النص، أي أنه لم يحدث "مذهب آخر". لأنه إذ صح أنه صلى الله عليه وسلم سمى آيتي الزلزال آية صح أن ينسحب هذه التسمية على آية الكرسي، وهو المطلوب. وجزاكم الله خيرا.
على أن عددا من كتب الأدعية تحدد آية الكرسي من {الله لا إله إلا هو}إلى {خلدون} كما في مأثورات الإمام الشهيد/ حسن البنا، عليه من الله الرحمة والمغفرة والرضوان.
 
توهمت موافقة الجميع لفظ حديث أبي

توهمت موافقة الجميع لفظ حديث أبي

الحقيقة أني لم أظن أن من عدها آيتين يحصر الفضيلة من قوله :(لا تأخذه سنة)ويترك النص الوارد في صحيح مسلم لما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أي آية في كتاب الله معك أعظم فأجاب أبي بن كعب بعد تورع قائلا:(الله لا إله إلا هو الحي القيوم) ولا أرى مخالفة هذا النص سائغة إلا بالعذر إن لم يبلغهم الحديث أو ورود نص آخر يدل على ما ذهبوا إليه. ولعل المشايخ الفضلاء يصلون إلى أنه لا يلزم من الاختلاف في عد الآي أن يحدث فرقا في بداية آية الكرسي ويمكن الوصول لهذه الحقيقة بتتبع فضيلة آية الكرسي عند عموم الفقهاء فإذا لم نجد قولا لأحد في بداية الآية من قوله :(لا تأخذه) يثبت لدينا اتفاقهم على عدم وجود أثر للعد على تحديد فضيلة آية الكرسي .والله أعلم .
 
أعتقد أن الإشكال قد زال؛ لأنه لا خلاف - حسب علمي- بأن بداية آية الكرسي قوله: ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم)، للأحاديث الصحيحة التي تدل على ذلك، كما أن تسمية آية الكرسي بهذا الاسم يؤيد أن تكون هذه الكلمة جزءا من الآية، سواء قلنا: إنها آية واحدة، أو آيتان أطلق عليهما آية من باب التجوز في التعبير، وهو سائغ قد دلت عليه نصوص كثيرة قد سبق بعضها في مشاركات الإخوة الفضلاء، فيكون فضل آية الكرسي بقراءتها من (الله لا إله إلا هو الحي القيو) إلى قوله (العظيم) سواء قلنا بالعد المدني الأول أو الأخير. والله تعالى أعلم.
 
قد يُـحمَـلُ استشكال الشيخ أبي عبد الملك سدده الله - إن نحنُ أردنا الجمع بين القولين مادام ممكناً بلا تعسفٍ - على أنَّ السَّـلفَ ربَّـما أطلقوا لفظ الآية على الآيتين كما روى البيهقي والطبراني عن شتـير في ما صدقهُ فيه مسروق رحمهما الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
وحدثنا أنَّ أشد آية في كتاب الله تفويضاً (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) فقال مسروق : صدقت.

مع أنها آيتان , ومع ذلك قال أشد آية في كتاب الله تفويضاً , ولم يقل أشد آيتين.

والله أعلم
بل هي آية واحدة في العدّ المدنيّ الأوّل
 
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على المشاركات القيمة.

ولا أدري لماذا غاب عن جميع المناقشين ( إن لم يفتني شيء ) أن اختلاف القراء في العد هو كاختلافهم في القراءات، فهو من اختلاف التنوع لا من اختلاف التضاد، ومن ثم فلا يصح أن يرجح منها شيء على شيء إلا من باب الاختيار، أما من باب الرفض فلا.

فإذا جاء في حديث أن أفضل آية هي آية الكرسي، فما المانع أن يكون المقصود بذلك على القراءة المشهورة فيها (أقصد على العد المشهور) آية واحدة؟ ومعلوم أن الأحرف السبعة لم تنزل على النبي صلى الله عليه وسلم في وقت واحد.
فالاختلاف في العد هو من الاختلاف في الأحرف السبعة، كما أن الاختلاف في الرسم كذلك، ولذلك لم ير العلماء في اختلاف مصاحف الأمصار تضادا، وإنما هو من اختلاف التنوع أيضا.

وقد جاء في الحديث: (من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، ثم تلا: "أقم الصلاة للذِّكْرَى")، ولم يكن في هذه القراءة رفض قراءة الجمهور كما هو واضح، وفي الحديث (تسوموا فإن الملائكة مسوِمين) بالكسر، ولم يكن في هذا رفض قراءة الفتح.

كما نرى كثيرا في الأحاديث ورودها بلفظ واحد من الألفاظ المختلفة للقراءات، وهذا لم يعد تضادا بالاتفاق، فلماذا يعد ما هنا تضادا؟

هذا ما أراه في الموضوع، وأراه واضحا.
وفيه حل الشبهة من أصلها، والله أعلم.
 
من فوائد الشيخ/ مساعد في شرح الزمزمي

من فوائد الشيخ/ مساعد في شرح الزمزمي

مسألة: هل علم عد الآي من قبيل الاجتهاد أو من قبيل النقل ؟
ليعلم أولا: أن هناك سورا:
1. وقع الإجماع على عدها معنى ومبنى.
2. وهناك سور وقع الإجماع على عدها، واختلف في مواقع العدّ منها، فمثلا سورة الفاتحة = اتفقوا أنها سبع آيات، واختلفوا في العد: فمن عدّ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} آية، لم يعد {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} آية، ومن لم يعد {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} آية، عد {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} آية.
3. وهناك سور وقع الاختلاف في العدد والمواطن، ومثال ذلك: سورة الملك .
فهذا الخلاف الوارد في عد الآي لا يمكن الانفكاك منه إلا بأن نقول: أن كل هذا الخلاف ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو أن يُقال إن الأصل: أن العد متلقى من الرسول صلى الله عليه وسلم لكن وقع الاجتهاد في بعض المواطن.
وبعض علماء القراءات يُشددون على القول الأول: أنه متلقى من النبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم إذا جاؤوا يعللون سبب الاختلاف وقع في كلامهم شيء من الاضطراب لعدم التوائم بين هذا الخلاف الواضح جداً وبين كونه منقولا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكننا لو قلنا بأن عد الآي الأصل فيه النقل وأنه قد وقع فيه الاجتهاد فإنه لا يؤثر على علم العدّ وأصالته من جهة، وأيضا لا يؤثر على نقل القرآن من جهة أخري.
ومن أمثلة ذلك (إثبات وجود الخلاف): الخلاف في عد آية الكرسي، فاختلف علماء العد في عد الآية، فذهب بعضهم أن قوله: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} رأس آية، ولو تأملت لوجدت أن هذا يخالف الأحاديث الصريحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في آية الكرسي، فلو قلنا أن المجتهد قد استخدم ما يسمى في علم العدّ بالنظائر (المشاكلة)، لوجد أن هناك آية مناظرة في أول آل عمران، فكونه اجتهد في عد الآية لا يترتب عليه مشكله لا علمية ولا عمليه بل نقول هذا من الاجتهاد.
 
عودة
أعلى